نظرات فى مقال غريب الطعام أطعمة نتنة
المقال يدور حول وجود أطعمة لها روائح نتنة مقززة للكثير من الناس ومع هذا لها أطعمة لذيذة عندما يتم وضعها فى الفم للبعض
استهل الكاتب مقاله بتفنن الشعوب فى تنويع أطعمتها فقال :
"تتفنّن الشعوب في وصفات مأكولاتها الشعبية وفي طريقة تناولها وحسب المناسبات والأعياد ومع ما يتماشى مع العادات والتقاليد الخاصة، غير أن هناك وصفات أطعمة قد تبدو غريبة وربما مستهجنة ومقززة عند البعض الآخر لأسباب تتعلق ربما لاختلاف الأذواق والخصوصيات الثقافية بين الشعوب والبلدان وبحسب ما تراه صالحاً للأكل من غيره. "
وحذر الكاتب من أن بعض الأطعمة النتنة الرائحة قد تصيب البعض بالأمراض نتيجة الحساسية تجاهها فقال :
"تحذير: نرجو الانتباه إلى أن بعض المأكولات المدرجة ضمن هذه المقالة قد لا تتناسب وحساسية البعض من الأطعمة الغريبة، لذا لزِم الحذر لمن يرى نفسه غير قادر على تحمل قراءة ما يعكّر صفو معدته."
قطع حل الطعام أو حرمته قائم على أمور هى :
الأول تحريم الطعام لضرره مثل أكل الميتة والدم كما قال تعالى :
" حرمت عليكم الميتة والدم "
ومن ثم يجب الابتعاد عن الأطعمة المؤذية سواء بالاعطاء أو بالأخذ كما قال تعالى :
" ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون"
الثانى أن يكون القصد من الطعام غير الله وهو ما سماه الله الطعام الذى لم يذكر اسم الله عليه كما قال تعالى :
"ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه "
الثالث أن يكون الطعام ناتج من عمليات الميسر حيث يدقع البعض وهو الخاسر ثمن الطعام ويأخذ الفائزون الطعام لأكله كما قال تعالى :
" ولا تستقسموا بالأزلام "

وقد قص الكاتب علينا كيفية تحضير بعض الأطعمة التى لها روائح نتنة وقبل قراءة ما كتبه أقول :
أن كل قرية أو أمة لديها أطعمة من تلك النوعية فمثلا فى مصر لديهم الجبن الحادق وهو طعام له رائحة كريهة ولكنها ليست بالقوية ولديهم الفسيخ وهو نوع من السمك يعرض فى الشمس حتى ينتفخ وينتن
المهم أن تلك الأطعمة قد يقوم البعض بمجرد شم الرائحة بالتقيؤ ولكن الكثير من الناس يقوم بأكلها لأن طعمها لذيذ بالنسبة لهم فبمجرد دخول الطعام الفم تضيع الرائحة ولا تحس حلمات التذوق فى الفم إلا باللذاذة الناتجة من التمليح أو من الحلاوة أو غير هذا
وقص الكاتب كيفية عمل الأطعمة وسأترك القارىء معها فقال :
"أطعمة بحرية:
تتنوع وصفات السمك اللذيذة وطريقة إعدادها بين الثقافات، غير أن هناك وصفات سمك ليست لذيذة إطلاقاً، بل مقززة للغاية، إذ أن طعمها يشبه كما لو أن الوجبة تم تنقيعها في بالوعة معتّقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالرائحة المنبعثة مفعمة بالأمونيا *، إضافة إلى أن الطعم الحامضي يشبه تماماً طعم البول كحد وصف متذوقيه، أحدى هذه الوجبات وجبة تسمى (سورسترومنغ) أو على لهجة سكان السويد (سوش-سترومنغ) أو(سمك الرنجة الحامضة)، وهي وجبة تقليدية سويدية ترجع إلى أواخر القرن السادس عشر.
سوش - سترومنغ وجبة نتنة
يتم تحضير هذه الوجبة بعد تمليح سمك الرنجة بالملح الكافي لضمان عدم تحلل السمكة وتعفنها، ثم تترك لتتخمر في وعاء التخمير لمدة لا تقل عن ستة أشهر، عند فتح وعاء التخمير بعد هذه المدة الطويلة لك أن تتخيل الرائحة الفظيعة المنبعثة التي وصفتها دراسة يابانية كأحد أنتن روائح الأطعمة في العالم وبحسب ما نقل ذلك موقع الويكيبديا كانت هذه الوجبة أحد أهم المؤن الحربية قديما في الوسط الأوروبي خصوصاً أيام حرب الثلاثين سنة التي مزّقت القارة الأوروبية في النصف الأول من القرن السابع عشر كصراع ديني شرس بين الطوائف المسيحية، وكانت هذه الوجبة رغم نتانتها حلاً لسد رمق الجنود المعزولين عن الإمدادات الغذائية.
يذكر التاريخ بأن جنود السويد المشاركين في الحرب رفضوا تناول هذه الوجبة التي كانت سائدة في منطقة الوسط الأوروبي في ذلك الوقت، ولكن بالرغم من ذلك انتقلت هذه الوصفة القديمة بطريقة ما إلى المطبخ السويدي وبقت هناك كإرث يعتزون به إلى اليوم تحتوي هذه الوجبة على مستويات عالية من مركبات الديوكسين المسرطنة التي تعد من أكثر السموم الكيماوية المعروفة وتدخل في العديد من صناعات المبيدات الحشرية،
إضافة إلى احتوائها على ثنائي الفينيل متعدد الكلور وهو من الملوثات العضوية المسرطنة التي كانت تدخل في صناعات العوازل والمواد المبردة قبل أن يتم حظرها لأثرها السلبي على البيئة، كشفت الدراسات على أن التركيزات العالية للمركب الأخير تحدث تشوهات للمواليد وتسبب الفشل الكلوي واضطراب الأعصاب، لكن بالرغم من ذلك تجد هذا المنتج متوفر في السوق الأوروبية على شكل علب صفراء منتفخة من أثر ضغط الغازات المحبوسة فيها كاستثناء حصري على الرغم من القوانين الصارمة التي تشترطها السوق الأوروبية.
العديد من شركات الطيران الأوروبية حظرت إدراج هذه الوجبة ضمن قائمة الطعام لمسافريها، هناك أيضاً دعاوي قضائية مسجلة بسبب الرائحة القوية لهذه الوجبة.
وصفة السمك المخمر ليست محصورة في وجبة (سوش- سترومنغ) السويدية هذه، بل تجد العديد من وصفات الطعام المشابهة لها في العديد من الثقافات حول العالم، هناك وصفة (هاوغاردل) على لهجة سكان الشمال أو(لحم القرش المعالج) وهو طبق شعبي في آيسلندا والدنمارك، وإعداده لا يتم عن طريق تخميره في وعاء مغلق مثل وصفة (سوش-سترومنغ) السويدية، بل يتم تمليح سمك القرش وتعليقه لمدة تتراوح بين أربعة إلى خمسة أشهر، أنت مخطئ إذا اعتقدت أن هذه أسماك مجففة، بل إنها تقطع على قطع سميكة تحتفظ بالعصارة الحيوية المتخمرة طيلة الشتاء الشمالي، ولذا تجد أن رائحة هذه الوجبة وطعمها يشبه قريبتها (سوش-سترومنغ)
هناك وصفة فلبينية مشابهة يقال لها (بيكنغ) ويستخدم فيها السمك أو الروبيان، ويمكن أن يعد من السائل المتحلل لهذه المواد العضوية (صلصة السمك المخمر) وتجده على طاولة الطعام بالقرب من الشطة الحارة والكتشب، قد لا تبدو لك صلصة السمك هذه شهية لكنها منتشرة بشكل واسع في العديد من ثقافات جنوب شرق آسيا، بالمناسبة .. المطبخ الفلبيني يعج بأطعمة غريبة فعلاً، وربما نعود لذكر بعضاً منها لاحقاً.
ماذا عن وصفة (الكافياك)؟ ...
بالطبع لم أقصد (الكافيار) الغالي الثمن، وهو بالمناسبة من أطعمة النخبة الذي يعد من أغلى أطعمة العالم إذ يتراوح سعر الكيلوغرام منه إلى خمسة آلاف دولار، وقد يتراوح سعر كيلو النوعية الفاخرة منه لأكثر من عشرة آلاف دولار وربما أكثر بكثير، الكافيار الأسود يستخرج من مبايض سمك الحفش، أما الكافيار الأحمر من مبايض سمك السلمون.
لكن (الكافياك) الذي أعنيه هو شيء آخر تماماً، هي وجبة شتوية تؤكل في مناسبات الأعراس والمواليد الجدد في الشمال البارد لشعب الأسكيمو المكافح، ويتم فيه استعمال جلد الفقمة الغير معالج كقربة تحشر فيها من ثلاثمائة إلى خمسمائة طير من طيور (الدوفيكي) وهو طائر صغير من فصيلة البطريقيات، تحشر هذه الطيور كاملة مع ريشها وبدون سلخها بحيث لا يترك مساحة لأي فراغ، ثم يخاط الشق ويشمّع بدهن الفقمة الطارد للحشرات، ولجعل منسوب الهواء داخل جوف القربة أقل ما يمكن تُوضع فوقها صخرة كبيرة، وتترك هكذا لسبعة أشهر حتى موعد الشتاء القارص. موعد التذوق لهذه الوجبة يعتبر احتفالاً موسمياً، إذ يجتمع أفراد العائلة والأصدقاء لانتشال الوليمة من تحت الثلوج، والحرص على أكلها في الهواء الطلق وليس داخل البيوت لأنهم إن فعلوا ذلك لعجت بيوتهم بالروائح النتنة لأسابيع، ثم تؤكل الطيور المتحللة كلها بريشها وأحشائها وأرجلها وعظامها مباشرة بدون أي معالجة أو طبخ.
ماذا عن الطعم؟ ..
يقول المخرج (نك براون) الذي أخرج حلقة صغيرة ضمن برنامج (كوكب البشر- 2011م) لقناة الـ (بي بي سي)، والحلقة تتحدث عن عادة أكل هذه الوجبة لدى قبيلة (سيورابالوك)، يقول نك براون أنه لم يكن من اللباقة رد الدعوة الكريمة من قبيلة سيورابالوك المضيافة على الرغم من الرائحة الكريهة، حين أطعمته امرأة أسكيموية كريمة بيدها أفضل جزء من الوليمة (وهو القلب) يقول أن له طعم بين عرقسوس وطعم الجبن المخمر اللاذع.
هذه الوجبة وغيرها من الوجبات الغريبة الأخرى أنقذت شعب الأسكيمو في الأوقات الصعبة وفي مناخ من مناخات الأرض الأكثر قساوة وشحاً بالموارد الغذائية، غير أنه في أغسطس/آب 2013م توفى العديد قبيلة السيورابالوك من جراء تناول وجبة الكافياك هذه، والسبب أن طيور (إيدر) - وهي طيور بحرية تشبه البط - كانت الحشوة المستخدمة في تلك المرة بدل طيور (الدوفيكي) المعتادة، يبدو أن طيور إيدر لا تتخمر بشكل أفضل كما هو الحال مع طيور الدوفيكي على حد إحدى التفسيرات، بعض التفسيرات قالت بأن كيس بلاستيك كان من ضمن الحشوة، المهم أن تفاعل كيميائي عضوي حصل نتيجة هذه الخلطة الجديدة والتي تسببت بتسمم سجقي للعديدين منهم، الأمر الذي أطلق إشارة الخطر في الإعلام (الجرين - لاندي) بخصوص التوعية من العادات الغذائية الصحية المتبعة لدى سكان الأسكيمو.
هناك العديد من الوجبات الغريبة لدى شعب الأسكيمو ربما نعود إليها لاحقاً، لكن دعونا نذهب لليابان حيث (السوشي) الذي يعد من أشهر الوجبات الشعبية هناك وفي العالم، واليابان بالمناسبة من أكثر الشعوب شراهة للأطعمة البحرية، تتنوع وصفات السوشي من (أوشي سوشي) و(ماكي سوشي) و(ناري سوشي) و(نيغري سوشي) والعديد من وصفات السوشي التي قد تتعدى المائة نوع، لكن يهمنا هنا نوع غريب وغير مشهور من السوشي يقال له (فيوناسوشي) ولعل هذه الوجبة من أكثر وجبات السمك تخميراً قياساً لمدة التخمير التي قد تصل إلى أربعة أو خمسة أعوام، لذا هي غالية الثمن بالمقارنة مع الأنواع الأخرى، ولك أن تتخيل الرائحة القوية بعد فتح البرميل الذي يخزن فيه السمك مع الأرز المخمر، الرائحة نتنة للغاية والطعم غير مشجع أبداً وبشهادة الطباخ (أندروزيميرن) مقدم البرنامج التلفازي (أطعمة غريبة) على قناة (ترحال الإمريكية)
هناك وجبة يابانية أخرى تسمى (شيوكارا) وهي عبارة عن خليط من أحشاء حيوانات بحرية (كالحبار والأخطبوط وغيرها) ويدخل الكبد المملح والمتخمر بشكل خاص ضمن وصفات هذه الوجبة التي تختلف باختلاف مكوناتها، لا داعي لأخبرك عن طعمها الكريه طبعاً.
فواكه:
هناك فاكهة آسيوية لها رائحة قوية بعضهم قال أنها تشبه رائحة نفايات عفنة أو كلب ميت، أو ربما (عذراً) رائحة الفضلات البشرية، هذه الفاكهة مشهورة في جنوب شرق آسيا وتسمى (ديوريان) وشعبيتها هناك كشعبية التمر في الشرق الأوسط أو العنب في فرنسا، بلدها الأصلي تايلاند وتعد فاكهة غالية نسبياً وذلك لأن شجرتها لا تثمر ثمارها النتنة إلا بعد 15 سنة، ويبلغ سعر الثمرة نحو50 دولار للحبة، وهي مرغوبة بسبب مزاعم في كونها - فياجرا - طبيعية، وما أكثر الأطعمة التي تزعم تنشيط القدرة الجنسية.
هذه الفاكهة عموماً يمنع دخولها في معظم الفنادق بسبب أن الرائحة الكريهة تعلق بقوة في السجاد وجدران الغرفة وتستمر لأسابيع، يكفي فاكهة واحدة منها لإفساد جو طابق سكني كامل، كذلك يمنع حملها في المواصلات العامة والمطارات.
ماذا عن الطعم؟ ..
حسناً، الطعم ليس مشجعاً ولكنه ليس على مستوى الرائحة المنبعثة، إن سنحت لك الفرصة بتناولها عليك غلق أنفك أولاً، ولا تحاول قضم البذور لأنها على ما يبدو هي مصدر الرائحة الكريهة
أجبان:
هناك أنواع متعددة وفاخرة من الأجبان حول العالم، منها جبنة الأيائل السويدية التي يبلغ سعر الباوند الواحد قرابة 500 دولار، ومن المملكة المتحدة جبنة ستيليون البيضاء المذهّبة التي تدخل شظايا ذهبية حقيقية ضمن وصفة إعدادها، وسعرها يقارب سعر جبنة الأيائل السويدية، أما جبنة البيولا الصربية تعد من أغلى أنواع الأجبان على الإطلاق إذا يصل سعر الباوند الواحد لأكثر من 500 دولار وقد يصل حتى الألف دولار، حسناً ربما تسألني من أي الألبان تنتج هذه الجبنة الصربية؟ .. طبعا ليس من الماعز ولا الأبقار ولا الآيائل ولا الجاموس .. بل من الحمير يا صديقي.
دعنا من أجبان النخبة ونذهب إلى جزيرة سردينيا الإيطالية حيث تنتج هناك جبنة غريبة من نوعها تسمى جبنة الـ (كازومارزو) وهي إحدى الأكلات الشعبية هناك وتنتج من حليب الماعز، لكن قالب الجبن هذا يترك في الخارج حتى يزرع الذباب بيوضه فيه، ويترك حتى تفقس اليرقات لتتغذى على الجبن وتكسبه قواماً ليناً وطعماً حمضياً لاذعاً، الجبن المتعفن هذا يجب أن يؤكل مع يرقاته حيث أنها هي المستهدفة من عملية التعفن هذه، لا أدري بصراحة ما هو طعمها فلا أرغب حقاً في تجربة جبنة متعفنة مع يرقات ذباب حية، هناك أيضاً (جبنة بيتو العتيقة) التي أنتجت في 1997م، والتي كان من المفترض أن تسوّق في السوق الصينية عن طريق مستورد من هونج كونج، غير أن الإقبال على هذه الأجبان المتعفنة كان غير مرغوب والذوق الصيني، لكن بِيع سعر الباوند من هذه الجبنة العتيقة بعد عشر سنوات من إنتاجه بنحو150 دولار في السوق الأوروبية.
هناك العديد من الأطعمة المخمرة وبعضها تم حظرها لآثارها الصحية كالأرز الصيني المتعفن الذي كان سبباً في التسبب بسرطانات الجهاز الهضمي، سرطان المريء على وجه الخصوص، ستظل هذه الوجبات الغريبة ضمن قوائم الطعام حول العالم حتى يُثبت تورطها في التسبب بأمراض مميتة، كما هو الحال مع اللحوم المقددة في أفريقيا التي يعتقد العلماء أنها كانت السبب في اندلاع وباء الإيبولا الذي هدد العالم في عام 2014م، غير أن الناس ما تزال ترغب حقاً في تجربة الأطعمة القاتلة حتى لو كانت قضمة غير موفقة منها قد تكلف الحياة"
قطعا ما حكاه الكاتب عن بعض الأطعمة يجعل البعض يدخل ضمن المحرمات مثل جبن الحمير فلم يحل الله لنا الحمير وأشباهها من البغال والخيل وإنما أحل لنا ما ينتج من الأنعام كما قال تعالى :
" أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم "
وأما عملية التخمير والتخمر فالأطعمة الناتجة عنها إن كانت تسكر فهى محرمة وإن كانت تؤذى فهى محرمة
وأما أطعمة البحر فهى مباحة ما دامت لحما طريا كما قال تعالى :
" ومن كل تأكلون لحما طريا "