الإلهة المزعومة
(1)
قال تيموثاوس :
عندما دخلنا إلى مدينة أفسس وجدنا فى المدينة يهودا ومجوسا وعباد أوثان وكانوا هم الغالبية فى المدينة وكانت أشهر ما يعبدون زورا أرتيميس وكان لها فى المدينة أكبر معبد لها فى الأرض وقد أقمنا مؤقتا فى أحد خانات المدينة وبدأنا أنا ومن معى نحاور بعض أهالى المدينة وفى يوم طلب منا بعض أهل المدينة أن نحدثهم عن عبادة الأصنام فكان مما قلت لهم :
كيف يا إخوان يكون إله صنم نشتريه ونبيعه هل يباع الرب الخالق لكل شىء ويشترى ؟ كيف يكون خالقنا هو من يخلقه بعضنا بنحته من الحجارة أو الخشب أو بعمله من المعادن ؟ كيف يكون الرب شىء نقدر نحن على إهلاكه فلو وضعنا نارا عليه لاحترق أو لو كسرناه بالمعاول ينكسر كيف يكون الرب هالك ؟كيف يكون الرب الذى نعبده متحركا بأيدينا إذا حركناه يمينا يتحرك يمينا وإذا حركناه شمالا يتحرك شمالا،نضعه على قدميه أو رأسه أو على أى كيفية شئنا ؟كيف يكون الرب ونحن من شىء واحد وهو نفس التربة أو نفس المكونات وهو خالد لا يفنى ونحن فانون؟
فقال أحدهم ولكننا وجدنا آباءنا يعبدونها هكذا
فقلت إذا فهم لم يفكروا فى الأمر ولو فكر كل واحد منكم لوجد أنه أفضل من الصنم الذى يعبده فى كل شىء فأنت متحرك قادر تفعل الأعمال المختلفة وهو لا يقدر على الحركة أو عمل شىء
فقال من أين إذا أتت أحكام الدين التى نطيعها؟
فقلت لو فكرت لوجدت أن الأصنام لا تتكلم فكيف أتت الأحكام التى هى عبارة عن كلام مرتب ؟قطعا لابد أن صانعها متكلم وهو من يستفيد من عبادتها ماليا وغير ماليا
فقال أتقصد الكهنة والصناع ؟
فقلت أنت قلت فهو حق
(2)
قالت ديمترا :
بعد أن جامعنى ديمتريوس وأذاقنى لذة النيك قمت فأحضرت له الطعام وجلست معه فقلت ونحن نتكلم :
هل سمعت بما حدث فى الفندق من دعوة لترك عبادة الأصنام ؟
فقال غاضبا ماذا تقولين يا امرأة ؟
فقلت قلت ما سمعت نزل المدينة بعض الرجال ودعوا الناس لترك عبادة الأصنام وعبادة إله واحد هو الله
فقال هؤلاء سيقضون على صناعتنا التى نكسب من خلفها ألوف الألوف وسيقضون علينا فيما بعد لابد من أن أتحرك
فقلت اجلس وتمهل فيما ستفعل
فقال سأثير الناس عليهم وعلى رأسهم صناع الأصنام والكهنة
فتساءلت كيف؟
فقال سأدخل لهم من عدة نواحى أولها ناحية قداسة آلهتنا خاصة أرتيميس حامية أهل أفسس وثانيها وهو الأهم المال الذى سيقل بل سينعدم وساعتها سنجوع وثالثها ضياع صناعتنا واندثارها
فقلت والأهم أنهم سيحرمون عليهم جماع النساء وشرب الخمر
(3)
قال باوبنوب:
ذهبت إلى صاحبى ساتلف فى بيته ولما قعدنا قلت له :
هل بلغتك دعوة ديمتريوس للإجتماع معنا لمناقشة أمر دعوة بعض الرجال الأغراب لأهل مدينتنا لترك عبادة الأصنام ؟
فقال لقد جاءنى وطلب حضورى أنا وصبيانى وأن أدعو أى واحد من الصناع الذى أقابلهم
فقلت هذه دعوة مهلكة لصناعتنا وقضاء عليها
فقال ساتلف إننا لا نعرف غيرها فمن أين سنعيش أنا وصبيانى وأسرهم بعد أن يقضوا على الشىء الوحيد الذى نعرفه ونتعيش منه ؟
فقلت لقد ورثناه أبا عن جد ولم يعلمنا أحد شىء غير هذه الصناعة التى هى رأس مالنا ومصدر رزقنا ورزق أولادنا
فقال لابد أن نتحد ونعمل مع ديمتريوس للقضاء على تلك الدعوة المشينة
(4)
قال طفاوس :
ذهبت مع ديمتريوس لكهنة معبد أرتيميس ولما قابلنا الكاهن الأكبر استقبلنا بحفاوة بالغة وطلب الطعام الفاخر والخمر المعتقة لنا وأحضر لنا فى الجلسة بعض الراقصات أقصد الراهبات التى رقصن أمامنا رقصا طيبا يثير شهواتنا وهو ما يسمى رقص العبادة الحركى ولما استقر بنا المجلس - وانصرفت الراقصات اللاتى طلب الكاهن الأكبر من اثنين منهن الدخول لحجرات جانبية وأن يبقين مستعدات لدخولى أنا وديمتريوس عليهن حتى يقمن معنا بواجب الضيافة الذى طلبته أرتيميس من الكاهن الأكبر- قال ديمتريوس :
إلهتنا العظيمة أرتيميس ومعبدها فى خطر داهم
فقال الكاهن الأكبر ماذا تقول ؟
فقال ديمتريوس ألم تسمعوا بأمر الدعاة الأغراب الذين يدعون لترك عبادتها وعبادة ما يسمونه الله ؟
فقال الكاهن الأكبر وكيف تركتموهم يدعون الناس ؟
فقال ديمتريوس دعنا لا نتحدث عن كيف ولماذا ودعنا نتكلم فيما سنفعل حفاظا على إلهتنا العظيمة ومعبدها الأكبر فى العالم ؟
فقال الكاهن الأكبر قلت حقا ماذا ترى يا صاحبى ؟
فقال ديمتريوس أن تثير أنت عباد أرتيميس ضدهم فيقذفونهم بالحجارة ويتظاهرون أمام مكان إقامتهم وذلك بحجة أن أرتيميس هى من طلبت منك ذلك لأن هؤلاء الدعاة هم آثمون وخاطئون سيتعرضون لعقابها الشديد
فقال الكاهن وأنت ماذا ستفعل ؟
فقال ديمتريوس لقد دعوت جموع صناع الأصنام وبناة المعابد للإجتماع بعد غد فى المعبد هنا وسوف أثيرهم وأحرضهم بحجة أن هذا قضاء على رزقنا ولقمة عيشنا وأننا لا نعرف صناعة سواها فمن أين سنأكل وتأكل أسرنا فيما بعد وسوف أقول لهم أن هذا الدين الجديد سوف يقضى على لذاتنا من تمتع بالنساء وشرب للخمر فهو دين لا يريد منا سوف التقشف ومنع شهواتنا من أن تأخذ حقها
فقال الكاهن الأكبر قم أنت وصاحبك الآن للحجرتين المجاورتين ونالا ما تصبيان من قضاء الشهوات مع النساء وشرب الخمر وسوف أدعو الكهنة للإجتماع هنا لنتشاور فيما سنفعل
قمت أنا وديمتريوس ودخل كل واحد منا حجرة فيها ما لذ وطاب من الطعام وقنانى الخمر والأهم امرأة عارية متزينة بحلة تظهر كل جزء فى جسمها .
(5)
قال زيدوس :
لما اجتمعنا فى المعبد معبد أرتيميس نحن صناع الأوثان وبناة المعابد قام ديمتريوس فينا خطيبا فقال :
يا إخوانى جمعتكم اليوم لأمر خطير صناعتنا العظيمة فى خطر سوف يقضى عليها إذا لم نتحرك ونقضى على هذه الدعوة المهلكة لنا التى تدعو لترك عبادة الأصنام وعبادة إله واحد ليس له صنم هل ترضون أن يقضى على ما ورثتموه عن الآباء
فأجبنا فى صوت واحد لا
فقال هل ترضون أن تجوعون أنتم وأسركم وتصبحون جوعى ومشردين ؟
فأجبنا كلا كلا كلا
فقال هل ترضون أن تهان إلهتنا العظيمة أرتيميس فيعبد غيرها فى بلدها ؟
فقلنا كلا
فقال هل ترضون أن يشتم أبائكم بالجنون وأنهم كانوا لا يعقلون ؟
فقلنا كلا
فقال إنكم اليوم فى هذا المكان الطاهر المقدس لابد أن تتحدوا وتقوموا بعمل ضد هؤلاء الأغراب ومن آمن بهم تضايقونهم برمى الحجارة والزبالة عليهم تذبحون من تقدرون عليه منهم تؤذونهم بالكلام تكسرون مكان إقامتهم دعوهم لا يرتاحون فى البلدة حتى يخرجوا منها
فقلنا سوف نعمل بما تقول
فقال هيا إذا للعمل لا تضيعوا وقتكم هنا اخرجوا ومن تعرفونه منهم افعلوا ما بدا لكم فيه
فقال نريوس وشرطة البلدة ماذا ستفعل معنا ؟
فقال ديمتريوس إنهم معنا ومن لم يكن منهم معنا فهو ضدنا فافعلوا به ما تفعلون بهؤلاء الموحدين
فصحنا عظيمة أرتيميس إلهة أهل أفسس