قراءة فى كتاب شهادة حسن السير والسلوك
المؤلف سعيد عبد العظيم وقد استهل كتابه بأن شهادات حسن السير والسلوك مطلوبة فى موضوعات متعددة فقال :
"أما بعد:
"فشهادات التزكية وحسن السير والسلوك والمعاملة تُطلب في الزواج ولتقديمها في المصالح والأعمال وعلى ضوئها يتم القبول والرفض والمفترض أن تتم بالحق والعدل وهي صورة من الشهادة التي نقيمها خالصة لوجه الله ووفقًا للواقع دون محاباة أو مجاملة ولو كانت شهادة على النّفس أو الوالدين والأقربين"
والحق أن لا شهادة إلا فى القضاء والمراد أمام القاضى وأما فى الزواج والعمل الوظيفى فهى بدعة أحدثها الناس فكلمة مسلم وحدها كافية أمام أى مسلم أخر فكلمة مسلم تعنى مطيع لله ومن ثم لا توجد فيه تهمة لأن من وجدن فيه تهمة فمعناها أنه كفر بحكم من أحكام الله
وضرب الرجل نماذح ممن ينسب للنبى (ص) فى بعض الناس فقال :
ولذلك قال النّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «ما أظن أنّ فلانًا وفلانًا يعلمان شيئًا من ديننا» لرجلين من المنافقين.
وقال - أيضًا -: «أما معاوية فصعلوك لا مال له وأما أبو جهم فضراب للنساء».
وسمع صلى الله عليه وسلم هند بنت عتبة وهي تشتكي زوجها أبا سفيان وتقول: إنّ أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني ما يكفيني وولدي. فقال لها صلى الله عليه وسلم: «خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف». "
والرواية الأولى تعنى كفر المنافقين وهو ما أثبته الله ,اما الرواية الثانية فالقول الأول لا يعنى جريمة فكون معاوية لا مال له شهادة فى أنه لا يملك مال وليست شهادة فى كونه كافر وأما القول فى أبو جهم بكون ضراب للنساء فهى اتهام له بالكفر لأن لا يوجد مسلم يضرب الزوجات باستمرار والرواية لا تصح فمن المعروف ان معاوية هو ابن أبى سغيان وهو أكبر تجار قريش فكيف يكون الابن الول لأغنى قريش بلا مال حسب كتب التاريخ؟
وأما الرواية الثالثة فهى اتهام لأبى سفيان بالكفر لأن الشح وهو البخل من صفات الكفار كما قال تعالى :
""ولا يحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خير لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة"
وأى كلام لرجل أو امرأة لا يقبل دون بينة والرسول(ص) لن يحكم على الرجل دون أن تحضر هند الشهود
وحدثنا الرجل عن كتب الجرح والتعديل وكون بعضها شهادة بحسن السير والسلوك فقال :
ومن طالع كتب الحديث والرجال سيجد وصف العلماء للبعض بأنه كذاب أو سيّئ الحفظ ... وليس في ذلك غيبة محرمة؛ إذ الغيبة هي ذكرك أخاك بما فيه ومن خلفه بما يكره إن كان فيه فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته. أما إذا دعت الحاجة والضرورة لذكر الوصف المكروه في الشخص كالشهادة عند القاضي مثلاً فلا حرج ولا حرمة وأحيانًا تصدر الشهادة ويتم التوثيق ممن هو بحاجة لمن يوثقه ويشهد له بالعدالة وذلك نتيجة غربة الحال فقد يُناط إعطاء الشهادة من كافر لمسلم ومن الفاسق للمطيع وكل إناء بما فيه ينضح واللسان ترجمان لما في القلب وقد قال سبحانه: (ودوا لّوً تدًهٌن فّيدًهٌنونّ (9)) [القلم: 9]
وقال: (ولّن تّرًضّى عّنكّ اليّهود ولا النصّارّى حّتى تّتبٌعّ مٌلتّهمً) [البقرة: 120] وبالتالي فلابد من نظر بعين الاعتبار في الشاهد والمزكي والموثق. وهذه الشهادة قد تختص بجانب من جوانب الحياة أو بعمل من الأعمال: كإتقان للعمل أو حفظ القرآن مثلاً وأحيانًا تكون مطلقة فيُقال: فلان حسن السير والسلوك. ويشهد الإنسان بما تحققه ورآه (ومّا شّهٌدًنّا إلا بٌمّا عّلٌمًنّا ومّا كنا لٌلًغّيًبٌ حّافٌظٌينّ <81>) [يوسف: 81]"
وما فى كتب الجرح والتعديل مع كونه شهادات إلا أنها شهادات وأحكام لا يؤخذ بها لأن القضاة وهم أصحاب الكتب اختلفوا فى آلاف الرجال فالبعض وثق والبعض كذب وجرح فبأى حكم من أحكامهم نأخذ ؟
ما فى كتب الجرح والتعديل قد يناقض الحق فقد يجمه القوم على وثاقة رجال وعندما تراجع الأحاديث المروية عنهم تجدها مناقضة للقرآن فكيف نوثق من يكذب كتاب الله
وتحدث عن فى بعض القضايا لابد من عدد معين لكى تثبت الشهادة فقال :
"ولابد من توافر النصاب الشرعي حتّى يُؤخذ به فلو شهد ثلاثة على إنسان بالزنى لم تُؤخذ شهادتهم ولو كان فيهم أمير المؤمنين بل يُقام عليهم حد القذف؛ إذْ لابد من توافر أربعة من العدول يشهدون حتّى يُقام حدّ الزنى وعمومًا فالجرح والتهمة تتطلب بيّنة أوضح من شمس النهار. "
وتحدث عن الشهادة للرسل(ص) بكونهم أدوا ما عليهم فقال :
"هؤلاء مشهود بحسن سيرهم وسلوكهم: أفضل الخلق الرسل وأفضلهم خمسة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين والنّبيّ صلى الله عليه وسلم هو سيد الأولين والآخرين وقد بعثه سبحانه رحمة للعالمين زكّى لسانه فقال: (ومّا يّنطٌق عّنٌ الهّوّى (3)) [النجم: 3]
وزكّى عقله وفؤاده فقال: (مّا ضّل صّاحٌبكمً ومّا غّوّى (2)) [النجم: 2]
وزكّى معلمه فقال: (عّلمّه شّدٌيد القوّى (5)) [النجم: 5]
وزكّاه كله فقال: (وإنكّ لّعّلّى خلقُ عّظٌيمُ (4)) [القلم: 4]."
وهذا كلام هو كلام الله وأما ما قاله الرجل فى تفضيل بعض الصحابة وهم المؤمنين بعضهم على بعض فهو خطأ فادح وفيه قال :
"والأنبياء يأتون في المرتبة بعد الرسل ثم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وأفضلهم أبو بكر فعمر فعثمان فعلي فسائر العشرة المبشرة بالجنة وأصحاب بيعة الرضوان والعقبة وأهل بدر وأحد وكل صحابي أفضل من كل من جاء بعده وقد شهد لهم القرآن بالفضل والخيرية قال تعالى: (كنتمً خّيًرّ أمةُ أخًرٌجّتً لٌلناسٌ تّأًمرونّ بٌالًمّعًروفٌ وتّنًهّوًنّ عّنٌ المنكّرٌ وتؤًمٌنونّ بٌاللهٌ) [آل عمران: 110]
وأثنى عليهم النّبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»
[متفق عليه]. وأثنى عليهم ابن مسعود بقوله: «كانوا أبرّ هذه الأمة قلوبًا وأعمقها علمًا وأقلها تكلفًا». اصطفاهم ربنا جلّ وعلا لصحبة خير البرية فهم خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين ولا يجوز انتقاصهم أو الطعن والتجريح فيهم «أصحابي أصحابي لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحُد ذهبًا لم يبلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه». وكان أيوب السختياني يقول: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنهم أرادوا أن يجرحوا شهودنا؛ ليعطلوا العمل بالكتاب». والجرح بهم أولى وهم زنادقة وذلك لأن الصحابة هم نقلة الكتاب والسُّنّة وكلهم عدول وجهل أحدهم لا يضره كما هو مقرر في المصطلح وهم الأسوة والقدوة بعد الأنبياء والمرسلين في حسن السير والسلوك. وما لم يكن يومئذ دينًا فليس باليوم دينًا ولن يصلح آخر هذه الأمة إلاّ بالرجوع إلى أولها قال تعالى: (والسابٌقونّ الأّولونّ مٌنّ المهّاجٌرٌينّ والأّنصّارٌ والذٌينّ تبّعوهم بٌإحًسّانُ رضٌيّ الله عّنًهمً ورّضوا عّنًه) [التوبة: 100]
ومتابعتهم فيما أحسنوا فيه لا في الهفوات التي بدرت منهم؛ إذ لم يكونوا معصومين والواجب علينا أن نترضى ونترحم عليهم وأن نمسك عما حدث وشجر بينهم وأن نعلم أنهم خيار أولياء الله المتقين فكل من تابع منهج الأنبياء والمرسلين وكان من أهل السُّنّة والجماعة وغلب خيره على شره استحق شهادة تزكية وحسن سير وسلوك حتّى وإن بدرت منه بعض الهفوات إذْ كل ابن آدم خطّاء. قال تعالى: (ثم أّوًرّثًنّا الكٌتّابّ الذٌينّ صًطّفّيًنّا مٌنً عٌبّادٌنّا فّمٌنًهمً ظّالٌمِ لٌنّفًسٌهٌ ومٌنًهم مقًتّصٌدِ ومٌنًهمً سّابٌقِ بٌالًخّّيًرّاتٌ بٌإذًنٌ اللهٌ)
[فاطر: 32] والسابق بالخيرات هو الذي غلبت حسناته على سيّئاته وقد ذكر سبحانه أهل الجنة بأحسن ما عملوا وتجاوز عن سيّئته. والعصمة ثابتة للأنبياء والمرسلين قال تعالى: (أوًلّئٌكّ الذٌينّ هّدّى الله فّبٌهدّاهم قًتّدٌهً)
[الأنعام: 90]
وقال: (قّدً كّانّتً لّكمً أسًوّةِ حّسّنّةِ فٌي إبًرّاهٌيمّ والذٌينّ مّعّه) [الممتحنة: 4]
وقال: (لّقّدً كّانّ لّكمً فٌي رّسولٌ اللهٌ أسًوّةِ حّسّنّةِ لٌمّن كّانّ يّرًجو اللهّ والًيّوًمّ الآخٌرّ وذّكّرّ اللهّ كّثٌيرْا <21>) [الأحزاب: 21]."
ولا يوجد فى القرآن أفضلية لصحابى على صحابى كأبى بكر على على أو لعلى على أبى بكر ولا غير هذا ولا لامرأة مؤمنة على أخرى فكل المؤمنون عند الله فى القرآن بلا أفضلية وإنما الأفضلية أوضحها الله بأن المجاهدين منهم خير من القاعدين كما قال تعالى :
" فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
وتحدث عن تفضيل البعض من الخارجين على الدين على الرسل(ص) فقال :
فلا يصح أن نقدم راقصًا أو مغنيًا أو فيلسوفًا أو أديبًا ... على الأنبياء والمرسلين؛ إذ التقديم والتأخير يتم وفق شرع الله (أّلا يّعًلّم مّنً خّلّقّ وهوّ اللطٌيف الخّبٌير <14>) [الملك: 14]."
وتحدث عن حسن السمت فقال :
" حسن السمت:
ورد في الحديث: «إنّ الهدى الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة» [رواه أبو داود وأحمد وحسّن ابن حجر إسناده]."
والخطأ فى الرواية تقسيم النبوة إلى 25 جزء ويخالف هذا كون النبوة شىء واحد لا يتجزأ هو تلقى الوحى لإبلاغه للناس فأين هى الأجزاء ؟
زد على هذا أن السمت الحسن موجود فى كل المخلوقات مصداق لقوله تعالى بسورة السجدة "الذى أحسن كل شىء خلقه "والسؤال ما هى هذه الأجزاء المزعومة ؟قطعا لا إجابة
ثم قال :
" ووصف البراء بن عازب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «كان النّبيُّ صلى الله عليه وسلم مربوعًا وقد رأيته في حلة حمراء ما رأيت شيئًا أحسن منه» [رواه البخاري ومسلم]."
الرواية السابقة ليست مدحا وإنما رأى شخصى فى الجسد النبوى فالمدح والذم يكون فى الدين
وتحدث عن أن القول فى الفرد يكون فى دينه فقال :
وقال إبراهيم النخعي: «كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى صلاته وإلى سمته وإلى هيئته ثم يأخذون عنه». وقال الحسن البصري: «كان الرجل يطلب العلم فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه ولسانه وبصره ويده». وقال أبو العالية: «أرحل إلى الرجل مسيرة أيام فأول ما أتفقد من أمره صلاته فإن وجدته يُقيمها ويتمها أقمت وسمعت منه وإن وجدته يضيعها رجعت ولم أسمع منه وقلت هو لغير الصلاة أضيع». وقال مالك: «إنّ حقًا على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية وأن يكون متبعًا لأثر من مضى قبله». وقال عبد الرحمن بن مهدي: «كنّا نأتي الرجل ما نريد علمه ليس إلاّ أن نتعلم من هديه وسمته وذلّه». فحسن السمت يُكسب المرء الهيبة والوقار واحترام الآخرين وحبهم وهو دليل كمال الإيمان ورجاحة العقل وصفاء القلب ونقاء السريرة كما أنه من أخلاق الأنبياء والصالحين. "
وتحدث عن حسن المعاملة فقال :
"شمول حسن المعاملة:
إنّ الأمر بحسن المعاملة يتضمن أمورًا عديدة منها: الوفاء بالعهود والعقود مع الله عزّ وجل ومع الناس وفيما يتعلق بأمور الناس فإنّ حسن المعاملة يقتضي البعد عن الغش والتدليس والظلم وعدم إخسار الكيل والميزان ... كما يشمل الرفق بمن يتعامل معهم من المسلمين. ولا شك أنّ امتزاج أحكام الشريعة بالأخلاق الحسنة يؤدي إلى تنفيذ القوانين والأحكام الإدارية المتفقة مع الشرع أما فيما يتعلق بأمور الآخرة فتعني أن يصدق الإنسان في تعامله مع خالقه وأن يُخلص نيّته في عبادته؛ مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك» فحسن السير والسلوك يشمل جميع أصناف الخلق وهو معنى يتّسع باتّساع دعوة الإسلام وهو مطلوب في كل آن وحين في التعامل مع الخالق والمخلوق. حصلت على شهادة حسن السير والسلوك .. فانتبه! هذه التزكية وهذه الشهادة التي حصلت عليها ليست هي نهاية المطاف؛ فقد نحكم للإنسان بالإسلام ويعلم الله كفره وليس لنا إلاّ ذلك إذْ لم نُؤمر أن نشق عن الصدور أو أن ننقب عن القلوب ولذلك نقبل من الناس علانيتهم ونكل سرائرهم إلى الله هو يتولى السرائر وقد كان المسلمون يتزوجون من المنافقين ولم ينه النّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن ذبائح المنافقين. وكان عمر بن الخطاب يقول لحذيفة: «ناشدتك الله يا حذيفة أسمّاني لك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم» أي من المنافقين فيقول له حذيفة: «لا و لا أُزكِّي بعدك أحدًا». وروى البخاري عن ابن أبي مليكة قال: «أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف على نفسه النفاق ما منهم من أحد يقول: إنّ إيمانه مثل إيمان جبرائيل وميكائيل». وكان عمر بن الخطاب يقول: «أيها الناس إنّ الوحي قد انقطع فمن أظهر لنا خيرًا أمنّاه وقربناه ليس لنا في سريرته الله يتولاّه في سريرته ومن أظهر لنا شرًا لم نُؤمنه ولم نقربه وإن قال إنّ نيته حسنة». ومما أُثر عن المسيح أنه قال: «لا تُكثروا الكلام بغير ذكر الله؛ فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وإنّ القلب القاسي بعيد عن الله ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب ولكن انظروا فيها كأنكم عبيد؛ فإن الناس رجلان مُبتلى ومُعافى فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية». وقالوا: «من كانت سريرته كعلانيته فهو عدل ومن كانت سريرته أفضل من علانيته فهو الفضل ومن كانت علانيته أفضل من سريرته فهو الجور». فانتبه واعلم أن الله مُطلع ورقيب وأنّ العملة الزائفة لا تروج على الله ثم هذه الشهادة التي حصلت عليها إن كانت بحق وبصدق فهي شهادة على ما مضى وأنت لا تدري بما يُختم لك وإنما الأعمال بالخواتيم وبماذا يُنادى عليك غدًا والبعض قد يعمل بعمل أهل الجنة حتّى ما يبقى بينه وبينها إلاّ ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها فلا تطمئن ولا تركن واعمل عمل رجل لا يُنجيه إلاّ عمله وتوكّل توكل رجل لا يُصيبه إلاّ ما كُتب له واحذر من أن تنقلب على عقبك القهقري أو أن تغتر بثناء الناس عليك فالعجب آفة والواجب عليك أن تغلب جانب الخوف على الرجاء وأن تجمع الرغبة بالرهبة والإلحاف بالمسألة (ويّدًعونّنّا رّغّبْا ورّهّبْا وكّانوا لّنّا خّاشٌعٌينّ <90>) [الأنبياء: 90]."
وكل هذا الكلام عن حسن المعاملة هو ما تلخصه كلمة المسلم أو المؤمن أو المتقى فالمسلم لا يمكن أن يكون سيئا ولكن إذا ارتكب جريمة فقد كفر وخرج من الإسلام فإن تاب وأتاب عاد لإسلامه
ومثلا فى زواج المسلم بين الله أن هناك حكم واحد يمنع المسلم أو المسلمة من الزواج إلا من مثله فمن ثبت عليه الزنى لا يجوز له زواج مسلمة لم يثبت عليها الزنى والعكس وفى هذا قال تعالى :
"الزانى لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين"
وهذا الكلام يكون بحكم قضائى أو عندما يصحو ضمير الزانى والزانية فيتزوجان من بعضهما بعد أن يتوبا إلى الله
وتحدث عن شهادة حسب السير والسلوك فقال :
"واشكر الموفق والمنعم وازدد إحسانًا فقد كان شداد ابن أوس يقول: «إذا رأيت الرجل يعمل بطاعة الله فاعلم أنّ لها عنده أخوات وإذا رأيت الرجل يعمل بمعصية الله فاعلم أنّ لها عنده أخوات؛ فإنّ الطاعة تدل على أختها وأن المعصية تدل على أختها». (فّأّما مّنً أّعًطّى واتقّى (5) وصّدقّ بٌالًحسًنّى (6) فّسّنيّسٌره لٌلًيسًرّى (7) وأّما مّنً بّخٌلّ واسًتّغًنّى (Cool وكّذبّ بٌالًحسًنّى (9) فّسّنيّسٌره لٌلًعسًرّى <10>) لا تُزكي نفسك وتنتقص الآخرين فلك في الصالحين أسوة حسنة كان أبو بكر الصديق - وهو المشهود له بالجنة - يقول: «لو أنّ إحدى قدماي في الجنة والأخرى خارجها ما آمن مكر الله إنه لا يأمن مكر الله إلاّ القوم الخاسرون». وكان البعض يقول: «إذا ذُكر الصالحون فأف لي وتف». وقال آخر: «إذا قيل ليخرج أسوأ من بالمسجد لبادرتكم بالخروج». إذا حصلت على شهادة تزكية وحسن معاملة فقل: اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون؛ فإنّك تعلم وهم لا يعلمون وازدد تواضعًا لجناب الله نريد شهادة يرضى بها ربنا عنّا تكون جواز مرور إلى جنات النعيم شهادة تزداد بها طاعة وعبودية لله يتوافق فيها الظاهر مع الباطن والسر مع العلانية ويُنادي على أهلها غدًا (كلوا واشًرّبوا هّنٌيئْا بٌمّا أّسًلّفًتمً فٌي الأّيامٌ الخّالٌيّةٌ <24>) [الحاقة: 24]."
وشهادة حسن السير والسلوك الورقية بدعة فى الوظائف فالوظائف هى من أجل الرزق وهو اطعام واسكان والنفقة على أسرة ومن ثم لا يوجد بها تلك الشهادة التى تقضى على حياة أسرة ارتكب بعض أربابها أو أفرادها جريمة وتاب منها كما أنه عوقب فى الدنيا فّإذا كان الله يغفر لمن أذنب فى حقه فكيف لا يغفر البشر لبعضهم وكلنا فى حياته أذنب كثيرا دون استثناء وصدقت القولة :
" كل ابن آدم خطاء"