صدق المفسرون التفسير اللغوى لكلمة الموءودة ففسروها بأنها الرضيعة أو الطفلة التى قتلها والدها خوفا من الفقر أو العار ومن ثم تم تفسير قوله تعالى "وإذا الموءودة سئلت بأى ذنب قتلت "بأن الطفلة القتيلة يتم سؤالها بأى جريمة تم ذبحها .
ومن ثم فقد سرنا وراء الكل وصدقنا دون أن نعود للكلمة الأخرى التى وردت من نفس الجذر وهى يؤدوه فى قوله تعالى بسورة البقرة "ولا يؤدوه حفظهما "
فى القراءات المعروفة نجد القراءة المعروفة سئلت وقتلت وهناك قراءة أخرى هى سألت وقتلت بمعنى أن الموءودة هى التى تتساءل وليست هى التى تسئل من غيرها وهى تسأل قاتلها وهو والدها بأى جريمة قتلها فالتاء فى سألت وقتلت تاء الفاعل
فى كلتا الحالتين هناك مشكلة وهى أن الطفلة المولودة الرضيعة لا تتكلم لعدم علمها بشىء كما قال تعالى بسورة النحل " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا " ومن ثم فهى لن تسأل ولن تسئل طبقا لقوله تعالى بسورة الحج "كما بدأنا أول خلق نعيده " لأنها تبعث كما كانت فى الدنيا رضيعة لا تتكلم
ونعود لقوله تعالى بسورة البقرة "ولا يؤدوه حفظهما"فمعناه ولا يثقله حفظ السموات والأرض وبآلفاظ أخرى ولا يتعبه ابقاء الكون على ما هو عليه
ونعود لكلمة قتلت فقد تم تفسيرها كما هو المشهور من معانى لفظ قتل وهو الذبح أى الوفاة غير الطبيعية بينما هناك معنى أخر هو اللعن كما فى قوله تعالى بسورة المنافقون :
"قاتلهم الله أنى يؤفكون " والمراد لعنهم الله كيف يكفرون وبألفاظ أخرى عاقبهم الله كيف يكذبون وأيضا قوله تعالى بسورة عبس "قتل الإنسان ما أكفره "أى لعن أى عوقب الكافر ما أكذبه .
ومن ثم فالمعنى لا علاقة له بقتل البنات الرضيعات ومعنى العبارة "وإذا الموءودة سئلت بأى ذنب قتلت " وإذا المتعبة استفهمت بأى جريمة لعنت أى بألفاظ أخرى وإذا النفس المعذبة تم سؤالها لأى سبب عذبت وهو ما يطابق قوله تعالى بسورة المدثر " ما سلككم فى سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين