9-لاحظت وأنا أتجول فى البلدة أن البلدة ليس فيها خمارة أو ملهى ليلى أو محل لبيع الخمور فسألت صاحب أحد المحلات أين تباع الخمور فى البلد فامتعض وقال لا توجد خمور فى بلدتنا فهى محرمة علينا ومن ثم نحن لا نشربها ولا نصنعها ولا نبيعها فقلت وأين يذهب من يريد شرب الخمر؟فأدار ظهره لى وقد غضب منى وقال ليذهب للجحيم فتركت الرجل وأنا أضحك فقد فهم الرجل من سؤالى أننى أريد خمرا لأشربها مع أنى لا أشربها منذ سنوات الطيش فى سن المراهقة وتحركت حيث وجدت الواعظ يبنى جدارا فى بيت جديد لأحد سكان البلدة فلما رأنى حيانى وحييته فقلت له ما أمر الخمر فى البلدة ؟فقال وهو يتناول قالب بيده الخمر يا بنى مصدر شر كبير فهى إتلاف للمال وإضاعة للصحة وإيقاع للخلاف بين الناس وإيقاع لجرائم لا يدرى شارب الخمر عنها شيئا إلا بعد أن يفيق من سكره فقلت له ولكن الكتاب يقول "لا تشرب الماء فقط بعد الآن وإنما خذ قليلا من الخمر مداويا معدتك وأمراضك التى تعاودك كثيرا "وضع الرجل بعض الطين على الطوب وسواه بالمسطرين وقال هذا القول هو ما يسميه الأطباء تسكين آلام المريض فالقائل قاله لتخفيف ألم المرض وليس ليبيح شرب الخمر وقد قاله لجهله بالأدوية المسكنة ثم إن الكتاب يقول "لا تسكروا بالخمر ففيها الخلاعة "ويقول "اما أعمال الجسد فظاهرة وهى الزنى والنجاسة والدعارة وعبادة الأصنام والسحر والعداوة والنزاع والغيرة والغضب والتحزب والإنقسام والتعصب والحسد والسكر والعربدة وما يشبه هذا "ومن ثم فالكتاب لا يبيح تناول الخمر لأن المسيح(ص)وصفها بكل سوء ومدح يحيى (ص)بأنه كما عند لوقا "ولا يشرب خمرا ولا مسكرا "فابتسمت وقلت لكن أول معجزات المسيح (ص)فى إنجيل يوحنا كانت سقى الناس فى العرس الخمر زد على هذا أنه شربها فى العشاء الأخير عندما تناول الكأس ووزع على الحضور وعلى نفسه وكما قال متى "ثم أخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلا "اشربوا منها كلكم "
أنهى الواعظ عمله فى الجدار وانصرف فغسل يديه وجففهما بمنديله ثم سار فسرت خلفه ثم أسرعت فمشيت بجواره وقلت له لماذا لم ترد على حديثى عن المعجزة والشرب فى العشاء الأخير فابتسم وقال سبق أن قلت لك أن الكتاب به تناقض لأنه كلام بشرى ومع هذا فلم يرد ذكر للخمر فى العشاء الأخير فى أى نص وكلمتى الكأس والشرب لا تدلان على الخمر لأنهما تحتملا احتمالات عدة ماء وعصير وخمر وأما المعجزة فباب التأويل فيها مقفل ولكن يكفى أنها لم تكن خمرا فى الأصل وإنما ماء فقد قال للخدم "املأوا الأجران ماء "فقلت وأنا أخرج زفيرا حارا من فمى لماذا نتمسك بهذا الكتاب رغم تناقضاته ؟فقال دلنى أنت على كتاب أخر ليس به تناقضات فقلت المسلمون يقولون أن كتابهم خالى من التناقضات فضحك وقال وكذلك يقول أصحاب كل دين من الأديان فقلت إذا يجب علينا دراسة كل كتب الأديان حتى نجد الكتاب السليم فنتبعه ونسير على هداه ولكنى أعتقد أن الإسلام الحقيقى هو الدين السليم ولكنه غير موجود إلا بنسبة النصف تقريبا وهو يوافق مذهبك موافقة تكاد تكون تامة فقال لو كان الأمر كما تقول فيجب على دراسته فقلت حتى لو درسته ستجد تناقضات كثيرة بسبب ما أضافه أهل الأديان الأخرى إليه وحبذا لو قرأت الكتب التى وجدتها فى قاعة الكنيسة السفلى فستعرف كيف أضاع القوم دين الله؟فرد قائلا مهما يكن من أمر الدراسة فالله لن يحاسبنا ولن يعاقبنا ولن يثيبنا إلا بناء على نية النفس فإن كنا نريد الخير أثابنا وإن كنا نريد الشر عاقبنا فقلت الحساب فى الإسلام كما قلت الآن فقال هيا بنا لحيث الكتب نقرأ ونتدبر عسانا نصل فى يوم لدين الله
10-جلست أنا والواعظ فى الليل فى حجرة المكتبة ببيته وبدأت أقرأ له فى كتاب عنوانه إظهار التناقض فى القرآن "إن القرآن ليس فيه تناقض إلا ما نص القرآن عليه من الناسخ والمنسوخ وقد تعمدنا إظهار التناقضات فى عبارات القرآن من خلال عدة أسس هى
-الإصرار على أن اللفظ يحمل معنى واحد ولا يحمل عدة معانى تظهر من خلال سياق الكلام ومن أمثلة هذا كلمة تهدى فى القول "إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء "وكلمة تهدى فى القول "وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم "فنحن فسرناهما بمعنى واحد هو يرشد حتى يظهر التناقض بين القولين فالأول ينفى هداية النبى والأخر يثبت هداية النبى بينما هى فى تفسير القرآن الذى محوناه من الوجود تحمل أولهما معنى يرحم ومن ثم فالمعنى إنك لا ترحم من وددت ولكن الله يرحم من يريد وتحمل الثانية معنى يرشد أى يدل والمعنى وإنك لترشد إلى دين عادل
-اخفاء جزء من قول حتى يظهر تناقضه مع قول أخر ومن أمثلة هذا ذكرنا قوله "لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا "وقوله "لهم شراب من حميم"فمن يسمعهما يعرف التناقض فالأولى تنفى وجود شراب لأهل النار والأخرى تثبت وجود شراب لهم ولكن الأولى فى الحقيقة فيها جزء مخفى هو قوله "إلا حميما وغساقا "ومن ثم فلا تناقض .
-استعمال اللفظ بمعنيين أو أكثر وهو يعنى معنى واحد حتى يظهر وجود تناقض فقوله "فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون "عندنا يناقض قوله "فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك "فالأول ينفى تكذيب القوم لمحمد والثانى يثبت تكذيبهم له والسبب هو أن الحرف لا هنا استعملناه بمعنى النفى بينما استعملناه فى قوله "لا يحطمنكم سليمان وجنوده "بمعنى كى لا بينما هما معناهما واحد حقا أى حقيقة فمعنى القول الأول فإنهم حقا يكفرون بك أى الكافرين لأحكام الله يخالفون وفى حكاية سليمان هو ادخلوا مساكنكم حقيقة يقتلنكم سليمان وجنده وهم لا يشعرون
-اخفاء معنى لفظ معين ليظهر التناقض ومن أمثلة هذا قوله "فاليوم لا يؤخذ منكم فدية "وقوله "فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به"وقوله "إن الذين كفروا لو أن لهم ما فى الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم "فهذه أقوال تثبت عدم قبول الفدية من الكفار فى يوم القيامة وهناك أقوال أخرى منها قوله "ولو أن لكل نفس ظلمت ما فى الأرض لافتدت به"وقوله "ولو أن للذين ظلموا ما فى الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به"وهذه الأقوال تؤكد قبول الفدية لمن لا يفهم والسبب هو أننا أخفينا معنى اللام فى كلمات لافتدت ولافتدوا فهو هنا حسب ما روجناه لام الإثبات بينما فى تفسير القرآن الذى محوناه هى لام بمعنى ما فالمعنى فى لافتدت هو ما افتدت والمعنى فى لافتدوا هو ما افتدوا فهى لام نافية ومن أمثلة هذا أيضا قوله "وبلغت القلوب الحناجر "فنحن أخفينا معنى كلمة القلوب وروجنا معناها الشائع وهو القلوب العضلية فحصل لنا من ذلك تحريفين تحريف المعنى الصحيح وتحريف يجعل القرآن كلامه جنونى فمن المعلوم أن القلوب العضلية لا تتحرك من مكانها حتى تصل لمكان الحناجر فهو ما يسمى المستحيل ومعنى القلوب فى التفسير الأصلى الذى محوناه من الوجود هو الأقوال أى الكلمات والدليل أن الله سمى أقوال فرق الكفار المتشابهة قلوبا فقال "وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم "قاطعنى الواعظ وأنا اقرأ فقال يكفى هذا لعنة الله على من حرف دين الله سواء كان الإسلام أو غيره لقد أرادوا أن يضلوا الناس عن طريق العدل ليسيروا فى طرق الضلال فقلت سأكمل لك القراءة فمن خلال قراءة هذا الكتاب ستعرف كيف تحول الكتاب المقدس لكتاب به الكثير من التناقضات لأن هدف هؤلاء المحرفين كان واحدا عبر كل العصور وقال ليس بنا حاجة لهذا فأى عاقل يقرأ الكتاب المقدس سيعرف أنه ليس كتابا مقدسا وإنه كتاب كتب بأقلام البشر وهو عبارة عن سيرة شعبية لعيسى (ص)بها ما بالسير الشعبية من تناقضات وخوارق
11-خرجت مع أحد رجال البلدة للصيد فى الغابة سرنا مسافة طويلة اصطدنا خلالها بعض الحيوانات الصغيرة ولما أردت التوغل أكثر قال لى الرجل وهو يدعى000يكفى هذا هيا بنا نعود للبلدة فسألته ماذا تقصد ؟فقال الغابة واسعة وهى ليست معروفة لنا كلها فما نعرفه هو المسافة القريبة من البلدة فهى تمتد آلاف الأميال وذلك عبر عدة دول ومن ثم من الممكن أن نضل فيها ولا يقدر أحد على إنقاذنا من الهلاك خاصة أن بها حيوانات غير معروفة وأيضا نباتات مجهولة لم تتم دراستها حتى الآن فرددت قائلا ألا تحب المغامرة ألا تحب معرفة المجهول ؟فضحك وقال الحياة غالية ولا يجب إضاعتها إلا لسبب يستحق فلا تغالط نفسك وتذهب لمجهول وأنت غير جاهز له فقلت الإنسان يخاف دوما من المجهول ويقول الذى نعرفه أحسن من الذى نجهله حتى لو كان هناك احتمال كبير أن المجهول أفضل من المعروف فقال الرجل يا صاحبى اذهب بمفردك إن الغابة لن تقدر وسائل الإنقاذ على الوصول لها فالمروحيات لن تجد مكان للنزول فيه فالغطاء النباتى كثيف والأشجار ترتفع عشرات الأمتار وأغصانها متشابكة ومن ثم فمن يريد النزول من الطائرة أو الصعود لها سيضيع وقتا طويلا ليكسر الأغصان وبعد هذا يبدأ فى الإنقاذ بعد فوات الآوان فقلت عد للبلدة ولا تخف فلن أتوغل كثيرا فقال لقد نصحتك وسأترك لك آثار هى شرائط حمراء على الغصون السفلى للأشجار وخذ أنت بعض هذه الشرائط كى تقدر على العودة مستدلا بالشرائط ثم تركنى وسار عائدا للبلدة وقررت أنا إكمال سيرى فمشيت عدة أميال حتى توسطت الشمس كبد السماء وإن كنت رأيتها بصعوبة بالغة من بين فروع الشجر ثم جلست فتناولت بعض الطعام وعلبة عصير وغفوت ساعة ثم قررت العودة وما إن وقفت حتى لمحت على بعد قصير أحجار مرصوصة فأسرعت الخطا لمكانها ومن خلال نظرتى علمت أن هذا المكان كان فيه ناس يعيشون فيما يشبه الدير وأن حجارته جلبت على ظهور الخيل والحمير وبدأت أتنقل بين الحجرات المهدمة وقلبت عدة أحجار فوجدت على بعضها رسوم منها علامة الصليب المسيحى والشمعدان اليهودى وعلامات تنتمى لديانات أخرى من الهند والصين فوددت ساعتها لو بقى صاحبى معى كى أنقب فى الخرابة ولكنى وجدت نفسى أجرى بسرعة باتجاه الشرائط الحمراء حتى أستطيع العودة قبل حلول الظلام وبصراحة بعد مسافة نصف ميل بدأت أتعب من الجرى فمشيت سريعا ثم بدأت خطواتى تتثاقل رويدا رويدا ولما رأيت الشمس تلوح للغروب جريت وجريت حتى أحسست ان أنفاسى بدأت تذهب منى وبعد غروب الشمس بقليل لاحت لى أضواء البلدة فحمدت الله وذهبت لها وقد تعب كل جسمى، ما الذى جعلنى أقرر العودة فجأة ما الذى جعلنى أجرى بإتجاه القرية؟إنه الخوف من المجهول الذى كنت أحدث الرجل عنه ناصحا إياه بإقتحام المجهول إن الظلام يدخل الخوف فى قلوب الكثير من البشر وفى داخل الغابة تنمو الظنون فى النفس من جوانب شتى الخفافيش والبوم والثعابين والعقارب والنمل وحفيف الورق وحركة الهواء إن الخوف هو الذى حركنى ولما وصلت بيت الواعظ طرقت الباب ففتحوا لى ولما ارتميت على أقرب مقعد قلت للواعظ والنساء احملونى للسرير فحملنى الرجل وأرقدنى على السرير وخلع ملابسى وألبسنى غيرها وقال استعد لتناول الطعام ثم ذهب لإحضاره فلما جاء بإحدى بناته تحمل الطعام وجدنى فى سابع نومة فلم يشأ أن يوقظنى كما قال لى لما صحوت لأنه وجدنى فى حالة يرثى لها من كثرة التعب الناتج من الجرى والمشى وفى الصباح تناولت الفطار مع الرجل فحدثته عن الدير المهدم الذى رأيته فى رحلة الصيد فقال لا علم لى ولأحد بوجود مثل هذا الدير فى الغابة فقلت له ألا توجد خرائط قديمة للمنطقة ؟قال بلى ولكنى لم أشاهد شىء فيها يشير لوجود قرى أو أديرة بعد القرى والمدن الموجودة على حزام الغابة هنا فوضعت يدى على رأسى وقلت ماذا لو أحضرت بعض الرجال وذهبت معى لهناك بشرط
أن نقيم يومين هناك فضحك وقال هل تريد أن يعطل الرجال أعمالهم من أجل دراسة بعض الأحجار فرددت وماذا تقترح ؟فأجاب سأذهب معك أنا وبعض عمال الكنيسة قال هذا وتركنى ومشى وبعد يومين أتى ومعه ثلاثة رجال ومعهم ثلاثة أحصنة محمل عليها خيمة وموقد وبعض المعلبات والخبز وكشافات ضوئية وسجادة وقال هيا يا كسلان للعمل فخرجت أنا وهو والرجال حتى وصلنا المكان عن طريق الشرائط الحمراء فعسكرنا فى وسط الخرابة وبدأ هو والرجال يقيمون من الحجارة السليمة حجرة عن طريق رص الحجارة فوق بعضها ثم نشروا بعض الأشجار الصغيرة القريبة من المكان وجعلوا للحجرة سقفا وأعدوا مكان إقامتنا حيث نصبوا الخيمة أمام الحجرة وأعدوا طعام الغداء على نيران الموقد وفى هذا الوقت بدأت أنا أرسم منظرا عاما للدير وبدأت أبحث عن بئر الماء التى لابد أن تكون داخل الدير وذهب البحث سدى ثم تناولنا الطعام وقال الواعظ لى ماذا وجدت ؟فقلت لا شىء فقال ماثيو هيا سنبحث معك فقلت أريد البحث عن بئر الماء وتحركنا فى المكان وأخذ كل منا حجرة يبحث فيها عن أى شىء له قيمة فى البحث وفجأة صرخ اليخاندرو وجدت شيئا وذهبنا فى اتجاه صوت الرجل فوجدناه يقول أزيلوا معى التراب فتحته ما يشبه الحديد بوابة حديدية وبدأنا فى إزالة الأحجار والأتربة والطين من فوق الشىء الذى كان أميرو قد حفر تحته حتى ظهر جزء صغير منه ولما انتهينا وجدنا شيئا معدنيا تعلوه آثار الصدأ فضحك الواعظ وقال أخيرا نقدر أن نبيع هذا المعدن بدولار هذا كنز عظيم فضحك الرجال وضحكت ثم قلت لهم هيا لنجعل هذا الباب واقفا فوضعنا العتلة تحته وبدأ يضغط عليها والبعض الأخر يشدها لأعلى ونتيجة ثقلها وقعت منا وعلى أثر الوقعة ظهرت فيها الفلوق والشقوق ومن خلالها رأينا أن الباب كان به كتب فمددت يدى وسحبت كتابين وبدأ كل واحد من الرجال يضع يده داخل الشق ويسحب ما يقع فى يده من كتب وكانت الكتب مكتوبة بالعربية وأوراقها غالبها مهترىء بسبب وصول المياه الجوفية لها وتفاعلها مع المعدن فقلت للواعظ والرجال لما رأيتهم فى حالة وجوم إنها كتب عربية مخبأة فقال الواعظ هل هو كنز أخر كالذى يوجد فى قاعة الكنيسة السفلى ؟فقلت ربما توجد صلة بين كنيستك وبين الدير فتساءل الرجل تقصد وجود سرداب يصل بينهما فأجبت ولما لا ؟فقال ماثيو ضاحكا هل هذا معقول ؟أن يبنوا نفق تحت الأرض لمسافة سبعة أميال بدلا من أن يسيروا فوق الأرض دون حدوث مشاكل فى تمويل البناء والحفر وقال ثاباتيرو وما الهدف من هذا كله؟فقلت ربما إخفاء شىء لا يجب أن يعلم الناس به
استخرجنا ما قدرنا عليه من الكتب ووضعناه فى جوال ووضعناه فى جانب الحجرة الشرقى بجوار الخيمة وتناولنا العشاء وبدأ الرجال فى النوم وأما أنا فقد شغلنى أمر الدير وأمر الكتب التى لم أستطع أن أقرأ منها شيئا بسبب ضعف الضوء فى تلك الليلة فنمت مع الرجال
12-لما عدنا للبلدة نمنا ولما صحوت تناولت الطعام وجلست أرى ما أحضرناه من كتب وبدأت أحاول التعرف عليها فوجدت بعض العناوين ما زالت باقية مثل الكتاب أى تفسير القرآن ومثل الجزاء وهو قانون العقاب ومثل الزواج وتنظيم البلاد كانت حالة الكتب بالغة السوء فالورق مهترىء وبعضه مقطع وبعضه حبره قد محى وبعضه ملتصق بالبعض الأخر وبعضه أكلته الحشرات وحاولت قراءة بعض الورق فوجدت صعوبة بالغة وكأنما من أخفى تلك الكتب كان يريد إهلاكها حتى لا تقع فى يد أحد يعيد بها بناء دولة المسلمين وقد قرأت فى كتاب الجزاء ما يلى :
كل من يزنى أو تزنى سواء رجل وامرأة مع بعضهما أو رجل ورجل أو امرأة وامرأة أو رجل مع حيوان أو امرأة مع حيوان أو غيره يجلد الإنسان أو الإنسانة مائة جلدة لقوله تعالى بسورة النور "والزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة "
يتم الجلد فى مكان واسع يقف فيه بعض المؤمنين ليروا جلد الزناة تطبيقا لقوله بسورة النور "وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين "
ينقص عدد الجلدات من مائة إلى خمسين فى حالة العبيد والإماء لقوله تعالى بسورة النساء "فإذا أحصن فإن آتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب "
يزاد عدد الجلدات من مائة لمائتين فى حالة نساء النبى(ص)تطبيقا لقوله تعالى بسورة الأحزاب "يا نساء النبى من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين "
لا يجوز لمن ارتكب جريمة الزنى من الرجال زواج امرأة لم ترتكب الزنى ولا يجوز لمن ارتكبت خطيئة الزنى من النساء زواج رجل لم يرتكب الزنى ويجوز للزناة الزواج من بعضهم وفى هذا قال تعالى بسورة النور "الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين "
تثبت جريمة الزنى بشهود أربعة رجال أو أكثر فإن كان فيهن نساء فلابد أن تكون الإثنتين مكان الرجل الواحد وفى هذا قال تعالى بسورة النساء"فاستشهدوا عليهن أربعة منكم"وقال بسورة النور "لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء"
لا تثبت جريمة الزنى بإعتراف طرف واحد لأن هذا الإعتراف هو شهادة زور يجلد عليها المعترف ثمانين جلدة لقوله تعالى بسورة النور "فاجلدوهم ثمانين جلدة "وتثبت بإقرار الطرفين معا
تثبت جريمة الزنى بحمل المرأة ما لم يكن حملها ناتج من جريمة اغتصاب أو إكراه على ممارسة الفاحشة لقوله بسورة النور "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم "ولا تعتبر شهادة الزانية الحامل بأن فلان هو الزانى إثبات ما لم يقر هو الأخر بجريمته فإن لم يقر اعتبرت شهادتها شهادة زور تجلد عليها ثمانين جلدة بعد وضعها وإرضاعها
الأطفال الناتجون من جريمة الزنى ينسبون للزناة المشهود عليهم أو المقرين مع الزانيات لقوله تعالى بسورة الأحزاب "ادعوهم لأباءهم "وأما من لم يشهد عليه الأربعة أو لم يقر فلا ينسب لأحد وينسب الطفل لعائلة الأم فيقال فلان مولى عائلة فلان أو يقال فلان مولى عائلة فلان للوصى عليه إن لم يعرف له أب ولا أم وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "فإن لم تعلموا أباءهم فاخوانكم فى الدين ومواليكم "
وقرأت فى كتاب الزواج "الصداق هو المهر هو النحلة هو الفريضة هو الأجر وهو قنطار من الذهب يدفعه الرجل لزوجته حتى يستحل به فرجها وهو جسمها وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "وأتيتم إحداهن قنطارا "ويجب دفعه مرة واحدة أى نحلة أى عطية واحدة قبل الدخول بها لقوله تعالى "وأتوا النساء صدقاتهن نحلة "وللمرأة أن تتراضى مع الرجل بعد أخذها للمهر بمعنى أن تتنازل برضاها عن بعض منه وللرجل أن يأخذه حلالا طيبا وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة "وقال "فإن طبن لكم عن شىء منه نفسه فكلوه هنيئا مريئا "ومهر الأمة هو نصف مهر الحرة أى نصف قنطار ذهب 0000ويجب على المرأة إذا أرادت الطلاق أن تفتدى نفسها برد المهر لزوجها حتى يطلقها وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فلا جناح عليهما فيما افتدت به"ويؤخذ المهر من الزوجة التى ترتكب الزنى وتطرد من بيت الزوجية وتصبح طالقا لا تستحق النفقة لقوله تعالى بسورة الطلاق "ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة "وإذا ارتكب الزوج الزنى أصبحت زوجته طالقا تستحق مهرها ونفقتها عليه فى شهور العدة .
وقرأت أمور عدة تبين لى أنها تخالف ما يسمونه الإسلام الآن فى الكثير وإن كان بعضها موجود فيما يسمونه المذاهب الفقهية كل فى مذهب ولكن لا يجمعها مذهب جامع وهو ما فعلته جيوش النفاق الخفية من تحريف وزيادة فى الإسلام وقد وقر فى نفسى إن الإسلام هو الدين الصحيح ولكنه ليس أى إسلام من التى يدعى الناس أنه الإسلام حاليا .
13- جلست أفكر فى دين الله الحق كيف نستعيده من بين ركام الباطل؟وجدت نفسى تقول لى وما هو دين الله فى اعتقادك ؟هل النصرانية أم الإسلام أم غيرهما ؟أجبت لا النصرانية الحالية ولا الإسلام الحالى ولا غيرهما دين الله ففى كل منهم اختلط الحق بالباطل بنسب متفاوتة وإن كان أقلها فى الباطل والتناقض هو الإسلام كيف الوصول لدين الله؟لقد انتهى زمن الرسل (ص)ولن يرسل الله أحدا مرة أخرى ومن ثم فوحى السماء لن ينزل علينا حتى نعلم منه ما يريد الله منا إذا هناك طريق واحد للوصول لدين الله هو تنقية دين الله من الباطل الذى أدخل فيه ولكن كيف أستخلص نصوص الوحى من هذه الظلمات التى تتراكم فوق بعضها ؟إذا كان الإسلام هو الحق ففيه نص لم يحرف هو القرآن وإن حرفت معانيه ولذا يجب أن أفهمه فهما صحيحا وبعد هذا أستخلص مكان وجود حديث محمد(ص)فيه للبحث عنه ومن ثم معرفة الحق ،لا أدرى لماذا تذكرت مثل القمح والزوان وأنا أفكر فى نصوص دين الله"يشبه ملكوت السموات بإنسان زرع زرعا جيدا فى حقله وبينما الناس نائمون جاء عدوه وبذر زوانا فى وسط القمح ومضى فلما نما القمح بسنابله ظهر الزوان معه فذهب عبيد رب البيت وقالوا له يا سيد أما زرعت حقلك زرعا جيدا ؟فمن أين جاءه الزوان؟أجابهم إنسان عدو فعل هذا فسألوه أتريد أن نذهب ونجمع الزوان ؟أجابهم لا لئلا تقلعوا القمح وأنتم تجمعون الزوان اتركوهما كليهما ينموان معا حتى الحصاد وفى أوان الحصاد أقول للحصادين اجمعوا الزوان أولا واربطوه حزما ليحرق أما القمح فاجمعوه إلى مخزنى "بعد تفكير عرفت أن القمح يمثل لى الحق والزوان يمثل لى الباطل الذى يجب أن أجمعه مما نسب لمحمد(ص)ثم أحرقه وأفنيه بكل ما أوتيت من قوة وقررت بينى وبين نفسى أن أسرع للمكتبة لأقرأ ما وجدت من كتب عن تحريف الإسلام حتى تكون خير معين لى فى فهمى للقرآن ومعرفتى لحديث محمد(ص)مما علق به من الباطل الذى هو كثير كثير وقررت مفاتحة الواعظ فى الأمر فقمت وسرت لفناء الكنيسة حيث يجلس تحت إحدى الأشجار فحييته فرد تحيتى فقلت له أريد أن أكون مسلما فابتسم وقال اجلس تريد أن تكون مسلما وأنت وغيرك لا تعرفون حقيقة الإسلام فسألته وماذا تقترح؟فقال لى أنا مثلك تائه ولكن فى داخل قلوبنا حب للحق فكل منا يريد أن يعرف دين الله الحق ولكنه رغم هذا يجد كل ما أمامه من الأديان بها كثير من الباطل وهو يعمل جاهدا على معرفة الحق فهززت رأسى وقلت إذا ما الحل فى هذا التيه؟فأجاب حتى نجد دين الله ليس أمامنا إلا العمل بالوصية الأولى "أولى الوصايا جميعا هى اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا إله واحد فأحب الرب إلهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل قوتك هذه هى الوصية الأولى وهناك ثانية مثلها وهى أن تحب قريبك كنفسك فما من وصية أعظم من هاتين "فرددت صح ولكن ليس معناه أن نسكت عن البحث عن الحق حتى نصل له فقال البحث واجب حتى الوصول له ولكن لا تنزلق لإعلان إسلامك قبل نهاية البحث فهذا يعنى أنك قررت ألا تبحث وركنت لكلام المسلمين مصدقا إياهم دون تفكير وهو ما لا يوافق عليه دين الله كما اعتقد فقلت قد يطول البحث وينتهى العمر ولا أصل للحق فضحك وقال إن الله يحاسب على نيات النفوس وليس على ما لصق بنا من أسماء الأديان فمن نوى خيرا قاصدا به الحصول على رحمة الله نالها ومن نوى شرا عاقبه الله فقلت إذا ما رأيك فى أن نبدأ البحث من خلال ما وجدت فى قاعة الكنيسة السفلى فقال هيا بنا
14- فى أحد الكتب التى وجدتها فى قاعة الكنيسة السفلى قرأت الأتى "لقد وضعنا على ألسنة شعراء عاشوا حقا فى دولة المسلمين شعرا باطلا وخلقنا شعراء من العدم وضعنا على ألسنتهم شعرا كان غرضنا منه إحداث الخلاف بين المسلمين ومن أمثلة الشعر الموضوع ما نسب لكثير بن عبد الرحمن بن أبى جمعة المعروف بكثير عزة ومنه :
ألا إن الأئـمة من قريش ولاة الحـــق أربعة سواء
على والثلاثــة من بنيه هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمــان وبر وسبط غيبتـــه كربلاء
وسبط لا يذوق الموت حتى يقود الخيل يقدمهـا اللواء
تغيب لا يرى فيهـم زمانا برضوى عنده عسـل وماء
ومنه:
ألا قل للوصى فدتـك نفسـى أطلت بذلك الجبل المقاما
أضر بمعشر والـوك منـــا وسموك الخليفة والإمـاما
وعادوا فيك أهــل الأرض طرا مقامك عندهم ستين عاما
وما ذاق بن خولة طــعم موت ولا وارت له أرض عظاما
لقد أمسى بمجرى شعب رضوى تراجعه الملائكة الكـلاما
وإن له لرزقا كـــــل يوم وأشربة يعل بها الطـعاما
ومنه ما نسبناه لسراقة بن مرداس بن أسماء البارقى الأزدى :
ألا أبلغ أبا إسحـــاق أنى رأيت البلق دهما مصمتات
أرى عينى ما لم تنظــــراه كـــلانا عالم بالترهات
كفرت بوحيكم وجعلت نذرا على قتالـكم حتى الممات
ومنه ما نسبناه لأعشى همدان
لقد نبئت والأنبـاء تنمى بـما لا قى الكوارت بالمذار
وما إن سرنى إهلاك قومى وإن كانوا وحقك فى خسار
ولكنى سررت بما يـلاقى أبـو إسحاق من خزى وعار
ومنه ما نسبناه لعامر بن واثلة الكنانى :
يا إخوتى يا شيعتى لا تبعدوا واوزروا المهدى كيما تهتدوا
محمد الخيرات يـــا محمد أنت الإمـام الطاهر المسدد
لا ابن الزبير السامرى الملحد ولا الــذى نحن إليه نقصد
ومنه ما نسب لإسحاق بن سويد العدوى فى قصيدة منها قوله
برئت من الخوارج لست منهم مـن الغزال منهم وابن باب
ومن قوم إذا ذكــروا عليا يردون السلام على السحاب
ولكنى أحب بكل قلـــبى وأعـلم أن ذاك من الصواب
رسول الله والصديق حبــا به أرجـو غدا حسن الثواب
ونسبنا لعمران بن حطان الأبيات التالية :
يا ضربة من منيب ما أراد بها إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا
إنى لأذكره يوما فأحــسبه أوفى الــبرية عند الله ميزانا
وقول شاعر الإمامية :
يا أيها الزيدية المهملـة إمــامكم ذا آفة مرسله
يا رخمات الجو تبا لكم غصتم وأخرجتم لنا جندله
وقول شاعر الزيدية:
إمامنا منتصب قـائم لا كالذى يطلب بالغربله
كل إمام لا يرى جهرة ليس يساوى عندنا خردله
ونسبنا لعدى بن حاتم :
نسير إذا ما كاع قوم وبلدوا برايات صدق كالنسور الخوافق
إلى شر قوم من شراة تحزبوا وعادوا إله الناس رب المشارق
طغاة عماة مارقين عن الهدى وكل يرى فى قوله غير صادق
وفينا على ذو المعالى يقودنا إليهم جهارا بالسيوف البوارق
وقلنا على لسان من خلقنا شخصه سليمان بن الحسن الجنابى :
أغركم منى رجوعــى إلى هجر وعــما قليل سوف يأتيكم الخبر
إذا طلع المريخ فى أرض بـــابل وقارنه النــجمان فالحذر الحذر
ألست أنا المذكور فى الكتب كلها ألست أنا المبعوث فى سورة الزمر
سأملك أهل الأرض شرقا وغربـا إلى قيروان الروم والترك والخزر "
قرأت هذه الصفحات وأنا مذهول مما فعل القوم من تحريف للتاريخ بكل ما أمكنهم من وسائل .
أنهى الواعظ عمله فى الجدار وانصرف فغسل يديه وجففهما بمنديله ثم سار فسرت خلفه ثم أسرعت فمشيت بجواره وقلت له لماذا لم ترد على حديثى عن المعجزة والشرب فى العشاء الأخير فابتسم وقال سبق أن قلت لك أن الكتاب به تناقض لأنه كلام بشرى ومع هذا فلم يرد ذكر للخمر فى العشاء الأخير فى أى نص وكلمتى الكأس والشرب لا تدلان على الخمر لأنهما تحتملا احتمالات عدة ماء وعصير وخمر وأما المعجزة فباب التأويل فيها مقفل ولكن يكفى أنها لم تكن خمرا فى الأصل وإنما ماء فقد قال للخدم "املأوا الأجران ماء "فقلت وأنا أخرج زفيرا حارا من فمى لماذا نتمسك بهذا الكتاب رغم تناقضاته ؟فقال دلنى أنت على كتاب أخر ليس به تناقضات فقلت المسلمون يقولون أن كتابهم خالى من التناقضات فضحك وقال وكذلك يقول أصحاب كل دين من الأديان فقلت إذا يجب علينا دراسة كل كتب الأديان حتى نجد الكتاب السليم فنتبعه ونسير على هداه ولكنى أعتقد أن الإسلام الحقيقى هو الدين السليم ولكنه غير موجود إلا بنسبة النصف تقريبا وهو يوافق مذهبك موافقة تكاد تكون تامة فقال لو كان الأمر كما تقول فيجب على دراسته فقلت حتى لو درسته ستجد تناقضات كثيرة بسبب ما أضافه أهل الأديان الأخرى إليه وحبذا لو قرأت الكتب التى وجدتها فى قاعة الكنيسة السفلى فستعرف كيف أضاع القوم دين الله؟فرد قائلا مهما يكن من أمر الدراسة فالله لن يحاسبنا ولن يعاقبنا ولن يثيبنا إلا بناء على نية النفس فإن كنا نريد الخير أثابنا وإن كنا نريد الشر عاقبنا فقلت الحساب فى الإسلام كما قلت الآن فقال هيا بنا لحيث الكتب نقرأ ونتدبر عسانا نصل فى يوم لدين الله
10-جلست أنا والواعظ فى الليل فى حجرة المكتبة ببيته وبدأت أقرأ له فى كتاب عنوانه إظهار التناقض فى القرآن "إن القرآن ليس فيه تناقض إلا ما نص القرآن عليه من الناسخ والمنسوخ وقد تعمدنا إظهار التناقضات فى عبارات القرآن من خلال عدة أسس هى
-الإصرار على أن اللفظ يحمل معنى واحد ولا يحمل عدة معانى تظهر من خلال سياق الكلام ومن أمثلة هذا كلمة تهدى فى القول "إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء "وكلمة تهدى فى القول "وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم "فنحن فسرناهما بمعنى واحد هو يرشد حتى يظهر التناقض بين القولين فالأول ينفى هداية النبى والأخر يثبت هداية النبى بينما هى فى تفسير القرآن الذى محوناه من الوجود تحمل أولهما معنى يرحم ومن ثم فالمعنى إنك لا ترحم من وددت ولكن الله يرحم من يريد وتحمل الثانية معنى يرشد أى يدل والمعنى وإنك لترشد إلى دين عادل
-اخفاء جزء من قول حتى يظهر تناقضه مع قول أخر ومن أمثلة هذا ذكرنا قوله "لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا "وقوله "لهم شراب من حميم"فمن يسمعهما يعرف التناقض فالأولى تنفى وجود شراب لأهل النار والأخرى تثبت وجود شراب لهم ولكن الأولى فى الحقيقة فيها جزء مخفى هو قوله "إلا حميما وغساقا "ومن ثم فلا تناقض .
-استعمال اللفظ بمعنيين أو أكثر وهو يعنى معنى واحد حتى يظهر وجود تناقض فقوله "فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون "عندنا يناقض قوله "فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك "فالأول ينفى تكذيب القوم لمحمد والثانى يثبت تكذيبهم له والسبب هو أن الحرف لا هنا استعملناه بمعنى النفى بينما استعملناه فى قوله "لا يحطمنكم سليمان وجنوده "بمعنى كى لا بينما هما معناهما واحد حقا أى حقيقة فمعنى القول الأول فإنهم حقا يكفرون بك أى الكافرين لأحكام الله يخالفون وفى حكاية سليمان هو ادخلوا مساكنكم حقيقة يقتلنكم سليمان وجنده وهم لا يشعرون
-اخفاء معنى لفظ معين ليظهر التناقض ومن أمثلة هذا قوله "فاليوم لا يؤخذ منكم فدية "وقوله "فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به"وقوله "إن الذين كفروا لو أن لهم ما فى الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم "فهذه أقوال تثبت عدم قبول الفدية من الكفار فى يوم القيامة وهناك أقوال أخرى منها قوله "ولو أن لكل نفس ظلمت ما فى الأرض لافتدت به"وقوله "ولو أن للذين ظلموا ما فى الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به"وهذه الأقوال تؤكد قبول الفدية لمن لا يفهم والسبب هو أننا أخفينا معنى اللام فى كلمات لافتدت ولافتدوا فهو هنا حسب ما روجناه لام الإثبات بينما فى تفسير القرآن الذى محوناه هى لام بمعنى ما فالمعنى فى لافتدت هو ما افتدت والمعنى فى لافتدوا هو ما افتدوا فهى لام نافية ومن أمثلة هذا أيضا قوله "وبلغت القلوب الحناجر "فنحن أخفينا معنى كلمة القلوب وروجنا معناها الشائع وهو القلوب العضلية فحصل لنا من ذلك تحريفين تحريف المعنى الصحيح وتحريف يجعل القرآن كلامه جنونى فمن المعلوم أن القلوب العضلية لا تتحرك من مكانها حتى تصل لمكان الحناجر فهو ما يسمى المستحيل ومعنى القلوب فى التفسير الأصلى الذى محوناه من الوجود هو الأقوال أى الكلمات والدليل أن الله سمى أقوال فرق الكفار المتشابهة قلوبا فقال "وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم "قاطعنى الواعظ وأنا اقرأ فقال يكفى هذا لعنة الله على من حرف دين الله سواء كان الإسلام أو غيره لقد أرادوا أن يضلوا الناس عن طريق العدل ليسيروا فى طرق الضلال فقلت سأكمل لك القراءة فمن خلال قراءة هذا الكتاب ستعرف كيف تحول الكتاب المقدس لكتاب به الكثير من التناقضات لأن هدف هؤلاء المحرفين كان واحدا عبر كل العصور وقال ليس بنا حاجة لهذا فأى عاقل يقرأ الكتاب المقدس سيعرف أنه ليس كتابا مقدسا وإنه كتاب كتب بأقلام البشر وهو عبارة عن سيرة شعبية لعيسى (ص)بها ما بالسير الشعبية من تناقضات وخوارق
11-خرجت مع أحد رجال البلدة للصيد فى الغابة سرنا مسافة طويلة اصطدنا خلالها بعض الحيوانات الصغيرة ولما أردت التوغل أكثر قال لى الرجل وهو يدعى000يكفى هذا هيا بنا نعود للبلدة فسألته ماذا تقصد ؟فقال الغابة واسعة وهى ليست معروفة لنا كلها فما نعرفه هو المسافة القريبة من البلدة فهى تمتد آلاف الأميال وذلك عبر عدة دول ومن ثم من الممكن أن نضل فيها ولا يقدر أحد على إنقاذنا من الهلاك خاصة أن بها حيوانات غير معروفة وأيضا نباتات مجهولة لم تتم دراستها حتى الآن فرددت قائلا ألا تحب المغامرة ألا تحب معرفة المجهول ؟فضحك وقال الحياة غالية ولا يجب إضاعتها إلا لسبب يستحق فلا تغالط نفسك وتذهب لمجهول وأنت غير جاهز له فقلت الإنسان يخاف دوما من المجهول ويقول الذى نعرفه أحسن من الذى نجهله حتى لو كان هناك احتمال كبير أن المجهول أفضل من المعروف فقال الرجل يا صاحبى اذهب بمفردك إن الغابة لن تقدر وسائل الإنقاذ على الوصول لها فالمروحيات لن تجد مكان للنزول فيه فالغطاء النباتى كثيف والأشجار ترتفع عشرات الأمتار وأغصانها متشابكة ومن ثم فمن يريد النزول من الطائرة أو الصعود لها سيضيع وقتا طويلا ليكسر الأغصان وبعد هذا يبدأ فى الإنقاذ بعد فوات الآوان فقلت عد للبلدة ولا تخف فلن أتوغل كثيرا فقال لقد نصحتك وسأترك لك آثار هى شرائط حمراء على الغصون السفلى للأشجار وخذ أنت بعض هذه الشرائط كى تقدر على العودة مستدلا بالشرائط ثم تركنى وسار عائدا للبلدة وقررت أنا إكمال سيرى فمشيت عدة أميال حتى توسطت الشمس كبد السماء وإن كنت رأيتها بصعوبة بالغة من بين فروع الشجر ثم جلست فتناولت بعض الطعام وعلبة عصير وغفوت ساعة ثم قررت العودة وما إن وقفت حتى لمحت على بعد قصير أحجار مرصوصة فأسرعت الخطا لمكانها ومن خلال نظرتى علمت أن هذا المكان كان فيه ناس يعيشون فيما يشبه الدير وأن حجارته جلبت على ظهور الخيل والحمير وبدأت أتنقل بين الحجرات المهدمة وقلبت عدة أحجار فوجدت على بعضها رسوم منها علامة الصليب المسيحى والشمعدان اليهودى وعلامات تنتمى لديانات أخرى من الهند والصين فوددت ساعتها لو بقى صاحبى معى كى أنقب فى الخرابة ولكنى وجدت نفسى أجرى بسرعة باتجاه الشرائط الحمراء حتى أستطيع العودة قبل حلول الظلام وبصراحة بعد مسافة نصف ميل بدأت أتعب من الجرى فمشيت سريعا ثم بدأت خطواتى تتثاقل رويدا رويدا ولما رأيت الشمس تلوح للغروب جريت وجريت حتى أحسست ان أنفاسى بدأت تذهب منى وبعد غروب الشمس بقليل لاحت لى أضواء البلدة فحمدت الله وذهبت لها وقد تعب كل جسمى، ما الذى جعلنى أقرر العودة فجأة ما الذى جعلنى أجرى بإتجاه القرية؟إنه الخوف من المجهول الذى كنت أحدث الرجل عنه ناصحا إياه بإقتحام المجهول إن الظلام يدخل الخوف فى قلوب الكثير من البشر وفى داخل الغابة تنمو الظنون فى النفس من جوانب شتى الخفافيش والبوم والثعابين والعقارب والنمل وحفيف الورق وحركة الهواء إن الخوف هو الذى حركنى ولما وصلت بيت الواعظ طرقت الباب ففتحوا لى ولما ارتميت على أقرب مقعد قلت للواعظ والنساء احملونى للسرير فحملنى الرجل وأرقدنى على السرير وخلع ملابسى وألبسنى غيرها وقال استعد لتناول الطعام ثم ذهب لإحضاره فلما جاء بإحدى بناته تحمل الطعام وجدنى فى سابع نومة فلم يشأ أن يوقظنى كما قال لى لما صحوت لأنه وجدنى فى حالة يرثى لها من كثرة التعب الناتج من الجرى والمشى وفى الصباح تناولت الفطار مع الرجل فحدثته عن الدير المهدم الذى رأيته فى رحلة الصيد فقال لا علم لى ولأحد بوجود مثل هذا الدير فى الغابة فقلت له ألا توجد خرائط قديمة للمنطقة ؟قال بلى ولكنى لم أشاهد شىء فيها يشير لوجود قرى أو أديرة بعد القرى والمدن الموجودة على حزام الغابة هنا فوضعت يدى على رأسى وقلت ماذا لو أحضرت بعض الرجال وذهبت معى لهناك بشرط
أن نقيم يومين هناك فضحك وقال هل تريد أن يعطل الرجال أعمالهم من أجل دراسة بعض الأحجار فرددت وماذا تقترح ؟فأجاب سأذهب معك أنا وبعض عمال الكنيسة قال هذا وتركنى ومشى وبعد يومين أتى ومعه ثلاثة رجال ومعهم ثلاثة أحصنة محمل عليها خيمة وموقد وبعض المعلبات والخبز وكشافات ضوئية وسجادة وقال هيا يا كسلان للعمل فخرجت أنا وهو والرجال حتى وصلنا المكان عن طريق الشرائط الحمراء فعسكرنا فى وسط الخرابة وبدأ هو والرجال يقيمون من الحجارة السليمة حجرة عن طريق رص الحجارة فوق بعضها ثم نشروا بعض الأشجار الصغيرة القريبة من المكان وجعلوا للحجرة سقفا وأعدوا مكان إقامتنا حيث نصبوا الخيمة أمام الحجرة وأعدوا طعام الغداء على نيران الموقد وفى هذا الوقت بدأت أنا أرسم منظرا عاما للدير وبدأت أبحث عن بئر الماء التى لابد أن تكون داخل الدير وذهب البحث سدى ثم تناولنا الطعام وقال الواعظ لى ماذا وجدت ؟فقلت لا شىء فقال ماثيو هيا سنبحث معك فقلت أريد البحث عن بئر الماء وتحركنا فى المكان وأخذ كل منا حجرة يبحث فيها عن أى شىء له قيمة فى البحث وفجأة صرخ اليخاندرو وجدت شيئا وذهبنا فى اتجاه صوت الرجل فوجدناه يقول أزيلوا معى التراب فتحته ما يشبه الحديد بوابة حديدية وبدأنا فى إزالة الأحجار والأتربة والطين من فوق الشىء الذى كان أميرو قد حفر تحته حتى ظهر جزء صغير منه ولما انتهينا وجدنا شيئا معدنيا تعلوه آثار الصدأ فضحك الواعظ وقال أخيرا نقدر أن نبيع هذا المعدن بدولار هذا كنز عظيم فضحك الرجال وضحكت ثم قلت لهم هيا لنجعل هذا الباب واقفا فوضعنا العتلة تحته وبدأ يضغط عليها والبعض الأخر يشدها لأعلى ونتيجة ثقلها وقعت منا وعلى أثر الوقعة ظهرت فيها الفلوق والشقوق ومن خلالها رأينا أن الباب كان به كتب فمددت يدى وسحبت كتابين وبدأ كل واحد من الرجال يضع يده داخل الشق ويسحب ما يقع فى يده من كتب وكانت الكتب مكتوبة بالعربية وأوراقها غالبها مهترىء بسبب وصول المياه الجوفية لها وتفاعلها مع المعدن فقلت للواعظ والرجال لما رأيتهم فى حالة وجوم إنها كتب عربية مخبأة فقال الواعظ هل هو كنز أخر كالذى يوجد فى قاعة الكنيسة السفلى ؟فقلت ربما توجد صلة بين كنيستك وبين الدير فتساءل الرجل تقصد وجود سرداب يصل بينهما فأجبت ولما لا ؟فقال ماثيو ضاحكا هل هذا معقول ؟أن يبنوا نفق تحت الأرض لمسافة سبعة أميال بدلا من أن يسيروا فوق الأرض دون حدوث مشاكل فى تمويل البناء والحفر وقال ثاباتيرو وما الهدف من هذا كله؟فقلت ربما إخفاء شىء لا يجب أن يعلم الناس به
استخرجنا ما قدرنا عليه من الكتب ووضعناه فى جوال ووضعناه فى جانب الحجرة الشرقى بجوار الخيمة وتناولنا العشاء وبدأ الرجال فى النوم وأما أنا فقد شغلنى أمر الدير وأمر الكتب التى لم أستطع أن أقرأ منها شيئا بسبب ضعف الضوء فى تلك الليلة فنمت مع الرجال
12-لما عدنا للبلدة نمنا ولما صحوت تناولت الطعام وجلست أرى ما أحضرناه من كتب وبدأت أحاول التعرف عليها فوجدت بعض العناوين ما زالت باقية مثل الكتاب أى تفسير القرآن ومثل الجزاء وهو قانون العقاب ومثل الزواج وتنظيم البلاد كانت حالة الكتب بالغة السوء فالورق مهترىء وبعضه مقطع وبعضه حبره قد محى وبعضه ملتصق بالبعض الأخر وبعضه أكلته الحشرات وحاولت قراءة بعض الورق فوجدت صعوبة بالغة وكأنما من أخفى تلك الكتب كان يريد إهلاكها حتى لا تقع فى يد أحد يعيد بها بناء دولة المسلمين وقد قرأت فى كتاب الجزاء ما يلى :
كل من يزنى أو تزنى سواء رجل وامرأة مع بعضهما أو رجل ورجل أو امرأة وامرأة أو رجل مع حيوان أو امرأة مع حيوان أو غيره يجلد الإنسان أو الإنسانة مائة جلدة لقوله تعالى بسورة النور "والزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة "
يتم الجلد فى مكان واسع يقف فيه بعض المؤمنين ليروا جلد الزناة تطبيقا لقوله بسورة النور "وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين "
ينقص عدد الجلدات من مائة إلى خمسين فى حالة العبيد والإماء لقوله تعالى بسورة النساء "فإذا أحصن فإن آتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب "
يزاد عدد الجلدات من مائة لمائتين فى حالة نساء النبى(ص)تطبيقا لقوله تعالى بسورة الأحزاب "يا نساء النبى من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين "
لا يجوز لمن ارتكب جريمة الزنى من الرجال زواج امرأة لم ترتكب الزنى ولا يجوز لمن ارتكبت خطيئة الزنى من النساء زواج رجل لم يرتكب الزنى ويجوز للزناة الزواج من بعضهم وفى هذا قال تعالى بسورة النور "الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين "
تثبت جريمة الزنى بشهود أربعة رجال أو أكثر فإن كان فيهن نساء فلابد أن تكون الإثنتين مكان الرجل الواحد وفى هذا قال تعالى بسورة النساء"فاستشهدوا عليهن أربعة منكم"وقال بسورة النور "لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء"
لا تثبت جريمة الزنى بإعتراف طرف واحد لأن هذا الإعتراف هو شهادة زور يجلد عليها المعترف ثمانين جلدة لقوله تعالى بسورة النور "فاجلدوهم ثمانين جلدة "وتثبت بإقرار الطرفين معا
تثبت جريمة الزنى بحمل المرأة ما لم يكن حملها ناتج من جريمة اغتصاب أو إكراه على ممارسة الفاحشة لقوله بسورة النور "ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم "ولا تعتبر شهادة الزانية الحامل بأن فلان هو الزانى إثبات ما لم يقر هو الأخر بجريمته فإن لم يقر اعتبرت شهادتها شهادة زور تجلد عليها ثمانين جلدة بعد وضعها وإرضاعها
الأطفال الناتجون من جريمة الزنى ينسبون للزناة المشهود عليهم أو المقرين مع الزانيات لقوله تعالى بسورة الأحزاب "ادعوهم لأباءهم "وأما من لم يشهد عليه الأربعة أو لم يقر فلا ينسب لأحد وينسب الطفل لعائلة الأم فيقال فلان مولى عائلة فلان أو يقال فلان مولى عائلة فلان للوصى عليه إن لم يعرف له أب ولا أم وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "فإن لم تعلموا أباءهم فاخوانكم فى الدين ومواليكم "
وقرأت فى كتاب الزواج "الصداق هو المهر هو النحلة هو الفريضة هو الأجر وهو قنطار من الذهب يدفعه الرجل لزوجته حتى يستحل به فرجها وهو جسمها وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "وأتيتم إحداهن قنطارا "ويجب دفعه مرة واحدة أى نحلة أى عطية واحدة قبل الدخول بها لقوله تعالى "وأتوا النساء صدقاتهن نحلة "وللمرأة أن تتراضى مع الرجل بعد أخذها للمهر بمعنى أن تتنازل برضاها عن بعض منه وللرجل أن يأخذه حلالا طيبا وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة "وقال "فإن طبن لكم عن شىء منه نفسه فكلوه هنيئا مريئا "ومهر الأمة هو نصف مهر الحرة أى نصف قنطار ذهب 0000ويجب على المرأة إذا أرادت الطلاق أن تفتدى نفسها برد المهر لزوجها حتى يطلقها وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فلا جناح عليهما فيما افتدت به"ويؤخذ المهر من الزوجة التى ترتكب الزنى وتطرد من بيت الزوجية وتصبح طالقا لا تستحق النفقة لقوله تعالى بسورة الطلاق "ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة "وإذا ارتكب الزوج الزنى أصبحت زوجته طالقا تستحق مهرها ونفقتها عليه فى شهور العدة .
وقرأت أمور عدة تبين لى أنها تخالف ما يسمونه الإسلام الآن فى الكثير وإن كان بعضها موجود فيما يسمونه المذاهب الفقهية كل فى مذهب ولكن لا يجمعها مذهب جامع وهو ما فعلته جيوش النفاق الخفية من تحريف وزيادة فى الإسلام وقد وقر فى نفسى إن الإسلام هو الدين الصحيح ولكنه ليس أى إسلام من التى يدعى الناس أنه الإسلام حاليا .
13- جلست أفكر فى دين الله الحق كيف نستعيده من بين ركام الباطل؟وجدت نفسى تقول لى وما هو دين الله فى اعتقادك ؟هل النصرانية أم الإسلام أم غيرهما ؟أجبت لا النصرانية الحالية ولا الإسلام الحالى ولا غيرهما دين الله ففى كل منهم اختلط الحق بالباطل بنسب متفاوتة وإن كان أقلها فى الباطل والتناقض هو الإسلام كيف الوصول لدين الله؟لقد انتهى زمن الرسل (ص)ولن يرسل الله أحدا مرة أخرى ومن ثم فوحى السماء لن ينزل علينا حتى نعلم منه ما يريد الله منا إذا هناك طريق واحد للوصول لدين الله هو تنقية دين الله من الباطل الذى أدخل فيه ولكن كيف أستخلص نصوص الوحى من هذه الظلمات التى تتراكم فوق بعضها ؟إذا كان الإسلام هو الحق ففيه نص لم يحرف هو القرآن وإن حرفت معانيه ولذا يجب أن أفهمه فهما صحيحا وبعد هذا أستخلص مكان وجود حديث محمد(ص)فيه للبحث عنه ومن ثم معرفة الحق ،لا أدرى لماذا تذكرت مثل القمح والزوان وأنا أفكر فى نصوص دين الله"يشبه ملكوت السموات بإنسان زرع زرعا جيدا فى حقله وبينما الناس نائمون جاء عدوه وبذر زوانا فى وسط القمح ومضى فلما نما القمح بسنابله ظهر الزوان معه فذهب عبيد رب البيت وقالوا له يا سيد أما زرعت حقلك زرعا جيدا ؟فمن أين جاءه الزوان؟أجابهم إنسان عدو فعل هذا فسألوه أتريد أن نذهب ونجمع الزوان ؟أجابهم لا لئلا تقلعوا القمح وأنتم تجمعون الزوان اتركوهما كليهما ينموان معا حتى الحصاد وفى أوان الحصاد أقول للحصادين اجمعوا الزوان أولا واربطوه حزما ليحرق أما القمح فاجمعوه إلى مخزنى "بعد تفكير عرفت أن القمح يمثل لى الحق والزوان يمثل لى الباطل الذى يجب أن أجمعه مما نسب لمحمد(ص)ثم أحرقه وأفنيه بكل ما أوتيت من قوة وقررت بينى وبين نفسى أن أسرع للمكتبة لأقرأ ما وجدت من كتب عن تحريف الإسلام حتى تكون خير معين لى فى فهمى للقرآن ومعرفتى لحديث محمد(ص)مما علق به من الباطل الذى هو كثير كثير وقررت مفاتحة الواعظ فى الأمر فقمت وسرت لفناء الكنيسة حيث يجلس تحت إحدى الأشجار فحييته فرد تحيتى فقلت له أريد أن أكون مسلما فابتسم وقال اجلس تريد أن تكون مسلما وأنت وغيرك لا تعرفون حقيقة الإسلام فسألته وماذا تقترح؟فقال لى أنا مثلك تائه ولكن فى داخل قلوبنا حب للحق فكل منا يريد أن يعرف دين الله الحق ولكنه رغم هذا يجد كل ما أمامه من الأديان بها كثير من الباطل وهو يعمل جاهدا على معرفة الحق فهززت رأسى وقلت إذا ما الحل فى هذا التيه؟فأجاب حتى نجد دين الله ليس أمامنا إلا العمل بالوصية الأولى "أولى الوصايا جميعا هى اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا إله واحد فأحب الرب إلهك بكل قلبك وبكل نفسك وبكل قوتك هذه هى الوصية الأولى وهناك ثانية مثلها وهى أن تحب قريبك كنفسك فما من وصية أعظم من هاتين "فرددت صح ولكن ليس معناه أن نسكت عن البحث عن الحق حتى نصل له فقال البحث واجب حتى الوصول له ولكن لا تنزلق لإعلان إسلامك قبل نهاية البحث فهذا يعنى أنك قررت ألا تبحث وركنت لكلام المسلمين مصدقا إياهم دون تفكير وهو ما لا يوافق عليه دين الله كما اعتقد فقلت قد يطول البحث وينتهى العمر ولا أصل للحق فضحك وقال إن الله يحاسب على نيات النفوس وليس على ما لصق بنا من أسماء الأديان فمن نوى خيرا قاصدا به الحصول على رحمة الله نالها ومن نوى شرا عاقبه الله فقلت إذا ما رأيك فى أن نبدأ البحث من خلال ما وجدت فى قاعة الكنيسة السفلى فقال هيا بنا
14- فى أحد الكتب التى وجدتها فى قاعة الكنيسة السفلى قرأت الأتى "لقد وضعنا على ألسنة شعراء عاشوا حقا فى دولة المسلمين شعرا باطلا وخلقنا شعراء من العدم وضعنا على ألسنتهم شعرا كان غرضنا منه إحداث الخلاف بين المسلمين ومن أمثلة الشعر الموضوع ما نسب لكثير بن عبد الرحمن بن أبى جمعة المعروف بكثير عزة ومنه :
ألا إن الأئـمة من قريش ولاة الحـــق أربعة سواء
على والثلاثــة من بنيه هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمــان وبر وسبط غيبتـــه كربلاء
وسبط لا يذوق الموت حتى يقود الخيل يقدمهـا اللواء
تغيب لا يرى فيهـم زمانا برضوى عنده عسـل وماء
ومنه:
ألا قل للوصى فدتـك نفسـى أطلت بذلك الجبل المقاما
أضر بمعشر والـوك منـــا وسموك الخليفة والإمـاما
وعادوا فيك أهــل الأرض طرا مقامك عندهم ستين عاما
وما ذاق بن خولة طــعم موت ولا وارت له أرض عظاما
لقد أمسى بمجرى شعب رضوى تراجعه الملائكة الكـلاما
وإن له لرزقا كـــــل يوم وأشربة يعل بها الطـعاما
ومنه ما نسبناه لسراقة بن مرداس بن أسماء البارقى الأزدى :
ألا أبلغ أبا إسحـــاق أنى رأيت البلق دهما مصمتات
أرى عينى ما لم تنظــــراه كـــلانا عالم بالترهات
كفرت بوحيكم وجعلت نذرا على قتالـكم حتى الممات
ومنه ما نسبناه لأعشى همدان
لقد نبئت والأنبـاء تنمى بـما لا قى الكوارت بالمذار
وما إن سرنى إهلاك قومى وإن كانوا وحقك فى خسار
ولكنى سررت بما يـلاقى أبـو إسحاق من خزى وعار
ومنه ما نسبناه لعامر بن واثلة الكنانى :
يا إخوتى يا شيعتى لا تبعدوا واوزروا المهدى كيما تهتدوا
محمد الخيرات يـــا محمد أنت الإمـام الطاهر المسدد
لا ابن الزبير السامرى الملحد ولا الــذى نحن إليه نقصد
ومنه ما نسب لإسحاق بن سويد العدوى فى قصيدة منها قوله
برئت من الخوارج لست منهم مـن الغزال منهم وابن باب
ومن قوم إذا ذكــروا عليا يردون السلام على السحاب
ولكنى أحب بكل قلـــبى وأعـلم أن ذاك من الصواب
رسول الله والصديق حبــا به أرجـو غدا حسن الثواب
ونسبنا لعمران بن حطان الأبيات التالية :
يا ضربة من منيب ما أراد بها إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا
إنى لأذكره يوما فأحــسبه أوفى الــبرية عند الله ميزانا
وقول شاعر الإمامية :
يا أيها الزيدية المهملـة إمــامكم ذا آفة مرسله
يا رخمات الجو تبا لكم غصتم وأخرجتم لنا جندله
وقول شاعر الزيدية:
إمامنا منتصب قـائم لا كالذى يطلب بالغربله
كل إمام لا يرى جهرة ليس يساوى عندنا خردله
ونسبنا لعدى بن حاتم :
نسير إذا ما كاع قوم وبلدوا برايات صدق كالنسور الخوافق
إلى شر قوم من شراة تحزبوا وعادوا إله الناس رب المشارق
طغاة عماة مارقين عن الهدى وكل يرى فى قوله غير صادق
وفينا على ذو المعالى يقودنا إليهم جهارا بالسيوف البوارق
وقلنا على لسان من خلقنا شخصه سليمان بن الحسن الجنابى :
أغركم منى رجوعــى إلى هجر وعــما قليل سوف يأتيكم الخبر
إذا طلع المريخ فى أرض بـــابل وقارنه النــجمان فالحذر الحذر
ألست أنا المذكور فى الكتب كلها ألست أنا المبعوث فى سورة الزمر
سأملك أهل الأرض شرقا وغربـا إلى قيروان الروم والترك والخزر "
قرأت هذه الصفحات وأنا مذهول مما فعل القوم من تحريف للتاريخ بكل ما أمكنهم من وسائل .