مرت شهور أخرى ونحن نحارب من يحاربنا وبعد أن كنا نكتفى بالدفاع عن البلاد التى أنشأناها بسواعدنا أصبحنا نهاجم من يهاجمنا فى عقر داره أحيانا بفرق من جيشنا وأحيانا ببعث أفراد لإغتيال قادة العدو الذين يحرضون على العدوان علينا وأحيانا يبعث أفراد يوقعون بين رجال العدو الكبار بالإشاعات التى تهدف لتحاربهم معا ومن ثم إنصرافهم عن حربنا وفى تلك الأثناء كانت فرق المسافرين تعود وكلها لم تجد الكعبة حتى عادت الفرقة 97بالخبر السعيد لقد وجدوها لقد وجدوها فى000وقد قصوا علينا أن الناس المقيمين حول تلك المنطقة المتسعة خوفوهم من عبورهم إياها وقالوا لهم إن الداخل لها مفقود والخارج- ولا خارج منها - مولود وقصوا عليهم أن الآباء والأجداد قالوا أن فى تلك المنطقة رمال متحركة تبتلع من يسير عليها وأنها مليئة بالحيونات المفترسة من ذئاب وثعالب وثعابين بعضها بالغ الطول وبعضها بالغ القصر كما أنها ليس بها ماء للشرب ولا توجد فيها طرق معروفة لأحد من البشر ومن ثم من يدخلها يموت عطشا أو جوعا أو يتوه فيها حتى ينفذ ما معه من طعام وشراب فيموت وإما تفترسه أو تلدغه الحيوانات فيموت وإما تبلعه الرمال المتحركة وحكى الناس لهم حكايات مخيفة ومرعبة اختلقها قطعا من أرادوا منع الباحثين عن الكعبة من الوصول لها وقد اتفق الفريق المسافر على خداع الناس وذلك بجعلهم يعتقدون أنهم لن يدخلوا تلك المنطقة المخيفة ثم بعد هذا اشتروا عددا كبيرا من الجمال وعددا كبيرا من الشباك ذات الخيوط القوية الثخينة السمينة وربطوا شبكة بين كل جملين ربطا متينا ووضعوا عليها جرار الماء وأوعية الطعام وأجولة التمر والخيام والملابس التى تكفيهم ثلاثة شهور أو أكثر كما حملوا معهم أحجارا ملونة كبيرة كانوا يضعون الواحد منها فى نهاية مرمى بصرهم ساعة تحركهم من مكانهم الذي ينزلون فيه وذلك حتى يستدلوا بها فى رحلة العودة وقد قسموا أنفسهم لعدة جماعات بحيث تبدأ كل جماعة طريق سيرها من مكان مختلف والحمد لله فقد التقت الجماعات معا عند الكعبة التى وجدوها يحيط يها جبل الطور وعليه أشجار الزيتون وقد وجدوا فى طرقهم مدنا وقرى خربة على مسافات متقاربة منها القريب من مكة الحقيقية كبلدة لوط(ص)وهذا يعنى أن الطريق كان مسلوكا معروفا ولكنه أهمل إهمالا متعمدا بحيث غطت الرمال معظم تلك القرى وكانت الكعبة على شكل مستدير نوع ما لها حد خارجى هو عرفات وفى داخلها المذبح الحرام وبئرى الصفا والمروة وفى نقطة الوسط مركز الكون قبلة الصلاة التى وجدوا داخلها الكتاب المسطور الذى نسخوا منه نسخة أحضروها معهم وكانت الفرحة الكبرى عودة الإسلام الحقيقى للناس بعد غياب.