سورة الشورى
سميت بهذا لذكر الشورى فيها بقوله"وأمرهم شورى بينهم ".
"بسم الله الرحمن الرحيم حم عسق كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم "المعنى بحكم الرب النافع المفيد آيات عادلة كذلك يلقى إليك وإلى الذين من قبلك الرب الناصر القاضى بالحق ،يبين الله لنبيه (ص)أن اسم الله الرحمن الرحيم والمراد أن حكم الرب النافع المفيد هو حم عسق أى آيات عادلة متفرقات كذلك يوحى أى بتلك الطريقة وهى نزول الوحى آيات متفرقات يلقى إليك الوحى وإلى الذين من قبلك والوحى يقول الله العزيز الحكيم والمراد الرب المنتصر القاضى بالعدل
"له ما فى السموات وما فى الأرض وهو العلى العظيم "المعنى لله ملك الذى فى السموات والذى فى الأرض وهو العظيم الكبير ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله له ملك ما أى الذى فى السموات وما أى والذى فى الأرض وهو العلى العظيم والمراد وهو الكبير العلى والخطاب وما بعده وما بعده للنبى(ص).
"تكاد السموات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن فى الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم "المعنى تريد السموات يتشققن من أعلاهن والملائكة يعملون بأمر خالقهم ويستعفون لمن فى الأرض ألا إن الرب هو العفو النافع ،يبين الله لنبيه (ص)أن السموات تكاد يتفطرن من فوقهن والمراد أن السموات تريد أن يتهدمن من أعلى الناس بسبب كفرهم ولكنها لا تفعل طاعة لأمر الله بالبقاء والملائكة يسبحون بحمد ربهم والمراد والملائكة يعملون بحكم إلههم ويستغفرون لمن فى الأرض والمراد ويستعفون لمن فى البلاد من الذين آمنوا مصداق لقوله بسورة غافر"ويستغفرون للذين آمنوا" ويبين الله له أن الله هو الغفور أى العفو أى المفيد الرحيم وهو النافع للمؤمنين .
"والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل "المعنى والذين عبدوا من سواه أنصار،الله وكيل عليهم وما أنت عليهم بحفيظ ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين اتخذوا من دونه أولياء والمراد أن الذين عبدوا من غير الله آلهة مصداق لقوله بسورة يس"واتخذوا من دون الله آلهة"الله حفيظ عليهم والمراد الرب حامى لهم فى الدنيا من عذابه حتى حضور وقت عذابهم والنبى (ص)ليس عليهم بوكيل أى بحفيظ أى حامى لهم من العذاب مصداق لقوله بسورة الأنعام"وما جعلناك عليهم حفيظا".
"وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق فى الجنة وفريق فى السعير "المعنى وهكذا ألقينا لك حكما واضحا لتخبر أم البلاد ومن يحيط بها وتخبر يوم البعث لا ظلم فيه جماعة فى الحديقة وجماعة فى النار،يبين الله لنبيه (ص)أن كذلك والمراد بتلك الطريقة وهى الآيات المفرقات أوحى الله إليك قرآنا عربيا والمراد ألقى أى أنزل الله لك حكما واضحا مصداق لقوله بسورة الرعد"وكذلك أنزلناه حكما عربيا"والسبب لتنذر أم القرى والمراد لتخبر أهل أم البلاد ومن حولها والمراد وأهل من يحيط بها من البلاد وهم كل أهل الأرض وتنذر يوم الجمع والمراد وتخبر يوم البعث لا ريب فيه أى لا ظلم فى يوم القيامة مصداق لقوله بسورة غافر"لا ظلم اليوم"وهم ينقسمون إلى فريق فى الجنة والمراد جماعة فى الحديقة وفريق فى السعير والمراد وجماعة فى النار والخطاب للنبى(ص) وما بعده .
"ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة ولكن يدخل من يشاء فى رحمته والظالمون ما لهم من ولى ولا نصير "المعنى ولو أراد الرب لخلقهم جماعة متحدة ولكن يسكن من يريد فى جنته والكافرون ما لهم من منقذ أى منجى،يبين الله لنبيه (ص)أن الله لو شاء أى أراد لفعل التالى جعلهم أمة واحدة والمراد جمعهم جماعة متحدة على الهدى مصداق لقوله بسورة الأنعام"ولو شاء الله لجمعهم على الهدى"ولكن يدخل من يشاء فى رحمته والمراد ولكن يسكن من يريد وهم المؤمنين فى جنته مصداق لقوله بسورة الفتح"ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات "والظالمون وهم الكافرون ما لهم من ولى أى نصير والمراد ليس لهم شفيع أى منقذ من العذاب مصداق لقوله بسورة السجدة"ما لكم من دونه من ولى ولا شفيع "ينجيهم من النار.
"أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولى وهو يحى الموتى وهو على كل شىء قدير "المعنى هل عبدوا من سواه آلهة فالرب هو الإله وهو يبعث الهلكى وهو لكل أمر يريده فاعل،يسأل الله نبيه (ص)أم اتخذوا من دونه أولياء والمراد هل عبدوا من سواه آلهة مصداق لقوله بسورة يس"واتخذوا من دونه آلهة "والله هو الولى والمراد الإله وحده وهو يحى الموتى والمراد وهو يبعث الهلكى مصداق لقوله بسورة الحج"وأن الله يبعث من فى القبور"وهو على كل شىء قدير والمراد وهو لكل أمر فاعل مصداق لقوله بسورة البروج"فعال لما يريد" والخطاب للنبى(ص).
"وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربى عليه توكلت وإليه أنيب"المعنى وما تنازعتم فيه من أمر فمرده إلى الرب ذلكم الله إلهى به احتميت أى لدينه أعود ، يبين الله للمؤمنين أن ما اختلفوا فيه من شىء والمراد أن ما تنازعوا فيه من حكم قضية فحكمه وهو قضاؤه أى أمره الفصل هو إلى الله والمراد فمرده إلى وحى الله المحفوظ فى الكعبة ويبين لهم أن ذلكم وهو الحاكم هو الله ربى أى إلهى عليه توكلت والمراد بطاعة حكمه احتميت من عذابه وفسر هذا بقوله وإليه أنيب والمراد وإلى دينه أعود دوما .
"فاطر السموات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شىء وهو السميع البصير "المعنى خالق السموات والأرض خلق لكم من أنفسكم زوجات ومن الأنعام أفرادا يرزقكم منه ليس كشبهه شىء وهو العليم الخبير ،يبين الله للناس أن الله فاطر وهو خالق السموات والأرض ،جعل لكم من أنفسكم أزواجا والمراد خلق لكم من بعضكم زوجات وهذا يعنى أن الله أبدع من بعض الرجال زوجات لرجال أخرين ،وخلق من الأنعام أزواجا أى أفرادا يذرؤهم فيه أى يرزقهم منه ،ليس كمثله شىء والمراد ليس كشبهه شىء والمراد ليس كالله موجود فى أى شىء وهذا يعنى أن الإله وحده هو الله وغيره مخلوقات وهو السميع البصير أى العليم الخبير بكل شىء والخطاب وما قبله وما بعده للمؤمنين .
"شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبى إليه من يشاء ويهدى إليه من ينيب "المعنى وضع لكم من الحكم ما أمر به نوحا (ص)والذى ألقينا لك وما أمرنا به إبراهيم (ص)وموسى (ص)وعيسى (ص)أن أطيعوا الحكم ولا تتنازعوا فيه عظم على الكافرين ما تناديهم إليه ،الله يصطفى إليه من يريد ويرحم من يريد ،يبين الله للمؤمنين أنه شرع لهم من الدين والمراد وضع لهم من الحكم التالى ما وصى أى ما أمر به نوحا (ص)والذى أوحى إلى رسوله والمراد والذى ألقى إلى نبيه (ص)محمد وما وصى أى ما أمر به إبراهيم (ص)وموسى (ص)وعيسى (ص)وهو أن أقيموا الدين والمراد أن أطيعوا الإسلام ولا تتفرقوا فيه أى ولا تنازعوا والمراد ولا تكذبوا به ،ويبين له أن المشركين وهم الكفار كبر عليهم ما تدعوهم إليه والمراد ثقل عليهم طاعة الذى تبلغهم إياه ،ويبين له أن الله يجتبى إليه من يشاء والمراد يصطفى إليه من يريد وهم الملائكة ومن الناس مصداق لقوله بسورة الحج"الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس"ويهدى إليه من ينيب والمراد ويرحم عنده من يؤمن بحكمه .
"وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضى بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفى شك منه مريب "المعنى وما اختلفوا إلا من بعد ما أتتهم البينات ظلما بينهم ولولا حكم مضى من إلهك إلى موعد محدد لفصل بينهم وإن الذين أعطوا الوحى من بعدهم لفى تكذيب به عظيم ،يبين الله لنبيه (ص)أن الناس ما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم والمراد ما كذبوا أى ما اختلفوا إلا من بعد ما أتتهم البينات وهى حكم الله مصداق لقوله بسورة البقرة"وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات"والسبب بغيا بينهم والمراد جورا منهم أى كفرا منهم أى رغبة فى التميز منهم عن الأخرين ،ويبين له أن لولا كلمة سبقت من الرب والمراد لولا حكم مضى من الله إلى أجل مسمى والمراد إلى موعد محدد عنده وهو ألا يموتوا قبل أجلهم لقضى بينهم أى لفصل الله بينهم بالحق ،ويبين له أن الذين أورثوا الكتاب وهم الذين أبلغوا حكم الله من بعد السابقين لفى شك منه مريب والمراد فى كفر به كبير والخطاب وما بعده للنبى(ص) .
"فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير "المعنى فلذلك فأبلغ وأطع كما أوصيت ولا تطع ظنونهم وقل صدقت بالذى أوحى الرب من حكم وأوصيت لأحكم بينكم :الرب إلهنا وإلهكم لنا أفعالنا ولكم أفعالكم لا فاصل بيننا وبينكم ،الرب يحشرنا وإلى جزائه العودة ،يبين الله لنبيه (ص)أن لذلك وهو الكتاب عليه أن يدعو أى يبلغ أى ينادى لإتباعه وأن يستقيم كما أمر والمراد وأن يطيع حكم الله كما أوصى وهذا يعنى أن يعبد الله وحده مصداق لقوله بسورة الرعد"إنما أمرت أن أعبد الله "ولا تتبع أهوائهم والمراد ولا تطيع وساوسهم وهى خطوات الشيطان أى سبيل المفسدين مصداق لقوله بسورة النور "ولا تتبعوا خطوات الشيطان"وقوله بسورة الأعراف"ولا تتبع سبيل المفسدين " وطلب منه أن يقول :آمنت بما أنزل الله من كتاب والمراد صدقت بالذى أوحى الله من حكم وأمرت لأعدل بينكم والمراد وأوصيت أن أحكم بينكم بالقسط مصداق لقوله بسورة المائدة"وإن حكمت بينهم فاحكم بينهم بالقسط"،الله ربنا وربكم والمراد الرب إلهنا وإلهكم ،لنا أعمالنا أى لنا أحكامنا التى نطيعها ولكم أعمالكم والمراد ولكم أحكامكم التى تطيعونها ،لا حجة بيننا وبينكم والمراد لا قاضى بيننا وبينكم فى الدنيا ما دمتم لا تعقلون ،الله يجمع بيننا والمراد الله يبعثنا كلنا ليفصل بيننا وإليه المصير والمراد وإلى جزاء الله المرجع مصداق لقوله بسورة المائدة "إلى الله مرجعكم "والخطاب له ومنه للناس.
"والذين يحاجون فى الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد"المعنى والذين يجادلون فى الرب من بعد ما أطيع حكمه دليلهم هالك عند خالقهم وعليهم عقاب أى لهم عقاب أليم ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين يحاجون فى الله وهم الذين يجادلون فى آيات الله كما قال بسورة غافر"الذين يجادلون فى آيات الله"وهم الذين يكفرون بدين الله من بعد ما استجيب له والمراد من بعد ما أطيع حكمه من قبل المؤمنين حجتهم داحضة عند ربهم والمراد اعتذارهم مرفوض غير نافع لدى إلههم مصداق لقوله بسورة الروم"فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم "وعليهم غضب من ربهم والمراد ولهم اللعنة مصداق لقوله بسورة الرعد"أولئك لهم اللعنة "وفسر هذا بأن لهم عذاب شديد أى عقاب أليم مصداق لقوله بسورة آل عمران"ولهم عذاب أليم " والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون فى الساعة لفى ضلال بعيد "المعنى الرب الذى أوحى الوحى بالعدل أى القسط والذى يعلمك إن القيامة واقعة يطالب بها الذين لا يصدقون بها والذين صدقوا بها خائفون منها ويعرفون أنها الصدق ألا إن الذين يكذبون بالقيامة لفى عذاب مستمر ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله هو الذى أنزل الكتاب والمراد هو الذى أوحى الذكر مصداق لقوله بسورة النحل"وأنزلنا إليك الذكر"بالحق وفسره بأنه الميزان وهو العدل وهو حكم الله بين الناس مصداق لقوله بسورة النساء"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس"ويبين له أن الله ما يدريه لعل الساعة قريب والمراد الذى يعرفه أن القيامة واقعة فى المستقبل ويستعجل بها والمراد ويطالب بوقوعها الذين لا يؤمنون بها وهم الذين لا يصدقون بوقوعها والذين آمنوا مشفقون والمراد والذين صدقوا بوقوعها خائفون من عذابها مصداق لقوله بسورة المعارج"والذين هم من عذاب ربهم مشفقون"والمؤمنون يعلمون أنها الحق أى يعرفون أنها الصدق المتحقق مستقبلا والذين يمارون فى الساعة وهم الذين يكذبون بالآخرة فى ضلال بعيد أى فى عذاب مستمر مصداق لقوله بسورة سبأ"بل الذين لا يؤمنون بالآخرة فى العذاب والضلال البعيد".
"الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوى العزيز "المعنى الرب رحيم بخلقه يعطى من يريد وهو المتين الغالب ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله لطيف بعباده والمراد إن الرب نافع لخلقه يرزق من يشاء والمراد ينفع من يريد كثيرا أو قليلا وهو القوى العزيز أى المتين المنتصر لأمره والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"من كان يريد حرث الآخرة نزد له فى حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له فى الآخرة من نصيب "المعنى من كان يطلب جنة القيامة نعطى له جنته ومن كان يطلب متاع الأولى نعطه منها وما له فى القيامة من متاع ،يبين الله لنبيه (ص)أن من كان يريد حرث الآخرة والمراد أن من كان يرجو أى يعمل لدخول جنة القيامة نزد له فى حرثه والمراد نعطى له مقامه فى جنته وأما من كان يريد حرث الدنيا والمراد وأما من كان يطلب متاع الأولى وهى العاجلة نؤته منها أى نعجل له أى نعطه من متاعها مصداق لقوله بسورة الإسراء"من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها "وما له فى الآخرة من نصيب والمراد وليس له فى الجنة من خلاق أى مقام مصداق لقوله بسورة البقرة"وما له فى الآخرة من خلاق".
"أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم "المعنى هل لهم آلهة وضعوا لهم من الحكم الذى لم يسمح به الرب ولولا حكم القضاء بينهم مستقبلا لحكم بينهم الآن وإن الكافرين لهم عقاب شديد، يسأل الله أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله والمراد هل لهم أرباب اخترعوا لهم من الأحكام الذى لم يحكم به الرب ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار ليس لهم شركاء شرعوا لهم الدين الذى يدعون أنهم عليه وإنما هم الذين اخترعوا أى سموا الدين من عند أنفسهم وهو ما لم يبيحه الله مصداق لقوله بسورة يوسف "إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان "،ويبين الله له أن لولا كلمة الفصل وهى حكم القضاء بين الناس فى القيامة لحدث التالى لقضى بينهم أى لفصل بينهم فى الدنيا ويبين له أن الظالمين وهم الكافرين بحكم الله لهم عذاب أليم والمراد لهم عقاب شديد مصداق لقوله بسورة فاطر"الذين كفروا لهم عذاب شديد"والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات فى روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير "المعنى تشاهد الكافرين خائفين بسبب ما عملوا وهو مؤذى لهم والذين صدقوا وفعلوا الحسنات فى متاعات الحدائق لهم ما يريدون لدى إلههم ذلك هو الفوز العظيم ،يبين الله لنبيه (ص)أنه يرى الظالمين والمراد يشاهد يوم القيامة المجرمين مصداق لقوله بسورة الكهف"وترى المجرمين"مشفقين مما كسبوا والمراد خائفين من عقاب ما صنعوا فى الدنيا وهو واقع بهم والمراد وهو نازل بهم أى مصيب إياهم وأما الذين آمنوا أى صدقوا الوحى وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات فى روضات الجنات وهى متاعات الحدائق يتمتعون لهم ما يشاءون عند ربهم والمراد لهم ما يشتهون فى جنة خالقهم مصداق لقوله بسورة فصلت"ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم "ذلك هو الفضل الكبير أى الفوز العظيم مصداق لقوله بسورة البروج"ذلك الفوز الكبير".