16-قالت نرجس صديقة ياسمين أخبرتنى ياسمين فقالت :
ذات ليلة وبعد أن نال الحسن منى حاجته ونلت تصنعت الصمت حتى يسألنى عما بى وبالفعل سأل ماذا هنالك ؟أجبت إنى خائفة من أن أصبح ذات يوم فلا أجد نفسى معك فتساءل كيف؟فقلت إنى جارية وقد تبيعنى سيدتى التى هى أمك فابتسم وقال سأطلب منها ألا تفعل أبدا فتصنعت الحزن بالنظر لأسفل وقلت له هذا لا يكفى فسألنى ولماذا لا يكفى ؟فأجبت لأن ما زال هناك خطرا أخر غير البيع فتساءل وما هو ؟فقلت الخطر هو أن يطلب أحد من سيدتى أن تزوجنى إياه فتوافق وبالتالى أبتعد عنك فاحتضننى بقوة من الخلف وقبلنى قبلات متتالية ثم قال اطمئنى هذا الجمال سيظل لى وحدى حتى يفرقنا الموت فاستدرت وأنا أرمى نفسى على صدره ثم قلت أعطنى الضمان على هذا فأبعدنى عن صدره وقال أتشكين فى قولى ؟فقلت معاذ الله ولكن حبى لك يدفعنى إلى أن أعبر عن مخاوفى وظنونى فى المستقبل المجهول عندى فقال فى الغد سأذهب لأمى وأطلب منها هبتك لى وسوف آخذ منها صك بالهبة فى حضور الشهود فابتسمت وقربت شفتى من شفتيه وقلت وسأكون لك الخادم المطيع كما كنت دوما ثم لصقت شفتى فى شفتيه وسقيته من الرضاب ما اشتهى وبعد أن حصل كل منا على المتعة قمنا فاغتسلنا وأفطرنا وبعد هذا قال لى الآن أنا ذاهب لجناح والدتى حتى أطلب منها هبتك فاسكنى وقرى عينى فاقتربت منه وقبلته فى شفتيه قبلة طويلة ثم قلت وفقك الله وحفظك يا حبيبى يا مولاى
17-أخبرنى يحيى الكابلى قال حدثنى الفضل العباسى قال حدثنى صباح أمين قصر الملك محمد بن برزكك أميد قال :
ذهبت مع الملك ذات يوم لمسجد القصر وبعد أن صلينا العصر فيه استدعى الملك إمام المسجد وقال له من لا يأتى للصلاة من سكان القصر فى المسجد؟فقال الإمام الحمد لله كل السكان يصلون فى المسجد حسبما تسمح الظروف ولكن بعضهم يصلى خيفة ونفاقا فقال الملك من تقصد بالمنافقين ؟فقال الإمام يا مولاى إنهم بعض الجوارى والعبيد ممن قالوا أسلمنا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم فتنهد الملك وقال ليس لنا إلا الظاهر فظهرت على الإمام علامات الإضطراب والقلق فسأله الملك ماذا تريد أن تقول كأنى بك تقدم رجلا وتؤخر رجلا وتتحرج من أن تقول لى ما يقلقك فأغمض الإمام عينيه وقال ولى عهدك يا مولاى فتساءل الملك ماله؟فقال إنه لا يأتى المسجد إلا لماما فهو يأتى فى الأسبوع مرة أو اثنين ولا يزيد فقال الملك هذا لا يقلق ما دام يصلى خارج القصر أو فى حجرته فقال الإمام وهو يتكلم بصوت خفيض لقد جالست الشيوخ الذين يدرسون له وقالوا لى أنه لم يعد يحضر الدروس إلا نادرا فغضب الملك وقال ولماذا لم تخبرونى من قبل ؟فقال الإمام بهدوء ربما يكون اكتفى بقراءاته ومطالعاته فى المكتبة وربما فقاطعه الملك وربما ماذا فأجاب أخشى أن يكون قد انشغل بفتاة ما وكما تعلم فإن الصبى فى سنه عندما يتعلق بفتاة يشغف بها وينشغل عما سواها فقال الملك لو كان الأمر كذلك لطلب منى أن أخطبها له فهو لا يخجل من طلب شىء فقال الإمام ربما كانت الفتاة تحب إنسانا أخر ولهذا لم يتكلم
18-قالت دنانير الأصفهانية حدثتنى علية القمية أخبرتنى ياسمين فقالت :
لما بلغنى حديث الملك مع إمام المسجد عن طريق عيونى فكرت فيما حدث وانتهيت لفكرة زواج الحسن بسرعة حتى نتخلص من رقابة والديه لذا عندما وصل بدرته قائلة بعد أن تناولنا الطعام معا :لابد أن تتزوج بأسرع ما يمكن فتعجب من قولى وقال المحب دوما يريد الإنفراد بحبيبه ولكنك تقولين الآن ما يضاد هذا فقلت عليك أن تختار عروسا وبسرعة على أن تكون ضعيفة الرأى مستكينة لا تقوى على رد حكمك فقال وهو ينظر لى أنا أحبك ولا أحب الآن أحد سواك فقلت ضاحكة أنا لك ما حييت ولكنى جارية هل تظن أن أبيك سيوافق على زواجك من جارية ؟قال النبى (ص)تزوج من الجوارى فلما لا أفعل مثله؟فهززت رأسى وقلت لأن أبيك ملك وسلطان والملك لا يحب أن يصاهر إلا الأكابر ملك وإن نزل فوزير أو قائد جيش وأما النبى (ص)فقد جاء ليساوى بين الناس ولم يكن يهمه رأى الناس فيما يفعل وأما الملوك فيهمهم ألا يسخر العامة منهم فقال وهو عابس الوجه أليس هناك مخرج لنا من هذا المأزق ؟قلت المخرج هو زواجك من فتاة بتلك المواصفات بشرط فتساءل وما الشرط ؟قلت الشرط هو أن تطلب من أبيك أن تسكن فى قصر مع عروسك وتنقلنى أنا والجوارى معى معك لهذا القصر بعيد عن رقابة والديك والحاشية حتى تستطيع أن تكون معنا على حريتك فابتسم وقال نعم الرأى رأيك فقلت إذا استدعاك الملك وسألك عما يشغلك عن الصلاة فى المسجد وعن حضور الدروس فقل له لقد أحببت فتاة أحبت فتى أخر ولم أعلم بهذا إلا قريبا والآن قد انصرفت عنها فإذا قال لك ما رأيك فى الزواج فقل له ما تأمرنى به سيطاع وعند الإختيار اختر أنت وعند ذلك احتضننى وقبلنى ولم يتركنى إلا بعد أن نال متعته
19- عن جعفر التبريزى عن دحمان مولى الملك محمد قال :
استدعى السلطان محمد ولده الحسن فلما مثل بين يديه أجلسه فى مجلس أسفل من مجلسه ثم قال :يا حسن فرد :لبيك يا أبى فقال الملك بلغنى عنك أخبارا فاصدقنى أو كذبها فقال الحسن سأجيبك بصدق يا مولاى فسأله لقد انقطعت عن الصلاة إلا نادرا فتظاهر الحسن بالغضب وقال لم أنقطع عن الصلاة أبدا فى أى فرض فتساءل الملك هل هذا قول واضح ؟وضح فقال الحسن إنى أصلى أحيانا فى المسجد الملحق بالقصر وأحيانا فى حجرتى وأحيانا فى مساجد البلدة وكيف انقطع عن الصلاة وقد قيل فى مأثوراتنا بين المسلم وبين الكفر ترك الصلاة ؟فقال الملك مبتسما هذه واحدة فما قولك فى امتناعك عن حضور الدروس ؟فرد صدق من قال هذا فتساءل الملك ما شغلك عنها ؟فأجاب لقد أحببت فتاة وأردت زواجها فلما عبرت لها عن هذا رفضت العرض مبررة رفضها إياه بأنها أحبت قبلى إنسان ووعدته بالزواج منه وأنها لا تستطيع إخلاف الوعد وقالت أننى لو قبلتها كزوجة بعد إخلافها الوعد سأكون مغفلا لأن من يخون مرة يخون إلى الأبد ولا يبالى بذلك فابتسم الملك وقال فتاة عاقلة فقال الأب ما رأيك فى الزواج؟ عند هذا قال الحسن أنا الآن طوع أمرك فقام الوالد من المجلس واحتضنه وقال له نبحث لك عن عروس فقال الحسن سمعا وطاعة وأريد قصرا لى وللعروس نسكن فيه معا فضحك الملك وقال أنت ولى عهدى ووارث مجدى ولا أستطيع أن أرفض لك طلبا
20-أخبرنى أحمد بن الحسن الخفاف حدثنى حرب بن الوليد قال ابن أبى أسد حدثنا على السلامى قال :
ماشيت الحسن يوما قبل زواجه فبدرنى بالحديث فقال :
-أريد أن أطلب منك طلبا وأريد أن تحققه لى
-عهدتنى أحقق لك ما ترضى وتحب عندما أقدر فما تريد
-أنا أحب أختك وأريد الزواج منها
-لقد سبق أن عرضت عليها ذلك ورفضت
-حاول الضغط عليها حاول إقناعها حاول أن تبين لها أنها ستكون أميرة ستكون ملكة وأم ملوك
-لقد مرت سنوات على ذلك ثلاث سنوات لقد اعتقدت كما اعتقدت أختى أنك قد نسيت ذلك
-وهل أنا إلا كما قال القائل :
يقولون فى الحلم أنى نسيتها وما نسيتها ولا أنساها ما بقيت ،أينسى المرء قطعة من قلبه وهو يريدها للحياة كل وقيت وكيف أنساها وأنا أناجى خيالها كل ليلة ما حييت على بعدها مع أنى أتمنى قربها لأنسى بعدها المقيت أرأيت يا صاح حبيبا ينسى عشقه على كثرة ما لقيت ؟
-وياسمين ؟
-لو لم ترفض فاطمة ما أحببت ياسمين وقلب الرجل يسع من النساء أكثر من واحدة
-وقد وسع قلب فاطمة رجل واحد لا ترضى به بديلا حتى لو كان البديل ملك المستقبل
-إنهم يريدون تزويجى فهل ترضى أن أتزوج بفتاة لا أريدها ؟
-لو أنك اخترت لأردت وكما لا أرضى لك ذلك فلا أرضى لأختى ما لا تريد
-إنك تدفعنى لهوة سحيقة
-فكر جيدا هناك اختلاف بينك وبين أختى فى المعتقد وهذا الإختلاف لو فكرت فيه لوجدت أن من الأفضل لك أن تبتعد عنها نهائيا
-كيف ؟
-خذ مثلا مسألة وراثة الملك فأنت تؤمن بها وستطبقها وأما هى فلا تؤمن بذلك وإنما تؤمن أن الملك أن الحكم شركة أى شورى بين المسلمين كما قال تعالى "وأمرهم شورى بينهم "وأنت تؤمن مثلا بأن لك الحق فى وطء الجوارى مهما كان العدد ولكنها لا تؤمن بذلك وتؤمن بأن الجارية لا يتم وطئها بالملك ولكن بالزواج لقوله تعالى بسورة النساء"ومن لم يستطع منكم أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وأتوهن أجورهن بالمعروف "فهنا للجارية أجر أى مهر ويجب إذن أهلها للزواج بها
-لن يؤثر ذلك على علاقتنا
-ستطلب منك أن ترد الملك لإختيار الناس وستطلب منك ترك القصر وبيعه وانفاق ماله على الخير وستطلب منك أن تحرر العبيد والإماء وستطلب منك صرف الخدم وستطلب منك أن تلبس ملابس من عملك خلاصة الأمر أنك لن تستطيع معها صبرا
-هل كان الحلم هباء وماء تبدد فى الهواء هل كان الحلم هراء وصور رسمت على الماء هل كان الهوى فناء ولم يكن هو فى دماء هل كان هناك لقاء أم صعد خيالى للعلاء ؟
-لا تحسب نفسك الوحيد الذى منى بالفشل فى حبه فأنا مثلك فشلت عدة مرات وأقول بعدها ستنجح المرة القادمة
-لا تعزينى فى حالى
-أنا لا أعزيك وأنما أقول لك الدرس الذى قاله القائل :
هى أو غيرها فالكل سيان فى الجمال عند بــارىء الإنسان
لا اختلاف بينهن فى الأنفس والأجساد فكلهن مـن الحسان
هذا أساس الخلق عند الرحمان ويجب كذلك فى عقول الأقران
ولكن نفوسنا تمايز بينهن وتفاضل فى الأنفس والأبـــدان
فهذا يريد ذات شكل ولون وهذا يريد متخلقة بالإحســان
وهذا يهوى ويفضل أعضاء وهذا يهوى أصوات كــالألحان
ولا اختلاف سوى فى الأخلاق بعد الكبر وبلوغ الأسنــان
وبذات الدين الحسن أمرنا أن نختار عند إرادة القـــــران
والبحث قد يطول وقد يقصر حسبما يوفق بين الـــطرفان
-صدقت وصدق القائل
21-قالت جامعة جارية الحسن حدثتنى ياسمين قالت :
كنت أريد من وراء زواج الحسن وإنفرادنا معه فى قصر بعيد عن رقابة أبيه أن أسلخه من دينه بالتدريج وكان العمل التالى فى خطتى هو أن أحيطه بالحسناوات الفاتنات من الجوارى التى يردن الإنتقام لكى أجعله يزنى ويفجر حتى ما يقدر أحد على إيقاف رغبته وقد تواصين أن نجعل نهاره للنوم وأما الليل فلمشاهدة الرقص والغناء والوطء وقد اتفقن أن يكون الوطء فى البداية فى الحجرات ثم بعد ذلك يكون أمام الكل ثم أن نعوده على إتيان الدبر وقد اتفقت مع الجوارى أن نعزل زوجته فى جناح بعيد عن ممارساتنا على أن نسمح له بجماعها مرة فى الأسبوع وأن يراها لمدة ساعة فى اليوم وقد اتفقن على أن نحضر – بعد أن نتمكن منه – المخنثين والرجال ممن يمارسون الفاحشة مع بعضهم لكى يعاشرهم ويتعود منهم على أفعالهم لكى يزداد فجرا كما أننا تواصين على ألا نذكر من الإسلام أى شىء أمامه حتى ينساه وأن نذكر كل ما نعرف من الحجج التى نسمم بها نفسه حتى يخرج من الإسلام خروج السهم من الرمية وقد نفذنا كل ما خططت له فأحطته بالجوارى الحسناوات حتى أصبح معهم كالحيوان الأعجم لا يبالى فى أى مكان يأتيهن ثم جعلته يدمن مشاهدة الرقص وسماع الغناء مع شرب الخمر ومنعناه من رؤية زوجته إلا عندما نريد نحن ذلك وامتنعنا عن ذكر الإسلام فى الحديث معه وكان حديثنا معه عن الفواحش والتمتع بملذات الدنيا وأما معاشرة المخنثين ورجال السوء فلم نقدر على أن ننفذه ووالده على قيد الحياة خاصة أنه كان يأتى لزيارته فى القصر وكان يعلم بالأخبار عن طريق عيونه التى حرصنا على أن نضللها ونعطيها معارف خاطئة وحرصنا على أن نجعله يزور والديه مرتين فى الأسبوع وكنا نوصيه أن يصلى مع والده وأن يحضر درسا معه كما طلبنا منه أن يهتم بالتعرف على شئون البلاد لأنه ولى العهد الذى سيحكمها فيما بعد وكان الحسن ينفذ ما نريد وقد اتضح لى فيما بعد أنه لا يطيعنا وإنما ينفذ ما قرره هو والذى كان متفقا مع ما نريد