قراءة فى بحث عقدة أوديب ما بين الأسطورة والعلم
صاحبة الباحثة ميار علي محمود وهو يدور حول أكذوبة اخترعها فرويد سماها عقدة أوديب عند المرضى النفسيين وقد استهلت الباحثة حديثها بالحديث عن تشابه الأكاذيب عن شخص صاحب مكانه يتوه أو ينفصل عن والديه وهو صغير وعندما يشب يتحول إلى قائد أو ملك وهو لا يعرف أصله الملكى أو النبيل كما يقال وفى هذا قالت:
"تشابه صفات بعض الأبطال الأسطوريون عند الشعوب، خصوصا فيما يتعلق بمولدهم، فنجد أن البطل سليل آسرة رفيعة المقام إلى أبعد الحدود، كأن يكون ابن ملك، وميلاده مسبوق بمصاعب كأداء، كالمرور بفترة تعفف أو عقم. وأثناء الحمل تظهر نبوءة .. في حلم، أو عن طريق عراف .. تقول بأن ميلاد الطفل سيكون سببا في كارثة، وأن الأب بوجه خاص مهدد بها. وبناءً عليه يصدر الأب أمرا بقتل الطفل أو بتعريضه لخطر مميت. كأن يوضع في سلة صغيرة ويسلم أمره لتيار الماء. و يجري بعد ذلك إنقاذه من قبل رجل فقير وزوجته العاقر، وأحيانا أخرى تجده الوحوش فتربيه وتدربه على القتال ليصبح قويا كاسرا مثلها. وحين يشب يعثر على والديه بعد العديد من المغامرات، وينتقم من أبيه. وبعد أن يسترد هويته يحظى بالشهرة و المجد. وأساطير القدماء تغص بأمثال هؤلاء الأبطال الأسطوريين مثل: سرجون الأكدي، قورش، رومولوس، كارنا، باريس، تيليغوس، يرسيوس، هيراقلس، امغيون، زيتوس .. وبطل مقالنا أوديب ..."
ثم حدثتنا ميار عن فرويد الذى استغل خرافة يونانية عن زواج ابن من أمه وهما لا يعرفان القرابة بينهم كما فى الخرافة ولكن الملحد الشاذ فرويد حولها إلى رغبة الابن فى أمه وهو يعرف أنها أمه وشتان ما بين الجهل فى الأكذوبة اليونانية وما بين العلم بالقرابة فى الخرافة الفرويدية ومعها العقدة ألأخرى إلكترا وهى رغبة البنت فى جماع أبيها
والملحدون لا يتورعون عن أى عمل جنسى ولا يتورعون عن نشر الفاحشة فى الناس وهكذا كان مذهب فرويد النفسى مبنيا على شىء واحد وهو نشر الفاحشة باختراع العقد وأن شهوة الجماع هى المسيطرة على البشرية وأن الإنسان لا واعى والمراد لا مسئول عن أعماله
وتحدثت عن أن فرويد بنى مذهبه النفسى على معتقدات القدامى ذاكرة أن الأب والابن والأخ... كانوا يشتركون فى زواج امرأة واحدة وأن البشرية لم تكن تعرف المحارم ولا غيرها وهو قولها :
"لمحة عن (عقدة أوديب) في علم النفس
فرويد .. رائد مدرسة التحليل النفسي
من الاكتشافات المهمة التي تنسب إلى (فرويد) عندما كان يحلل شخصيات مرضاه هي أن هناك رغبة عارمة لا شعورية لدى كل واحد منهم في امتلاك احد الأبوين المغاير له جنسيا. وبالتعمق في دراسة هذه الشخصيات وكيفية تطورها يتوصل إلى أن هناك رغبة مكبوتة نمت و تبلورت عبر الأزمنة الطويلة، وتوارثتها الأجيال منذ آلاف السنين، أي منذ عصور قديمة، عندما كان الجنس فيها مشاعا للجميع ولم تكن هناك ضوابط وأحكام ومحارم عليه، فكان الأب والابن والآخرون يشتركون في التزاوج مع امرأة واحدة .. لكن بتطور الحضارة وسن الشرائع ونزول الأديان السماوية تم وضع حدود للجنس في أطار ضوابط أسرية و اجتماعية لا يمكن تجاوزها. إلا أن تلك الرغبة المكبوتة بقيت دفينة في نفوس البشر , فتجد الطفل الذكر - بحسب فرويد - يميل إلى أمه ويريد تملكها ويغار من أبيه باعتباره منافسا على حبها , وهنا ينشأ لديه صراع داخلي ما بين كبته لمشاعره تجاه أمه خوفا من غضب أبيه , وفي نفس الوقت رغبته في التخلص من أبيه لتصفو له أمه , هذا الصراع ينتهي بتسليم الطفل بعدم قدرته على منافسة أبيه فيحاول عوضا عن ذلك أن يقلده ويلجأ إلى خارج الأسرة للعثور على نساء أخريات."
قطعا كل هذا الكلام لا أصل لها لأن أول البشر وهو آدم(ص) وزوجه ,اولاده كانوا يعرفون المحرمات ومنها عدم اشتراك أكثر من رجل فى زواج امرأة وأن ذلك كان زنى ولذا قال تعالى :
" وعلم آدم الأسماء كلها "
وقال فى تعليمه هو ومن بعده الهدى وهو الشرع :
" اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
ومن ثم فرويد وأمثاله من الأصول اليهودية وغيرها افتروا بدائية البشر والتطور ليقرروا ما يريدون من نشر الفاحشة والغريب أن الثلاثة الذين بنوا علم النفس الحديث من أصل يهودى وأن فرويد ملحد إلحادا لم يكن يخفيه من خلال كتبه خاصة كتابه عن كون موسى(ص) شخصية خرافية
عقدة أوديب ما بين الأسطورة والعلم
وحديث ميار القادم لا يظهر هدف فرويد من استغلال العلم من النظرية المبنية على نشر الفاحشة بكل الطرق الممكنة من خلال نشر اللا وعى وهو اللا مسئولية الإنسانية عن أفعالها
قالت ميار:
"هذه العملية مفيدة لخلق الراوبط الاسرية والعلاقات الصحية داخل المجتمع
هذه المرحلة - بحسب فرويد مرة أخرى - لو مرت بشكل طبيعي وسليم فأنها تكون مفيدة ومهمة جدا للفرد وللأسرة لأنها تضع الحدود والأطر للعلاقات الجنسية السليمة وتؤسس لروابط عائلية صحية داخل المجتمع وتدفع الطفل وتحفزه لاكتشاف عالمه الخارجي، أما لو حدثت مشاكل ولم تمر هذه المرحلة بشكل سلس وطبيعي لدى الطفل فأنها تؤدي إلى عقد نفسية وكبت وشذوذ.
وعقدة اوديب لدى الذكور تقابلها عقدة الكترا لدى النساء , وهي العكس تماما , أي تجد الفتاة في أمها منافسة على حب أبيها. وقد أطلق (فرويد) أسم (أوديب) على هذه العملية النفسية، مستعيراً أسم بطل أسطوري أغريقي خلدت قصته كتب التاريخ."
وحدثتنا ميارعن الخرافة اليونانية والتى تختلف اختلافا جذريا عن العقدة الفرويدية فبينما الأكذوبة اليونانية تعلن أن الولد وأمه لم يكونا يعرفان صلة القرابة بينهما يقرر فرويد أن الابن أو البنت تعرف القرابة ويصران على ممارسة الجماع مع الوالد أو الوالدة وألان مع الحكاية كما حكتها ميار:
"قصة أوديب (Oedipus Rex)
بقايا معبد ابولو في دلفي .. وقد اشتهرت كاهنته بنبوءاتها في اليونان القديمة لسنوات طويلة ظل لايوس ملك طيبة - مدينة في اليونان القديمة - وزوجته جوكوستا من دون أطفال، ثم حملت زوجته وأنجبت طفلا ذكرا، وكما جرت العادة في ذلك الزمن الغابر، فقد توجه الملك لايوس إلى معبد أبولو في دلفي لتقديم الشكر للآلهة ومعرفة طالع الوليد الجديد، وكانت كاهنة المعبد معروفة بنبوءاتها التي تطابق الصواب، فحذرت الملك من أن هذا الطفل سيكون وبالا عليه وسيقتله حين يكبر، وعليه فقد أمر الملك بقتل ابنه الرضيع وذلك بإلقائه من قمة جبل، وعهد بهذه المهمة الرهيبة إلى احد الرعاة، لكن قلب الراعي رق للطفل ولم يطاوعه على تنفيذ الأمر .. إذ كيف يقتل طفلا صغيرا بريئا بلا ذنب؟ ..
الراعي لم يستطع قتل الطفل
وهكذا فأنه عوضا عن قتله قام بتسليمه إلى راع آخر يعمل لدى الملك بولايباس ملك مدينة كورنث ولم يكن لـ (بوليبوس) وزوجته (ميلوب) أطفال، فلما وجدا الطفل عند الراعي وعرفا قصته فرحا كثيرا وقاما بتبنيه، وأصبح ابناً لهما، وأسمياه أوديب، ونشأ وترعرع في أحضانهما وهو لا يعلم بأنه ليس من صلبهما.
ثم مرت سنوات شب خلالها الأمير أوديب وصار شابا قويا وسيما، وذات ليلة، مر برجل مخمور، فعيره الرجل بأنه لقيط، فغضب أوديب كثيرا وطلب من والداه أن يخبراه الحقيقة، لكنهما كذبا عليها وقالا بأنه ابنهما وبأن ما قاله ذلك الرجل المخمور لا أساس له من الصحة.
أوديب ظل مهموما، وذهب إلى معبد دلفي، ليسأل العرافة عن طالعه. فتنبأت له العرافة بأن يقتل أباه ويتزوج من أمه وكانت تلك نبوءة مزعجة ومروعة بحق، نغصت على الأمير الشاب حياته، وبسببها قرر الهرب من والديه، لأنه لم يرد أن يتسبب بإيذائهما وبينما أوديب يسير على غير هدى، وصل إلى مفترق طرق، وهناك قابل رجل على عربة، ولم يكن ذلك الرجل سوى أباه الحقيقي، أي الملك (لايوس)، وكان قد خرج في رحلة صيد وأفترق عن حراسه أثناء مطاردته لغزال، وعند ذلك المفترق نظر الرجلان إلى بعض بغرور من دون أن يعرف أحدهما الآخر، ورفض كلاهما أن يفسح المجال للآخر كي يمر أولا، فنشب بينهما قتال انتهى بمقتل الملك لايوس على يد أوديب الذي لم يعلم بأنه قد قتل أباه للتو.
أوديب مضى في سبيله، وكانت مدينة طيبة في طريقه، لكن قبل أن يصل إليها، قابله الوحش (أبو الهول)، وكان هذا الوحش يستوقف المسافرين إلى طيبة ويطرح عليهم أحجية، فإذا عرفوا الجواب تركهم ليذهبوا في سبيلهم، أما لو فشلوا فيقتلهم ويأكلهم ..
أبو الهول سأل أوديب: " ما الذي يمشي على أربع عند الصباح , واثنتان بعد الظهر , وثلاثة عند المساء؟ ".
ففكر أوديب مليا ثم أجابه قائلا: "أنه الإنسان .. فهو يحبو على أربع في طفولته , ويمشي على قدمان في شبابه , أما في شيخوخته فيتخذ عصا ليتكأ عليها خلال سيره فيكون ماشيا على ثلاثة".
وكان الجواب صحيحا، وكان اوديب أول شخص يحل هذا اللغز وينجو من الموت على يد أبو الهول.
وفي مدينة طيبة كانت الوضع متأزما بغياب رأس السلطة، أي الملك، حيث ضج الناس وساد الهرج والمرج، فتعاهد الحكماء وأهل الحل والعقد من أهلها على أن ينصبوا أول رجل ينجو من أبي الهول ويدخل مدينتهم ملكا عليهم.
وطبعا كان أوديب هو أول الداخلين، فنصبوه ملكا، وزوجوه من أرملة ملكهم السابق، وبهذا فقد تحققت نبوءة عرافة دلفي، حيث أن أوديب قتل أباه وتزوج من أمه وهو لا يعلم بذلك. زواج أوديب من الملكة جوكوستا أستمر لسنوات، وأثمر عن أربعة أطفال , ولدان وبنتان ثم حلت مجاعة أكلت الأخضر واليابس في طيبة .. فأرسل أوديب إلى عرافة دلفي يسألها عن كيفية دفع الكارثة عن مدينته، فأخبرته العرافة بأن المدينة ملعونة، وأن اللعنة لن ترفع إلا بتقديم قاتل الملك لايوس للعدالة فأخذ أوديب على عاتقه مهمة البحث عن القاتل وأقسم على معاقبته بفقء عينيه وطرده من المدينة.
وأثناء بحثه المحموم للتوصل إلى القاتل الملك لايوس أرسل أوديب في طلب "نبي" يقال له تريسياس ليسأله عن هوية قاتل الملك السابق، فأخبره تريسياس بأن يغلق هذا الموضوع ولا يبحث فيه، لكن أوديب أصر، ووقعت مشادة كلامية بينه وبين تريسياس انتهت بكشف السر، حيث أخبره تريسياس بأنه هو من قتل الملك لايوس، فأصبح أوديب مهموما وشعر بأنه هو سبب اللعنة التي حلت بالمدينة، ودخلت عليه الملكة جوكوستا تحاول أن تطيب خاطره، وأخبرته بأن موت الملك لايوس ربما كان لحكمة حيث أنهما كانا بدون أطفال، وأنها لم تنجب منه سوى طفل من سنوات بعيدة وأن ذاك الطفل مات في مهده.
وفي هذه الأثناء وصل رسول من مدينة كورنث ليخبر اوديب بأن أباه بوليبوس قد مات، فشعر أوديب بالراحة لسماع هذا الخبر، لأن النبوءة التي أخبرته بها العرافة لم تتحقق، فهو لم يقتل أباه، أو بالأحرى من كان يظنه أباه الحقيقي لكن أوديب لم يوافق على الذهاب لحضور جنازة أبيه. لعله خشي أن يتحقق الجزء الثاني من النبوءة، أي زواجه بأمه بما أنها مازالت حية وفي محاولة لتهدئة مخاوفه أخبره الرسول بحقيقة أن الملك بوليبوس وزوجته ليسا والداه الحقيقيان وأنهما تبنياه عندما كان طفلا، وقص الرسول على أوديب قصة الراعي الذي جلبه إلى الملك وهو طفل رضيع، وهنا أدركت الملكة جوكوستا بأن اوديب هو ابنها الذي أخذه الراعي ليقتله، لكنها لم تخبر أوديب بالحقيقة، وحاولت ثنيه عن المضي في تعقب قاتل زوجها السابق، لكنه ظن أن دافعها لذلك هو شعورها بالعار من أصله الغامض وأصر على العثور على القاتل.
وبمعرفة أنها متزوجة بابنها شعرت الملكة جوكوستا بعار شديد مما دفعها للانتحار بشنق نفسها.
أما أوديب فقد أمر بجلب الراعي الذي أمره الملك لايوس بقتل الطفل. الراعي العجوز أخبر اوديب بأنه لم يقتل الطفل وإنما سلمه لراع آخر يعمل عند الملك بوليبوس، وان الملك وزوجته تبنيا الطفل .. وهنا أدرك اوديب أخيرا بأنه هو ذلك الطفل، وبأنه قد قتل أباه فعلا، وتزوج بأمه، تماما كما أخبرته العرافة.
أوديب المصدوم راح يركض كالمجنون داخل القصر بحثا عن الملكة جوكوستا، أمه الحقيقية، فوجدها جثة هامدة وقد شنقت نفسها، فأخذ دبوسا من ثيابها وفقأ به عينيه ليفي بوعده ويطبق العقوبة التي أقسم على أن يوقعها على قاتل الملك لايوس، ثم ترك مدينة طيبة وهام على وجهه في البراري."
وأنهت ميار بحثها بأن فرويد وجد فى الخرافة تجسيد لزعمه برغبة كل طفل فى قتل أباه وجماع أمه فقالت:
"وهنا انتهت القصة، لكن لم ينتهي (فرويد) من دراسته وأبحاثه واكتشافاته .. حيث أنه وجد في قصة الملك اوديب خير تجسيد للعقدة التي زعم بأن كل طفل يمر بها خلال حياتهم .. أي رغبته الدفينة للتخلص من أبيه وامتلاك أمه."
وكما سبق القول فرويد الملحد لم يكن يقيم ككل ملحد أى قيمة لأى شىء لأن معنى عدم وجود إله معناه أن كل شىء مباح ولا وجود للحرام وهو ما أدى لاختراعه كل العقد الممكنة وأن الإنسان ليس مسئولا عن عن أفعاله التى يقودها اللاوعى وهو نشر للفواحش فى المجتمع باسم العلم الذى هو جهل بمعنى باطل
صاحبة الباحثة ميار علي محمود وهو يدور حول أكذوبة اخترعها فرويد سماها عقدة أوديب عند المرضى النفسيين وقد استهلت الباحثة حديثها بالحديث عن تشابه الأكاذيب عن شخص صاحب مكانه يتوه أو ينفصل عن والديه وهو صغير وعندما يشب يتحول إلى قائد أو ملك وهو لا يعرف أصله الملكى أو النبيل كما يقال وفى هذا قالت:
"تشابه صفات بعض الأبطال الأسطوريون عند الشعوب، خصوصا فيما يتعلق بمولدهم، فنجد أن البطل سليل آسرة رفيعة المقام إلى أبعد الحدود، كأن يكون ابن ملك، وميلاده مسبوق بمصاعب كأداء، كالمرور بفترة تعفف أو عقم. وأثناء الحمل تظهر نبوءة .. في حلم، أو عن طريق عراف .. تقول بأن ميلاد الطفل سيكون سببا في كارثة، وأن الأب بوجه خاص مهدد بها. وبناءً عليه يصدر الأب أمرا بقتل الطفل أو بتعريضه لخطر مميت. كأن يوضع في سلة صغيرة ويسلم أمره لتيار الماء. و يجري بعد ذلك إنقاذه من قبل رجل فقير وزوجته العاقر، وأحيانا أخرى تجده الوحوش فتربيه وتدربه على القتال ليصبح قويا كاسرا مثلها. وحين يشب يعثر على والديه بعد العديد من المغامرات، وينتقم من أبيه. وبعد أن يسترد هويته يحظى بالشهرة و المجد. وأساطير القدماء تغص بأمثال هؤلاء الأبطال الأسطوريين مثل: سرجون الأكدي، قورش، رومولوس، كارنا، باريس، تيليغوس، يرسيوس، هيراقلس، امغيون، زيتوس .. وبطل مقالنا أوديب ..."
ثم حدثتنا ميار عن فرويد الذى استغل خرافة يونانية عن زواج ابن من أمه وهما لا يعرفان القرابة بينهم كما فى الخرافة ولكن الملحد الشاذ فرويد حولها إلى رغبة الابن فى أمه وهو يعرف أنها أمه وشتان ما بين الجهل فى الأكذوبة اليونانية وما بين العلم بالقرابة فى الخرافة الفرويدية ومعها العقدة ألأخرى إلكترا وهى رغبة البنت فى جماع أبيها
والملحدون لا يتورعون عن أى عمل جنسى ولا يتورعون عن نشر الفاحشة فى الناس وهكذا كان مذهب فرويد النفسى مبنيا على شىء واحد وهو نشر الفاحشة باختراع العقد وأن شهوة الجماع هى المسيطرة على البشرية وأن الإنسان لا واعى والمراد لا مسئول عن أعماله
وتحدثت عن أن فرويد بنى مذهبه النفسى على معتقدات القدامى ذاكرة أن الأب والابن والأخ... كانوا يشتركون فى زواج امرأة واحدة وأن البشرية لم تكن تعرف المحارم ولا غيرها وهو قولها :
"لمحة عن (عقدة أوديب) في علم النفس
فرويد .. رائد مدرسة التحليل النفسي
من الاكتشافات المهمة التي تنسب إلى (فرويد) عندما كان يحلل شخصيات مرضاه هي أن هناك رغبة عارمة لا شعورية لدى كل واحد منهم في امتلاك احد الأبوين المغاير له جنسيا. وبالتعمق في دراسة هذه الشخصيات وكيفية تطورها يتوصل إلى أن هناك رغبة مكبوتة نمت و تبلورت عبر الأزمنة الطويلة، وتوارثتها الأجيال منذ آلاف السنين، أي منذ عصور قديمة، عندما كان الجنس فيها مشاعا للجميع ولم تكن هناك ضوابط وأحكام ومحارم عليه، فكان الأب والابن والآخرون يشتركون في التزاوج مع امرأة واحدة .. لكن بتطور الحضارة وسن الشرائع ونزول الأديان السماوية تم وضع حدود للجنس في أطار ضوابط أسرية و اجتماعية لا يمكن تجاوزها. إلا أن تلك الرغبة المكبوتة بقيت دفينة في نفوس البشر , فتجد الطفل الذكر - بحسب فرويد - يميل إلى أمه ويريد تملكها ويغار من أبيه باعتباره منافسا على حبها , وهنا ينشأ لديه صراع داخلي ما بين كبته لمشاعره تجاه أمه خوفا من غضب أبيه , وفي نفس الوقت رغبته في التخلص من أبيه لتصفو له أمه , هذا الصراع ينتهي بتسليم الطفل بعدم قدرته على منافسة أبيه فيحاول عوضا عن ذلك أن يقلده ويلجأ إلى خارج الأسرة للعثور على نساء أخريات."
قطعا كل هذا الكلام لا أصل لها لأن أول البشر وهو آدم(ص) وزوجه ,اولاده كانوا يعرفون المحرمات ومنها عدم اشتراك أكثر من رجل فى زواج امرأة وأن ذلك كان زنى ولذا قال تعالى :
" وعلم آدم الأسماء كلها "
وقال فى تعليمه هو ومن بعده الهدى وهو الشرع :
" اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن اتبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
ومن ثم فرويد وأمثاله من الأصول اليهودية وغيرها افتروا بدائية البشر والتطور ليقرروا ما يريدون من نشر الفاحشة والغريب أن الثلاثة الذين بنوا علم النفس الحديث من أصل يهودى وأن فرويد ملحد إلحادا لم يكن يخفيه من خلال كتبه خاصة كتابه عن كون موسى(ص) شخصية خرافية
عقدة أوديب ما بين الأسطورة والعلم
وحديث ميار القادم لا يظهر هدف فرويد من استغلال العلم من النظرية المبنية على نشر الفاحشة بكل الطرق الممكنة من خلال نشر اللا وعى وهو اللا مسئولية الإنسانية عن أفعالها
قالت ميار:
"هذه العملية مفيدة لخلق الراوبط الاسرية والعلاقات الصحية داخل المجتمع
هذه المرحلة - بحسب فرويد مرة أخرى - لو مرت بشكل طبيعي وسليم فأنها تكون مفيدة ومهمة جدا للفرد وللأسرة لأنها تضع الحدود والأطر للعلاقات الجنسية السليمة وتؤسس لروابط عائلية صحية داخل المجتمع وتدفع الطفل وتحفزه لاكتشاف عالمه الخارجي، أما لو حدثت مشاكل ولم تمر هذه المرحلة بشكل سلس وطبيعي لدى الطفل فأنها تؤدي إلى عقد نفسية وكبت وشذوذ.
وعقدة اوديب لدى الذكور تقابلها عقدة الكترا لدى النساء , وهي العكس تماما , أي تجد الفتاة في أمها منافسة على حب أبيها. وقد أطلق (فرويد) أسم (أوديب) على هذه العملية النفسية، مستعيراً أسم بطل أسطوري أغريقي خلدت قصته كتب التاريخ."
وحدثتنا ميارعن الخرافة اليونانية والتى تختلف اختلافا جذريا عن العقدة الفرويدية فبينما الأكذوبة اليونانية تعلن أن الولد وأمه لم يكونا يعرفان صلة القرابة بينهما يقرر فرويد أن الابن أو البنت تعرف القرابة ويصران على ممارسة الجماع مع الوالد أو الوالدة وألان مع الحكاية كما حكتها ميار:
"قصة أوديب (Oedipus Rex)
بقايا معبد ابولو في دلفي .. وقد اشتهرت كاهنته بنبوءاتها في اليونان القديمة لسنوات طويلة ظل لايوس ملك طيبة - مدينة في اليونان القديمة - وزوجته جوكوستا من دون أطفال، ثم حملت زوجته وأنجبت طفلا ذكرا، وكما جرت العادة في ذلك الزمن الغابر، فقد توجه الملك لايوس إلى معبد أبولو في دلفي لتقديم الشكر للآلهة ومعرفة طالع الوليد الجديد، وكانت كاهنة المعبد معروفة بنبوءاتها التي تطابق الصواب، فحذرت الملك من أن هذا الطفل سيكون وبالا عليه وسيقتله حين يكبر، وعليه فقد أمر الملك بقتل ابنه الرضيع وذلك بإلقائه من قمة جبل، وعهد بهذه المهمة الرهيبة إلى احد الرعاة، لكن قلب الراعي رق للطفل ولم يطاوعه على تنفيذ الأمر .. إذ كيف يقتل طفلا صغيرا بريئا بلا ذنب؟ ..
الراعي لم يستطع قتل الطفل
وهكذا فأنه عوضا عن قتله قام بتسليمه إلى راع آخر يعمل لدى الملك بولايباس ملك مدينة كورنث ولم يكن لـ (بوليبوس) وزوجته (ميلوب) أطفال، فلما وجدا الطفل عند الراعي وعرفا قصته فرحا كثيرا وقاما بتبنيه، وأصبح ابناً لهما، وأسمياه أوديب، ونشأ وترعرع في أحضانهما وهو لا يعلم بأنه ليس من صلبهما.
ثم مرت سنوات شب خلالها الأمير أوديب وصار شابا قويا وسيما، وذات ليلة، مر برجل مخمور، فعيره الرجل بأنه لقيط، فغضب أوديب كثيرا وطلب من والداه أن يخبراه الحقيقة، لكنهما كذبا عليها وقالا بأنه ابنهما وبأن ما قاله ذلك الرجل المخمور لا أساس له من الصحة.
أوديب ظل مهموما، وذهب إلى معبد دلفي، ليسأل العرافة عن طالعه. فتنبأت له العرافة بأن يقتل أباه ويتزوج من أمه وكانت تلك نبوءة مزعجة ومروعة بحق، نغصت على الأمير الشاب حياته، وبسببها قرر الهرب من والديه، لأنه لم يرد أن يتسبب بإيذائهما وبينما أوديب يسير على غير هدى، وصل إلى مفترق طرق، وهناك قابل رجل على عربة، ولم يكن ذلك الرجل سوى أباه الحقيقي، أي الملك (لايوس)، وكان قد خرج في رحلة صيد وأفترق عن حراسه أثناء مطاردته لغزال، وعند ذلك المفترق نظر الرجلان إلى بعض بغرور من دون أن يعرف أحدهما الآخر، ورفض كلاهما أن يفسح المجال للآخر كي يمر أولا، فنشب بينهما قتال انتهى بمقتل الملك لايوس على يد أوديب الذي لم يعلم بأنه قد قتل أباه للتو.
أوديب مضى في سبيله، وكانت مدينة طيبة في طريقه، لكن قبل أن يصل إليها، قابله الوحش (أبو الهول)، وكان هذا الوحش يستوقف المسافرين إلى طيبة ويطرح عليهم أحجية، فإذا عرفوا الجواب تركهم ليذهبوا في سبيلهم، أما لو فشلوا فيقتلهم ويأكلهم ..
أبو الهول سأل أوديب: " ما الذي يمشي على أربع عند الصباح , واثنتان بعد الظهر , وثلاثة عند المساء؟ ".
ففكر أوديب مليا ثم أجابه قائلا: "أنه الإنسان .. فهو يحبو على أربع في طفولته , ويمشي على قدمان في شبابه , أما في شيخوخته فيتخذ عصا ليتكأ عليها خلال سيره فيكون ماشيا على ثلاثة".
وكان الجواب صحيحا، وكان اوديب أول شخص يحل هذا اللغز وينجو من الموت على يد أبو الهول.
وفي مدينة طيبة كانت الوضع متأزما بغياب رأس السلطة، أي الملك، حيث ضج الناس وساد الهرج والمرج، فتعاهد الحكماء وأهل الحل والعقد من أهلها على أن ينصبوا أول رجل ينجو من أبي الهول ويدخل مدينتهم ملكا عليهم.
وطبعا كان أوديب هو أول الداخلين، فنصبوه ملكا، وزوجوه من أرملة ملكهم السابق، وبهذا فقد تحققت نبوءة عرافة دلفي، حيث أن أوديب قتل أباه وتزوج من أمه وهو لا يعلم بذلك. زواج أوديب من الملكة جوكوستا أستمر لسنوات، وأثمر عن أربعة أطفال , ولدان وبنتان ثم حلت مجاعة أكلت الأخضر واليابس في طيبة .. فأرسل أوديب إلى عرافة دلفي يسألها عن كيفية دفع الكارثة عن مدينته، فأخبرته العرافة بأن المدينة ملعونة، وأن اللعنة لن ترفع إلا بتقديم قاتل الملك لايوس للعدالة فأخذ أوديب على عاتقه مهمة البحث عن القاتل وأقسم على معاقبته بفقء عينيه وطرده من المدينة.
وأثناء بحثه المحموم للتوصل إلى القاتل الملك لايوس أرسل أوديب في طلب "نبي" يقال له تريسياس ليسأله عن هوية قاتل الملك السابق، فأخبره تريسياس بأن يغلق هذا الموضوع ولا يبحث فيه، لكن أوديب أصر، ووقعت مشادة كلامية بينه وبين تريسياس انتهت بكشف السر، حيث أخبره تريسياس بأنه هو من قتل الملك لايوس، فأصبح أوديب مهموما وشعر بأنه هو سبب اللعنة التي حلت بالمدينة، ودخلت عليه الملكة جوكوستا تحاول أن تطيب خاطره، وأخبرته بأن موت الملك لايوس ربما كان لحكمة حيث أنهما كانا بدون أطفال، وأنها لم تنجب منه سوى طفل من سنوات بعيدة وأن ذاك الطفل مات في مهده.
وفي هذه الأثناء وصل رسول من مدينة كورنث ليخبر اوديب بأن أباه بوليبوس قد مات، فشعر أوديب بالراحة لسماع هذا الخبر، لأن النبوءة التي أخبرته بها العرافة لم تتحقق، فهو لم يقتل أباه، أو بالأحرى من كان يظنه أباه الحقيقي لكن أوديب لم يوافق على الذهاب لحضور جنازة أبيه. لعله خشي أن يتحقق الجزء الثاني من النبوءة، أي زواجه بأمه بما أنها مازالت حية وفي محاولة لتهدئة مخاوفه أخبره الرسول بحقيقة أن الملك بوليبوس وزوجته ليسا والداه الحقيقيان وأنهما تبنياه عندما كان طفلا، وقص الرسول على أوديب قصة الراعي الذي جلبه إلى الملك وهو طفل رضيع، وهنا أدركت الملكة جوكوستا بأن اوديب هو ابنها الذي أخذه الراعي ليقتله، لكنها لم تخبر أوديب بالحقيقة، وحاولت ثنيه عن المضي في تعقب قاتل زوجها السابق، لكنه ظن أن دافعها لذلك هو شعورها بالعار من أصله الغامض وأصر على العثور على القاتل.
وبمعرفة أنها متزوجة بابنها شعرت الملكة جوكوستا بعار شديد مما دفعها للانتحار بشنق نفسها.
أما أوديب فقد أمر بجلب الراعي الذي أمره الملك لايوس بقتل الطفل. الراعي العجوز أخبر اوديب بأنه لم يقتل الطفل وإنما سلمه لراع آخر يعمل عند الملك بوليبوس، وان الملك وزوجته تبنيا الطفل .. وهنا أدرك اوديب أخيرا بأنه هو ذلك الطفل، وبأنه قد قتل أباه فعلا، وتزوج بأمه، تماما كما أخبرته العرافة.
أوديب المصدوم راح يركض كالمجنون داخل القصر بحثا عن الملكة جوكوستا، أمه الحقيقية، فوجدها جثة هامدة وقد شنقت نفسها، فأخذ دبوسا من ثيابها وفقأ به عينيه ليفي بوعده ويطبق العقوبة التي أقسم على أن يوقعها على قاتل الملك لايوس، ثم ترك مدينة طيبة وهام على وجهه في البراري."
وأنهت ميار بحثها بأن فرويد وجد فى الخرافة تجسيد لزعمه برغبة كل طفل فى قتل أباه وجماع أمه فقالت:
"وهنا انتهت القصة، لكن لم ينتهي (فرويد) من دراسته وأبحاثه واكتشافاته .. حيث أنه وجد في قصة الملك اوديب خير تجسيد للعقدة التي زعم بأن كل طفل يمر بها خلال حياتهم .. أي رغبته الدفينة للتخلص من أبيه وامتلاك أمه."
وكما سبق القول فرويد الملحد لم يكن يقيم ككل ملحد أى قيمة لأى شىء لأن معنى عدم وجود إله معناه أن كل شىء مباح ولا وجود للحرام وهو ما أدى لاختراعه كل العقد الممكنة وأن الإنسان ليس مسئولا عن عن أفعاله التى يقودها اللاوعى وهو نشر للفواحش فى المجتمع باسم العلم الذى هو جهل بمعنى باطل