لا أزور المتاحف
بينما كنا سائرين أنا وولدى وجان كلود دياج فى قلب المدينة الكبرى قال لى ما رأيكم فى زيارة متحف 00إنه قريب من هنا فقلت لا نريد زيارة متاحف فقال إنها فرصة عظيمة لترى أعمال الفنانين العظام بيكاسو وسيزان وجوجان ورامبرنت وهنرى مور وغيرهم فقال الولد الصغير دعنا نتفرج ما لم تكن لديك مبررات قوية فضحكت وقلت عندى أهمها أن إسلامنا يحرم التماثيل والفرجة عليها كما يحرم الصور العارية والجنسية والجنونية كما يحرم إضاعة الوقت فيما لا نفع فيه للإنسان فقال جان أنت عدو للفن فقلت ضاحكا نحن أعداء للفن المحرم وأما المحلل فنحن أنصاره فقال سترى فى المتحف لوحات ثمن بعضها عشرات الملايين فقلت وما الذى فيها حتى يتم دفع هذه المبالغ فيها فقال وهو يحدق فى إنها العبقرية فقلت لا إنه الجنون فلوحة أى إنسان تساوى ثمن المواد التى تكونت منها اللوحة بالإضافة لهامش ربح لا يتعدى العشرة فى المئة من ثمن التكلفة الحقيقية لمواد اللوحة وهذا الربح هو ثمن عمل الفنان فقال هذا عندكم فقلت وينبغى أن يكون عندكم فما الذى يفرق لوحة بعشرة فرنكات عن لوحة بعشرة ملايين ؟لا شىء إن كل منهما متساوى فى وجود الموضوع والألوان وحتى الفنان الأول لا يفترق عن الفنان الثانى فى شىء فكلاهما له عقل ونفس فقال الولد الصغير أجب يا جان على أبى فقلت أجيب أنا فهو يجهل الإجابة إن السبب فى نشأة هذه العملية التثمينية هو التجارة فبعض الناس اجتمعوا وقرروا أن ينصبوا على الأخرين باسم الفن ونجح النصب فى بيع اللوح بأثمان خيالية وبعد النصب الأول أصبح ذلك القانون الذى يسير عليه الفن فقال وضح فقلت هل مثلا إذا رسم كل واحد منا لوحة لها نفس التفاصيل ومن نفس الألوان ومن نفس المواد هل تكون اللوحات متساوية الثمن أم مختلفة ؟فقال قطعا متساوية فقلت إذا اللوحات لا تفترق فى الثمن ودعنى أسألك إذا صنعت لوحة ثم لوحة مختلفة من نفس الألوان والمواد هل الثمن يختلف مع أن ثمن الألوان والمواد واحد؟قال اعتقد أن لا فقلت كذلك لوحات الفنانين المختلفة متساوية الثمن إذا كانت من نفس المواد والألوان ولو اختلفت المواضيع فقال يبدو كلامك مقنع فقلت لو فرضنا أن قاعدة بيع اللوحات صحيحة فالواجب هو تطبيقها على كل سلعة فمثلا بائع التفاح له الحق أن يبيع لك تفاحة بثمن ما وأن يبيع لك تفاحة مختلفة بثمن أغلى لأنها مختلفة عن الأولى فى الألوان ومثلا بائع الجوارب يبيع لك الجورب الأيمن بسعر والأيسر بسعر أغلى لأنهما مختلفان فضحك الولد وقال يا أبى كلامك فيه حجج قوية فما رأيك يا جان فنكث رأسه وقال سأذهب وأترككم
بينما كنا سائرين أنا وولدى وجان كلود دياج فى قلب المدينة الكبرى قال لى ما رأيكم فى زيارة متحف 00إنه قريب من هنا فقلت لا نريد زيارة متاحف فقال إنها فرصة عظيمة لترى أعمال الفنانين العظام بيكاسو وسيزان وجوجان ورامبرنت وهنرى مور وغيرهم فقال الولد الصغير دعنا نتفرج ما لم تكن لديك مبررات قوية فضحكت وقلت عندى أهمها أن إسلامنا يحرم التماثيل والفرجة عليها كما يحرم الصور العارية والجنسية والجنونية كما يحرم إضاعة الوقت فيما لا نفع فيه للإنسان فقال جان أنت عدو للفن فقلت ضاحكا نحن أعداء للفن المحرم وأما المحلل فنحن أنصاره فقال سترى فى المتحف لوحات ثمن بعضها عشرات الملايين فقلت وما الذى فيها حتى يتم دفع هذه المبالغ فيها فقال وهو يحدق فى إنها العبقرية فقلت لا إنه الجنون فلوحة أى إنسان تساوى ثمن المواد التى تكونت منها اللوحة بالإضافة لهامش ربح لا يتعدى العشرة فى المئة من ثمن التكلفة الحقيقية لمواد اللوحة وهذا الربح هو ثمن عمل الفنان فقال هذا عندكم فقلت وينبغى أن يكون عندكم فما الذى يفرق لوحة بعشرة فرنكات عن لوحة بعشرة ملايين ؟لا شىء إن كل منهما متساوى فى وجود الموضوع والألوان وحتى الفنان الأول لا يفترق عن الفنان الثانى فى شىء فكلاهما له عقل ونفس فقال الولد الصغير أجب يا جان على أبى فقلت أجيب أنا فهو يجهل الإجابة إن السبب فى نشأة هذه العملية التثمينية هو التجارة فبعض الناس اجتمعوا وقرروا أن ينصبوا على الأخرين باسم الفن ونجح النصب فى بيع اللوح بأثمان خيالية وبعد النصب الأول أصبح ذلك القانون الذى يسير عليه الفن فقال وضح فقلت هل مثلا إذا رسم كل واحد منا لوحة لها نفس التفاصيل ومن نفس الألوان ومن نفس المواد هل تكون اللوحات متساوية الثمن أم مختلفة ؟فقال قطعا متساوية فقلت إذا اللوحات لا تفترق فى الثمن ودعنى أسألك إذا صنعت لوحة ثم لوحة مختلفة من نفس الألوان والمواد هل الثمن يختلف مع أن ثمن الألوان والمواد واحد؟قال اعتقد أن لا فقلت كذلك لوحات الفنانين المختلفة متساوية الثمن إذا كانت من نفس المواد والألوان ولو اختلفت المواضيع فقال يبدو كلامك مقنع فقلت لو فرضنا أن قاعدة بيع اللوحات صحيحة فالواجب هو تطبيقها على كل سلعة فمثلا بائع التفاح له الحق أن يبيع لك تفاحة بثمن ما وأن يبيع لك تفاحة مختلفة بثمن أغلى لأنها مختلفة عن الأولى فى الألوان ومثلا بائع الجوارب يبيع لك الجورب الأيمن بسعر والأيسر بسعر أغلى لأنهما مختلفان فضحك الولد وقال يا أبى كلامك فيه حجج قوية فما رأيك يا جان فنكث رأسه وقال سأذهب وأترككم