نظرات فى كتاب السراج في معراج صاحب التاج
المؤلف محمد مناشو التجاني والكتاب يدور حول رحلة الإسراء وقد حذف الرجل أسانيد الروايات ودمج بينها لتكون حكاية واحدة كما زعم فقال :
"ورقاه السبع الطباق فحدث عما أشهده الله من العجائب التي لا تحصى ولا تستقصى إلى سدرة المنتهى حيث أحجم جبريل وانتهى إلى مستوى سمع فيه صريف الأقلام إلى مقام ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو ادنى (ص) صلاة تفتح أكمام أزهارها ويجذب القلب مغناطيس أعطارها هذا ولما كان الإسراء وما احتوى عليه من درجات الرفعة من خواص الحضرة المحمدية وقد اشتملت ليلته الفائقة ليلة القدر على المواهب اللدنية وناهيك برؤية ربه وتكليمه وتكريمه إلى ما لا تفي به العبارة من إجلاله وتعظيمه فهي لعمري جديرة بالإحتفال لها وإظهار السرور والإستبشار بمقدمها تذكارا لتلك المنح السنية والمزايا التي برحت آثار بركتها على هذه الأمة الخيرية فأقول: مستعينا بمن له القوة والحول و بيده المنة والطول بيد أني ألتقط جواهرا من صحاح الأخبار ومشهور الآثار ونسوق القصة على نسق واحد محذوفة الأسانيد لتكون أبهج للسامعين وأنعش لقلوب المومنين (وذكر فإن الذكرى تنفع المومنين) وسميته: السراج في معراج صاحب التاج."
والأخطاء فى مقدمته هى :
وصول محمد(ص) لدرجة لم يصل لها جبريل (ص) وهو ما يخالف أن جبريل كان فوقه بقوس وهو ما يعنى أنهما كانا معا فى قوله :
ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى"
والثانى رؤية الله وهو أمر لا يمكن حدوثه لقوله تعالى " لن ترانى"

وذكر التجانى اتفاق المسلمين على حدوث الإسراء فقال :
"فأقول متبرئا من حولي وقوتي لا خلاف بين المسلمين في صحة الإسراء به عليه السلام والمشهور أنه بالروح والجسد وكان قبل الهجرة بسنة ففي ليلة السابع والعشرين من رجب الأصب أوتي صلى الله عليه وسلم بالبراق مسرجا ملجما قال الشيخ محي الدين: البراق للرسل مثل فرس النوبة الذي يرسله المرسل للمرسل إليه تهمما وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه وله جناحان في فخذيه يحفز بهما في سرعة السير رجليه فاستصعب عليه فقال له جبريل: ألا تستحي يا براق فوالله ما ركبك أحد أكرم على الله منه فاستحى حتى أرفض عرقا وقر حتى ركبه "
والخطأ أن الرسول(ص) ركب البراق فلم يذكر الله دابة ولا غيرها وإنما المسرة هو الله كما قال :
" سبحان الذى أسرى بعبده ليلا"
ثم قال :
"فانطلق به جبريل وهو عن يمينه ومكائيل عن يساره فسار حتى بلغوا أرضا ذات نخل فقال له جبريل: إنزل فصل ها هنا ففعل ثم ركب فقال له: أتدري أين صليت؟ قال: لا قال صليت بطيبة وإليها المهاجرة فانطلق البراق يهوي به يضع حافره حيث أدرك طرفه فقال له جبريل: إنزل فصل ها هنا ففعل ثم ركب فقال له: أتدري أين صليت؟ قال: لا قال: صليت بمدين عند شجرة موسى فانطلق البراق يهوي به فقال له جبريل: إنزل فصل ها هنا ففعل ثم ركب فقال له: أتدري أين صليت؟ قال: لا قال: صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى ثم بلغ أرضا فبدت له قصور الشام فقال له جبريل: إنزل فصل ها هنا ففعل ثم ركب فانطلق البراق يهوي به فقال له: أتدري أين صليت؟ قال: لا قال: صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى بن مريم وسار حتى أتى مدينة بيت المقدس ودخلها من بابها اليماني "
وما رواه الرجل الخطأ فيه صلاة أربع صلوات فى ليلة ومن المعروف أن الصلاة فى الليل فى الروايات صلاتين المغرب والعشاء وإن زاد فالوتر وفى كتاب الله صلاة واحدة هى العشاء
والخطأ مجىء ميكال(ص) مع جبريل(ص) فالوحيد الذى كان معه هو جبريل(ص) لقوله تعالى:
" ولقد رآه نزلة أخرى"
فلو كانا اثنين لشاهد اثنين
ثم قال :
"ثم نزل عن البراق فأتى جبريل الصخرة فوضع إصبعه فيها فخرقها وشد بها البراق وقد جاء: أن صخرة بيت المقدس من صخور الجنة وفيها أثر النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الصخرة من عجائب الله فإنها صخرة في وسط المسجد الأقصى قد انقطعت من كل جهة لا يمسكها إلا الذي يمسك السماء أن تقع على الارض الا بإذنه "
والخطأ أن الصخرة المزعومة من صخور الجنة وهو ما يخالف أن الجنة فى السماء كما قال تعالى :
" وفى السماء رزقكم وما توعدون"
ومن دخل الجنة لم يخرج منها
والخطأ وجود المسجد الأقصى فى الأرض فأقصى الأرض باعتبارها كرة 360 مكان حسب الدرجات بالنسبة للبيت الحرام وسط الكرة وإنما المسجد الأقصى هو البيت المعمور فى السماء لأن أبعد نقطة عن الأرض هى السماء السابعة حيث يوجد
وذكر الرجل تخاريف عنه وعن غيره فى أمر الصخرة فقال :
"وناهيك للإمام أبي بكر بن العربي أنه قال في شرح الموطأ: امتنعت من هيبتها أن أقف تحتها خوف أن تسقط علي بذنوبي ثم بعد مدة دخلتها فرأيت العجب العجاب تمشي في جوانبها من كل جهة فتراها منفصلة على الأرض يقول الحقير جامعه غفر الله ذنوبه وضاعف في هذا النبي الكريم حبه: قد من الله سبحانه وتعالى علي بزيارة هذه الصخرة الشريفة ودخلت تحتها فرأيت بناء يتصل بها من جميع جوانبها سوى المدخل ولكنه غير قاض بحملها فسألت الشيوخ من سدنة المحل الشريف عن ذلك فوجدتهم مجتمعين بمقتضى النقل المتواتر عن أسلافهم أن البناء حادث كما قال القاضي أبو بكر بن العربي ولكن فعل ذلك خشية عل الحوامل وشاهدت الثقب الذي أشير إليه آنفا وعليها من الجلالة ما يقوم شاهدا على صدق ما ورد فيها ودخل المسجد من باب تميل منه الشمس والقمر ثم صلى هو وجبريل كل واحد ركعتين ونزلت الملائكة من السماء وحشر الله جميع المرسلين والأنبياء وصلى بهم فلما إنصرف قال جبريل يا محمد أتدري من صلى خلفك قال لا قال كل نبيء بعثه الله تعالى ولله در القائل::
سريت من حرم ليلا إلى حرم ** كما سرى البدر في داج من الظلم
وقدمتك جميع الأنبياء بها ** والرسل تقديم مخدوم على خدم"
والخطأ فيما سبق هو نزول الملائكة كلهم ألرض والسؤال إذا من حمل العرش فى السماء والله يقول :
الذين يحملون العرش ومن حوله"
كما أن الملائكة لا تنزل الأرض إلا من أمره الله كجبريل(ص) لأمر ما لخوفها وعدم اطمئنانها كما قال تعالى :
"قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
ثم كيف تنزل الأنبياء(ص) من السماء حيث الجنة إلى الأرض للصلاة مع النبى الخاتم(ص) والجنة لا يخرج منها أحد منا قال تعالى :
" وما هم منها بمخرجين"
ثم قال :
"ثم أثنى كل نبيء على ربه بثناء جميل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم أثنى على ربه وأنا أثني على ربي: الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وأنزل علي القرآن تبيانا لكل شيء وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس وجعل أمتي وسطا وشرح لي صدري ووضع عني وزري ورفع لي ذكري وجعلني فاتحا خاتما فقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم: بهذا فضلكم محمد"
والخطأ أن الله فضل محمد(ص) على بقية النبيين وهو ما يخالف قوله تعالى :
" لا نفرق بين أحد من رسله"
والخطأ أن أمة محمد(ص) خير أمة بينما الأمة كلها من آدم(ص) حتى القيامة هى أمة واحدة كما قال تعالى :
" ,ان هذه أمتكم أمة واحدة "
وهى أمة المسلمين وليسا أمة محمد (ص) أو غيره من الرسل(ص)
ثم قال :
ثم ركب صلى الله عليه وسلم البراق يصحبه جبريل وطار به في الهواء واخترق به الجو فعطش صلى الله عليه وسلم واحتاج إلى الشراب فأتاه جبريل بإناء من لبن وإناء من خمر وذلك قبل تحريم الخمر فعرضهما عليه فاختار اللبن فقال له جبريل: أصبت الفطرة"
والخطأ أن اللبن هو الفطرة والفطرة هى دين الله وليس سائل يشرب
ثم قال :
"فلما وصلا إلى باب من أبواب السماء الدنيا يقال له باب الحفظة وحاجبه ملك يقال له إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا وبين يديه جند من الملائكة فاستفتح جبريل باب السماء فقال بمقتضى رسوم الحراسة: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم قيل: مرحبا به وأهلا حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء ففتح لهما فإذا فيها آدم عليه السلام وهو أبو البشر كهيئته يوم خلقه الله تعالى على صورته تعرض عليه أرواح الأنبياء وذريته المؤمنين فيقول: روح طيبة ونفس طيبة إجعلوها في عليين ثم تعرض عليه أرواح ذريته الكفار فيقول: روح خبيثة ونفس خبيثة إجعلوها في سجين وسلم عليه النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه السلام ثم قال: مرحبا بالإبن الصالح والنبي الصالح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك آدم ثم صعد إلى السماء الثانية فستفتح جبريل فقيل له وقال مثل الأولى ففتح لهما فإذا هو بابني الخالة عيسى إبن مريم ويحي بن زكريا فسلم عليهما فردا عليه السلام ثم قالا: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ودعيا له بخير ثم صعد إلى السماء الثالثة فاسفتح جبريل فقيل له وقال مثل الأولى ففتح لهما فإذا هو بيوسف عليه السلام فسلم فرد عليه السلام ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح و النبي الصالح و دعا له بخير وإذا هو قد أعطي شطر الحسن قال: من هذا يا جبريل؟ قال: أخوك يوسف.
ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقيل له و قال له مثل الأولى ففتح لهما وإذا هو بإدريس عليه السلام قد رفعه الله مكانا عليا فسلم عليه فرد عليه السلام ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم دعا له بخير ثم صعد إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل له وقال مثل الاولى ففتح لهما فإذا هو بهارون عليه السلام فسلم عليه فرد عليه السلام ثم قال له: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم دعا له بخير فقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا المحبب في قومه هارون بن عمران ثم صعد إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل له و قال له مثل الأولى ففتح لهما فإذا هو بموسى بن عمران عليه السلام فسلم عليه فرد عليه السلام ثم قال له: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم دعا له بخير ثم صعد إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل له وقال مثل الاولى ففتح لهما فإذا هو بإبراهيم عليه السلام مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه إلى يوم القيامة فالدخول من باب مطالع الكواكب والخروج من باب مغاربها فسلم عليه النبي صل الله عليه وسلم فرد عليه السلام ثم قال له: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ودعا له بخير.
ثم أتى إلى سدرة المنتهى التي ينتهي إليها كل نبي مرسل أو ملك مقرب وإذا هي شجرة يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من عسل مصفى وإذا نبقها كالقلال وورقها كآذان الفيلة وقد غشاها الله من النور ما غشى فلا يستطيع أحد أن ينعتها لكثرة نورها وهو قوله تعالى: (إذ يغشى السدرة ما يغشى) ولأفنانها حنين بأنواع التسبيح والتحميد يطرب الأرواح وعندها رأى جبريل على صورته الأصلية وله ستمائة جناح."
وكل ما سبق من الكلام عن مقابلة النبيين(ص) فى سموات مختلفة فى الجنان وهم وتكذيب لكتاب الله فالجنة مكانها السماء السابعة عند سدرة المنتهى كما قال تعالى :
" عند سدرة المنتهى عندها جنة الماوى"
ثم تحدث عن السدرة بكلام أعاد فيه أن مكانة محمد(ص) أعظم من مكانة جبريل(ص) فقال :
"قال في اليواقيت نقلا عن الفتوحات: وأخبره أن أعمال بني ءادم تنتهي إلى تلك السدرة وأنها مقر الأرواح وبها مقام جبريل عليه السلام وهناك منصته فنزل صلى الله عليه و سلم عن البراق بهذه المنصة وجيء إليه بالرفرف فقعد و سلمه جبريل للملك النازل بالرفرف فسأله الصحبة ليأنس به فقال: لا أقدر ولو خطوت لاحترقت (وما منا إلا له مقام معلوم) وما أسرى الله بك يا محمد إلا ليريك من آياته فلا تغفل وروي أنه عليه الصلاة والسلام قال:"يا جبريل هل من حاجة إلى ربك؟ قال: يا محمد سل الله تعالى أن أبسط جناحي على الصراط لأمتك حتى يجوزوا عليه وانصرف مع ذلك الملك والرفرف يمشي به إلى أن ظهر لمستوى سمع فيه صريف الأقلام وهي تكتب ما يجريه الله تعالى في خلقه وما تنسخه الملائكة من أعمال عباده قال تعالى: (إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون):
وقد سبق تناول أن جبريل(ص) كان معه عند سدرة المنتهى كما قال تعالى :
" ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى"
ومحمد(ص( لم يدخل الجنة لأنها لا يدخلها إلا من مات مسلما وهو لا يخرج منها كما قال تعالى :
"وما هم منها بمخرجين"
ولا يوجد ما يسمى صريف الأقلام والرفرف الأعلى حيث تكتب الأعمال ولو سلمنا أنه وصل لذلك المستوى فهو أقل أو يساوى الملائكة التى تكتب فى تلك المنطقة المزعومة
ثم قال :
"ثم زج به في النور زجة فأفرده الملك الذي كان معه وتأخر عنه فأخذه هيمان في ذلك وأخذ يميل ذات اليمين وذات الشمال واستفرغه الحال فبقي كالسراج إذا هب عليه نسيم رقيق يميله ولا يطفيه لما أعطاه صريف الأقلام في الألواح من النغمات ثم إنه صلى الله عليه و سلم لما تقوى به الحال أعطاه الله علما علم به مالم يكن يعلمه قبل ذلك من وحي من حيث لا يدري ".
ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو ادنى فأدركه حياء وخجل فمسح على قلبه من قبل الله عز وجل فقال: التحيات لله الزكيات لله الطيبات الصلوات له فسمع كلاما من الله السلام الذي جلت صفاته: السلام عليك أيها النبيء ورحمة الله وبركاته فقال الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة بالعالمين: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فبادرت الملائكة بالتسبيح والتحميد: أشهد أن لا إله إلا الله وحده وأشهد أن محمدا عبده ورسوله رفيع القدر عند ذي الطول فكان صلى الله عليه وسلم من القرب من ربه بالمكانة الفيحاء وأوحى سبحانه إلى عبده ما أوحى كلت الأقلام عن تفصيل ما أوحى وتاهت الأحلام في تعيين تلك الآية الكبرى.
فصف الليلة التي كان للمختار ** فيها على البراق استواء
و ترقى به إلى قاب قوسين ** وتلك السيادة القعساء
رتب تسقط الأماني حسرى ** دونها ما ورآءهن وراء
ورأى ربه سبحانه وتعالى فخر ساجدا وكلمه صلى الله عليه وسلم ربه عند ذلك ولكن دنو ورؤية وكلام بلا كيف ولا حصر إنتفى المكان والزمان والجهة تعالى الله من قرب وبعد وعن قدر يقدر بالمكان وجل بعزة عن كل وصف يقدر في العقول وفي العيان"
والخطأ هو رؤية الله فالله نص على رؤيته لجبريل(ص) مرتين فقال :
" ولقد رآه نزلة أخرى"
وقال أنه لم يره وإنما رأى آياته فقال:
" لقد رأى من آيات ربه الكبرى"
ثم قال :
"وفرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة في كل يوم وليلة فنزل إلى موسى فقال له: ما فرض ربك على أمتك؟ قال: خمسين صلاة قال: إرجع إلى ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم فرجع إلى ربه فقال: يا رب خفف على أمتي فحط عنه خمسا فرجع إلى موسى فقال: حط عني خمسا قال: إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف قال: فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى حتى قال عز وجل: يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشرة فتلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة واحدة وإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب شيئا وإن عملها كتبت سيئة واحدة فلما بلغ رسول الله صلى الله عيه وسلم ما بلغ قيل له: تمنى و اطلب ما تريد منا فقال: اللهم إنك عذبت الأمم بعضهم بالحجارة وبعضهم بالخسف وبعضهم بالمسخ فما أنت فاعل بأمتي؟ قال: أنزل عليهم الرحمة وأبدل سيئاتهم حسنات ومن دعاني منهم لبيته ومن سألني أعطيته ومن توكل علي كفيته وفي الدنيا أستر على العصاة وفي الآخرة أشفعك فيهم ولولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبت أمتك لا سرا ولا جهرا وفي المواهب اللدنية: لما أراد صلى الله عليه وسلم الإنصراف قال: يا رب لكل قادم من سفره تحفة فما تحفة أمتي؟ قال الله تعالى: أنا لهم ما عاشوا وأنا لهم إذا ماتوا وأنا لهم في القبور وأنا لهم في النشور.
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا ** من العناية ركنا غير منهدم
لما دعى الله داعينا لطاعته ** بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم
ثم ودع صلى الله عليه و سلم الحضرة القدسية حاملا لأمته ما منحه ربه وحباه.
محل القيام
فقم أيها الراجي لنيل شفاعة ** قيام محب صادق الحب والأدب
قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب ** على ورق من خط أحسن من كتب
وأن تنهض الأشراف عند قدومه ** قياما صفوفا أو جثيا على الركب
أما والله قد أسرى به وخصه ** برؤيته يا رتبة سمت الرتب
مرحبا يا مرحبا بالحبيب المصطفى ** مرحبا يا مرحبا بالحبيب المجتبى
مرحبا يا مرحبا مرحبا يا نور العين مرحبا يا مرحبا مرحبا جد الحسين"
والخطأ حكاية أن فرض الصىلاة كان خمسين وخففت لخمس برحلات مكوكية ونصيحة من موسى(ص) وهو كلام يخالف أن الصلوات المفروضة على آدم هى التى فرضت على محمد ومن قبله(ص) كما قال تعالى :
" ما يقال لك إلا ما قيل للرسل من قبلك"
وأنهى كتابه بدعاء من ألدعية التى يخترعها الصوفية فقال :
"سبحان من خص هذا الحبيب بخلع التشريف والتقريب وجعله قبلة للطاعة وكعبة للشفاعة من النار واللهيب ووعده بإجابة الدعاء فقال تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)
اللهم إنا نسألك بأسرار المحبين وبالخلوة التي خصصت بها سيد المرسلين حين أسريت به ليلة السابع والعشرين أن تجبر قلبي الحزين وتجيب دعوتي يا أكرم الأكرمين اللهم بجاهه العظيم وبما خصصته من التقريب والتكريم إغفر لنا كل ذنب عظيم وألبسنا ملابس القبول وبلغنا نهاية المسؤول والمأمول اللهم يا مفرج الهم وكاشف الغم يا مجيب دعوة المضطرين يا رحمان الدنيا والآخرة أنت ترحمنا فارحمنا برحمة تغنينا بها عمن سواك اللهم أصلح الإمام والأمة والراعي والرعية وألف بين قلوبهم في الخيرات اللهم إني أسألك إيمانا دائما وقلبا خاشعا وعلما نافعا ويقينا صادقا وأسألك دينا قيما، وأسألك العافية من كل بلية وأسألك تمام العافية ودوام العافية والشكر على العافية والغنا عن الناس اللهم بهذه الليلة وما فيها من أسرار المعراج والنور الوهاج كن لنا ولولاة أمورنا وأجر على أيديهم المصالح، وادرأ بهم المفاسد في البلاد والعباد، وكن لسائر المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وصل اللهم على منبع الحقائق ومطلع الأسرار والرقائق وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم أجمعين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين"
وهو توسل بميت لا بقدر على نفع ولا ضر