نظرات في كتاب التفكير المثالي
المؤلف عامر حسن الشهري وقد استهله بذكر مرور بلاد المنطقة بحركة إبداعية بعد استقلالها عن المحتلين وأن الحركة شابها بعض السيئات فقال :
" مقدمة:
مرت الدول العربية بعد الاستعمار في الخمسين عام الأولى الماضية من القرن العشرين بحركة ابداعية وحرية في الفكر الأدبي والعلمي وكان هناك حرية علمية جيدة وصحوة علمية لدى العالم والنساء خاصة في ذلك الوقت ولكن ظهرت بعض الكتب السيئة والتي منعتها الحكومات العربية أمثال كتاب نجيب محفوظ"أولاد حارتنا.
وسبب المنع أن هذا الكاتب وغيره تكلموا في الدين بما لا يجوز لذلك منعت كتبهم وانتقدتهم الهيئات الإسلامية والصحف والإذاعات، وكان من الأفضل لهم أن يوجهوا علمهم وأفكارهم وإبداعهم الذي يريدون نشره إن أحسنا النية فيهم الى ما يرفع فكر الأمة وأدبها وتربية ناشئتها.
وكانت هذه الكتب الممنوعة تحارب دين الأمة وتاريخها وأدبها ولذلك منعت، وهذا يدلنا على فضل تعاون السلطات الدينية مع السلطات السياسية في الحفاظ على الشعب ومعتقداته والدين والخلاق."
والكتب التى سماها الرجل ممنوعة الكثير منها لم يصدر قرار بمنعها فأولاد حارتنا صدرت فيها فتوى فقط بكونها مخالفة للدين فامتنع الكاتب عن نشرها في كتاب بعد صدور الفتوى ولم تصدر في كتاب إلا في طبعة مسروقة في لبنان لم يأذن بها صاحب الرواية
والكتب التى ذكر الشهرى أنها ممنوعة ذكر أنها مبنية على مقولة العلمانية فقال :
"ومعلوم أن هذه الكتب بنيت على المبدأ الذي يتبعه العلمانيون وهو فصل الدين عن السياسة وفصل الدين عن الحياة حيث يقولون: "الدين لله والوطن للجميع" وهذه كلمة حق أريد بها باطل فالدين لله والوطن لله ثم لأهله المسلمين الذين أمروا بأعمار الأرض وجميع المسلمين يعملون تحت هذه الراية العظيمة."
والكتب الممنوعة أكثرها كتبا تتعلق بالسلطات وانتقادها والقليل منها ما يتعلق بالعلمانية ونقد الدين
وتحدث عن تقويم الفكر والحق أن الفكر لا يقوم لأن الفكر كله صحيح ولذا طالبنا الله به فقال في أكثر من موضع" أفلا تتفكرون"
والحق أنه تقويم العمل الإنسانى الفاسد وليس تقويم الفكر وقد تحدث مبينا أنه لا فصل بين الدين والدولة فقال :
" تقويم الفكر:
انه لا فصل في الدين بين العقل والفكر والدين لأن الله سبحانه هو الذي أعطانا الإمكانيات والفكر وشرع لنا الدين الإسلامي الحنيف لنتبعه لا لنهرب منه وننفر الناس منه بإتباع الأخلاق السيئة وقراءة الكتب الضالة أمثال كتاب نجيب محفوظ السابق.
إذا أردنا أن ننهض بفكرنا العلمي الخيالي فلابد أن ننهض من سباتنا العلمي فعملية التغيير ليست سهلة وكذلك فالهزيمة مرة والركود لا فائدة منه."
ونلاحظ تركيز الشهرى على كتاب نجيب محفوظ وتعرض الشهرى للٍأسئلة النى نطرحها على أنفسنا فقال :
"كثيرا ما نصطدم بأسئلة تخالجنا في نفوسنا عن الحياة حولنا وعن الضياع والمستقبل وعن الفوت وعن التأخر عن العلم وعن النفس وعن بناء عالم جديد يخلو من المتناقضات التي أثقلت كاهل الأمة الإسلامية.
إن علاج مثل هذه الأمور يكمن في أن نسأل أنفسنا هل نحن:
1. مؤمنون بقضاء الله عز وجل.
2. مطبقون لدين الله وشرعه العظيم ومجتنبين لحدوده.
3. نراقب الله في أنفسنا وفي ذاتنا وفي أهلينا وفي عملنا.
4. نقرأ القرآن يوميا ونفكر في إخراج هذه الإجابات من التفاسير المتوفرة لنا كتفسير القرآن العظيم لابن كثير."
والملاحظ في الحديث السابق تركيز الرجل على قراءة الأعمال البشرية كتفسير بن كثير بدلا من تدبر كتاب الله والتفاسير القديمة كلها تحتوى على خرافات وروايات كثيرة جدا مخالفة للقرآن
ثم قال :
5. لما لانطبق ما نقرأ من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونبحث عن زيادة علمنا بهذا العلم الحصين ضد كل فكر سيء.
6. لماذا لا نتبع هدي الصحابة رضي الله عنهم عندما نقرأ في قصصهم العظيمة وكيف أنهم رضي الله عنهم كانوا قدوة للناس وطبقوا الدين كما جاء.
7. لماذا هذا الانهزام أمام الحضارات الوافدة، لماذا نشغل أنفسنا بكتابات ومجلات وصحف لا تنفعنا كثيرا ولا تبني فينا الطموح.
8. لما لا نبدأ عملية التشييد والبناء لا نفسنا ولا ننسى أن نجعل وقتا من حياتنا غير أداء الصلوات المفروضة لأداء النوافل وقراءة حزب من القرآن ودراسة سيرة رسولنا الله صلى الله عليه وسلم واقتناء الكتب الإسلامية المفيدة وقرآنها.
9. لماذا لا نستفيد من المواقع الإسلامية في الانترنت التي تعطينا مواضيع مفيدة مثل موقع السلفيون في مصر .... وموقع صيد الفوائد ..."
والرجل هنا يركز في 9 على المواقع السلفية مع أنه في 8 يطالبنا بالعمل والبناء لأنفسنا فالسلف لديهم الكثير من الخرافات المخالفة للقرآن فالمطلوب هو أن نركز على تفسير صحيح للأخطاء التى وقع فيها السلف
ثم قال :
10. لماذا لا نحاول أن نغير نظرتنا للحياة إلى نظرة من منظور عالي القيم فمثلا نفسر ما حصل من زلزال مدمر (سونامي) في جزر اندونيسيا وسيريلانكا والهند عام 1425هـ، لنأخذ العبرة من هذه الآية العظيمة فقد كان الصحابة رضي الله عنهم كما روي عن ابن عباس رصي الله عنه أنهم كانوا إذا أحسوا بزلزال أو رجفة هرعوا إلى الصلاة جماعات وأفرادا أو (وحدانا)، وروي عن عمر رضي الله عنه أنه سمع زلزالا بالمدينة المنورة فقام في الصحابة خطيبا وقال لئن تكررت هذه الرجفة أو الصيحة لأخرجن من بين أظهركم فما أصابتنا إلا بمعصية عملتموها، فانظروا إخواني المسلمين والمسلمات كيف أن هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين يحذر أمته من العصيان ويستغل هذه الفرصة ليوجه انتباههم إلى عظمة الله عز وجل وكيف أنه سبحانه مسير الأكوان يستطيع جل في علاه أن يعيد هذه الزلازل مرة أخرى فاعتبروا يا أولي الألباب.
11. لنعتبر كذلك بما يدور حولنا من أمور في الساحة السياسية وكيف أن الله سبحانه أزال دولا بأكملها لما طغت وتجبرت وبعدت عن دينها الإسلامي الحنيف، وما بلاء هذه الأمة إلا من سفهائها كالعلمانيين وغيرهم فمنهجهم يناقض شريعة الله عز وجل وإنهم لا يهمهم الدين بقدر ما يهمهم جمع المال من أي طريق كان والله لا يهدي القوم الظالمين.
إن العلمانيين يقوم أصل مذهبهم على أن الدين لله أي لا علاقة للدين في شئون حياتهم والحياة عندهم مادة أي لا مانع من جمعها من أي مكان كان سواء كان من حلال أو من حرام أو من ربا أو من أكل لأموال الناس بالباطل فيقولون "الدين لله والحياة هي جمع المادة"
وهؤلاء ينطبق عليهم قول الله تعالى في المنافقين (يأيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان لياكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) "
والرجل يركز مع العلمانيين الذين هم نتيجة ناتجة من أصل الداء وهم الحكام الذين يحكمون بغير حكم الله والشعوب الساكتة على فسادهم وكفرهم وهم الذين يظهرون العلمانيين وغيرهم في وسائل الإعلام ويعطونهم الأموال وينشرون أعمالهم بينما هم يمنعون كل عمل أخر مفيد للناس
وحدث النساء فقال :
12. لماذا لا تضعين أو تضع لنفسك جدولا يوميا وتحاسبين فيه كم من الوقت في هذا الجدول فيه:
1) اخلاص لله في العمل أو المدرسة أو الشارع.
2) إتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
3) عدم معصية الله وفعل ما يخالف شرع الله.
4) كم جزءا حفظت من كتاب الله.
5) هل تصلين الوتر وصلاة الضحى وقيام الليل والسنن الرواتب.
6) هل تحبين الله وتقدمين طاعته على شهواتك.
7) هل تطيعين والديك.
ثم انظري نسبة ما ذكر إلى الوقت الذي تضيعينه فيما لا فائدة فيه كمشاهدة التلفاز لأوقات طويلة واستعمال التلفون لأوقات طويلة كذلك ولعب برامج الكمبيوتر في الأمور التي لا تفيد صاحبها.
ثم اسألي نفسك هذا السؤال: ألن يحاسبك الله على هذا الوقت الكثير الضائع بالنسبة للنقاط السبع المذكورة.
ثم بعد ذلك ضعي خطة للرفع من النقاط السبع وتخفيض وقت الضياع وبعد أسبوعين أعيدي الحساب وانظري:
1) كم نسبة الوقت الضائع.
2) كم الفوائد التي جنيتيها مما ذكر.
وهكذا تستطيعين أن تحاسبين نفسك وتسيرين في طريق الأبرار وتتجنبين طريق الفجار قال تعالى (إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم * يصلونها يوم الدين * وما هم عنها بغآئبين * ومآ أدراك ما يوم الدين * ثم مآ أدراك ما يوم الدين * يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله) سورة الانفطار19
13. ماهي العوامل المؤثرة التي تجعلنا نضيع أوقاتنا:
1) قلة العلم بالدين والحديث والسنة.
2) قلة قراءة القرآن الكريم.
3) عدم اتباع واتخاذ صحبة جيدة تعينك على طاعة الله.
4) كثرة مشاغل الحياة مع عدم ترتيب الوقت.
5) قلة المادة والفقر أحيانا؟
6) المعاناة من مشاكل الحياة كأن تكونين أو أحد من أهلك يعاني مرضا معينا مما يؤثر على حياتك النفسية.
7) المجتمع وتأثيره عليك ككل.
لو نظرنا إلى هذه الأسباب وعالجناها بالحكمة ووضعنا حلا لكل منها لاستطعنا بإذن الله أن نحقق السعادة في رضا الله التي هدفها الأساسي رضا الله سبحانه عنا ومحبته لنا.
حاولي أن تجلسي مع نفسك وتضيفي لهذه الأسباب أسبابا أخرى في حياتك ودونيها وحاولي علاجها.
وسنتطرق في هذه السلسلة إلى حل هذه النقاط."
وبعد أن هذا الحديث للنساء عاد لنقاطع فقال :
14. إن محاولة التغيير من ضعف الهمة إلى علوها هو أساس العلاج لمشاكلنا وفتورنا في الأمور الدينية وحب الله عز وجل وهذا هو أكبر فرق بيننا وبين الصحابة رضي الله عنهم بعد الفرق الذي هو رؤيتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ونصرته.
وتعرفين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه:"ولم يروني"
إذا لنبدأ بتغيير ذواتنا قبل أن نخرج لتغيير وضع مجتمعنا.
أين الألفة والإيثار والمحبة في الله والبغض في الله وعيادة المريض والإحسان إلى الجار في حياتنا اليومية.
أين الصبر و تحمل الأذى من الناس في سبيل الله، أين الابتسامة والعطف على اليتيم والفقير.
انها فعلا أمور عظيمة ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورة البلد: (لا أقسم بهاذا البلد * وأنت حل بهاذا البلد * ووالد وما ولد * لقد خلقنا الإنسان في كبد * أيحسب أن لن يقدر عليه أحد * يقول أهلكت مالا لبدا * أيحسب أن لم يره أحد * ألم نجعل له عينين * ولسانا وشفتين * وهديناه النجدين) جعلنا الله وإياكم ممن تنطبق عليهم هذه الصفات.
العقبة هي عقبة أو جبل في جهنم وبين في الآية سبحانه كيف يكون تخطي هذه العقبة بسلوك هذه الطريق التي فيها الخير والنجاة فقال فك رقبة أي إعتاق عبد أو أمة لوجه الله تعالى."
وتفسير العقبة بجبل في جهنم يخالف أن الله فسر العقبة بأنها عتق الرقاب واطعام المساكين واليتامى
ثم قال :
وفي الحديث «من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار حتى إنه ليعتق باليد اليد وبالرجل الرجل وبالفرج الفرج»."
والحديث باطل فثواب العمل المالى كالعتق هو سبعمائة حسنة أو الضعف كما قال تعالى :
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"
ثم قال :
|وفي الحديث الذي رواه أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «من بنى مسجدا ليذكر الله فيه بنى الله له بيتا في الجنة، ومن أعتق نفسا مسلمة كانت فديته من جهنم، ومن شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة»."
والحديث باطل فثواب بناء المسجد ثوابه سبعمائة حسنة أو الضعف وكذلك العتق كما قال تعالى :
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"
ثم قال مفسرا الايات:
"وقوله تعالى (أو إطعام في يوم ذي مسغبة) قال ابن عباس يوم ذي مجاعة والسغب هو الجوع أي في يوم الطعام فيه عزيز ويشتهي أن يأكله، (يتيما) أي أطعم في مثل هذا اليوم يتيما (ذا مقربة) أي ذا مقربة منه، وفي الحديث الذي رواه أحمد بسند صحيح عن سليمان بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة» وقد رواه الترمذي والنسائي وهذا إسناد صحيح كما ذكر ابن كثير رحمه الله
(أو مسكينا ذا متربة) أي فقيرا مدقعا لاصقا بالتراب أي المطروح بالتراب وقيل هو الغريب عن وطنه وقيل هو الفقير المدين المحتاج.
وقال ابن عباس: هو ذو العيال وكلها قريبة المعنى.
(ثم كان من الذين آمنوا) أي مؤمن بقلبه يحتسب ثواب ذلك عند الله عز وجل وكان من المؤمنين الذين تواصوا بالصبر أي المتواضعين بالصبر على أذى الناس وعلى الرحمة بهم كما جاء في الحديث عن عبدا لله بن عمرو يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا»."
وتحدث عن حل المسلم لمشاكله ذاكرا إيثار المسلم المسلم الأخر على نفسه من خلال حكاية فقال :
"قضايا وشجون
إن مثلنا في هذا الزمن الذي نعيشه بما فيه من ضعف الهمة والانهيار الأخلاقي والتبرج كمثل إنسان ينظر إلى عقد معلق في السماء وقد انفرط هذا العقد ويريد أن يصلحه فيسأل أسئلة كثيرة بعدد هذا العقد كيف أحل مشاكلي وأرجع هذا العقد كما كان على عهد الصحابة رضي الله عنهم من خلق واحترام لبعضهم حتى أن ثلاثة منهم جرحوا في إحدى المعارك فجاء أحد الصحابة ليسقيهم فكلما أراد أن يشرب أحدهم سمع أنين صاحبه بجانبه فآثره على شرب الماء وقال أعط فلانا فلما وصل إلى الثالث كان قد مات الأول والثاني ولحقهم الثالث، فسبحان الله العظيم ما أعظم هذه القصة التي تروي لنا واقعا لا ينسى في التاريخ وهذه هي عظمة الإيمان بالله عز وجل وهؤلاء هم الذين قال الله تعالى فيهم في سورة الأحزاب {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}
إن القضايا التي نريد علاجها كثيرة ولكن المهم هو البدء في وضع الخطوات للأمام والسير إلى ركب الراكبين إلى الله عز وجل والمحافظة على الصلاة في أول وقتها مع الجماعة في المسجد، قال تعالى {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه} "
وتحدث عن أكبر قضية كما يزعم وهى الشيطان فقال :
"أكبر قضية لدينا هو الشيطان الرجيم لأنه هو العدو المبين كما ذكر عنه القرآن الكريم حيث أخرج آدم وحواء من الجنة بأن زين لهم أكل الشجرة التي نهيا عنها وحلف لهما أنهما سيكونان من الخالدين ولما أخرجا من الجنة بعد أن نجح في محاولته توعدهم بأن قال: {قال رب بمآ أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين * قال هذا صراط علي مستقيم * إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين * وإن جهنم لموعدهم أجمعين * لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم}
وقال: (فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم)
وقال (ولاتجد أكثرهم شاكرين)
فهذه مخططات إبليس واضحة وبينة فأنصحكم بأخذ العبرة من هذه القصة العظيمة والرجوع إلى الله مالك الملك وهو على كل شئ قدير."
وهناك فهم خاطىء من الرجل للشيطان الذى هو هوى نفس الإنسان وليس شىء أخر والتى إن تغلب عليه الإنسان فقد أفلح بطاعته لحكام الله
وتحدث عن دور المسلم في الحياة مبينا ان السير في ركاب الله فقال :
"ما دورك في الحياة؟
هل دورك هو السير في ركب الله وعباده الطائعين، هل دورك هو تطبيق الحديث الشريف الذي رواه احمد عن العرباض بن سارية قال: «وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، قلنا: يا رسول الله أن هذه لموعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا عضو عليها بالنواجذ، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما انقيد انقاد»."
والرواية باطلة من نواحى :
الأولى العلم بالغيب وهو ان الصحابة سيرون اختلافا كثيرا وهو ما يخالف أن النبى(ص* لا يعلم الغيب كما قال تعالى :
" ولا أعلم الغيب"
الثانية المطالبة باتباع سنة البشر سواء النبى(ص) أو الخلفاء وهو ما يخالف أن المطلوب اتباع وحى الله المنزل كما قال تعالى :
" اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم"
وتحدث للنساء فقال :
هل دورك هو رعاية زوجك وأطفالك وأسرتك , قال تعالى {يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله مآ أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}
هل دورك هو الرجوع والأخذ بالأسباب في اتقاء المعاصي والتوكل على الله سبحانه حق توكله وتطبيق الحجاب والبعد عن الشبهات وتعليم الناس الخير.
وعن بعض السلف: أن من صلى عيد الفطر فكأنما حج، ومن صلى عيد الأضحى فكأنما اعتمر "مغنى المحتاج 1/ 294"
والقول باطل فالصلاة عمل غير مالى لا تستوى بعمل مالى هو الحج في ألأجر فأجر الصلاة عشر حسنات كما قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
بينما العمل المالى بسبعمائة حسنة أو الضعف كما قال تعالى :
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"
ثم قال :
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما حجته"رواه الطبراني وصححه الألباني."
والرواية باطلة لأن المسجد بنى لذكر الله وهو الصلاة كما قال تعالى :
" في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه"
فالمسجد ليس للدرس والتعلم
كما أن اجر التعلم أجر عمل غير مالى بينما الحج عمل مالى أجره مختلف كما سبق التوضيح
وتحدث عن وجوب التفكير فقال:
"كل ما ذكر يحتاج منك إلى وقفة صريحة وعقل يتفكر وعين ترى وقلب يفقه وسمع ينصت.
حتى أرفع من معنوياتك فكري فيمن خالفوا هذا المنهج العظيم ماذا حصل لهم، لقد استبدلهم الله بأناس طبقوا هذه الأدوار وعملوا بها.
قال تعالى {وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرأىئيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون}
وقال تعالى {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}
وقال تعالى {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} النساء
ولذلك لا تجدين في هذين المصدرين العظيمين الكتاب والسنة أي اختلاف فكل منهما يكمل بعضه بعضا والسنة قامت بشرح كثير من ألفاظ القرآن الكريم وأحكامه قال تعالى: (ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)
إن هذه الأدوار السابقة تبين كيف تبنين بينك وبين الله سبحانه جسرا عظيما لا ينقطع وصلة لا تنفصل فسارعي إلى رضا الله الواحد القهار والبعد عن غضب الجبار."
وطلب الرجل من النساء تذكر المرور على الصراط في القيامة فقال :
"لو تذكرت أنك ستمرين على الصراط يوم القيامة والنار تحتك فهل تستطيعين العبور؟ الجواب نعم إن تبت إلى الله وعزمت على عدم العودة للمعاصي وندمت من ذنبك وتقربت لربك، إن هذه الصراط يمر بك فوق جهنم وكل إنسان لابد له من المرور عليه ولا يتعداه إلا أهل الجنة أما أهل النار فيقعون من فوق الصراط في جهنم وتأخذهم ملاقيط وكلاليب عظيمة تقذفهم من على الصراط إلى جهنم قال تعالى {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا} "
وبالقطع لا وجود للصراط لأن وسيلة دخول الجنة الدخول من أبوابها وليس بالسقوط او الهبوط من اعلى الصراط كما قال تعالى :
" للمتقين لحسن مآب جنات عدن مفتحة الأبواب"
كما الصراط يتسبب في فزع وخوف المؤمنين وهو ما منعه الله عنهم فقال :
" وهم من فزع يومئذ آمنون"
وتحدث عن أسباب تأخر المسلمين فقال :
" ما أسباب التأخر لدى المسلمين
1. بعدهم عن دينهم وعن تطبيقه الواقعي: وهذا لأسباب كثيرة وأعظمها
1) الجهل بعظمة هذا الدين.
2) انشغال الناس بالتافه من الأمور.
3) ضعف الوازع الديني.
4) ضعف اليقين بالنصر
5) ضعف الرؤية بسبب إتباع الموضات وغيرها دون حياء ممن قيد اخراج زينة المرأة فقط لزوجها ووالديها ومحارمها.
2 - صراع مجالات الحياة سياسيا واجتماعيا وثقافيا فتجد دولة عربية تحكم بالدين وبجوارها دولة أخرى تحارب الدين ..
تجد تصارع في أفكار المجتمعات حسب ما تحمله هذه المجتمعات من أفكار وتصورات.
ويعتبر هذان العنصران من الأسباب الرئيسية في تخلف الأمة.
ضعف الثقافة الإسلامية لدى الأفراد في شتى المجالات والقطاعات مما أدى إلى إتباع الأفكار الهدامة والمذاهب الباطلة والعقائد الفاسدة والفطر السقيمة والعقول المريضة بأفكار الآخرين."
وبالقطع يوجد سبب واحد وهو الكفر بحكم الله وتحدث عن العلاج فقال :
"العلاج اليوم :
لقد كانت الحروب الصليبية مبدأها وفكرتها اغتصاب أراضى المسلمين المقدسة تحت فتوى البابا لديهم والقساوسة وكانت هناك مناوشات منذ عام 1096م وحتى 1291م وخلال هذه المدة شجع الأوربيون المسيحيين الفقراء للهجوم على أراضي المسلمين لاغتصاب خيراتها ولكن المسلمون ردوهم خائبين ترى ما هو حال المسلمين اليوم وماذا يفرق عن حالهم في ذلك الوقت؟
حال المسلمين في نظري أفضل في بعض النواحي فقد زادت فرصهم لنشر الإسلام وتمكنوا من معرفة العلم الديني والدنيوي ولم يفرقوا بينهما كما فعل الغرب حيث اتجه منذ تلك العصور إلى فرض الضرائب على مواطنيه وفصل العلم الدنيوي ونفى أن يكون هناك علم ديني أو أدبي فكري إلا جزءا بسيطا من مفكريهم الذين لم يتخلوا عن الأدب والدين ومعانيه.
أما الأكثرية منهم فقد فضلوا العلم التجريبي الدنيوي ونفوا غير ذلك قصدا منهم للهروب من الإيمان بالله والإسلام العظيم الذي حض الناس على ألا ينسوا آخرتهم قال تعالى (قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ مآ آتيتك وكن من الشاكرين * وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وامر قومك ياخذوا بأحسنها سأوريكم دار الفاسقين}
إذا الدين الإسلامي العظيم ترفع عن مثل هذه الأمور ودافع عنه رجاله المخلصون ووعد الله متبعيه بالنصر قال تعالى (فلم تقتلوهم ولاكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولاكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلا ء حسنا إن الله سميع عليم * ذالكم وأن الله موهن كيد الكافرين}"
وما قاله الرجل هو خلط للأمور فالعلاج هو تغيير النفوس للصلح كما قال تعالى :
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"