نظرات فى رسالة أشد التحذير من مصاحبة الكبير للصغير
صاحب الرسالة أبو دجانة محمد بن سالم بن مصبح البلوشي وهو يدور حول موضوع صداقة الشباب فوق الخامسة والعشرين للأطفال قبل الخامسة عشر ويؤكد البلوشى خطورة هذا النوع من الصداقة فى مقدمة رسالته بقوله :
"وبعد ..
فإن من المظاهر السيئة التي نشهدها في مجتمعاتنا هذه الأيام ظاهرة كثير من الناس عنها ساهين ، وعن خطرها غافلين ألا وهي ظاهرة مصاحبة الكبير الذي نطح سنه أواسط العشرين وزاد للصغار من الغلمان والأولاد ، وقد يقول قائل : وماذا في ذلك ! ؟ رفيق ورفيقه ، وخليل وصديقه ، لكن المسألة تتعدى ذلك بكثير ، ولا ينتبه لها أحد والأمر خطير ، والمظاهر خادعة ، والصور المكشوفة لا تنم بالضرورة عن الأحوال الباطنية المستورة ، فنحن يغرنا منظر بعض الورود الجميل ولونها الزاهي عند تساقط أشعة الشمس عليه فيكون له البريق واللمعان وعندما نشمها نجد أنها بلا ريح وسريعة التفتت ، والذبول ، ولونها سريع الزوال ، ويخدعنا السراب عندما نظنه ماء فنهرع لظمئنا الحارق إلى شربه فنجده هباء فلا يزيد عطشنا إلا عطشا ولا عناءنا إلا عناء"
ونجد الرجل يستدل على تلك الخطورة المزعومة بأن المنافقين مظاهرهم جميلة براقة ولكنها فى الباطن شر وسوء فقال :
"وفي القران الكريم كشف الله المنافقين رغم كلامهم ومظهرهم الدال على الإيمان والثبات فقال سبحانه ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) قال بن كثير رحمه الله في تفسيره ( (كاذبون) :أي فيما أخبروا به وإن كان مطابقا للخارج ) "
والاستدلال خارج نطاق الموضوع فلا يوجد نص يحرم مصاحبة شاب لطفل ولا العكس كما لا يوجد هذا النص فى الكبار والصغار ولكن يبدو أن البلوشىء نتيجة لمعرفته ببعض حكايات السوء رتب على ذلك ما قاله من تلك الخطورة المؤدية للتحريم بالتالى وزلا يوجد تحريم إلا بنص
يحكى البلوشى أن بعض الشباب استغلوا الأطفال فى قضاء شهوتهم فقال :
"والعلاقات التي تنشأ بين الكبار وبين من يصغرونهم بسنوات عديدة الكثير منها يكون ظاهره خالص الصحبة والمودة ، وباطنها أمور تأبى الأنفس المؤمنة عن تصديقها ، وتروع القلوب الطاهرة لدى سماعها ، فبعض الكبار (هداهم الله وأصلحهم) اتخذوا من الصغار باسم الصحبة والصداقة ! مطية للوصول بهم إلى غاياتهم السيئة أو شهواتهم الدنيئة ، فصارت العلاقة بينهم كعلاقة الزعماء بعصاباتهم ، والأخلاء بخليلاتهم ،وهذا سبب من أسباب كثرت السرقات ، واللواط ،وإدمان المخدرات ، وعمل المنكرات ، ولا تكاد السجون اليوم تخلو من المراهقين ، ولا يكاد يرتكب الجرائم إلا من هم تحت سن العشرين ، وما ذاك إلا لصحبتهم للكبار الفاسدين فتعلموا منهم المعاصي والفساد، واجتهد أولئك عليهم في المعاصي أيما اجتهاد ،فالصاحب كما يقال ساحب ، والمرء كما ورد : (على دين خليله) ، ومن عاشر قوما كان منهم وعلى صفتهم وشاكلتهم .وأولئك الكبار الذين انحرفوا عن جادة الهدى والصواب ، ورافقوا من هم أصغر منهم سنا كان لهم عليهم فضل عقل، وجسم، وقوة وربما امتلكوا وسائل أخرى كالمال والسيارة ، فاستغلوا ذلك في إغوائهم ، وترويضهم وتطويعهم لهم ، فصار الصغار في أيديهم كالحديد المصهور يشكلونه كيف يشاءون ، أو كالوعاء الفارغ يملئونه بما يريدون ، وإنا لنشاهد في واقعنا المعاصر الكثير من الفتن ، منها ما ظهر وطفح على السطح ، ومنها ما بطن ، فمن ذلك أن بعض أولئك الذين صاحبوا الصغار وغووهم من احتدت فيه شهوته ، وثارت عليه غريزته ، فلما لم يقدر أو يهتدي إلى الحلال ، وانحرفت به نفسه عن شرع ذي الجلال اتخذ من هؤلاء الصغار منفذا لشهوته ، وعشقا لملذته ، فرافق الغلمان ، وهوت نفسه المردان ، فسقط في الهلاك والخذلان ، وهذا والعياذ بالله منتهى الخسران قال الإمام بن القيم في جوابه الكافي واصفا حال مثل هذا ( وهذا داء أعيا الأطباء دواءه ، وعز عليهم شفاؤه ، وهو لعمر الله الداء العضال ، والسم القتال ) – نسأل الله السلامة – وكذلك من هؤلاء الكبار من هجره أصحابه لخسته ، وفساد خلقه وقلة حيائه وأدبه ، فلما استو حد وانفرد ، وما وجد حوله من الصالحين أحد اتخذ الصغار أصحابه ، وأفاض عليهم من صفاته وأخلاقه ، فاجتمعوا حوله ، وارتبطوا به ، وعملوا بعمله ،فصاروا كالأورام الخبيثة في أجسام مجتمعاتنا يفعلون الفساد ، ويقومون بالإفساد حتى تضرر من شرهم الخلق والبلاد ، هذا ولمرافقة الصغار للكبار أسباب ومسببات ، فمنهم من حرم من رعاية الأبوين واهتمامهم ليتمه وأهمله الناس ولم يراعوه ولم يحسن أقربائه كفالته ورعايته فصار إلى ذلك ومشى عليه ، ومنهم من حرم من رعاية الأب وحنانه فأخذ يستجدي تلك الرعاية وذلك الحنان حتى وجده عند من زوره له وادعى به من الكبار ليربطه معه ، ويجره معه إلى طريق الفساد ، ومنهم من نشأ على غير خلق ودين فسهل صيده على المستذئبين ، ومنهم من خلقه الله على صورة جميلة ، فكان محطة لأنظار ذوي الفحش والرذيلة ،فجلبوا عليه بخيلهم ورجلهم حتى اكتنفوه في فحشهم ، وقتلوا نفسه بفعلهم (ولا حول ولا قوة إلا بالله ) ، ثم إن من الكبار من أنعم الله عليهم بالدين ، وجعلهم من المؤمنين الصالحين ، وجعل منهم الدعاة والمربين ، فهؤلاء لا نقصدهم بكلامنا ، ولا نعنيهم بملامنا وتحذيرنا فهم بشرع الله ملتزمين ، وللحق عارفين ، وبالضوابط والحدود ملتزمين وإنما الكلام عن من غفل عن الله ، واتبع شهوته وهواه ."
قطعا بعض الحوادث التى تقع هنا وهناك هى نتيجة لفساد الناس وعلى راسهم الحكام الذين لا ينفذون أحكام الله ويريدون أن تظل البلاد فاسدة من كافة النواحى وظهور الفساد لا يوقع أحكام جديدة كتحريم أو كراهية تلك المصاحبة ولو قلنا بذلك فيجب تحريم وجود الاخوة الكبار والصغار معا كما حال أسرة يعقوب(ص) حيث كان بعضهم شباب والبعض الأخر أطفال
ولو كان تواجد الكبير مع الصغير معناه الفساد لكان حرام وجود الأطفال مع أبيهم أو عمهم أو خالهم أو غير هذا
لو كان ألمر بهذه الطريقة فلماذا امتنع الصغير وهو يوسف(ص) عن الزنى مع الشابة وهى زوجة العزيز ؟
ولماذا امتنع الصغير يوسف (ص) عن الزنى رغم طلب نساء المدينة له وامرأة العزيز بالفساد معهن؟
الكبر والصغر ليس معناه فسادا أو صلاحا فقوم لوط(ص) الكبار والشباب ارتكبوا المعصية معا لا فرق بين صغير أو كبير بلا استثناء ومن ثم لا يمكن تحريم مصاحبة أحد لأحد لأن العملية تعتمد على تمسك الإنسان بدينه أو تضييعه له
قطعا المسألة تعتمد على المجتمع ككل فن كان المجتمع يربى أفراده على الحق ويقوم بعقاب كل من يخرج على الشرع فلن يجرؤ أحد منه على ارتكاب الجرائم سوى القلة التى تظهر فجورها وهؤلاء إذا تم قتلهم باعتبارهم مفسدين محاربين لله فقد انتهت الجريمة ظاهريا ولكن قد يقع البعض منها فى الخفاء خوفا من العقاب
ووجه البلوشى النصائح لعلاج المشكلة فقال :
"وأخيرا لابد من وقفة تذكير ، ونصح وإرشاد وتبيين حتى تستقيم الأحوال ، وتزول الأهوال ، وتعتدل الموازين ويتأدب المفسدين ، وينتبه الغافلين فقد قال (صلى الله عليه وسلم) ( الدين النصيحة) وما وصفها (صلى الله عليه وسلم) بهذا الوصف إلا لعظمها وفضلها وتأثيرها الفعال في من كان في قلبه إيمان ، وفي نفسه نية للتوبة والإحسان ، قال سبحانه : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) ، وقال : ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) ، وكذلك أمرنا (صلى الله عليه وسلم) بتغيير المنكر وإيقافه فقال : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) ..وعلى هذا فهذه نصائح أربع للحد من هذه الظاهرة السيئة ،أوجهها إلى أربعة ، فإن عملوها فذلك خير ، وإن لم يفعلوها فكما قال سبحانه ( ولكن الله يهدي من يشاء ) .
النصيحة الأولى : إلى ولي الأمر
اتقي الله في أبنائك وبناتك ، وفيمن هم تحت رعايتك وولايتك ، واحفظ رعيتك التي استرعاك الله إياها ولا تفرط فيها ، فان أحسنت الرعاية والولاية كان لك الأجر ، وإن فرطت وأسأت كان عليك الإثم والوزر ،وتذكر قوله (صلى الله عليه وسلم) ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالإمام راع و مسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ) متفق عليه ، ومن مسئولياتك المهمة والرئيسية والخطيرة تجاه أبنائك وبناتك أن تربيهم التربية الإسلامية الصحيحة وتنشئهم على كتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأن تعلمهم الأخلاق الفاضلة ، والآداب الطيبة ما استطعت ففي ذلك الخير لهم دنيا وآخرة قال تعالى ( يا أيها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) قال علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه) : (أي أدبوهم وعلموهم) ، نعم فالتربية على الدين وتعليمه للابن والبنت وقاية فعالة لهم من الانحراف ، و الشيطان ، وأما إهمال ذلك فيودي بهم إلى الجهل العقيم ، والى تورطهم في الخطأ الجسيم ، والإثم العظيم ، فالله الله بتربيتهم على القرآن ، وسنة رسول الرحمن (صلى الله عليه وسلم ) ، وتعليمهم الأخلاق الطيبة والآداب الحسان ، فإن ذلك هو درب الفوز بالجنان ، فيجمعكم الله وإياهم في الجنات ويزيد كم في الأجور والحسنات حيث قال تعالى : ( والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امريء بما كسب رهين ) ..هذا وان كنت يا ولي الأمر تهمل أبنائك بحجة الرزق والبحث عن لقمة العيش فلا تفعل فإن الله يقول : ( نحن نرزقكم وإياهم) ، نعم ابذل واجتهد واعمل ما استطعت إلى ذلك سبيلا ولكن في المقابل نظم وقتك تنظيما تسمح لنفسك به التفرغ لتربية أبنائك ولا تعرض عن هذا أو تهمله فلعلك وأنت تطعمهم وتسقيهم فلا يكونون إلا للنار ، وذلك لأنك أحسنت إطعامهم وإلباسهم ولم تحسن تربيتهم وتأديبهم وتعليمهم فيصيروا من الفجار والرزق بيد الله ، ولكل نصيبه ومستحقه من الرزق فلا يتخذ كسب الرزق أبدا عذر لإهمال الأبناء وتضييعهم ، ولا سببا للبعد عنهم والتقصير في تربيتهم وتعليمهم ، فنظم وقتك، وجالس أهلك ، واسعى لرزقك ،فيرضى عنك ربك قال تعالى (ومن توكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره لقد جعل الله لكل شيء قدرا ) ، وان كنت يا ولي الأمر من الذين يهملون البنين والبنات ، ويهجرون الزوجات إلى المجالس والسهرات فاتقي الله وتدارك ما فات ، فلقد ضيعت وقصرت ، وأخطأت وما أحسنت ، والمسئولية فرطت فيها ، والنتيجة إن استمريت لا ربح فيها ، فأين أنت عن قوله تعالى ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) وعن قوله ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا) ألا فارجع إلى نفسك ، وحاسبها وأنبها ، وعن المعاصي والتقصير فأبعدها ، ولا تجعل الحواجز بسبب غيابك وإهمالك تنشأ بينك وبين زوجتك وأولادك ، فأكثر من الجلوس معهم ، واشرف على تربيتهم ، وأعن زوجك على ذلك واستعينا بالله فانه هو نعم الوكيل ونعم المعين ، وهو مفرج الكروب وغافر الذنوب الميسر للمتقين قال سبحانه ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) .هذا وانظر في أصحاب ابنك وأصدقاءه فإن كانوا صالحين فنعما بهم ، وإن كانوا غير ذلك فأبعده عنهم وازجره وانصحه عن مرافقتهم وخصوصا إن كانوا يكبرونه بكثير من السنوات ، وأرشده إلى أن خير الأصحاب من كانوا على السنة والكتاب ، وكانوا على سنه أو قريبين منه ، وابعد السيئين عنه و صنه واحفظه ، وان كان ابنك كبيرا ورأيته يرافق من هم أصغر منه ، ومن هم يتناسبون وسنه فانصحه في ذلك ، وبين له ما ينجيه من المهالك ، ولا تدعو على أولادك بل ادعي لهم فدعاء الوالد مستجاب ، والله عنده حسن المآب .
فان فعلت ذلك صفي لك ولدك ، وزاد عند الله أجرك ، وارتاح فكرك وقلبك ، ولعله ينفعك في دنياك بصلاحه ، ويدعو لك بعد مماتك ..وأخيرا أوجه كلمة من قلب حزين إلى تلك الأم التي اتخذت من المطبخ مسجد ، وانشغلت عن ابنها وابنتها خصوصا في مجالس الغيبة والمكائد ، ألا فاتقي الله فأنتي مسئولة ، ودورك مهم وخطير في بناء وإصلاح الولد والأسرة والمجتمع أحيانا يفوق دور الرجل في أهميته ، وكما قال شوقي :
الأم مدرسة إذا أ عددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراق
فاتقي ثم اتقي الله ، وعليك بما يرضي الله ، واهتمي بالأبناء والبنات ، وعلميهم ونشئيهم على الصالحات ، وخصوصا البنت كوني لها صديقة ، وفي نصحها حكيمة ورقيقة ، وعلميها العفاف ، والصبر والكفاف ، وأمريها كلما كبرت ونضجت بالستر وحذريها من سبل الإثم والوزر ، وأسسيها على كتاب الله وسنة الرسول ، وعلى سير الصحابيات والمؤمنات الفاضلات كأمنا خديجة ، وسمية ، وعائشة ، والبتول ، واعلمي أنك يوم الدين مسئولة أمام الله عن أي تقصير أو تفريط في أداء أمانة تربية الأبناء فاحذري وعي وذري عنك تضييع الوقت والعمر بين الأزياء ومجالس الغيبة التي تكثر وللأسف بين النساء ."
كانت هذه النصيحة من البلوشى لكل ولى أمر سواء كان قائدا لجماعة كبيرة أو محدودة وأما النصيحة التالية فهى لأوصياء اليتامى وفيها قال :
"النصيحة الثانية : إلى كل الذين وكلهم الله بأمر اليتيم واليتيمة
قال تعالى ( وأما اليتيم فلا تقهر) قال بن كثير – رحمه الله – ( أي لا تذله وتنهره وتهنه ولكن أحسن إليه وتلطف به ) ومن الإحسان إلى اليتيم الإحسان في تربيته ، وتنشئته ، والإحسان في رعايته وعدم إهماله فانشئوا من ولاكم الله أمرهم من اليتامى على طاعة الله ورسوله ، وكتاب الله والسنة ،وأحسنوا تعليمهم وتأديبهم بالرفق واللين ، والاستعانة بالمؤمنين الصالحين ، و أحسنوا إليهم في رعايتهم ومعاملتهم فراعوهم بعدل وخير وعاملوهم بالمحبة واللطف وارضوا الله فيهم ، فقد قال (صلى الله عليه وسلم) : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ، وأشار بالسبابة و الوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري والترمذي وأبو داوود ، فإن رأى أحدكم على من يرافق اليتيم ما لا يرضاه الله من الأعمال والأقوال ، أو رأى أنه يفرق عنه في السن بكثير من السنوات وخشي عليه من الوبال فلينصحه ، وليتلطف له في المنع والنهي حتى يترك هذا الصاحب أو هؤلاء الأصحاب فينجو بذلك إن شاء الله من أن يكون من العصاة لرب الأرباب ، هذا وكفالة اليتيم واليتيمة والإحسان إليهما عمل عظيم كما تبين خصوصا إن رافقه الأمانة والعدل ، والإحسان والرعاية الصحيحة والصادقة ، وأخيرا قال قتادة ( رحمه الله) : ( كن لليتيم كالأب الرحيم) فأحسنوا إليهم وارحموهم وعاملوهم كما تعاملون أبنائكم وبناتكم الذين هم من أصلابكم ، واتقوا الله ولا تهملوا الأيتام ولا تظلموهم فان ذلك شر وخيم ، وخطر عظيم ، وحسابه عسير عن الجبار العليم ."
وأما النصيحة التالية فهى للصغار وفيها قال :
"النصيحة الثالثة :
إلى كل صغير يرافق من هو أكبر منه بسنوات عديدة
أخي الصغير وفقك الله إلى طاعته اعلم أن خير الأصحاب من كان على نهج القران والسنة ، ومن كان صالحا فاضلا وان بدر منه بعض الخطأ أو بعض الزلل فالإنسان خطاء وخير الخطاءين التوابون ، واعلم أن الصديق الصالح منفعة لك في الدنيا ومدخرة لك في الآخرة قال تعالى ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) وأن الصديق السيئ مضرة لك في الدنيا ومهلكة في الآخرة ، وما يتندم الإنسان على شيء يوم القيامة كما يتندم على مرافقة الفاسدين في الدنيا لأنهم صحبتهم أساس كل شر وبلية قال تعالى ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ) هذا ويجمع الله أصحاب الخير والصدق في جنته ويكسوهم من فضله ورحمته قال تعالى (إن الأبرار لفي نعيم ) وأما الفجار فان مجمعهم النار ، لما فعلوه من محرمات وما قاموا به من إفساد قال تعالى ( وإن الفجار لفي جحيم ) – عافانا الله من النار- وعلى هذا فإني أنصحك بمرافقة الأتقياء ، ومجانبة الأشقياء ، والتقي من الأصحاب من يأمرك بالمعروف وينهاك عن المنكر ، ويصبر على أذاك ، ويصدك عن هواك ، وينصحك إن أخطأت ، ويعودك إن مرضت ، ويسأل عنك إن تأخرت ، وتراه مواظبا على صلاته طائعا لربه ، يقرأ القران ويعمل بما فيه ، ويحافظ على السنة ويتبعها وقد يكون كما قلت منه زلل أو فيه خلل فلا بأس فلا معصوم بعد الأنبياء أحد ، ولا يسلم من الخطأ أحد ، فان وجدت مثل هذا فتمسك به ، وصاحبه ورافقه ، وكن له خير صاحب لخير صاحب ، وأما الشقي فله علامات ، فهو عبد لشهواته ، وتابع لهواه ونزواته ، لا تراه يأمرك بمعروف ، ولا ينهاك عن منكر ، وتراه على غير هدى ودين ، يقرب الفاسدين ويبتعد عن الصالحين ، مهملا للقران والصلاة ، ومحبا للهو والدنيا ، ولا يهتم إلا لمصلحته ونفسه ، فإياك ومرافقة من هم مثله ، فإنهم شر وبلاء ،
وأحذرك يا أخي من مرافقة الكبار الذين لا خلق لهم ولا ينضبطون بالدين ، ولا يأسرنك حديثهم ، ولا يغرك كلامهم وتقربهم ، فانك قد تسقط في بلاء تتمنى أن لا تكون سقطت فيه ، أو تفعل فعلا تتمنى لو أنك لم تأتيه ، وعليك بمرافقة من هم في سنك أو قريبين من عمرك فذلك خير لك ، وأطيب لنفسك ..فاعمل بهذه النصيحة ، واستفد ، وإياك ومرافقة من فسد ، وأسأل الله أن يوفقك إلى الهدى والرشاد ، وإلى أن يجعلك من خيرة المتقين من العباد ."
والنصيحة الرابعة للكبار المصاحبين للصغار :
"النصيحة الرابعة :
إلى كل كبير ابتلاه الله بمرافقة الصغار ..
اتقي الله وتب إليه ، وأخص بالذكر هنا ذلك الذي سقط في أكبر بلية ، وصار (والعياذ بالله) من الفساق واللوطية ، اتقي الله واحذر من عذاب وعقاب رب البرية ، فاللواط جرم عظيم ، وعقابه وخيم ، وإن كان الزنا وهو الفاحشة العظيمة، والفضيحة المقيمة ، والبلية الكبرى ، وخسارة الأولى والأخرى يرجم فيه المحصن ، ويجلد فيه من لم يحصن ، فإن عقوبة اللوطي القتل المحقق لمن أحصن ولمن لم يحصن قال (صلى الله عليه وسلم ) : (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط ، فاقتلوا الفاعل والمفعول به) رواه أهل السنن ، وإسناده صحيح ، قال إبراهيم ألنخعي (رحمه الله) ( لو كان أحد يستقيم أن يرجم مرتين لرجم اللوطي ) .وما ذاك إلا لعظم هذه الفعلة ، والتي لا يجرؤ على فعلها إلا الأراذل والسفلة ، ولو كان فيك ذرة من عقل أو إيمان لما تماديت إلى هذه الدرجة السحيقة من العصيان ، وقرأت واعتبرت ما فعله الله بمن سلفك في هذه المعصية ، فقد أنكر الله عليهم هذه المعصية أشد الإنكار ووصفها بالفاحشة أي جماع الفحش كله قال تعالى ( إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها أحد من العالمين ) ووصف فاعليها ومرتكبيها فقال : ( إنهم كانوا قوم سؤ فاسقين) ، وقد عاقبهم بأشد العقاب ، وجمع عليهم العقوبات ما بين خسف ، ورجم ، وتدمير قال سبحانه ذاكرا قصتهم مع نبيهم لوط عليه السلام : ( قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين ، قال إني لعملكم من القالين ،رب نجني وأهلي مما يعملون، فنجيناه و أهله أجمعين ،إلا عجوزا في الغابرين ،ثم دمرنا الآخرين ، وأمطرنا عليه مطرا فساء مطر المنذرين . إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ) فاتقي الله ، واتعظ واعتبر ، ولا تسرف ، واعلم إنك إن أردت التوبة فبابها مفتوح ، والله غفور يصفح ويتجاوز عن من صدق في التوبة وأتبعها بالعمل الصالح والإحسان قال تعالى ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) وقال سبحانه ( ومن تاب وامن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) فتب إلى الله التوبة النصوح والتي تقوم على الإقلاع عن الذنب وتركه ، والعزم على عدم العودة إليه ، والندم على ارتكابه ، والبعد عن مسبباته وأسبابه
ومن ذلك ترك مصاحبة الصغار ، والمردان ، والأحداث من الغلمان ، ومصاحبة الصالحين ممن هم في سنك والذين فيهم النفع والخير لك ، وإياك ومرافقة الفاسدين الضالين المضلين فإنهم بلاء ، ومرافقتهم هي باب الشقاء والعناء ، وأوصيك بكتاب الله ، وسنة رسول الله ، وغض البصر ، وتحصين الفرج بالحلال إن استطعت وإن لم تجد مالا تستعين به على الزواج فعليك بالصبر والصوم فإن فيه وجاء وعليك بالاشتغال بالعلوم الشرعية وتعلمها ودراستها ، وإشغال نفسك فيما هو أفيد لك وأحسن ، وأسأل الله أن يرزقك الهداية ، ويجنبنا وإياك سبل الغواية ، وأن يجعلنا من الصالحين المتقين ، وأن يرزقنا جنته ويحفظنا من الجحيم ."
وأما النصيحة القادمة فهى للدعاة والمعلمين وفيها قال :
"وأخيرا إلى كل داعية ومربي :
يجب أن يكون هنالك جهود أكبر ، واجتهاد أكثر لمعالجة الظواهر السيئة التي تطفح في مجتمعنا المسلم ومنع تفشيها وانتشارها ، فالاهتمام بأساليب وطرق التربية وكيفيتها خير ولكن كذلك ينبغي عدم إهمال ما يظهر من ظواهر لا تمت للدين أو للآداب بصلة بل ينبغي محاربتها والتحذير منها والتبيين فيها حتى يحذر الناس وتتبين لهم الحقائق ويعرفوا المضار ويطلبوا الفوائد غير أن جهودكم مشكورة ، و أعمالكم منظورة فعسى الله أن يتقبل منا ومنكم ، وأن يعيننا إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة .."
قطعا علاج أى مشكلة يحتاج إلى أمرين :
الأولى بيان الأحكام للجميع من قبل الدعاء والمعلمين والوالدين وغيرهم ممن فى مؤسسات المجتمع
الثانى تطبيق المجتمع لعقوبات الله على كل من يخرج على أحكام الله
وهذا أمر غير متوفر حاليا لأن المجتمعات لا تحكم بحكم الله وكل من يحكم على اشاعة الفاحشة والفساد فى المجتمع حتى يصبح هناك مبرر لظبم وخروج الحكام على شرع الله
للأسف الحكومات هى من تبيع مواد التبرج وتبيع المنشطات الشهوانية فى الصيدليات أو تبيح بيعها فى المجتمع وهى لا تراقب ولا تقوم بدورها فى الحفاظ على الأخلاق فشرطة الفاحشة فى معظم بلاد العالم هى من تدير وتروج للفواحش وتدرب مؤسسات الأمن النساء خاصة على ارتكابها وشرطة المخدرات ومعها حرس الحدود هى من تدير الكارتيلات العالمية للمخدرات والمؤسسات التى تعنى بتعيين أهل المناصب كالعمد وشيوخ البلد تختار شيوخ المنصر ليكونوا عمدا ومشايخ والصورة قاتمة فتخيلوا أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترمب هو ممن يشيعون الفاحشة من خلال ملكيته لمجلة البلاى بوى وغيرها من المؤسسات الفاضحة تخيل أن بايدن العجوز متحرش ومن كثرة ممارساته للفاحشة يرتدى حفاضة لأنه لا يتحكم فى برازه وتخيل أن معظم رؤساء العالم وملوكه مدمنون للمخدرات وممارسون لفاحشة قوم لوط(ص) وأن هذا هو السبب فى شيوع الفواحش ونشر المثلية فى العالم " كل من يفعل ما يغضب ربنا سنراضيه " قالها احد الحكام علنا ليظهر الله ما فى قلبه
صاحب الرسالة أبو دجانة محمد بن سالم بن مصبح البلوشي وهو يدور حول موضوع صداقة الشباب فوق الخامسة والعشرين للأطفال قبل الخامسة عشر ويؤكد البلوشى خطورة هذا النوع من الصداقة فى مقدمة رسالته بقوله :
"وبعد ..
فإن من المظاهر السيئة التي نشهدها في مجتمعاتنا هذه الأيام ظاهرة كثير من الناس عنها ساهين ، وعن خطرها غافلين ألا وهي ظاهرة مصاحبة الكبير الذي نطح سنه أواسط العشرين وزاد للصغار من الغلمان والأولاد ، وقد يقول قائل : وماذا في ذلك ! ؟ رفيق ورفيقه ، وخليل وصديقه ، لكن المسألة تتعدى ذلك بكثير ، ولا ينتبه لها أحد والأمر خطير ، والمظاهر خادعة ، والصور المكشوفة لا تنم بالضرورة عن الأحوال الباطنية المستورة ، فنحن يغرنا منظر بعض الورود الجميل ولونها الزاهي عند تساقط أشعة الشمس عليه فيكون له البريق واللمعان وعندما نشمها نجد أنها بلا ريح وسريعة التفتت ، والذبول ، ولونها سريع الزوال ، ويخدعنا السراب عندما نظنه ماء فنهرع لظمئنا الحارق إلى شربه فنجده هباء فلا يزيد عطشنا إلا عطشا ولا عناءنا إلا عناء"
ونجد الرجل يستدل على تلك الخطورة المزعومة بأن المنافقين مظاهرهم جميلة براقة ولكنها فى الباطن شر وسوء فقال :
"وفي القران الكريم كشف الله المنافقين رغم كلامهم ومظهرهم الدال على الإيمان والثبات فقال سبحانه ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) قال بن كثير رحمه الله في تفسيره ( (كاذبون) :أي فيما أخبروا به وإن كان مطابقا للخارج ) "
والاستدلال خارج نطاق الموضوع فلا يوجد نص يحرم مصاحبة شاب لطفل ولا العكس كما لا يوجد هذا النص فى الكبار والصغار ولكن يبدو أن البلوشىء نتيجة لمعرفته ببعض حكايات السوء رتب على ذلك ما قاله من تلك الخطورة المؤدية للتحريم بالتالى وزلا يوجد تحريم إلا بنص
يحكى البلوشى أن بعض الشباب استغلوا الأطفال فى قضاء شهوتهم فقال :
"والعلاقات التي تنشأ بين الكبار وبين من يصغرونهم بسنوات عديدة الكثير منها يكون ظاهره خالص الصحبة والمودة ، وباطنها أمور تأبى الأنفس المؤمنة عن تصديقها ، وتروع القلوب الطاهرة لدى سماعها ، فبعض الكبار (هداهم الله وأصلحهم) اتخذوا من الصغار باسم الصحبة والصداقة ! مطية للوصول بهم إلى غاياتهم السيئة أو شهواتهم الدنيئة ، فصارت العلاقة بينهم كعلاقة الزعماء بعصاباتهم ، والأخلاء بخليلاتهم ،وهذا سبب من أسباب كثرت السرقات ، واللواط ،وإدمان المخدرات ، وعمل المنكرات ، ولا تكاد السجون اليوم تخلو من المراهقين ، ولا يكاد يرتكب الجرائم إلا من هم تحت سن العشرين ، وما ذاك إلا لصحبتهم للكبار الفاسدين فتعلموا منهم المعاصي والفساد، واجتهد أولئك عليهم في المعاصي أيما اجتهاد ،فالصاحب كما يقال ساحب ، والمرء كما ورد : (على دين خليله) ، ومن عاشر قوما كان منهم وعلى صفتهم وشاكلتهم .وأولئك الكبار الذين انحرفوا عن جادة الهدى والصواب ، ورافقوا من هم أصغر منهم سنا كان لهم عليهم فضل عقل، وجسم، وقوة وربما امتلكوا وسائل أخرى كالمال والسيارة ، فاستغلوا ذلك في إغوائهم ، وترويضهم وتطويعهم لهم ، فصار الصغار في أيديهم كالحديد المصهور يشكلونه كيف يشاءون ، أو كالوعاء الفارغ يملئونه بما يريدون ، وإنا لنشاهد في واقعنا المعاصر الكثير من الفتن ، منها ما ظهر وطفح على السطح ، ومنها ما بطن ، فمن ذلك أن بعض أولئك الذين صاحبوا الصغار وغووهم من احتدت فيه شهوته ، وثارت عليه غريزته ، فلما لم يقدر أو يهتدي إلى الحلال ، وانحرفت به نفسه عن شرع ذي الجلال اتخذ من هؤلاء الصغار منفذا لشهوته ، وعشقا لملذته ، فرافق الغلمان ، وهوت نفسه المردان ، فسقط في الهلاك والخذلان ، وهذا والعياذ بالله منتهى الخسران قال الإمام بن القيم في جوابه الكافي واصفا حال مثل هذا ( وهذا داء أعيا الأطباء دواءه ، وعز عليهم شفاؤه ، وهو لعمر الله الداء العضال ، والسم القتال ) – نسأل الله السلامة – وكذلك من هؤلاء الكبار من هجره أصحابه لخسته ، وفساد خلقه وقلة حيائه وأدبه ، فلما استو حد وانفرد ، وما وجد حوله من الصالحين أحد اتخذ الصغار أصحابه ، وأفاض عليهم من صفاته وأخلاقه ، فاجتمعوا حوله ، وارتبطوا به ، وعملوا بعمله ،فصاروا كالأورام الخبيثة في أجسام مجتمعاتنا يفعلون الفساد ، ويقومون بالإفساد حتى تضرر من شرهم الخلق والبلاد ، هذا ولمرافقة الصغار للكبار أسباب ومسببات ، فمنهم من حرم من رعاية الأبوين واهتمامهم ليتمه وأهمله الناس ولم يراعوه ولم يحسن أقربائه كفالته ورعايته فصار إلى ذلك ومشى عليه ، ومنهم من حرم من رعاية الأب وحنانه فأخذ يستجدي تلك الرعاية وذلك الحنان حتى وجده عند من زوره له وادعى به من الكبار ليربطه معه ، ويجره معه إلى طريق الفساد ، ومنهم من نشأ على غير خلق ودين فسهل صيده على المستذئبين ، ومنهم من خلقه الله على صورة جميلة ، فكان محطة لأنظار ذوي الفحش والرذيلة ،فجلبوا عليه بخيلهم ورجلهم حتى اكتنفوه في فحشهم ، وقتلوا نفسه بفعلهم (ولا حول ولا قوة إلا بالله ) ، ثم إن من الكبار من أنعم الله عليهم بالدين ، وجعلهم من المؤمنين الصالحين ، وجعل منهم الدعاة والمربين ، فهؤلاء لا نقصدهم بكلامنا ، ولا نعنيهم بملامنا وتحذيرنا فهم بشرع الله ملتزمين ، وللحق عارفين ، وبالضوابط والحدود ملتزمين وإنما الكلام عن من غفل عن الله ، واتبع شهوته وهواه ."
قطعا بعض الحوادث التى تقع هنا وهناك هى نتيجة لفساد الناس وعلى راسهم الحكام الذين لا ينفذون أحكام الله ويريدون أن تظل البلاد فاسدة من كافة النواحى وظهور الفساد لا يوقع أحكام جديدة كتحريم أو كراهية تلك المصاحبة ولو قلنا بذلك فيجب تحريم وجود الاخوة الكبار والصغار معا كما حال أسرة يعقوب(ص) حيث كان بعضهم شباب والبعض الأخر أطفال
ولو كان تواجد الكبير مع الصغير معناه الفساد لكان حرام وجود الأطفال مع أبيهم أو عمهم أو خالهم أو غير هذا
لو كان ألمر بهذه الطريقة فلماذا امتنع الصغير وهو يوسف(ص) عن الزنى مع الشابة وهى زوجة العزيز ؟
ولماذا امتنع الصغير يوسف (ص) عن الزنى رغم طلب نساء المدينة له وامرأة العزيز بالفساد معهن؟
الكبر والصغر ليس معناه فسادا أو صلاحا فقوم لوط(ص) الكبار والشباب ارتكبوا المعصية معا لا فرق بين صغير أو كبير بلا استثناء ومن ثم لا يمكن تحريم مصاحبة أحد لأحد لأن العملية تعتمد على تمسك الإنسان بدينه أو تضييعه له
قطعا المسألة تعتمد على المجتمع ككل فن كان المجتمع يربى أفراده على الحق ويقوم بعقاب كل من يخرج على الشرع فلن يجرؤ أحد منه على ارتكاب الجرائم سوى القلة التى تظهر فجورها وهؤلاء إذا تم قتلهم باعتبارهم مفسدين محاربين لله فقد انتهت الجريمة ظاهريا ولكن قد يقع البعض منها فى الخفاء خوفا من العقاب
ووجه البلوشى النصائح لعلاج المشكلة فقال :
"وأخيرا لابد من وقفة تذكير ، ونصح وإرشاد وتبيين حتى تستقيم الأحوال ، وتزول الأهوال ، وتعتدل الموازين ويتأدب المفسدين ، وينتبه الغافلين فقد قال (صلى الله عليه وسلم) ( الدين النصيحة) وما وصفها (صلى الله عليه وسلم) بهذا الوصف إلا لعظمها وفضلها وتأثيرها الفعال في من كان في قلبه إيمان ، وفي نفسه نية للتوبة والإحسان ، قال سبحانه : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) ، وقال : ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) ، وكذلك أمرنا (صلى الله عليه وسلم) بتغيير المنكر وإيقافه فقال : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) ..وعلى هذا فهذه نصائح أربع للحد من هذه الظاهرة السيئة ،أوجهها إلى أربعة ، فإن عملوها فذلك خير ، وإن لم يفعلوها فكما قال سبحانه ( ولكن الله يهدي من يشاء ) .
النصيحة الأولى : إلى ولي الأمر
اتقي الله في أبنائك وبناتك ، وفيمن هم تحت رعايتك وولايتك ، واحفظ رعيتك التي استرعاك الله إياها ولا تفرط فيها ، فان أحسنت الرعاية والولاية كان لك الأجر ، وإن فرطت وأسأت كان عليك الإثم والوزر ،وتذكر قوله (صلى الله عليه وسلم) ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالإمام راع و مسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ) متفق عليه ، ومن مسئولياتك المهمة والرئيسية والخطيرة تجاه أبنائك وبناتك أن تربيهم التربية الإسلامية الصحيحة وتنشئهم على كتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأن تعلمهم الأخلاق الفاضلة ، والآداب الطيبة ما استطعت ففي ذلك الخير لهم دنيا وآخرة قال تعالى ( يا أيها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) قال علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه) : (أي أدبوهم وعلموهم) ، نعم فالتربية على الدين وتعليمه للابن والبنت وقاية فعالة لهم من الانحراف ، و الشيطان ، وأما إهمال ذلك فيودي بهم إلى الجهل العقيم ، والى تورطهم في الخطأ الجسيم ، والإثم العظيم ، فالله الله بتربيتهم على القرآن ، وسنة رسول الرحمن (صلى الله عليه وسلم ) ، وتعليمهم الأخلاق الطيبة والآداب الحسان ، فإن ذلك هو درب الفوز بالجنان ، فيجمعكم الله وإياهم في الجنات ويزيد كم في الأجور والحسنات حيث قال تعالى : ( والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امريء بما كسب رهين ) ..هذا وان كنت يا ولي الأمر تهمل أبنائك بحجة الرزق والبحث عن لقمة العيش فلا تفعل فإن الله يقول : ( نحن نرزقكم وإياهم) ، نعم ابذل واجتهد واعمل ما استطعت إلى ذلك سبيلا ولكن في المقابل نظم وقتك تنظيما تسمح لنفسك به التفرغ لتربية أبنائك ولا تعرض عن هذا أو تهمله فلعلك وأنت تطعمهم وتسقيهم فلا يكونون إلا للنار ، وذلك لأنك أحسنت إطعامهم وإلباسهم ولم تحسن تربيتهم وتأديبهم وتعليمهم فيصيروا من الفجار والرزق بيد الله ، ولكل نصيبه ومستحقه من الرزق فلا يتخذ كسب الرزق أبدا عذر لإهمال الأبناء وتضييعهم ، ولا سببا للبعد عنهم والتقصير في تربيتهم وتعليمهم ، فنظم وقتك، وجالس أهلك ، واسعى لرزقك ،فيرضى عنك ربك قال تعالى (ومن توكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره لقد جعل الله لكل شيء قدرا ) ، وان كنت يا ولي الأمر من الذين يهملون البنين والبنات ، ويهجرون الزوجات إلى المجالس والسهرات فاتقي الله وتدارك ما فات ، فلقد ضيعت وقصرت ، وأخطأت وما أحسنت ، والمسئولية فرطت فيها ، والنتيجة إن استمريت لا ربح فيها ، فأين أنت عن قوله تعالى ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) وعن قوله ( قوا أنفسكم وأهليكم نارا) ألا فارجع إلى نفسك ، وحاسبها وأنبها ، وعن المعاصي والتقصير فأبعدها ، ولا تجعل الحواجز بسبب غيابك وإهمالك تنشأ بينك وبين زوجتك وأولادك ، فأكثر من الجلوس معهم ، واشرف على تربيتهم ، وأعن زوجك على ذلك واستعينا بالله فانه هو نعم الوكيل ونعم المعين ، وهو مفرج الكروب وغافر الذنوب الميسر للمتقين قال سبحانه ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) .هذا وانظر في أصحاب ابنك وأصدقاءه فإن كانوا صالحين فنعما بهم ، وإن كانوا غير ذلك فأبعده عنهم وازجره وانصحه عن مرافقتهم وخصوصا إن كانوا يكبرونه بكثير من السنوات ، وأرشده إلى أن خير الأصحاب من كانوا على السنة والكتاب ، وكانوا على سنه أو قريبين منه ، وابعد السيئين عنه و صنه واحفظه ، وان كان ابنك كبيرا ورأيته يرافق من هم أصغر منه ، ومن هم يتناسبون وسنه فانصحه في ذلك ، وبين له ما ينجيه من المهالك ، ولا تدعو على أولادك بل ادعي لهم فدعاء الوالد مستجاب ، والله عنده حسن المآب .
فان فعلت ذلك صفي لك ولدك ، وزاد عند الله أجرك ، وارتاح فكرك وقلبك ، ولعله ينفعك في دنياك بصلاحه ، ويدعو لك بعد مماتك ..وأخيرا أوجه كلمة من قلب حزين إلى تلك الأم التي اتخذت من المطبخ مسجد ، وانشغلت عن ابنها وابنتها خصوصا في مجالس الغيبة والمكائد ، ألا فاتقي الله فأنتي مسئولة ، ودورك مهم وخطير في بناء وإصلاح الولد والأسرة والمجتمع أحيانا يفوق دور الرجل في أهميته ، وكما قال شوقي :
الأم مدرسة إذا أ عددتها *** أعددت شعبا طيب الأعراق
فاتقي ثم اتقي الله ، وعليك بما يرضي الله ، واهتمي بالأبناء والبنات ، وعلميهم ونشئيهم على الصالحات ، وخصوصا البنت كوني لها صديقة ، وفي نصحها حكيمة ورقيقة ، وعلميها العفاف ، والصبر والكفاف ، وأمريها كلما كبرت ونضجت بالستر وحذريها من سبل الإثم والوزر ، وأسسيها على كتاب الله وسنة الرسول ، وعلى سير الصحابيات والمؤمنات الفاضلات كأمنا خديجة ، وسمية ، وعائشة ، والبتول ، واعلمي أنك يوم الدين مسئولة أمام الله عن أي تقصير أو تفريط في أداء أمانة تربية الأبناء فاحذري وعي وذري عنك تضييع الوقت والعمر بين الأزياء ومجالس الغيبة التي تكثر وللأسف بين النساء ."
كانت هذه النصيحة من البلوشى لكل ولى أمر سواء كان قائدا لجماعة كبيرة أو محدودة وأما النصيحة التالية فهى لأوصياء اليتامى وفيها قال :
"النصيحة الثانية : إلى كل الذين وكلهم الله بأمر اليتيم واليتيمة
قال تعالى ( وأما اليتيم فلا تقهر) قال بن كثير – رحمه الله – ( أي لا تذله وتنهره وتهنه ولكن أحسن إليه وتلطف به ) ومن الإحسان إلى اليتيم الإحسان في تربيته ، وتنشئته ، والإحسان في رعايته وعدم إهماله فانشئوا من ولاكم الله أمرهم من اليتامى على طاعة الله ورسوله ، وكتاب الله والسنة ،وأحسنوا تعليمهم وتأديبهم بالرفق واللين ، والاستعانة بالمؤمنين الصالحين ، و أحسنوا إليهم في رعايتهم ومعاملتهم فراعوهم بعدل وخير وعاملوهم بالمحبة واللطف وارضوا الله فيهم ، فقد قال (صلى الله عليه وسلم) : ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ، وأشار بالسبابة و الوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري والترمذي وأبو داوود ، فإن رأى أحدكم على من يرافق اليتيم ما لا يرضاه الله من الأعمال والأقوال ، أو رأى أنه يفرق عنه في السن بكثير من السنوات وخشي عليه من الوبال فلينصحه ، وليتلطف له في المنع والنهي حتى يترك هذا الصاحب أو هؤلاء الأصحاب فينجو بذلك إن شاء الله من أن يكون من العصاة لرب الأرباب ، هذا وكفالة اليتيم واليتيمة والإحسان إليهما عمل عظيم كما تبين خصوصا إن رافقه الأمانة والعدل ، والإحسان والرعاية الصحيحة والصادقة ، وأخيرا قال قتادة ( رحمه الله) : ( كن لليتيم كالأب الرحيم) فأحسنوا إليهم وارحموهم وعاملوهم كما تعاملون أبنائكم وبناتكم الذين هم من أصلابكم ، واتقوا الله ولا تهملوا الأيتام ولا تظلموهم فان ذلك شر وخيم ، وخطر عظيم ، وحسابه عسير عن الجبار العليم ."
وأما النصيحة التالية فهى للصغار وفيها قال :
"النصيحة الثالثة :
إلى كل صغير يرافق من هو أكبر منه بسنوات عديدة
أخي الصغير وفقك الله إلى طاعته اعلم أن خير الأصحاب من كان على نهج القران والسنة ، ومن كان صالحا فاضلا وان بدر منه بعض الخطأ أو بعض الزلل فالإنسان خطاء وخير الخطاءين التوابون ، واعلم أن الصديق الصالح منفعة لك في الدنيا ومدخرة لك في الآخرة قال تعالى ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) وأن الصديق السيئ مضرة لك في الدنيا ومهلكة في الآخرة ، وما يتندم الإنسان على شيء يوم القيامة كما يتندم على مرافقة الفاسدين في الدنيا لأنهم صحبتهم أساس كل شر وبلية قال تعالى ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ) هذا ويجمع الله أصحاب الخير والصدق في جنته ويكسوهم من فضله ورحمته قال تعالى (إن الأبرار لفي نعيم ) وأما الفجار فان مجمعهم النار ، لما فعلوه من محرمات وما قاموا به من إفساد قال تعالى ( وإن الفجار لفي جحيم ) – عافانا الله من النار- وعلى هذا فإني أنصحك بمرافقة الأتقياء ، ومجانبة الأشقياء ، والتقي من الأصحاب من يأمرك بالمعروف وينهاك عن المنكر ، ويصبر على أذاك ، ويصدك عن هواك ، وينصحك إن أخطأت ، ويعودك إن مرضت ، ويسأل عنك إن تأخرت ، وتراه مواظبا على صلاته طائعا لربه ، يقرأ القران ويعمل بما فيه ، ويحافظ على السنة ويتبعها وقد يكون كما قلت منه زلل أو فيه خلل فلا بأس فلا معصوم بعد الأنبياء أحد ، ولا يسلم من الخطأ أحد ، فان وجدت مثل هذا فتمسك به ، وصاحبه ورافقه ، وكن له خير صاحب لخير صاحب ، وأما الشقي فله علامات ، فهو عبد لشهواته ، وتابع لهواه ونزواته ، لا تراه يأمرك بمعروف ، ولا ينهاك عن منكر ، وتراه على غير هدى ودين ، يقرب الفاسدين ويبتعد عن الصالحين ، مهملا للقران والصلاة ، ومحبا للهو والدنيا ، ولا يهتم إلا لمصلحته ونفسه ، فإياك ومرافقة من هم مثله ، فإنهم شر وبلاء ،
وأحذرك يا أخي من مرافقة الكبار الذين لا خلق لهم ولا ينضبطون بالدين ، ولا يأسرنك حديثهم ، ولا يغرك كلامهم وتقربهم ، فانك قد تسقط في بلاء تتمنى أن لا تكون سقطت فيه ، أو تفعل فعلا تتمنى لو أنك لم تأتيه ، وعليك بمرافقة من هم في سنك أو قريبين من عمرك فذلك خير لك ، وأطيب لنفسك ..فاعمل بهذه النصيحة ، واستفد ، وإياك ومرافقة من فسد ، وأسأل الله أن يوفقك إلى الهدى والرشاد ، وإلى أن يجعلك من خيرة المتقين من العباد ."
والنصيحة الرابعة للكبار المصاحبين للصغار :
"النصيحة الرابعة :
إلى كل كبير ابتلاه الله بمرافقة الصغار ..
اتقي الله وتب إليه ، وأخص بالذكر هنا ذلك الذي سقط في أكبر بلية ، وصار (والعياذ بالله) من الفساق واللوطية ، اتقي الله واحذر من عذاب وعقاب رب البرية ، فاللواط جرم عظيم ، وعقابه وخيم ، وإن كان الزنا وهو الفاحشة العظيمة، والفضيحة المقيمة ، والبلية الكبرى ، وخسارة الأولى والأخرى يرجم فيه المحصن ، ويجلد فيه من لم يحصن ، فإن عقوبة اللوطي القتل المحقق لمن أحصن ولمن لم يحصن قال (صلى الله عليه وسلم ) : (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط ، فاقتلوا الفاعل والمفعول به) رواه أهل السنن ، وإسناده صحيح ، قال إبراهيم ألنخعي (رحمه الله) ( لو كان أحد يستقيم أن يرجم مرتين لرجم اللوطي ) .وما ذاك إلا لعظم هذه الفعلة ، والتي لا يجرؤ على فعلها إلا الأراذل والسفلة ، ولو كان فيك ذرة من عقل أو إيمان لما تماديت إلى هذه الدرجة السحيقة من العصيان ، وقرأت واعتبرت ما فعله الله بمن سلفك في هذه المعصية ، فقد أنكر الله عليهم هذه المعصية أشد الإنكار ووصفها بالفاحشة أي جماع الفحش كله قال تعالى ( إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها أحد من العالمين ) ووصف فاعليها ومرتكبيها فقال : ( إنهم كانوا قوم سؤ فاسقين) ، وقد عاقبهم بأشد العقاب ، وجمع عليهم العقوبات ما بين خسف ، ورجم ، وتدمير قال سبحانه ذاكرا قصتهم مع نبيهم لوط عليه السلام : ( قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين ، قال إني لعملكم من القالين ،رب نجني وأهلي مما يعملون، فنجيناه و أهله أجمعين ،إلا عجوزا في الغابرين ،ثم دمرنا الآخرين ، وأمطرنا عليه مطرا فساء مطر المنذرين . إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ) فاتقي الله ، واتعظ واعتبر ، ولا تسرف ، واعلم إنك إن أردت التوبة فبابها مفتوح ، والله غفور يصفح ويتجاوز عن من صدق في التوبة وأتبعها بالعمل الصالح والإحسان قال تعالى ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) وقال سبحانه ( ومن تاب وامن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) فتب إلى الله التوبة النصوح والتي تقوم على الإقلاع عن الذنب وتركه ، والعزم على عدم العودة إليه ، والندم على ارتكابه ، والبعد عن مسبباته وأسبابه
ومن ذلك ترك مصاحبة الصغار ، والمردان ، والأحداث من الغلمان ، ومصاحبة الصالحين ممن هم في سنك والذين فيهم النفع والخير لك ، وإياك ومرافقة الفاسدين الضالين المضلين فإنهم بلاء ، ومرافقتهم هي باب الشقاء والعناء ، وأوصيك بكتاب الله ، وسنة رسول الله ، وغض البصر ، وتحصين الفرج بالحلال إن استطعت وإن لم تجد مالا تستعين به على الزواج فعليك بالصبر والصوم فإن فيه وجاء وعليك بالاشتغال بالعلوم الشرعية وتعلمها ودراستها ، وإشغال نفسك فيما هو أفيد لك وأحسن ، وأسأل الله أن يرزقك الهداية ، ويجنبنا وإياك سبل الغواية ، وأن يجعلنا من الصالحين المتقين ، وأن يرزقنا جنته ويحفظنا من الجحيم ."
وأما النصيحة القادمة فهى للدعاة والمعلمين وفيها قال :
"وأخيرا إلى كل داعية ومربي :
يجب أن يكون هنالك جهود أكبر ، واجتهاد أكثر لمعالجة الظواهر السيئة التي تطفح في مجتمعنا المسلم ومنع تفشيها وانتشارها ، فالاهتمام بأساليب وطرق التربية وكيفيتها خير ولكن كذلك ينبغي عدم إهمال ما يظهر من ظواهر لا تمت للدين أو للآداب بصلة بل ينبغي محاربتها والتحذير منها والتبيين فيها حتى يحذر الناس وتتبين لهم الحقائق ويعرفوا المضار ويطلبوا الفوائد غير أن جهودكم مشكورة ، و أعمالكم منظورة فعسى الله أن يتقبل منا ومنكم ، وأن يعيننا إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة .."
قطعا علاج أى مشكلة يحتاج إلى أمرين :
الأولى بيان الأحكام للجميع من قبل الدعاء والمعلمين والوالدين وغيرهم ممن فى مؤسسات المجتمع
الثانى تطبيق المجتمع لعقوبات الله على كل من يخرج على أحكام الله
وهذا أمر غير متوفر حاليا لأن المجتمعات لا تحكم بحكم الله وكل من يحكم على اشاعة الفاحشة والفساد فى المجتمع حتى يصبح هناك مبرر لظبم وخروج الحكام على شرع الله
للأسف الحكومات هى من تبيع مواد التبرج وتبيع المنشطات الشهوانية فى الصيدليات أو تبيح بيعها فى المجتمع وهى لا تراقب ولا تقوم بدورها فى الحفاظ على الأخلاق فشرطة الفاحشة فى معظم بلاد العالم هى من تدير وتروج للفواحش وتدرب مؤسسات الأمن النساء خاصة على ارتكابها وشرطة المخدرات ومعها حرس الحدود هى من تدير الكارتيلات العالمية للمخدرات والمؤسسات التى تعنى بتعيين أهل المناصب كالعمد وشيوخ البلد تختار شيوخ المنصر ليكونوا عمدا ومشايخ والصورة قاتمة فتخيلوا أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ترمب هو ممن يشيعون الفاحشة من خلال ملكيته لمجلة البلاى بوى وغيرها من المؤسسات الفاضحة تخيل أن بايدن العجوز متحرش ومن كثرة ممارساته للفاحشة يرتدى حفاضة لأنه لا يتحكم فى برازه وتخيل أن معظم رؤساء العالم وملوكه مدمنون للمخدرات وممارسون لفاحشة قوم لوط(ص) وأن هذا هو السبب فى شيوع الفواحش ونشر المثلية فى العالم " كل من يفعل ما يغضب ربنا سنراضيه " قالها احد الحكام علنا ليظهر الله ما فى قلبه