الصلاة
كنت أداوم على صلاة الجماعة فى المسجد فى النهار وفى الليل لا يقطعنى عن حضورها سوى المرض المقعد لى عن الحركة وكنت أصلى فى مسجد الحى الذى أسكن فيه ولاحظت من خلال حضورى اليومى للصلوات أن رجلا لا يحضر للصلاة إلا فى صلاتين فقط هما الصبح والعشاء وهو يداوم عليهما فقط ولا أرى وجهه فى أى صلوات أخرى وانشغلت بأمره وفكرت وقادنى التفكير لظنون عدة أولها أن هذا الرجل يعمل طوال اليوم ومن ثم يحضر أول اليوم وأخره فقط للصلاة وثانيها أنه ربما يكون مداوم على الصيام اليومى فيحضر وقت قوته فى أول اليوم عندما يكون الطعام فى معدته لا زال موجودا وفى أخر اليوم عندما يكون قد أفطر وثالثها أنه ربما يكون لديه علة ما تصيبه فى هذا الوقت000المهم قلت لنفسى لماذا لا تسأله وجها لوجه وترتاح من أمره ؟وقررت فى نفسى سؤاله فى أقرب فرصة تتاح لى للحديث معه وبالفعل فى اليوم التالى بعد صلاة العشاء قمت من مقعدى وسرت بإتجاه مكان وجوده قائلا السلام عليكم فقال وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فقلت الأخ ما اسمه فقال عبد الله فقلت وأنا رضا بن عبد الرحمن فقال مرحبا وأهلا بك فقلت لاحظت يا أخى أنك لا تحضر للمسجد إلا فى صلاتى الصبح والعشاء فلعل المانع خيرا فابتسم وقال ألا يجوز أنى أذهب لصلاة غيرهم فى مساجد أخرى غير هذا المسجد الذى نحن فيه ؟قلت هذا معقول ولكن لماذا لا تصليهم فى مسجد واحد؟فابتسم وقال هل تريد المعرفة الحقيقية ؟أجبت نعم فقال هيا معى لبيتى وهناك سأحدثك عن صلاتى .
خرجنا معا من المسجد وسرنا بإتجاه بيت عبد الله الذى كان يقع فى حى مجاور للحى الذى أقيم به ولما وصلنا للبيت تنحنح وقرع الباب ثلاث مرات ثم دخل وقال لى تفضل بالدخول فدخلت خلفه فقادنى لحجرة الضيوف فجلسنا فما لبث أن نادى على أهل البيت قائلا يا أم زيد أحضرى طعام العشاء للضيف فقلت الحمد الله شكرا لك فقد تناولت العشاء قبل الصلاة فقال يا رجل لابد لمن دخل بيتنا أن يذوق طعامنا حتى ولو لقمة صغيرة فابتسمت وقلت أفعل إن شاء الله وجاءت المرأة بالطعام فألقت السلام فرددت عليها بأحسن منه ووضعته أمامنا ثم انصرفت فقال عبد الله تفضل الطعام فتناولت معه لقيمات ولما انتهى من العشاء جاءت المرأة بأكواب البن فشربنا رشفات منه ثم قلت لعبد الله هيا يا صاحبى حدثنى عن صلاتك فقال قبل أن أحدثك عن صلاتى يجب أن أعرفك أن الإسلام قائم على البرهان "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين "فلا حكم إلا بدليل فضحكت وقلت هذا بديهى فضحك هو الأخر قائلا ليس من البديهيات عند الناس بدليل مثلا أن صلاة الجنازة التى تصلى على الميت الآن ليس على كيفيتها دليل يرتب التكبيرة الأولى بعدها الفاتحة والثانية نصف التشهد الثانى والثالثة الدعاء للميت والرابعة قول آية "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب "أو قول اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله أو ما شاكل هذا فتساءلت ألا يوجد حديث يبين الكيفية ؟فأجاب هذه الكتب الستة البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وأبو داود وابن ماجة وحتى موطأ مالك ومسند الشافعى لا يوجد بها حديث يرتب الأفعال وكل ما فيها هو حديث عن قراءة الفاتحة بعد التكبيرة الأولى فقلت من أين أتت الكيفية إذا ؟فأجاب يا أخى الحديث الوحيد الذى قرأته فى طريقة ترتيب الأفعال فى صلاة الجنازة ليس عن النبى (ص)وإنما ورد فيما يسمونه مسند زيد بن على بن الحسين وهو عن على حيث قال "عن على رضى الله عنهم فى الصلاة على الميت قال تبدأ فى التكبيرة الأولى بالحمد والثناء على الله تبارك وتعالى وفى الثانية الصلاة على النبى(ص)وفى الثالثة الدعاء لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات وفى الرابعة الدعاء للميت والإستغفار له وفى الخامسة تكبر ثم تسلم (مسند زيد باب الصلاة على الميت وكيف يقال فى ذلك صفحة 149) وهناك حديثين يصفان كيفية الصلاة ولكن بلا ترتيب ففى موطأ مالك فى كتاب الجنائز "عن أبيه أنه سأل أبو هريرة كيف يصلى على الجنازة فقال أنا لعمر الله أتبعها من أهلها فإذا وضعت كبرت فحمدت الله وصليت على نبيه محمد ثم قلت اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به إن كان محسنا فزد فى إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده "وهنا كيفية مختلفة فهى التكبيرة الأولى والأخيرة وحمد الله لا قراءة الفاتحة والصلاة على النبى والدعاء للميت بلا تكبير وفى مسند الشافعى "عن الزهرى أخبرنا أبو أمامة بن سهل أنه أخبره رجل من أصحاب النبى أن السنة فى الصلاة على الجنازة أن يكبر الإمام ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سرا فى نفسه ثم يصلى على النبى ويخلص الدعاء للجنازة ،فى التكبيرات لا يقرأ فى شىء منهن ثم يسلم سرا فى نفسه "فهنا لا يوجد عدد للتكبيرات والمفهوم أنها ثلاثة فمرة للفاتحة ومرة للصلاة على النبى(ص)ومرة للدعاء للجنازة وليس فى تلك الأحاديث بيان للصلاة على النبى (ص) كما أن هذه الأحاديث ليست ذات صلة بالنبى (ص)حيث لم يقل أحد أن النبى (ص) قالها فالأول منسوب لأبى هريرة والثانى الصحابى مجهول وهذه الكتب موجودة هنا فى الكتبية فى الحائط حيث الباب الخشب خلفك قلت المهم أنها وردت عن صحابى فقال الحكم لا يأخذ سوى من قول النبى (ص)لأنه "لا ينطق عن الهوى "كما قال القرآن ومعنى عدم ورود طريقة الصلاة فى الحديث عن النبى (ص)هو أنه لم يبلغ الرسالة وقطعا قد بلغها كلها مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "ما فرطنا فى الكتاب من شىء "وقوله بسورة النحل "وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء "فهنا الشريعة مبينة لكل حكم والصحابة ليسوا من أوحى لهم كما أن الله لم يقل فيهم لا ينطقون عن الهوى ومن ثم فمن الجائز أن يقولوا أقوال باطلة بدون قصد أو حتى بقصد كما فعل المنافقون فقلت أنا معك فى هذا ولكننا بعدنا عن موضوعنا فضحك وقال يا أخى أنا لا أصلى سوى الصبح والعشاء لأن القرآن لم يذكر غيرهما عدا صلاة الجمعة فقلت أتقصد قوله تعالى بسورة النور "يا أيها الذين أمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء "قال بلى ولو كان هناك صلاة ظهر لقال وحين تضعون ثيابكم بعد صلاة الظهيرة ولم يقل من الظهيرة فقلت ولكن القوم يقولون أن قوله تعالى بسورة الروم "فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد فى السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون "به أوقات الصلاة الخمسة فابتسم وقال يقول المثل خليك وراء الكذاب لغاية باب الدار وسأفرض معك صحة القول فى أن به الأوقات الخمسة ومع هذا أين ذكر الصلاة فى الآيات ؟لا يوجد زد على هذا أن الأوقات لفظيا أربعة "تمسون ،تصبحون ،عشيا ،تظهرون وفى الحقيقة اثنين فالمساء هو العشاء والصباح هو الظهر أى النهار والدليل على أن العشى هو الليل هو قوله تعالى بسورة ص"يسبحن بالعشى والإشراق "فهنا الإشراق لا يكون إلا فى النهار وهو وقت بقاء الشمس مشرقة أى منيرة ولو كان العشى هو الجزء الأخير من النهار ما كان لذكر كلمة الإشراق معنى زائد قلت ولكنك مع اعترافك بصلاة الجمعة لم أرك تصليها فقال يا أخى لأنها تصلى فى غير وقتها فتساءلت كيف ؟فأجاب قائلا إن الله يقول فى آية الإستئذان بسورة النور "وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة "وهذا معناه أن وقت الظهر هو وقت الراحة فى البيوت حيث يخلع كل واحد ثوبه الذى عمل به أو يتخفف من ثيابه ليرتاح ونحن نصلى الجمعة فى هذا الوقت الذى هو غالبا وقت نوم الناس ومن ثم يكونون متململين وبعضهم يغفو عند سماع الوعظ زد على هذا أن الله يقول بسورة الجمعة "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله "وهذا يعنى وجود عمل بعد الصلاة ممثل فى الإنتشار للإبتغاء من رزق الله وبعد صلاة الجمعة الحالية لا يكون فيه عمل لأنه وقت وضع الثياب فكيف يتفق الإنتشار مع خلع الثياب للراحة قطعا لا يتفقان لأن وقت الجمعة قبله عمل لقوله بسورة الجمعة "فذروا البيع "وبعده عمل "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله" ومن ثم لابد أن يكون بعد طلوع الشمس بساعتين أو ثلاث ففى الساعتين نصحو ونمارس العمل اليومى ثم نصلى ونعود ساعتين أخريين وبهما يبدأ فى نهايتهما وقت خلع الثياب للراحة فى الأكل والنوم .
كنت أداوم على صلاة الجماعة فى المسجد فى النهار وفى الليل لا يقطعنى عن حضورها سوى المرض المقعد لى عن الحركة وكنت أصلى فى مسجد الحى الذى أسكن فيه ولاحظت من خلال حضورى اليومى للصلوات أن رجلا لا يحضر للصلاة إلا فى صلاتين فقط هما الصبح والعشاء وهو يداوم عليهما فقط ولا أرى وجهه فى أى صلوات أخرى وانشغلت بأمره وفكرت وقادنى التفكير لظنون عدة أولها أن هذا الرجل يعمل طوال اليوم ومن ثم يحضر أول اليوم وأخره فقط للصلاة وثانيها أنه ربما يكون مداوم على الصيام اليومى فيحضر وقت قوته فى أول اليوم عندما يكون الطعام فى معدته لا زال موجودا وفى أخر اليوم عندما يكون قد أفطر وثالثها أنه ربما يكون لديه علة ما تصيبه فى هذا الوقت000المهم قلت لنفسى لماذا لا تسأله وجها لوجه وترتاح من أمره ؟وقررت فى نفسى سؤاله فى أقرب فرصة تتاح لى للحديث معه وبالفعل فى اليوم التالى بعد صلاة العشاء قمت من مقعدى وسرت بإتجاه مكان وجوده قائلا السلام عليكم فقال وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فقلت الأخ ما اسمه فقال عبد الله فقلت وأنا رضا بن عبد الرحمن فقال مرحبا وأهلا بك فقلت لاحظت يا أخى أنك لا تحضر للمسجد إلا فى صلاتى الصبح والعشاء فلعل المانع خيرا فابتسم وقال ألا يجوز أنى أذهب لصلاة غيرهم فى مساجد أخرى غير هذا المسجد الذى نحن فيه ؟قلت هذا معقول ولكن لماذا لا تصليهم فى مسجد واحد؟فابتسم وقال هل تريد المعرفة الحقيقية ؟أجبت نعم فقال هيا معى لبيتى وهناك سأحدثك عن صلاتى .
خرجنا معا من المسجد وسرنا بإتجاه بيت عبد الله الذى كان يقع فى حى مجاور للحى الذى أقيم به ولما وصلنا للبيت تنحنح وقرع الباب ثلاث مرات ثم دخل وقال لى تفضل بالدخول فدخلت خلفه فقادنى لحجرة الضيوف فجلسنا فما لبث أن نادى على أهل البيت قائلا يا أم زيد أحضرى طعام العشاء للضيف فقلت الحمد الله شكرا لك فقد تناولت العشاء قبل الصلاة فقال يا رجل لابد لمن دخل بيتنا أن يذوق طعامنا حتى ولو لقمة صغيرة فابتسمت وقلت أفعل إن شاء الله وجاءت المرأة بالطعام فألقت السلام فرددت عليها بأحسن منه ووضعته أمامنا ثم انصرفت فقال عبد الله تفضل الطعام فتناولت معه لقيمات ولما انتهى من العشاء جاءت المرأة بأكواب البن فشربنا رشفات منه ثم قلت لعبد الله هيا يا صاحبى حدثنى عن صلاتك فقال قبل أن أحدثك عن صلاتى يجب أن أعرفك أن الإسلام قائم على البرهان "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين "فلا حكم إلا بدليل فضحكت وقلت هذا بديهى فضحك هو الأخر قائلا ليس من البديهيات عند الناس بدليل مثلا أن صلاة الجنازة التى تصلى على الميت الآن ليس على كيفيتها دليل يرتب التكبيرة الأولى بعدها الفاتحة والثانية نصف التشهد الثانى والثالثة الدعاء للميت والرابعة قول آية "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب "أو قول اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله أو ما شاكل هذا فتساءلت ألا يوجد حديث يبين الكيفية ؟فأجاب هذه الكتب الستة البخارى ومسلم والترمذى والنسائى وأبو داود وابن ماجة وحتى موطأ مالك ومسند الشافعى لا يوجد بها حديث يرتب الأفعال وكل ما فيها هو حديث عن قراءة الفاتحة بعد التكبيرة الأولى فقلت من أين أتت الكيفية إذا ؟فأجاب يا أخى الحديث الوحيد الذى قرأته فى طريقة ترتيب الأفعال فى صلاة الجنازة ليس عن النبى (ص)وإنما ورد فيما يسمونه مسند زيد بن على بن الحسين وهو عن على حيث قال "عن على رضى الله عنهم فى الصلاة على الميت قال تبدأ فى التكبيرة الأولى بالحمد والثناء على الله تبارك وتعالى وفى الثانية الصلاة على النبى(ص)وفى الثالثة الدعاء لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات وفى الرابعة الدعاء للميت والإستغفار له وفى الخامسة تكبر ثم تسلم (مسند زيد باب الصلاة على الميت وكيف يقال فى ذلك صفحة 149) وهناك حديثين يصفان كيفية الصلاة ولكن بلا ترتيب ففى موطأ مالك فى كتاب الجنائز "عن أبيه أنه سأل أبو هريرة كيف يصلى على الجنازة فقال أنا لعمر الله أتبعها من أهلها فإذا وضعت كبرت فحمدت الله وصليت على نبيه محمد ثم قلت اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك كان يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به إن كان محسنا فزد فى إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده "وهنا كيفية مختلفة فهى التكبيرة الأولى والأخيرة وحمد الله لا قراءة الفاتحة والصلاة على النبى والدعاء للميت بلا تكبير وفى مسند الشافعى "عن الزهرى أخبرنا أبو أمامة بن سهل أنه أخبره رجل من أصحاب النبى أن السنة فى الصلاة على الجنازة أن يكبر الإمام ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سرا فى نفسه ثم يصلى على النبى ويخلص الدعاء للجنازة ،فى التكبيرات لا يقرأ فى شىء منهن ثم يسلم سرا فى نفسه "فهنا لا يوجد عدد للتكبيرات والمفهوم أنها ثلاثة فمرة للفاتحة ومرة للصلاة على النبى(ص)ومرة للدعاء للجنازة وليس فى تلك الأحاديث بيان للصلاة على النبى (ص) كما أن هذه الأحاديث ليست ذات صلة بالنبى (ص)حيث لم يقل أحد أن النبى (ص) قالها فالأول منسوب لأبى هريرة والثانى الصحابى مجهول وهذه الكتب موجودة هنا فى الكتبية فى الحائط حيث الباب الخشب خلفك قلت المهم أنها وردت عن صحابى فقال الحكم لا يأخذ سوى من قول النبى (ص)لأنه "لا ينطق عن الهوى "كما قال القرآن ومعنى عدم ورود طريقة الصلاة فى الحديث عن النبى (ص)هو أنه لم يبلغ الرسالة وقطعا قد بلغها كلها مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "ما فرطنا فى الكتاب من شىء "وقوله بسورة النحل "وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء "فهنا الشريعة مبينة لكل حكم والصحابة ليسوا من أوحى لهم كما أن الله لم يقل فيهم لا ينطقون عن الهوى ومن ثم فمن الجائز أن يقولوا أقوال باطلة بدون قصد أو حتى بقصد كما فعل المنافقون فقلت أنا معك فى هذا ولكننا بعدنا عن موضوعنا فضحك وقال يا أخى أنا لا أصلى سوى الصبح والعشاء لأن القرآن لم يذكر غيرهما عدا صلاة الجمعة فقلت أتقصد قوله تعالى بسورة النور "يا أيها الذين أمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء "قال بلى ولو كان هناك صلاة ظهر لقال وحين تضعون ثيابكم بعد صلاة الظهيرة ولم يقل من الظهيرة فقلت ولكن القوم يقولون أن قوله تعالى بسورة الروم "فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد فى السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون "به أوقات الصلاة الخمسة فابتسم وقال يقول المثل خليك وراء الكذاب لغاية باب الدار وسأفرض معك صحة القول فى أن به الأوقات الخمسة ومع هذا أين ذكر الصلاة فى الآيات ؟لا يوجد زد على هذا أن الأوقات لفظيا أربعة "تمسون ،تصبحون ،عشيا ،تظهرون وفى الحقيقة اثنين فالمساء هو العشاء والصباح هو الظهر أى النهار والدليل على أن العشى هو الليل هو قوله تعالى بسورة ص"يسبحن بالعشى والإشراق "فهنا الإشراق لا يكون إلا فى النهار وهو وقت بقاء الشمس مشرقة أى منيرة ولو كان العشى هو الجزء الأخير من النهار ما كان لذكر كلمة الإشراق معنى زائد قلت ولكنك مع اعترافك بصلاة الجمعة لم أرك تصليها فقال يا أخى لأنها تصلى فى غير وقتها فتساءلت كيف ؟فأجاب قائلا إن الله يقول فى آية الإستئذان بسورة النور "وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة "وهذا معناه أن وقت الظهر هو وقت الراحة فى البيوت حيث يخلع كل واحد ثوبه الذى عمل به أو يتخفف من ثيابه ليرتاح ونحن نصلى الجمعة فى هذا الوقت الذى هو غالبا وقت نوم الناس ومن ثم يكونون متململين وبعضهم يغفو عند سماع الوعظ زد على هذا أن الله يقول بسورة الجمعة "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله "وهذا يعنى وجود عمل بعد الصلاة ممثل فى الإنتشار للإبتغاء من رزق الله وبعد صلاة الجمعة الحالية لا يكون فيه عمل لأنه وقت وضع الثياب فكيف يتفق الإنتشار مع خلع الثياب للراحة قطعا لا يتفقان لأن وقت الجمعة قبله عمل لقوله بسورة الجمعة "فذروا البيع "وبعده عمل "فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله" ومن ثم لابد أن يكون بعد طلوع الشمس بساعتين أو ثلاث ففى الساعتين نصحو ونمارس العمل اليومى ثم نصلى ونعود ساعتين أخريين وبهما يبدأ فى نهايتهما وقت خلع الثياب للراحة فى الأكل والنوم .