الكنز
1-أنا 000ابن000نصرانى أعمل بوظيفة عالم آثار والعمل بالآثار عمل لا يعتمد فى أساسه على البحث والدراسة وإنما تمثل الصدفة فيه الأساس الأول ثم يأتى بعدها البحث والدرس وها أنا أروى لكم حكايتى مع الصدفة التى غيرت مجرى حياتى الراكد وجعلته متحركا يمضى بتغيرات متتابعة
فى إجازتى السنوية فى صيف عام 000سافرت لدولة 000وقررت ألا أقيم فى مدينة أو قرية وإنما أتجول سائرا على قدمى أحيانا وفى أحيان أخرى أركب ما يتيسر لى من وسائل المواصلات ولم يكن لدى هدف محدد من الرحلة فهى رحلة كأى رحلة أخرى قمت بها فى حياتى هدفى الأساسى التمتع بمباهج الحياة منها ولذا كنت أفعل ما يروق لى فيها وكانت البداية فى قرية 000حيث لفت نظرى معمار كنيستها القوطى وقد دخلت الكنيسة وجلست على أحد المقاعد أتأمل جمال الأعمدة والأقواس والثريات والشبابيك وقد انشغلت بهم حتى أن الواعظ والناس قد دخلوا وتحدثوا ووعظهم الواعظ ثم انصرف الناس ولم أشعر بهم إلا والواعظ يقول لى :يا بنى ليس لجمال الجمادات قيمة إذا كان البشر لا يجدون ما يسد حاجتهم من الطعام والشراب والكساء والدواء والمأوى وهذه الحجارة لن يبقى منها فى نهاية العالم حجر على حجر فقلت له لا تؤاخذنى أيها الواعظ فالناس لم يبنوا هذا الجمال إلا لكى يراه الأخرين فيعلموا قدر مجدهم ومقدار تقدمهم فرد قائلا يا بنى من قال أن البناء يدل على مجد البانى وعظمته فقد أخطل فى قوله لأننا لو صدقناه لكان فرعون عظيما وموسى(ص)حقيرا لأن فرعون شيد الأوتاد والصروح وموسى(ص)لم يترك لنا بناء فقاطعته قائلا يا آبت أنا عالم آثار ولم أقصد مدح البناة كلهم لأنى أعلم أن المبانى العظيمة لم يبن معظمها إلا بالظلم والجور وأن أهداف البناة كانت غالبا هى أن يفخروا بها أمام الأخرين ويتحدث الناس عنهم فقال كما جاء بالكتاب "رجل غبى بنى بيته على الرمل فنزلت الأمطار وجرت السيول وهبت العواصف فضربت ذلك البيت فسقط وكان سقوطه عظيما ".
ودعانى الواعظ لتناول الطعام فى بيته فلم أتردد فى قبول دعوته وذهبت معه فلما دخلنا ألقينا التحية على أهل البيت وكن جميعا نساء كلهن يلبسن الخمار والجلباب فقال هؤلاء بناتى وزوجتى تفضل بالجلوس فجلست وقلت هل كلهن ترهبن فلبسن لباس الراهبات ؟فقال لا ولكنهن وأنا نتبع كلام الكتاب حيث قال كما فى الرسالة الأولى إلى تيمو ثاوس "كما أريد أيضا أن تظهر النساء بمظهر لائق محشوم اللباس متزينات بالحياء والرزانة غير متحليات بالجدائل والذهب واللآلىء والحلل الغالية الثمن بل بما يليق بنساء يعترفن علنا بأنهن يعشن فى تقوى الله بالأعمال الصالحة "وكما جاء برسالة بطرس الأولى "وعلى المرأة أن لا تعتمد الزينة الخارجية لإظهار جمالها بضفر الشعر والتحلى بالذهب ولبس الثياب الفاخرة وإنما لتعتمد الزينة الداخلية ليكون قلبها متزينا بروح الوداعة والهدوء هذه هى الزينة التى لا تفنى وهى غالية الثمن فى نظر الله وبها كانت تتزين النساء التقيات قديما "قلت مثل نساء المسلمين حيث يأمرهم القرآن باللباس المخفى للجسم عدا الوجه والكفين فقال يبدو أننا سوف نتحدث كثيرا فيما بعد ،وبعد تناول الغداء قادنى الواعظ للكنيسة مرة أخرى وقال هيا سأطلعك على كنز لم يره إلا القليل من البشر وكشف عن غطاء بئر به سلم وكان معه كشاف ضوئى ونزل فنزلت خلفه حتى أصبحنا فى قاعة واسعة تحتوى على صور وتماثيل وأثاث قديم ومكتبة فقال هذه الآثار رغم أنى لا أحبها لأنها فى معظمها آثار وثنية فقد احتفظت بها هنا مع ما تركه آباء الكنيسة من كتب ومخطوطات لأنى أنفذ كلام الكتاب حيث قال فى رسالة روما "وفيما يدعون أنهم حكماء صاروا جهالا واستبدلوا بمجد الله الخالد تماثيل لصور الإنسان الفانى والطيور وذوات الأربع والزواحف لذلك أسلمهم الله فى شهوات قلوبهم إلى النجاسة "وقال فى أعمال الرسل "فيجب ألا ننظر إلى الألوهية كأنها صنم من ذهب أو فضة أو حجر يستطيع إنسان أن ينحته أو يصوغه كما يتخيل "فقلت سعيدا لهذا لم يكن فى الكنيسة صور ولا تماثيل فقال إن سر احتفاظى بها هو أن يأتى أثرى مثلك أو مؤرخ فيقول أن هناك من لا يؤمن بآثار الوثنية فى النصرانية فيكون بهذا داعية معى إلى ما أراه الحق ،وسرت فى القاعة ونفضت الغبار على بعض التماثيل والصور والمجلدات ونظرت لها نظرات خاطفة ثم قلت للرجل ألم تطلع على هذه الكتب فأجاب لا إلا القليل منها قرأته فى سن الشباب ثم ضبطنى قس الكنيسة وأنا أقرأ فيها وحذرنى من قراءة هذه الكتب بحجة أنها ستجلب على غضب الله الأبدى فسألته ألم تكرر المحاولة فيما بعد حتى بعد أن أصبحت واعظ الكنيسة ؟قال ربما مرات نادرة ولكنى لا أدرى سوى القليل عن هذه الكتب لأنى انشغلت بقراءة الكتاب المقدس رغم أنى لا أراه مقدسا كى أستخلص منه طريقا واضحا لا تناقض فيه فى مختلف قضايا الحياة فقلت وإلى ماذا وصلت من خلال قراءاتك فى الكتاب المقدس ؟فأجاب ربما من الصعب أن أشرح لك طريقى ولكنى أقول الله واحد ليس معه آلهة أخرى سواء سموهم أبناء أو شركاء أو زوجات أو بنات بعث الرسل لهداية البشر للحق والبشر كلهم سواء وحياتهم الإقتصادية تقوم على الشراكة المتساوية وحياتهم العائلية تقوم على الخصوصية فقلت سأجلس معك فيما بعد لتشرح لى مذهبك هذا والآن اسمح لى أن أتفحص هذه الآثار والكتب فقال سأتركك وغدا سأدخل عدد من المصابيح الكهربية فى القاعة حتى تقدر على الرؤية جيدا وسأحضر معى بعض الأتباع لتنظيف المكان ،قال هذا وانصرف وتركنى ومن ثم تحركت بين التماثيل والصور وأخرجت من سترتى بعض المناديل وجعلت أزيل الغبار من على بعضها فظهرت لى وجوه المسيح(ص)ومريم(ص)والملائكة والقديسين والله المعروفة فى النصرانية وكانت التماثيل تمثل ثروة من المال فبعضها من الذهب الخالص وبعضها فيه ذهب وأحجار كريمة وهذا بغض النظر عن القيمة الفنية التى لها قيمتها المالية العالية والتى ربما تفوق الثمن الحقيقى للمعادن بمائة ضعف أو أكثر ،جلست عدة ساعات فى تلك القاعة التى مثلت لى كنزا فى ذلك الوقت ولم أعرج على المكتبة التى ظننت أنها ستكون أكثر عرضة للخطر بسبب مكوناتها التى تتركب من مواد عضوية تتعرض للتحلل فى بعض الظروف الجوية وتتعرض للحشرات التى تتغذى على الورق والجلود وللقوارض وأحيانا المياه الجوفية وخرجت من القاعة لسلم البئر وصعدت فوجدت نفسى كأننى ميت خرج من القبر عليه الغبار والتراب فقمت بوضع الغطاء على البئر السرى وهممت بالسير فإذا بى أجد أمامى امرأة لها وجه القمر ترتدى الحجاب قالت لى إن أبى ينتظرك على العشاء فى البيت فهيا بنا كى تغتسل وتغير ملابسك فقلت لها لو أنك خلعت الحجاب فستكونين أكثر جمالا وتنالين إعجاب الناس "أما أنا فأقول لكم كل من ينظر إلى امرأة بقصد أن يشتهيها فقد زنى بها فى قلبه فإن كانت عينك اليمنى فخا لك فاقلعها وارمها عنك فخير لك أن تفقد عضوا من أعضائك ولا يطرح جسدك كله فى النار "هكذا ردت على الفتاة فقلت لم أكن أقصد الشهوة فهزت رأسها وقالت المرأة لا تتعرى إلا لزوجها وأما غيره فلا فبهت وانتابتنى حالة من الصمت وأنا أسير بجوارها حتى دخلنا البيت فألقينا التحية فقالت لى الحمام جاهز ،وجلسنا على المائدة وكان الطعام بسيطا كطعام الغداء ولا يدل على أن الواعظ يكسب كثيرا من وعظه فقررت أن أسأله ولكنى أجلت السؤال لما بعد تناول الطعام فلما انتهينا قلت له اسمح لى بشكرك على ضيافتك ومع هذا اسمح لى أن أسألك لماذا التقشف فى الطعام ؟فضحك وقال ليس تقشفا ولكنه قسمة العدل فمن مذهبى تقسيم محاصيل الطعام على أهل القرية وأنا منهم بالتساوى كل حسب العدد الذى تتكون منه عائلته فكل فرد ماله له وللأخرين كما قال المسيح(ص)للشاب الغنى "إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع كل ما تملك ووزع على الفقراء "وكنز المال ومنعه عن الأخرين محرم بقوله "لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسدها السوس والصدأ وينقب عنها اللصوص ويسرقون بل اكنزوا لكم كنوزا فى السماء حيث لا يفسدها سوس ولا ينقب عنها لصوص ولا يسرقون "وحب القريب كالنفس يوجب أن نساويه بأنفسنا فى المال كما قال "أحب قريبك كنفسك "فقلت مثل الشيوعية فقال سمها شيوعية أو اشتراكية أو غير هذا ولكن ما أومن به هو أن الله لم يميز أولاد آدم(ص)على بعضهم فى الميراث فكان نصيب الواحد وزوجته قدر نصيب أخيه وزوجته ومن ثم كانت الأرض شركة مقسمة بالتساوى بين الكل وظل الحال هكذا حتى حدث الكفر فأصبح هناك أغنياء وفقراء وكما قال يوحنا فى الرسالة الأولى "وأما الذى يملك بحبحوحة مالية تمكنه من العيش فى بحبوحة ويقسى قلبه على أحد الإخوة المحتاجين فكيف تكون محبة الله متأصلة فى قلبه "؟فهنا يجعل الذى لا يشرك إخوانه فى ماله ليس محبا لله أى كافرا باغضا لله وكما قيل فى الرسالة الأولى لتيمو ثاوس "ويكونوا على استعداد دائم لإشراك الأخرين فى خيراتهم "فقلت لو وجد الشيوعيون رجل مثلك يقرأ الكتاب المقدس لهم لما هزموا فرد قائلا يا ولدى لست شيوعيا وإن كنت أطبق بعض أحكامها وإنما أنا مريد للعدل ولكن غلطتى الكبرى هى أنى بحثت عنه داخل الكتاب المقدس فوجدت به ركاما من الظلم يحتوى فى بعض ثقوبه على بعض العدل ولم أبحث عنه فى كتب الديانات الأخرى ،وساد الصمت لعدة دقائق قال لى بعدها سأفعل ما وعدتك غدا ولكنى سأتركك الآن لأشارك أهل القرية فى بعض أعمالهم التى يقومون بها للحصول على الرزق وقادنى الواعظ لحجرة نوم الضيوف فدخلت فوجدت حقائبى بها فرقدت على السرير وقد فارقنى النوم فتارة أفكر فى فكر الواعظ وتارة أفكر فى القاعة وما فيها وتارة أتذكر وجه الفتاة الجميل وعندما تقلبت للجهة اليمنى وجدت الإنجيل بجانب السرير على منضدة صغيرة فأمسكت به وكان مفتوحا على الصفحة التى تقول "إنه الله الذى خلق الكون وما فيه وهو الذى لا يسكن فى معابد بنتها أيدى البشر لأنه رب السماء والأرض وليس بحاجة إلى خدمة يقدمها له الناس فإنه يهب جميع الخلق الحياة والنفس وكل شىء وقد أخرج الشعوب جميعا من أصل واحد وأسكنهم بلاد الأرض كلها وحدد مسبقا أزمنة وجودهم وحدود أوطانهم لكى يبحثوا عن الله لعلهم يتلمسونه فيهتدوا إليه فإنه ليس بعيدا عن كل واحد منا لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد "كلام ينشرح الصدر له وقد أحسست بسعادة بالغة عندما قرأته لأنه كلام مفهوم للكل ولا يوجد خلاف فى فهمه على العكس من كلام أخر يجعل الإنسان فى حيرة كقول يوحنا فى بداية إنجيله "فى البدء كان الكلمة والكلمة كان مع الله وكان الكلمة هو الله هو كان فى البدء مع الله "فكلام يوحنا يناقض بعضه بعضا فالكلمة كان وحده فى البداية ولكنه كان مع الله فهما اثنين فى البداية ومع هذا أصبحا واحد حيث الكلمة هو الله ثم عاد فجعلهما اثنين لأن الكلمة كان مع الله .
غلبنى النوم وفى الصباح الباكر استيقظت وأفطرت مع عائلة الواعظ وخرجنا للكنيسة ودخلنا فوجدت بعض الرجال فى انتظارنا ومعهم أدوات النظافة والكهرباء فألقينا عليهم تحية الصباح فردوا علينا وكان من السلوك الغريب لدى أن أحدا منهم لم يعطى الواعظ الإحترام أو قل النفاق الذى يعطيه الناس للقسس فى تلك المناطق فلم ينحنى أحد له ولم يقبل يده أو ملابسه ودخلنا حيث البئر وبدأ الكهربائى بمد الأسلاك ثم كشفنا غطاء البئر ونزلنا السلم ونحن نحمل كشافات النور وأدوات النظافة وفى دقائق أنهى الكهربائى عمله بتعليق عشرة مصابيح فى القاعة وانصرف وبعد دقائق أنارت المصابيح وبدأ العمل فى التنظيف وبعد أكثر من ساعتين انتهى العمل وظهرت محتويات القاعة فى صورة أفضل وإن لم تكن أفضل الصور ووجدت نفسى منساقا هذه المرة للمكتبة فجعلت أمسك الكتب الواحد بعد الأخر وجعلت أقرأ العناوين التى كانت فى معظمها بحوث متعلقة بالكتاب المقدس وفى أحيان كنت أقلب صفحات بعض الكتب لأرى هل أصابها السوء بسبب عوامل الخطر التى كانت متواجدة فى القاعة وفى نهاية المكتبة وجدت صناديق مقفلة ففتحتها فوجدت مجلدت لأمهات الكتب بلغات أوربا واللغة العربية فتصفحت العناوين ولكنى وجدت مجموعة عناوين غريبة لم أعرفها من قبل ولا أظن أحد سمع بها أو عرفها العناوين كانت اعترافات الخليفة ودس التحريف فى كتب علماء الإسلام والحكايات التى أدخلناها فى الإسلام ولا أصل لها وخطة أهل الأديان للقضاء على دولة الإسلام وتحريف حديث محمد وإفراغ القرآن من مضمونه ولماذا فشلنا فى تحريف ما بقى من نص القرآن وكيف قضينا على دولة المسلمين والتحالف بين الأعداء لمواجهة المسلمين وكيف أضللنا المسلمين عن دينهم
2-هل أبدأ كتابى اعترافات الخليفة بالبسملة ؟قطعا لا فأنا لست مسلما فى الحقيقة وإنما أمام المسلمين مسلم ،أنا واحد من ألد أعداء المسلمين ومن ثم فهذا الكتاب يجب أن يبدأ باسم الشيطان لأننى وضعت أول معول فى هدم الدولة الإسلامية ومن بعدى انحرف المسلمون عن دينهم الحق ولم يعودوا لإتباعه لعدم معرفتهم بأحكام الإسلام الحقيقية لقد بدأت خطة هدم الدولة الإسلامية منذ قرر أبى ورؤساء بعض الأديان الأخرى اتباع سياسة النفاق كى يستطيعوا هدم الدولة التى لم يقدروا عليها بجيوشهم وعدتهم وعددهم طوال قرون طوال لقد أعلن أبى إسلامه وإسلامنا واختارنى من بين اخوتى لكى أكون أداة الهدم الكبرى وأما كيف هذا فنتيجة معرفة أبى بأحكام الإسلام الحقة فقد استغل الحكم القائل "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون"فبعثنى لمدرسة الفقهاء التى يتخرج منها الحكام والقضاة والدعاة كى أتعلم وأصبح داعيا ومن ثم أتولى أمر قريتى ومن ثم أستطيع حكم الولاية وفيما بعد الخلافة وقد تعلمت فى المدرسة وكنت فيها متميزا ومن ثم صدر القرار من الوالى الذى كانت قريتى الكافرة تتبع حكمه بأن أكون رئيس القرية وداعية الإسلام فيها وعلى الفور بدأ أبى فى تنفيذ باقى خطته وكانت الخطوة الأولى هى أن أكون قائد الجيش الذى لا يقهر وكانت الخطة تقضى بأن يقوم تحالف النفاق بشن حرب على قريتنا الحدودية والتى فيها عدد لا بأس به من الجيش المسلم تكون نقض لمعاهدة السلام بين الدولة الإسلامية ودولة 000المتحالفة مع حلف القضاء على دولة المسلمين ومن ثم أقود جيش من أهل القرية يحارب المعتدين على أن يتركونى أهزمهم وأقتل منهم بنفسى عبيدا لهم يزجون بهم فى الحرب على أنهم مقاتلين من أولى البأس وكان من ضمن الخطة أن يجعلونى استولى على أموال طائلة وكان الغرض منها أن استخدمها فيما بعد فى تحبيب مسلمى الولاية فى شخصى ومن ثم يختارونى واليا لهم فى المبايعات التى كانت تتم فى بداية كل سنة قمرية وكان من ضمن الخطة أن يرى أفراد الجيش المسلم شجاعتى وحكمتى فى رد العدوان حتى يحدثوا الناس فى بلادهم عندما يعودون لها فى فترات راحتهم وهو ما حدث وطارت شهرتى فى الآفاق خاصة بعد تبرعى بنصيبى فى الغنائم وكذا أهل قريتى لصالح المسلمين وهى هائلة وحرصا من أبى على أن أكون الشخص الوحيد الذى يختاره المسلمون خليفة لهم ألف كتبا فى شرح أحكام الإسلام والدفاع عنه ونسب تأليفها لى وعمل على إرسال آلاف النسخ للحكام والدعاة والقضاة وزيادة فى استكمال جوانب شخصية الخليفة المثالية أعلنت القرى التى حاربتها إسلامها وكان قد جرى إفراغها من سكانها الأصلاء وتم إسكان كل من يكره الإسلام فيها حتى يتم استخدامهم كرأس حربة فى جانب الدولة الإسلامية مستقبلا ومضت الخطة فى نجاح مستمر وكان يجب على أن أظهر أمام المسلمين الأصلاء بمظهر الرجل المتواضع الذى لا يكل ولا يمل من العمل فى خدمة المسلمين ولذا دعا أبى العديد من المسلمين لزيارتنا وكان غرضه هو أن يرانى المسلمون وأنا أحمل الطوب لبناء المساجد وأنا أساعد الفلاحين فى حقولهم وأنا أدرب الشباب على استعمال السلاح ونجحت الخطة حيث اختارنى أهل الولاية بعد ثلاث سنوات واليا للولاية بعد أن اختارنى أهل قريتى واليا لهم من قبل ولما كان أبى يريد الخلافة نفسها حتى يستطيع تنفيذ مخططه الهدام فقد بدأ الخطة الثانية التى تقوم على أساس نيل احترام المسلمين كلهم حتى أكون الخليفة القادم ولذا بدأ فى جلب أموال كثيرة من دول التحالف فبنيت بها بيوتا للناس ومدارس ومشافى وملاعب وأسواق فى كل قرى ومدن الولاية فأضحت الولاية الأولى على مستوى الدولة الإسلامية فى كل المجالات واستغللت ما تبقى من أموال فى عمل مشروعات مع الولايات الأخرى تخدمها فى طرق النقل وفى التجارة والصناعة كما أعددت فرقا للجهاد بالتعاون مع وزارة الجهاد فى عاصمة الخلافة ومن ثم بدأت شهرتى تزداد وصار اسمى يتردد فى بلاد المسلمين كرمز للعدل والتفانى والإيثار فى خدمة المسلمين والدفاع عنهم وزيادة فى الحرص من أبى على ضمان الخلافة طلب منى الزواج من امرأة مسلمة حدد اسمها واسم والدها ولما اعترضت متعللا أنى زواجى منها سيؤدى لفشل مخططنا أوضح لى أنها ستكون فى بيت لا يحدث فيه أى شى مما يتعلق بمخططنا وأنها ستكون زوجة ثانية لأنه لن يحرمنى من حبيبة قلبى وبين لى أن سبب اختياره للفتاة هو شهرة والدها العلمية وحب المسلمين له ومن ثم يساعدنا هذا على اختيارى للخلافة وكانت رحلة الحج لمكة الهدف منها زواج الفتاة وليس الحج وقد تم الزواج بعد الحج حيث التقيت بالرجل وطلبت منه الفتاة للزواج فأجلسنى معها بمفردنا وفى نهاية الجلسة وافقت الفتاة على زواجى ومن خلال مجالس الشورى بدأت اقترح مشروعات براقة تخلب ألباب المسلمين ووضعت لها خطط التنفيذ وتعهدت بالإشتراك فى تنفيذها وبدأت المشروعات بعد تنفيذها تؤتى ثمارها وكان الهدف من كل هذا الحصول على منصب الخلافة والذى لم يكن يمثل فى الإسلام سوى مجرد فرد وكله المسلمون لإحقاق الحق وإبطال الباطل ولكنهم معه شركاء على قدم المساواة لا فرق بينه وبينهم فى المسئوليات ومع هذا كان مخطط التحالف هو جعل المنصب منصبا متحكما فى كل شىء عن طريق تغيير الأشخاص فى المناصب الأخرى وجعل المناصب فى معظمها إن لم يكن كلها من عصبة تحالف النفاق حتى يستطيعوا تنفيذ مخطط الهدم وفى ولايتى كان لابد من إجراء تغييرات هادفة لإمساكنا بكل شىء بعيدا عن أعين المسلمين الأصلاء ومن تلك الإجراءات جعل الجيش المرابط فى قرى النفاق الحدودية من أهل النفاق وعدم تنقل أهالى القرى والمدن إلا للضرورة حتى لا يكشف أحد ما يتم فعله فى قرى النفاق من مخالفات لحكم الإسلام وفى قرى النفاق كان التدريس قائما على إدخال تحريفات هينة فى الإسلام وصار بناء البيوت يشجع على النظر لعورات من فى داخل البيوت وعلى قلة الحياء فالشبابيك ذات الضلف المفتوحة على الشارع وكذا الأبواب التى على الشارع مباشرة وهى كاشفة لما يحدث فى الداخل كانت من ضمن النظام الذى يشجع على شيوع الفاحشة وصنعت بطانة من المنافقين ووليتها بعض الوظائف الهامة فى الوزارات حتى تكون عيونا لنا على المتحمسين من المسلمين للإسلام .
لقد كان الطريق للخلافة صعبا وشاقا فرغم كل ما صنعناه لنيل المنصب لم أحصل عليه إلا بعد عشرين عاما من ولايتى لقريتى وفى العام التاسع عشر حصلت على المركز الثانى فى عدد الأصوات فقال لى أبى من تأنى نال ما تمنى ومن ثم يجب عليك أن تضاعف من جهدك ونزيد نحن من قوتنا الإعلامية فى مختلف الولايات حتى نستطيع أن نعرف أكبر عدد من المسلمين بك ونحببهم فيك وقد نفذ أبى الخطة الإعلامية حيث بعث فى كل ولاية أكثر من مائة نفس ليقيموا بها ويتزوجوا من نساءها كل واحد فى بلدة مختلفة ويقوموا بدورهم فى تحبيب الناس فى شخصى وإشهارى بين المسلمين شهرة العالم الزاهد المتفانى فى خدمة بنى دينه والدفاع عنهم والذود عن بلادهم وفى ما بعد نجحت الخطة وتوليت الخلافة ولم يكن الهدم سهلا لأن الناس فى داخلهم مسلمون ونظام الدولة لا يسمح بأى مخالفات إلا ويعاقب عليها ومن ثم كان لابد من البحث عن أساليب تبدو فى ظاهرها سليمة لكن الغرض الأساسى منها هو الإفساد وكان أول الأساليب هو المال فقد كان فى بيوت المال من السنوات الماضية فوائض مالية هائلة هائلة ومن ثم فقد أمرت بتوزيعها حتى ينشغل القوم بها وكان السؤال منهم ماذا نفعل بالمال ؟فالتجارة الفردية كانت محرمة بقرار من كل المسلمين بينما التجارة الجماعية وهى التجارة عبر مؤسسات الدولة مباحة بحجة ألا يخدع مسلما مسلما أخر أو غيره ومن ثم أتت الإجابة منى كيف نحرم ما أحل الله بقوله "وأحل الله البيع"؟قطعا لم أذكر قوله "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم "لأن الله قيد البيع بتراضى كل المسلمين عن هذا الباطل وأجرينا مشاورات عبر مجالس الشورى الذى يشترك فيه كل البالغين العاقلين فوافق أكثر من النصف بقليل على إباحة التجارة الفردية ومن ثم فتح أول أبواب الفساد وفعل فعله فى التنافس والسعى لتكثير المال ومن ثم وجود العداوات والعودة لتجارة سلع حرمتها قرارات شورى المسلمين مثل تجارة العبيد والإماء وكانت هذه السلعة هى الباب الثانى للفساد حيث يدخل فى بيوت المسلمين أصحاب ديانات أخرى يربون معهم أولادهم ومن ثم يأخذون منهم بعض المحرمات بالتقليد ونتيجة هذا تم تجديد ترشيحى لسنة أخرى ولما إزداد المال فى أيدى الكثيرين طمحت أنفسهم للمزيد من متاع الدنيا وكان على أن أوفر لهم المزيد عن طريق ما سماه القرآن ابتغاء الفتنة وهو إتباع المتشابه من القرآن وهو الأحكام المنسوخة التى تتشابه مع الأحكام الناسخة فى الموضوع ومن ثم فقد طلبت من مجالس الشورى مناقشة أمر ملك اليمين من حيث إباحة جماعهن دون زواج بناء على قوله المتكرر فى القرآن "والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين "وكانت الخطة الإعلامية لإشاعة الفاحشة الممثلة فى إباحة نيك الإماء دون زواج قد شاعت فى المسلمين وقد عارض الفقهاء والولاة والقضاة والدعاة وكثير من المسلمين مناقشة الأمر لأنه أمر ثابت فى تفسير القرآن فى الكعبة ولأننا لم نكن قد وضعنا رجالنا فى المناصب المختلفة حتى نتحكم فقد آثرت التراجع حتى لا أفقد المنصب ومن ثم كانت الوصية لمن بعدى من المنافقين الذين سيتولون الخلافة هو فتح باب خطر نساء الأديان الأخرى على بيوت المسلمين على مصرعيه من خلال إباحة نيك الإماء دون زواج كما يقول القرآن "فانكحوهن بإذن أهلهن "كما كانت وصيتى القضاء على الفقهاء والقضاة والولاة بشتى الطرق كتشويه سمعتهم ومحاكمتهم بشهود الزور فى قضايا مختلقة ودعوتهم للجهاد فى معارك شتى حتى ينقصوا ويقل عددهم وأوصيتهم بتغيير مناهج الدراسة والعمل على إدخال مواد الهدف منها زرع بذور الخلاف بين التلاميذ فى تفسير الأحكام كمادة اللغة بفروعها وقد تم اختراع بعض الفروع اختراعا حتى يزداد الجدل مثل فرع النحو ومثل فروع الرياضيات التى منها الجبر وهو جدل عقلى ليس من دراسته طائل سوى شغل الناس عن الأمور المهمة وأوصيتهم وهو الأهم بإدخال أولادهم مدارس القضاء والشرطة والجهاد بكثرة حتى يقدروا فيما بعد عندما ينتشرون فى المناصب على تنفيذ الوصايا وفى ولاية النفاق وما شابهها تم اتخاذ تدابير أخرى منها دس أحاديث على أنها حدثت للنبى (ص) ووضع بعض الحروف والكلمات التى تغير معنى التفسير الإلهى للقرآن ومنها وضع فقرات أو فصول أو فقرات فى ثنايا كتب علماء المسلمين فى شتى العلوم بحيث تدعو لمخالفات لأحكام الإسلام وبدأ تأليف كتب فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب فهى كتب تبدو فى الظاهر شرح أو دفاع عن الإسلام ولكنها تضع فى ثناياها بذور الفتنة ومنها اختراع قصص وحكايات وروايات عن جماعات لم يكن لها وجود فى يوم من الأيام وهو ما يسمى التاريخ المزيف وكان الهدف هو تعصب كل جماعة من المسلمين لجماعة معينة من الجماعات المذكورة فى تلك الكتب التى تحكى وتروى الأكاذيب وقد أوصيت بتنفيذ هذه الأشياء فيما بعد وفاتى .
ذهلت وأنا أقرأ هذه الصفحات من كتاب اعترافات الخليفة ولم أقدر على إكمال قراءة الكتاب فقد أصابنى ما يشبه التوهان فعينى كانت تقرأ الكلمات ولكن عقلى لم يكن يعلم ما تقرأ له العينان فقد انشغل انشغالا كليا بهذه الصفحات الأولى من الكتاب وكيف أن المسلمين كانوا ضحية أنفسهم أولا وضحية المنافقين ثانيا ومن ثم ثقلت أجفانى ونمت وأنا فى مكانى ولم أشعر بشىء إلا ويد الواعظ تربت على كتفى وهو يقول لى هيا فطعام العشاء جاهز لابد أنك جائع فقد نسوا أمرك فى الغداء
3-بعد تناول العشاء جالست الواعظ وتناولنا عصيرا منعشا فقلت له إن المكتبة بها كتب نادرة ليس لها وجود فى أى مكتبة فيما أعلم فى العالم فرد قائلا من الجائز أن يحدث هذا فقلت لقد قرأت بعض عناوين الكتب وصفحات من أحدها تجعلنى أظن أن النصرانية ليست دين الله وأن أصحابها حاربوا الإسلام لأنه دين الله فحرفوه حتى يصبح صورة مشوهة من دين الله الحق فقال الواعظ وهو يبتسم قد يكون الإسلام هو دين الله بعد المسيح(ص)قلت لقد أخبر المسيح(ص)الناس أن معين أخر سوف يرسل لهم بعده يأتى بروح الحق وهذا بقوله فى إنجيل يوحنا "وسوف أطلب من الآب أن يعطيكم معينا أخر يبقى معكم إلى الأبد وهو روح الحق "وقال "المعين الذى سيرسله الآب باسمى فإنه يعلمكم كل شىء ويذكركم بكل ما قلته لكم "وقال "وعندما يأتى المعين الذى سأرسله لكم من عند الآب روح الحق الذى ينبثق من الآب "فقال هذا دليل على مجىء دين أخير وهو دين يشمل دين المسيح (ص) لأنه قال "ويذكركم بكل ما قلته لكم "ويزيد عليه أنه لا يترك شىء لقوله "فإنه يعلمكم كل شىء "فقلت له ما قرأته فى كتابات اعترافات الخليفة هو دليل أخر على أن كل الأمم اتفقت على تحريف الإسلام وكان على رأسها أمتنا النصرانية .
فتمدد الواعظ على الأريكة وابتسم وقال من خلال دراستى الشخصية للإنجيل أستطيع أن أقول لك إنه يحتوى على مئات التناقضات ويكفى أنه كتاب بشرى كتب بأقلام البشر ولم ينسبه أحد إلى الله لأنه منسوب إلى متى ولوقا ومرقس ويوحنا وبطرس ويهوذا ويعقوب وبولس وأقول لك إن مذهبى الذى استخلصته منه هو استخلاص للحق من الباطل الكثير فيه .
وضعت رأسى بين كفى وقلت حقا لقد نسيت أن أسألك عن مذهبك الذى حدثتنى عن مجمله ولم تحدثنى عن تفاصيله فقال يا ولدى سل عما بدا لك وسأجيبك بكل وضوح فسألته ما الإله الذى تعبده ؟إنه أول سؤال فى أى دين من إلهنا المعبود فقال الله هو الإله الذى صنع كل الأشياء "أليست يدى قد صنعت كل هذه الأشياء"كما جاء فى أعمال الرسل هو الحى صانع الكون كما قيل فى أعمال الرسل"الله الحى صانع السماء والأرض والبحر وكل ما فيها "هو إذا خالق كل شىء ليس يسكن فى الكون لأنه خالقه وهو غنى عن خدمات خلقه وهو الواهب الرزاق لكل شىء كما قيل فى نفس السفر"إنه الله الذى خلق الكون وكل ما فيه وهو لا يسكن فى معابد بنتها أيدى البشر لأنه رب السماء والأرض وليس بحاجة إلى خدمة يقدمها له الناس فإنه يهب جميع الخلق الحياة والنفس وكل شىء"وهو العادل فى مجازاة الإنسان عند الحساب كما قال برسالة روما "يوم تعلن دينونة الله العادلة فإنه سيجازى كل إنسان بحسب أعماله "وهو الواحد كما فى رسالة كورنثوس الأولى "وأنه لا وجود إلا لإله واحد "وهو غير مرئى وغير فانى كما قيل بالرسالة الأولى لتيمو ثاوس "الله الواحد غير المنظور وغير الفانى "و"وهو السيد المبارك الأوحد 000الذى وحده لا فناء له "الله هو القاضى المشرع للأحكام كما قيل فى رسالة يعقوب "وليس للشريعة إلا قاض واحد هو الله واضعها وهو وحده القادر أن يحكم بالخلاص أو بالهلاك "الله الذى يخلق بكلمة أمر كما قيل برسالة بطرس الثانية "إنهم يتناسون عمدا أنه بكلمة أمر من الله وجدت السموات منذ القديم وتكونت الأرض من الماء وبالماء "
فسألته هل الله هو المسيح(ص) أم غيره ؟فضحك وقال الله غير المسيح(ص)فالمسيح بشر اختاره لأداء رسالته فسألته لماذا خلق الله الكون ؟فقال كما قيل فى أعمال الرسل "وقد أخرج الشعوب جميعا من أصل واحد وأسكنهم بلاد الأرض كلها وحدد مسبقا أزمنة وجودهم وحدود أوطانهم لكى يبحثوا عن الله لعلهم يتلمسونه فيهتدوا إليه "فهو خلق الخلق ليعبدوه بعد أن يعرفوا ما يريده منهم فى الشريعة ولذا قيل "ما عرفت الخطيئة إلا بالشريعة "فسألته وكيف يعرف الخلق ما يريده الله منهم ؟فأجاب عن طريق الرسل المبشرين كما قيل فى رسالة روما "فإن المبشرين انطلق صوتهم إلى الأرض كلها وكلامهم إلى أقاصى العالم "فقلت له تكفى هذه الأسئلة الليلة وغدا نستأنف الحديث عن مذهبك وإن كنت أحب أن تقرأ الكتب المثيرة التى هى خطة محكمة أدت لضياع دولة المسلمين منذ قرون فقال لى إن شاء الله