الملكوت
لم يكن استيلاءنا على إحدى الكنائس الكبرى فى المدينة عبث ولهو فرغم أننا استولينا على المدينة ثم تركناها بإرادتنا للأهالى ليديروها بمعرفتهم إلا أن عيوننا أكدت لنا أن هناك أناس من العسكر الذين هزمناهم يحاولون تجميع أنفسهم وعدد من شباب المدينة وغيرها من المدن والقرى لكى يحاربونا وتم الإستيلاء على الكنيسة بالخدعة فنحن العشرين جنديا بما فينا القائد عبارة عن قساوسة اخترنا بعناية كان أهم شروطها إجادة لغة أهل البلد ودراسة الأناجيل وما يتصل بالدين النصرانى ولم نكن نمكث فى الكنيسة سوى وقت قليل فقد كنا نجوب الشوارع والأسواق لتسقط الأخبار ومعرفة الإستعدادات الحربية التى قد يجريها العسكر وفى إحدى المرات جلست مع راعى الكنيسة وقلت له ما رأيك فى ملكوت الله ؟فقال ماذا تقصد فقلت من خلال دراستى للكتاب المقدس وجدت تناقضات فى هذا الموضوع فقال الراعى مبتسما وضح فقلت التناقض الأول فى مكان وجود الملكوت فهو مرة فى الإنسان كقول المسيح(ص)للتلاميذ فى كتاب لوقا "فها إن ملكوت الله فى داخلكم "ومرة فى السموات كما فى متى فهو يقول "طوبى للمضطهدين من أجل البر فإن لهم ملكوت السموات "فقال الراعى متجهما وماذا أيضا ؟فقلت التناقض فى زمان الملكوت فمرة لم يأت بعد كما فى كتاب متى "توبوا فقد اقترب ملكوت السموات "ومرة أتى لقوله بكتاب لوقا "فها إن ملكوت الله فى داخلكم "فقد أتى لكونه فى داخلنا فقال الراعى وقد بدا الإستياء الشديد على وجهه هل هناك ثالثا فأجبت أن الملكوت مرة فى السموات كقوله فى كتاب متى "وأقول لكم إن كثيرين سيأتون من المشرق والمغرب ويتكئون مع إبراهيم وإسحق ويعقوب فى ملكوت السموات "وهو مرة ملكوت الله كقوله بكتاب متى "أما أنتم فاسعوا أولا إلى ملكوت الله وبره "ومرة هو ملكوت المسيح(ص)كقوله بكتاب لوقا"وأنا أعين لكم كما عين لى أبى ملكوتا "ومن هذا القول يمكن أن نقول ملكوت التلاميذ ومن ثم إذا عتبرنا ملكوت السموات هو ملكوت الله يكون عندنا ملكوتين غيره وهو اختلاف بين فقال الراعى مبتسما ابتسامة باهتة يا ولدى هذه أضاليل ألقاها الشيطان فى نفسك فابتعد عنها وفكر فى الرب فصمت وقلت فى نفسى ليس هذا وقت جدال فقلت له الأمر كما تقول فهو الراعى رأسه هكذا يجب أن تكون