أخذنا الكلام ومر الوقت سريعا وتجاوزنا نصف الليل فاستأذنت من الرجل وانصرفت فأصر أن يوصلنى للبيت فطلبت منه ألا يفعل ولكنه سار معى حتى وصلنا فقلت له تفضل فضحك وقال إن شاء الله أزورك فى وقت أخر أفضل السلام عليكم فقلت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فدخلت البيت وانصرف هو بسلام لبيته وصليت ثلاث ركعات وتر ثم أويت للفراش وحاولت النوم فلم أستطع لأن كلام الرجل ظل يرن فى آذانى :فكر قبل أن تصدق لا تصدق قول بمجرد أن قائله نسبه للنبى (ص)والصحابة لأن التفكير يعرفك الحق من الباطل اعرضه على القرآن فاقبله إن وافقه فى المعنى وارفضه إن خالفه فى المعنى فكر فلو كان النبى(ص)هو قائل كل تلك الأقوال هو والصحابة لكانوا جمعا من المجانين لايعرفون أنهم يقولون القول وضده بل وضده ثلاث مرات أو أكثر أو أقل .
أخيرا من الله على بالنوم ولما صحوت فى الصباح ذهبت للمسجد لأصلى الصبح فذهبت وصليت ثم ألقيت السلام على عبد الله فرد السلام بأحسن منه فتركته وانصرفت لعملى وعندما انتهيت من عملى أذن لصلاة الظهر على المآذن ووجدتنى على عادتى ألبس مداسى وانطلق لكى أصلى الظهر ولكننى تذكرت حديث الرجل فقلت لنفسى لماذا أصلى الظهر إذا كان غير موجود فى الإسلام ؟إن الله لم يذكرها فى القرآن ومع هذا الحديث وجدت نفسى فى المسجد أصلى الظهر بحكم العادة مع أن نفسى بدأت تصدق بعدم وجودها فى الإسلام والإنسان لا يقدر على التخلص من عاداته مرة واحدة وإنما يأتى هذا بالتدريج وحتى لو حاول التخلص منها مرة واحدة فإنه يجد نفسه يفعلها دون أن يدرى إلا بعد أن يفعلها ويتذكر أن عليه ألا يفعلها ومن ثم يستغفر الله لذنبه هذا قلت لنفسى سأفرض عدم وجودها ولكنى سأصليها كزيادة على الفرض حاولت أن أقنع نفسى بأى طريقة أن أصلى الظهر ربما خوفا من حديث الناس عن تركى إياها وربما خوفا من إتهام الناس لى بالجنون أو الكفر وفى آذان العصر تكرر نفس الأمر وفى المغرب لم أتصور أن إتباع الحق يسبب كل هذا القلق ويسبب كل هذا الأذى الذى سينال من يتبعه ويجاهر به بيد قوية من إتهامات بالكفر والجنون ولم أتخلص من الصلوات الثلاث الظهر والعصر والمغرب خلال شهر وكلما حاولت ترك واحدة منهم عمدا صليت التى بعدها نسيانا وهكذا أصبحت متحير أترك أم أصلى ما لم يفرضه الله على المسلم وإنما اخترعه الكفار وزادوه فى الدين ليبعدونا عن حكم الله الحقيقى وفى خلال شهرين لم أعد أبالى بصلاة تلك الصلوات وإن كنت لم أزل بحكم العادة اتجه للمسجد فأصلى بعضها نسيانا ثم أتذكر أنها ليست من أحكام الإسلام
وفى إحدى الليالى طرق باب البيت عبد الله ففتحت واستقبلته استقبالا حسنا وأدخلته فى حجرة الضيوف وتناولنا بعض المشروبات الباردة ثم قلت له :لقد حاولت أن أفعل مثلك فلا أصلى فقال العادة هى التى تجعل الأمر صعبا ولقد عانيت ما تعانيه أنت الآن من صعوبة ترك الصلوات الأخرى فعندما كنت أترك صلاتها كنت فى بعض الأحيان أجد نفسى تصلى إحداها دون أن تشعر وكان هذا نسيانا منى يحدث بسبب التعود على صلاتها سنوات طويلة فهززت رأسى وقلت هذا ما يحدث معى فقال بإذن الله ستتعود على الوضع الجديد بمرور الأيام فقلت هلا حدثتنى عن الصلوات المفروضة فى الأحاديث فقال يا أخى إن الصلوات المفروضة فى الأحاديث الموضوعة كثيرة فرغم حديث "خمس صلوات افترضهن الله تعالى (أبو داود ج1 حديث 425) وحديث "فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله به الخطايا (البخارى ج1صفحة 102)وحديث "قال الله تعالى إنى فرضت على أمتك خمس صلوات (أبو داود ج1 حديث 430)نجد أن الصلوات أكثر من خمس بكثير فسألته وما هى ؟فأجاب أولها ركعتين عند دخول المسجد للأمر فى قولهم "إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يجلس (أبو داود ج1 حديث 467وابن ماجة ج1 أحاديث 1012و1013والترمذى ج1حديث 315)وثانيها صلاة ركعتين بعد المغرب وثالثها صلاة ركعتين بعد طلوع الفجر وقبل صلاة الفجر والدليل النهى عن عدم تركهم فى قولهم المنسوب إلى النبى (ص)"يا على لا تدعن صلاة ركعتين بعد صلاة المغرب لا فى سفر ولا فى حضر فإنها قول الله عز وجل "وأدبار السجود "ولا تدعن صلاة ركعتين بعد طلوع الفجر قبل أن تصلى الفريضة فى سفر ولا حضر فهى قوله عز اسمه وجل ذكره "وإدبار النجوم (مسند زيد صفحة 115)و"أتانا رسول الله فى بنى عبد الأشهل فصلى بنا المغرب فى مسجدنا ثم قال اركعوا هاتين الركعتين فى بيوتكم (ابن ماجة ج1 حديث 1165)فهنا أمر بصلاة ركعتين بعد المغرب فى البيوت فقلت وما رابعا أجاب صلاة العيد الفطر والأضحى ركعتان فعند ابن ماجة "صلاة السفر ركعتان والجمعة ركعتان والعيد وفى رواية الفطر والأضحى ركعتان تمام غير قصر على لسان محمد (ص)عن عمر (ابن ماجة ج1حيث 1063و1064)وتساءلت وما الصلاة الخامسة فرد صلاة الوتر فعند ابن ماجة (ج1حديث 1168)وأبو داود (ج1حديث 1418)والترمذى (ج1 حديث 451)"إن الله أمدكم بصلاة لهى خير لكم من حمر النعم الوتر "وعند ابن ماجة (ج1حديث 1169)وأبو داود (ج1حديث 1416)"يا أهل القرآن أوتروا فإن الله يحب الوتر وعند ابن ماجة (ج1حديث 1170)والترمذى (ج1حديث 452)"إن الله وتر يحب الوتر أوتروا يا أهل القرآن "وهنا الأمر أوتروا فضحكت وقلت وهل يوجد صلاة سادسة فابتسم وقال نعم قلت وما هيه فرد قائلا صلاة أول النهار والدليل الأمر اركع فى قولهم "إن الله تبارك وتعالى قال ابن آدم اركع لى 4 ركعات من أول النهار أكفك أخره (سنن الترمذى ج1حديث 473)وأما الصلاة الثامنة فهى صلاة الضحى والدليل على فرضها وصاية القائل بها لأصحابه ونهيهم عن تركها وفى هذا قال "عن أبى هريرة قال أوصانى خليلى بثلاث بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتى الضحى وأن أوتر قبل أن أنام (مسلم كتاب المسافرين 85(721)سنن أبو داود حديث 1432)وعن أبى الدرداء قال أوصانى حبيبى (ص)بثلاث لن أدعهن ما عشت بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى وبأن لا أنام حتى أوتر ( مسلم كتاب صلاة المسافرين حديث 86(722)وسنن أبو داود 1433)فقلت مبتسما والتاسعة ؟فرد فقال صلاة خطبة الجمعة والدليل عليها الأمر فليصل وفليركع فى قولهم عند مسلم "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة وقد خرج الإمام فليصل ركعتين (مسلم كتاب الجمعة 57(00)و"إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما (مسلم كتاب الجمعة 59(00)فتساءلت وهل هناك عاشرا؟فقال نعم إنها صلاة الصحو من الليل وهى ركعتين ووقتها أى وقت يستيقظ فيه المسلم والدليل الأمر "فليصل "فى قولهم "إذا قام أحدكم من الليل فليصل ركعتين خفيفتين "(أبو داود حديث 1323)فقلت هذا بالإضافة لصلوات الكسوف والإستسقاء والجمعة والصلوات الخمس فقال وهذا العدد مخالف لأحاديث الصلوات الخمس ومن ثم فكل هذه الأحاديث وضعها الكفار لإضلالنا وقطعا الله لا يفرض كل هذه الصلوات التى هى ليست عشرا فقط وإنما قد تصل لعشرين فمثلا صلاة ركعتى دخول المسجد تتكرر خمس مرات إذا دخلنا لصلاة الصلوات الخمس ومثلا صلاة ركعتين ليلا قد تتكرر خمس أو عشر مرات كلما قام المسلم من نومه قلقا أو لكى يتبول أو كلما قامت المسلمة لإرضاع ولدها أو تغيير ملابسه التى بال عليها ومن ثم يبكى فقهقهت وقلت إن هذا جنون فضحك وقال لو علمت ما علمته من أمور الصلاة الأخرى فماذا ستقول ؟قلت أقول أضاعونى وأى فتى أضاعوا فابتسم وقال بل قل أضلونا وكم فتى أضلوا فقلت هل صلاة المسلمين حاليا غير مقبولة لمخالفتها الإسلام فقال قطعا كل الصلاة مقبولة لأن الخطأ غير متعمد من المسلمين سابقا ومنا حاليا والله لا يحاسب إلا على الخطأ غير المتعمد مصداق لقوله تعالى بسورة الأحزاب "ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "
بعد أيام كنت فى المسجد ورأيت عبد الله يصلى معنا فلما انتهينا من الصلاة فوجئنا بشاب يتهجم على عبد الله وهو يقول له أأنت الذى يضل الناس عن دينهم ؟وقد حاول الشاب أن يضربه فحجزه المصلون فقال له عبد الله يا ولدى هلا جلست وسمعت منى وسمعت منك فإن كنت على حق فى قولى اتبعتنى وإن كنت أنت على حق فى إتهامك لى استغفرت الله لذنبى واتبعت قولك فقال بعض المصلين هذا كلام صحيح تركت العيب وقال بعض أخر معقبا البرهان هو الفيصل بين الحق والباطل فلتجلس يا عبد الله وأنت يا هذا وليسمعنا كل منكما ما عنده فربما تكونان على ضلال أو يكون أحدكما على ضلال والأخر على حق فجلس عبد الله والشاب عامر وجلسنا حولهم فقال عبد الله لعامر ماذا تأخذ على كلامى ؟فقال عامر كثيرا من الأمور خالفت بها الأولين والأخرين فهز عبد الله رأسه وقال مثل ماذا ؟فرد عامر قال لى من سمعك أنك تقول لا توجد صلاة للمغرب أو للصبح فقال عبد الله صدق من أخبرك فأنا قلته بناء على حديث رواه مسلم فى كتاب صلاة المسافرين (حديث 292(830))"صلى بنا رسول الله العصر بالمخمص فقال إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد والشاهد النجم "وبناء على حديث حمنة بنت جحش لا توجد صلاة صبح فقد ورد بسنن ابن ماجة (ج1حديث 627)فصلى وصومى 23أو 24 وأخرى الظهر وقدمى العصر واغتسلى لهما غسلا وأخرى المغرب وقدمى العشاء واغتسلى لهما غسلا وهذا أحب الأمرين إلى "فقال عامر وأين دليلك على عدم وجود المغرب والصبح ؟فقال قولهم "ولا صلاة بعدها حتى يطلع الشاهد والشاهد النجم "فهم صلوا العصر ولا صلاة بعدها حتى وقت طلوع النجوم ومن ثم لا توجد مغرب لأن طلوع النجوم هو بداية وقت العشاء كما يقال وإنما سميت المغرب مغربا لغروب الشمس ولا ذكر هنا لشىء من هذا وأما الصبح فلم يذكره فى حديث حمنة إطلاقا فقال عامر ولكنك لا تنكر أن صلاة المغرب وردت فى الأحاديث الأخرى مثل ما ورد فى سنن ابن ماجة (ج1 حديث 688)"أنه كان يصلى المغرب مع النبى إذا توارت بالحجاب "وما ورد عنده (ج1 حديث 689)وعند أبى داود(ج1 حديث 418)"لا تزال أمتى بخير أو قال على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم "كما لا تنكر وجود صلاة الصبح فى الأحاديث الأخرى فقال عبد الله الأحاديث كلها عندى موضوعة سواء وردت هنا أو هناك لأن الله لم يذكر فى القرآن أى صلاة سوى الصبح والعشاء وليس معقولا أن يترك الله ذكر واجب يومى هو صلوات الظهر والعصر والمغرب دون أى إشارة لهم فى القرآن وقد ذكر الواجبات اليومية كلها فى القرآن مثل الوضوء والأكل والشرب والصلاة فقال عامر إذا فأنت تنكر سنة رسول الله (ص)فقال عبد الله يا ولدى لا يوجد شىء اسمه سنة وإنما هناك فى القرآن ذكر هو حديث رسول الله(ص)أنزله والمراد أوحاه الله له حتى يبين المنزل للناس وهو القرآن وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم "والذكر وهو الحديث عبارة عن كلام وليس أفعال وتقريرات وسكوتات وهو كلام النبى (ص)فقط وليس أى واحد من الصحابة أو غيرهم فقال عامر ولماذا لا تنفع الأفعال والتقريرات والسكوتات النبوية ؟فقال عبد الله لأن النبى (ص)فعل ذنوبا ومنها أفعال وسكوتات ومنها تقريرات وفى هذا قال تعالى بسورة الفتح "ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر "فكيف نقتدى بكل الأفعال والتقريرات والسكوتات ومنها باطل ؟فقال عامر صدقت فى هذا ولكن أين يكون هذا الذكر السليم ؟فابتسم عبد الله وقال لو قلت لك الجواب ستضربنى أنت وبعض الجالسين هنا وستقولون أنى مجنون فقال الجالسون لا تخش شيئا فقال عامر البرهان هو الفيصل فقال عبد الله يقول تعالى بسورة الحجر "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وهذا يعنى أن الوحى كله قرآن وحديث محفوظ مصان من كل عبث ولكن الواقع يخبرنا أن الذكر الحديثى ليس مصانا أى غير محفوظ بدليل أننا كلما بحثنا عن مسألة وجدنا فيها تناقضا كثيرا أو قليلا فى الأحكام والأخبار ووجدنا تعارضا مع القرآن فهل كذب الله فى قوله ؟قلنا فى صوت واحد معاذ الله فقال عبد الله صدقتم فالله لا يكذب ولكننا نحن الذين نفهم الكلام خطأ فتساءلت وأين الخطأ فى فهمنا ؟فأجاب أفهمنا المضللون وفهمنا أن معنى الذكر فى الآية هو القرآن وحده ومن ثم تركوه لنا دون أن يقدروا على تحريف شىء منه 00واكتفوا بتأليف النصف الثانى وهو الحديث ووصلوا به لأغراضهم فقال عامر وما الفهم الصحيح ؟فرد أن الذكر وهو الوحى بشقيه محفوظ فى مكان لا يقدر معه إنس ولا جان على تحريفه فيه وهذا المكان هو مكان من يرد فيه بإلحاد أى بظلم والمراد من يقرر فى نفسه فقط وهو داخل المكان فعل أى ذنب يجد نفسه يذوق العذاب الأليم ولا ينفذ ما قرره فى المكان فقلت هل تقصد الكعبة فتسرع عامر وقال ولكن الكعبة لا يوجد بها شىء مما تقول فابتسم عبد الله وقال إن الله يقول بسورة الحج "والمسجد الحرام الذى جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم "ومن هنا نعرف أن الكعبة الحالية ليست الكعبة الحقيقية لأنها لو كانت كذلك لوجدنا فيها الكتاب المسطور وهو الذكر لأنها المكان الوحيد المحمى من كفر الناس وهو عبثهم بأى شىء فيها وقول الكفار الشهير "للبيت رب يحميه "دليل على صدق القرآن فتساءل عمران الصيرفى وهل يوجد فى القرآن ما يدل على وجود الذكر فى الكعبة ؟فأجاب عبد الله الدليل هو قوله تعالى بسورة الطور "والطور وكتاب مسطور فى رق منشور والبيت المعمور "فالكتاب المسطور هو الذكر المحفوظ فى البيت المعمور وهو الكعبة التى يعتمرها الناس أى يزورها المسلمون فتعالت الهمهمات فقال محمد السودانى معبرا عن خيبة أمل القوم إذا فصلاتنا باطلة لأننا نصلى لغير القبلة وحجنا وعمرنا باطلة لأننا نحج لغير بيت الله فقال بل صلاة وحج وعمر مقبولة مهما كان بهم من مخالفات للإسلام لأنها مخالفات غير متعمدة والله يقول بسورة الأحزاب "ليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم "فقال كليب هل من مزيد فرد عبد الله إننا لم نفكر فى قوله تعالى بسورة الأنعام "ما فرطنا فى الكتاب من شىء"وقوله بسورة النحل "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء "فلو فهمنا ما يعنيان لعرفنا وجود الذكر الحديثى وهو تفسير القرآن فتساءلت وما المطلوب فهمه منهما ؟فأجاب إن الأحكام كلها موجودة فى الوحى ولكن الكفار أفهمونا خطأ أن الكتاب هنا هو القرآن حتى نشك فى صدق القرآن لأن القرآن ليس به كل الأحكام ولا حتى مع وجود الأحاديث الموضوعة فمثلا من يفكر سيقول إن هذا القرآن كذب ليس من عند الله لأن ليس فيه كيفية أداء الصلاة وعدد ركعاتها ووقتها المحدد وليس فيه مقادير الزكاة ولا وزن قنطار الذهب فكيف يقول أنه بيان لكل شىء وأنه لم يفرط فى شىء أى حكم وإنما ذكر كل الأحكام فقال عامر وما علاقة القنطار بما نحن فيه ؟فضحك عبد الله وقال إن الله ذكر أن مهر كل أنثى حرة هو قنطار من الذهب ومن ثم لابد أن يكون مع الكتاب المسطور فى الكعبة وزنة القنطار الذهبى حتى يمكن أن نعطى النساء الفريضة كما أمر الله وهذه الوزنة هى ما يسمى الوزن القياسى وهو هنا وزن إلهى وليس وزن إنسانى ولابد من وجودها فى الكعبة حتى نزن أمثالها بالموازين الحالية فقلت وأين ورد يا أخى تحديد مهر المرأة بالقنطار ؟فرد بسورة النساء "وأتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا "وقد سماه الله الفريضة "فأتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة "والتراضى بعد الفريضة يعنى أن الزوجة من الممكن أن تتنازل لزوجها عن بعض المهر وهو الفريضة ولكن المهم هو إعطاء الفريضة وهو القنطار وما بعد أخذ المرأة له هو التراضى بين الزوجين وهو أمر يرجع لكل منهما .