ويبين سومرز أنه لا يمكن إصلاح المشاكل إلا عبر الشعور بحاجة فى داخل كل فرد تجاه مساعدة الآخرين والحال الآن أنه لا توجد حلول جذرية وإنما حلول جزئية لعدم تجميع الصورة كاملة وهو قوله:
"إنه من أجل معرفة المراد من – هبة الله العظيمة-، يجب عليك رؤية حجم وعمق التحدّي الذي تواجهه البشريّـة يجب عليك الشعور بالحاجة في داخل نفسك، والتسليم بأنك، كفرد، لا تمتلك إجابة، وأن حتى أممكم وخبرائكم وعلمائكم ليس لديهم حقاً إجابة إنهم يملكون إجابات لأجزاء من المشكلة إنهم يعملون من أجل تنبـيه وإعداد البشريّـة، لكنكم بعيدون الآن كلّ البعد في استعدادكم لأمواج الـتَـغْيِـير العظـيمة الساعة متأخرة، وأنـتم لستم بمستعدّين
لرؤية الحل، لا بُدّ من الشعور بالحاجة يجب أن تتعرَّفوا على الحاجة يجب عليكم مواجهة أمواج الـتَـغْيِـير العظـيمة يجب أن تبدؤوا بتجميع الأجزاء والعلامات مع بعضها البعض لـتروا الصورة التي تـرتسم لكم هذه الصورة واضحة وجليّة، ولكنها ليست بجليّة لأولئك الذين لا ينظرون، الذين لا يتفكّرون، الذين لا يقومون بالجمع بين الارتباطات الأساسيّة التي لا بُدّ من جمعها في حال أردتم رؤية الصورة بوضوح"وكرر كلامه قائلا:
" فيجب أن تعلم أن الحاجة الإنسانـيّة ستغدو أعظم وأشد بكـثير في المستقبل مـمّا هي عليه الآن سيصبح كلّ شخص أكثر فقراً، وسيُـحرم الكثير يجب أن تمتلك القوة هنا لا لتعتني بنفسك فحسب بل لتعتني بالآخرين أيضاً– لتعتني بـكبار السن، لتعتني بالأطفال بالتأكيد، سوف لن تـتولّى بنفسك مسئوليّة الاعتناء بكلّ شخص، ولكن سيتضح لك من هو الأكـثر ضعفاً وعُرضَةً للخطر من بين جيرانك أو من بين علاقات ذوي القربى يجب أن تكون قوياً بقدرٍ كافٍ للاعتناء بهم أيضاً"
ويركز سومرز على أن الحل بيد الفرد وحده حتى ولو كفر الآخرون بذلك الحل فيقول :
"إن أيَّ خُطةٍ عمليّةٍ وجريئة تسعى من خلالها لإعادة توجيه نقطة ارتكازك وطاقتك، يجب أن تُبنى دائماً على أساس حاجةٍ داخليّةٍ ومُلِحّة أما في الأوضاع الهامدة، فمن النادر ما يحرز الناس أيَّ تقدّم البتة في أيّ ميدان من ميادين العمل إن التقدّم الحقيقي يجب أن يكون منساقاً بدافع الحاجة العميقة والمُلِحّة تلك الضغوطات الناجمة عن أوضاعك وعن حاجات العالم من جهة وعن المعرفة التي في داخلك من جهة أخرى،
لا تبـتـئس لعدم استجابة الآخرين لا تُـقلِـق نفسك على بشريّـة باقية في جهلها وانغماسها وحماقتها في شأن غاراتها وصراعاتها إذ أن النداء هو نداءك يجب عليك تحمّل المسئوليّة في حياتك وفي أسباب وجودك في العالم النداء هو نداءك لست بحاجة لإجماع الآخرين حتى تستجيب في الحقيقة، إنك لن تحصل على هذا النوع من الإجماع لعلّك تكون أنت الشخص الوحيد الذي سيستجيب من حولك حتى لو كان هذا هو الحال، يجب أن تستجيب لا يمكنك انتظار الآخرين كي يقدموا لك التطمين على وجوب استجابتك، فعندما يستجيب كل شخص، سيكون هناك ذُعرٌ وتنازع سيكون هناك مِحَنٌّ وتصارع وإنك لا تودُّ الانتظار حتى اللحظة التي يستجيب فيها الآخرين، فعندها ستحل الفوضى العارمة"
وهذه المقولة الحل الفردى تناقض مقولة أنه لا يوجد سوى حل جماعى بإيمان الكل وتضافرهم لمواجهة مشاكلهم فى قوله:
"يجب على كلّ الأفراد أن يختاروا ما إذا كانوا سيقـتتلون ويتنافسون، أم سيقاومون أمواج الـتَـغْيِـير العظـيمة، أم سيتصارعون مع أنفسهم ومع الآخرين من أجل الإبقاء على نمطِ حياةٍ تمسّكوا به، أم أنهم سيستدركون الخطر العظيم ويتحدوا فيما بينهم كي يبدؤوا بالاستعداد للصدمة وكي يبنوا مستقبلاً من نوعٍ جديد ومختلف للعائلة البشريّـة"
والرجل يبين أن المطلوب الإعداد للصدمات من خلال التعامل مع الماديات فى البيئة فيقول:
"يجب عليك إعداد نفسك وإعداد حياتك يجب عليك تعزيز علاقاتك يجب عليك تعليم مَن تَعرِفهم من الناس المقربين منك– أولئك الذين يقدرون على السماع وأولئك الذين يقدرون على الاستجابة يجب أن تضع أهدافك وأهوائك إلى جانب حتى تستجيب للعالم يجب أن تُعيد تـقْيِـيم مكان معيشتك، كيفيّة معيشتك، من هم الذين معك من حيث المقدرة على الارتحال معك، من يستطيع الإعداد معك ومن لا يستطيع، يجب أن تُعيد تَـقْيِـيم عملك وقابليّة استمراره في المستقبل، ويجب عليك فعل ذلك من غير أن يشجعك ويتفق معك جميع من حولك، فإن هذا سيكون مستبعداً"
بالقطع الرسالة المزعومة هنا تتعامل مع مكونات البيئة وأما الناس وتعاملاتهم معا والتى هى أساس المصائب كلها فالرسالة لا تتحدث عنها
ثم يناقض الرجل نفسه فيجعل للإنسان عقل ضعيف ثم يفاجئنا بوجود عقل أخر داخل الإنسان غير العقل الضعيف وهو عقل المعرفة فيقول:
"سوف لن يودُّ عقلك مواجهة المستقبل سوف يودُّ عقلك بأمورٍ أخرى وذلك بسبب ضَعف العقل وهوانه فهو ينساق بواسطة الخوف والهوى ولكن هنالك عقلٌ أعظم في داخلك، ألا وهو عقل المعرفة إنه غير مشتّـت ليس في صراعٍ مع نفسه ليس خاضعاً للإغواء القادم من العالم أو من أيّ قوةٍ أخرى فهو يستجيب إلى الله وحده إنه الجزء الوحيد منك الطاهر والمُؤتَمَن في جميع أحواله، وإنه الجزء الوحيد منك الذي يتصف بالحكمة إنه يحوي هدفك الأعظم لمـجيئك في العالم، وإنه يُـمَثِّلُ علاقتك الأساسيّة مع الله، التي لم يتم خسرانها عند الانفصال"
ونقض سومرز تقسيم العقل فى الفصل الرابع حيث جعل هناك نوعين من العقل هما العقل المفكر والعقل الأعمق معرفة فقال:
"فإن عدم القدرة على الاستجابة، أو لنقل بأنها القابلية غير المتجاوبة ، هي المشكلة الأساسية هنا وهذا هو السبب في أنه من أجل دراسة الخطوات إلى المعرفة، لا بد من القيام بعملية بناء الجسر بين عقلك المفكر – أي فكرك – الذي أصبح متكّيفاً للغاية من خلال الأوضاع الاجتماعية والتجربة السابقة، وبين العقل الأعمق للمعرفة التي خلقها الله"
ويوضح سومرز أن الرسالة ليست سوى نداء يحفز المعرفة داخل الناس لحل المشاكل ومواجهة التغيرات فيقول:
"لذلك، لا تنظر إلى أمواج الـتَـغيِـير العظيمة فقط على أنها مأساة أو على أنها خطر عظيم، بل أنظر إليها كنداء، أنظر إليها كـمُتطلَّب– نداء ومُتطلَّب باستطاعتهما إحياءك وتخليصك، نداء ومُتطلَّب باستطاعتهما استدعاء المعرفة في داخلك والهبات العظيمة التي كنت قد أتيت لتقديمها، هذه الهبات التي سوف تحدّدها نفس هذه الأوضاع التي تنبثق الآن"وقال:
"يتم إيجاد القوةِ الحقيقـيّة فقط عند استجابة الناس وتحرُّكهم في الوجهةِ والنـيّةِ الصحيحة"
والغريب أن نجد فى الفقرة السابقة فى رسالة إلهية مزعومة أن حل المشكلات ومواجهة التغييرات الكونية ينبع من داخل الناس وبجهدهم بدلا من أن يقدم الله الحل للناس كما هو معهود فى رسالات الوحى
ونلاحظ الكذب فى كلام سومرز عندما يقرر أن رسالته تقدم لأول مرة فى التاريخ الروحانية على مستوى المعرفة وهو كلام تكذبه الرسالة الصحيحة والرسالات الخاطئة فكل منها يدعى أنه يقدم المعرفة الحقة وما سواها باطل وهو يقول هذا فى الفقرة التالية:
"إن هنالك رسالة جديدة من الله في هذا العالم لدى البشريّـة الآن أملٌ عظيم فلأول مرة في تاريخ البشريّـة، تُـقدّم فيها الروحانـيّة على مستوى المعرفة إنه نداءٌ عظيم إنها هبةٌ عظيمة"
ويناقض الرجل نفسه فى الفصل الثانى فالرسالة المزعومة لو كانت تقدم المعرفة فلماذا تدع الاجابات على الأسئلة لقدرات الإنسان فى قوله:
"سوف يتساءل الناس كثيرا حول ” كيف تبدو تلك الأمواج العظيمة ؟ وما الذي نتوقعه منها ؟ وما هي التحضيرات التي يجب أن نقوم بها حقاً وقدرة استعدادنا لها ؟ وهل ستكون عبارة عن وضع صعب ، أو أنها ستكون حالة فظيعة لا نقوى على تحملها ؟ “
أما الأجوبة على تلك التساؤلات فإنها تعتمد على أشياء كثيرة تتلخص في قدرات استجابة الإنسان ودرجة تحمله للمسؤولية"
والغريب أن الرسول المزعوم هو الأخر لا يعرف إجابة ماذا سيكون رد الناس على رسالته فيقول:
"إلا أن ثمة سؤال يظهر هنا ليقول :
إذاً ، كيف ستكون استجابة الناس؟ وهل ستقوم الإنسانية بتدمير نفسها خلال صراعاتها ومعاركها حول من سيحصل على الموارد المتبقية، أو أنها ستعي ما تقوم به ، وسيكون هناك قدر أكبر من الاتحاد والتعاون؟
بيد أنالإجابةعلى ذلك السؤال غير مؤكد ، ولكن في كلتا الحالتين ، فإنك – كإنسان – إنما تقوم بنقلة باتجاه زمن الصعوبات العظيمة "
وهذا الجهل يتنافى مع كون الإجابة موجودة داخل الإنسان فى قوله:
"ولذلك ، فإنه ، ومن أجل الحصول على أجوبة وتفسيرات لتلك الأسئلة الصعبة ، سيتوجب عليك البحث الحثيث من أجل الوصول إلى كينونة المعرفة الأعمق بداخلك ، ومن ثم إلى العقل الذي خلقه الله فيك "
ويتبنى الرجل مقولة خاطئة هى أن المناخ صار أكثر دفئا فى غالبية العالم وهو ما يجعل المشكلات تنشأ فى الغذاء والماء وغيرهم فيقول :
"سيتغير المناخ حول العالم ، وها هو ذا يصبح أكثر دفئا في معظم الأماكن ، مساهماً في تناقص الإنتاج الغذائي، وتناقص إمدادات المياه، وخلق أزمات كبيرة في مناطق معينة من العالم
ولذلك ، فإن خطر انهيار المجتمع سيكون مهولاً ، وفي غاية الخطورة في ظل هذه الظروف، بالإضافة إلى حقيقة أن معظم الناس إما أنهم لا يدركون ما هو قادم ، أو أنهم لا يعيرون أهمية تُذكر لذلك ، وإن حصل ، فهم يمنحون اهتماما طفيفاً جدا حول ذلك القلق العظيم "
والرد هو فى مقال لى نشر من قبل وهو :
" بدأت الدراسات من الثمانينات بفرضية أصبحت مسلمة حاليا وهى أن درجة حرارة الأرض ترتفع بسبب النشاط الصناعى خاصة استخدام بعض المواد مثل الكلوروفلوروكربون وأن هذا سيؤدى فى النهاية إلى غرق الأرض بسبب ذوبان الجليد فى المناطق الجليدية فى العالم مثل القارة الجنوبية وجزيرة جرينلاند وقد أدت هذه الدراسات إلى نتيجة أخرى مفادها أن ثقب الأوزون يتسع سنويا كما أدت هذه الدراسات إلى قيام معاهدات واتفاقات مثل اتفاقية كيوتو للحد من الانبعاثات الحرارية الصناعية والتى امتثلت لها كثير من الدول ولم تمتثل لها الولايات المتحدة الأمريكية كعادتها على طريقة الكبار أو خالف تعرف
ومن يتابع درجات الحرارة سنويا ويقارن درجات الحرارة عاما بعام سيجد أننا لا نعيش عصر ارتفاع الحرارة وإنما عصر إنخفاض الحرارة فالسنوات الخمس الأخيرة شهدت فى مصر انخفاضا ملحوظا فى درجات الحرارة خاصة فى فصل الربيع وفصل الصيف فقد شهدنا الأمطار تتساقط فى الربيع عدة مرات فى السنة خلال الأعوام الخمس السابقة وهو أمر نادر الحدوث ولم يحدث طوال42 سنة هى عمرى أن تساقطت الأمطار وبرد الجو فى فصل الربيع كما فى السنوات الخمس الأخيرة بل كان الربيع صيفا خاصة فى السبعينات والثمانينات من القرن العشرين وأما الصيف فلم يعد هو الصيف المرتفع الحرارة كما كان فالدرجة لا تتجاوز الأربعين إلا نادرا بينما فى السبعينات والثمانينات كانت فى فترة الصيف تتجاوز الأربعين كثيرا
أرجو من خبراء المناخ مراجعة درجات الحرارة فى السنوات الثلاثين أو الأربعين الماضية فى مصر وفى الكثير من الدول وساعتها سيجدوا عجبا وهو أن تلك الدراسات التى أنتجت لنا نظرية الدفيئة او الصوبة الزجاجية هى دراسات فاشلة ليس لها أساس من الصحة "
ويقول الرجل أننا سنتحمل العقاب بدلا من مرتكبيه فى الماضى فيقول:
"لقد تجاوزت الإنسانية حجم استهلاكها للإرث الطبيعي للموارد في الأرض ، وقد بالغت – إلى حد بعيد – في استغلال تلك الموارد التي ورثتها في العالم ، العالم الرائع والغني وهكذا ، سيتوجب عليك أن تدفع ثمن الذنوب والخطايا التي ارتكبت في الماضي، في حين سيتوجب على أطفالك دفع ثمن ذنوب وخطايا الحاضر هذه الذنوب والخطايا هي أخطاء ، أخطاء أساسية ، وجوهرية ، وهي في بعض الحالات أخطاء هائلة للغاية
لذلك، لا يمكن الهروب من كل هذا كما لا يمكنك أن تنتقل إلى أي مكان آخر، و أن تكون في مأمن من أمواج التغيير العظيمة ولذا ، سيتوجب عليك العيش بشكل مختلف جدا، إلا أن المعرفة المسكونة بداخلك فقط يمكنها أن ترشدك على وجه التحديد في هذه المسألة"
وتحميل ذنوب الآباء للأبناء مقولة خاطئة تتنافى مع العدل الإلهى وهى مقولة متخذة من العهدين القديم والجديد
ويركز سومرز على أن المعرفة الداخلية هى التى تحدد مسار الحل الإنسانى فيقول:
"وبعيداً عن اتباع ” التوصيات من أجل العيش في عالم أمواج المتغيرات العظيمة” التي تم تضمينها في هذا الكتاب ” فإن المعرفة المتأصلة في داخلك، بالإضافة إلى قوة علاقاتك مع الآخرين، والشجاعة والموضوعية التي يمكنك أن تعالج بها ظروفك ، هي التي ستحدد المسار الذي يجب عليك اتباعه "
ويوضح الرجل أن التغيير سيصيب كل شىء وأن الإجابة الحل ليست تفسيرا وإنما خطوات متتالية لمواجهة التغيير فيقول:
"ولذلك ، فإن كل شيء سيصيبه التغيير، وسوف تكون هناك شكوكاً عظيمة إن المكان الذي تعيش فيه، و طريقة حياتك المعيشية ، وإرادتك في الحياة ، كلها ذات تأثير هائل على نوعية الظروف التي ستحتم عليك مواجهتها وهنا ، فإن الإجابة لن تكون بالضرورة تفسيراً، ولكنها ستكون على شكل سلسلة من الخطوات ، خطوات يتوجب عليك القيام بتنفيذها ، وخطوة تلو خطوة حيث أن التغيير العظيم يتطلب القيام بالانتقال خطوة بخطوة وبشكل تدريجي إلا أن الاستثناء الوحيد لهذا الانتقال الرتيب إنما يتم في حالات الطوارئ القصوى، كأن تكون في منزل يحترق ، أو على متن سفينة تغرق ولكن فيما عدا تلك الحالات الطارئة القصوى ، فيتوجب عليك اتباع سلسلة من الإجراءات التي قد لا تحمل لك أي معنى على الإطلاق في اللحظة التي أنت فيها ، سلسلة من الإجراءات التي قد يعتبرها البعض الآخر غارقة في الغباء ، أو أنها بعيدة عن العقلانية ولكن ، سيتوجب عليك اتباع سلسلة الاجراءات تلك"
هذا الكلام طبعا ليس مقبولا فبعض الأسئلة لابد لها من إجابات تفسيرية حيث يبنى الإيمان على التفسيرات وأما سلسلة الإجراءات وهى الأفعال فأحيانا ما تحتاج لتفسير خاصة عندما يتعلق الأمر بعمليات قتل أو أخذ مال
والرجل يبدو أنه لا يظهر الحقيقة للناس فهو يطالبهم بالطاعة دون فهم فى الفقرة التالية:
"بيد أن كل هذا ، إنما يقع تماما خارج نطاق مجرد كونها قضايا آمنة ومؤتمناً ، وهذا هو أحد الأسباب أن الناس لا يفهمون الجواب عندما يتم إعطاء ذلك الجواب فهم لا يستطيعون فهم ، أو الثقة في الميول العميقة لديهم ، ذلك لأنهم يطرحون السؤال مصحوباً بوجود دافع خفي للحصول على الجواب الذي يريدونه كي يكون مزخرفا وخصباً يوافق رغباتهم ، وأن يكون محمياً ، وليحافظ على ما لديهم ، أو لأجل الحصول على أكثر من ذلك ولكن ذلك في حقيقة الأمر ليس هو التركيز على المعرفة "ويكرر الكلام عن الطاعة بلا سبب وبلا وعى فيقول:
" هنا ، يجب عليك أن تستجيب حين لا يستجيب الآخرون كما يجب عليك اتخاذ الاحتياطات اللازمة ، عندما لا يفعل الآخرون ذلك يجب عليك أن تقوم بتغيير ظروفك عندما يظهر لك بأنه لا يوجد هناك سبب مباشر لفعل ذلك يجب عليك أن تتبع الإلحاح الداخلي والاتجاه الداخلي فيك ، دونما أن تعي حقا ما يحدث ، وكيف سيبدو مستقبلك ، أو كيف ستكون النتيجة "
والرسالة الصحيحة هى من تفسر للناس الحقيقة لا من تخفيها ومع هذا يقول أن المعرفة الحقيقية تقدم لهم الحماية التى يحتاجونها فيقول:
" إن المعرفة الحقيقية ستقدم لكم الحماية التي تحتاجون ، وستحميكم هنا ، كما أنها أيضاً سوف توفر لكم الأمان ، وستحفظكم من أجل هدف أعظم "
ويبين أن القضية ليست نجاة المؤمنين بالرسالة وإنما مواجهة الآخرين المدمرين فيقول:
"إن نجاتكم الشخصية ليست هي القضية هنا، إنما هو الوفاء لمهمتكم الأعظم ، حين تم اختياركم لكي تأتوا إلى هذا العالم في الزمن الذي تتأهب فيه أمواج التغيير العظيمة لتضرب العالم لقد أتيتم في زمن يتحتّم على الإنسانية فيه أن تواجه وتتعامل مع التنافس الناتج عن المجتمعات الكبرى ، ومع القوى الغازية من الكون الذي يحيط بكم لقد أصبحتم مجتمعات كبرى في زمن تسود فيه صعوبات كبيرة ، وحالات عظيمة من عدم اليقين ، زمن تفعل فيه الفتنة فعلها المدمر ، وتتعاظم فيها مخاطر الحروب "
سومرز يقول أن الرسالة قدمت الخطوات نحو المعرفة فى الفقرة التالية:
"لقد قدمت الرسالة الجديدة الخطوات نحو المعرفة بحيث يمكنك أن تبدأ في بناء هذا التواصل الأعمق نحو المعرفة، وهو الاتصال الذي لن تضطر معه إلى الاعتماد – على نحو متزايد – في المستقبل حين تصبح جميع المصادر الأخرى لليقين محط تحد ، و مفاجأة ، و في حالة صراع أيضاً فإلى أين ستتجه ؟ وإلى من ستتجه في أوقات التغيير العظيم وعدم اليقين ؟ إلى حكومتك ؟ أو أصدقائك؟ أو عائلتك ؟ أو دينك ؟
ولكن في حال أنك لم تجد أي يقين أو الوضوح هناك، فهل ستهرب إلى ممارسة هواياتك أو أوهامك ، أو حتى شغفك وعواطفك ؟ وفي الحقيقية ، فإن هذا هو السؤال المهم، كما ترى"
ويناقض الرجل نفسه بأن الله قدم المعرفة للهداية بينما هى خطوات نحو المعرفة وليس المعرفة نفسها فى قوله:
"لقد وهبك الله المعرفة لكي يهديك، ويحميك ، و لكي يقودك إلى تحقيق إنجاز أعظم في العالم كما هو لذلك، عليك أن لا تسأل الله أي شيء أكثر فإذا لم يكن باستطاعتك تلقّي هذه الهبة الكبيرة – وهي الهدية التي تفوق كل تقديراتك ، الهدية التي من شأنها أن تخدمك كل يوم ، وفي كل ظرف – وإذا لم يكن بإمكانك الحصول على ذلك ، وإذا لم تكن على ثقة بما وهبه الله لك ، وإذا لم تتبع ما وهبك الله إياه ، فلا ينبغي لك أن تسأل عن المعجزات "
والسؤال لسومرز أين المعرفة التى قدمتها الرسالة أى الهدية المزعومة للناس حتى يطيع الناس الرسالة ؟
والرجل يعطينا الحل لإنسان ذو صفات حسنة من خلال الرسالة المزعومة التى لا يعرف أحد حتى الآن تفاصيلها وكأن ثقافاتنا لم توجد هذا الإنسان فيقول:
"لديك الفرصة لتصبح قوياً ، ومتكاملاً ، ومتوازناً ، وشجاعاً ، وموضوعياً ، ورؤوفاً ، في حين كنت قبل ذلك مجرد مدمن لثقافتك، محاولاً أن تستحوذ ، أو تفعل أشياء لم تكن ضرورية لطبيعتك أو للهدف الأعظم لوجودك هنا في الحياة هنا في هذه المرحلة ، تصبح علاقتك مع نفسك أكثر حسماً ، بل تصبح جوهرية ، وعملية ، وغامضة فمهما كانت الصعوبات التي واجهتها في الماضي قوية ، ومهما كانت العيوب السابقة ، ومهما سببت لك الصدمات من نتائج ، فقد أصبحت تمتلك الإرادة الآن بعد أن ألقيت بظلالك وأصبحت محجوباً بفعل حاجة اللحظة ، والحاجة للاستعداد للمستقبل وفي الحقيقة ، فإن هذا هو الترياق المثالي لشفاء هواجس الذات والأمراض العقلية ، وإلى ضعف الصحة العقلية والافتقار العاطفي "
ونلاحظ مناقضة الرجل نفسه فهو يريد علاقة أكثر حسما وهو ما يتطلب الوضوح لكى يكون الأمر فى العلاقة حاسما ومع هذا يصف العلاقة بأنها غامضة
ويكرر الرجل مقولة ذكرها مرات وهى القيام بأفعال وتعلم أمور لم تفعل من قبل فيقول:
"وهكذا ، يتوجب عليك الآن أن تقوم بأفعال لم تكن تفعلها على الإطلاق ، وأن تتعلم أشياء لم يكن عليك أن تتعلمها ، وذلك من أجل أن تصبح مُطَّلعاً ذا حيلة ، ويقظاً شديد الانتباه
ويطالب الرجل بعدم التفكير فى المستقبل ويغالط الرجل نفسه فيجعل المستقبل مطلوبا الوصول بالمعرفة فيقول:
"لا تنظر الى المستقبل ، أو تفكّر ، أو تقلق بشأن ما يمكن أن تخسره عليك أن تدرك أن المستقبل يمتلك القدرة لرفعك عالياً ، وليمنحك العودة إلى نفسك، وليعيد لك الهدف الحقيقي لمجيئك لهذا العالم ، وكذلك ليعيد لك قدراتك الحقيقية ولكن ، عليك الوصول إلى المعرفة، ذلك لأن المعرفة فقط هي التي تعرف حقيقتك ، ومن أنت ، ولماذا أنت هنا، وكيف ستكون قادراً على الإبحار في الأوقات العصيبة القادمة "
ومقولة عدم النظر للمستقبل تذكرنا بمقولة العهد الجديد "لاتهتموا بأمر الغد فإن الغد يهتم بأمر نفسه"
ويناقض الرجل نفسه بضرورة الاستعداد للمستقبل وعدم الانتظار فيقول:
"أما إذا كنت تستطيع أن تتحضّر مقدماً، وأن تُعدّ نفسك للمواجهة ، فسوف تكون في موقف يسمح لك لمساعدة الآخرين أما إذا كنت تنتظر، فإن التغيير الذي يتحتّم عليك أن تفعله سيكون يائساً ، ومكلفاً ، ومحفوفاً بالمخاطر وإذا ما فكرت في إيقاف فعل التغيير ، أو تساءلت حول ماهية نفعه ، أو شككت فيه ، أو إذا اعتقدت بعدم جدواه ، وأنه ليس مهماً، فإنك تكون بذلك قد وضعت نفسك في خطر مُحدق ، و ستتضاءل فرص نجاحك نتيجة لذلك"وكرر ضرورة الاستعداد للمستقبل فقال:
"حب يوفر للإنسانية ما تحتاج إليه ، وما يجب عليها أن ترى ، وتعي ، وتسعى إليه من أجل التحضير للعيش في عالم سيكون متغيراً جذرياً ، وكذلك للتحضير لمستقبلك ضمن المجتمع الأعظم ، والذي يُمثّل قدرك الأكبر الآن"
والرجل يحدثنا عن أثر الخطوات نحو المعرفة ولكنه لا يعرفنا ما هى الخطوات نفسها فيقول:
"كما أن دراستك للخطوات نحو المعرفة سيعلمك كيفية قراءة الإشارات القادمة من العالم ، وعلامات المعرفة، ولهذا فهو نوع مختلف جدا من التعليم، على عكس أي شيء يستطيع العالم نفسه يمكن أن يقدمه فهذا التعليم هو تعليم بلا خيال، وبدون تحيز، ومن دون وجهة نظر مثالية للمستقبل ، ومن دون تهاون الإنسان والفساد البشري أنه تعليم نقيّ وقوي، و لذلك ، عليك أن تكون قوياً للمشاركة فيه ، وسوف يمنحك قوته ، لأنه في الواقع كذلك "
والرجل يظن أنه يوضح لها ما سيحدث مستقبلا من جوع وفقر فيقول:
"ستكون هناك حاجة إنسانية كبيرة في المستقبل ، فالعديد من الأشخاص سيعانون من نقص الغذاء ولن يكون لديهم ما يكفي من غذاء أو مأوى ، كما ستجتاح الاضطرابات المدن الكبرى وفي المجتمعات الصغيرة على حد سواء ولذلك ، يجب أن تكون قوياً بما يكفي ليس فقط للحصول على موقف آمن لتُحصّن نفسك ، ولكن من أجل مساعدة الآخرين، وخاصة كبار السن و الشباب"
وبالقطع الجوع والفقر موجود فى كل العصور تقريبا ونحن نعانى منه منذ عقود
وينصحنا الرجل بعد القراءة الكثيرة وعدم الاطلاع على وسائل الإعلام فيقول:
"وهكذا ، فإنك لست بحاجة إلى قراءة الكثير الكتب الآن ، ولست بحاجة إلى الذهاب لرؤية الأفلام ، ولا تحتاج للمشاركة في المحادثات التي لا نهاية ولا طائل لها مع الناس
كما أنك لست بحاجة إلى أن تزج نفسك في ممارسة الهوايات والاهتمامات الأخرى بيد أن كل ما أنت بحاجة له فقط ما هو ضروري وذا مغزى عميق بالنسبة لك ، وهذا ما يجب التركيز عليه"
وهى مقولة ليست سليمة فصحيح أن معظم الكتب لا تقدم جديدا ولكن فى العديد منها أفكارا مفيدة كما ان الخطاء التى فيها يجب أن تظهر للغير
ويبين الرجل الأركان الربع للحياة فيقول:
"لديك أربعة أركان في حياتك ، وهي أشبه بالقوائم الأربع للطاولة، وهذه الأركان الأربعة هي التي تمسك بحياتك ولذلك ، فكّر بحياتك إذاً من حيث هذه الأركان الأربعة على أساس ركن من العلاقات، وركن من الصحة، وركن من العمل ، وركن للتنمية الروحية ولذلك فإن حياتك ستكون قوية فقط كقوة أضعف ركن ، القائمة الأضعف من قوائم الطاولة إلى أي مدى يمكنك أن ترى ، وإلى أي مدى يمكنك الاطلاع والمعرفة، و إلى أي مدى تستطيع أن تكون فاعلاً بإرادة الاعتماد على قوة هذه الركائز هناك عدد من الناس من الذين استطاعوا بناء اثنين من تلك الأركان ، ولكن هناك قلة قليلة جدا من الناس قد استطاعت بناء الأركان الأربعة بشكل كاف لحياتهم والقيام بذلك إنما هو الترياق المثالي لمنع الانحراف والتطرف ولأنه إذا كنت قد استطعت حقا بناء وصيانة الأركان الأربعة لحياتك، فإنك لن تكون متطرفاً أو غريب الأطوار في أي منطقة كما لا يمكنك أن تكون مقهوراً أو مُلزَما ً ، ولا يمكن أن تكون مدمناً لأنك سوف تكون مشغولاً للغاية في الاعتناء ورعاية الأركان الأساسية لحياتك، كما سوف لن يكون لديك الوقت للقيام بحماقات ، أو سلوكيات التدمير الذاتي"
والرجل بوضعه ركن الصحة لتقويته هو مخطىء فالصحة لا تتعلق بقدرة الإنسان فهو قد يمارس الرياضة ويكون نظيفا ويطلب العلاج ومع هذا تظل صحته ضعيفة لأنها هناك أمور أخرى تضعفها وأما ركن العلاقات فأى صاحب رسالة تتقطع علاقاته مع مجتمعه والمجتمعات المحيطة بسبب الرسالة نفسها وهذا هو معنى كفر أكثر الناس وحتى ركن العمل قد يتقطع بسبب الرسالة فيمنعه الناس من ممارسة عمله بفصله أو عدم الشراء منه أو غير هذا
ويوضح الرجل طبيعة عمل المؤمن برسالته فيقول:
"يجب على الركن الخاص بالعمل في حياتك أن يمثل عملاً ذات طبيعة مستدامة في المستقبل – عمل يوفر السلع أو الخدمات الحقيقية للناس، عمل يجعلك منخرطاً وبشكل هادف مع الآخرين، و هو عمل يمكن على الأقل أن يوفر ما لا يقل عن أساسيات ما تحتاجه للعيش في العالم"
ويبين المطلوب فى الصحة فيقول:
"أما في الركن الخاص بالصحة، فإن جسمك وعقلك يجب أن يعملا كوسائل لأجل المعرفة ، حيث يخدم الجسم العقل، والعقل بدوره يخدم الروح وذلك في صحيح التسلسل الهرمي لكينونتك ولذلك فإنه لا داعي لأن تكون جميل المحيا أو رياضياً ، أو حتى رائعاً تحت أي اعتبار، ما عليك هو أن تكون فاعلاً ليس إلا ، وتتمتع بصحة وافرة ، وصحتك النفسية جيدة ، وكذلك الصحة العقلية ، والصدق مع الذات ،والصدق مع الآخرين، والقدرة على التقدير والاستمتاع باللحظة، والقدرة على التعرف على والاستعداد للمستقبل، والقدرة على التواصل مع المعرفة ، والتي يجب أن يكون لها أساس حقيقي في حياتك ، والقدرة على الحصول على متعة بسيطة ومجزية ، والتعبير الفني ، وهذا كله هو ما يمثل ركيزة الصحة"