قراءة فى كتاب الثقافة الجنسية والاعتداء على الحياء
الكتاب عبارة عن شريط مفرغ لمحمد صالح المنجد وقد نقله أحدهم للصورة الورقية وأصدره ككتاب وقد استهله بذكر روايات تتحدث عن حياء الله تعالى عن ذلك فقال:
"الحمد لله الذي اتصف بالحياء، فقال نبينا (ص): ((إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا))
وفي الحديث الآخر، عن الرجل الذي جاء إلى حلقة الذكر، مع النبي (ص) فلم يجد مكانا فقعد خلف القوم، فقال النبي (ص): ((استحيا فاستحيا الله منه))"
وهذه الروايات تتعارض مع كتاب الله فالحياء هو شعور يحدث من المخلوقات ولا يجوز على الله لأنه خوف من شىء والله لا يخاف وقد نفى الله عنه نفسه الحياء فقال:
"إن الله لا يستحى أن يضرب مثل ما بعوضة فما فوقها"
وقال " والله لا يستحى من الحق"
والله لا يستحى من رد يديى الداعى لأنه سبق وأن كتب القدر وهو لا يغيره لأى شىء كما قال " وكل أمر مستقر"
ثم تحدث عن حياء الرسل(ص) فقال:
"هذا الحياء صفة للأنبياء، وقد كان النبي (ص) أشد حياء من العذراء في خدرها، ومن المعلوم أن المرأة التي لم تتزوج تكون أشد حياء من بقية النساء في خدرها معتزلة عن القوم، لم تلابس ولم تخالط، وقال (ص)عن أخيه موسى: ((إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه)).رواه البخاري"
هذه الرواية لم يقلها النبى(ص) لأنها تجعل موسى0ص) هنا مغطى تماما لا يوجد شىء منه ظاهر إلا شعر رأسه لأن الوجه واليدين والرجلين بهما جلد فكيف كان يكلم الناس وكيف كان يسير معرضا نفسه للاصطدام وكيف كان يجامع زوجته حيث لابد أن يظهر عضوه؟
ثم قال "فهذه صفتهما (ص) والحياء صفة الصالحين، قال (ص) عن عثمان: ((ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة))."
قطعا رواية عثمان لم يقلها النبى(ص) هى الأخرى فالملائكة لو استحت من أحد ما كتبت العمال التى يؤديها وهو فى حالة العرى أو التعرى الجزئى وهو ما يتعارض مع وجوب تسجيل كل شىء كما قال تعالى " وكل صغير وكبير مستطر"
ثم قال :
"((الحياء لا يأتي إلا بخير))، كما قال –(ص)"
رواية لم يقلها النبى )ص* فالحياء يأتى أحيانا بالشر كحياء النبى(ص) من المؤمنين الجالسين فى بيته للسمر حتى آذاه ذلك هو وأهله وفى هذا قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق "
والحياء من قول النبى (ص* أنه سيتزوج طليقة زيد كان سيدخله النار لأنه كان سيجعله كاتم للوحى وهو ذنب عند الله عظيم وفى هذا قال تعالى "وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه"
ثم قال :
وقال ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى (فهو شيء في شرائع الأنبياء السابقين) إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)).
فالذي يكف الإنسان عن مواقعة الشر هو الحياء، فإذا تركه صار كالمأمور طبعا بارتكاب كل شر، وإذا نزع منه الحياء فإنه سيفعل ما يشاء والله سيجازيه على ذلك."
هذه الرواية صادقة المعنى فمن لا يخاف الله يفعل أى ذنب ثم قال :
"هذا الخلق الكريم، غارت عليه العوادي، وهجم عليه القوم أعداء الدين، لأنهم لا يريدون أن يتركوا سترا مغطى، ويريدون أن يكشف الغطاء، وهكذا تعم الفاحشة والفحش أنحاء العالم، وقد قال -(ص): ((إن الله لا يحب الفحش والتفحش)) رواه مسلم"الفحش هو القبيح من القول و الفعل، ومجاوزة الحد"
هذه الرواسة صحيحة المعنى ولكنها ليست كما يفهمه القوم فالفحش يشتحدم للتعبير عن كل الذنوب ظاهرة وباطنة كما قال تعالى "ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن"
ثم قال :
وقال -(ص): ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء))."
قطعا الرواية لم يقلها النبى(ص) لأن المؤمن يلعن الكفار كما قال تعالى ""إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون" وقال "أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "
والمؤمن أحيانا يقول الفاحش من القول إذا ظلم كما قال تعالى "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
ثم قال:
"وهكذا أمرنا باختيار ألفاظنا، وإذا أتينا إلى موضوع يستحيا من التصريح به، استعملنا الكنايات والتعريض كما علمنا القرآن، وفي تفسير قوله تعالى: {وإذا مروا باللغو مروا كراما} (الفرقان: من الآية72).
قال مجاهد: كانوا إذا ذكروا النكاح كنوا عنه، وهكذا نجد نصوص القرآن والسنة شاهدة عليه."
قطعا لم يقل الله أن تكتى عن الجماع وعن أعضاءنا فلا يمكن أن نعلم الأطفال الصغار كيفية التبول والتبرز دون أن نعلمهم اسماء الأعضاء وكذلك لا يمكن أن نهلم البالغين والبالغات معنى الزنى الذى ننهاهم عنه دون أن نشرح لهم ما يحدث فيه وكذلك ورد اللفظ الصريح فى رواية من روايات الزنى حيث رواه البخاري عن ابن عباس قال: لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له: لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت؟ قال: لا يا رسول الله. قال: أنكتها ـ لا يكني ـ قال: فعند ذلك"
صحيح أن الرواية لا تصح عندى ولكنها عند القوم فلابد فى بعض الحالات التعليمية والقضائية من ذكر تلك الأمور
ثم قال المنجد:
"فماذا فعلت هذه الثقافة المعاصرة، وإعلام الغرب والشرق بخلق الحياء، شنوا عليه الغارات، بما يسمى بالأدب المكشوف، والقصص الجنسية، وصرحوا بجميع أنواع المعايب بما يسمى بالصحة والتثقيف الجنسي، وهكذا قامت برامجهم الوقحة المتسلطة الجريئة لنسف هذا الخلق العظيم، ومن شواهد ذلك ما سئله أحدهم في مقابلة من هذه المقابلات التي تبثها القنوات، هل توجد لديك أسرار يمكن أن تكون سببا في إنهاء حياتك الزوجية؟ فبالله عليكم يا عباد الله ماذا يمكن أن تجني مثل هذه المنشورات للقاذورات وأنواع الفحش، بحجة نشر الثقافة الجنسية، وأن لا يذهب ولدك هنا وهنا يبحث عنها، فلتعرض صراحة ومباشرة، وفي الحقيقة إن نشر مثل هذا يؤدي إلى شيوع الفاحشة في الذين آمنوا، ويسهل ارتكاب الفواحش، وقد أصبحت الأجواء اليوم مسممة تعج بهذه القاذورات، فهنا إعلانات في غاية السوء عن الأدوية المعالجة لبعض أنواع الضعف، وإعلانات قبيحة عن أنواع من جراحة التجميل، وأخرى فيها هتك العورات بإعلان عن أجهزة رياضية، فضلا عن أنواع أخرى من المنتوجات التي هي أكثر خصوصية وحساسية، وأصبحت أشرطة التمرير في القنوات تعج بالكلمات البذيئة الخادشة للحياء، بل أن رسوم الكرتون وحتى الكاريكاتير لم تخلوا من المشاهد الفاضحة، ومواقع إخبارية لا بد أن تجعل في ثناياها أخبارا من هذا النوع الفضائحي، تطرح الموضوعات المثيرة والمغرية، يقرؤها الكبير والصغير، الذكر والأنثى، تنوعت الأساليب لإثارة الغرائزوكلها اعتداء على الحياء، وحتى الكلمات العريضة والعناوين وللكبار فقط، وإقحام الجنس في كل موضوع حتى لو كان اقتصاديا أو سياسيا، والتكرار سيد الموقف بأشكال متنوعة، وطريقة العرض تعتمد على الصورة الثلاثية الأبعاد، والألوان النقية، وحجم الخط، وأنواع الخلفيات، وهكذا علم النفس يخدم الإعلام والإعلان في نشر الرذيلة."
نوافق المنجد على أن ظهور المرأة وحتى الرجل فى البرامج التلفازية أو الفيديوهات أو غير ذلك هو محرم سواء كان الظهور فى حالة تعرى أو حتى فى حالة ارتداء اللباس العادىومن ثم لا إعلانات ولا برامج ولا صور ولا غير ذلك وأما الكلام المكاوب فهو جسب المراد منه فإن كان خيرا كتعليم الناس أحكام الزنى فهذا مباح وأما إن كان لنشر الفاحشة فهو محرم
ثم قال:
"قال اليهود في بروتوكولاتهم: " إن (فرويد) منا، وسيظل يعري الإنسان ويعرض علاقته الجنسية في ضوء الشمس حتى لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس، ولا يبقى لدى الشابات أمر يستحيين من إتيانه، ويصبح هم النساء والرجال آنذاك إرواء الغريزة الجنسية، وحينئذ تنهار الأخلاق".
إذا لا يمكن لليهود أن يستمروا في السيطرة على العالم إلا بالانحلال، والانحلال هذا طريقه، وجاء في بروتوكولاتهم أيضا: "وقد نشرنا في كل الدول الكبرى ذوات الزعامة أدبا مريضا قذرا يغثي النفوس، وسنستمر فترة قصيرة بعد الاعتراف بحكمنا على تشجيع سيطرة مثل هذا الأدب".
تكتب القصص والروايات، ويجعل فيها من أنواع العلاقات ما فيها، وهكذا الأشعار وتحمل القصص على رسائل الوسائط المتعددة ونحوها لتكون مرافقة للجيل في كل وقت تتهادى وترسل وتستعمل في العلاقات بين الجنسين.
أشعر ذا بربك أم دعارة؟ أصار الشعر يا قومي قذارة؟
فكم باعوا به دينا وعرضا ... نعم خسروا وما ربحوا التجارة
مقالات، وصور، واستغراق لأوقات الملايين وأموالهم، وإذا كان متوسط قراءة الإنسان العربي لا يتعدى ست دقائق، فكم بقي لقراءة كتاب الله والذكر والعلم، فما يحيي القلوب، يطوى ولا يروى، وما يميتها ويثير في النفوس أنواع المعاصي يتسابق إليه، ويتلهف عليه، وماذا سيستفيد شباب الأمة سوى المزيد من الانغماس في أنواع الرذيلة،
في غمرة الأحداث والفتن ... تنمو الطفيليات في العفن
وتفيق أقلام مؤجرة ... حمقى، تبث السم في البدن
هم الغلاة الحاقدون وهم ... حلف مع الأعداء في المحن
ما قاله الأعداء في خجل ... قالوه هم في السر والعلن
غاياتهم تجريد أمتنا ... من دينها والخير والسنن"
ما كتبه المنجد هنا ناقص فليس هذت سياسة اليهود وحدهم بل خى سياسة الأغنياء فى كل الأمم حتى يستمر الظلم والحكم بغير حكم الله ثم قال:
"تقول أحد الكاتبات لما انتقدت على بعض المشاهد في روايتها: "أردت أن أقول من خلال هذه الرواية، أن الإنسان يمكنه أن يستغل الأساليب الرخيصة في الوصول إلى أهداف نبيلة"، بزعمها.
وحين ما سألت عن تصرفها في بطل وبطلة القصة وما بينهم من العلاقة الرذيلة، قالت: "هما اللذان فعلا ذلك ولست أنا"."
ناقش المنجد هنا نقطة هامة وهى استخدام الحكى سواء فى روايات أو مسرحيات أو غير هذا فى الكلام عن الشهوة وهذه النقطة تحتاج لتوضيح فالكاتب او الكاتبة من حقهم استعمال هذا إذا كان للنهى عن الزنى وأما إذا كان لتزيين الفاحشة فمحرم
ثم قال :
{فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون} (79) سورة البقرة.
عباد الله، هذه الإيحاءات المغرية، التي تتردد هنا وهناك، وهذه التي تبث في أبنائنا وبناتنا، اعتداء صريح حتى على طفولة الأطفال، والله -عز وجل- قال: {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء} (النور: من الآية31). وهؤلاء يريدون الأطفال أنه يظهروا على عورات النساء، والله -عز وجل- أمرنا بأن نعلم الأولاد الأدب، وأن يستأذنوا ولا يهجموا على مخدع الأبوين، {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستاذنوا كما استاذن الذين من قبلهم} (59) سورة النور، وبين العلماء أن طفل إذا صار يميز بين النساء في درجات الجمال، ويلتفت إلى أشياء للكبار فإنه يجب على المرأة أن تحتجب منه ولو كان دون عشر سنين.
عباد الله، الذي يحدث اليوم من أنواع التصريح له آثار جد سيئة على طبقات الناس عموما، والمصيبة التعاظم والاستمرار لهذا العفن، والمنكر له قليل، وقد ذم الله بني إسرائيل لأنهم {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه} (79) سورة المائدة، لقد صارت قلة الاكتراث بما يجري من هذه الجهة مصيبة عظيمة، بل إن عبارات مثل للكبار فقط وفوق الثامنة عشر صارت جاذبة للصغار وأنواع الشباب إغراقا لهم في هذه المحرمات، وقد قال ربنا: {أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يامر بالفحشاء والمنكر} (النور: من الآية21)."
كلام المنجد هنا سليم ولكن يجب أن ننتبه إلى أن تعليم أولادنا أحكام الزنى واجب من خلال الألفاظ فالم تعلم ابنتها مثلا أنها إن قبلت رجلا غريبا أو احتصنته أو امسك عضوه .. فهذا حرام وكذلك الأب يعلم ابنه أن الحرام ان يقبل امرأة أو يدعك ثدييها أو يمسك بطنها ... فلا يمكن أن يتم التعليم إى بالذكر الصريح للأفعال المحرمة فلو قلنا مثلا أن الحرام هو إدخال المفتاح فى القفل فلن يفهم السامع أن التقبيل ودعك الأثداء والاحتضان وحتى إدخال العضو فى الخلف ... حرام ومن أجل هذا كثر فعل الزنى بسبب عدم هذا الشرح
ثم قال المنجد:
"أمرنا ربنا بغض البصر، وأمر النساء بالحجاب والستر، ومنعت الشريعة الاختلاط، وإجراءات كثيرة جدا لمنع ثوران الغرائز، وكتيبة النفاق، تريدها جاهلية وفحشا ودعارة وانحلالا في المجتمع، الانحلال هو المقصد، ولذلك يتنادون إلى قضية بث الاختلاط، ثم نشر صور الاختلاط، ثم صور النساء وهن حاسرات، تارة بأنه فريق فني، وأخرى بأنه فريق كروي، وهكذا يريدون إفساد المجتمع الذي قام على الكتاب والسنة، المجتمع المسلم الذي له عادات مأخوذة من الكتاب والسنة، لا يمكن أن تعجبهم المرأة المتحجبة من الأعلى إلى الأسفل، فلا بد من الإفساد، لا يقر لهم قرار والله، ولا يهدأ لهم بال، حتى يرون الفتاة تمسك بيد الفتى لتذهب إلى أبيها وتقول: هذا صديقي فماذا تقول؟!! ..
اعتداء على البراءة، وإشاعة الفاحشة وتلويث الفطرة، حتى رأينا الزنا والفاحشة في أبناء عشر سنين، فمن كان يتخيل أن تصل القضية إلى هذه الدرجة، يريدها الله تطهيرا، {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}، {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} (النور: من الآية31). (النور: من الآية30).
يريدها الله حفظا للأعراض، وسلامة لأمن المجتمع، يريدها الله -عز وجل- نقية تقية، {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما} (النساء:27).
فلا والله ما في العيش خير ... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ... ويبقى العود ما بقي اللحاء
اللهم إنا نسألك أن تجنبنا الفتن، ما ظهر منها وما بطن، طهر قلوبنا، وحصن فروجنا، وسدد ألسنتنا، وثبت على الحق أقدامنا، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم."
وما قاله المنجد هنا كلام سليم ثم حدثنا فقال :
"عباد الله، هنالك أمور تدعو الحاجة إلى بيانها، وآيات لله هي مرئية ومعلومة مشاهدة، يطيب التذكير بها، فما هو أسلوب القرآن والسنة في عرض مثل هذه القضايا الذي لا بد من ذكرها، فما يتعلق بالعورات، أو أحكام الجنابة، أو خصائص في النكاح ونحو ذلك، نجد أن كل ما يستقبح من التصريح به قد جيء به في معرض التعريض والكناية،
قال مجاهد: كانوا إذا ذكروا النكاح كنوا عنه.
انظروا إلى قوله تعالى: {أو لامستم النساء} (المائدة: من الآية6).
في معرض بيان حكم الشرعي المتعلق بالطهارة، وهذه قضية مهمة، قال المفسرون: كنى بالملامسة عن الجماع لأنه مما يستهجن التصريح به أو يستحى منه، {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} (البقرة: من الآية187).
قال ابن عباس: المباشرة والملامسة والمس جماع كله. ولكن الله عز وجل يكنى ما شاء بما شاء. رواه البيهقي بسند صحيح.
انظر إلى قوله تعالى: {فلما تغشاها حملت حملا خفيفا} (لأعراف: من الآية189).
قال القرطبي رحمه الله: هو كناية عن الوقاع.
وقال الزجاج: هذا أحسن كناية عن الجماع.
وهذا التعبير في القرآن والسنة تجده واضحا،
هناك حاجة لذكر تفصيلات في المحارم، وأنواع المحرمات في النكاح، قال الله تعالى: {وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم} (النساء: من الآية23).
عبر بالدخول، دخل يدخل، فعل عادي، لكن دلالة واضحة، والكناية هنا عن الجماع.
تأمل في قوله تعالى: {وكيف تاخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض} (النساء: من الآية21).
والإفضاء: هو الدخول إلى فضاء الشيء، هكذا في اللغة، أفضى، والله -عز وجل- يكني والمقصود واضح، والله حيي كريم.
وهكذا تجد مثلا في الآيات في شتى المناسبات، تأتي لتذكر العبارات التي هي في غاية الأدب، وتأمل قوله: {أو جاء أحد منكم من الغائط} (النساء: من الآية43).
ما هو الغائط؟ المكان المنخفض في اللغة، ولكنه أراد الأحداث الخارجة من المخرجين، فلما كان التصريح مستبشعا جاء بهذا التعريض، لأنه إذا أراد قضاء الحاجة التمس المكان المنخفض حتى لا يرى، وفي السنة كثير من هذا، وقد عبر النبي (ص) بالعسيلة تارة، وفي مناسبة أخرى قال: ((فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأتي أهله)).
فعبر بالإتيان، تأمل في قوله -عز وجل- {نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم} (البقرة: من الآية223).
فعبر بالحرث وهو الزرع، وهكذا الرفث.
وقد عقد أصحاب الحديث في كتبهم عناوين لهذا، واستخرج العلماء فوائد من هذا، وقد تطبع الصحابة نساء ورجالا بهذا الأدب القرآني والنبوي، فهذه زوجة عبد الله بن عمرو بن العاص التي زوج عمرو بن العاص ابنه منها، جاء الأب ليتعهد كنته، فيسألها عن بعلها، وكان عبد الله بن عمرو بن العاص معروفا بقوة العبادة والنشاط فيها حتى ربما أتى ذلك على نصيب أهله، فسألها عن زوجها فتقول: خير الرجال، لم يطا لنا فراشا ولم يفتش لنا كنفا منذ أتيناه. [أرادت بذلك الكناية وهذا من أدبها]، ثم تدخل الأب لإصلاح الموضوع.
وحتى أهل اللغة، تجدهم في كتبهم يعقدون فصولا للكناية اللطيفة عما يستقبح من ذكره ويستحيى، كما تجده في فقه اللغة للثعالبي، والمنتخب للجرجاني."
ما قاله الرجل عن الكناية يكون فى المجتمعات العامة وحتى عند اجتماع أفراد ألسرة أو الصحاب فى البيوت ولكن لا تنفع الكناية فى تعليم الأب لابنه ماهية الزنى ولا الأم ابنتها نفس الأمر فنحن نكتفى بالقول للبنت لا تدعى أحد يلمسك ولا نقول لأولادنا البنين لا تلمس امرأة وهى جمل لا تفيد شىء فى التعليم الحقيقى وبسبب تلك الجمل تحدث مصائب من بعض البنات عند الزواج لأنها تضع فى نفسها القول لا تدعى أحد يلمسك ومن ثم لابد من تفهيم البنات والبنين البالغين معنى الزنى بوضوح تام وعدم الاكتفاء بالعبارات العامة
ثم أنهى الرجل كلامه بالتالى:
"وهكذا يا عباد الله، فأين ما يحدث اليوم مما هو موجود من الكتاب والسنة، أين الأدب الرباني والنبوي من هذا العهر العالمي والفحش الدولي، وهذا السعي المحموم من المنافقين في نشر الانحلال في أنواع ومجالات وأصعدة في المجتمع.
اللهم طهر مجتمعاتنا من الرذيلة والفحش يا رب العالمين"
ومما ينبغى قوله أن المنجد غفل أو تناسى التالى :
ان السلطات الحاكمة هى أول من تنشر الفاحشة فى بلادنا فهى من تظهر الرجال والنساء على الشاشات وحتى من يسمونهم المشايخ والعلماء لا يتورعون عن ظهورهم بالصور والصور الحية ليلقوا دروسهم
ان الصحف والمجلات والمواقع على الشبكة العنكبوتية تصدر تحت سمع وبصر تلك السلطات وهى لا تقوم بشىء ضدها بل إنها هى من تمنحهم التصريحات لفعل ذلك وهى من تمنح شركات التجميل وأدواتها وغيرها ممن يشيعون الفاحشة التصاريح للعمل فى المجتمعات الحالية
الكتاب عبارة عن شريط مفرغ لمحمد صالح المنجد وقد نقله أحدهم للصورة الورقية وأصدره ككتاب وقد استهله بذكر روايات تتحدث عن حياء الله تعالى عن ذلك فقال:
"الحمد لله الذي اتصف بالحياء، فقال نبينا (ص): ((إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا))
وفي الحديث الآخر، عن الرجل الذي جاء إلى حلقة الذكر، مع النبي (ص) فلم يجد مكانا فقعد خلف القوم، فقال النبي (ص): ((استحيا فاستحيا الله منه))"
وهذه الروايات تتعارض مع كتاب الله فالحياء هو شعور يحدث من المخلوقات ولا يجوز على الله لأنه خوف من شىء والله لا يخاف وقد نفى الله عنه نفسه الحياء فقال:
"إن الله لا يستحى أن يضرب مثل ما بعوضة فما فوقها"
وقال " والله لا يستحى من الحق"
والله لا يستحى من رد يديى الداعى لأنه سبق وأن كتب القدر وهو لا يغيره لأى شىء كما قال " وكل أمر مستقر"
ثم تحدث عن حياء الرسل(ص) فقال:
"هذا الحياء صفة للأنبياء، وقد كان النبي (ص) أشد حياء من العذراء في خدرها، ومن المعلوم أن المرأة التي لم تتزوج تكون أشد حياء من بقية النساء في خدرها معتزلة عن القوم، لم تلابس ولم تخالط، وقال (ص)عن أخيه موسى: ((إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه)).رواه البخاري"
هذه الرواية لم يقلها النبى(ص) لأنها تجعل موسى0ص) هنا مغطى تماما لا يوجد شىء منه ظاهر إلا شعر رأسه لأن الوجه واليدين والرجلين بهما جلد فكيف كان يكلم الناس وكيف كان يسير معرضا نفسه للاصطدام وكيف كان يجامع زوجته حيث لابد أن يظهر عضوه؟
ثم قال "فهذه صفتهما (ص) والحياء صفة الصالحين، قال (ص) عن عثمان: ((ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة))."
قطعا رواية عثمان لم يقلها النبى(ص) هى الأخرى فالملائكة لو استحت من أحد ما كتبت العمال التى يؤديها وهو فى حالة العرى أو التعرى الجزئى وهو ما يتعارض مع وجوب تسجيل كل شىء كما قال تعالى " وكل صغير وكبير مستطر"
ثم قال :
"((الحياء لا يأتي إلا بخير))، كما قال –(ص)"
رواية لم يقلها النبى )ص* فالحياء يأتى أحيانا بالشر كحياء النبى(ص) من المؤمنين الجالسين فى بيته للسمر حتى آذاه ذلك هو وأهله وفى هذا قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق "
والحياء من قول النبى (ص* أنه سيتزوج طليقة زيد كان سيدخله النار لأنه كان سيجعله كاتم للوحى وهو ذنب عند الله عظيم وفى هذا قال تعالى "وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه"
ثم قال :
وقال ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى (فهو شيء في شرائع الأنبياء السابقين) إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)).
فالذي يكف الإنسان عن مواقعة الشر هو الحياء، فإذا تركه صار كالمأمور طبعا بارتكاب كل شر، وإذا نزع منه الحياء فإنه سيفعل ما يشاء والله سيجازيه على ذلك."
هذه الرواية صادقة المعنى فمن لا يخاف الله يفعل أى ذنب ثم قال :
"هذا الخلق الكريم، غارت عليه العوادي، وهجم عليه القوم أعداء الدين، لأنهم لا يريدون أن يتركوا سترا مغطى، ويريدون أن يكشف الغطاء، وهكذا تعم الفاحشة والفحش أنحاء العالم، وقد قال -(ص): ((إن الله لا يحب الفحش والتفحش)) رواه مسلم"الفحش هو القبيح من القول و الفعل، ومجاوزة الحد"
هذه الرواسة صحيحة المعنى ولكنها ليست كما يفهمه القوم فالفحش يشتحدم للتعبير عن كل الذنوب ظاهرة وباطنة كما قال تعالى "ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن"
ثم قال :
وقال -(ص): ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء))."
قطعا الرواية لم يقلها النبى(ص) لأن المؤمن يلعن الكفار كما قال تعالى ""إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون" وقال "أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين "
والمؤمن أحيانا يقول الفاحش من القول إذا ظلم كما قال تعالى "لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
ثم قال:
"وهكذا أمرنا باختيار ألفاظنا، وإذا أتينا إلى موضوع يستحيا من التصريح به، استعملنا الكنايات والتعريض كما علمنا القرآن، وفي تفسير قوله تعالى: {وإذا مروا باللغو مروا كراما} (الفرقان: من الآية72).
قال مجاهد: كانوا إذا ذكروا النكاح كنوا عنه، وهكذا نجد نصوص القرآن والسنة شاهدة عليه."
قطعا لم يقل الله أن تكتى عن الجماع وعن أعضاءنا فلا يمكن أن نعلم الأطفال الصغار كيفية التبول والتبرز دون أن نعلمهم اسماء الأعضاء وكذلك لا يمكن أن نهلم البالغين والبالغات معنى الزنى الذى ننهاهم عنه دون أن نشرح لهم ما يحدث فيه وكذلك ورد اللفظ الصريح فى رواية من روايات الزنى حيث رواه البخاري عن ابن عباس قال: لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له: لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت؟ قال: لا يا رسول الله. قال: أنكتها ـ لا يكني ـ قال: فعند ذلك"
صحيح أن الرواية لا تصح عندى ولكنها عند القوم فلابد فى بعض الحالات التعليمية والقضائية من ذكر تلك الأمور
ثم قال المنجد:
"فماذا فعلت هذه الثقافة المعاصرة، وإعلام الغرب والشرق بخلق الحياء، شنوا عليه الغارات، بما يسمى بالأدب المكشوف، والقصص الجنسية، وصرحوا بجميع أنواع المعايب بما يسمى بالصحة والتثقيف الجنسي، وهكذا قامت برامجهم الوقحة المتسلطة الجريئة لنسف هذا الخلق العظيم، ومن شواهد ذلك ما سئله أحدهم في مقابلة من هذه المقابلات التي تبثها القنوات، هل توجد لديك أسرار يمكن أن تكون سببا في إنهاء حياتك الزوجية؟ فبالله عليكم يا عباد الله ماذا يمكن أن تجني مثل هذه المنشورات للقاذورات وأنواع الفحش، بحجة نشر الثقافة الجنسية، وأن لا يذهب ولدك هنا وهنا يبحث عنها، فلتعرض صراحة ومباشرة، وفي الحقيقة إن نشر مثل هذا يؤدي إلى شيوع الفاحشة في الذين آمنوا، ويسهل ارتكاب الفواحش، وقد أصبحت الأجواء اليوم مسممة تعج بهذه القاذورات، فهنا إعلانات في غاية السوء عن الأدوية المعالجة لبعض أنواع الضعف، وإعلانات قبيحة عن أنواع من جراحة التجميل، وأخرى فيها هتك العورات بإعلان عن أجهزة رياضية، فضلا عن أنواع أخرى من المنتوجات التي هي أكثر خصوصية وحساسية، وأصبحت أشرطة التمرير في القنوات تعج بالكلمات البذيئة الخادشة للحياء، بل أن رسوم الكرتون وحتى الكاريكاتير لم تخلوا من المشاهد الفاضحة، ومواقع إخبارية لا بد أن تجعل في ثناياها أخبارا من هذا النوع الفضائحي، تطرح الموضوعات المثيرة والمغرية، يقرؤها الكبير والصغير، الذكر والأنثى، تنوعت الأساليب لإثارة الغرائزوكلها اعتداء على الحياء، وحتى الكلمات العريضة والعناوين وللكبار فقط، وإقحام الجنس في كل موضوع حتى لو كان اقتصاديا أو سياسيا، والتكرار سيد الموقف بأشكال متنوعة، وطريقة العرض تعتمد على الصورة الثلاثية الأبعاد، والألوان النقية، وحجم الخط، وأنواع الخلفيات، وهكذا علم النفس يخدم الإعلام والإعلان في نشر الرذيلة."
نوافق المنجد على أن ظهور المرأة وحتى الرجل فى البرامج التلفازية أو الفيديوهات أو غير ذلك هو محرم سواء كان الظهور فى حالة تعرى أو حتى فى حالة ارتداء اللباس العادىومن ثم لا إعلانات ولا برامج ولا صور ولا غير ذلك وأما الكلام المكاوب فهو جسب المراد منه فإن كان خيرا كتعليم الناس أحكام الزنى فهذا مباح وأما إن كان لنشر الفاحشة فهو محرم
ثم قال:
"قال اليهود في بروتوكولاتهم: " إن (فرويد) منا، وسيظل يعري الإنسان ويعرض علاقته الجنسية في ضوء الشمس حتى لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس، ولا يبقى لدى الشابات أمر يستحيين من إتيانه، ويصبح هم النساء والرجال آنذاك إرواء الغريزة الجنسية، وحينئذ تنهار الأخلاق".
إذا لا يمكن لليهود أن يستمروا في السيطرة على العالم إلا بالانحلال، والانحلال هذا طريقه، وجاء في بروتوكولاتهم أيضا: "وقد نشرنا في كل الدول الكبرى ذوات الزعامة أدبا مريضا قذرا يغثي النفوس، وسنستمر فترة قصيرة بعد الاعتراف بحكمنا على تشجيع سيطرة مثل هذا الأدب".
تكتب القصص والروايات، ويجعل فيها من أنواع العلاقات ما فيها، وهكذا الأشعار وتحمل القصص على رسائل الوسائط المتعددة ونحوها لتكون مرافقة للجيل في كل وقت تتهادى وترسل وتستعمل في العلاقات بين الجنسين.
أشعر ذا بربك أم دعارة؟ أصار الشعر يا قومي قذارة؟
فكم باعوا به دينا وعرضا ... نعم خسروا وما ربحوا التجارة
مقالات، وصور، واستغراق لأوقات الملايين وأموالهم، وإذا كان متوسط قراءة الإنسان العربي لا يتعدى ست دقائق، فكم بقي لقراءة كتاب الله والذكر والعلم، فما يحيي القلوب، يطوى ولا يروى، وما يميتها ويثير في النفوس أنواع المعاصي يتسابق إليه، ويتلهف عليه، وماذا سيستفيد شباب الأمة سوى المزيد من الانغماس في أنواع الرذيلة،
في غمرة الأحداث والفتن ... تنمو الطفيليات في العفن
وتفيق أقلام مؤجرة ... حمقى، تبث السم في البدن
هم الغلاة الحاقدون وهم ... حلف مع الأعداء في المحن
ما قاله الأعداء في خجل ... قالوه هم في السر والعلن
غاياتهم تجريد أمتنا ... من دينها والخير والسنن"
ما كتبه المنجد هنا ناقص فليس هذت سياسة اليهود وحدهم بل خى سياسة الأغنياء فى كل الأمم حتى يستمر الظلم والحكم بغير حكم الله ثم قال:
"تقول أحد الكاتبات لما انتقدت على بعض المشاهد في روايتها: "أردت أن أقول من خلال هذه الرواية، أن الإنسان يمكنه أن يستغل الأساليب الرخيصة في الوصول إلى أهداف نبيلة"، بزعمها.
وحين ما سألت عن تصرفها في بطل وبطلة القصة وما بينهم من العلاقة الرذيلة، قالت: "هما اللذان فعلا ذلك ولست أنا"."
ناقش المنجد هنا نقطة هامة وهى استخدام الحكى سواء فى روايات أو مسرحيات أو غير هذا فى الكلام عن الشهوة وهذه النقطة تحتاج لتوضيح فالكاتب او الكاتبة من حقهم استعمال هذا إذا كان للنهى عن الزنى وأما إذا كان لتزيين الفاحشة فمحرم
ثم قال :
{فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون} (79) سورة البقرة.
عباد الله، هذه الإيحاءات المغرية، التي تتردد هنا وهناك، وهذه التي تبث في أبنائنا وبناتنا، اعتداء صريح حتى على طفولة الأطفال، والله -عز وجل- قال: {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء} (النور: من الآية31). وهؤلاء يريدون الأطفال أنه يظهروا على عورات النساء، والله -عز وجل- أمرنا بأن نعلم الأولاد الأدب، وأن يستأذنوا ولا يهجموا على مخدع الأبوين، {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستاذنوا كما استاذن الذين من قبلهم} (59) سورة النور، وبين العلماء أن طفل إذا صار يميز بين النساء في درجات الجمال، ويلتفت إلى أشياء للكبار فإنه يجب على المرأة أن تحتجب منه ولو كان دون عشر سنين.
عباد الله، الذي يحدث اليوم من أنواع التصريح له آثار جد سيئة على طبقات الناس عموما، والمصيبة التعاظم والاستمرار لهذا العفن، والمنكر له قليل، وقد ذم الله بني إسرائيل لأنهم {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه} (79) سورة المائدة، لقد صارت قلة الاكتراث بما يجري من هذه الجهة مصيبة عظيمة، بل إن عبارات مثل للكبار فقط وفوق الثامنة عشر صارت جاذبة للصغار وأنواع الشباب إغراقا لهم في هذه المحرمات، وقد قال ربنا: {أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يامر بالفحشاء والمنكر} (النور: من الآية21)."
كلام المنجد هنا سليم ولكن يجب أن ننتبه إلى أن تعليم أولادنا أحكام الزنى واجب من خلال الألفاظ فالم تعلم ابنتها مثلا أنها إن قبلت رجلا غريبا أو احتصنته أو امسك عضوه .. فهذا حرام وكذلك الأب يعلم ابنه أن الحرام ان يقبل امرأة أو يدعك ثدييها أو يمسك بطنها ... فلا يمكن أن يتم التعليم إى بالذكر الصريح للأفعال المحرمة فلو قلنا مثلا أن الحرام هو إدخال المفتاح فى القفل فلن يفهم السامع أن التقبيل ودعك الأثداء والاحتضان وحتى إدخال العضو فى الخلف ... حرام ومن أجل هذا كثر فعل الزنى بسبب عدم هذا الشرح
ثم قال المنجد:
"أمرنا ربنا بغض البصر، وأمر النساء بالحجاب والستر، ومنعت الشريعة الاختلاط، وإجراءات كثيرة جدا لمنع ثوران الغرائز، وكتيبة النفاق، تريدها جاهلية وفحشا ودعارة وانحلالا في المجتمع، الانحلال هو المقصد، ولذلك يتنادون إلى قضية بث الاختلاط، ثم نشر صور الاختلاط، ثم صور النساء وهن حاسرات، تارة بأنه فريق فني، وأخرى بأنه فريق كروي، وهكذا يريدون إفساد المجتمع الذي قام على الكتاب والسنة، المجتمع المسلم الذي له عادات مأخوذة من الكتاب والسنة، لا يمكن أن تعجبهم المرأة المتحجبة من الأعلى إلى الأسفل، فلا بد من الإفساد، لا يقر لهم قرار والله، ولا يهدأ لهم بال، حتى يرون الفتاة تمسك بيد الفتى لتذهب إلى أبيها وتقول: هذا صديقي فماذا تقول؟!! ..
اعتداء على البراءة، وإشاعة الفاحشة وتلويث الفطرة، حتى رأينا الزنا والفاحشة في أبناء عشر سنين، فمن كان يتخيل أن تصل القضية إلى هذه الدرجة، يريدها الله تطهيرا، {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}، {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} (النور: من الآية31). (النور: من الآية30).
يريدها الله حفظا للأعراض، وسلامة لأمن المجتمع، يريدها الله -عز وجل- نقية تقية، {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما} (النساء:27).
فلا والله ما في العيش خير ... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ... ويبقى العود ما بقي اللحاء
اللهم إنا نسألك أن تجنبنا الفتن، ما ظهر منها وما بطن، طهر قلوبنا، وحصن فروجنا، وسدد ألسنتنا، وثبت على الحق أقدامنا، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم."
وما قاله المنجد هنا كلام سليم ثم حدثنا فقال :
"عباد الله، هنالك أمور تدعو الحاجة إلى بيانها، وآيات لله هي مرئية ومعلومة مشاهدة، يطيب التذكير بها، فما هو أسلوب القرآن والسنة في عرض مثل هذه القضايا الذي لا بد من ذكرها، فما يتعلق بالعورات، أو أحكام الجنابة، أو خصائص في النكاح ونحو ذلك، نجد أن كل ما يستقبح من التصريح به قد جيء به في معرض التعريض والكناية،
قال مجاهد: كانوا إذا ذكروا النكاح كنوا عنه.
انظروا إلى قوله تعالى: {أو لامستم النساء} (المائدة: من الآية6).
في معرض بيان حكم الشرعي المتعلق بالطهارة، وهذه قضية مهمة، قال المفسرون: كنى بالملامسة عن الجماع لأنه مما يستهجن التصريح به أو يستحى منه، {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} (البقرة: من الآية187).
قال ابن عباس: المباشرة والملامسة والمس جماع كله. ولكن الله عز وجل يكنى ما شاء بما شاء. رواه البيهقي بسند صحيح.
انظر إلى قوله تعالى: {فلما تغشاها حملت حملا خفيفا} (لأعراف: من الآية189).
قال القرطبي رحمه الله: هو كناية عن الوقاع.
وقال الزجاج: هذا أحسن كناية عن الجماع.
وهذا التعبير في القرآن والسنة تجده واضحا،
هناك حاجة لذكر تفصيلات في المحارم، وأنواع المحرمات في النكاح، قال الله تعالى: {وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم} (النساء: من الآية23).
عبر بالدخول، دخل يدخل، فعل عادي، لكن دلالة واضحة، والكناية هنا عن الجماع.
تأمل في قوله تعالى: {وكيف تاخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض} (النساء: من الآية21).
والإفضاء: هو الدخول إلى فضاء الشيء، هكذا في اللغة، أفضى، والله -عز وجل- يكني والمقصود واضح، والله حيي كريم.
وهكذا تجد مثلا في الآيات في شتى المناسبات، تأتي لتذكر العبارات التي هي في غاية الأدب، وتأمل قوله: {أو جاء أحد منكم من الغائط} (النساء: من الآية43).
ما هو الغائط؟ المكان المنخفض في اللغة، ولكنه أراد الأحداث الخارجة من المخرجين، فلما كان التصريح مستبشعا جاء بهذا التعريض، لأنه إذا أراد قضاء الحاجة التمس المكان المنخفض حتى لا يرى، وفي السنة كثير من هذا، وقد عبر النبي (ص) بالعسيلة تارة، وفي مناسبة أخرى قال: ((فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأتي أهله)).
فعبر بالإتيان، تأمل في قوله -عز وجل- {نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم} (البقرة: من الآية223).
فعبر بالحرث وهو الزرع، وهكذا الرفث.
وقد عقد أصحاب الحديث في كتبهم عناوين لهذا، واستخرج العلماء فوائد من هذا، وقد تطبع الصحابة نساء ورجالا بهذا الأدب القرآني والنبوي، فهذه زوجة عبد الله بن عمرو بن العاص التي زوج عمرو بن العاص ابنه منها، جاء الأب ليتعهد كنته، فيسألها عن بعلها، وكان عبد الله بن عمرو بن العاص معروفا بقوة العبادة والنشاط فيها حتى ربما أتى ذلك على نصيب أهله، فسألها عن زوجها فتقول: خير الرجال، لم يطا لنا فراشا ولم يفتش لنا كنفا منذ أتيناه. [أرادت بذلك الكناية وهذا من أدبها]، ثم تدخل الأب لإصلاح الموضوع.
وحتى أهل اللغة، تجدهم في كتبهم يعقدون فصولا للكناية اللطيفة عما يستقبح من ذكره ويستحيى، كما تجده في فقه اللغة للثعالبي، والمنتخب للجرجاني."
ما قاله الرجل عن الكناية يكون فى المجتمعات العامة وحتى عند اجتماع أفراد ألسرة أو الصحاب فى البيوت ولكن لا تنفع الكناية فى تعليم الأب لابنه ماهية الزنى ولا الأم ابنتها نفس الأمر فنحن نكتفى بالقول للبنت لا تدعى أحد يلمسك ولا نقول لأولادنا البنين لا تلمس امرأة وهى جمل لا تفيد شىء فى التعليم الحقيقى وبسبب تلك الجمل تحدث مصائب من بعض البنات عند الزواج لأنها تضع فى نفسها القول لا تدعى أحد يلمسك ومن ثم لابد من تفهيم البنات والبنين البالغين معنى الزنى بوضوح تام وعدم الاكتفاء بالعبارات العامة
ثم أنهى الرجل كلامه بالتالى:
"وهكذا يا عباد الله، فأين ما يحدث اليوم مما هو موجود من الكتاب والسنة، أين الأدب الرباني والنبوي من هذا العهر العالمي والفحش الدولي، وهذا السعي المحموم من المنافقين في نشر الانحلال في أنواع ومجالات وأصعدة في المجتمع.
اللهم طهر مجتمعاتنا من الرذيلة والفحش يا رب العالمين"
ومما ينبغى قوله أن المنجد غفل أو تناسى التالى :
ان السلطات الحاكمة هى أول من تنشر الفاحشة فى بلادنا فهى من تظهر الرجال والنساء على الشاشات وحتى من يسمونهم المشايخ والعلماء لا يتورعون عن ظهورهم بالصور والصور الحية ليلقوا دروسهم
ان الصحف والمجلات والمواقع على الشبكة العنكبوتية تصدر تحت سمع وبصر تلك السلطات وهى لا تقوم بشىء ضدها بل إنها هى من تمنحهم التصريحات لفعل ذلك وهى من تمنح شركات التجميل وأدواتها وغيرها ممن يشيعون الفاحشة التصاريح للعمل فى المجتمعات الحالية