ثم يقول فى ركن التنمية الروحية :
"أما ركن التنمية الروحية ، فهو في الأساس يتمحور حول اتصالك بالمعرفة ، وبناء هذا الاتصال ، ومن ثم بالاعتماد على هذا الاتصال تعلم الحكمة لنقلها إلى العالم، وكذلك تعلم كيفية تطبيق ذلك الاتصال ، وتعريفه ، وتمييز قوة المعرفة عن سائر الدوافع أو التأثيرات في عقلك وهكذا ، فإنه ، ومهما الممارسة الروحية، وأيا كان الإيمان الديني الذي قد تعتنقه ، أو حتى إذا لم يكن لديك الإيمان الديني الذي يمكنك تحديده ، فإن اتصالك بالمعرفة هو الذي يوصلك إلى ما منحك الله إياه لحمايتك وحفظك ، وإرشادك ، وقيادتك نحو مزيد من الوفاء وخدمة العالم وهذا هو الركن الخاص من التنمية الروحية أنت بحاجة الى بناء هذه الأركان الأربعة ، وهي ضرورية جداً من أجل المستقبل، وللأوقات القادمة الصعبة وغير المستقرة "
ونلاحظ الجنون المطلوب فى التنمية الروحية وهو أن دين الشخص ما قبل رسالة سومرز لا يمنعه من أن يكون على دين سومرز وهو كلام جنونى فكل الأديان تطالب أصحابها أن يكفروا بالأديان الأخرى وأن يؤمنوا بدينهم فقط ولكن سومرز يقول احتفظ بدينك القديم ودينك السومرزى الجديد
والرجل يبين فى الفصل الرابع أن متبعه لا يكون على دين أى اعتقاد بل يخرج الدين منه فيكون حرا فيقول:
"ومع ذلك يجب أن تكون حراً في الاستجابة للمعرفة ، وللتحرك معها حيث لا فكرة، لا اعتقاد ، ولا أي التزام للآخرين ، كما لا يجب لأي التزام آخر أن يقف في الطريق "

والرجل فى الفقرة يطالبنا بالاتصال المعرفى لكى نصل للحكمة وهو فى فقرة سابقة طالبنا بعد الاتصال والاقلال من قراءة الكتب فقال:
"وهكذا ، فإنك لست بحاجة إلى قراءة الكثير الكتب الآن ، ولست بحاجة إلى الذهاب لرؤية الأفلام ، ولا تحتاج للمشاركة في المحادثات التي لا نهاية ولا طائل لها مع الناس
كما أنك لست بحاجة إلى أن تزج نفسك في ممارسة الهوايات والاهتمامات الأخرى بيد أن كل ما أنت بحاجة له فقط ما هو ضروري وذا مغزى عميق بالنسبة لك ، وهذا ما يجب التركيز عليه"
والرجل يبين أن اتحاد البشر هو من سيحل مشاكلهم فيقول:
"لقد أتيت لخدمة العالم الذي يمر بمرحلة انتقالية، عالم من شأنه أن يسعى ليتّحد في العديد من الطرق وذلك من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية للأسرة البشرية، عالم من شأنه أن يُعدّ نفسه لكي يستطيع أن يتعامل مع التدخلات الصعبة من الأجناس تعيش بعيداً عنه ، والذين يتربصون هنا للاستحواذ عليه مستغلين ضعف وتشرذم الانسانية
سيتوجب عليك أن تتعلم كيفية القيام بذلك وأن تسعى لاكتساب القوة، وبسرعة، لأن الوقت هنا هو جوهر المسألة الآن وعليك أن تعلم بأن كل شهر، وكل عام هو وقت حاسم في تحديد ما إذا كنت قد أصبحت أقوى أو أضعف، وأكثر استعدادا أو أقل استعداداً، وأكثر اهتماماً أو أقل تأكيداً، وأكثر تواصل مع الآخرين في طريقة مجدية أو بتواصل أقل "
ويناقض الرجل نفسه عندما يقول أن الحب فى الرسالة هو من سيقدم الامكانيات لحل المشاكل فيقول:
"إن وعي وإدراك أمواج التغيير العظيمة إنما هي رسالة من الله العظيم من أجلك ، وهدية عظيمة لك ، وأنت محظوظ للغاية لقراءة هذه الكلمات ذلك هو الحب العظيم الذي يحذرك ، ويقدم للعالم هذه النعمة، وهذا التحضير إنه حب مطلق لكل البشرية ، حب يقدم الإمكانيات للإنسانية ، حب يعبر عن القلق والاهتمام بالإنسانية ، حب يوفر للإنسانية ما تحتاج إليه ، وما يجب عليها أن ترى ، وتعي ، وتسعى إليه من أجل التحضير للعيش في عالم سيكون متغيراً جذرياً ، وكذلك للتحضير لمستقبلك ضمن المجتمع الأعظم ، والذي يُمثّل قدرك الأكبر الآن
وهكذا ، عليك أن تتقبّل هذا الوعي ، هذا الإدراك ، وهذا التحذير كهدية من الحب الأعظم والمطلق ، لأنه هو الحب المطلق "
ويقول الرجل أن المستقبل يختلف عن الماضى فى مشاكله فى الفقرة التالية:
تستعد الإنسانية للعيش في مستقبل مختلف للغاية، مستقبل لا يشبه الماضي في نواح كثيرة وما التغيير المتسارع الذي تواجهه حولك ، وحتى داخل نفسك سوى دليلا على ذلك ولكن ليس مجرد أن ظروف حياتك المباشرة ستسير من خلال التغيير ، أو أنك لربما كانت لديك تجارب جديدة أخرى داخل نفسك"
بالقطع الفساد الموجود حاليا كان موجودا فى العصور الماضية كما قال تعالى فى عهد النبى(ص) الأخير :
"ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس"
ويكرر الرجل نفس المقولة منكرا الدورات التاريخية فيقول:
"لقد أصبحت تلك الافتراضات والمعتقدات متأصلة للغاية في أذهان الناس ، لدرجة أنهم يفكرون بأن الحياة عبارة عن مجموعة من الدوارات كما هي في الماضي – كالدورات الاقتصادية ، ودورات الحياة – كما لو أن الماضي يفرض نفسه ببساطة ، و يعيد تكرار نفسه مرة تلو مرة مثل تكرار المواسم الرتيب ، أو أنه يشبه شروق وغروب الشمس إلا أن هذا الماضي يمنع الناس من الرؤية بوضوح ، ويمنعهم من استحضار المشاعر والأحاسيس الشائعة لمجموعة جديدة من الأسئلة، كما ويمنعهم من أدراك أن حياتهم تتغير ، وبأن عليهم أن يتخذوا الآن قرارات لربما كانت مختلفة ولا تشبه أية قرارات كنت قد اعتدت على اتخاذها في أي وقت مضى "
إنكار الدورات التاريخية وهى وجود فساد يستوجب وجود رسالة وداعية ينهى الناس عن الفساد الموجود والذى تتنوع أشكاله وتتغير من قوم إلى قوم أخرين هو إنكار للحقيقة الدامغة والدليل أن شيئا لم يتغير منذ رسالة الرجل المزعومة فلا المصائب والمشاكل الكبرى حلت ولا رسالته نجحت فى أن يكون له أتباع قادرين على تغيير شىء وسومرز يناقض نفسه عندما يريد من الناس أن يتعلموا من التاريخ أى الماضى لأن معنى هذا التعلم هو أن الأخطاء تتكرر وهو اعتراف بما أنكره من فكرة الدورات التاريخية وهو قوله:
"انظر إلى التاريخ، وسوف تتعلم من تلك الدروس وفي هذا المقام ، فإن الماضي هو معلم كبير"
ويعود الرجل لمناقضة نفسه فى الماضى الذى يعتبره معيقا كبيرا للعقا فى الفقرة التالية:
" وقد منحك الله عيوناً لترى وآذاناً لتسمع ولكن ، ولأن العقل مرتبط بتركيزه على الماضي ، وعلى افتراضات الماضي، فإن الرؤية والسمع تسبب إعاقة كبيرة في كثير من الحالات التي طغت"
ويرجع ذاما الماضى قائلا :
"وهكذا ، فإن كل ما كنت تعتقد حول ماكنت عليه ، وما كنت تعتقد أنك تريده ، واهتماماتك الذاتية الخاصة ، وصراعك مع نفسك ، وماضيك ، وخيبات الأمل والفشل، كلها ستذهب بعيداً وستغرق في الماضي أكثر فأكثر وستغتسل عند المصب في نهر الحياة لأنه عندما كنت تعيش بشكل كامل في اللحظة ، وتستعد للمستقبل، فإن الماضي لا يمكن أن يطارد ولا يمكن أن يطغى عليك ، وعلى ما تقدمه ، ولأن حياتك قد مُنحت من أجل أمور هي أكثر إلحاحا وأكثر أهمية وأعمق مغزى "
ويناقض نفسه فيجعل بعض الماضى نافع وبعضه ضار فيقول:
"ستتخلص من الماضي من خلال الانخراط في الحاضر ، والاستعداد للمستقبل إلا أن بعض جوانب ماضيك سوف تستمر في خدمتك، في حين أن بعض جوانب ماضيك الأخرى سوف تستمر في إزعاجك، ولكن تركيزك عموماً سوف يكون على العيش في اللحظة ، والاستعداد للمستقبل"
وبين الرجل أن الذكاء الحقيقى للتكيف والتعلم فى قوله:
"ستقوم المعرفة في داخلك بتحذيرك – في وقت مبكر- من المخاطر والصعوبات ولكن إذا لم تكن قادراً على أن تسمع ما تريد المعرفة أن تقوله لك ، أو إذا لم تأخذ رسائلها على محمل الجد – بصرف النظر عن كونها مجرد تعاليم غامضة أو أنها مجرد مخاوف قادمة – فاعلم بأنك لن تجني أية فائدة من نداء ذلك الصوت العظيم الذي وضعه الله في داخلك فعلى الرغم من ذكائك ، إلا أنك لن تعمل بطريقة ذكية لأن الذكاء الحقيقي يكمن في القدرة على التكيّف والرغبة في التعلم على حد سواء "
وكرر هذا بقوله:
" يكمن الذكاء الحقيقي في الرغبة في التعلم والقدرة على التكيف"
وناقض نفسه فى كون الذكاء للرؤية والتعلم والتصرف بيقين فقال:
"ولكن ، إذا لم تكن تقرأ الإشارات والدلالات القادمة من العالم، وكنت لا تتصرف بطريقة ذكية فأنت لا تستخدم ذكاءك ، ذلك الذكاء العظيم الذي وهبك الله إياه – في تكيّفك الاجتماعي، ولا في استرضاء الآخرين لك وتوقعات الناس من حولك ، وليس في السعي المستمر لاكتساب نجاح ما ، أو للحصول على موافقة ودعم الآخرين – ولكن الذكاء العظيم الذي منحك إياه خالق كل الحياة هو لكي ترى، ولتتعلم ، ولتعرف ، ولتتصرّف بالتزام ويقين "
واليقين مبنى على المعرفة كما فى قوله فى الفصل الرابع:
" وعندما تدرك ذلك في نهاية المطاف ، فإنك ستعلم بأنك لا تملك الجواب ، ولربما بعد هذا الموقف فقط سوف تتحول إلى المعرفة و سوف تصلي الى الله للاسترشاد بها
سوف تصلي لله طلباً للمساعدة سوف تصلي لله طلبا للخلاص وربما سيكون عقلك متفتحاً لكي تدرك بأنه من دون اليقين الداخلي الحقيقي، اليقين التي يمكن للمعرفة أن تقدمه ، فلن يكون لديك أية مزايا لذلك ستبقى بلا أمان ، ولن تنعم بالوضوح ، وستفقد الاتجاه المطلوب "
ويتعارض التصرف بيقين حيث اليقين مبنى على المعرفة مع كون تعليم الرسالة المزعومة غامضة فى قوله:
"ستقوم المعرفة في داخلك بتحذيرك – في وقت مبكر- من المخاطر والصعوبات ولكن إذا لم تكن قادراً على أن تسمع ما تريد المعرفة أن تقوله لك ، أو إذا لم تأخذ رسائلها على محمل الجد – بصرف النظر عن كونها مجرد تعاليم غامضة أو أنها مجرد مخاوف قادمة"
ومع أن الرجل يقول بعلم الله وحده بما هو آت وهو المستقبل فى قوله:
"إن الله وحده يعلم ما هو آت في الأفق، ولهذا وُجدت الرسالة الجديدة في العالم ولكن إذا لم تكن تستطيع أن ترى ذلك ، وإذا كنت لا تستطيع الاستجابة ، وإذا لم يكن بإمكانك أن تتحمل عناء الجهد للقيام بهذه الأشياء التي تقولها لك لتفعلها، فإن هذه الرسالة الجديدة ستضيع بداخلك ، ولن تستطيع أن تجني أية فائدة من تلك الموهبة العظيمة التي مُنحت لك "
فإنه يناقض نفسه بكون العالم يعرف بما هو آت فى قوله
"وهكذا ، فقبل أن يحدث المرض العظيم ، هناك إشارات و قبل حدوث الجفاف العظيم ، هناك دلالات وقبل فشلك في الأنشطة الخاصة بك، هناك دلالات وقبل فشل العلاقة هناك علامات و قبل وقوع أي خطأ كبير، هناك إشارات يعتمد الناس خلال حياتهم بالكامل على مجموعة من الافتراضات التي تتمحور حول استمرار الأشياء التي يدركونها والمعتادين عليها قبل وجود أي خطأ كبير، كانت هناك إشارات فمن هو الذي ينتبه ؟هناك الكثير من العلامات فالعالم يخبرك عما هو آت ، ويحذرك، ويحاول لفت انتباهك واهتمامك إن العالم يخبرك بذلك، والمعرفة بداخل نفسك تخبرك بذلك لأنها هي الحقيقة ، فهي لا تعتمد على المنظور الشخصي ، أو الموقف ، أو المعتقدات لأنها لا تغير الظروف العظيمة القادمة فسواء كنت مُحبّاً وحنوناً ، أو عنيفاً ومُرعباً ، فإنها إما ستساعدك ، أو أنها ستقوم بتعطيل إدراكك لحقيقة موقفك"
وبعود الرجل فيناقض كلامه فى أن معرفة المستقبل لا تعتمد على الله ولا العالم وإنما على البصيرة فى قوله:
" أما الحقيقة في هذه الحياة ، فتكمن في أنك لا تعرف ما الذي سيحدث بعد ذلك ما لم تمنحك المعرفة البصيرة أو الدليل "
ويتحدث الرجل عن التغيرات الفجائية وهى فى الحقيقة ليست كذلك فهى تحدث باستمرار من قديم الزمان ولكن البشر لا يلتفون لها إلا عندما تقع فيقول:
"يبني الناس حياتهم كلها على مجموعة من الافتراضات التي لا جدال فيها حول استمرار الأشياء التي يدركونها و المعتادين عليها ولكن الحياة يمكنها أن تمنحك تجربة جديدة ، كما يمكنها أن تسلب منك قدراتك في لحظة ولذلك ، يمكن أن تتغير الأمور بالنسبة لك بشكل مفاجئ ، بل وفي لحظة – كالتعرض لحادث عظيم ، أو خسارة عظيمة ، أو الإصابة بمرض عضال ، أو مجموعة من الأحداث المأساوية في مجتمعك – كالحروب، والأوبئة والجفاف ، والمجاعة أو الفيضانات – وهكذا حيث تطول القائمة ، ولكن الناس لا يشعرون بالقلق لأنهم لا يبحثون كما أنهم لا يولون اهتماماً ولا يقرئون إشارات العالم التي تقول لهم بأن التغيير العظيم قد أصبح فوقهم "
ويبين الرجل أن الله يضع لكل إنسان إشارات وعلامات كى يرتدع عن الأخطاء فيقول:
" إن الأمر ليس مجرد مسألة منظور فلا تخدع نفسك في التفكير بهذا ، ولا تحاول أن تتجاوز قوة الإدراك بأن الله قد وضع في داخلك ما من شأنه حمايتك ، وإرشادك وفي نهاية المطاف وضعك في موضع أساسي لكي تقدم الخدمة العظيمة للآخرين
بينما عقلك، ومداركك ، وفكرك ، لا يعرفون ما سوف يحدث لاحقاً ، ولكن المعرفة في داخلك هي التي ستستجيب للإشارات والعلامات القادمة من العالم ، ومن حكمة من الله يخبرك العالم بما هو قادم إنه يحذرك ويحاول جذب انتباهك "
وهى مقولة صحيحة ولكن الغالبية العظمى لا ينتبهون لتلك التحذيرات مثل وجع عقب عمل ذنب أو اصابة ابن او ابنة بشىء أو ضياع مال أو تلف شىء فى البيت
ويوضح سومرز أن ما يريده الإنسان هو خداع للنفس وهو بذلك يعمم حكما ليس من شأنه التعميم فهناك ناس يريدون الخير للناس ويسعون فى تنفيذه وهو قوله:
"وهكذا ، فإن مشروع التفكير في التوقعات المستقبلية استناداً إلى الماضي ، ليس في الواقع سوى شكل من أشكال الحلم والتخيل أن ذلك ليس أمراً ذكياً أن تعتقد بأنه سيكون لديك أكثر مما كان لوالديك ، أن تعتقد بأن العالم سوف يوفر لك كل ما تريده ، أن تعتقد بأن الحياة سوف تخضع لتفضيلاتك وأهدافك هو أمر أحمق في الدفاع عن الذات حين لا يدرك عقلك ، وفكرك ما الذي سيحدث بعد ذلك،
فإن المعرفة بداخل ستستجيب للإشارات الصادرة من العالم إذا كنت تفهم ما هو الذكاء الحقيقي، فإنك سترى مدى ضخامة تلك الحماقة ، وكيف أنها ستقود الناس إلى زوالهم سوف ترى كيف أنها تمنع الانسان من تلقّي الحكمة ، ونعمة الله لأن الله لن يأتي ويُغيّر كافة الظروف لإعطائك ما تريد لأن ما تريده هو ما يخدعك ، وما يسبب لك الهواجس ويجعلك متوجساً ، وهو الذي يسيطر على انتباهك ، فالحصول على ما تريد، والحلم بما تريد ، و محاولة التلاعب مع نفسك أو مع الآخرين هو للحصول على ما تريد ولذلك ، فإن السعي لتلبية ما تريد ، على حساب إهمال السعي للضروريات الأساسية للحياة ، سيتحول – أكثر من أي وقت مضى – إلى مجرد خداع للذات ، لأنه يسرق منكم الذكاء والحكمة والقدرة "
ووضح سومرز أن الإنسان فى سبيل تحقيق ما يريده يفوت على نفسه الرضا وتحقيق الهدف الأعظم فى الفقرة التالية:
"وهنا ، لم تخضع حياتك فقط لأمواج التغيير العظيمة ، ولكنك تجاهلت إمكانية تقديمك لمساهمة كبيرة في الحياة وهنا ، أخذتك أحلام النجاح والتوفيق والسعادة والقناعة بعيداً عن المشاركة الحقيقية التي من شأنها أن تجلب لك الرضا الصحيح، والقدرة الصحيحة ، وإمكانية تحقيق قدر أكبر من الهدف الذي جئت من أجله إلى هذا العالم لكنك تخليت عن شيء عظيم من أجل شيء صغير جدا ، وضئيل لقد اخترت متعة صغيرة وصادرت المتعة الأعظم "
ووضح أن الله لن يحضر لاصلاح الأحوال لأنه وضع داخل كل فرد المعرفة التى تصلح الأحوال فقال:
"ولذلك ، فإن الله لن يأتي إليك ليصلح كل شيء لك أو للجميع، ولكنه قد وضع المعرفة بداخل الجميع لأن المعرفة فقط يمكنها أن تقودك إلى التصرف بشجاعة ، إلى التصرف بحكمة ، والتصرف بطريقة تجعلك قادراً على الاستفادة من مجموعة التغيير، وأن تكون في خدمة الآخرين، وهذا ما سيمنحك راحة عظيمة "
والكلام خاطىء فالمعرفة هى فى الرسالة خارج الإنسان ولم يضعها الله فى الإنسان فما وضعه هو العقل الذى يفهم الرسالة وينفذها وكذلك وضع الشهوات التى لا تريد فهم الرسالة ولا تنفيذها وتبقى الإرادة الإنسانية هى الفيصل هل تستعمل العقل أم الشهوات
والرجل يجعل الناس تيأس من علاج المشاكل لأن لا أحد يعرف كيفية المواجهة ولا الحلول ولا كيفية إقامة المجتمع الموحد ويعتبر أن رسالته تقدم فكرة فقط عن المشاكل فيقول:
"لذلك عليك أن تنظر جيداً إلى حياتك توقف عن اللعب وتوقف عن التخيّل وانخرط بالحياة وأعر انتباهك الى ما يريد العالم أن يقوله لك ، ولكن لا تتعجّل النتائج ولا تبحث عن الأجوبة البسيطة ولا تطالب بالحلول لأن أمواج التغيير العظيمة القادمة إلى العالم ، واندماج البشرية في المجتمع الأعظم هي المشاكل التي ستضطر إلى التعايش معها لأنها حالات وأوضاع طويلة الأجل، بحيث يتوجب عليك أن تتعلم كيف تتعامل معها خطوة خطوة سيتوجب عليك التعايش معها ، وأن تسمح للحلول بأن تصل إليك ، وللآخرين بشكل تدريجي، حيث لا أحد لديه إجابة على هذه الأشياء و لا احد لديه أي حل لأمواج التغيير العظيمة لا أحد لديه إجابة على كيفية التحضير للمجتمع الأعظم – وحيث لا يمكن لأحد من أولئك الناس أن يمتلكوا تلك الدراية ، أو أن يعلموا ماهية الحياة الموجودة وراء حدود هذا العالم، وغير مدركين لتعقيدات الاشتباك بين الأمم في الكون من خلال المحيط الخاص بك ، ويجهلون ما الذي يتحكم بالحياة والتجارة في هذه المنطقة التي سيتوجب عليك أن تتعلم عنها ؟ ولذلك ، فإن الوحي الجديد فقط يمكنه أن يعطيك فكرة عن ذلك "
ومن ثم لا أحد يعرف لماذا جاء بالرسالة المزعومة إن كانت لا تحل ولا تربط شيئا؟
ويعود الرجل فيقول أن الحلول ستوجد ولكن ليس بسرعة وإنما بالتدريج فيقول:
"ولكن ، حتى هنا، عليك أن تنمو وتتقدم في مجال التعلم الحقيقي الذي ستحصل عليه عملياً خطوة فخطوة لأن ذلك لا يحدث دفعة واحدة إلا أن أولئك الكسالى ، اللامبالين ، والخانعين والضعفاء فقط يعتقدون بأنهم قد اكتسبوا فهماً عظيماً في الوقت الراهن الأمر ليس كذلك على الإطلاق فأنت ستتعلم وفق مراحل لكونك تنمو في مراحل كما أن المشاكل الكبيرة والتحديات لا يمكن حلّها بسرعة وهذه هي دائماً طريقة الحياة في التعليم ، وقد علمتنا ذلك ، وهذه هي الطريقة التي يجب أن تتعلم بها الآن إذا كنت ستسعى لاكتساب القوة الحقيقية والقدرة على مواجهة أمواج التغيير العظيمة "وكرر الكلام فى الفصل الرابع حيث قال:
"وهكذا ، ومن أجل التحضير لأمواج التغيير العظيمة ، سيتوجب عليكم اتخاذ العديد من الإجراءات ، وقد يبدو بعضها غير منطقي في لحظة ما كما أنكم لن تكونوا قادرين على تبريرها أو تفسيرها للآخرين ولكن ينبغي عليكم الأخذ بها على أي حال ذلك لأن كلاً من المعرفة الموجودة بداخلكم ، والذكاء العميق الساكن في عقولكم ، هي التي ستحثّكم "
فالرجل هنا يجعل الناس قادرين على التحضير للتعامل مع الأمواج العظيمة وهو ما كرره فى الفصل الرابع بقوله:
"ولكن ، إذا كان بإمكانهم الحصول على التعليمات من المعرفة و الاستجابة عند هذا المستوى، فسيكونون قادرين على الاستعداد مسبقاً لأمواج التغيير العظيمة و سيكون لديهم الوقت الكافي للاستعداد و إجراء التغييرات والتعديلات التي قد تكون صعبة في بعض الأحيان ولكنها مطلوبة لإعادة تموضع أنفسهم من أجل الحصول على موقف أقوى ، ولإبعاد أنفسهم عن الأذى، وللحدّ من الضعف، وبالتالي ستزداد إمكانية القيام بخدمة الآخرين"

ولا ينفك سومرز عن التأكيد عن أن السبب فى مشاكل العالم هو المشاكل الكبرى وهى مجموعة من الذنوب مرتبطة بالصناعة وسوء استخدام الموارد ويتناسى ذنوب الناس فى معاملاتهم اليومية فمجموع الذنوب وهو ما كسبته أيدى الناس هو السبب فى ظهور الفساد وفى هذا قال :
"في البداية، ستبدو هذه العلامات خفية ، وربما غير واضحة، ولكن مع مرور الوقت سوف تصبح واضحة للغاية وقوية وسوف تتعجب كيف أمكنك تجاهلها في السابق ، وكيف تغاضيت عنها من قبل إلا أن هذا سيعطيك القوة و الثقة من أن المعرفة سوف تخاطبكم في المستقبل، وإذا كنت في موقف يسمح لك باتباعها مصحوباً بالقوة والالتزام، ومن دون افتراضات، فسوف تكون قادراً على الإبحار فيما سيبدو الأمر بالنسبة للآخرين غير مفهوم ، بل وساحق أيضاً كما سيتوجب عليك أن تكون متواضعاً هنا، لأن الوضع سيكون أكبر مما أنت فيه ، وسوف لن يكون لديك إجابات سهلة للاعتماد عليها ، وذلك بسبب وجود أمواج التغيير العظيمة الهائلة منذ وقت طويل إنها نتاج سوء استخدام الإنسانية للعالم، ونتاج جشع البشرية ، وصراعات البشرية ، واستخدام البشرية المفرط لموارد العالم ، وجهل البشرية حول الحياة في المجتمع الأعظم هناك لا مفر من العواقب، لأن الحياة ستستمر، ويجب عليك التحرك معها ستتغير الظروف بطريقة متصاعدة "
وفى الفصل الرابع حرية التحرك بالمعرفة يبين وجود مشكلتين الأولى متعلقة بضعف المعرفة وهو قوله:
"ذلك ، فقد بدأوا بالاستجابة فعلاً على تلك الرسائل بالمعرفة، وبالذكاء العميق بداخلهم ، والذي يرشدهم لكي يقوموا بتنفيذ بعض التعليمات ، من أجل إجراء بعض التعديلات ، أو التغييرات في حياتهم ، ومن أجل أن يتخذوا أشكالا معينة من العمل وهذا بدوره يُظهر مشكلتان ، المشكلة الأولى تكمن في أن المعرفة ليست قوية بما فيه الكفاية بعد داخل الشخص لنقلها فعلى الرغم من أن المعرفة في الحقيقة قوية فعلاً بما فيه الكفاية، إلا أنهم يفتقرون لوجود علاقة قوية وكافية معها لكي يشعرون بتلك الحاجة المُلحّة و الحركة ضمن أنفسهم فالمعرفة إن صح التعبير تشبه صوتاً بعيداً ، أو مرور صورة أو عاطفة عابرة، كما لو أن المعرفة كانت تتواصل معهم، ولكن من بعيد، من خلال جدار ضخم وسميك ولكن ، رغم أن المعرفة تتدفق بقوة بداخلهم ، بيد أنهم لم يكونوا قادرين على الاستجابة لها "
وبين الرجل المشكلة الثانية فقال:
" أما المشكلة الثانية فهي الواجبات والالتزامات الخاصة بك حيال أشخاص آخرين وهذا بدوره يمثل مجموعة واسعة من الحالات"
وبنصح سومرز الإنسان بالرؤية والسمع وفق نهج لم يبينه والظاهر أنه نهج الحيوانات كما قال فى الفقرة الآتية:
"ولذلك ، فمن أجل أن ترى ، وأن تسمع حقاً، عليك أن تسير وفق هذا النهج ولكن يجب أن تنظر بجدية، و أن تُنصت بجدية يجب أن تلزم نفسك لكي ترى ، وتسمع فهذا ليس عملية مطاردة تقوم بها مرة واحدة كل فترة كما أنها ليست عملاً دورياً تقوم به لمجرد أن ترى وتسمع فهذا ما تفعله كل الحيوانات ، لأنها دائماً تنظر وتسمع ، باحثة عن وجود خطر ما ، فهي مجهزة للاستجابة ، وإلا فلن يستطيعوا البقاء على قيد الحياة لأنها لم تكد تتعدى ما وراء العقل للوصول إلى عمق الذات لديهم ولذلك ، فهم لا يستجيبون حقاً، ولذا فهم لا يمكن أن يكونوا مسؤولين على الرغم من أن تلك العلامات لا توجد في كل مكان، لكنها وفيرة بما فيه الكفاية فإذا كنت مُلاحِظاً ، وهيأت نفسك للبدء بالملاحظة خلال يومك ، فإنك سوف تبدأ في رؤية الأشياء، والتي سوف تبرز من كل شيء آخر سوف تبرز وستثير إعجابك أكثر من الأنواع المعتادة من الأشياء الرائعة ، أو الأشياء المثيرة للقلق التي يمكن أن تسمع أو تقرأ عنها كما ستثير إعجابك وعلى مستوى أعمق فانتبه وقم بتسجيلها ثم احتفظ بذلك السجل مع تدوين التاريخ والزمان والمكان من أجل أن يكون بمقدورك أن تجمع قطع الأحجية معاً يجب عليك أن تكون أكثر بحثاً وأقل تفكيراً ، وأكثر إنصاتاً ، وأقل كلاماً ، ومراقبة الآخرين دون إطلاق أية إدانة أو حكم، واضعاً عاداتك في الحكم على الآخرين وتقييمهم جانباً ، وذلك لكي تكون مُصغياً لقد حان وقت الإنصات الآن ، والانتباه إنه لأمر غريب من أن الانسان الذي يعتبر المخلوق الأكثر ذكاء في العالم، يعمل ، ويتصرف بالطرق الأقل ذكاء"
ويعيب على الناس عدم رؤية وسماع التحذيرات الإلهية فيقول:
"لذلك، يجب أن يعطي الله تحذيرا كبيرا كما يجب إعطاء ذلك الإنذار مع الرحمة، ولكن بوضوح وعزم لأن الناس في العادة لا يروون ولا ينصتون ، ولا يكترثون كما أنهم لا يدركون كيفية التمييز بين العلامات والإشارات القادمة من العالم ، و بين تلك التي تنتج عن المعرفة في أنفسهم وبالإضافة إلى ذلك ، فهم ليسوا قريبين من المعرفة بشكل كاف في أنفسهم لأن المعرفة تحثهم على فعل شيء ما ، ليتصرفوا ، أو لتغيير أنشطتهم بطريقة محددة"
وينقل الرجل معنى من العهد الجديد وهو عدم الاستعداد للغد بالماديات فيقول:
"يعتقد الناس بأنه لا بد في زمن التحضير من تحصين أنفسكم من الخارج كتخزين أنواع الطعام في منازلكم ، أو اتخاذ مواقف دفاعية أكثر أو في الحالات القصوى، تتصرفون كما لو كنتم على وشك الحرب، فتقومون بالانتقال إلى بعض الأماكن البعيدة النائية من البلاد، وتقومون بتسليح أنفسكم ، ثم تنظرون في كل شيء بنظرات الريبة الخوف ولكن هذا في حقيقة الأمر مجرد حماقة ليس إلا ، ذلك لأن الإعداد الداخلي هو أكثر أهمية من الإعداد الخارجي لأنك لا تعرف ما الذي ستستعد لأجله حتى الآن لذلك لا يمكنك معرفة كيف تسير الامور ولأنك في نهاية المطاف هنا لخدمة الإنسانية بدلاً من الهروب من أمامها ، ولأنك لم تكن تتعامل بشكل حقيقي مع حياتك ومع نفسك ، إذا كنت تريد بناء الأمان لنفسك فقط ولكن أي نوع من الأمان تبنيه لنفسك ، سيكون غير آمن ، بل و عديم الجدوى في وجه أمواج التغيير العظيمة حيث لا يمكنك الهرب والاختباء تحت صخرة إذا كنت تُحصّن نفسك، فإن هذا هو كل ما تفعله بالنسبة للجانب الخارجي ، وسيأتي الأخرون ليأخذوا ما لديك فإذا كنت قد قمت بتخزين المواد الغذائية وغيرها من الضروريات، ويكون ذلك هو كل ما فعلته ، فسيأتي الآخرون كي يأخذوا ما لديك فلا مكان هنا للهرب والاختباء، كما ترى "
والفقرة المماثلة فى سفر متى 5:
" 25لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلاَ لأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ الطَّعَامِ، وَالْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ اللِّبَاسِ؟
26 اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِالْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟
27 وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟
28 وَلِمَاذَا تَهْتَمُّونَ بِاللِّبَاسِ؟ تَأَمَّلُوا زَنَابِقَ الْحَقْلِ كَيْفَ تَنْمُو! لاَ تَتْعَبُ وَلاَ تَغْزِلُ.
29 وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ وَلاَ سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ كَانَ يَلْبَسُ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا.
30 فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟
31 فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟
32 فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا.
33 لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.
34 فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ.
ويبين الرجل أن الآوان يفوت لإصلاح الأحوال إذا انتظر الناس ظهور الأدلة الساحقة فساعتها يكون الفوضى والدمار فيقول:
"ولكن إذا انتظر هؤلاء الناس زمن اجتياح الحاجة إلى التغيير، فسيكون الوقت قد أصبح متأخرا جداً ، حيث سيدبّ الذعر في قلوب الجميع وسيهتاجون كقطيع من الحيوانات في الحقول، سيضيعون ، وستدّب الفوضى العارمة التي ستجعلهم يفقدون القدرة على رؤية الطريق ، أو أي جهة سيتخذون ، ولن يستطيعوا التصرف بحكمة ويقين ، أو بأية طريقة أخرى لأن تصرفاتهم آنذاك ستكون يائسة إذا كنت تنتظر قدوم الأدلة الساحقة، فسيكون قد فات الأوان بالنسبة لك للقيام بأية تحضيرات حكيمة ولذلك ، فإذا انتظرت حتى ترى الأدلة القاطعة، فاعلم بأن الوقت سيكون متأخراً جداً حينذاك بالنسبة لك لاتخاذ أية استعدادات حكيمة كما أن موقفك سيكون ضعيفاً وهشاً ولا يمكن الدفاع عنه وبعد ذلك ستصبح في وضع يعاني الوهن ، والعجز الشديد ثم ستصبح خياراتك محدودة جدا لن يكون هناك طعام على الرفوف في المخازن وسيتم إغلاق البنوك وسيكون الناس في حالة من الهلع ولن يستغرق ذلك الكثير من الوقت حتى يصاب الناس بالذعر"
ولأول مرة نرى الرجل يعطى نصائح فى تعاملات الناس وهى نصائح قليلة فى مساعدة الوالدين والأولاد والمعاقين وهى ليست نصائح تفصيلية فيقول:
"إن كل حالة تعتبر هنا بمثابة حالة فريدة من نوعها إلى حد ما، و لذلك فإن المبادئ التوجيهية هي مبادئ عامة جدا ، وواسعة جدا، ولكن هناك عدد قليل من الأشياء التي يجب أن تعرفها في البداية ، وفي الحياة، حيث أن مسؤوليتك الأولى تتعلق بالمعرفة لأنها مسؤوليتك أمام الله وتلك هي مسؤوليتك لكي تتبع ضميرك ، ولتسمح له بمراقبة أفكارك ومعتقداتك، وعلاقاتك مع الآخرين، وكذلك على رغباتك في الحصول على المتعة ، وفي حالات الخوف من الألم ؛ وحول حيازتك للثروة ، والخوف من الفقر من جديد عليك أن تُحكّم ضميرك في كل شيء تلك هي مسؤوليتك الأولى إنها مسؤوليتك في تربية أطفالك لمرحلة البلوغ ، حيث لا يمكنك التخلي عنهم في تلك المرحلة لذلك ، يجب عليك البقاء معهم إلا في بعض الحالات الشاذة و المتطرفة للغاية ، وذلك إذا كانوا يميلون بشدة إلى التدمير الذاتي ، أو أنهم لا يمكن السيطرة عليهم ، فسيقع عليك حينذاك جزء من المسؤولية لأنك جزء منها بطبيعة الحال و لكن هذا لن يحدث إلا في المراحل الأخيرة من تطور نموهم ، ولن يكون إلا استثناء حقيقياً ، وشذوذاً عن هذه القاعدة إذا كان لديك والدان لا يملكان أية وسيلة لدعم نفسيهما ، ففي بعض الحالات، سيكون عليك تقديم المساعدة لهما بنفسك ، وتلك ستكون مسؤولية أيضاً ، وقد يصحّ ذلك بالنسبة لكثير من الناس بطبيعة الحال
ولذا ، لا تعتقد بأن الحكومة ، أو أنظمة الرعاية ستتوفر في المستقبل بالنسبة للمسنين ، وأنه لن يكون لديك أية مسؤوليات هنا ، ذلك لأن كثيراً من الناس سوف يضطرون إلى مواجهة ذلك، حيث يجب أن يشكل هذا جزءاً من الاستعدادات وعدا عن ذلك ، فثمة حالات ينبغي عليك فيها تقديم الخدمة لأشخاص آخرين لأنك موجود من أجل خدمتهم ، وعليك الاعتناء بهم وعادة ما يتضمن ذلك بعض الناس شديدي الإعاقة، حيث تشعر بأنه لا بد لك من الالتزام مع تلك الحالات وعلى الرغم من أن ذلك سيكون في الأوقات العصيبة للغاية، إلا أنك تتفهم وتعلم تماما ً بأنه يجب عليك البقاء معهم وسيكون ذلك واضحاً ولكن في العديد من الحالات الأخرى، فإن الوضع قد يختلف فإذا كنت في علاقة مع أشخاص لن يستعدوا لأمواج التغيير العظيمة ، أو الذين يحطّون من قيمة محاولتك للقيام بذلك، فقد تضطر آنذاك للتخلي عنهم ، ويجب أن تقوم بذلك ، وبسرعة لأنهم سيقفون في طريقك ، وسيشدّونك للخلف مما سيساهم في تقويض تقدمك الذي تحرزه وهذا ما سيوهنك ، وسيهين علاقتك مع المعرفة هنا ، لا بد لك من أن تقطع رابط علاقتك مع أولئك الناس، وتتركهم يذهبون في حال سبيلهم ، ولكن بدون أية عداوة ، بل مع اليقين التام بأنك لا يمكنك المضي قدما معاً في هكذا علاقات أما إذا كان لديك زوج ، أو في علاقة جدية مع شخص ما ، أو مع أشخاص مختلّين عقلياً ، أو كانوا يعانون من أي أنواع من الاختلال في حال من الأحوال، فإن قرار البقاء معهم أم لا سوف تحدده المعرفة ولكنك يجب أن تكون على استعداد للتخلّي عنهم إذا كان ذلك ضرورياً ، لحماية نفسك وحماية أطفالك ، أو لحماية والديك المُسنّين ، ومهما تطلّبت مسؤولياتك ذلك ولأنه من غير المناسب بالنسبة لك وجود ما يعرقلك ،أو تأثُّرك بشخص ما ، أو بأشخاص لا يمكنهم التحرك إلى الأمام في الحياة لذا ، فإن هذا بالنسبة لكثير من الناس إنما يُمثّل عتبة عظيمة ، لأنه يُمثّل عائقاً كبيراً يحتجز حياتهم بالفعل، و لربما كان ذلك منذ وقت طويل جدا ، لذلك واجهوا هذه المشكلة فورا وأصبحوا طلاباً للمعرفة "
ونلاحظ أمرا غريبا فى تاريخ الأنبياء الكذبة الجدد فى الفقرة السابقة وهو أن الرجل يتكلم عن الزنى مسميا إياه إقامة علاقة جدية مبيحا إياه فهل أصبح الزنى مباحا ؟
ويبين أن المسئولية فقط هى نحو الأولاد والوالدين عندما يصرون على الفشل بينما بقية الناس على الإنسان تركهم يفشلون وهو قوله:
"ولكن إذا كان الآخرون متجهين نحو الفشل ، وأصرّوا على ذلك ، فلا يتحتّم عليك أن تمنعهم ، عليك أن تدعهم يتبعون مسارهم في الحياة ، لأنك لست مسئولا عنهم إلا إذا كانوا أطفالك أو والديك المُسنّين فهناك استثناء لهذا ولكن حتى هنا، يجب أن تتم الاستثناءات في بعض الحالات القصوى "
وهذا الكلام خاطىء فالإنسان مسئول فقط عن نفسه فى الإرشاد وأما الأخرين فهو يرشدهم ولكنه لا يجبرهم على عدم الفشل كما قال تعالى "لست عليهم بمصيطر"
ونلاحظ أن الرجل الداعى لإتباع الله يريد من متبعه الحر أن يزيل من نفسه الشعور بالذنب، والالتزام فيقول:
"ولذلك ، فإذا كانت مسؤوليتك الأولى نحو المعرفة، فأنت حر ولكن يجب أن تتعلم الحرية ، من أجل الفوز بالحرية ومن أجل ذلك ، يجب عليك أن تتغلب على التيارات الأخرى في عقلك – كالشعور بالذنب، والالتزام، وإدانة الآخرين، والحاجة للإثبات ، والموافقات ، والحاجة إلى الأمن المالي، والحاجة إلى الاعتراف الاجتماعي – يجب التغلب عليها كما لو كنت تخوض معركة ضد قوات العدو لا بد من التغلب عليها داخل نفسك لا يمكنك الحصول على كل شيء لا يمكنك البقاء حيث أنت والمُضيّ قُدماً لا يمكنك الحصول على موافقة الآخرين ، واتبع المعرفة داخل نفسك"
وهو بذلك يناقض كلامه عن عبادة الله حق عبادته فمن يعبد الله لابد أن يشعر بالذنب عندما يخطىء فيتوب فيقول:
"تستطيع أن تشكر الله وتحمده ، وأن تعبده حق عبادته تستطيع أن تركع على ركبتيك تستطيع أن تسجد في المعابد ولكن إذا لم تكن تُنفّذ ما وهبه الله لك ، فإنك لا تُكرّم الله بل ولا تُقيم لله وزناً كما أنك لا تفي أيضاً بما أنزل الله من أجلك لتنفّذه ، وهو ما سيكون في معظم الحالات مختلفاً جداً عن أفكارك حول حياتك ، ومفاهيمك الخاصة عن الوفاء والسعادة"
ويبين الرجل أن دينه ليس فيه عقاب عند الله وإنما العقاب هو فى الدنيا فيقول :
"لقد منحك الله قوة وجود المعرفة قد تطلب المعجزات من الله قد تسأل الله أن ينقذك من سفينتك الغارقة تستطيع أن تصلي من اجل عدة أمور ولكن إذا لم تكن تستطيع الاستجابة لما وهب الله لك، فإن كل صلاتك ، ودعاءك ، وابتهالاتك ليست صادقة ، أو شريفة، لأنها قد ولدت من الجهل والغطرسة والحماقة وعلى الرغم من ذلك ، فإن الله لن يعاقبك ، ولكنك ستضع نفسك في طريق الأذى، وستواجه مجموعة من الخيارات المتضائلة باستمرار ، ومن الفرص المتاحة وهي هنا لامتحانك ، و لتحذيرك، ولتشجيعك ، ولإعدادك و هذا هو الهدف من الرسالة الجديدة"
ويخبرنا سومرز أن على متبع الرسالة أن يزهد فى الممتلكات والالتزامات والعلاقات لكونها تستهلكه وتخسر طاقته فيقول:
لذلك ، عليك أن تبدأ بإعداد حياتك ، وتبسيطها ، وأن تُرفّه عن نفسك أي شخص يستطيع أن يفعل ذلك الآن ، قم بتبسيط حياتك فما لا لزوم له – كالممتلكات، والالتزامات ، والملكية، حتى العلاقات غير الضرورية – ليس سوى امتصاص لطاقتك ، وصرفك بعيداً عن تحفزك ، وحماستك ، وملء وقتك ، وجعل عيناك مغمضتان عن العالم ، وعن ظروفك يمكنك أن تبدأ بممتلكاتك، ثم ستضطر إلى مراجعة علاقاتك، وأنشطتك ، والتزاماتك لذا قم بتحرير وقتك وتحرير طاقتك من أجل أن تبدأ بالاستعداد لأمواج التغيير العظيمة لأنها ستتطلب منك تركيزاً هائلاً ، وشجاعة كبيرة
إن الكثير من الناس يعيشون في أماكن حيث لا ينبغي لهم أن يعيشوا فيها ، و يتشاركون في ما لا ينبغي أن يتشاركوا فيه ، فالأثرياء يضيعون أوقاتهم وحياتهم في ملاحقات ومطاردات لا معنى لها ، حيث يكون الاستحواذ ، والتملك هاجسهم ، كما ويضيعون الموارد الكبيرة التي بحوزتهم – والتي يمكن أن تكون في خدمة العالم وخدمة الآخرين – و يغرقون أنفسهم في الإدمان، والانغماس في الملذات لأقصى مدى ومعنى في حياتهم لذلك ، فهم أكثر إثارة للشفقة – وفق عدة معايير واعتبارات – من الفقراء ، لأنهم يُظهرون حقيقة الإسراف والوقاحة التي ولّدتها البشرية لنفسها في تدميرها للعالم، وفي تدميرها لمواردها ، وفي استنفاذها للميراث الطبيعي لذا ، عليك أن تبدأ مع تقييم عميق، وهذا التقييم سوف يغطي كل شيء في حياتك"