(11)
قالت أراخنى :
نادى منادون فى شوارع أفسس أن الكاهن الأكبر لأرتيميس إلهة أهل أفسس يدعوهم لإجتماع عاجل فى صباح الغد فذهبت فى الصباح الباكر إلى المعبد فوجدت آلاف من الناس مجتمعون وبعد قليل ظهر الكاهن الأكبر يحيط به العديد من الكهان فلما وقف وراء المنصة أشار بيديه قائلا :
أيها الأحباب إن أرتيميس ربة الصيد وعذراء الصيادين المترددة على الجبال والتلال والسهول حامية الحيوانات المفترسة والأليفة وكل الصيادين الماهرين حارسة الينابيع ومجارى المياه منمية النباتات ربة الطفولة ربة الحوريات ربة العفة التى تعاقب من يخل بقوانين العفة والطهارة غاضبة الآن علينا بسبب ذلك الدين الجديد الذى يدعو له الأغراب طالبين منا ترك إلهتنا التى لا نحب سواها
أيها الأحباب إن أرتيميس البارحة ظهرت وتجلت لى وأعلنت أنها ستصب جام غضبها علينا جميعا إذا لم نتحرك ونصنع شيئا ثأرا لها من أولئك الأغراب
أيها الأحباب تذكروا ما فعلته بأبناء نيوبى وبناته الأربعة عشر من قتل بالسهام انتقام من جريمتهن بالسخرية من ليتو،تذكروا ما فعلته فى أوينيوس عندما رفض أن يشاركها فى تقديم الذبائح تذكروا أنها أرسلت خنزيرا بريا يخرب حقوله فى كالو دون تذكروا ما فعلته فى أجاممنون عندما قتل غزالا مقدسا وهو يصطاد فعاقبته بإرسال طاعون على جيشه وجعلت الرياح تسكن فلم يستطع التحرك بجيشه تذكروا أنها لم ترضى عنه إلا أن يضحى بابنته أفيجينيا فقدمها ذبيحة فعفت عنه وأنقذت الفتاة
إننا نريد أن ننجو من عقابها فدافعوا عن دينكم بكل الوسائل الممكنة
عند ذلك صاح أحد الكهنة الصغار وتبعته الجموع :
عظيمة أرتيميس إلهة أهل أفسس عظيمة أرتيميس إلهة أهل أفسس
وبعد هذا زحفت الجموع نحو الخان الذى يقيم به الدعاة الأغراب وقاموا بقذف الخان بالحجارة وما وصل إلى أيديهم واختطف بعضهم من داخل الخان عدد من هؤلاء الرجال .
(12)
قال سلاموس:
قاد ديمتريوس الصناع والبناة وغيرهم من عباد أرتيميس نحو المسرح الكبير وهو يقول بصوت أجش :
الموت لمن يدعو الناس لغير عبادة أرتيميس الموت والهلاك لهم
والجماهير من خلفه تردد ما يقوله وقال :
عظيمة أرتيميس إلهة أهل أفسس
وهم يرددون خلفه ذلك ومن المسرح قادهم للخان الذى يقيم به الدعاة وهم يمسكون فى أيديهم المعاول والفؤوس والسكاكين والسيوف ولكنهم لم يجدوا الدعاة بداخله فاختطفوا من وجدوه من الناس فى الخان والسبب هو أن من آمنوا بالدعاة أخذوهم لمكان آمن بعيد عن أعين الناس وكانوا لا يقابلون أحد إلا من توسموا فيه الخير وقبول الدعوة
(13)
قال تيرانوس:
بعد ما فعله ديمتريوس من تظاهرت وخطف للناس هو ومن معه جمع الصياغ والصناع والبناة فى اليوم التالى حتى لا تهدأ الأمور وتأتى على ما يشتهى ويرغب هو وهم فخطبهم قائلا :
تعرفون أيها الرجال أن رزقنا الكثير الوفير يعتمد على بقاء صناعتنا هذه باقية وقد رأيتم ما فعله الأغراب من إضلال عدد كبير من الناس لا فى أفسس وحدها ولكن فى كل البلاد القريبة منا فقد أقنعهم الأغراب أن الآلهة التى نصنعها بالأيدى ليست بآلهة وهذا لا يهدد صناعتنا بالبوار وإنما يجعل معبد أرتيميس إلهتنا العطمى معرض لفقدان الهيبة ونخاف أن تفنى عظمتها وهى التى يعبدها سكان أسيا والعالم
وبعد هذا الكلام تظاهر القوم وهجموا على بعض المؤمنين واختطفوهم
(14)
قال تراوسي:
فى المعبد اليهودى اجتمع زعماء الأديان المختلفة فى أفسس عدا الكاهن الأكبر لأرتيميس وكان سبب الإجتماع هو مناقشة زيادة نفوذ الأرتيميسيين فى المدينة من خلال حربهم لدعاة الدين الجديد فقال زعيم اليهود :
دعوتكم اليوم لأننا إذا لم نقوم بالحد من نفوذ عباد أرتيميس فسوف تزول دياناتنا من المدينة وسوف يتحول الناس الذين يتبعونها لأتباع لأرتيميس
فقال زعيم المجوس وكذلك الأمر مع دين الأغراب
فقال زعيم اليهود أتباع الأغراب ضعاف وأكثرهم مستترون إن نفوذنا وما نحصل عليه من أموال من أتباعنا سوف يزول ويتحول لكهنة أرتيميس فلابد من عمل شىء يوقف هذه المهزلة
فقال زعيم الأخيلوسيين : وماذا تقترح ؟
قال زعيم اليهود أن نساعد أتباع الأغراب فنتقوى بهم على الأرتيميسيين
فقال زعيم البوسايدونيين : تقول هذا لأنهم خرجوا منكم وأقارب لكم
فقال زعيم اليهود إذا لم يعجبكم رأيى فهاتوا ما عندكم ولكنى أرى هذا وأرى أن نستميل ديمتريوس والصناع والصياغ خاصة من لهم أصنام منكم ونجعله يعمل لصالحنا بدفع المال له أو على الأقل لا يقف مع كهنة أرتيميس
فقال زعيم المجوس وأرى أن أى مظاهرة يقوم بها أتباع أرتيميس يجب أن يشارك فيها أتباع كل الديانات حتى لا يغتر أتباعنا بكثرة أتباعها ومن ثم لا ينقلبوا لعباد لها
فقال زعيم الإروسيين :يجب ألا نتركهم يعملون أى أمر إلا شاركنا فيه حتى لا يحتسب عدم المشاركة ضدنا عند الناس
(15)
قال ديدوس:
اجتمع أعلم الدعاة بالمؤمنين وبالدعاة وقال لهم فى المدرسة التى اتخذوها مقرا لهم فى المدينة :
اسهروا على أنفسكم وعلى أسركم فإنى راحل لبلدة أخرى أدعو إلى عبادة الله فيها كونوا خدما بعضكم لبعض لا تجعلوا فيكم رؤساء وكونوا جميعا رؤساء على قدم المساواة لأن من حب الرئاسة تخرج كل الشرور التى تحرف دين الله