قراءة فى بحث التنين
الباحثان عطية أبوخاطر وكمال غزال وهو يدور حول حيوان أسطورى ليس له وجود وهو التنين وهو له جسم ثعبان وحراشيف وله أجنحة وينفث نارا
وقد استهل الباحثان البحث بذكر أن التنين مذكور فى ثقافات متعددة فى قولهما :
"ورد ذكر التنين في العديد من الثقافات القديمة حول العالم ومع ذلك ما زال حاضراً حتى يومنا هذا سواء في الذاكرة الشعبية وفي الأفلام والروايات وألعاب الفيديو.
التنين من الكائنات الأسطورية التي تملك شكلاً أفعوانياً أو شبيهاً بالزواحف وتتباين صفاته تبعاً للثقافات المتنوعة، لكن أشهرها هو التنين الأوروبي الذي يملك أجنحة عادة ومتصل بفعل الشر والشيطان والتنين الصيني الذي يشبه الثعبان الضخم ويرمز إلى الحكمة، وتقول أساطير أخرى أنها كائنات تنفث النار من فمها أو كائنات سامة، وتروي بعض الأساطير أنها تتكاثر بالبيض وذات جسم مغطى بالحراشف أو الريش."
وأول ثقافة ذكرها الباحثان هو الثقافة السومرية والتى ورد فيها ذكر التنين فى لوح طينى وعنه قالا :
"ملحمة جلجامش السومرية
يحكي رقم طيني سومري من مدينة (أور) يعود إلى 2000 سنة قبل الميلاد أن إله السماء أمر بإنبات شجرة الصفصاف على ضفاف نهر دجلة في مدينة أورك وبعد أن كبرت الشجرة اتخذ تنين من جذورها بيتاً له بينما اتخذ طائر مخيف من أغصانها عشاً له لكن في جذع الشجرة نفسها كانت تعيش الشيطانة ليليث، وعندما سمع (جلجامش) ملك أورك عن تلك الشجرة حمل درعه وسيفه وقتل التنين واقتلع الشجرة من جذورها فهربت ليليث إلى البرية ويبدو أن شجرة الصفصاف بالنسبة لـ ليليث كالتابوت لمصاصي الدماء."
واما الثقافة الثانية فهى اليهودية فقد أوردا نصا من العهد القديم ذكر فيه التنين وفيه قالا :
"التنين في الكتاب المقدس
ورد ذكر التنين في مواضع عديدة من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، إذ نجد في سفر التكوين أن التنانين شأنها شأن المخلوقات الأخرى: " 21 فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الانفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كاجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه. وراى الله ذلك انه حسن. " (سفر التكوين - إصحاح 1)
لوياثان Leviathan كان لوياتان في الأصل وحشاً مخيفاً في الأساطير الفينيقية واسمه يعني " الملتوي على نفسه"، انتقل بعد ذلك ليتجسد فى الأساطير الكنعانية في شخص " لوتان " الوحش ذو السبعة رؤوس كما انتقل إلى شخص تيامات Tiamat في الأساطير الرافدية. وهو في العهد القديم من الكتاب المقدس يمثل التنين الذي يصرعه الإله يهوه Yahweh، حيث أنه ينفث الدخان من منخريه والنار من فمه وهو هنا وحش بحري عملاق، فى العهد القديم كالآتي:
" 1 أَتَصْطَادُ لَوِيَاثَانَ بِشِصٍّ، أَوْ تَضْغَطُ لِسَانَهُ بِحَبْل؟ 2 أَتَضَعُ أَسَلَةً فِي خَطْمِهِ، أَمْ تَثْقُبُ فَكَّهُ بِخِزَامَةٍ؟ ...... 19 مِنْ فَمِهِ تَخْرُجُ مَصَابِيحُ. شَرَارُ نَارٍ تَتَطَايَرُ مِنْهُ 20 مِنْ مِنْخَرَيْهِ يَخْرُجُ دُخَانٌ كَأَنَّهُ مِنْ قِدْرٍ مَنْفُوخٍ أَوْ مِنْ مِرْجَل. 21 نَفَسُهُ يُشْعِلُ جَمْرًا، وَلَهِيبٌ يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ. 22 فِي عُنُقِهِ تَبِيتُ الْقُوَّةُ، وَأَمَامَهُ يَدُوسُ الْهَوْلُ. 23 مَطَاوِي لَحْمِهِ مُتَلاَصِقَةٌ مَسْبُوكَةٌ عَلَيْهِ لاَ تَتَحَرَّكُ. 24 قَلْبُهُ صُلْبٌ كَالْحَجَرِ، وَقَاسٍ كَالرَّحَى. 25 عِنْدَ نُهُوضِهِ تَفْزَعُ الأَقْوِيَاءُ. مِنَ الْمَخَاوِفِ يَتِيهُونَ. 26 سَيْفُ الَّذِي يَلْحَقُهُ لاَ يَقُومُ، وَلاَ رُمْحٌ وَلاَ مِزْرَاقٌ وَلاَ دِرْعٌ. 27 يَحْسِبُ الْحَدِيدَ كَالتِّبْنِ، وَالنُّحَاسَ كَالْعُودِ النَّخِرِ. 28 لاَ يَسْتَفِزُّهُ نُبْلُ الْقَوْسِ. حِجَارَةُ الْمِقْلاَعِ تَرْجعُ عَنْهُ كَالْقَشِّ. 29 يَحْسِبُ الْمِقْمَعَةَ كَقَشٍّ، وَيَضْحَكُ عَلَى اهْتِزَازِ الرُّمْحِ. 30 تَحْتَهُ قُطَعُ خَزَفٍ حَادَّةٌ. يُمَدِّدُ نَوْرَجًا عَلَى الطِّينِ. " (سفر أيوب - إصحاح 41) "
ثم ذكر نصوصا من الثقافة النصرانية تتحدث عن التنين فقالا :
"وفي العهد الجديد من رؤيا يوحنا اللاهوتي ورد ذكر تنين بـ 7 رؤوس و 10 قرون كدلالة على اقتراب نهاية العالم أو علامات الساعة، حيث أن ذلك الوحش يجسد الشيطان في المعركة النهاية والحاسمة بين الخير والشر.
" 1 وظهرت اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى راسها اكليل من اثني عشر كوكبا 2 وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد. 3 وظهرت اية اخرى في السماء. هوذا تنين عظيم احمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان. 4 وذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها الى الارض. والتنين وقف امام المراة العتيدة ان تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت. 5 فولدت ابنا ذكرا عتيدا ان يرعى جميع الامم بعصا من حديد. واختطف ولدها الى الله والى عرشه " (رؤيا يوحنا اللاهوتي- إصحاح 12)."
ثم ذكرا التنين فى عند الاغريق فقالا :
"أساطير الإغريق
يعود أول ذكر للتنين في الحضارة الأغريقية إلى الإلياذة، حيث وصف أجاممنون بأن له تنينا أزرقًا على حزام سيفه ورمز تنين ذا ثلاث رؤوس على الدرع الذي يلبسه على الصدر، ودراغون تعني في اللغة الأغريقية "ذلك الذي يرى"، أو "ذلك الذي يومض" (ربما في إشارة إلى حراشفه العاكسة للضوء)."
وأوردا أنه ذكر عند الهنود فقالا :
"وفي سنة 217 بعد الميلاد ناقش فيلوستراتوسالتنين في الهند في "حياة أبولونيوس من تيانا في ترجمة مكتبة لوب الكلاسيكية ذكر بأن أنياب التنين أشبه بأنياب الخنازير الكبيرة ولكنها أرفع وملتوية ومسننة مثل أسنان سمك القرش "."
وأما فى كتب العرب فقد أوردا أنه نوع كبير من الحيات فقالا :
"التراث العربي:
ورد ذكر التنين في كتاب لسان العرب: "التِّنِّينُ ضرْب من الحيّات من أَعظمها كأَكبر ما يكون منها، وربما بعث الله عز وجل سحابةً فاحتملته، وذلك فيما يقال، والله أَعلم، أَن دوابّ البحر يشكونه إلى الله تعالى فيرْفَعُه عنها، قال أَبو منصور: وأَخبرني شيخ من ثِقاتِ الغُزاة أَنه كان نازلاً على سِيف بَحْرِ الشام، فنظر هو وجماعة أَهل العَسْكر إلى سحابةٍ انقَسَمت في البحر ثم ارتفعت، ونظرنا إلى ذَنَبِ التِّنِّين يَضطرب في هَيْدب السحابةَ، وهَبَّت بها الريحُ ونحن نَنظر إليها إلى أَن غابت السحابةُ عن أَبصارِنا. وجاء في بعض الأَخبار: أَن السحابة تحمل التِّنّين إلى بلاد يَاجوج ومَاجوج فتَطرحه فيها، وأَنهم يجتمعون على لحمِه فياكلونه ".
وذكرا التنين عند ألأوربيين فقالا :
"أوروبا
التنين غالباً ما يرمز إلى قوى الشر في الأساطير الأوربية المتداخلة بين الثقافات في أوروبا، ومع أن للتنانين أجنحة تشبه أجنحة الخفافيش، إلا أنها تكون عموما مختبئة في كهوف تحت الأرض، مما يجعلها كائنا قديماً لعنصر الأرض. كما تصور في بعض الأحيان أن لها عيوناً كبيرة أو وتحرس الكنوز بعناية كبيرة ولهذا يرجع أصل تسمية دراغون بالإنكليزية أي " الرؤية بوضوح "، وبعض الأساطير تصورها مع صف من الزعانف الظهرية، ويمكن أن يكون للتنين عددًا متغيرًا من السيقان تتفاوت من العدم إلى الأربع أو أكثر من ذلك عندما يتعلق الأمر بالأدب الأوروبي المبكر.
التنين وأصل كلمة دراكولا:
تعني كلمة Darcul دراكول التنين باللغة الرومانية أما كلمة Darcula دراكولا فتعني ابن التنين وهو لقب الامير فلاد Vlad الذي حكم إمارة في أراضي رومانيا الحالية تسمى "فالاخيا" وذلك في منتصف القرن الخامس عشر عندما ورث الحكم عن أبيه الملقب بالتنين وعلى هذا الأساس سمي بابن التنين أو "دراكولا" وتسبق الكلمة "دراكولا "كلمة "كونت" للدلالة على أنه أمير ولـ فلاد هذا لقب آخر يسمى "المخوزق" Impaler لما عرف عن بطشه ووحشيته في تعذيب أسراه وهذا مثال يوضح تأثير فكرة التنين في التراث الأوروبي."
ورجعا الباحثان لذكر التنين عند الهنود فقالا :
"الهند
في الديانة الفيدية الأولى، كان فيترا وهو أسورا أي الشيطان وهو أيضا ثعبان مخلوق شبيه بالتنين، وهو يمثل الجفاف وعدو إندرا إله الحرب والطقس، ويعرف فيترا أيضاً في الفيداس باسم " الثعبان "، ويقال أن له ثلاثة رؤوس."
وأما عند الصينيين فذكر التالى :
"الصين
غالباً ما يكون للتنانين أهمية روحية كبرى في مختلف الأديان والثقافات المنتشرة في الثقافات الآسيوية، وفي بعض الثقافات ماتزال تعتبره ممثلا للقوى الأساسية للطبيعة والدين والكون، كما تربطه مع الحكمة وكثيراً ما يقال أنه أكثر حكمة من البشر، وطول العمر، ويقال عنهم عادة بأنهم يمتلكون شكلاً من أشكال القوة السحرية أو القوى الخارقة للطبيعة، وغالباً ما ترتبط بالآبار والأمطار والأنهار، وفي بعض الثقافات، تكون التنانين قادرة على الكلام مثل الإنسان.
ويعتبر التنين من الوحوش التي ألفت فيه الأساطير والتماثيل التي تكاد ان تصدق ويوجد في مناطق الجنوب الصيني من يؤمن بوجود التنانين في معتقداتهم الدينية فلقد قيل في الأساطير القديمة أن التنين رمز للقوة فهو كان يتمتع بقوة لا حدود لها، جلده صلب قادر على التحليق بسرعة زمجرته تثير الرعب، وقد كان يلقب أبطال الكونغ فو في الصين بالتنانين.
تقول الاساطير الصينية انه يمكن للتنانين الصينية والشرقية عمومًا أن تتخذ شكل الإنسان، وعادة ما تكون خيرة، في حين أن التنانين الأوروبية تكون عادة حاقدة وإن كان هناك بعض الاستثناءات (تنين ويلز الأحمر هو أحد تلك الاستثناءات) وتوجد بعض التنانين الشرقية الحاقدة كما في الأساطير الفارسية، والروسية مثلاً.
وللتنين شعبية خاصة في الصين، فالتنين ذو المخالب الخمسة يرمز لأباطرة الصين مع طائر العنقاء رمزاً للامبراطورة الصينية، وأزيار التنين التي يرتديها ويحركها العديد من الناس هي أمر شائع في المهرجانات الصينية.
إذن يرمز التنين في الثقافات الشرقية إلى الحكمة والقوة و يتفاءل به الصينيون حتى أن لديهم سنة التنين، وكذلك برج التنين في تقويمهم الفلكي."
وتحدثا عن التنين عند اليابانيين فقالا :
"اليابان
تدمج أساطير التنانين اليابانية الأساطير المحلية مع القصص القادمة من الصين وكوريا والهند، ومثل التنانين الآسيوية الأخرى، فإن التنانين اليابانية هي آلهة المياه المرتبطة بهطول الأمطار والمسطحات المائية، وتوصف عادة بأنها مخلوقات أفعوانية كبيرة، بدون أجنحة، ذات أقدام بمخالب. وقد كتب غولد (1896:248) أن التنين الياباني يمتلك ثلاثة مخالب."
وأخيرا بعد النقل من هناك وهناك من حكايات بعض البلاد نقلا الباحثان أقوال العلم فى التنين وهو أنه كائن خرافى لا وجود به فى أرضنا فقالا :
"رأي العلم
يوصف التنين عادة بأن جسمه يشبه إلى حد بعيد سحلية ضخمة، أو ثعبانًا له زوجين من أرجل السحالي وينفث النار من فمه، لكن لا وجود لدليل من علم الآثار يدعم وجود كائنات عملاقة من جنس الزواحف تنفث النيران منذ بدء وجود الإنسان على هذه الأرض، إذ أن آخر الزواحف العملاقة أو الديناصورات انقرضت منذ 64 مليون سنة بعد أن هيمنت على كوكب الأرض."
وتحدث الكاتبان عن وجود أصل لحكاية التنين ولكنه مخالف لما قيل فى الحكايات وهو تنين كومود فى إندونسيا وهو زاحف فقالا :
"بشكل عام تبرز الأساطير من بعض الحقيقة ومن ثم يشوبها المبالغة في الاوصاف وتروى القصص الخيالية عنها، ويرجح البعض أن أصل التنين في القصص قد يعود إلى نوع من الزواحف التي تعيش في أحراش جزر أندونيسيا حتى أنها تسمى بـ تنين كومودو
وسمي بذلك لضخامته وطوله حيث يلاحظ وجود شبه بينه وبين التنانين الأسطورية وربما أيضاً كان لوجوده أو لزواحف أخرى غير مكتشفة دور في نشأة أسطورة أصلاً.
أما بالنسبة للتنين الأوروبي فهو يملك أجنحة الخفافيش على ظهره بدون أرجل أمامية، وبعد اكتشاف كيف كانت التيروصورا (زاحف مجنح منقرض) تمشي على الأرض صورت بعض التنانين بدون أرجل الأمامية مع وجود الاجنحة بدلا عنها."
ورجع الباحثان للقول بخرافية حكايات التنين ووصفه فقالا :
"يعرف حيوان التنين والذي يظهر فى الرسوم ليمثل الشيطان أو القوى المعادية للكنيسة و المؤمنين، فما هو هذا الوحش؟ هل كان له عاش بالفعل في حقبة زمنية معينة و انقرض مثل الديناصورات؟ أم إنه حيوان خرافي لا وجود له تخيله الفنانون ليصوروا به قوى الشر؟!
عموماً يميل أغلب الباحثين إلى اعتبار التنين حيوان أسطوري خرافي لا وجود له سوى في الأساطير المروية وإن اختلفت رمزيته، بينما يزعم البعض الآخر أنه حيوان حقيقى وهو نوع من الزواحف ذوات الدم الدافئ التي تستطيع أن تتحكم فى درجة حرارة أجسامها داخلياً كما في الديناصورات المنقرضة على عكس الزواحف الحالية كالتمساح والأفاعي والسحالي من ذوات الدم البارد، وهذه الخاصية تسمح لحيوان التنين بالتكيف مع الظروف المناخية المختلفة فى الشتاء و الصيف سواء صباحاً أو مساءً، ويعتبر التنين من الحيوانات المعمرة إذ قد يصل عمره إلى 500 عام بحسب الأسطورة، بل أن بعض الدراسات أثبتت أن هناك تنانين عاشوا لمدة ألف عام، و لكن لا يوجد دليل أن التنين مات بسبب كبر السن، و لكنه مات بسبب إما الحوادث، أو وباء متفشى، أو بسبب الانسان.
في الواقع السبب الذي دفع الباحثين لدراسة فيما إذا كان التنين حيوان أسطوري أم حقيقي هو ذلك الانتشار الرهيب الذى يحظى به التنين فى العالم من الشرق الى الغرب، حيث لا تخلو ثقافة من قصة عن التنين ذلك الوحش الرهيب الدموي الذي ينفث النار من فمه - حتى في الكنيسة توجد صورة القديس مار جرجس وهو يطعن تنيناً بالحربة، ويعرف بعلم دراسة التنانين أو دراجونولوجي."
وتحدثا عن حجج المكذبين لوجود التنين فقالا :
"رأي المشككين
يقول المشككين ان مخلوق التنين الاسطوري لا يتعدى كونه مخلوقاً من المخلوقات التى تزخر بها القصص الخرافية، على غرار ما نراه في كائنات أسطورية أخرى كـ الهيدرا او اليوني كورن Unicorn ( حصان بقرن واحد عند جبهته) او الجرجونات (كالميدوسا، بهيئة امرأة شعرها من الأفاعي وذنبها كالأفعى) أو أنه ربما يكون نوع من المخلوقات المنقرضة ولكن القدماء قد بالغوا فى وصفه وجعلوا له جناحين وزعموا انه ينفث النار من فمه على سبيل سرد القصص والحكايات عن هذا المخلوق.
وكعادة الباحثين الذين انبهروا بهذه القصص والحكايات واخذوا يبحثون عن بصيص أمل لكي يتحققوا من وجود هذا المخلوق لكن المشككين يؤكدون انه لا وجود لهذا الامل لأنه حيوان خرافي لم يرد ذكره إلا في الاساطير.
في عام 2007 تم عرض فيلم بعنوان Beowulf يستند إلى أسطورة شاعت عند سكان شمال أوروبا أو شعب الفايكنج تتناول امرأة حسناء من جنس الشياطين تنجح في إغواء البطل بيولوف بجمالها حيث تعده بأن يتمكن من إخضاع ممالك عديدة تحت حكمه والنجاح في غزواته إن مارس معها الجنس وهكذا نجحت في مسعاها وأنجبت منه تنيناً لا يعرف عنه شيئاً على مر السنوات إلى أن أتى يوم ظهر فيه التنين ودمر مملكة أبيه بيولوف فأحرقها."
قطعا الحيوانات الخرافية وحكاياتها أصلها بعيدا عن البحث وصاحبيه :
هو اطلاق كل دولة اشاعات عما لديها من أسلحة لتخويف الأمم الأخرى أو حتى تخويف الحكام شعوبهم من الثورة على فسادهم وظلمهم
وغالبا من يطلق تلك الاشاعات الكهنة وأتباعهم سواء باسم المخابرات أو علماء السلطان
وأمامنا فى هذا العصر ما كان يسمى بالحرب الباردة بين المعسكرين الشرقى والغربى فقد أطلقت اشاعات كثيرة من هناك أو هناك عن وجود رجال أو نساء لهم قدرات خارقة كالتحريك عن بعد أو نفث النار أو كشف أماكن الشخصيات البارزة وهو ما أنتج بناء عليها أفلام ومسلسلات الخارقون أو طلوع الناس أو المركبات على القمر
القصة الحقيقية الوحيدة التى أمامنا عن مخلوق له صفات خارقة كانت هو :
ناقة ثمود أو ناقة صالح (ص) فهذا الناقة كانت ضخمة جدا إلى حد أنها كانت تشرب ماء البلد فى يوم والبشر فى يوم وفى هذا قال تعالى :
"قال هذه ناقة لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم لا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم"
وقال :
"كذبت ثمود بالنذر فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفى ضلال وسعر أألقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر"
الباحثان عطية أبوخاطر وكمال غزال وهو يدور حول حيوان أسطورى ليس له وجود وهو التنين وهو له جسم ثعبان وحراشيف وله أجنحة وينفث نارا
وقد استهل الباحثان البحث بذكر أن التنين مذكور فى ثقافات متعددة فى قولهما :
"ورد ذكر التنين في العديد من الثقافات القديمة حول العالم ومع ذلك ما زال حاضراً حتى يومنا هذا سواء في الذاكرة الشعبية وفي الأفلام والروايات وألعاب الفيديو.
التنين من الكائنات الأسطورية التي تملك شكلاً أفعوانياً أو شبيهاً بالزواحف وتتباين صفاته تبعاً للثقافات المتنوعة، لكن أشهرها هو التنين الأوروبي الذي يملك أجنحة عادة ومتصل بفعل الشر والشيطان والتنين الصيني الذي يشبه الثعبان الضخم ويرمز إلى الحكمة، وتقول أساطير أخرى أنها كائنات تنفث النار من فمها أو كائنات سامة، وتروي بعض الأساطير أنها تتكاثر بالبيض وذات جسم مغطى بالحراشف أو الريش."
وأول ثقافة ذكرها الباحثان هو الثقافة السومرية والتى ورد فيها ذكر التنين فى لوح طينى وعنه قالا :
"ملحمة جلجامش السومرية
يحكي رقم طيني سومري من مدينة (أور) يعود إلى 2000 سنة قبل الميلاد أن إله السماء أمر بإنبات شجرة الصفصاف على ضفاف نهر دجلة في مدينة أورك وبعد أن كبرت الشجرة اتخذ تنين من جذورها بيتاً له بينما اتخذ طائر مخيف من أغصانها عشاً له لكن في جذع الشجرة نفسها كانت تعيش الشيطانة ليليث، وعندما سمع (جلجامش) ملك أورك عن تلك الشجرة حمل درعه وسيفه وقتل التنين واقتلع الشجرة من جذورها فهربت ليليث إلى البرية ويبدو أن شجرة الصفصاف بالنسبة لـ ليليث كالتابوت لمصاصي الدماء."
واما الثقافة الثانية فهى اليهودية فقد أوردا نصا من العهد القديم ذكر فيه التنين وفيه قالا :
"التنين في الكتاب المقدس
ورد ذكر التنين في مواضع عديدة من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، إذ نجد في سفر التكوين أن التنانين شأنها شأن المخلوقات الأخرى: " 21 فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الانفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كاجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه. وراى الله ذلك انه حسن. " (سفر التكوين - إصحاح 1)
لوياثان Leviathan كان لوياتان في الأصل وحشاً مخيفاً في الأساطير الفينيقية واسمه يعني " الملتوي على نفسه"، انتقل بعد ذلك ليتجسد فى الأساطير الكنعانية في شخص " لوتان " الوحش ذو السبعة رؤوس كما انتقل إلى شخص تيامات Tiamat في الأساطير الرافدية. وهو في العهد القديم من الكتاب المقدس يمثل التنين الذي يصرعه الإله يهوه Yahweh، حيث أنه ينفث الدخان من منخريه والنار من فمه وهو هنا وحش بحري عملاق، فى العهد القديم كالآتي:
" 1 أَتَصْطَادُ لَوِيَاثَانَ بِشِصٍّ، أَوْ تَضْغَطُ لِسَانَهُ بِحَبْل؟ 2 أَتَضَعُ أَسَلَةً فِي خَطْمِهِ، أَمْ تَثْقُبُ فَكَّهُ بِخِزَامَةٍ؟ ...... 19 مِنْ فَمِهِ تَخْرُجُ مَصَابِيحُ. شَرَارُ نَارٍ تَتَطَايَرُ مِنْهُ 20 مِنْ مِنْخَرَيْهِ يَخْرُجُ دُخَانٌ كَأَنَّهُ مِنْ قِدْرٍ مَنْفُوخٍ أَوْ مِنْ مِرْجَل. 21 نَفَسُهُ يُشْعِلُ جَمْرًا، وَلَهِيبٌ يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ. 22 فِي عُنُقِهِ تَبِيتُ الْقُوَّةُ، وَأَمَامَهُ يَدُوسُ الْهَوْلُ. 23 مَطَاوِي لَحْمِهِ مُتَلاَصِقَةٌ مَسْبُوكَةٌ عَلَيْهِ لاَ تَتَحَرَّكُ. 24 قَلْبُهُ صُلْبٌ كَالْحَجَرِ، وَقَاسٍ كَالرَّحَى. 25 عِنْدَ نُهُوضِهِ تَفْزَعُ الأَقْوِيَاءُ. مِنَ الْمَخَاوِفِ يَتِيهُونَ. 26 سَيْفُ الَّذِي يَلْحَقُهُ لاَ يَقُومُ، وَلاَ رُمْحٌ وَلاَ مِزْرَاقٌ وَلاَ دِرْعٌ. 27 يَحْسِبُ الْحَدِيدَ كَالتِّبْنِ، وَالنُّحَاسَ كَالْعُودِ النَّخِرِ. 28 لاَ يَسْتَفِزُّهُ نُبْلُ الْقَوْسِ. حِجَارَةُ الْمِقْلاَعِ تَرْجعُ عَنْهُ كَالْقَشِّ. 29 يَحْسِبُ الْمِقْمَعَةَ كَقَشٍّ، وَيَضْحَكُ عَلَى اهْتِزَازِ الرُّمْحِ. 30 تَحْتَهُ قُطَعُ خَزَفٍ حَادَّةٌ. يُمَدِّدُ نَوْرَجًا عَلَى الطِّينِ. " (سفر أيوب - إصحاح 41) "
ثم ذكر نصوصا من الثقافة النصرانية تتحدث عن التنين فقالا :
"وفي العهد الجديد من رؤيا يوحنا اللاهوتي ورد ذكر تنين بـ 7 رؤوس و 10 قرون كدلالة على اقتراب نهاية العالم أو علامات الساعة، حيث أن ذلك الوحش يجسد الشيطان في المعركة النهاية والحاسمة بين الخير والشر.
" 1 وظهرت اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى راسها اكليل من اثني عشر كوكبا 2 وهي حبلى تصرخ متمخضة ومتوجعة لتلد. 3 وظهرت اية اخرى في السماء. هوذا تنين عظيم احمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون وعلى رؤوسه سبعة تيجان. 4 وذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها الى الارض. والتنين وقف امام المراة العتيدة ان تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت. 5 فولدت ابنا ذكرا عتيدا ان يرعى جميع الامم بعصا من حديد. واختطف ولدها الى الله والى عرشه " (رؤيا يوحنا اللاهوتي- إصحاح 12)."
ثم ذكرا التنين فى عند الاغريق فقالا :
"أساطير الإغريق
يعود أول ذكر للتنين في الحضارة الأغريقية إلى الإلياذة، حيث وصف أجاممنون بأن له تنينا أزرقًا على حزام سيفه ورمز تنين ذا ثلاث رؤوس على الدرع الذي يلبسه على الصدر، ودراغون تعني في اللغة الأغريقية "ذلك الذي يرى"، أو "ذلك الذي يومض" (ربما في إشارة إلى حراشفه العاكسة للضوء)."
وأوردا أنه ذكر عند الهنود فقالا :
"وفي سنة 217 بعد الميلاد ناقش فيلوستراتوسالتنين في الهند في "حياة أبولونيوس من تيانا في ترجمة مكتبة لوب الكلاسيكية ذكر بأن أنياب التنين أشبه بأنياب الخنازير الكبيرة ولكنها أرفع وملتوية ومسننة مثل أسنان سمك القرش "."
وأما فى كتب العرب فقد أوردا أنه نوع كبير من الحيات فقالا :
"التراث العربي:
ورد ذكر التنين في كتاب لسان العرب: "التِّنِّينُ ضرْب من الحيّات من أَعظمها كأَكبر ما يكون منها، وربما بعث الله عز وجل سحابةً فاحتملته، وذلك فيما يقال، والله أَعلم، أَن دوابّ البحر يشكونه إلى الله تعالى فيرْفَعُه عنها، قال أَبو منصور: وأَخبرني شيخ من ثِقاتِ الغُزاة أَنه كان نازلاً على سِيف بَحْرِ الشام، فنظر هو وجماعة أَهل العَسْكر إلى سحابةٍ انقَسَمت في البحر ثم ارتفعت، ونظرنا إلى ذَنَبِ التِّنِّين يَضطرب في هَيْدب السحابةَ، وهَبَّت بها الريحُ ونحن نَنظر إليها إلى أَن غابت السحابةُ عن أَبصارِنا. وجاء في بعض الأَخبار: أَن السحابة تحمل التِّنّين إلى بلاد يَاجوج ومَاجوج فتَطرحه فيها، وأَنهم يجتمعون على لحمِه فياكلونه ".
وذكرا التنين عند ألأوربيين فقالا :
"أوروبا
التنين غالباً ما يرمز إلى قوى الشر في الأساطير الأوربية المتداخلة بين الثقافات في أوروبا، ومع أن للتنانين أجنحة تشبه أجنحة الخفافيش، إلا أنها تكون عموما مختبئة في كهوف تحت الأرض، مما يجعلها كائنا قديماً لعنصر الأرض. كما تصور في بعض الأحيان أن لها عيوناً كبيرة أو وتحرس الكنوز بعناية كبيرة ولهذا يرجع أصل تسمية دراغون بالإنكليزية أي " الرؤية بوضوح "، وبعض الأساطير تصورها مع صف من الزعانف الظهرية، ويمكن أن يكون للتنين عددًا متغيرًا من السيقان تتفاوت من العدم إلى الأربع أو أكثر من ذلك عندما يتعلق الأمر بالأدب الأوروبي المبكر.
التنين وأصل كلمة دراكولا:
تعني كلمة Darcul دراكول التنين باللغة الرومانية أما كلمة Darcula دراكولا فتعني ابن التنين وهو لقب الامير فلاد Vlad الذي حكم إمارة في أراضي رومانيا الحالية تسمى "فالاخيا" وذلك في منتصف القرن الخامس عشر عندما ورث الحكم عن أبيه الملقب بالتنين وعلى هذا الأساس سمي بابن التنين أو "دراكولا" وتسبق الكلمة "دراكولا "كلمة "كونت" للدلالة على أنه أمير ولـ فلاد هذا لقب آخر يسمى "المخوزق" Impaler لما عرف عن بطشه ووحشيته في تعذيب أسراه وهذا مثال يوضح تأثير فكرة التنين في التراث الأوروبي."
ورجعا الباحثان لذكر التنين عند الهنود فقالا :
"الهند
في الديانة الفيدية الأولى، كان فيترا وهو أسورا أي الشيطان وهو أيضا ثعبان مخلوق شبيه بالتنين، وهو يمثل الجفاف وعدو إندرا إله الحرب والطقس، ويعرف فيترا أيضاً في الفيداس باسم " الثعبان "، ويقال أن له ثلاثة رؤوس."
وأما عند الصينيين فذكر التالى :
"الصين
غالباً ما يكون للتنانين أهمية روحية كبرى في مختلف الأديان والثقافات المنتشرة في الثقافات الآسيوية، وفي بعض الثقافات ماتزال تعتبره ممثلا للقوى الأساسية للطبيعة والدين والكون، كما تربطه مع الحكمة وكثيراً ما يقال أنه أكثر حكمة من البشر، وطول العمر، ويقال عنهم عادة بأنهم يمتلكون شكلاً من أشكال القوة السحرية أو القوى الخارقة للطبيعة، وغالباً ما ترتبط بالآبار والأمطار والأنهار، وفي بعض الثقافات، تكون التنانين قادرة على الكلام مثل الإنسان.
ويعتبر التنين من الوحوش التي ألفت فيه الأساطير والتماثيل التي تكاد ان تصدق ويوجد في مناطق الجنوب الصيني من يؤمن بوجود التنانين في معتقداتهم الدينية فلقد قيل في الأساطير القديمة أن التنين رمز للقوة فهو كان يتمتع بقوة لا حدود لها، جلده صلب قادر على التحليق بسرعة زمجرته تثير الرعب، وقد كان يلقب أبطال الكونغ فو في الصين بالتنانين.
تقول الاساطير الصينية انه يمكن للتنانين الصينية والشرقية عمومًا أن تتخذ شكل الإنسان، وعادة ما تكون خيرة، في حين أن التنانين الأوروبية تكون عادة حاقدة وإن كان هناك بعض الاستثناءات (تنين ويلز الأحمر هو أحد تلك الاستثناءات) وتوجد بعض التنانين الشرقية الحاقدة كما في الأساطير الفارسية، والروسية مثلاً.
وللتنين شعبية خاصة في الصين، فالتنين ذو المخالب الخمسة يرمز لأباطرة الصين مع طائر العنقاء رمزاً للامبراطورة الصينية، وأزيار التنين التي يرتديها ويحركها العديد من الناس هي أمر شائع في المهرجانات الصينية.
إذن يرمز التنين في الثقافات الشرقية إلى الحكمة والقوة و يتفاءل به الصينيون حتى أن لديهم سنة التنين، وكذلك برج التنين في تقويمهم الفلكي."
وتحدثا عن التنين عند اليابانيين فقالا :
"اليابان
تدمج أساطير التنانين اليابانية الأساطير المحلية مع القصص القادمة من الصين وكوريا والهند، ومثل التنانين الآسيوية الأخرى، فإن التنانين اليابانية هي آلهة المياه المرتبطة بهطول الأمطار والمسطحات المائية، وتوصف عادة بأنها مخلوقات أفعوانية كبيرة، بدون أجنحة، ذات أقدام بمخالب. وقد كتب غولد (1896:248) أن التنين الياباني يمتلك ثلاثة مخالب."
وأخيرا بعد النقل من هناك وهناك من حكايات بعض البلاد نقلا الباحثان أقوال العلم فى التنين وهو أنه كائن خرافى لا وجود به فى أرضنا فقالا :
"رأي العلم
يوصف التنين عادة بأن جسمه يشبه إلى حد بعيد سحلية ضخمة، أو ثعبانًا له زوجين من أرجل السحالي وينفث النار من فمه، لكن لا وجود لدليل من علم الآثار يدعم وجود كائنات عملاقة من جنس الزواحف تنفث النيران منذ بدء وجود الإنسان على هذه الأرض، إذ أن آخر الزواحف العملاقة أو الديناصورات انقرضت منذ 64 مليون سنة بعد أن هيمنت على كوكب الأرض."
وتحدث الكاتبان عن وجود أصل لحكاية التنين ولكنه مخالف لما قيل فى الحكايات وهو تنين كومود فى إندونسيا وهو زاحف فقالا :
"بشكل عام تبرز الأساطير من بعض الحقيقة ومن ثم يشوبها المبالغة في الاوصاف وتروى القصص الخيالية عنها، ويرجح البعض أن أصل التنين في القصص قد يعود إلى نوع من الزواحف التي تعيش في أحراش جزر أندونيسيا حتى أنها تسمى بـ تنين كومودو
وسمي بذلك لضخامته وطوله حيث يلاحظ وجود شبه بينه وبين التنانين الأسطورية وربما أيضاً كان لوجوده أو لزواحف أخرى غير مكتشفة دور في نشأة أسطورة أصلاً.
أما بالنسبة للتنين الأوروبي فهو يملك أجنحة الخفافيش على ظهره بدون أرجل أمامية، وبعد اكتشاف كيف كانت التيروصورا (زاحف مجنح منقرض) تمشي على الأرض صورت بعض التنانين بدون أرجل الأمامية مع وجود الاجنحة بدلا عنها."
ورجع الباحثان للقول بخرافية حكايات التنين ووصفه فقالا :
"يعرف حيوان التنين والذي يظهر فى الرسوم ليمثل الشيطان أو القوى المعادية للكنيسة و المؤمنين، فما هو هذا الوحش؟ هل كان له عاش بالفعل في حقبة زمنية معينة و انقرض مثل الديناصورات؟ أم إنه حيوان خرافي لا وجود له تخيله الفنانون ليصوروا به قوى الشر؟!
عموماً يميل أغلب الباحثين إلى اعتبار التنين حيوان أسطوري خرافي لا وجود له سوى في الأساطير المروية وإن اختلفت رمزيته، بينما يزعم البعض الآخر أنه حيوان حقيقى وهو نوع من الزواحف ذوات الدم الدافئ التي تستطيع أن تتحكم فى درجة حرارة أجسامها داخلياً كما في الديناصورات المنقرضة على عكس الزواحف الحالية كالتمساح والأفاعي والسحالي من ذوات الدم البارد، وهذه الخاصية تسمح لحيوان التنين بالتكيف مع الظروف المناخية المختلفة فى الشتاء و الصيف سواء صباحاً أو مساءً، ويعتبر التنين من الحيوانات المعمرة إذ قد يصل عمره إلى 500 عام بحسب الأسطورة، بل أن بعض الدراسات أثبتت أن هناك تنانين عاشوا لمدة ألف عام، و لكن لا يوجد دليل أن التنين مات بسبب كبر السن، و لكنه مات بسبب إما الحوادث، أو وباء متفشى، أو بسبب الانسان.
في الواقع السبب الذي دفع الباحثين لدراسة فيما إذا كان التنين حيوان أسطوري أم حقيقي هو ذلك الانتشار الرهيب الذى يحظى به التنين فى العالم من الشرق الى الغرب، حيث لا تخلو ثقافة من قصة عن التنين ذلك الوحش الرهيب الدموي الذي ينفث النار من فمه - حتى في الكنيسة توجد صورة القديس مار جرجس وهو يطعن تنيناً بالحربة، ويعرف بعلم دراسة التنانين أو دراجونولوجي."
وتحدثا عن حجج المكذبين لوجود التنين فقالا :
"رأي المشككين
يقول المشككين ان مخلوق التنين الاسطوري لا يتعدى كونه مخلوقاً من المخلوقات التى تزخر بها القصص الخرافية، على غرار ما نراه في كائنات أسطورية أخرى كـ الهيدرا او اليوني كورن Unicorn ( حصان بقرن واحد عند جبهته) او الجرجونات (كالميدوسا، بهيئة امرأة شعرها من الأفاعي وذنبها كالأفعى) أو أنه ربما يكون نوع من المخلوقات المنقرضة ولكن القدماء قد بالغوا فى وصفه وجعلوا له جناحين وزعموا انه ينفث النار من فمه على سبيل سرد القصص والحكايات عن هذا المخلوق.
وكعادة الباحثين الذين انبهروا بهذه القصص والحكايات واخذوا يبحثون عن بصيص أمل لكي يتحققوا من وجود هذا المخلوق لكن المشككين يؤكدون انه لا وجود لهذا الامل لأنه حيوان خرافي لم يرد ذكره إلا في الاساطير.
في عام 2007 تم عرض فيلم بعنوان Beowulf يستند إلى أسطورة شاعت عند سكان شمال أوروبا أو شعب الفايكنج تتناول امرأة حسناء من جنس الشياطين تنجح في إغواء البطل بيولوف بجمالها حيث تعده بأن يتمكن من إخضاع ممالك عديدة تحت حكمه والنجاح في غزواته إن مارس معها الجنس وهكذا نجحت في مسعاها وأنجبت منه تنيناً لا يعرف عنه شيئاً على مر السنوات إلى أن أتى يوم ظهر فيه التنين ودمر مملكة أبيه بيولوف فأحرقها."
قطعا الحيوانات الخرافية وحكاياتها أصلها بعيدا عن البحث وصاحبيه :
هو اطلاق كل دولة اشاعات عما لديها من أسلحة لتخويف الأمم الأخرى أو حتى تخويف الحكام شعوبهم من الثورة على فسادهم وظلمهم
وغالبا من يطلق تلك الاشاعات الكهنة وأتباعهم سواء باسم المخابرات أو علماء السلطان
وأمامنا فى هذا العصر ما كان يسمى بالحرب الباردة بين المعسكرين الشرقى والغربى فقد أطلقت اشاعات كثيرة من هناك أو هناك عن وجود رجال أو نساء لهم قدرات خارقة كالتحريك عن بعد أو نفث النار أو كشف أماكن الشخصيات البارزة وهو ما أنتج بناء عليها أفلام ومسلسلات الخارقون أو طلوع الناس أو المركبات على القمر
القصة الحقيقية الوحيدة التى أمامنا عن مخلوق له صفات خارقة كانت هو :
ناقة ثمود أو ناقة صالح (ص) فهذا الناقة كانت ضخمة جدا إلى حد أنها كانت تشرب ماء البلد فى يوم والبشر فى يوم وفى هذا قال تعالى :
"قال هذه ناقة لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم لا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم"
وقال :
"كذبت ثمود بالنذر فقالوا أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفى ضلال وسعر أألقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر"