4-عندما قررت الخروج للحقول والمزارع للسير على الأقدام أخذت معى فى حقيبتى كتاب تحريف حديث محمد ولما خرجت وسرت ميلين أو أكثر تعبت فجلست تحت ظل إحدى الأشجار المثمرة وأخرجت الكتاب من الحقيبة وبدأت أفتح صفحاته التى ظهرت عليها آثار العوامل المناخية وكانت البداية "مخطىء من يظن أن حديث محمد هو ما وصل للناس من الكتب مثل صحيح البخارى ومسلم وسنن أبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجة والدارمى ومستدرك الحاكم وصحيح ابن حبان وابن خزيمة لم يكن حديث محمد مدونا بطريقة الإسناد أيام الدولة الإسلامية وإنما كان مجموعا فى كتاب هو تفسير القرآن وهو ما سماه القرآن البيان أو التبيان وليس فيه شىء من أفعاله ولا سيرته ولا صفاته ولا عن زوجاته أو أولاده أو أقاربه أو أخبار معاركه أو ما كان تحت ملكه من أشياء وليس فيه أقوال للصحابة ولا التابعين وإنما كان كتابا مدون به كل الأحكام محفوظ فى الكعبة وله نسخ موزعة على كل البلاد للرجوع إليها عند الاختلاف فى الحكم واستمر الوضع هكذا مدة طويلة بعد وفاة محمد وفى أثناء تلك المدة وبعدها استمر التحريف فى الحديث من قبلنا نحن أفراد الأمم المتحالفة على المسلمين ولكنه كان فى البداية تحريفا قويا لضعف المسلمين وعدم وجود دولة لهم وقد قال القرآن فى عملنا هذا "وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا "وحكى قول أباءنا "لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون "وكان هذا التحريف يزال بإستمرار من الله ولما قوى المسلمون وأصبحت دولتهم المسيطرة على العالم دخلنا نحن فى مرحلة خمول وكسل خوفا من سيف المسلمين ولكن أخذ التحريف منحى أخر منحى يقود المسلمين للتعصب للآباء فقد بدأ أباؤنا عملهم بأن ذهبوا لأولاد لأولاد000 الصحابة وحكوا لهم حكايات أبائهم مع محمد مضاف لها ما يشعرهم بالعزة والفخر ومضاف لها القول بأن محمد فضل أباهم على الصحابة الأخرين ومضاف لها بعض التحريفات الهينة حتى لا يأخذ القوم العلماء بها علما فيصلحونها وفى الجيل التالى بدأ الأباء فى حث المسلمين على توثيق حكايات الصحابة ونصحوهم بما يسمى الإسناد حتى يقدروا على التباهى بصدق وثقة مع من يفاخرهم وفى اتجاه أخر كان البعض منا يقوم بتحريف أخر فى المناطق النائية التى يوجد بها مسلمون ليس معهم علماء يعلمونهم الإسلام الحق فقد كان حديث محمد يساق لهم بطريقة الإسناد وبالطبع كان مضافا له ما يحرف المعنى أو أمور لم تحدث أبدا وكان الغرض منها فى الظاهر تعظيم قدر محمد ولكنها فى الباطن كانت إضلال المسلمين عن الحق ومنها كل الأحاديث التى روت معجزات محمد المزعومة كنبع الماء من الأصابع وتأكيل العشرات والمئات والآلاف من طعام لا يكفى شخصين أو ثلاثة وحديث الجمل وحنين الجذع مما يخالف القرآن فى منعه المعجزات وهى الآيات عن الناس فى عهد محمد فى قوله "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "ولم نتمكن من تحريف حديث محمد التحريف الكبير إلا بعد أن وقع منصب الخليفة فى أيدينا واستمر فى أسر النفاق مدة طويلة خلالها تم المراد وقد اتبعنا فى التحريف العديد من الأساليب ورغم هذا فإن بعضا من علماء المسلمين استعملوا الإسناد لتمييز الصحيح من الباطل ففشلوا لأن الحديث الحقيقى محفوظ فى الكعبة والتحريف اعتمد على عدة أسس هى :
-النقل من كتب الأديان المحرفة مع إضافة بضع كلمات أو جمل فمثلا من الإنجيل المحرف أخذوا معجزة تأكيل الآلاف من طعام لا يكفى عدة أفراد وأخذوا استقبال الأنصار لمحمد بسعف النخيل من استقبال أهل القدس ليسوع بسعف النخيل والفرق فى الحكاية هو أن محمد كان يركب ناقة ويسوع كان يركب حمار بن آتان وأخذوا من التوراة المحرفة أن المولود يذبح له فى السبوع ففى التوراة فرخى حمام أو يمام وفى حديث محمد شاة أو شاتين وأن نوح كان له أولاد سام وحام ويافث مع أنه فى القرآن لم ينجب سوى الولد الكافر الغريق ومع أن بنى إسرائيل من ذرية من كانوا مع نوح فى المركب وليس من ذرية نوح نفسه وهناك الكثير من الحكايات المأخوذة من كتب الأديان المحرفة نسبت لمحمد وهو برىء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب
-التناقض فى روايات الحديث الواحد فمثلا فى فضل صلاة الجماعة وهو حديث باطل قيل "صلاة الرجل فى الجماعة تزيد على صلاته وحده ب27درجة "وفى رواية "25"وقد وردا فى صحيح البخارى ومثلا فى الشخص الذى جاءه الوحى بالآذان تعددت الروايات تعدد تناقض فعند ابن حبان فى صحيحه عبد الله بن زيد حيث قال "فبينما هم على ذلك أرى عبد الله النداء "وعند الحارث بن أسامة عمر وبلال معا حيث قال "أول من أذن بالصلاة جبريل فى سماء الدنيا فسمعه عمر وبلال "وعند الطبرانى محمد "حيث قال "لما أسرى بالنبى أوحى الله إليه الآذان "ومثلا فى ساعة الإجابة يوم الجمعة وهو حديث باطل ورد عند أحمد أنها "فى أخر 3 ساعات منه ساعة من دعا الله فيها استجيب له "وعند ابن عساكر "كانوا يرون الساعة المستجاب فيها الدعاء إذا زالت الشمس "وعند الترمذى "بعد العصر إلى غيبوبة الشمس "وعند ابن أبى خيثمة "النهار12 ساعة وإنها لفى أخر ساعة من النهار "وعند البيهقى فى الشعب"قال إذا تدلى نصف الشمس للغروب "ومثلا فى ليلة القدر ورد عند البخارى "التمسوا فى 24 ليلة القدر "وعند أحمد والطحاوى "وكانت تلك الليلة ليلة 23"وعند أحمد "قلت ليلة22 "وعند عبد الرزاق "من كان متحريها فليتحرها ليلة سابعه "وعند الطبرانى وابن أبى شيبة "قلت أنا وذلك وليلة 27"وعند أبو داود"فقال اطلبوها فى أول ليلة وأخر ليلة "وعند مسلم "أريت ليلة القدر ثم أنسيتها "
-التناقض بين القرآن والحديث فمثلا إذا حكم القرآن بحكم ألفت أحاديث تخالفه فمثلا القرآن يبين أن المساجد خارج البيوت للرجال وحدهم بقوله "فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال "وقوله "لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا "ومن ثم ألفنا أحاديث كما عند البخارى تقول "ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد "وعند مسلم "لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد إذا استأذنكم "وعند أبى داود "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله "ومثلا إذا حكم القرآن بجلد الزناة بقوله "الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة "ألفت أحاديث تخالفه فعند ابن ماجه "الشيخ والشيخة فارجموهما البتة إذا زنيا "و"وأن النبى رجم يهوديين "وأنه قال "اللهم إنى أول من أحيا أمرك إذ أماتوه وأمر بهم فرجم "و"من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به "
- التناقض بين الأحاديث حيث تؤلف جماعة حديث يحكم بحكم ما فى موضوع معين وتؤلف جماعة أخرى أو نفس الجماعة حكم يخالف الحكم الأول فى نفس الموضوع فمثلا جماعة أباحت للجنب النوم دون أن يمس الماء للغسل أو الوضوء فقالوا كما عند ابن ماجه "كان رسول الله يجنب ثم ينام ولا يمس ماء حتى يقوم بعد ذلك فيغتسل "وجماعة أخرى حرمت على الجنب النوم إذا لم يتوضأ فقالوا "أن عمر بن الخطاب قال لرسول الله أيرقد أحدنا وهو جنب قال نعم إذا توضأ "ومثلا جماعة أباحت كتابة العلم كله بما فيه القرآن كما فى قولهم "اكتبوا لأبى شاه "وجماعة حرمت كتابة العلم كله عدا القرآن كما ورد عند مسلم "لا تكتبوا عنى شيئا غير القرآن "ومثلا جماعة أوجبت على من مس فرجه الوضوء فقالوا كما عند ابن ماجه "من مس فرجه فليتوضأ "وجماعة لم توجب الوضوء فقالوا "سمعت رسول الله سئل عن مس الذكر فقال "ليس فيه وضوء وإنما هو منك "
وقد يكون التناقض فى الأحاديث فى الأخبار فجماعة تؤلف حكاية عن شىء وجماعة تؤلف حكاية عن نفس الشىء فتخالفه فى بعض أجزاء الحكاية فمثلا فى حكاية صلح الحديبية كان من ضمن الإختلاف بين الأحاديث أن حديث البخارى جعل عدد المسلمين "14 مائة "وحديث ابن أبى شيبة "كانوا 15"وفى حديث أخر "كانوا 1300"ومثلا فى حفر الخندق ورد أن أيام الحفر كانت عند موسى بن عقبة "أقاموا فى عمله أى الخندق قريبا من 20 ليلة "وعند الواقدى "24"وعند النووى فى الروضة "15 يوما "وعند ابن القيم فى الهدى "أقاموا شهرا "
ومن المضحكات فى تحريف حديث محمد أن كل أصحاب دين كانوا يقولون فى رواة الحديث من الأمم الأخرى ذات الأديان المخالفة المقالات وكان معظمها إن لم يكن كلها تكذيب لهم عدا النادر
إن ما قامت به الأمم المعادية فى حديث محمد أمر لا يمكن لمسلم أن يصححه مهما كد وتعب وحتى لو وصل للحق فسيواجه بغضب عظيم ممن يعتبرون أنفسهم حملة الحديث وحماته من المسلمين أنفسهم ولن يجد من يصدقه وسيعملون على قتله فى أى فرصة تلوح لهم لأنه سيكون عقبة لهم لا يمكنهم تخطيها بالعلم وسيحد من سلطانهم القائم على الباطل الممثل فى الحديث المحرف .
5-قررت فى أحد أيام الإجازة أن أخرج للغابة وحملت حقيبتى وبندقيتى على كتفى ثم سرت حتى خرجت من القرية وحقولها ودخلت فى نطاق الغابة وجعلت متعتى فى النظر إلى الأشجار وثمارها والطيور وأشكالها والحيوانات البرية وهيئاتها سرت مسافة ليست طويلة وسمعت وأنا سائر دوى انطلاق الرصاص من بنادق ورشاشات فقلت لنفسى لابد أنهم الصيادون يطلقون النار على الحيوانات ولكن الصوت عاد ثم انقطع ثم انقطع وكان عدد الطلقات كثيرا فقلت هذا ليس صيدا وإنما معركة حربية أو تدريب على استعمال السلاح فداخلنى الخوف من الموت فى الغابة دون سبب أستحق عليه الموت ومع هذا دفعنى الفضول للقرب الحذر من المنطقة التى يتم فيها إطلاق النار وعندما وصلت للمكان وجدت الواعظ ومعه عدد يزيد على المائة رجل يتدربون فى مكان مكشوف على ضرب النار والتنشين على الأهداف فذهبت واقتربت منه وقلت له "لا تقاوموا الشر بمثله بل من لطمك على خدك الأيمن فأدر له الخد الأخر ومن أراد محاكمتك ليأخذ ثوبك فإترك له رداءك أيضا ومن سخرك أن تسير ميلا فسر معه ميلين "فرد الواعظ قائلا هذا إن كان الظالم سيفهم من معاملتك الحسنة غرضك فإن لم يفهم ولم يتراجع عن ظلمه مصاحبا إياك فهنا عين بعين وسن بسن فالرجل لم يلغى الشريعة وإنما جاء ليكملها وجعل من يطيع الشريعة هو العظيم حيث قال "لا تظنوا أنى جئت لألغى الشريعة أو الأنبياء ما جئت لألغى بل لأكمل فالحق أقول لكم إلى أن تزول الأرض والسماء لن يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الشريعة حتى يتم كل شىء فأى من خالف واحدة من هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس أن يفعلوا فعله يدعى الأصغر فى ملكوت السموات وأما من عمل بها وعلمها فيدعى عظيما فى ملكوت السموات "قلت له "إذن كل ما تريدون أن يعاملكم الناس به فعاملوهم أنتم به أيضا "لماذا هذا التدريب إذا كنا جميعا على دين واحد؟فأجاب ليست النصرانية ديانة واحدة بل عدة أديان ونحن نستعد لحرب من ينهبون خيرات البلاد ويحرمون الناس منها بدعوى التقدم ودعوى الحرية والديمقراطية وهم يجلسون فى المدن على كراسى مريحة فى قصور أو بيوت قد تكلفت المليارات من أموال الشعب فقلت بوليفارا جديد هل تريد الثورة ؟فقال أنى أحلم بثورة عادلة ثورة تقيم كل كلمة خرجت من فم الله فقلت وهل تظن أن القوم فى غفلة عن عملكم هذا ؟فرد قائلا إنهم لا يدرون بشىء هنا إن الصالحين أقصد الأغنياء يشرعون لنا ما يجعلنا نريد أن نثور إنهم يريدون منا السمع والطاعة فقلت "أعطوا مالله لله وما لقيصر لقيصر"فضحك بصوت عالى وقال لم يقصد الرجل شىء مما فهمه الناس خطأ لقد قصد أن الله يملك كل شىء ومن ثم قيصر ليس له شىء لأن المالك لم يعطه شىء حتى يكون له فقلت لأول مرة أسمع هذا التفسير للمقولة فهز رأسه وقال لو فهموا قوله "لا يمكن لأحد أن يكون عبدا لسيدين لأنه إما أن يبغض أحدهما فيحب الأخر وإما أن يلزم أحدهما فيهجر الأخر "لعلموا أنه لا يمكن أن يجعلهم عبيد لله وللقيصر فى نفس الوقت فقلت ما الهدف من كل هذا إذن ؟فأجاب "كل شجرة جيدة تثمر ثمرا جيدا أما الشجرة الرديئة فإنها تثمر ثمرا رديئا لا يمكن أن تثمر الشجرة الجيدة ثمرا رديئا ولا الشجرة الرديئة ثمرا جيدا وكل شجرة لا تثمر ثمرا جيدا تقطع وتطرح فى النار "فرددت قائلا ولكن الرجل أوجب الدعوة فقال "ما جئت لأدعو أبرارا بل خاطئين "ومن ثم تجب الدعوة فضحك وقال ها أنت قلت الدعوة أولا ولكنها تكررت ألوف الألوف من المرات ومع هذا فالمسيح(ص)كان يريدها حربا مشتعلة على الفساد والظلم فقال "جئت لألقى على الأرض نارا فلكم أود أن تكون قد اشتعلت 000أتظنون أنى جئت لأرسى السلام على الأرض أقول لكم لا بل بالأحرى الإنقسام "فقلت لو كنتم صادقين فى الدفاع عن مذهبكم فستلقون الألم والعذاب فى سبيل نصره فقال لقد قال المسيح(ص)"ها أنا أرسلكم مثل الخراف بين الذئاب فكونوا منتبهين كالحيات ومسالمين كالحمام احذروا من الناس "ومن ثم فلن نتمسك بحياتنا كما قال "من يتمسك بحياته يخسرها ومن يخسر حياته من أجلى فإنه يربحها "وأردت أنا أسير وأتركهم فأمسك الواعظ يدى برفق وقال بحنان بالغ لم تدع زمرة الشر أقصد الصالحين لنا مجالا للإختيار ومن ثم فنحن فى كل الحالات هالكون ومن ثم فمن الأفضل أن نهلك ونحن ندافع عن حقنا الذى أعطاه الله لنا لا أن نهلك دون أن يكون لهلاكنا صدى أو قيمة يا ولدى لو كنت أعرف أن الحديث معهم يفيد ما تأخرت يا ولدى السلاح وحده مع النفس العزيزة هو الذى يحمى الحق وأما الحق بدون سلاح فلا وجود له فقلت يا أبت لقد بدأ كلامك يدخل إلى قلبى فقال كن معنا "لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف له حدان وخارقة إلى مفترق النفس والروح والمفاصل ونخاع العظام وقادرة أن تميز أفكار القلب ونياته "
6- لا أتذكر من قال أحداث التاريخ المعروف لنا من الكتب والآثار كذب بنسبة 99و99%ولكنى تذكرت القول عندما تناولت كتاب الحكايات التى أدخلناها تاريخ الإسلام ولا أصل لها وقررت أن أقرأ بعض صفحات منه فى تلك الليلة وأنا راقد على السرير ففتحت الكتاب ووجدت الإهداء التالى فى الصفحة الأولى "هذا الكتاب مهدى للشيطان الذى جمع شمل رؤساء أديان العالم كى يفسدوا على المسلمين دينهم ويهدموا دولتهم وكان الإمضاء الشيطان الصغير "قلبت الصفحة فقرأت "من يقرأ كتابى هذا بعد قرون لن يصدق فى كثير من الأحوال أننا ألفنا الحكايات التى سأذكرها والسبب هو أن حكاياتنا الكاذبة ستكون عندهم صادقة ومبرهن عليها بالأدلة التاريخية لقد أنشأنا دولا بكاملها على الورق حيث لم يكن لها وجود كدولة القرامطة ودولة الأمويين واخترعنا شخصيات لم يكن لها وجود حقيقى مثل ابن السوداء أى عبد الله بن سبأ والحجاج بن يوسف وطمسنا أحداثا وقعت فى الحقيقة مثل أن الأرض خلف بحر الظلمات كانت مجهولة وفى الحقيقة فهى معروفة منذ آدم وكانت تقع ضمن ممتلكات دولة المسلمين الأخيرة كما ألفنا أديان لم يكن لها وجود وجعلنا لها فرقا تدافع عنها وكتبا تتحدث عنها ،بإختصار لقد سودنا صفحات التاريخ البيضاء بما سطرته أقلامنا من أكاذيب وتخاريف "قلبت عدة صفحات وتوقفت عند عنوان "زواج على وفاطمة فقرأت "لم يتزوج على بن أبى طالب فاطمة بنت محمد لقد ألفنا حكاية ملخصها أنهما تزوجا وأمهرها درعا غنمها فى غزوة خيبر مرة ومرة من بدر وأنجب منها الحسن والحسين وغيرهما وهذه الخرافة نسج بعدها خيوط لحكايات أخرى كاذبة تروى مآسى آل البيت العلوى وصدق الناس الحكاية وقامت على أساس حدوثها دول وهى فى الواقع تخالف القرآن والواقع فهى تخالف القرآن الذى حرم زواج الأباء والأباء كلمة تطلق على الأب والعم والخال وأخو الأب ومن فى مقامهم من أبناء العم والخال وعلى يعتبر من أباء فاطمة لأنه ابن عم أبيها أى فى مستوى واحد من القرابة زد على هذا أن محمد جعله أخ له عندما صنع المؤاخاة بين المسلمين فى المدينة فكيف يزوج ابنته لأخيه؟كما تخالف الحكاية القرآن فى المهر فمهر الحرة فى القرآن قنطار ذهب كما بسورة النساء وليس درع لا تساوى قيمتها سوى القليل من قيمة القنطار الذهبى زد على هذا أن فاطمة تزوجت فى الحكاية فى 25 من عمرها ومن المعلوم أن فتيات البيئة الحارة يتزوجن فى الغالب قبل سن العشرين وما بالنا بإبنة محمد الذى هو رئيس دولة بغض النظر عن إقرار المسلمين بأنه نبى فهل يتأخر رجال المسلمين عن تزوجها حتى هذه السن حتى ولو كانت ليست على قدر من الجمال ؟بالقطع لا وإنما المعقول أن يتزوجها أحدهم حتى ولو كان هذا الزواج إرضاء لمحمد مع العلم بأن كثير من المهاجرين لم يكن معهم زوجات ،أضف لهذا أن على تزوج فى الحكاية بعد30 وهى سن متقدمة ولقد كان معه مال للزواج فى غزوة بدر مما غنمه المسلمون فيها ووزعه محمد على المهاجرين خاصة وكان المال لديه من مشاركته فى الغزوات قبل خيبر وهى كثيرة ولابد أنه كان يعمل بوظيفة تدر عليه دخلا يجعله يتزوج قبل هذا السن ومن المضحكات التى تبين كذبنا فى الحكاية أن القرآن أباح لمحمد زواج بنات أعمامه ومنهن أخوات على فلو تزوج إحداهن لوجدنا شىء مضحك هو أن محمد جد لأولاد على وفى نفس الوقت أولاد محمد على خالهم وهو تداخل فى مراتب القرابة لا يقره القرآن زد على هذا أن محمد لن يقف ساكنا وهو يرى ابنته تخطت سن الزواج التى يعرفها القوم وسيسعى لتزويجها كأى أب ولو طلب من أى مسلم فإنه سيستجيب للأمر وسيكون سعيدا أنه تزوج ابنة نبيه ،قلبت عدة صفحات واخترت من إحداها عنوان يقول هدم الكعبة وبدأت أقرأ كلمات السطور "لقد روجنا عدة حكايات عن هدم الكعبة أولها هدم الكعبة فى عصر المزعوم يزيد بن معاوية وثانيها فى عصر المزعوم عبد الملك بن مروان وثالثها فى عصر دولة القرامطة المزعومة ونجد فى الحكايات قاسم مشترك هو أن الجيوش المشاركة فى الهدم عاشت ولم يعاقبها الله وكل هذه الروايات موضوعة لا أصل لها للتالى :
-أن الله يعاقب كل من يريد تدمير الكعبة أو يرتكب جريمة فيها مثل طرد أحد سكانها من بيته فمثلا أصحاب الفيل أرادوا تدميرها فكانت النتيجة هى هلاكهم جميعا كما قال القرآن "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم فى تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول"ومثلا قريش لما طردت المهاجرين وأخرجتهم من ديارهم كان العقاب هو إتيان السماء بالدخان المبين الذى عذبهم حتى دعوا الله أن يكشف عنهم العذاب وفى هذا قال القرآن "فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون "إذا كيف نجت جيوش بنى أمية والقرامطة من العذاب أليس هذا عجيبا ؟لو قلنا أن بنى أمية على الباطل وحتى المدافعين عن مكة على الباطل فإن هذا لا يعنى فى الإسلام أن يترك الله المجرم فى الحرم دون عقاب بدليل أن قريش كانت على الباطل عندما جاء أصحاب الفيل الذين كانوا على الباطل أيضا
-أن بفرض كفر المسلمين فى ذلك العصر المزعوم فمن المعلوم أن من يسمونهم العرب يعظمون الكعبة وهذا التعظيم معناه أنهم لن يتركوا أحدا منهم كى يهدم الكعبة وقد رأينا إجماعهم على قتال المسلمين فى عهد محمد رغم أنهم لم يريدوا الكعبة بسوء
-أن منطق القوة يعنى سلب بنى هاشم كل ما يتعلق بالبيت الحرام بعد هذه المعركة ولكن الذى حدث فى الحكاية هو أن بنى أمية تركوا المهام لبنى هاشم رغم قدرتهم على إبادتهم بعد إنتصارهم كما يعنى أن القرامطة لابد أن يحكموا مكة بعد نهبهم وسلبهم وقعودهم فيها فترة قصيرة ولكن الحادث فى حكايتنا المزعومة هو أنهم تركوا مكة بعد أن أخذوا معهم الحجر الأسود وتركوا البلد رغم انتصارهم أليس ما حدث دال على كذبنا الواضح؟إن من يستبيح القتال فى الحرم يستبيح أى شىء أخر
-أن القرآن توعد كل من يريد الإلحاد وهو الظلم فى مكة بالعذاب الأليم وفى هذا قال بسورة الحج "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم "فأين العذاب الذى حاق بكل من دمر أو أراد الكعبة بسوء فى هذه الحكايات؟لا يوجد فى حكاياتنا دليل على كذبنا ولكن من يفكر فى كذبنا ؟!"
قلبت الصفحات وتوالت أمام عينى عناوين الحكايات الكاذبة فى تاريخ المسلمين وقد أضيفت لتاريخهم ومنها سقيفة بنى ساعدة وبيعة الصديق والفاروق وعثمان وعلى ومعاوية والدولة الأموية وعبد الله بن سبأ وقتل عثمان وقتل الحسين وحروب الردة والتحكيم بين على ومعاوية لقد كان الهدف هو إضلال المسلمين
7-ذهبت للواعظ كى أتحدث معه فوجدته فى الكنيسة ومعه رجل وامرأة تبدو عليهما سمات الضيق والغضب من بعضهما فسمعت الواعظ يقول لهما ألن تتراجعا عن طلب الطلاق ألن تعودا لبعضكما ؟فأجابا كلا فقال إذا أحضرا غدا بعض الرجال من عائلتيكما حتى نصدر وثيقة طلاق وانصرف الرجل والمرأة فتقدمت للواعظ وحييته وقلت له كيف تسمح لهما بالطلاق وقد قال الكتاب "ولكنى أقول لكم إن الذى يطلق زوجته لغير علة الزنى ويتزوج فإنه يرتكب الزنى والذى يتزوج بمطلقة يرتكب الزنى "فابتسم وقال لم يقل المسيح(ص)هذا فهو من المدسوس عليه فى الكتاب ففى الكتاب قد قال "ما جئت لألغى الشريعة بل لأكمل "فهو لم يلغ أحكام الشريعة ومنها حكم الطلاق وهذا القول لو صدقناه لكان معناه أن المسيح (ص)يدعو كل من الرجل وزوجته لارتكاب الزنى إذا أرادا الطلاق لأنه الطريق الوحيد للطلاق وهذا لا يعقل مع رجل حرم الزنى وكل ما يؤدى له حتى أنه وصى بقلع العين إذا كانت ستؤدى للزنى حيث قال "كل من ينظر إلى امرأة بقصد أن يشتهيها فقد زنى بها فى قلبه فإن كانت عينك اليمنى فخا لك فاقلعها وارمها عنك "ثم إن تحريم الطلاق يؤدى لجرائم أخرى فإذا تملك الغضب أحد الزوجين بسبب وجوده مع الأخر رغما عنه فإنه سيرتكب جريمة القتل أو جريمة الجرح أو جريمة الضرب المبرح وإذا كظم غضبه فغالبا ما سيؤدى به إما إلى الجنون أو إلى تفشى الأمراض فى جسمه كرد فعل على كظم الغضب فقلت ولكنه أوصى بعدم فرقة الزوجين مذكرا القوم بالآية القائلة "ألم تقرأوا أن الخالق جعل الإنسان منذ البدء ذكرا وأنثى وقال لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويتحد بزوجته فيصير الإثنان جسدا واحدا فليسا فيما بعد اثنين بل جسد واحد فلا يفرقن الإنسان ما قد قرنه الله"فقال يا بنى تذكر أنهم سألوه "هل يحل للرجل أن يطلق زوجته لأى سبب "فهو يعلم أن الطلاق لا يكون لأى سبب وإنما لأسباب محددة أولها الطلاق لعلة الزنى وثانيها الطلاق خوفا من ارتكاب جريمة قتل أو جرح وثالثها خوفا من الجنون أو كما يسمونه الأمراض النفسية فسألته هل ترى الزواج مستحبا ؟فقال لى وهو يبتسم الذى أعرفه هو أن الزواج واجب على الناس تجنبا للزنى كما قيل "ولكن تجنبا للزنا ليكن لكل رجل زوجته ولكل امرأة زوجها "وكما قيل فى رسالة كورنثوس "لأن الزواج أفضل من التحرق "وإنجابا للذرية التى تعمر الأرض وحفاظا على الدين الذى يموت إذا لم يكن هناك بشر فقلت له الحق قلت ولكن ماذا ترى فى علاقة الزوجين؟فأجاب أرى الرجل رئيس العائلة ومنها المرأة كما قيل "أما رأس المرأة فهو الرجل "ومن ثم فعلى المرأة طاعته فى الخير وأن الرجل عليه حقوق للمرأة والمرأة عليها حقوق للرجل كما قيل "وليوف الزوج زوجته حقها الواجب وكذلك الزوجة حق زوجها "فعدت للكلام عن الزواج فقلت له ولكن الكتاب ينصح بما يدل على كراهية الزواج وأنه اضطرارى لتجنب الزنى كما قال برسالة كورنثوس "إذن من تزوج فعل حسنا ومن لا يتزوج يفعل أحسن "و"إن كنت غير مرتبط بزوجة فلا تطلب زوجة "و"إن غير المتزوج يهتم بأمور الرب وهدفه أن يرضى الرب أما المتزوج فيهتم بأمور العالم وهدفه أن يرضى زوجته كذلك العزباء وغير المتزوجة تهتمان بأمور الرب 000أما المتزوجة فتهتم بأمور العالم وهدفها أن ترضى زوجها "فقال الرجل ليس كل ما جاء فى الكتاب صحيحا ولو كان الزواج يصرف عن طاعة الله ما حلله منذ بداية البشرية ولولا الزواج ما كان البشر ليخلقوا وينتشروا فى الأرض أى لظلت الأرض خالية من السكان فقلت للواعظ فى قرآن المسلمين آية تدل على أن الرهبانية هى اختراع نصرانى كان الهدف منه طاعة الله أكثر ولكنها تحولت لعقبة كبرى فى طريق الرهبان حيث ضل معظمهم فلم يلتزموا بأحكام الرهبنة فضحك وقال شىء طبيعى أن يقعوا فى الزنى لأنهم يعملون بشىء ضد طبيعة الخلق فكل الأنواع تمارس الزواج عدا الرهبان المخالفين لطبيعة الخلق فقلت له يجرنا هذا لمسألة تعدد الزوجات التى تمارسها بعض الأنواع الأخرى فهل فى مذهبك ما يبيح التعدد؟فرد مباح بشرط فقلت وما هو؟فأجاب أن يكون لأسباب قاهرة بمعنى أسباب اضطرارية وهى مرض الزوجة مرضا يقعدها عن الجماع أو عن أداء واجباتها المنزلية والسبب الثانى عقم الزوجة وصلاحية الرجل للإنجاب ويستحب عندى ألا يتزوج عليها إلا بعد مرور خمس سنوات من زواجهما إلا إذا قرر الأطباء استحالة حملها فى بداية الزواج والسبب فقاطعته قائلا ولكن ما الحل إذا كان الرجل هو العقيم ؟فأجاب الحل هو الطلاق لإعطاء المرأة الفرصة كى تحقق أمومتها فليس من العدل أن نعطى حق الزواج الثانى للرجل لكى ينجب ولا نعطى المرأة نفس الحق بعد طلاقها فقلت وما الثالث ؟فقال أن تكون شهوة الرجل لا تشبعها امرأة واحدة ويجد نفسه مضطرا للزنى أو إيذاء المرأة بدنيا بسبب كثرة جماعه لها دون أن تكون راغبة فيه فسألته هل هناك رابعا فقال هو إصابة الزوجة بالجنون فقلت هل هناك خامسا فرد قائلا ما بعد رابعا هو إعتداء على الزوجة
8-وأنا فى حجرتى ببيت الواعظ دخلت على إحدى بناته بعد أن طرقت الباب عدة مرات وكانت تحمل صينية عليها كوب من الحليب الدافىء فتناولت الكوب وقلت لها شكرا يا مريم فقالت وهى تنظر لكتاب موضوع على المكتب فى الحجرة عنوانه إفراغ القرآن من مضمونه كنت قد جلبته من قاعة الكنيسة السفلى ما هذا الكتاب وما مضمونه؟فقلت علمى به كعلمى به فأنا لم أفتحه فهل تحبين أن أقرأ لك ما فيه ؟فأجابت هيا بنا لفناء البيت كى أسمع ما تقرؤه فخرجت معها للفناء وتحت ضوء مصباح خافت بدأت القراءة "لقد عجز الآباء من مختلف الأديان عن تحريف القرآن كتاب المسلمين كنص فبقى كما هو لم يتغير فيه حرف وعجزنا نحن أيضا عن هذا لأن المصاحف كانت منتشرة فى البيوت والمساجد وأماكن العمل والمدارس والمكتبات ومن ثم كان حفاظه كثار ومن ثم لو تغير فيه حرف لوجدت آلاف يصححون الحرف ويعاقبون المغير ويتسببون فى قطع رزقه إن كان وراقا خطاطا لذا كان لابد من جعل القرآن نص محفوظ فقط وليس نصا مطاعا مفهوما حتى يصبح المسلمون كما بتعبير القرآن عن اليهود كالحمير تحمل أسفارا لا تفهم ما بداخلها ومن ثم لا تطيعه وبدأت الخطط لإفراغ القرآن من المضمون منذ عهد محمد نفسه وكان لهذه الخطط أساليب متعددة ولكنها لم تؤت ثمارها إلا بعد قرون وقامت الخطط على الأسس التالية :
-إيقاع الخلاف بين المسلمين فى الأحكام عن طريق الأحكام المتشابهة وهى ما يسمى الناسخ والمنسوخ
-اختراع علم النحو لشغل القوم بإعراب القرآن وكان من ضمن خطة اختراعه عمل مذاهب فيه حتى يؤدى الاختلاف بين المذاهب لإختلاف معانى القرآن فى اللفظ الواحد ومن هنا تتعدد التفاسير ويقع الخلاف المحبب لنا
-اختراع علم معانى الكلام وهو ما تقوم به القواميس والمعاجم وكان الغرض من جمع مواد المعاجم هو إيقاع الخلاف فى معانى ألفاظ القرآن عن طريق ذكر معانى كثيرة للكلمة حتى يأخذ كل مفسر منا معنى ما يوقع به الخلاف ومن ثم يضل المسلمون عن المعنى الصحيح للكلمة
-اختراع علم التجويد والترتيل حتى ينصرف المسلمون عن المعنى المراد للإهتمام باللفظ وجمال الأصوات وكيفية جعل الصوت جميلا وقد أثمر هذا ثمرته فأصبح القرآن يرتل كالتراتيل والترانيم فى الكنائس
-اختراع علم إحصاء القرآن والهدف منه شغل القوم عن المعنى لعد الألفاظ فى القرآن وعد آياته وسوره وعد الألفاظ المتكررة واختراع مسائل تلهى القوم عن المعنى مثل اختلاف العدد من عاد لأخر حسب أسس العد فمنهم من يعد الحرف الكتابى ومنهم من يعد الصوت المنطوق وتم عمل مذاهب أيضا فى العد لتحقيق الهدف
-اختراع علم أسباب النزول حيث ألفنا العديد من الأحاديث والقصص التى بها تناقض إما فى أسماء الأشخاص أو الأماكن أو الأعداد أو الزمان وإما فى أحداث القصص حتى يتبنى كل شخص ما يروق له ثم يبتعدون عن المعنى الذى قصده الله من الآية
-اختراع علم تقسيم القرآن حيث ادعينا أن القرآن ينقسم لأحزاب وأجزاء وأرباع واخترعنا مذاهب بعضها يخالف بعض فى بدايات ونهايات الأجزاء والأحزاب والأرباع عدا القليل وانشغل البعض من المسلمين بهذا العلم وصرف فيه عمره تاركين ما أريد منهم فى القرآن من معرفة المعنى "فقاطعتنى مريم قائلة وهل نجح القوم فى هدفهم ؟فأجبت وأنا أضع الكتاب جانبا لقد نجحوا نجاحا عظيما حيث جعلوا المسلمين لا يعرفون معنى آيات القرآن الصحيح ومن ثم زرعوا بذور الخلاف بينهم فى كثير من مسائل الدين فقالت وأين المعنى الصحيح لآيات القرآن ؟فرددت العقل يبين لنا أن الدول كلها لها كتب تحكم بها أعنى دساتير مكتوبة حتى يحكم بها الحكام والقضاة ويعمل بها الكل ومن ثم فلابد أن دولة المسلمين كان فيها كتب مسجل فيها كل الأحكام وجزء كبير منها كان من القرآن بالإضافة لوجود كتاب حديث محمد المفسر للقرآن ولابد أنه كان محفوظا فى مكان ما بحيث لا يقدر أحد على تحريفه فقالت سمعت من أبى أنك وجدت كنزا من الكتب يدور حول كيفية هدم دولة المسلمين السابقة ومن الأقوال المأثورة التى أحفظها ولا أعرف قائلها قول يقول "المجرم لابد أن يترك دليلا خلفه يدل على الجريمة "فضحكت وقلت الكنز هو دليل الجريمة فقالت لابد أنى أخطأت فى الإستشهاد بالأقوال فأنا أقصد معنى أن المجرم يحب أن يحتفظ بتذكارات من ضحاياه فهززت رأسى لأعلى وأسفل وقلت فهمت تقصدين لابد أن هؤلاء الهادمين قد احتفظوا فى مكان ما بالكتب التى تشرح الإسلام كله فقالت أو وزعوها فى عدة أماكن حتى إذا وجد بعضها المسلمون لم يقدروا على معرفة بقيتها ومن ثم لا يقدرون على إعادة دولتهم للحياة فقلت هذا كلام صحيح ولكنى أتخيل أن بعض المسلمين لابد أنهم قد وجدوا طريقة للاحتفاظ بها فى مكان ما بحيث يعثر عليها فى المستقبل وأتخيل لهذا عدة أساليب منها كتابتها على ألواح خشبية أو معدنية بطريقة الضغط أو بطريقة الحفر ومنها وضع المجلدات فى جدران بعض المبانى كالمساجد فأغمضت عينيها وقالت كل شىء جائز ومما سمعت منك ومن أبى أعلم أن التاريخ معظمه أكاذيب ينسجها الأغنياء غالبا للسيطرة على العالم فقلت لها إن السبب هم الفقراء الذين تركوهم يسيطرون عليهم ويا الهول إن من يفرضون سيطرة الأغنياء هم بعض الذين يعملون لديهم عسسا وعسكرا ويطيعونهم دون تفكير فى أنهم من الممكن أن يسيطروا هم على العالم لو قتلوا الأغنياء أو حبسوهم وهم يحرسونهم فقالت إن هم الفقراء ليس التفكير فى السلطة والإستيلاء عليها ولكن همهم هو توفير الطعام والشراب والكساء والمسكن والدواء لعائلاتهم فقلت لها صدقت فلا أحد يريد التفكير إلا نادرا