نظرات فى كتاب ملاحظات منهجية لاستكشاف آفات التفكير
الكاتب هو مرتضى معاش من المعاصرين وهو يدور حول معرفة ما يسمى أخطاء التفكير حيث أن الله لا يصف التفكير فى القرآن بالخاطىء فى أى موقع فهو يأمر به فى كل المواضع التى أتت به أو يمدحه أو يتركه وصفه
بين مرتضى تميز الإنسان عن غيره بالحصول على المعرفة فقال:
"يتميز الكائن الإنساني عن باقي المخلوقات بأنه كائن يهدف إلى تحصيل المعرفة من أجل إشباع حاجاته المادية والروحية ، وهو للوصول إلى المعرفة يستخدم عقله مفكرا عبر مراحل استدلالية مختلفة و متعددة عبر مقدمات متسلسلة يستنبطها حدسه العقلي حتى يبلغ مأربه و يشبع ظمأه"
وبالقطع الإنسان لا يتميز بالبحث عن المعرفة فكل الأنواع تبحث عن معارف فى إطار طاعتها لله فمثلا النمل يظل يتحرك يمنة ويسرة حتى يصل للطعام ويستخدم ما يعرفه لحمله ونقله إلى بيوته وهو يرصد مواطن الهطر كما فى قوله تعالى " يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحكمنكم سليمان وجنوده " ومثلا الهدهد افتخر على سليمان(ص) بمعرفته ما لا يعرف سليمان (ص) وهو قوله تعالى " "فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين "
وبنى معاش على هذا الخطأ ما يلى:
" لذلك اخترع المتقدمون من الحضارات القديمة قواعد وضوابط عقلية أسموها بالمنطق حتى تصبح ثوابت عامة في المعرفة الإنسانية ذلك أن الإنسان قد لا يصل غالبا إلى المعرفة التي تكشف عن الواقع أو قد يضع لنفسه معرفة تطابق هواه ورغباته ومصالحه لذلك يخطئ كثيرا في تحصيل المعرفة أواستخدامها بالصورة الصحيحة"
المنطق مختلف بين الأمم السابقة فلا يوجد منطق واحد والمنطق المعروف غالبا هوالمنطق الأرسطى أواليونانى وهو منطق قائم على ألفاظ محدودة ومن ثم فهو لا يعالج كل المعارف أوالأحداث وإنما يعالج فقط ما فى داخل تلك الألفاظ
وبين معاش كون الإنسان عقلانى يشكل نفسه حسب معرفته فقال:
"وإذا كان الإنسان كائن مستدل عقلاني فأن نمط حياته العام يتشكل حسب نوعية الحركة المعرفية التي يتخذها وحسب أساليبه الاستدلالية، وقد تتخذ أمة كاملة منهجا استدلاليا و معرفيا خاطئا يقودها إلى اتجاه معاكس ولا يوصلها إلى أهدافها"
قطعا المعرفة البشرية غالبا هى معرفة بظاهر الحياة الدنيا والمراد معارف مختصة بالاستفادة من كائنات الدنيا كما قال تعالى " يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا "
واخطأ معاش فى كون الوضع السيىء ناتج كله من التفكير بأسلوب خاطىء فقال:
"إن تغيير كثير من الأخطاء التي نعيشها و تغيير واقعنا إلى واقع جديد سليم يعتمد بشكل كبير على كشف الأسلوب الذي نفكر به ، فإذا كان واقعنا سيئا ومريرا فهذا يعني أننا نفكر بأسلوب خاطئ ولابد من أن نغير أساليبنا الفكرية والاستدلالية لتغيير هذا الواقع المتخلف"
فالوضع السيىء المرير قد ينتج من ظروف سيئة يبتلى بها الله الناس كما ابتلى المؤمنين فى أول الهجرة حيث ابتلاهم بالجوع والخوف ونقص الأنفس والثمرات فقال :
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
وبين معاش أن الوضع الاعتيادى وهوالذى تعود عليه الإنسان قد لا يكون سليما ولكن لأن الناس نتيجة التعود لا يفكرون فالخطأ يظب مستمرا على اعتبار أنه شىء صحيح فقال:
"إن الكثير من الأشياء في هذه الحياة تبدو لنا في ظاهرها سليمة و خالية من العيوب لذلك نعمل وفق هذه الرؤية ونشكل حياتنا وما يتبعها على ضوءها، ولكن قد تكون هذه الأفكار ليست إلا أخطاء تعودنا عليها عبر الزمن حتى يسيطر الركود والجمود والتخلف علينا ، ذلك أن الاستمرار على الخطأ يؤدي إلى خلق تراكمات متتالية لمجموعات من الأخطاء المعقدة، وهذه هي إشكالية في المنهجية التي يفكر فيها الفرد اوالجماعة أوالمجتمع أوالأمة "
من الغرائب فى عصرنا مثلا معرفة بعض من يعيشون فى بلد ما ان توزيع المرتبات والمعاشات توزيع خاطىء حيث هناك من يقبضون أضعاف مضاعفة لأقل المرتبات ومع هذا تجد العديد ممن يقبضون هذا القليل يدافعون عن هذه العادة ويمدحون الرؤساء والملوك على استمرارها رغم أنهم يعانون الأمرين وحياتهم بؤس مرير نتيجة هذا التوزيع وهذا ناتج من التعود الذى يرى أن تغيير الوضع محال
ويوضح معاش أن سبب اندثار الأمم هو جمود المنهج الفكرى فيقول:
"إن العبرة التي نستخلصها هي إن المنهج الفكري هوالذي يحدد مسيرة فرد أوامة و حياة الأمة و حيويتها مرتبطة بنوعية التفكير الذي تسير وفقه ، فكم من أمة اندثرت و ماتت عندما غرقت في المستنقعات الراكدة لأفكارها الجامدة وكم من أمة نهضت بنهوض أفكارها التي غذتها بالحياة والروح عندما اعتمدت منهجا سليما في نظامها الفكري"
وهو كلام خاطىء فالأمم لا تندثر بسبب الجمود بإهلاك الله لها نتيجة استمرارها على كفرها كما قال تعالى"ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن مكناهم فى الأرض ما لم نمكن لكم وأرسلنا السماء عليهم مدرارا وجعلنا الأنهار تجرى من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرنا أخرين"
الأمم المتحركة والجامدة كلاهما ما زال موجودا فمن وصلوا للتقنيات المتقدمة ما زال بجانبهم عبدة الأصنام والحيوانات والأرواح الكل يحيون ولهم دول
وبعد هذا تحدث معاش عن كيفية استكشاف أمراض الفكر وكما قلنا الفكر والتفكير ليسوا بهم أمراض ولا آفات وإنما الآفات هى آفات الشهوات فقال:
"استكشاف آفات الفكر الإنساني:
ما الذي يجعل التفكير ينقاد إلى الاستدلال العقيم أو السقيم؟ هذا السؤال هوالذي يفرض علينا نفسه لمعرفة الأخطاء الفكرية التي يقع فيها الفرد عبر مراحله المختلفة وإذا كان القدماء قد وضعوا المنطق المعروف بمنطق أرسطو فأن هذا المنطق لا يستطيع ان يستدرك هذه الأخطاء بكاملها لأنه يعتمد على آلية ميكانيكية لا تنظر إلى مختلف المراحل والظروف الفكرية التي يمر بها الإنسان، إذ أن العقل الإنساني ليس مجرد آلة تصنع الأفكار بل انه خاضع في كثير من الأحيان الى مجموعة من الرغبات والميول النفسية والحوافر الاجتماعية والدوافع الذاتية والضغوط الخارجية لذلك لابد من دراسة منهج التفكير الإنساني وأسلوبه من خلال الآفات التي تصب الفكر وتعطل حركته أو تجعله مريضا لا يفكر بالطريق الاستدلالية السليمة
إن استكشاف آفات التفكير يعطينا القدرة على استدراك الأخطاء التي نقع بها، وعندما نخضع لمنطق إمكان الخطأ في أساليب التفكير ونعترف بذلك فأننا نستطيع أن نغير الكثير من أساليبنا في الحياة عبر تغيير أساليب التفكير قال تعالى في كتابه الحكيم" ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"
الرجل هنا يبين أن المنطق الأرسطى ليس صالحا لبيان الأخطاء والآفات كلها لنه ناقص ولكن كرر الخطأ وهو أنه توجد آفات للتفكير وكما قلت التفكير كله سليم ولكن ما يوصف بالخطأ هو أعمال الشهوات التى لا تبنى على التفكير وإنما تبنى على الرغبة فى الحرام أى الإرادة الخاطئة فقط
وتحدث معاش عن اليقين المطلق فقال:
"اليقين المطلق:
وظيفة المعرفة هي الانتقال من المعلوم للوصول إلى المجهول عبر مجموعة من المقدمات التي يربط الفكر بينها و يستدل منها لإشباع نهمه في قطف الحقائق، لذلك عندما تتكامل هذه المقدمات يحصل على نتيجة تعطيه اليقين الذاتي هذا اليقين قد يكون حقيقة عندما يتطابق مع الواقع لأن المستدل أتخذ الطرق العقلية السليمة في الاستدلال وهنا يكون يقينه سليما معترفا به لدى العقل وعرف العقلاء وبعبارة أخرى اليقين السليم هو اليقين الذي يكون موضوعيا لا تتحكم فيه الظروف والمصالح والعوامل الذاتية أي أنه يرتكز على أدلة منطقية مقنعة لأي عقل بحد ذاته وقد يكون يقينه وهما لا يتطابق مع الواقع لأنه استدل بمقدمات غير صحيحة أو توهم أنها صحيحة أو رغب لا شعوريا أن تكون صحيحة لذلك يصل إلى نتيجة هي يقين وهمي يتمسك به على أنه يقين مطلق هذا اليقين الوهمي هو منشأ للكثير من الأسقام الفكرية والنفسية والأمراض الأخلاقية والمشاكل السياسية والاجتماعية مثل التعصب والاستبداد والغرور والنزاعات والانشقاقات…"
بالقطع وظيفة المعرفة ليست الانتقال من المعلوم للوصول إلى المجهول وإنما المعرفة الحقة وظيفتها تطبيق الحق المعلوم على الواقع المعاش وأما المجهولات التى يريد البعض الوصول لها فتختلف من واحد لأخر فمثلا فرعون الأحمق أراد الوصول للمجهول عنده وهو الله ليثبت كذب موسى(ص) فى وجود الله فقال "وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى فأوقد لى يا هامان على الطين فاجعل لى صرحا لعلى أطلع إلى إله موسى وإنى لأظنه من الكاذبين"
ومثلا إبراهيم(ص) أراد الوصول للمجهول وهو كيفية البعث فطلب رؤيته كى يطمئن قلبه وفى هذا قال تعالى ""وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحى الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم"
وبين معاش أن اليقين هو شعور داخل نفس الإنسان يخطىء ويصيب وأكثر من على يقين هم الجهلاء فقال:
"إن الإنسان ليس له آلة مجبرة تنتج الأفكار المطلقة، بل هو انسان يمتلك مجموعة من الصفات المتضادة والرغبات النفسية المتنازعة والمشاكل الروحية المقلقة، لذلك فأن هذا الإنسان قد يكون مصنعا لإنتاج الأخطاء، والتاريخ الإنساني شاهد على ذلك وعلى هذا فان اليقين الواقعي هو من أصعب النتائج الفكرية التي يمكن يصل اليها الإنسان
إن اليقين الذاتي هو شعور داخلي لدى الفرد بأنه متأكد من هذا الشيء و هذا اليقين كثيرا ما يكون مضللا، إذا أن شعورنا الداخلي قد لا يكون على أي أساس سوى ميولنا واتجاهاتنا الذاتية، و هذا الأمر يزداد كلما ازداد الإنسان جهلا أو سيطرت عليه الرغبات النفسية بشكل اكبر فنلاحظ أن أكثر الناس يقينا هم عادة أكثر الناس جهلا، فالشخص الذي هو محدود الثقافة موقن بصحة الخبر الذي يقرؤه في الجريدة و قطعية صحة الإشاعة التي سمعها من الآخرين و بيقينية هذا الحلم الذي رآه في منامه ويرتب عليها آثارا في الخارج لكن كلما ازداد المرء علما تضاءل يقينه بالنسبة للكثير من الأمور وازداد استخدامه لألفاظ مثل من المحتمل ومن المرجع واغلب الظن، بل أن بعض العلماء قد لا تجد شيء يقيني يجزم به في كلامه وكتاباته لأنهم من خلال خبراتهم في الحياة يدركون أنهم مهما وصلوا إلى الحقيقة فأنه مجرد قطرة صغيرة من ذلك البحر المتلاطم المجهول، قال تعالى عزوجل: (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) "
وكلامه عن يقين الجهلاء كلام صحيح لأنهم تعودوا على تصديق الآخرين فى أقوالهم خاصة الآباء والكبار ومن ثم هم لا يفكرون فى أن هؤلاء قد يكذبون أو يجهلون وهذا هو معنى قوله تعالى " إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون"
وبين معاش أن المستبدين هم من يفرضون يقينهم على الناس بالقوة حيث يحتكرون السلطة فيقومون عبر الوسائل المختلفة بإجبار الناس عليها رغبة ورهبة كما بين أن الإلتزام بالحكم الظاهرى هو العلاج لأنه ذلك الحكم لا يقول أنه الرأى الصحيح بل يقول أنه ما يقوله قد يكون خطأ فيقول:
"إن ما يصنع حياتنا و يشكل ما هو ذلك النوع من التفكير العام في حياتنا اليومية، فكم من صدام و شقاق حصل لأن الأطراف تحاول ان تحتكر اليقين لنفسها و تجعله مقدسا لا يمكن النقاش فيه، و كم من شخص حاول أن يمنع الآخرين من التعبير عن آرائهم واستبد بالأمر لوحده عندما ظن أنه هو صاحب اليقين المطلق والمقدس الذي أن تعرض لانتقاد يحكم على المتجرئين بأنهم مارقين مرتدين وأصحاب هذا المنهج العليل في تقديس يقينياتهم بأسلوبهم هذا في مواجهة معارضيهم عرضوا كل الحقائق لتجريح والهدم، فعندما يسيطر المستبد على الأمة و يفرض رأيه عليها يتكون رد فعل عكسي من الجماهير التي ترتد عن كل الحقائق و تضع خطوطا حمراء على كل اليقينيات حتى الصحيحة منها و هذا التعميم الجماهيري في فهم الحقائق لاشك انه آفة فكرية أخرى
أن الالتزام بمدرسة الحكم الظاهري في حياتنا اليومية أيضا يمكن أن يحل الكثير من المشاكل المعقدة التي نواجهها فليس كل ما نعرفه و نمتلكه من معلومات هو يقين و ليس كل يقين هو أمر يطابق الواقع، فاذا فكرنا بهذا الأسلوب فإننا يمكن أن نكتشف الكثير من الحقائق و نصحح ما هو خطأ، بل إن استخدام النقد في أساليب الاستدلال يمكن أن يعطي إثباتا إضافيا لقوة الشيء الذي نريد إثبات انه يقيني و لا داعي للخوف من الدراسة النقدية والفكرية لبعض المفاهيم والقيم لأن العقل السليم عبر استخدامه للمنهج السليم في الاستدلال لا شك سيقترب إلى النتيجة الواقعية نعم قد يكون هناك من يستخدم الشك كأسلوب مغالطة مريض لهدم الآراء الأخرى بدون اتخاذه للاستدلال السليم والمنهجي المنظم و ذلك لكسب الشهرة وإثارة الفتن و لكن النقد المنهجي الذي يستخدم الموضوعية هو تقوية لإيماننا بمفاهيمنا وعقائدنا لأنها لا شك تنسجم مع استدلال العقل السليم"
ومن ثم يطالب معاش بإشاعة النقد المنهجى فى المجتمع لتلافى الأخطاء وبعد هذا بين ا؛د أنواع ما سماه خطأ التفكير الارتغابى وكما قلت هو ليس تفكيرا وإنما إتباع للشهوة فقال:
"التفكير الارتغابي:
هو نوع الذي توجهه الرغبات لا الوقائع و هو نقيض التفكير، الواقعي الذي يبذل جهدا في معرفة الوقائع ثم يقصر نشاطه العقلي عليها و هذا النوع من التفكير من المشكلات الأساسية التي تعرقل حيوية الأمة و تقدمها بل أنه يقودها للتراجع والتخلف، لأن التفكير الارتغابي يرسم أفكار كل فرد أو جماعة و حسب مصالحه وأهدافه و بالتالي فأن سلوكه الاجتماعي العام سوف يتشكل حسب هذا المنطلق لذلك تتعمق الانشقاقات واللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية والأنانية والتفكير الارتغابي يرسم للإنسان واقعا وهميا يحلم به فيجعله يحلق من غير أجنحة حتى أن تيقظ سقط سقوطا مريعا، هذه الأفكار التي توجهها الرغبات النفسية تحول الفرد إلى حالم بعيد عن الوقائع يعيش في أوهام تبعده عن مسؤولياته وتبرر له عزلته وانقطاعه، فعندما لا يستطيع الإنسان أو الأمة أن يواجه أزماته ينخرط في موجات التصوف والرومانسية التي تجعله منسلخا عن واقعه
والتفكير الارتغابي لا يتقيد بالواقع فإنه يشوه الرؤية ويجعلنا ننظر للخارج كما نريد لا كما هو في الواقع لذلك تبقى الكثير من المشكلات على حالها"
كما قلت سابقا هذا نوع من إتباع الشهوة ولا يمكن أن يكون تفكيرا لأنه قائم على تحقيق الرغبة دونما نظر لحلال أو حرام
ثم بين نوع أخر وهو ليس تفكيرا وإنما اتباع للشهوة أيضا وهو الخضوع فقال :
"الاستسلام والخضوع:
هو سيطرة فكر أو أفكار على الجو الاجتماعي بحيث يتم استلاب العقل وتحول ذلك الفكر المسيطر إلى سلطة مطلقة غير قابلة للنقد والنقاش وآفة الفكر هنا ليس في وجود هذه السلطة بل في الاستسلام المطلق لها، والمثال على ذلك تاريخيا هو سيطرة شخصية أرسطو على وسائل المعرفة بحيث كان مصدر السلطة الفكرية والعلمية لقرون عديدة وفي بعض العصور فإن الخارج على هذه السلطة كان يتهم بالارتداد ومثال آخر على ذلك هي المعركة التي جرت في القرون الوسطى حول كروية الأرض و مركزيتها بحيث تحولت إلى محرقة لكل من ينكر هذه النظرية
القرآن الكريم انتقد الاستسلام والمستسلمين للسلطة الفكرية بقوله تعالى: (واذا قيل أتبعوا ما أنزل قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباؤنا او لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون)
لقد أثبت التاريخ أن الكثير من الأفكار كانت خاطئة وكان يمكن تصحيحها لو كان هناك من لم يستسلم و يخضع لذلك المنطق ، ولكن الاستسلام هو أسلوب مريح في حل المشكلات و يعبر عن العجز والافتقار إلى الروح الخلاقة فالإنسان بطبيعته خاصة إذا سيطر الجهل عليه يضع هالة مقدسة على كل شيء توارثته الأجيال بحيث يدل ذلك عنده على صحته و واقعيته"
ما قاله معاش عن سيطرة شخصية أرسطو على وسائل المعرفة هو كلام خاطىء فأرسطو لم يفرض ما يسمى بمنطقه على الناس وإنما فرضته السلطات التى انتفعت من تطبيقه هذا إن كان هو من اخترعه وغالبا من اخترعه هو من استفاد من فرضه على النس وحتى الآن ظاهريا الكنيسة هى التى استفادت من فرضه وأما حكاية إدخال المنطق الأرسطى فى مركزية الأرض من عدمه فهذا كلام خارج ما يسمى المنطق وإنما عقيدة الكنيسة وهى عقيدة موافقة لنصوص الإسلام ونظرية تعدد المراكز انما اخترعها من أرادوا أن يبينوا للناس أنه لا يوجد دين صحيح وإنما توجد أديان صحيحة سواء سموها مذاهب أو فلسفات أو أديان وحاليا يعبر عن هذا ما يسمى الحرية الشخصية لكل فرد وهى نظريات أراد السادة الجدد الذى انقلبوا على الكنيسة وأفقدوها سلطتها السيطرة على الناس وقد نجحوا تماما حاليا فأصبحت معظم إن لم يكن كل العلوم قائمة على عدم اليقين فكل النظريات فى أى علم صحيحة أو لا يعرف أحد صحتها من بطلانها
ووضح معاش أن الفكر الإنسانى قائم على التراكم وهى مقولة خاطئة فقال"
"إن الفكر الإنساني تكون من خلال تراكم الخبرات لذلك فان انكار القديم هو خطأ أيضا بل لابد من الاستفادة من الخبرات الماضية و لكن ليس بمنطق الاستسلام بل بمنطق النقد والفكر والتخطئة"
الفكر الإنسانى كان موجودا كله فى الإنسان ألول كما قال تعالى " وعلم آدم ألسماء كلها " وقال " خلق الإنسان علمه البيان"
المعرفة كانت كاملة ثم صارت تتناقص بسبب كفر الناس وكان الله يبعث الرسل لإعادة المعرفة الكاملة ولكن بعد مدة قد تطول أو تقصر تتناقص تلك المعرفة
وبين أن شهوة المقولات لا تعنى صحتها كما اعتماد الكثرة عليها كذلك فقال :
"بعض الأفكار تسيطر لأنها مشهورة و منتشرة و هذا الأمر عند البعض يعتبر حقيقة و واقعا، كما يحدث ذلك للجماهير الغالبة التي تبحث عادة عن الأسهل والمريح وهي تتجمع سويا حول الرأي الواحد بسهولة والفرد يميل نحو الكثرة و يستظل بظلها لذلك ينجر وراء رأي الأكثرية وهناك القليل من يمتلك الجرأة والوعي ليواجه برأيه و فكره الرأي الذي اتخذته الفكرة الغالبة، لذلك يسيطر منطق الاستسلام في هذه الحالة على الضعفاء فكريا و نفسيا و روحيا وقد كان البعض يستغل هذا الأمر في تعبئة الجماهير لأغراض فئوية أو انتخابية أو سياسية عبر نشر أفكار معينة بشكل واسع وتضليل اعلامي كبير بحيث يسهل التحكم بهذه الجماهير وضرب المعارضين لهم ومنطق الاستسلام للرأي المنتشر بين الكثرة هو منشأ للكثير من مشاكلنا الحديثة و خصوصا سيطرة الأنظمة الاستبدادية والانقلابية بتهييج الرأي العام الشعبي لصالحها وأحكام سلطتها عبر ذلك لقد تحول الاستسلام، إلى عادة مترسخة في ثقافتنا وسلوكنا بحيث تعلمنا أن لا نفكر وأن لا نناقش وأن لا ننتقد بل إننا نخاف أن نفكر يقول الله تعالى عز وجل: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فانها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) "
الرجل هنا يطالب الناس بعدم الانصياع لمقولة الجرى وراء الكثرة فليس وجود ناس كثيرين يسيرون على مبدأ معين أن يكونوا على الصواب وليس معنى شهرة مقولة وانتشارها أنها صحيحة ومن ثم فالحكام الإستبدادين يعملون على أن يسير القطيع وراء الراعى بلا تفكير ومن ثم ينجحون غالبا فى جعل الناس يطالبون باعدام من يريد تعليمهم ومصلحتهم ومن ثم يشوهون الفكر الصحيح وفى هذا قال تعالى "إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون الناس بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم"
ومن أشهر الأمثلة أن القطيع طالب بإعدام المسيح(ص) وإطلاق اللص القاتل باراباس
ثم بين معاش أن مما يفسد الفكر التعصب فقال:
"التعصب:
هو محاولة لاحتكار الحقيقة والرأي واتهام الآخرين بالخطأ دائما إذ أن التعصب تحمس زائد للرأي الذي يعتقده الشخص وموقف معاد للرأي الآخر، فلا يكتفي المتعصب أن يحتكر الرأي لنفسه و ينطوي على ذاته وينسب إليها كل الفضائل والقدسية بل ويهاجم الآخرين ويسلبهم الفضائل و ينكرها و تأكيد ذاته من خلال هدم آراء الآخرين و عندما يصبح لرأي الفرد أو الجماعة التي ينتمي إليها الفرد تلك القدسية بحيث يتحول الرأي الآخر إلى ارتداد فان العقل سوف يعطل و يفتقد المرونة اللازمة لصراع الأفكار في داخله، لأن الاستدلال السليم لا يتم إلا عبر تقييم وتمييز متعدد لمجموعة أفكار متضادة متنوعة حتى يصل لاختيار منطقي لفكرة ما أما في حالة التعصب فأن هناك منطقة محرمة تمنع دخول الأفكار الأخرى فلا يرى الفرد أو الجماعة إلا فكرة واحدة، وحينئذ يكون تفكير المتعصب واستدلاله دائما خاطئ بل و يكون هشا ضعيفا لا يستطيع مقاومة المنطق الاستدلالي للأفكار الأخرى، وهنا يلجأ لاستخدام العنف بكافة أشكاله لفرض أفكاره ومعتقداته على الآخرين ومن منا ليس في داخله شيء من التعصب السلبي لذاته يحجب عنا نور الحقيقة ويعطل الاستدلال السليم في عقولنا أننا نتحول إلى أناس عنيفين في حوارنا مع الرأي الآخر عندما نجد أن استدلالنا ضعيف وان فكرتنا خاطئة فنتمسك بها و نجادل فيها والتعصب يحاول أن يضع حدا لتلك المعركة القلقة التي تنشب في نفسه حين يستخدم عقله بطريقة نقدية فيحاول ان يستعيد التوازن النفسي عبر تخدير العقل، وان كان ذلك على حساب الفكر والاستدلال السليم
وأعظم الأخطار الفكرية التي يفرزها، التعصب أنه يجعل الحقيقة ذاتية ومتعددة ومتناقضة وهو يتعارض مع كون الحقيقة واحدة في الأمر الواقع فكل متعصب يصنع حقيقة خاصة لنفسه ويؤكد خطأ الآخرين والمتعصب الآخر لذلك حتى تضيع الحقائق و تندمس الرؤى، و لو كان الأمر هكذا بأن يخلق كل جماعة حقيقة خاصة بهم تنسجم مع مصالحهم و رغباتهم وترفض الحوار مع الاخر والتأمل بأراءها لتعطل دور العقل في التفكير والاستدلال و لما كان له الحكم في الفصل بين القضايا وكشف التناقض"
التعصب بالفعل هو من ضمن إتباع الشهوة وهو قد يكون تعصب للعائلة أو تعصب للبلدة أو تعصب للمذهب أو كراهية أى شىء ومن ثم الإنسان يرفض الصواب من الأخر لمجرد أنه من قرية غير قريته كما قى قول الكفار " لولا أنزل على رجل من القريتين عظيم" أو يرفض الصواب لمجرد أن من اختير فقير كما فى قول القوم "أنى يكون الملك علينا ولم يؤت سعة من المال" أو يرفض الصواب كراهية لشخص كما فى حالة السامرى فى قوله "هذا إلهكم وإله موسى فنسى"
وتعرض معاش لما سماه الجمود الفكرى فقال :
"الجمود والركود الفكري:
أحد ملامح موت الأفراد والأمم هو الجمود والركود الذي يسيطر على الفكر والعقل بحيث تسيطر مظاهر الثبات على مختلف الفعاليات العقلية و هذا الأمر يرجع على عدة أسباب:
1- افتقاد الوعي اللازم لمعايشة الحياة و مواكبتها
2- عدم تحمل المسؤولية واللامبالاة لان التفكير والتجدد يفرضان على الإنسان مسؤوليات متعددة خصوصا عند ما يواجه مجتمعا سيطرت عليه الكثير من الأفكار الجامدة
3- الخوف من الجديد و ما يأتي من تطورات، فالقديم يستأنس به الإنسان و يعرف حدوده و معانيه، أما الجديد فانه يتطلب طاقات فكرية واجتهاد و سعي و هذه كلها أمور يتعب منها العقل الذي تعود على الرخاء والكسل والأفكار الجاهزة
4- الترف الفكري و هو يحدث عندما يعجز الفرد عن حل المشكلات التي يواجهه عن طريق الفكر أو يخاف لظروف سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أن يواجهها، لذلك يلجأ إلى الترف الفكري الذي يحوي الكثير من الضبابية والهروب من الواقع إلى عالم لا مسؤوليات فيه
إن الجمود يصنع مجموعة مظاهر سلبية تعطل الاستدلال الفكري الحيوي و توقف العقل عن ممارسة دوره الطبيعي منها:
1 ـ الاهتمام بالقشور والهوامش و ترك الأولويات فيغوص الفكر في أمور لا طائل لها، و تنحصر المناقشات في قضايا هامشية تنسي القضايا الأساسية كالجدال البيزنطي الذي جرى بين علماء النصارى في مدينة البيزنطية حول ناسوت عيسى(ص) أو لاهوته في نفس الوقت الذي كانت جيوش العثمانيين تدق حصونهم لتستولي على مدينتهم
2 ـ التقليد الأعمى هو أحد مظاهر الجمود، و هذه الحالة تنشيء عند ما يوجب المجتمع على أفراده أتباع فكرة معينة دون نقاش أو نقد و يحرم عليه عبور الخطوط الحمراء التي وضعها فيقضي على الإبداع والتطور و يطمس ملكة التفكير والابتكار، والأسوأ من ذلك أنه يكون قاعدة عقائدية ضعيفة الأسس والمرتكزات تنهار بسرعة عندما تواجهها أفكار أخرى في معترك الصراع العقائدي، لذلك تموت الجماعات التي تفرض على أفرادها التقليد الأعمى بسرعة و تندثر، و بعض هذه الجماعات الهشة يحرم على أفرادها خوض مناقشات عقائدية او فكرية أن القوة العقائدية والفكر المتين ينبع من القدرة على النقد والتحليل و فهم الحقائق بأسبابها و مسبباتها
3 ـ التفكير السطحي والآني: هو أحد آفات الفكر التي تحجم الاستدلال، فالإنسان الذي يغرق في مشاكل حياته اليومية يصبح عاجزا عن التفكير المنهجي والمنظم، و حين تسيطر عليه الجزئيات يصبح تفكيره مجرد رد فعل ي أنه يفكر كالطفل حسب الاستجابات التي تطرأ عليه خارجا، فهو حينئذ مجبر على التفكير في قضايا جزئية معينة و يعجز عن خلق أفكار وإبداع أشياء جديدة وهذا هو الذي خلق الإنسان الآني الذي يعيش في يومه فقط و لا يفكر في الغد والمستقبل لذلك تصدر أغلب الأفعال بدون تفكير و حين نقع في الأخطاء فإننا حينئذ نحاول أن نفكر بذلك و نخلق أفكارا لتبرير سلوكنا والدفاع عن أخطائنا و هذا هو منطق التفكير العاطفي وهو عكس التفكير المنطقي لأنه يستهدف الدفاع لا البرهان، فالذين يفكرون قبل أن يعملوا هم قليلون والذين يعملون دون أن يفكروا هو ولاشك كثيرون في مجتمع تعلم وتربى على ان يكون محدودا لا يفكر و عندما يحاول أن يبرر الإنسان سلوكه الخاطئ و يعمل دون تفكير منهجي منظم مسبق يستمر في الوقوع في الأخطاء حتى يتأقلم معها و تصبح من الملفات المؤجلة والعادات المتجذرة، فتصبح تدريجيا حالة طبيعية متأصلة في سلوكنا بدون أن نشعر بذلك
إن التفكير السطحي السريع ينعكس فقط في فهم الظواهر فهما شكليا متعجلا معتمدا على الخبرة الشخصية الذاتية المحملة بانطباعات و تصورات ذاتية مغرورة دون أن يخترق الأعماق ليفهم الواقع فهما تحليليا للوصول إلى الأسباب والعلل والتحليل الفكري العميق يعطي الكثير من النتائج المذهلة للفكر الإنساني حيث يخلق مجموعات متوالية من الولادات الفكرية المبدعة والمفيدة"
كما قلت لا يوجد شىء اسمه جمود فكرى وإنما هو التعود على تصديق ما يقال لأن التفكير ليس جامدا أى خاطئا وإنما التفكير متحرك بمعنى أنه يعالج كل المسائل
التعود وهو من ضمن إتباع الشهوة هو السبب فى تلم المشكلات التى تحدث عنها معاش وقد سبق أن ذكرها فى مواضع سابقة تحت عناوين كالاستسلام والخضوع
ثم تكلم معاش عن الغموض اللغوى فقال:
"التعقيد اللغوي:
إن اللغة هي سبب كبير في تطور الفكر و تشجع الإنسان على التفكير والإبداع لأنها تخلق الكثير من المعاني التي تعبر بمفردات جميلة عن خواطر الإنسان وأفكاره و لكن في بعض الأحيان تتحول اللغة إلى عائق كبير في تطور الفكر والعلم عندما يحبس أرباب العلم علومهم باصطلاحات ورموز تجعل من الألفاظ ألغازا يصعب فهمها على من يقرأها، فبدل من أن يحاول القارئ استيعاب الفكرة يستغرق وقته في حل رموز الألفاظ والضمائر وما تدل عليه من معاني وإذا طالعت بعض الكتب العلمية من الطب أو علم النفس أو الأصول والفلسفة فأن محتواها من المصطلحات أكبر من المعاني التي بها، فالمؤلف يحاول أن يرفع من شأن كتابه عبر تقزيم الأفكار لصالح تعظيم المصطلحات
إن التفكير الاستدلالي يصبح غير مفيد عندما يقع في مجادلات لفظية عقيمة تهدف إلى مجرد الجدال لإثبات الذات وليس للوصول إلى الفكرة السليمة، وإذا تعود الفكر على المغالطة الجدلية متجاوزا الإذعان للحقيقة عندما يصل إليها، فانه يكون حينئذ من السهل خلط الحقائق و تذويبها في متاهة المغالطات والمجادلات، وعندها يتحول الجدل والمغالطة إلى حالة منهجية مسيطرة على التفكير و تعوقه عن الاستدلال السليم"
هنا بين الرجل أن اللغة يحولها العديد من الكتاب لمشكلة حينما يكتبون مصطلحات بلا معنى حقيقى لمجرد الاشتهار أو لمجرد التفوق على الزميل
وكما قلت كل ما قاله عن آفات أى أخطاء التفكير ليس إلا أخطاء إتباع الشهوة فالفكر لا يمكن أن يكون سوى سليما
وبين أن منهج علاج استكشاف الآفات الفكرية وهى الشهوانية يهدف لإصلاح الأخطاء وهو يواجه بمقاومة شديدة وعلى من يريد الإصلاح وهو التغيير ألا يستسلم لتلك المقاومة فقال:
"غن منهج استكشاف أفات التفكير يهدف الى التأمل في الكثير من العادات التي أصبحت روتينا ثابتا في حياتنا اليومية بحيث أن كل ما يجد علينا يكون غريبا وغير مفهوم لدينا، ولذلك يجابه الجديد والمتجدد بموجة من الاستنكار فينهار أمام الضغوط ويستسلم لها كما فعل ذلك غاليليه في القرون الوسطى عندما أعلن عن عدم مركزية الأرض للكون فجوبه بالإعدام حرقا فاضطر للتخلي عن فكرته، لذلك كانت العصور الوسطى من أسوأ العصور في التاريخ الإنساني وقد يكون عصرنا الحالي ليس بأقل سوءا عندما يصبح التخلف الحضاري الذي نعيشه أمرا طبيعيا قد تعودنا عليه بحيث أصبح جزءا لا ينفك عن حياتنا، ويكون البحث عن التغيير هو المحرمات التي لا يجوز المساس بها
إن الله عز وجل قال في كتابه الكريم: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ، فإذا أردنا أن ننتشل الأمة من الواقع المأساوي الذي تعيش فيه لابد من تغيير أنفسنا، وتغيير النفس لا يتم إلا عندما نغير من أسلوب تفكيرنا واستدلالنا لان الفكر هو الذي يصنع سلوك الإنسان ويشكل ثقافته وما كانت عظمة الأنبياء والمصلحين إلا لعظمة أفكارهم التي أنارت للإنسانية سبل الهداية والحضارة"
الكلام صحيح عدا فقرة جاليليو فجاليليو لم يكن يفكر عندما أعلن مقولته فطبقا للمنطق العلمى لا يمكن أن تعرف من يدور حول من من مكانين وأنت جالس فى مكان منهما وإنما المطلوب أن تكون فوق المكانين لتعرف من يدور حول من وهو أمر محال
ثانيا كذب جاليليو عينيه وهو خروج على المنهج العلمى فهو والناس يرون يوميا الشمس وهى تدور فوق الأرض فالمنطق العلمى يقول شاهد ثم استنتج أو احكم
ثالثا لم يتبع الرجل المنهج العلمى فى أن تكرار الدليل دون أن يشذ يوما يعنى صحة الرؤية وهو أن الشمس من تدور فوق الأرض والغريب أن واحد من كبار علماء الفلك حاليا فى إطار نشر سيطرة لا شىء صحيح أو هناك أشياء عديدة صحيحة وهى متناقضة يقول أن نظرية مركزية الأرض ومركزية الشمس كلاهما صحيح فيقول ستيفن هو كينغ فى كتابه التصميم العظيم:
"لذا فأيهما الحقيقى نظام بطليموس أم نظام كوبر نيكوس مع أنه ليس من غير الشائع القول بأن كوبر نيكوس قد أثبت خطأ بطليموس إلا أن ذلك غير حقيقى وكما فى حالتنا رؤيتنا الطبيعية فى مقابل رؤية السمكة الذهبية يمكن للمرء استخدام أى من الصورتين كنموذج للكون "ص55
تم