(6)
قال فضليوس :
جمعنا الكاهن الأكبر فى قاعة الإجتماعات السرية فى المعبد ثم قام فينا خطيبا فقال :
إخوانى وأبنائى إلهتكم أرتيميس العظيمة التى تسكنون فى معبدها وتقتاتون من خيراتها وباسمها تتمتعون بنساء المعبد وغيرهن من النساء ومن خمر معبدها تسكرون وتشربون حتى الثمالة فى خطر إن معبدها معرض للزوال ومن ثم الخير الذى تتمتعون به معرض للزوال هو الأخر
فقال مناوس : كيف ؟
فقال طبعا أنتم هنا لا تخرجون من المعبد إلا لماما لا تعرفون ماذا يجرى فى المدينة لقد جاء بعض الأغراب ودعوا الناس لعبادة إله واحد يسمى الله وترك عبادة أرتيميس وغيرها من الآلهة واستجاب لهم العديد من الناس والبقية يفكرون فهل سننتظر حتى يزول ما نتمتع به هنا من ملذات وخيرات
فقال يدكوس : وماذا تريد منا أن نفعل ؟
فقال الكاهن الأكبر اخرجوا للناس وحرضوهم على إيذاء الدعاة وإخراجهم من المدينة ادعوهم للتمسك بإلهتهم أرتيميس وإلا سيزول ما يقدمه الناس لنا من قرابين وقربات ونذور حتى ترضى عنهم أرتيميس ويذهب كل ذلك لدعاة الدين الجديد دافعوا عن أموالكم
فقال تاويس :هل نذهب للبيوت ؟
فقال الكاهن الأكبر نعم اذهبوا للبيوت عامة للحانات خاصة لبيوت الدعارة خاصة وأهل الحانات وبيوت الدعارة اجعلوهم وقود هذه المعركة وسيقومون هم بإشعالها والقضاء عليهم هيا الآن لا تضيعوا وقتا .
(Cool
قالت جماليس :
بلغنا أن بعض الرجال الأغراب أتوا لمدينتنا وقاموا بدعوة الناس لعبادة إله واحد غير متجسد وكان من ضمن ما دعوا الناس له ترك جماع غير الزوجات ووجوب التزوج وجماع الزوجة فقط وقطعا كان هذا قطع لرزقنا فنحن بنات الهوى ليس لنا صناعة نسترزق منها سوى الجماع من الرجال وأخذ النقود لنصرفها على أنفسنا فنشترى الطعام والشراب وندفع إيجار البيت وأجر التداوى عندما نمرض
لقد سموا جماعنا زنى وادعوا أنها جريمة كبيرة لمن يفعلها عقاب دنيوى وعقاب أخروى أى بعد أن نموت نعود للحياة ويدخلنا من يسمى الله العقاب المسمى النار
لا أعرف كيف يحرمون التلذذ بالنيك والمرأة لا تجد لذة فى الدنيا أفضل من رجل فوقها أو تحتها أو بجانبها يفعل بها ما يجعلها تفرح ؟
إن هؤلاء القوم مجانين يحرمون اللذة ويمنعون أنفسهم من لذة الحياة يمنعون عنا الطعام والشراب بتحريم عملنا سوف يجعلوننا نموت فالنساء لا صناعة لهن سوى النيك وتلقى المال من الرجال .
(9)
قال أبديوس :
أتى أحد صناع الأوثان لتيموثاوس ليجادله فرحب به تيموثاوس وطلب له طعاما وبعد أن أكل قال الصانع فكارس :
أتريدون منا نحن وأسرنا أن نموت جوعا بتحريم صناعتنا التى لا نعرف سواها ؟
فقال تيموثاوس نحن لا نريد لأحد أن يجوع أو يفتقر لقد جئنا بالغنى كله
فقال فكارس أى غنى وأنتم تمنعون مصدر رزقنا ؟
فقال تيموثاوس لقد حرم الله صناعة الأوثان وطلب ألا يسجد لها أحد ولو فكرت لقلت أتعلم حرفة أخرى مباحة وأسترزق منها
فقال فكارس لقد توارثنا صناعتنا كابر عن كابر ولا نعرف أى شىء سواها
فقال تيموثاوس إذا ستفعلون مثل أصحاب السبت
فقال فكارس ومن هم أصحاب السبت؟
فقال تيموثاوس إنهم جماعة الصيادين من أهل قرية كانت على البحر اختبرهم الله بأن جعل السمك يأتى يوم السبت وهو يوم العطلة التى لا يجوز العمل فيها ولا تأتى أيام العمل وهو الصيد فبدلا من أن يبحثوا عن مهنة ثانية ليسترزقوا منها عصوا حكم الله فاصطادوا فى اليوم الذى حرم فيه العمل فعاقبهم الله بأن حول أجسامهم لأجسام قردة حتى ماتوا وأنتم مثلهم لا تريدون تغيير المهنة مع أنهم كانوا يعملون بعمل مباح وأنتم تعملون بعمل محرم
فقال فكارس وماذا تقترح علينا ؟
فقال تيمو ثاوس تعلم المهن كالنجارة والطبابة والحدادة يأخذ وقت وأما التجارة فلا تحتاج لوقت للتعلم ولذا اقترح عليكم أن تعملوا بالتجارة خاصة أن ما ربحتموه من صناعة التماثيل والأوثان المحرمة كان كثيرا وأعتقد أن لديكم فوائض مالية منه تجعلكم تعملون فى التجارة
فقال فكارس هذا أسهل
(10)
قال غطريف:
قام أحد كهنة أرتيميس بالوقوف فى السوق وقال :
هلم إلى يا عباد أرتيميس العظيمة
فتجمع الناس فى السوق حوله فخطبهم قائلا :
إن أرتيميس ربة المدينة العظيمة القادرة غاضبة عليكم بسبب إيوائكم رجال أغراب فى المدينة يدعون لعبادة غيرها تذكروا كم مرة أنقذتكم أرتيميس ربتكم الجميلة القوية من أيدى الأعداء تذكروا كم مرة ساعدت الفقراء والمحتاجين تذكروا كم مرة قضت على من خرجوا عن دينها
يا قوم إن العقاب والغضب سيأتى علينا إن لم نخرج ونطرد هؤلاء الأغراب ولن نستطيع نحن كهنة أرتيميس أن نمنع العذاب الذى سترسله إليكم
يا قوم تذكروا ما حدث من عقابها لركاب سفينة الأرجو عندما اصطادوا الحيوان المفضل لديها تذكروا أنها أصابتهم بالسكون فلم يستطيعوا الحراك إلا بعد أن قاموا باسترضاءها ولم ترض إلا أن يذبح أحدهم ابنته ضحية لها هل تريدون أن تضحوا بأولادكم من أجل حفنة رجال لا يفهمون شيئا