نقد كتاب سنة الأولين لابن قرناس
ابن قرناس شخصية مجهولة الاسم الحقيقى مولود فى السعودية فى بيت أحد العلماء كما فى صفحة تعريفه عن نفسه والرجل كما يقول عن نفسه أخفى عن أهله ما يقوم به من دراسات ينتقد بها التراث لأنهم بالقطع لو عرفوا لأعدموه أو سجنوه
والرجل كما يقول عن نفسه قارىء نهم قرأ فى مجالات كثيرة ولم يؤلف كتبا إلا بعد أن تجاوز سن الخمسين والكتاب الذى نقوم بنقده حجمه كبير 900 صفحة وهو صادر عن دار تسمى دار الجمل فى ألمانيا وهى دار مشهورة بنشر الكتب المعادية لدين الفقهاء والسلطات الذى تتبعه فى بلاد العالم الإسلامى وأحيانا تنشر كتب تشكك وتتهم الإسلام والمسلمين
الكتاب أنزلته من على الشبكة العنكبوتية من أكثر من عشر سنوات وظللت أتصفح القليل منه ثم أقفله نظرا لضخامته وأخيرا من الله على بقراءة سريعة له
وبالقطع تناول كتاب بحجم 900 صفحة نقديا هو ضرب من الخبل لو تتبعناه جملة جملة وفقرة فقرة ومن ثم اقتصرت على أمور عامة فيه وقد أفلح المؤلف فيه فى الكثير من المواضع التى تناول فيه مسائل تخالف القرآن كعذاب القبر والطلاق والمهر الحاليين ورجم الزناة كما فشل منهجيا عندما كذب الروايات والأخبار ومع هذا تناول فى حوالى 700 التاريخ من خلال الروايات والأخبار التى يكذبها على أنها حدثت ولكن بشكل مغاير نوعا ما
استهل ابن قرناس كتابه بسبب تسمية الكتاب فقال :
"ولأن السنة هى الطريقة التى تبتدع ثم يتبعها الناس والتى قد تكون سنة ممدوحة أو سنة مذمومة فقد أطلق القرآن على مواقف الأمم من الدين مسمى سنة الأولين كطريقة سار عليها البشر بتوافق غريب ومن هنا جاءت تسمية الكتاب يقول تعالى"...وقد خلت سنة ألأولين"ص9
ومن أخطاء الكتاب :
-الزعم أن من حرفوا الدين هم أهله من الزعماء وهو قوله:
" وكانت التشريعات الدخيلة يتم تبنيها ضمن دين الله بواسطة الذين يفترض بهم أن يحكموا شرع الله بينهم وهم الزعماء" وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه" ص7
وهم رجال الدين كما قال فى الفقرة التالية:
"ومن يفترض فيهم أنهم أكثر الناس معرفة بدين الله وهم من نصبوا أنفسهم كرجال للدين " وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم" ص7
ومن يغيرون الدين هم أعداء الدين وليس أهله وهم من الكفار فلن يوجد مسلم مهما كان يحرف الدين لأن الدين يحرفه الكفار كاليهود كما قال تعالى :
"وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل من ربك طغيانا وكفرا"
"من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه"
وكالمشركين الذين قال بعضهم أوحى إلى وقال البعض الآخر سأنزل مثل ما أنزل الله وفى هذا قال تعالى :
ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شىء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله"
وأهمهم المنافقين فهو أخطر الجميع على الإسلام وهم من هدموا دولته فيما بعد عهد النبى(ص) بقرون وفى تحريفهم قالوا:
"أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون"
-الزعم أن كل رسول ومنهم خاتم النبيين يدعو لنبذ ملذات الدنيا وهو قوله:
" ولأن الرسول رجل عادى يدعو إلى نبذ ملذات الدنيا مقابل ملذات بعلم الغيب "ص8
وهو ما يخالف أن الدعوة عى إلى التمتع بمتاع الدنيا الطيب أى الحلال كما أمر الله وفى هذا قال تعالى :
" قل من حرم زينة الله التى أخرج لعبادة والطيبات من الرزق"
-الزعم أن الله يهلك الكبراء وهم الأكابر فقط فى قوله :
"وفى النهاية يهلك الله سبحانه وتعالى أولئك الكبراء كما سماهم الأكابر"ص8
وهو ما يخالف أن الله يهلك الأكابر ومن يتبعهم كما قال تعالى :
"وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال فى أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون"
وقال :
"إذ يتحاجون فى النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد"
-الزعم أن قريش كانوا من ذرية إسماعيل(ص) فى قوله:
"فقريش كانوا ذرية لإسماعيل الذى يدين بدين أبيه إبراهيم "ص9
وهو زعم لا دليل عليه من كتاب الله لأن بينهم وبينه قرون متطاولة والمعقول هو أن يكون بعضهم من ذريته كخاتم النبيين(ص) والبعض الأخر وهم الأغلبية كانوا ذرية من معه وذرية غيره من الرسل(ص) بعده ومن آمنوا معهم بالاضافة لمن هاجروا لمكة وأقاموا بها والعبيد وألإماء المجلوبين
-الزعم أن بنى إسرائيل لم ينزل عليهم عذاب جماعى فى عصور رسلهم المختلفين فى قوله:
" حيث قطعوا فى كل أرجاء ألأرض وسلطت عليهم الأمم منذ سقوط مملكة سليمان وهو أشد من عذاب الأمم السابقة التى كانت تهلك بكوارث طبيعية وينتهى حالها وأما اليهود فالعذاب مستمر فيهم جيلا بعد جيل منذ آلاف السنين فى وضع مأساوى لم يتعرض له شعب أخر"ص12
وهو ما يخالف أن الأمة الوحيدة التى نجت من العذاب الجماعى هى قوم يونس(ص) وفى هذا قال تعالى :
"فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما أمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين"
وقال :
"وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن فى ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكنكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامى وخاف وعيد"
-الزعم أن المسلمين يقودهم العرب باختيار الله لهم فى قوله:
" لأن المسلمين بقيادة العرب اختارهم ص12 الله لقيادة العالم إلى الهدى"ص13
فالله لم يقل أنه اختار العرب لأنه لا وجود لكلمة العرب فى المصحف ولا ذكر لهم كقوم وإنما اختار خاتم النبيين(ص) من الأميين كما قال :
"هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته "
-الزعم بأن المسلمين ارتدوا عن الإسلام بعد وفاة النبى(ص) بقوله:
أما الغالبية فقد بداوا التحول عن الدين بمجرد وفاة رسول الله"ص13
والارتداد عن الإسلام يخالف أنهم دخلوا الدين برضاهم لقوله تعالى :
" ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا"
والدخول بالرضا لا يمكن الارتداد عنه خاصة مع إعلان الله رضاه عن كل المسلمين فى عهد محمد(ص) بقوله :
" رضى الله عنهم ورضوا عنه "
فحروب الردة هى أسطورة وخرافة من اختراع الكفار
-الزعم أن القرآن كان سيزول لو لم يجمعه المسلمون فى قوله
" ولو تأخر المسلمون قليلا عن نسخ المصاحف لوجدوا السعف التى كتبت عليها الآيات القرآنية وقد اختفت منها معالم الآيات إلى الأبد"ص14
وهو تكذيب صريح لقوله تعالى :
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
وهذه الكلام منه عن جمع المسلمين للقرآن ينافض كلامه عن أنه كان مجموعا عند النبى(ص) قبل وفاته فى قوله:
" وقد كان المجتمع المسلم صغيرا ومحدودا معظم عصر الرسول وهذا ما جعل الرسول يكتفى بنسخة واحدة من القرآن ولم يأمر بنسخ غيرها" ص494
-الزعم أو الوحى على الرسل (ص) كان شفويا وليس فى صورة كتاب مكتوب عدا اليهود والمسلمين فى قوله :
"فاليهود قد أنزل عليهم الوحى على شكا توراة مكتوبة والمسلمون على شكل قرآن مكتوب فيما كانت الأمم السابقة ينزل عليها الوحى مشافهة ولا يكتب"ص15
وهو ما يخالف إنزال الوحى على إبراهيم فى صورة صحف مكتوبة كما قال تعالى:
" إن هذا فى الصحف ألأولى صحف إبراهيم وموسى"
ونزول الزبور على داود مكتوبا كما قال تعالى:
" ولقد كتبنا فى الزبور "
ويناقض أن الله سمى الوحى المنزل على الرسل كلهم كتاب مكتوب فقال "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه"
-الزعم أن كتب اليهود والنصارى فى عهد النبى(ص) كانت نفسها الموجودة حاليا فى قوله:
" وهنا لابد من إيراد حقيقة تخفى على بعض عامة المسلمين وبعض أهل الاختصاص منهم تتمثل فى أن كتب اليهود والنصارى المقدسة فى العصر الذى بعث فيه الرسول كانت بصفتها التى هى عليه الآن ولم يطرأ عليها أى تغيير يذكر منذ ذلك الوقت" ص24
وهو ما يخالف أن الكتب الحقيقية كانت موجودة فى عهد الرسول الخاتم(ص) ولكن القوم كانوا يخفون بعضها كما قال تعالى:
"يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب"
وهو ما سماه الله بكتم الوحى فى آية أخرى فقال :
"وإن فريقا منهم ليكتمون الحق"
- الزعم بوجود أديان سماوية متعددة فى قوله:
" الحقيقة التى لم يدركها بعض المستشرقين ولم يرد البعض الآخر إدراكها تتمثل فى كون كل الأديان السماوية متماثلة التشريع"ص 26
وهو ما يناقض كونه دين واحد فى قوله فى نفس الصفحة :
"فالدين الذى أرسلت به جميع الرسل منذ عصر آدم حتى محمد هو دين واحد سماه الله الإسلام"ص26
-الزعم أثناء حديثه عن أيام الخلق الستة أنها العصور الجيولوجية المزعومة التى اخترعها بعض كفار الغرب فى قوله :
" وقد يتكون اليوم الواحد من عدة أيام( عصور جيولوجية( أصغر وإن امتدت هذه الأيام الصغيرة لملايين السنين"ص34
وهو كلام يخالف أن الله قدر اليوم بألف سنة من حساب الناس فقال :
:وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون"
فكيف يكون اليوم ملايين السنوات؟
-الزعم أن المسئول عن حفظ الدين بعد موت الرسول(ص) هم الناس فى قوله:
"بعد أن ينجى الله الرسول والذين أمنوا تنتهى مهمة الرسول وبعد وفاته يكون الناس هم المسئولين عن حفظ الدين"ص55
وهو ما يخالف أن الله هو المسئول عن حفظ الدين فى كل العصور كما قال :
"وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته"
فالشيطان وهو الكافر يحرف الأمنية وهى الوحى فيمحو التحريق ويثبت آياته وهو ما قاله فى الذكر القرآنى بقوله:
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
-الزعم أن المسلمين فى عهد أى نبى يحتفظون بأحكام جاهليتهم الثقافية والتراثية ومن ثم يعودون لها بعد موت نبيهم وهو قوله:
"والسبب المؤثر لتحول الناس عن دينهم هو أنهم بعد دخولهم الدين الجديد يحتفظون بالكثير من مظاهر ثقافتهم وتراثهم السابق المتأصل وبعد وفاة الرسول تبدأ هذه الخلفيات الثقافية والتراثية بالعودة إلى الطفو على السطح"ص55
وهو ما يخالف أن التحول وهو التغيير أى الكفر يحدق فى عهد خلفهم وليس فى عهد المؤمنين الذين يسمونهم الصحابة أو الأنصار وفى هذا قال تعالى :
"فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات"
-الزعم أن التغيير فى العقيدة يكون عبر الأجيال كالتغير فى المأكل وغيره فى قوله:
"والتغيير فى العقائد يتم عبر الأجيال مثل التغيير فى الذوق الموسيقى أو طريقة المأكل والملبس بطريقة مختلفة"ص59
وهذا تخريف لأن الذوق والموسيقى والمأكل والملبس هى أمور من العقيدة لوجود أحكام تنظم كل ذلك وغيره فهنا مأكل حلال ومأكل حرام وهناك لبس حلال ولبس حرام حيث المكان الذى يتواجد فيه الفرد وهكذا
ونجد هنا أن التغيير يكون عبر أجيال متعددة وهو ما يخالف أنه يتم فى سنوات فى قوله:
" والملاحظ أن الموروث يتغير باستمرار سواء كان عادات وتقاليد اجتماعية أو عقائد وعبادات ولكن التغير يتم تدريجيا وعبر السنين وليس فجأة ولذلك يتقبله المجتمع"ص82
-الزعم أن الرسول الخاتم(ص) خاض ثلاث حروب فقط فى قوله:
" فى زمن محمد خاض(ص) ثلاثة حروب بمعنى مواجهة بين جيشين هى بدر وأحد وحنين"ص67
وهو ما يخالف أنه خاض غزو العسرة كما قال تعالى :
" لقد تاب الله على النبى والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه فى ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم"
وخاض الحرب التى ترتب عليها اجلاء الكتابيين من المدينة كما قال تعالى :
"هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف فى قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار"
وهذه بالذات لابد أن يخوضها لكونها فى مكان سكنه
-فى أثناء حديثه عمن هم ولاة الأمر ناقض نفسه فتحدث عن كونهم المختصين بالقتال ثم زعم أنهم الذين يشرعون التشريعات المدنية فقال :
" فأولى الأمر هنا هم أصحاب الخبرة والشأن الذين يستطيعون الاستدلال على ص91 أنسب الخطط لمواجهة تحركات العدو والعمل على إفشال خططه والاستفادة من تحركاته ونحو ذلك أى أهم أهل الاختصاص فى تبنى التشريعات المدنية "ص92
-الزعم أن التيه معناه الترحال المستمر فى قوله:
"ولكن يحتمل أن يكون المقصود بالتيه هو الترحال المستمر من مكان إلى أخر ص103
وهذا الكلام يتنافى مع ثبات العيون الاثنا عشر فى الجبل كما قال تعالى :
"وقطعناهم اثنتى عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى"
فتنظيم المجتمع لاثنى عشر أسرة واثنى عشر عينا ماء للشرب والاغتسال معناه أنهم كانوا فى مكان محدد وهو مكان واسع فى نهايته سور ما كلما أرادوا أن يخرجوا منه لقوا أنفسهم يعودون لمكان حياتهم المنظم وهذا السور قد يكون ريح تقذفهم أو ريح ترابية مستمرة تصيب أعينهم فيرتدون إلى أماكن مختلفة فى هذا المكان الواسع أو مكان فوق ترس كلما أرادوا الخروج دار وأعادهم حيث كانوا والله أعلم
-الزعم بأن داود (ص) أسس مملكة يهودية فى قوله:
" وباستيلاء داود على مملكة جالوت بعد أن قتله تأسست أول مملكة لليهود فى تاريخهم"ص110
وهو ما يخالف أن الرسول أى رسول لا يؤسس إلا دولة الإسلام لكون دينه الإسلام
-الزعم أن عزير(ص) هو من كتب تاريخ اليهود ومن بعده زادوا فيه فى قوله:
" وأثناء السبى البابلى قام أحد رجال الدين واسمه عزرا ( عزير) بالبدء بتأليف كتاب عن التاريخ السابق لليهود ثم جاء من أضاف إلى ذلك الكتاب بعض من الأحداث ألأخرى"ص112
وعزير هو رسول من رسل بنى إسرائيل فإن لم يكن رسول فقد كان حبرا يحكم بينهم بالحق لأنهم عبدوا الأحبار والرهبان كما قال تعالى :
"اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله"
-الزعم أن النبى الخاتم(ص) كان يسترق النظر إلى بعض زوجات بعض المؤمنين وينشغل بجمالهن انشغالا فى قوله :
وفى مواضيع الجنس اللطيف يبدو(ص) كرجل عادى ينجذب إلى منظر المرأة الجميلة حتى ولو كانت زوجة ارجل أخر فكان القرآن ينزل لينهره" ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى" ومع ذلك كرر محمد النظر فى مناسبة أخرى إلى امرأة أخرى فتكرر النهر والتوبيخ" ص132
وقوله:
" وحتى لا يتكرر توبيخ الله له أصبح يخفى مشاعره الحقيقية لامرأة فى عدة طلاقها وتود أن تتزوجه"ص133
والعجيب أنه لا يوجد فى الآيات التى استشهد بها ذكر للنساء وإنما الذكر لزهرة الحياة الدنيا وهو متاعها بشتى أنواعه فالنبى(ص) كان يتمنى أن يكون لديه مال وعيال ونساء وطعام كثير وقوة كبيرة كما عند الكفار لأن الآيات تتحدث عن الكفار واليس عن المؤمنين لأن المؤمنين كانوا يعانون مثله الفقر والجوع كما قال تعالى :
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
وكما قلت الآيات تتحدث عن الكفار وهى:
"ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم"
فالذين ينهاه الله عن الحزن عليهم هم الكفار كما قال:
" ولا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر"
وفسر الله مد الأعين بأنه الاعجاب النفسى بالمال والولد عد الكفار المنافقين فى قوله:
"ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد أن يعذبهم بها فى الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون"
_الزعم أن سدرة المنتهى شجرة أرضية فى قوله:
" والسدرة شجرة أرضية وليست كما قال رجال التفسير إنها شجرة يسير فى ظلها الراكب مسيرة كذا عام وأنها موجودة تحت عرش الرحمن "ص142
والسدرة تسمى سدرة المنتهى أى أقصى مكان يمكن الوصول إليه وعندها الجنة الموعودة وهى فى السماء كما قال تعالى :
"وفى السماء رزقكم وما توعدون"
-الزعم بوجود صلوات مفروضة على النبى(ص) وحده هو وأهله فى قوله:
"وتأكيدا على أن الصلوات المذكورة كانت وقفا على محمد أن الرسول عندما أمر بالاستقامة شمل الأمر من معه من المسلمين فاستقم كما أمرت ومن تاب ص147 معك بينما أمر بالصلاة فى الآيات التى تلت لوحده وأقم الصلاة ولم يؤمر بها أولئك المسلمون الأوائل الذين آمنوا بالرسول فى تلك المرحلة المتقدمة من تاريخ الإسلام ص148ومن ثم فى مرحلة لاحقة من بداية الدعوة أمر الرسول وأمر أهله معه دون بقية من كان قد أسلم بأداء تلك الصلوات غير المحددة" وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها"ص148
وبالقطع الصلاة فى الآية لا تعنى الصلاة المعروفة وإنما تعنى الدين فأقيموا الصلاة تعنى أقيموا الدين كما قال تعالى :
" أن أقيموا الدين"
وصلاة الليل فى المدثر كان يصليها معه طائفة من المؤمنين وهى كانت فرض عليه وحده وليس على أهله ولكن بعض المؤمنين كانوا يصلونها معه كما قال تعالى :
"إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك"
-الزعم بوجود أربع مراحل لدعوة أى رسول فى قوله :
"فأى دعوة لرسول من رسل الله الكرام كانت تمر بأربع مراحل لا تتغير أبدا وهى مرحلة استقبال الناس للدعوة ومرحلة استمرار الدعوة ومرحلة نهاية المعارضين وانتصار الرسول ومن معه ثم مرحلة تحول الناس عن الدين"ص155
وبالقطع المراحل متعددة حسب ما يحدث فيها فهناك مرحلة الطلبات طلب المعجزات ولم يذكرها الرجل فى كلامه كما أن مرحلة التحول عن الدين لا تتم فى عهد الرسول أيا كان وإنما كانت تتم بعد موته بفترة والمتحول فيها هم الخلف أى جيل من أولاد أولاد المؤمنين فى عهد رسولهم
-الزعم أن يهود المدينة لو أسلموا سيكون مثلهم مثل قوم يونس(ص) فى قولهم:
"ولو آمن يهود يثرب بمحمد فإن هذا سيكون استثناء من تلك القاعدة التى يخبرنا القرآن أنه لم يشذ عنها إلا قوم يونس" ص164
والاستثناء إنما يكون فى إسلام العالم كله أو قومه قريش وليس فى عدد قليل من اليهود
- الزعم ان سكان المدينة كان أكثرهم يهودا وبعض الأزد فى قوله:
" وعندما بعث رسول الله محمد(ص)كان يقطنها يهود ويحاورهم بعض من الأزد"ص157
وقوله:
"كان هناك ثلاثة قبائل يهودية تفطن القلاع والحصون فى يثرب وهم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة" ص164
ولا وجود لبنو قينقاع وقريظة والنضير وحتى الأزد فى كتاب الله والحق أن سكان المدينة كانوا خليطا من أقوام متعددة منهم اليهود وهم قلة
-الزعم أن اليهود أجلوا أى طردوا من المدينة ثلاث مرات فى قوله:
" تظهر الآيات القرآنية أن اجلاء اليهود من يثرب حدث ثلاث مرات"ص171
وهو ما يخالف عدم وجود نص صريح فى ذلك
-الزعم أن الرسول(ص) أقر سياسة الاغتيالات الفردية الحربية فى قوله :
"فقرر الرسول أن يقضى على بعض تلك الرءوس عسى أن يرتدع بقية اليهود ويكفوا عن المسلمين ومن أولئك سلام بن أبى الحقيق الذى كان من زعماء بنى قريظة وقد انتدب الرسول نفرا من المسلمين إلى خيبر لاغتياله وتم لهم ما أرادوا بنجاح"ص184
وهو ما يناقض أنه نفى وقوع حروب فى خيبر فى قوله:
" وفى الأسطر التالية سوف نناقش مزاعم الإخباريين تلك لاثبات أنه لم يكن هناك قتال فى خيبر ولم تسب النساء "ص185
-الزعم أن غزوة العسرة التى يسمونها غزوة تبوك كانت لملاحقة اليهود فى قوله:
" ويكون سبب غزوة بئر تبوك هو ملاحقة فلول اليهود واخراس أصواتهمً199
ولا يوجد أى نص فى القرآن يدل على كلام ابن قرناس وما يحيط بالآية من الأمام والخلف يشير إلى المنافقين والمشركين
-الزعم بأن المسلمين كانوا يعيشون دون تأريخ فى عهد النبى(ص) وما بعده حتى عهد عمر فى قوله:
" وحتى بعد اعتماد التاريخ الهجرى بقى الناس لا يؤرخون أحداثهم وليس أدل على ذلك من أن الطبرى فى تاريخه ينقل عدة تواريخ لوفاة أبى التاريخ الهجرى عمر بن الخطاب"ص213
وهذا يناقض آية المداينة التى أوجبت كتابة الأجل الذى يعنى تاريخ سداد الدين وفى هذا قال تعالى :
"ولا تسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله"
كما يناقض وجود عدة المطلقات والأرامل التى تتطلب معرفة التاريخ فى الكثير منها
وكذلك يناقض وجوب تأريخ الزواج والطلاق لأن بعض قضايا الزنى تثبت بتلك التواريخ
-الزعم أن الناس فى الجزيرة خضعوا لقوة المسلمين فأسلموا ظاهريا ولكنهم كانوا كفارا فى دواخلهم فى قوله:
"وتكون قبائل جزيرة العرب بالكامل قد دخلت تحت إمرة الإسلام واستسلموا لدولته دون أن يؤمن بدين الإسلام سوى قلة قليلة لا تتجاوز بضع مئات" ص259
وهذا الكلام ويتبعه ما يسمى بحروب الردة هو تخريف يناقض كتاب الله أن الناس دخلوا الإسلام طوعا ومن ثم من المحال أن يخرجوا منه كما فى أسطورة حروب الردة وفى هذا قال تعالى :
"ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا"
-الزعم بأن الصحابى من آمن وأسلم وبقى فى صحبة النبى(ص) حتى وفاته فى قوله :
"ويكون الصحابى هو كل من آمن بالرسول فى بداية دعوته وداوم على صحبته وحسن إسلامه وعمل صالحا وبقى على إيمانه حتى مات "ص273
وهو ما يخالف أن الصحوبية تثبت بالعيش فترة طويلة أو قصيرة مع الناس لأن الله أثبت صحوبية الكفار للرسول(ص) فقال :
"وما صاحبكم بمجنون"
والصحابة تعبير غير قرآنى ومكانه المؤمنون أو المسلمون فى عهد النبى(ص) او المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان
- الزعم بعدم وجود نصاب معلوم للزكاة فى قوله:
"والزكاة المعروفة حاليا لها نصاب معلوم تعرف بموجبه"ص279
وهو ما يخالف أن الله عرفها بأنها حق معلوم والمعلوم هو النصف كما بين الله فى قصة قوم لوط حيث قال :
"قال هذه ناقة لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم"
فالمعلوم هو المماثل فيوم مقابل يوم أى الناقة لها النصف وللناس النصف ومن ثم مقدار الزكاة أيا كان هو اقتسام الربح بين الإنسان وبين مؤسسة الزكاة التى تجمع الأموال وتوزعها على أهلها
والنصاب هو القنطار وهو مهر المرأة الذى اعتبره الله حد الغنى فقال :
"وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله "
-الزعم أن موارد الدولة هى دفع كل مسلم غنى أو فقير جزء من دخله لبيت المال فى قوله:
" بينما الانفاق العام يخضع لاحتياجات بيت مال دولة الإسلام ويتمثل فى دفع كل مسلم نسبة معينة تتناسب مع دخله حسب حاجة بيت المال وميزانية الدولة ص279
وموارد الدولة الأصلية هى :
أن كل ما ينتج من ألأرض فى صناعة أو زراعة أو غير ذلك يقسم بين سكان الدولة بالعدل كما قال تعالى :
" وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
ومن ثم لا يمتلك أحد شىء فى دولة المسلمين فكل الأرض وما عليها ملكية عامة يحول منها جزء واحد لملكية خاصة وهو البيوت حيث يخصص لكل أسرة قلت أو كثرت بيت وهى ملكية انتفاع
واما الموارد الطارئة فهى الزكاة والغنيمة والفىء وما شاكل ذلك ومن ثم لا توجد ضرائب أو ما شابهها لكى تكون ميزانية الدولة
-الزعم أن بيعة الرضوان كانت تحت شجرة سمر فى مكان يسمى الحديبية فى قوله:
" وأيا كان سبب البيعة فقد تمت تحت شجرة سمر فى الحديبية ص291
ولا يوجد فى السورة إشارة إلى الحديبية ولا إلى غيرها والشجرة بدون تعريف تشير للشجرة المباركة شجرة الزيتون التى هى لا شرقية ولا غربية وهى الشجرة فى الكعبة الحقيقية الشجرة التى كلم منها الله موسى(ص) لأن المعاهدة تمت عند الكعبة وليس فى الحديبية كما قال تعالى :
" إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام"
-الزعم أن بعض الصحابة المنافقين كانوا يطاردون نساء المسلمين فى شوارع المدينة للزنى معهن فى قوله:
"كان هناك بعض من حسب على الصحابة يطارد النساء فى المدينة طلبا للفاحشة وكان ممن يلاحقون زوجات الرسول ونساء المسلمين "إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فى الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا"ص298
والآية التى استشهد به تدل على خطأ الاستشهاد لأنها تتحدث عن الأذى يغير ما اكتسبوا وهو اتهام المسلمين والمسلمات بممارسة الزنى "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا" فهم ينسبون لهم غير ما اكتسبوا أى عملوا وهو ما اتضح فى حادثة الإفك والتى هى عبارة عن اتهام بعض المسلمين والمسلمات بتبادل الزوجات للزنى معهن وليس اتهاما لزوجة النبى(ص) بالزنى مع أحدهم لقوله" ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا"
فهو اتهام جماعى
-الزعم بعدم وجود حاكم أو رئيس لدولة المسلمين فى قوله:
"وقد جاءت دولة الإسلام من دون رئيس أو حاكم لأن البشر عبيد لله " ص324 وهو ما كرره فى أقواله التالية:
" لهذا لم يذكر القرآن الكريم أى إشارة إلى أن محمد كان حاكما "ص332
" ولأن الحقيقة دائما بسيطة فإن وجود قائد لدولة الإسلام تحت أى مسمى يعنى تميزه عن بقية الناس حيث سيكون الأعلى منصبا وميزات" ص337
هذا القول تخريف للتالى :
أن الله طالبه أن يكون حاكما بين الناس فقال له بآيات عدة احكم أى كن حاكما منها قوله تعالى بسورة المائدة:
"وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط "
وقال :
"فاحكم بينهم بما أنزل الله "
وقال:
"فإن جاءوك فاحكم بينهم "
وقوله بسورة النساء:
"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله "
وقال:
"فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما "
وهذا فيه الكفاية لمن أراد .
الرسول (ص)صاحب سلطة :
زعموا أن الرسول (ص)لم يعطى سلطة وهو نفس الزعم القائل أن الرسول (ص)ليس حاكما وهو تخريف للتالى :
-أن الرسول (ص)مسلط على الناس مثله فى هذا مثل أى رسول حيث يسلط أى ينفذ حكم الله فى الناس وفى هذا قال تعالى بسورة الحشر:
"ولكن الله يسلط رسله على من يشاء "..
-أن الله طالب المؤمنين بالخضوع لما أتاهم الرسول (ص)والانتهاء عما نهاهم عنه فقال بسورة الحشر:
"وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ".
-أن الله أرسل كل رسول ليطاع وما دام قد أرسله ليطاع فقد سلطه على الناس لينفذوا ما يريد وفى هذا قال تعالى بسورة النساء:
"وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ".
-أن الله لم يجعل لمؤمن أو لمؤمنة خيرة من أمرهم إذا قضى هو ورسوله (ص)حكما وهذا يعنى أن الرسول (ص)صاحب سلطة وهى الحكم المطاع وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب:
"وما كان لمؤمن ولا لمؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم".
وعدم وجود رئيس لاتخاذ القرارات السريعة هو فوضى شاملة لأن معناه مثلا فى حالة الحرب أن ينتظر اجتماع المسلمين بعد أن يحتلهم العدو أو يقتل الكثير منهم ليتخذ قرار ويصنع مع قادة الجيش خطة لرد العدوان ومثلا عندما يستسلم العدو أو يريد التفاوض لانهاء الحرب فعلي العدو انتظار اجتماع المسلمين جميعا فى الدولة عند اتساع رقعتها ليتخذوا القرارات فى الأمر وهو كلام يعمل على الفوضى الشاملة فكلما حدثت مشكلة مطلوب اجتماع مسلمى الدولة فى مكان واحد لاتخاذ القرارات وهو أمر محال عندما يكون عددهم عدة ملايين وموجودين فى بلاد متفرقة
وإنما يتخذ المسلمون بعض منهم قادة لتنفيذ أحكام الله وهم لا يتميزون على بقية المسلمين بشىء وإنما العقوبة عليهم هم وأسرهم مضاعفة كما كانت مضاعفة على الرسول(ص) وزوجاته عند ارتكاب الزنى
-الزعم بوجود مشرعين مدنيين من المسلمين يجيدون اللغة ويعرفون القرآن فى قوله:
"ويجب على المسلمين أن يختاروا من هم على أعلى المستويات فى التخصص فى اللغة العربية لاستنباط القوانين القرآنية والاستعانة بالمختصين بكتابة الدساتير لكتابة تلك القوانين والتشريعات القرآنية وأوامره ونواهيه على شكل مواد قانونية بعيدا عن التأثيرات المذهبية والطائفية"ص328
والقرآن فصل كل شىء وهو شرع الله الذى لا يحتاج لأحد أن يضعه فى صورة مواد لأنه مفصل تفصيلا فى كعبة الله الحقيقية كما قال تعالى :
" وكل شىء فصلناه تفصيلا"
-الزعم أن الشورى كلها عامة فى قوله:
" واشتراك كل مسلمى دولة الإسلام فى صناعة القرارات هو ما تعنيه آية الشورى السابقة" ص330
والشورى تنقسم لشورى عامة كاختيار رئيس أى خليفة اى ملك يرأس الدولة وكذلك اختيار الوزراء أو شورى خاصة كاختيار حاكم مدينة أو قرية فمن يشترك فيها اختيارهم هم أهل البلد أو شورى خاصة أقل كاختيار رئيس للمؤسسة أو شورى خاصة بالعائلة كما فى اختيار زوجة للابن أو زوج للبنت وهناك شورى خاصة بالوزارات فكل وزارة لها مجلس شورة مكون من موظفيها ومن يريد من غيرهم المشاركة لتخطيط خططها واتخاذ قرارات لعمل مشاريع وما شاكل ذلك
-الزعم بوجود ثلاث مصادر للتشريع فى الإسلام فى قوله:
"ومما سبق يتضح أن دولة الإسلام تقوم على ثلاثة مصادر للتشريع هى القرآن الكريم والشورى العامة وشورى أهل الاختصاص والخبرة" ص338
والمسلمون لا يشرعون شىء لأنهم لو فعلوا لأشركوا أنفسهم مع الله وهو المشرع الوحيد الذى لم يترك موضوعا أو مسألة إلا ووضع لها حكما فقال :
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"
-الزعم أن الجزية تفرض على من عاهد دولة الإسلام أو عاهد جماعة من المسلمين وغدر بهم أو نقض المعاهدة فى قوله:
كما سبق فإن ضوابط الجزية تتلخص فى أنها تفرض على من عاهد دولة الإسلام أو عاهد جماعة من المسلمين وغدر بهم أو نقض المعاهدة هنا يوجب الإسلام الحرب عليه حتى يستسلم وعدم قبول أى حل سلمى أو وقف للحرب وإذا استسلم فيجب أن تفرض عليه الجزية مقابل الابقاء على أفراده أحياء وعدم التعرض لممتلكاتهم فإن أبوا فبلادهم حل لجنود المسلمين "ص368
والجزية فهما الرجل فهما خاطئا كعيره فالجزية هى فرض على أغنياء الكفار كما أن الزكاة فرض على أغنياء المسلمين وهى تؤخذ من أغنياءهم وترد على محتاجيهم فليس من المعقول أن ينفق المسلمون على الكفار وأغنياء الكفار لديهم ما ينفق على اخوانهم فهى عدل بين الناس حيث يتكفل أغنياء كل دين بحاجة أهليهم المحتاجين من خلال الزكاة والجزية
-الزعم بوجوب قتل المحاربين كلهم وإن استسلم بعضهم فى قوله : "إذا كانت دولة الإسلام تحارب عدوا يمثل خطرا عليها فيجب أن لا يحصل الجيش المسلم على أسرى بل المطلوب هو قتل أكبر عدد ممكن من الأعداء لاضعاف قدرة العدة المحارب"ص370
وهو ما يتعارض مع قوله تعالى :
" وإن جنحوا للسلم فاجنح لها"
فلا وجود لقتل الأسرى وهم من استسلموا للمجاهدين فى الحرب وقد جعل الله حكمهم المن والفداء بعد انتهاء أعمال القتال فقال :
"فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثختنموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها"
والآية التى فهمها الرجل خطأ تقول :
"ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض"
ومعناها أنه لا يجوز للقائد اتخاذ أسرى حتى ينتصر فى المعركة فطالما المجاهدون لا يعلمون انتصروا أم لا لا يجوز لهم سوى قتل المقاتلين أمامهم وليس العمل على أسرهم بالتحايل عليهم لنزع سلاحهم
-الزعم بأن دولة المسلمين ليس لها جيش نظامى فى قوله:
" ويفهم من هذا أن دولة الإسلام ليس لها جيش نظامى ثابت" ص373
وهو ما يتعارض مع وجوب أخذ الحذر من الأعداء ووجوب رصدهم فى قوله تعالى :
" فاقعدوا لهم كل مرصد "
ومع قوله :
" فانفروا ثباتا أو انفروا جميعا"
فالنفير الثابت هو الجيش الثابت على الحدود
ويبدو أن ابن قرناس أخطأ التعبير فهو كان يريد القول أن الجيش المسلم لا يعتمد على التجنيد الإجبارى وإنما يعتمد على التطوع للجهاد
-الزعم بأن المجتمع المسلم الأول كان مجتمعا أميا لا يكتب شىء فى قوله:
"ومما سبق يظهر بوضوح اعتماد المجتمع المسلم الأول كليا على التوثيق الشفهى والحفظ"ص492
وهو ما يتعارض مع وجوب كتابة الديون فى آية المداينة وكتابة تواريخ الزواج والطلاق والحج والعمرة
والسؤال الذى لم يطرحه ابن قرناس ولم يجب عليه :
كيق كان المسلمون يصلون والقراءة فى كتاب الله عليهم واجبة؟
إن الصلاة أوجبت على كل مسلم أن يكون عنده مصحف فى بيته للقراءة فيه عند الصلاة كما قال تعالى:
" فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
والدليل أن الله علم الرسول(ص) القراءة والكتابة بعد نزول الوحى عليه حيث قال أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب قبا نزول القرآن :
"وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك"
ونجد أن ابن قرناس يكذب الروايات وكتب التاريخ فى قوله :
"وهنا يجب أن نشير إلى أن كل ما يرد فى كتب الأخبار وبلا استثناء هو قصص وأحاديث ظنية الثبوت ....لذا فإننا وإن أوردنا بعضا من تلك الأحاديث والقصص إلا أننا لا نصدق تفاصيلها ولكننا نأخذ بخطوطها العريضة فقط والتى يؤيدها الواقع "ص429
ومع هذا جعل الروايات هى مدار حوالى سبعمائة صفحة حيث تكلم عن الخلفاء الراشدين وعن دولة بنى أمية وغيرها من خلال الروايات والغريب أنه فى مناقشتها يبدو وأنها معترف بصدقها رغم اعلانه كذبها لأن بنى على الروايات أحكام وهى أن الصحابة المسلمين والتابعين هم مم أزالوا وهدموا دولة المسلمين وحولوها لحكم عضوض مورست فيه كل المخازى والعيوب المخالفة للإسلام كحروب الفتح دون اعتداء عليهم والسبى واتخاذ الجوارى والعبيد وبناء القصور واعتبار الدولة ملكية خاصة للحكام....ومن ذلك أقواله التالية:
"ولم ير من بقى من سكان البلاد المفتوحة على قيد الحياة أيا من الصور الخيالية للحرية والعدالة التى رسمتها كتب الأخبار لجيوش الفتح"ص453
" ومما أفرزته حروب الردة والفتح تسلط الجنس العربى على بقية شعوب الأرض باسم الإسلام "ص460
" وتكون حروب الردة ومن بعدها الفتوح قد حولت الجهاد إلى حرب توسعية بضم بلاد جديدة إلى دولة الإسلام بالقوة وللاستيلاء على الأراضى وممتلكات البلاد المفتوحة بالقصر وفرصة لكسب الغنائم للأفراد من جنود الفتح وتجار الحروب"ص461
"ولم يكن السبى وأخذ الجزية واسترقاق الأسرى هو ما بقى بعد كل معركة فقط بل كان يقع ما هو أكثر فسوة "ص462
" وهكذا تسرب للإسلام معتقدات وثنية ويهودية ومسيحية ومجوسية وهندوسية ويونانية واغريقية دون أن يكون هناك أناس وثنيون ويعود ومجوس وهندوس ويونان واغريق تأمروا على دس سمومهم فى دين الله ليفسدوه"ص513
ابن قرناس شخصية مجهولة الاسم الحقيقى مولود فى السعودية فى بيت أحد العلماء كما فى صفحة تعريفه عن نفسه والرجل كما يقول عن نفسه أخفى عن أهله ما يقوم به من دراسات ينتقد بها التراث لأنهم بالقطع لو عرفوا لأعدموه أو سجنوه
والرجل كما يقول عن نفسه قارىء نهم قرأ فى مجالات كثيرة ولم يؤلف كتبا إلا بعد أن تجاوز سن الخمسين والكتاب الذى نقوم بنقده حجمه كبير 900 صفحة وهو صادر عن دار تسمى دار الجمل فى ألمانيا وهى دار مشهورة بنشر الكتب المعادية لدين الفقهاء والسلطات الذى تتبعه فى بلاد العالم الإسلامى وأحيانا تنشر كتب تشكك وتتهم الإسلام والمسلمين
الكتاب أنزلته من على الشبكة العنكبوتية من أكثر من عشر سنوات وظللت أتصفح القليل منه ثم أقفله نظرا لضخامته وأخيرا من الله على بقراءة سريعة له
وبالقطع تناول كتاب بحجم 900 صفحة نقديا هو ضرب من الخبل لو تتبعناه جملة جملة وفقرة فقرة ومن ثم اقتصرت على أمور عامة فيه وقد أفلح المؤلف فيه فى الكثير من المواضع التى تناول فيه مسائل تخالف القرآن كعذاب القبر والطلاق والمهر الحاليين ورجم الزناة كما فشل منهجيا عندما كذب الروايات والأخبار ومع هذا تناول فى حوالى 700 التاريخ من خلال الروايات والأخبار التى يكذبها على أنها حدثت ولكن بشكل مغاير نوعا ما
استهل ابن قرناس كتابه بسبب تسمية الكتاب فقال :
"ولأن السنة هى الطريقة التى تبتدع ثم يتبعها الناس والتى قد تكون سنة ممدوحة أو سنة مذمومة فقد أطلق القرآن على مواقف الأمم من الدين مسمى سنة الأولين كطريقة سار عليها البشر بتوافق غريب ومن هنا جاءت تسمية الكتاب يقول تعالى"...وقد خلت سنة ألأولين"ص9
ومن أخطاء الكتاب :
-الزعم أن من حرفوا الدين هم أهله من الزعماء وهو قوله:
" وكانت التشريعات الدخيلة يتم تبنيها ضمن دين الله بواسطة الذين يفترض بهم أن يحكموا شرع الله بينهم وهم الزعماء" وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه" ص7
وهم رجال الدين كما قال فى الفقرة التالية:
"ومن يفترض فيهم أنهم أكثر الناس معرفة بدين الله وهم من نصبوا أنفسهم كرجال للدين " وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم" ص7
ومن يغيرون الدين هم أعداء الدين وليس أهله وهم من الكفار فلن يوجد مسلم مهما كان يحرف الدين لأن الدين يحرفه الكفار كاليهود كما قال تعالى :
"وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل من ربك طغيانا وكفرا"
"من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه"
وكالمشركين الذين قال بعضهم أوحى إلى وقال البعض الآخر سأنزل مثل ما أنزل الله وفى هذا قال تعالى :
ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شىء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله"
وأهمهم المنافقين فهو أخطر الجميع على الإسلام وهم من هدموا دولته فيما بعد عهد النبى(ص) بقرون وفى تحريفهم قالوا:
"أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون"
-الزعم أن كل رسول ومنهم خاتم النبيين يدعو لنبذ ملذات الدنيا وهو قوله:
" ولأن الرسول رجل عادى يدعو إلى نبذ ملذات الدنيا مقابل ملذات بعلم الغيب "ص8
وهو ما يخالف أن الدعوة عى إلى التمتع بمتاع الدنيا الطيب أى الحلال كما أمر الله وفى هذا قال تعالى :
" قل من حرم زينة الله التى أخرج لعبادة والطيبات من الرزق"
-الزعم أن الله يهلك الكبراء وهم الأكابر فقط فى قوله :
"وفى النهاية يهلك الله سبحانه وتعالى أولئك الكبراء كما سماهم الأكابر"ص8
وهو ما يخالف أن الله يهلك الأكابر ومن يتبعهم كما قال تعالى :
"وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال فى أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون"
وقال :
"إذ يتحاجون فى النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد"
-الزعم أن قريش كانوا من ذرية إسماعيل(ص) فى قوله:
"فقريش كانوا ذرية لإسماعيل الذى يدين بدين أبيه إبراهيم "ص9
وهو زعم لا دليل عليه من كتاب الله لأن بينهم وبينه قرون متطاولة والمعقول هو أن يكون بعضهم من ذريته كخاتم النبيين(ص) والبعض الأخر وهم الأغلبية كانوا ذرية من معه وذرية غيره من الرسل(ص) بعده ومن آمنوا معهم بالاضافة لمن هاجروا لمكة وأقاموا بها والعبيد وألإماء المجلوبين
-الزعم أن بنى إسرائيل لم ينزل عليهم عذاب جماعى فى عصور رسلهم المختلفين فى قوله:
" حيث قطعوا فى كل أرجاء ألأرض وسلطت عليهم الأمم منذ سقوط مملكة سليمان وهو أشد من عذاب الأمم السابقة التى كانت تهلك بكوارث طبيعية وينتهى حالها وأما اليهود فالعذاب مستمر فيهم جيلا بعد جيل منذ آلاف السنين فى وضع مأساوى لم يتعرض له شعب أخر"ص12
وهو ما يخالف أن الأمة الوحيدة التى نجت من العذاب الجماعى هى قوم يونس(ص) وفى هذا قال تعالى :
"فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما أمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين"
وقال :
"وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن فى ملتنا فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكنكم الأرض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامى وخاف وعيد"
-الزعم أن المسلمين يقودهم العرب باختيار الله لهم فى قوله:
" لأن المسلمين بقيادة العرب اختارهم ص12 الله لقيادة العالم إلى الهدى"ص13
فالله لم يقل أنه اختار العرب لأنه لا وجود لكلمة العرب فى المصحف ولا ذكر لهم كقوم وإنما اختار خاتم النبيين(ص) من الأميين كما قال :
"هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته "
-الزعم بأن المسلمين ارتدوا عن الإسلام بعد وفاة النبى(ص) بقوله:
أما الغالبية فقد بداوا التحول عن الدين بمجرد وفاة رسول الله"ص13
والارتداد عن الإسلام يخالف أنهم دخلوا الدين برضاهم لقوله تعالى :
" ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا"
والدخول بالرضا لا يمكن الارتداد عنه خاصة مع إعلان الله رضاه عن كل المسلمين فى عهد محمد(ص) بقوله :
" رضى الله عنهم ورضوا عنه "
فحروب الردة هى أسطورة وخرافة من اختراع الكفار
-الزعم أن القرآن كان سيزول لو لم يجمعه المسلمون فى قوله
" ولو تأخر المسلمون قليلا عن نسخ المصاحف لوجدوا السعف التى كتبت عليها الآيات القرآنية وقد اختفت منها معالم الآيات إلى الأبد"ص14
وهو تكذيب صريح لقوله تعالى :
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
وهذه الكلام منه عن جمع المسلمين للقرآن ينافض كلامه عن أنه كان مجموعا عند النبى(ص) قبل وفاته فى قوله:
" وقد كان المجتمع المسلم صغيرا ومحدودا معظم عصر الرسول وهذا ما جعل الرسول يكتفى بنسخة واحدة من القرآن ولم يأمر بنسخ غيرها" ص494
-الزعم أو الوحى على الرسل (ص) كان شفويا وليس فى صورة كتاب مكتوب عدا اليهود والمسلمين فى قوله :
"فاليهود قد أنزل عليهم الوحى على شكا توراة مكتوبة والمسلمون على شكل قرآن مكتوب فيما كانت الأمم السابقة ينزل عليها الوحى مشافهة ولا يكتب"ص15
وهو ما يخالف إنزال الوحى على إبراهيم فى صورة صحف مكتوبة كما قال تعالى:
" إن هذا فى الصحف ألأولى صحف إبراهيم وموسى"
ونزول الزبور على داود مكتوبا كما قال تعالى:
" ولقد كتبنا فى الزبور "
ويناقض أن الله سمى الوحى المنزل على الرسل كلهم كتاب مكتوب فقال "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه"
-الزعم أن كتب اليهود والنصارى فى عهد النبى(ص) كانت نفسها الموجودة حاليا فى قوله:
" وهنا لابد من إيراد حقيقة تخفى على بعض عامة المسلمين وبعض أهل الاختصاص منهم تتمثل فى أن كتب اليهود والنصارى المقدسة فى العصر الذى بعث فيه الرسول كانت بصفتها التى هى عليه الآن ولم يطرأ عليها أى تغيير يذكر منذ ذلك الوقت" ص24
وهو ما يخالف أن الكتب الحقيقية كانت موجودة فى عهد الرسول الخاتم(ص) ولكن القوم كانوا يخفون بعضها كما قال تعالى:
"يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب"
وهو ما سماه الله بكتم الوحى فى آية أخرى فقال :
"وإن فريقا منهم ليكتمون الحق"
- الزعم بوجود أديان سماوية متعددة فى قوله:
" الحقيقة التى لم يدركها بعض المستشرقين ولم يرد البعض الآخر إدراكها تتمثل فى كون كل الأديان السماوية متماثلة التشريع"ص 26
وهو ما يناقض كونه دين واحد فى قوله فى نفس الصفحة :
"فالدين الذى أرسلت به جميع الرسل منذ عصر آدم حتى محمد هو دين واحد سماه الله الإسلام"ص26
-الزعم أثناء حديثه عن أيام الخلق الستة أنها العصور الجيولوجية المزعومة التى اخترعها بعض كفار الغرب فى قوله :
" وقد يتكون اليوم الواحد من عدة أيام( عصور جيولوجية( أصغر وإن امتدت هذه الأيام الصغيرة لملايين السنين"ص34
وهو كلام يخالف أن الله قدر اليوم بألف سنة من حساب الناس فقال :
:وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون"
فكيف يكون اليوم ملايين السنوات؟
-الزعم أن المسئول عن حفظ الدين بعد موت الرسول(ص) هم الناس فى قوله:
"بعد أن ينجى الله الرسول والذين أمنوا تنتهى مهمة الرسول وبعد وفاته يكون الناس هم المسئولين عن حفظ الدين"ص55
وهو ما يخالف أن الله هو المسئول عن حفظ الدين فى كل العصور كما قال :
"وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى ألقى الشيطان فى أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته"
فالشيطان وهو الكافر يحرف الأمنية وهى الوحى فيمحو التحريق ويثبت آياته وهو ما قاله فى الذكر القرآنى بقوله:
" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
-الزعم أن المسلمين فى عهد أى نبى يحتفظون بأحكام جاهليتهم الثقافية والتراثية ومن ثم يعودون لها بعد موت نبيهم وهو قوله:
"والسبب المؤثر لتحول الناس عن دينهم هو أنهم بعد دخولهم الدين الجديد يحتفظون بالكثير من مظاهر ثقافتهم وتراثهم السابق المتأصل وبعد وفاة الرسول تبدأ هذه الخلفيات الثقافية والتراثية بالعودة إلى الطفو على السطح"ص55
وهو ما يخالف أن التحول وهو التغيير أى الكفر يحدق فى عهد خلفهم وليس فى عهد المؤمنين الذين يسمونهم الصحابة أو الأنصار وفى هذا قال تعالى :
"فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات"
-الزعم أن التغيير فى العقيدة يكون عبر الأجيال كالتغير فى المأكل وغيره فى قوله:
"والتغيير فى العقائد يتم عبر الأجيال مثل التغيير فى الذوق الموسيقى أو طريقة المأكل والملبس بطريقة مختلفة"ص59
وهذا تخريف لأن الذوق والموسيقى والمأكل والملبس هى أمور من العقيدة لوجود أحكام تنظم كل ذلك وغيره فهنا مأكل حلال ومأكل حرام وهناك لبس حلال ولبس حرام حيث المكان الذى يتواجد فيه الفرد وهكذا
ونجد هنا أن التغيير يكون عبر أجيال متعددة وهو ما يخالف أنه يتم فى سنوات فى قوله:
" والملاحظ أن الموروث يتغير باستمرار سواء كان عادات وتقاليد اجتماعية أو عقائد وعبادات ولكن التغير يتم تدريجيا وعبر السنين وليس فجأة ولذلك يتقبله المجتمع"ص82
-الزعم أن الرسول الخاتم(ص) خاض ثلاث حروب فقط فى قوله:
" فى زمن محمد خاض(ص) ثلاثة حروب بمعنى مواجهة بين جيشين هى بدر وأحد وحنين"ص67
وهو ما يخالف أنه خاض غزو العسرة كما قال تعالى :
" لقد تاب الله على النبى والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه فى ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم"
وخاض الحرب التى ترتب عليها اجلاء الكتابيين من المدينة كما قال تعالى :
"هو الذى أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف فى قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار"
وهذه بالذات لابد أن يخوضها لكونها فى مكان سكنه
-فى أثناء حديثه عمن هم ولاة الأمر ناقض نفسه فتحدث عن كونهم المختصين بالقتال ثم زعم أنهم الذين يشرعون التشريعات المدنية فقال :
" فأولى الأمر هنا هم أصحاب الخبرة والشأن الذين يستطيعون الاستدلال على ص91 أنسب الخطط لمواجهة تحركات العدو والعمل على إفشال خططه والاستفادة من تحركاته ونحو ذلك أى أهم أهل الاختصاص فى تبنى التشريعات المدنية "ص92
-الزعم أن التيه معناه الترحال المستمر فى قوله:
"ولكن يحتمل أن يكون المقصود بالتيه هو الترحال المستمر من مكان إلى أخر ص103
وهذا الكلام يتنافى مع ثبات العيون الاثنا عشر فى الجبل كما قال تعالى :
"وقطعناهم اثنتى عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى"
فتنظيم المجتمع لاثنى عشر أسرة واثنى عشر عينا ماء للشرب والاغتسال معناه أنهم كانوا فى مكان محدد وهو مكان واسع فى نهايته سور ما كلما أرادوا أن يخرجوا منه لقوا أنفسهم يعودون لمكان حياتهم المنظم وهذا السور قد يكون ريح تقذفهم أو ريح ترابية مستمرة تصيب أعينهم فيرتدون إلى أماكن مختلفة فى هذا المكان الواسع أو مكان فوق ترس كلما أرادوا الخروج دار وأعادهم حيث كانوا والله أعلم
-الزعم بأن داود (ص) أسس مملكة يهودية فى قوله:
" وباستيلاء داود على مملكة جالوت بعد أن قتله تأسست أول مملكة لليهود فى تاريخهم"ص110
وهو ما يخالف أن الرسول أى رسول لا يؤسس إلا دولة الإسلام لكون دينه الإسلام
-الزعم أن عزير(ص) هو من كتب تاريخ اليهود ومن بعده زادوا فيه فى قوله:
" وأثناء السبى البابلى قام أحد رجال الدين واسمه عزرا ( عزير) بالبدء بتأليف كتاب عن التاريخ السابق لليهود ثم جاء من أضاف إلى ذلك الكتاب بعض من الأحداث ألأخرى"ص112
وعزير هو رسول من رسل بنى إسرائيل فإن لم يكن رسول فقد كان حبرا يحكم بينهم بالحق لأنهم عبدوا الأحبار والرهبان كما قال تعالى :
"اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله"
-الزعم أن النبى الخاتم(ص) كان يسترق النظر إلى بعض زوجات بعض المؤمنين وينشغل بجمالهن انشغالا فى قوله :
وفى مواضيع الجنس اللطيف يبدو(ص) كرجل عادى ينجذب إلى منظر المرأة الجميلة حتى ولو كانت زوجة ارجل أخر فكان القرآن ينزل لينهره" ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى" ومع ذلك كرر محمد النظر فى مناسبة أخرى إلى امرأة أخرى فتكرر النهر والتوبيخ" ص132
وقوله:
" وحتى لا يتكرر توبيخ الله له أصبح يخفى مشاعره الحقيقية لامرأة فى عدة طلاقها وتود أن تتزوجه"ص133
والعجيب أنه لا يوجد فى الآيات التى استشهد بها ذكر للنساء وإنما الذكر لزهرة الحياة الدنيا وهو متاعها بشتى أنواعه فالنبى(ص) كان يتمنى أن يكون لديه مال وعيال ونساء وطعام كثير وقوة كبيرة كما عند الكفار لأن الآيات تتحدث عن الكفار واليس عن المؤمنين لأن المؤمنين كانوا يعانون مثله الفقر والجوع كما قال تعالى :
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
وكما قلت الآيات تتحدث عن الكفار وهى:
"ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم"
فالذين ينهاه الله عن الحزن عليهم هم الكفار كما قال:
" ولا يحزنك الذين يسارعون فى الكفر"
وفسر الله مد الأعين بأنه الاعجاب النفسى بالمال والولد عد الكفار المنافقين فى قوله:
"ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد أن يعذبهم بها فى الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون"
_الزعم أن سدرة المنتهى شجرة أرضية فى قوله:
" والسدرة شجرة أرضية وليست كما قال رجال التفسير إنها شجرة يسير فى ظلها الراكب مسيرة كذا عام وأنها موجودة تحت عرش الرحمن "ص142
والسدرة تسمى سدرة المنتهى أى أقصى مكان يمكن الوصول إليه وعندها الجنة الموعودة وهى فى السماء كما قال تعالى :
"وفى السماء رزقكم وما توعدون"
-الزعم بوجود صلوات مفروضة على النبى(ص) وحده هو وأهله فى قوله:
"وتأكيدا على أن الصلوات المذكورة كانت وقفا على محمد أن الرسول عندما أمر بالاستقامة شمل الأمر من معه من المسلمين فاستقم كما أمرت ومن تاب ص147 معك بينما أمر بالصلاة فى الآيات التى تلت لوحده وأقم الصلاة ولم يؤمر بها أولئك المسلمون الأوائل الذين آمنوا بالرسول فى تلك المرحلة المتقدمة من تاريخ الإسلام ص148ومن ثم فى مرحلة لاحقة من بداية الدعوة أمر الرسول وأمر أهله معه دون بقية من كان قد أسلم بأداء تلك الصلوات غير المحددة" وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها"ص148
وبالقطع الصلاة فى الآية لا تعنى الصلاة المعروفة وإنما تعنى الدين فأقيموا الصلاة تعنى أقيموا الدين كما قال تعالى :
" أن أقيموا الدين"
وصلاة الليل فى المدثر كان يصليها معه طائفة من المؤمنين وهى كانت فرض عليه وحده وليس على أهله ولكن بعض المؤمنين كانوا يصلونها معه كما قال تعالى :
"إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك"
-الزعم بوجود أربع مراحل لدعوة أى رسول فى قوله :
"فأى دعوة لرسول من رسل الله الكرام كانت تمر بأربع مراحل لا تتغير أبدا وهى مرحلة استقبال الناس للدعوة ومرحلة استمرار الدعوة ومرحلة نهاية المعارضين وانتصار الرسول ومن معه ثم مرحلة تحول الناس عن الدين"ص155
وبالقطع المراحل متعددة حسب ما يحدث فيها فهناك مرحلة الطلبات طلب المعجزات ولم يذكرها الرجل فى كلامه كما أن مرحلة التحول عن الدين لا تتم فى عهد الرسول أيا كان وإنما كانت تتم بعد موته بفترة والمتحول فيها هم الخلف أى جيل من أولاد أولاد المؤمنين فى عهد رسولهم
-الزعم أن يهود المدينة لو أسلموا سيكون مثلهم مثل قوم يونس(ص) فى قولهم:
"ولو آمن يهود يثرب بمحمد فإن هذا سيكون استثناء من تلك القاعدة التى يخبرنا القرآن أنه لم يشذ عنها إلا قوم يونس" ص164
والاستثناء إنما يكون فى إسلام العالم كله أو قومه قريش وليس فى عدد قليل من اليهود
- الزعم ان سكان المدينة كان أكثرهم يهودا وبعض الأزد فى قوله:
" وعندما بعث رسول الله محمد(ص)كان يقطنها يهود ويحاورهم بعض من الأزد"ص157
وقوله:
"كان هناك ثلاثة قبائل يهودية تفطن القلاع والحصون فى يثرب وهم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة" ص164
ولا وجود لبنو قينقاع وقريظة والنضير وحتى الأزد فى كتاب الله والحق أن سكان المدينة كانوا خليطا من أقوام متعددة منهم اليهود وهم قلة
-الزعم أن اليهود أجلوا أى طردوا من المدينة ثلاث مرات فى قوله:
" تظهر الآيات القرآنية أن اجلاء اليهود من يثرب حدث ثلاث مرات"ص171
وهو ما يخالف عدم وجود نص صريح فى ذلك
-الزعم أن الرسول(ص) أقر سياسة الاغتيالات الفردية الحربية فى قوله :
"فقرر الرسول أن يقضى على بعض تلك الرءوس عسى أن يرتدع بقية اليهود ويكفوا عن المسلمين ومن أولئك سلام بن أبى الحقيق الذى كان من زعماء بنى قريظة وقد انتدب الرسول نفرا من المسلمين إلى خيبر لاغتياله وتم لهم ما أرادوا بنجاح"ص184
وهو ما يناقض أنه نفى وقوع حروب فى خيبر فى قوله:
" وفى الأسطر التالية سوف نناقش مزاعم الإخباريين تلك لاثبات أنه لم يكن هناك قتال فى خيبر ولم تسب النساء "ص185
-الزعم أن غزوة العسرة التى يسمونها غزوة تبوك كانت لملاحقة اليهود فى قوله:
" ويكون سبب غزوة بئر تبوك هو ملاحقة فلول اليهود واخراس أصواتهمً199
ولا يوجد أى نص فى القرآن يدل على كلام ابن قرناس وما يحيط بالآية من الأمام والخلف يشير إلى المنافقين والمشركين
-الزعم بأن المسلمين كانوا يعيشون دون تأريخ فى عهد النبى(ص) وما بعده حتى عهد عمر فى قوله:
" وحتى بعد اعتماد التاريخ الهجرى بقى الناس لا يؤرخون أحداثهم وليس أدل على ذلك من أن الطبرى فى تاريخه ينقل عدة تواريخ لوفاة أبى التاريخ الهجرى عمر بن الخطاب"ص213
وهذا يناقض آية المداينة التى أوجبت كتابة الأجل الذى يعنى تاريخ سداد الدين وفى هذا قال تعالى :
"ولا تسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله"
كما يناقض وجود عدة المطلقات والأرامل التى تتطلب معرفة التاريخ فى الكثير منها
وكذلك يناقض وجوب تأريخ الزواج والطلاق لأن بعض قضايا الزنى تثبت بتلك التواريخ
-الزعم أن الناس فى الجزيرة خضعوا لقوة المسلمين فأسلموا ظاهريا ولكنهم كانوا كفارا فى دواخلهم فى قوله:
"وتكون قبائل جزيرة العرب بالكامل قد دخلت تحت إمرة الإسلام واستسلموا لدولته دون أن يؤمن بدين الإسلام سوى قلة قليلة لا تتجاوز بضع مئات" ص259
وهذا الكلام ويتبعه ما يسمى بحروب الردة هو تخريف يناقض كتاب الله أن الناس دخلوا الإسلام طوعا ومن ثم من المحال أن يخرجوا منه كما فى أسطورة حروب الردة وفى هذا قال تعالى :
"ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا"
-الزعم بأن الصحابى من آمن وأسلم وبقى فى صحبة النبى(ص) حتى وفاته فى قوله :
"ويكون الصحابى هو كل من آمن بالرسول فى بداية دعوته وداوم على صحبته وحسن إسلامه وعمل صالحا وبقى على إيمانه حتى مات "ص273
وهو ما يخالف أن الصحوبية تثبت بالعيش فترة طويلة أو قصيرة مع الناس لأن الله أثبت صحوبية الكفار للرسول(ص) فقال :
"وما صاحبكم بمجنون"
والصحابة تعبير غير قرآنى ومكانه المؤمنون أو المسلمون فى عهد النبى(ص) او المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان
- الزعم بعدم وجود نصاب معلوم للزكاة فى قوله:
"والزكاة المعروفة حاليا لها نصاب معلوم تعرف بموجبه"ص279
وهو ما يخالف أن الله عرفها بأنها حق معلوم والمعلوم هو النصف كما بين الله فى قصة قوم لوط حيث قال :
"قال هذه ناقة لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم"
فالمعلوم هو المماثل فيوم مقابل يوم أى الناقة لها النصف وللناس النصف ومن ثم مقدار الزكاة أيا كان هو اقتسام الربح بين الإنسان وبين مؤسسة الزكاة التى تجمع الأموال وتوزعها على أهلها
والنصاب هو القنطار وهو مهر المرأة الذى اعتبره الله حد الغنى فقال :
"وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله "
-الزعم أن موارد الدولة هى دفع كل مسلم غنى أو فقير جزء من دخله لبيت المال فى قوله:
" بينما الانفاق العام يخضع لاحتياجات بيت مال دولة الإسلام ويتمثل فى دفع كل مسلم نسبة معينة تتناسب مع دخله حسب حاجة بيت المال وميزانية الدولة ص279
وموارد الدولة الأصلية هى :
أن كل ما ينتج من ألأرض فى صناعة أو زراعة أو غير ذلك يقسم بين سكان الدولة بالعدل كما قال تعالى :
" وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
ومن ثم لا يمتلك أحد شىء فى دولة المسلمين فكل الأرض وما عليها ملكية عامة يحول منها جزء واحد لملكية خاصة وهو البيوت حيث يخصص لكل أسرة قلت أو كثرت بيت وهى ملكية انتفاع
واما الموارد الطارئة فهى الزكاة والغنيمة والفىء وما شاكل ذلك ومن ثم لا توجد ضرائب أو ما شابهها لكى تكون ميزانية الدولة
-الزعم أن بيعة الرضوان كانت تحت شجرة سمر فى مكان يسمى الحديبية فى قوله:
" وأيا كان سبب البيعة فقد تمت تحت شجرة سمر فى الحديبية ص291
ولا يوجد فى السورة إشارة إلى الحديبية ولا إلى غيرها والشجرة بدون تعريف تشير للشجرة المباركة شجرة الزيتون التى هى لا شرقية ولا غربية وهى الشجرة فى الكعبة الحقيقية الشجرة التى كلم منها الله موسى(ص) لأن المعاهدة تمت عند الكعبة وليس فى الحديبية كما قال تعالى :
" إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام"
-الزعم أن بعض الصحابة المنافقين كانوا يطاردون نساء المسلمين فى شوارع المدينة للزنى معهن فى قوله:
"كان هناك بعض من حسب على الصحابة يطارد النساء فى المدينة طلبا للفاحشة وكان ممن يلاحقون زوجات الرسول ونساء المسلمين "إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فى الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا"ص298
والآية التى استشهد به تدل على خطأ الاستشهاد لأنها تتحدث عن الأذى يغير ما اكتسبوا وهو اتهام المسلمين والمسلمات بممارسة الزنى "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا" فهم ينسبون لهم غير ما اكتسبوا أى عملوا وهو ما اتضح فى حادثة الإفك والتى هى عبارة عن اتهام بعض المسلمين والمسلمات بتبادل الزوجات للزنى معهن وليس اتهاما لزوجة النبى(ص) بالزنى مع أحدهم لقوله" ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا"
فهو اتهام جماعى
-الزعم بعدم وجود حاكم أو رئيس لدولة المسلمين فى قوله:
"وقد جاءت دولة الإسلام من دون رئيس أو حاكم لأن البشر عبيد لله " ص324 وهو ما كرره فى أقواله التالية:
" لهذا لم يذكر القرآن الكريم أى إشارة إلى أن محمد كان حاكما "ص332
" ولأن الحقيقة دائما بسيطة فإن وجود قائد لدولة الإسلام تحت أى مسمى يعنى تميزه عن بقية الناس حيث سيكون الأعلى منصبا وميزات" ص337
هذا القول تخريف للتالى :
أن الله طالبه أن يكون حاكما بين الناس فقال له بآيات عدة احكم أى كن حاكما منها قوله تعالى بسورة المائدة:
"وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط "
وقال :
"فاحكم بينهم بما أنزل الله "
وقال:
"فإن جاءوك فاحكم بينهم "
وقوله بسورة النساء:
"إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله "
وقال:
"فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما "
وهذا فيه الكفاية لمن أراد .
الرسول (ص)صاحب سلطة :
زعموا أن الرسول (ص)لم يعطى سلطة وهو نفس الزعم القائل أن الرسول (ص)ليس حاكما وهو تخريف للتالى :
-أن الرسول (ص)مسلط على الناس مثله فى هذا مثل أى رسول حيث يسلط أى ينفذ حكم الله فى الناس وفى هذا قال تعالى بسورة الحشر:
"ولكن الله يسلط رسله على من يشاء "..
-أن الله طالب المؤمنين بالخضوع لما أتاهم الرسول (ص)والانتهاء عما نهاهم عنه فقال بسورة الحشر:
"وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ".
-أن الله أرسل كل رسول ليطاع وما دام قد أرسله ليطاع فقد سلطه على الناس لينفذوا ما يريد وفى هذا قال تعالى بسورة النساء:
"وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ".
-أن الله لم يجعل لمؤمن أو لمؤمنة خيرة من أمرهم إذا قضى هو ورسوله (ص)حكما وهذا يعنى أن الرسول (ص)صاحب سلطة وهى الحكم المطاع وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب:
"وما كان لمؤمن ولا لمؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم".
وعدم وجود رئيس لاتخاذ القرارات السريعة هو فوضى شاملة لأن معناه مثلا فى حالة الحرب أن ينتظر اجتماع المسلمين بعد أن يحتلهم العدو أو يقتل الكثير منهم ليتخذ قرار ويصنع مع قادة الجيش خطة لرد العدوان ومثلا عندما يستسلم العدو أو يريد التفاوض لانهاء الحرب فعلي العدو انتظار اجتماع المسلمين جميعا فى الدولة عند اتساع رقعتها ليتخذوا القرارات فى الأمر وهو كلام يعمل على الفوضى الشاملة فكلما حدثت مشكلة مطلوب اجتماع مسلمى الدولة فى مكان واحد لاتخاذ القرارات وهو أمر محال عندما يكون عددهم عدة ملايين وموجودين فى بلاد متفرقة
وإنما يتخذ المسلمون بعض منهم قادة لتنفيذ أحكام الله وهم لا يتميزون على بقية المسلمين بشىء وإنما العقوبة عليهم هم وأسرهم مضاعفة كما كانت مضاعفة على الرسول(ص) وزوجاته عند ارتكاب الزنى
-الزعم بوجود مشرعين مدنيين من المسلمين يجيدون اللغة ويعرفون القرآن فى قوله:
"ويجب على المسلمين أن يختاروا من هم على أعلى المستويات فى التخصص فى اللغة العربية لاستنباط القوانين القرآنية والاستعانة بالمختصين بكتابة الدساتير لكتابة تلك القوانين والتشريعات القرآنية وأوامره ونواهيه على شكل مواد قانونية بعيدا عن التأثيرات المذهبية والطائفية"ص328
والقرآن فصل كل شىء وهو شرع الله الذى لا يحتاج لأحد أن يضعه فى صورة مواد لأنه مفصل تفصيلا فى كعبة الله الحقيقية كما قال تعالى :
" وكل شىء فصلناه تفصيلا"
-الزعم أن الشورى كلها عامة فى قوله:
" واشتراك كل مسلمى دولة الإسلام فى صناعة القرارات هو ما تعنيه آية الشورى السابقة" ص330
والشورى تنقسم لشورى عامة كاختيار رئيس أى خليفة اى ملك يرأس الدولة وكذلك اختيار الوزراء أو شورى خاصة كاختيار حاكم مدينة أو قرية فمن يشترك فيها اختيارهم هم أهل البلد أو شورى خاصة أقل كاختيار رئيس للمؤسسة أو شورى خاصة بالعائلة كما فى اختيار زوجة للابن أو زوج للبنت وهناك شورى خاصة بالوزارات فكل وزارة لها مجلس شورة مكون من موظفيها ومن يريد من غيرهم المشاركة لتخطيط خططها واتخاذ قرارات لعمل مشاريع وما شاكل ذلك
-الزعم بوجود ثلاث مصادر للتشريع فى الإسلام فى قوله:
"ومما سبق يتضح أن دولة الإسلام تقوم على ثلاثة مصادر للتشريع هى القرآن الكريم والشورى العامة وشورى أهل الاختصاص والخبرة" ص338
والمسلمون لا يشرعون شىء لأنهم لو فعلوا لأشركوا أنفسهم مع الله وهو المشرع الوحيد الذى لم يترك موضوعا أو مسألة إلا ووضع لها حكما فقال :
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"
-الزعم أن الجزية تفرض على من عاهد دولة الإسلام أو عاهد جماعة من المسلمين وغدر بهم أو نقض المعاهدة فى قوله:
كما سبق فإن ضوابط الجزية تتلخص فى أنها تفرض على من عاهد دولة الإسلام أو عاهد جماعة من المسلمين وغدر بهم أو نقض المعاهدة هنا يوجب الإسلام الحرب عليه حتى يستسلم وعدم قبول أى حل سلمى أو وقف للحرب وإذا استسلم فيجب أن تفرض عليه الجزية مقابل الابقاء على أفراده أحياء وعدم التعرض لممتلكاتهم فإن أبوا فبلادهم حل لجنود المسلمين "ص368
والجزية فهما الرجل فهما خاطئا كعيره فالجزية هى فرض على أغنياء الكفار كما أن الزكاة فرض على أغنياء المسلمين وهى تؤخذ من أغنياءهم وترد على محتاجيهم فليس من المعقول أن ينفق المسلمون على الكفار وأغنياء الكفار لديهم ما ينفق على اخوانهم فهى عدل بين الناس حيث يتكفل أغنياء كل دين بحاجة أهليهم المحتاجين من خلال الزكاة والجزية
-الزعم بوجوب قتل المحاربين كلهم وإن استسلم بعضهم فى قوله : "إذا كانت دولة الإسلام تحارب عدوا يمثل خطرا عليها فيجب أن لا يحصل الجيش المسلم على أسرى بل المطلوب هو قتل أكبر عدد ممكن من الأعداء لاضعاف قدرة العدة المحارب"ص370
وهو ما يتعارض مع قوله تعالى :
" وإن جنحوا للسلم فاجنح لها"
فلا وجود لقتل الأسرى وهم من استسلموا للمجاهدين فى الحرب وقد جعل الله حكمهم المن والفداء بعد انتهاء أعمال القتال فقال :
"فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثختنموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها"
والآية التى فهمها الرجل خطأ تقول :
"ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض"
ومعناها أنه لا يجوز للقائد اتخاذ أسرى حتى ينتصر فى المعركة فطالما المجاهدون لا يعلمون انتصروا أم لا لا يجوز لهم سوى قتل المقاتلين أمامهم وليس العمل على أسرهم بالتحايل عليهم لنزع سلاحهم
-الزعم بأن دولة المسلمين ليس لها جيش نظامى فى قوله:
" ويفهم من هذا أن دولة الإسلام ليس لها جيش نظامى ثابت" ص373
وهو ما يتعارض مع وجوب أخذ الحذر من الأعداء ووجوب رصدهم فى قوله تعالى :
" فاقعدوا لهم كل مرصد "
ومع قوله :
" فانفروا ثباتا أو انفروا جميعا"
فالنفير الثابت هو الجيش الثابت على الحدود
ويبدو أن ابن قرناس أخطأ التعبير فهو كان يريد القول أن الجيش المسلم لا يعتمد على التجنيد الإجبارى وإنما يعتمد على التطوع للجهاد
-الزعم بأن المجتمع المسلم الأول كان مجتمعا أميا لا يكتب شىء فى قوله:
"ومما سبق يظهر بوضوح اعتماد المجتمع المسلم الأول كليا على التوثيق الشفهى والحفظ"ص492
وهو ما يتعارض مع وجوب كتابة الديون فى آية المداينة وكتابة تواريخ الزواج والطلاق والحج والعمرة
والسؤال الذى لم يطرحه ابن قرناس ولم يجب عليه :
كيق كان المسلمون يصلون والقراءة فى كتاب الله عليهم واجبة؟
إن الصلاة أوجبت على كل مسلم أن يكون عنده مصحف فى بيته للقراءة فيه عند الصلاة كما قال تعالى:
" فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
والدليل أن الله علم الرسول(ص) القراءة والكتابة بعد نزول الوحى عليه حيث قال أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب قبا نزول القرآن :
"وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك"
ونجد أن ابن قرناس يكذب الروايات وكتب التاريخ فى قوله :
"وهنا يجب أن نشير إلى أن كل ما يرد فى كتب الأخبار وبلا استثناء هو قصص وأحاديث ظنية الثبوت ....لذا فإننا وإن أوردنا بعضا من تلك الأحاديث والقصص إلا أننا لا نصدق تفاصيلها ولكننا نأخذ بخطوطها العريضة فقط والتى يؤيدها الواقع "ص429
ومع هذا جعل الروايات هى مدار حوالى سبعمائة صفحة حيث تكلم عن الخلفاء الراشدين وعن دولة بنى أمية وغيرها من خلال الروايات والغريب أنه فى مناقشتها يبدو وأنها معترف بصدقها رغم اعلانه كذبها لأن بنى على الروايات أحكام وهى أن الصحابة المسلمين والتابعين هم مم أزالوا وهدموا دولة المسلمين وحولوها لحكم عضوض مورست فيه كل المخازى والعيوب المخالفة للإسلام كحروب الفتح دون اعتداء عليهم والسبى واتخاذ الجوارى والعبيد وبناء القصور واعتبار الدولة ملكية خاصة للحكام....ومن ذلك أقواله التالية:
"ولم ير من بقى من سكان البلاد المفتوحة على قيد الحياة أيا من الصور الخيالية للحرية والعدالة التى رسمتها كتب الأخبار لجيوش الفتح"ص453
" ومما أفرزته حروب الردة والفتح تسلط الجنس العربى على بقية شعوب الأرض باسم الإسلام "ص460
" وتكون حروب الردة ومن بعدها الفتوح قد حولت الجهاد إلى حرب توسعية بضم بلاد جديدة إلى دولة الإسلام بالقوة وللاستيلاء على الأراضى وممتلكات البلاد المفتوحة بالقصر وفرصة لكسب الغنائم للأفراد من جنود الفتح وتجار الحروب"ص461
"ولم يكن السبى وأخذ الجزية واسترقاق الأسرى هو ما بقى بعد كل معركة فقط بل كان يقع ما هو أكثر فسوة "ص462
" وهكذا تسرب للإسلام معتقدات وثنية ويهودية ومسيحية ومجوسية وهندوسية ويونانية واغريقية دون أن يكون هناك أناس وثنيون ويعود ومجوس وهندوس ويونان واغريق تأمروا على دس سمومهم فى دين الله ليفسدوه"ص513