بعد هذا الحدث بدأ حسنين يتذكر أيامه الخالية حال زوجته الرابعة يرحمها الله حين كان يجدها فى مخدعها قد تعطرت وتكشفت وأظهرت مفاتن جسمها التى كان لا يظهر منها عند الخروج إلى الشارع سوى وجهها وتذكر أول عهده بوفاء حيث كان لا تقع عينه على شىء غير جميل سواء أكان فى البيت أم الخلق أم الجسد وهى كذلك الآن لكنها أهملت جسدها بعض الشىء من يوم أن شل أنه يتذكر أنها الزوجة الوحيدة التى لم تتزين حتى فى يوم زفافها لأن جمالها الطبيعى باهر يأخذ بالنفس من أول نظرة وفجأة تحول فكره للموت سأل نفسه هل أخاف الموت ووجد نفسه يجيب بلا تردد نعم وسأل لما أخاف فأجاب هو شىء كريه للإنسان سأل ولما هو كريه هل لأنه ألم عظيم هل لأنه خوف من العقاب بعده هل الخوف على متاع الدنيا سأل نفسه وإذا كان محتما فلما الكره وكل نفس ذائقة الموت وهو نعمة من نعم الله على الإنسان حتى لا يمل الحياة إن الموت ليس إلا ترك النفس للجسد كما تتركه عند النوم لكن عند الموت تتوقف أجهزة الجسم عن العمل وكره الموت هو اعتراض على قضاء الله والاعتراض هذا ليس من صفات المسلم ،المرض كذلك لا يشيع الوهن بالقلوب ولا يذكر المريض بالكفن بل عبرة وعظة للإنسان يثاب على الألم فيها بل هو خير كثير لا يعلمه إلا الله
تعجب حسنين من نفسه قائلا عجبا لك أيها الرجل تفكر فى المتع وقد شبعت منها حتى الغرق ثم تفكر فى كراهية الموت وقد عشت حتى فنت أجيال من قبلك ومن بعدك وقد عشت حتى مللت الحياة ولكن هذا الطفل الذى أتى بعد العجز هل يعيش من غير أب بل عدم وجودك كوجودك الآن يتساويان فلا أنت تستطيع أن تربيه أو تأمره أو تفعل معه شيئا لكن لو أن الله يعطينى فضلا من قوة حتى أبلغه مرحلة الأمان لكن لو هذه كما يتندر البعض معلقة بين السماء والأرض فلا هى طائلة الأرض أو السماء ورحم الله القائل :
ليت وهل تنفع ليت ليت شباب بوع فاشتريت
اشتدت وطأة المرض على حسنين فقد حك ذات ليلة جلد رجليه فإذا هو جرح صغير ظل يكبر ويتسع بمرور الأيام وقد ظنت وفاء أنه خدش لا يحتاج سوى لبعض المطهرات حتى يعاود حالته الأولى فلما اتسع ذهبت إلى أحد حلاقي الصحة الذى ظل يعالجه شهرا ولم يفد العلاج شيئا بل أضر بالجرح وجعله يتسع ويتعمق حتى ظهر عظم رجل حسنين ووجدت وفاء الأمر خرج عن العادى فاستدعت الطبيب الذى لامها على استقدامها الحلاق فهو ليس بعالم هل هذا جرح عادى أم ماذا وصرح لها بحقيقة الأمر وهو مرض السكر ثم كتب لها الأدوية وانصرف
أحس حسنين أن الأمر جلل فحدث وفاء قائلا ماذا قال الحكيم فردت وهى تبتسم جرح عادى أخطأ الحلاق علاجه فاسترسل حسنين فى التفكير قائلا لدى شعور أنه ليس كذلك فردت وهى تتصنع التبسم أى مريض لديه شعور بالخوف من المرض فنظر حسنين لعينيها قائلا عينيك تقولان شيئا أخر فردت قائلة وهل العيون تتحدث هى الأخرى فقال وهو يمد يده على ظهرها نعم وتتحدث أفصح من اللسان إنها مرآة القلب وليست عينك وحدها التى تقول بل جسدك كله يعبر عن حركات غير متوافقة رأسك تهتز ويديك ترتعشان وباقى جسمك يترنح فاصدقينى القول فقد عهدتك صادقة فردت والدموع قد انسابت علىوجهها ماذا أقول لك ؟رد وهو يتصنع الهدوء افصحى يا وفاء فإنى راض بحكم الله فقالت وهى تدس وجهها فى كفيها مرض جديد على مرض قديم رد قائلا الحمد لله ما هو المرض فردت وهى تهز كتفيه السكر السكر فقال وهو يبتسم قولى حسبى الله ونعم الوكيل فردت بنواح كيف ستتحمل هذا الألم فقال وهو يربت على ظهرها الصبر مفتاح الفرج فردت بحزن وصوات واه أين هو الفرج ؟فرد وهو يتذرع بالصبر ألم تسمعى هذا القول :
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استوثقت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وأنا أريد الفرج راحة أبدية فردت بفزع أتعنى الموت فقال نعم
فقالت وهى تصرخ وابنك لمن تتركه أإلى قريب يتجهمه أم لبعيد يهينه فرد وهو لا يعبأ بكلامها لقد كنت أكره الموت وأنا صغير وأحيانا وأنا فى هذا المرض فأنا أحبه وأطلبه لكنى لا أجده إنه يهرب منى ويسخر منى أما ابننا فحسبك وحسبه الله فهو نعم المولى ونعم النصير فقالت أنت تهذى غير مقدر لما تقول فرد وهو يهز وأسه بل أنا فى أحسن حالاتى فردت إنى لا أتصور الحياة بدونك أنت حياتى أنا كالمركب التى بلا قائد فهى جماد لا يتحرك وأنت قائدى تحركنى وترشدنى وتتحكم فى حركتى إن الحياة بدونك ستكون سوداء والطعام سيكون حنظلا والشراب سيكون صديدا سأكون فى عذاب بدونك أتسمع فرتل قوله تعالى "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام "وعند هذا ارتاحت أنفسهما .
تعجب حسنين من نفسه قائلا عجبا لك أيها الرجل تفكر فى المتع وقد شبعت منها حتى الغرق ثم تفكر فى كراهية الموت وقد عشت حتى فنت أجيال من قبلك ومن بعدك وقد عشت حتى مللت الحياة ولكن هذا الطفل الذى أتى بعد العجز هل يعيش من غير أب بل عدم وجودك كوجودك الآن يتساويان فلا أنت تستطيع أن تربيه أو تأمره أو تفعل معه شيئا لكن لو أن الله يعطينى فضلا من قوة حتى أبلغه مرحلة الأمان لكن لو هذه كما يتندر البعض معلقة بين السماء والأرض فلا هى طائلة الأرض أو السماء ورحم الله القائل :
ليت وهل تنفع ليت ليت شباب بوع فاشتريت
اشتدت وطأة المرض على حسنين فقد حك ذات ليلة جلد رجليه فإذا هو جرح صغير ظل يكبر ويتسع بمرور الأيام وقد ظنت وفاء أنه خدش لا يحتاج سوى لبعض المطهرات حتى يعاود حالته الأولى فلما اتسع ذهبت إلى أحد حلاقي الصحة الذى ظل يعالجه شهرا ولم يفد العلاج شيئا بل أضر بالجرح وجعله يتسع ويتعمق حتى ظهر عظم رجل حسنين ووجدت وفاء الأمر خرج عن العادى فاستدعت الطبيب الذى لامها على استقدامها الحلاق فهو ليس بعالم هل هذا جرح عادى أم ماذا وصرح لها بحقيقة الأمر وهو مرض السكر ثم كتب لها الأدوية وانصرف
أحس حسنين أن الأمر جلل فحدث وفاء قائلا ماذا قال الحكيم فردت وهى تبتسم جرح عادى أخطأ الحلاق علاجه فاسترسل حسنين فى التفكير قائلا لدى شعور أنه ليس كذلك فردت وهى تتصنع التبسم أى مريض لديه شعور بالخوف من المرض فنظر حسنين لعينيها قائلا عينيك تقولان شيئا أخر فردت قائلة وهل العيون تتحدث هى الأخرى فقال وهو يمد يده على ظهرها نعم وتتحدث أفصح من اللسان إنها مرآة القلب وليست عينك وحدها التى تقول بل جسدك كله يعبر عن حركات غير متوافقة رأسك تهتز ويديك ترتعشان وباقى جسمك يترنح فاصدقينى القول فقد عهدتك صادقة فردت والدموع قد انسابت علىوجهها ماذا أقول لك ؟رد وهو يتصنع الهدوء افصحى يا وفاء فإنى راض بحكم الله فقالت وهى تدس وجهها فى كفيها مرض جديد على مرض قديم رد قائلا الحمد لله ما هو المرض فردت وهى تهز كتفيه السكر السكر فقال وهو يبتسم قولى حسبى الله ونعم الوكيل فردت بنواح كيف ستتحمل هذا الألم فقال وهو يربت على ظهرها الصبر مفتاح الفرج فردت بحزن وصوات واه أين هو الفرج ؟فرد وهو يتذرع بالصبر ألم تسمعى هذا القول :
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استوثقت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وأنا أريد الفرج راحة أبدية فردت بفزع أتعنى الموت فقال نعم
فقالت وهى تصرخ وابنك لمن تتركه أإلى قريب يتجهمه أم لبعيد يهينه فرد وهو لا يعبأ بكلامها لقد كنت أكره الموت وأنا صغير وأحيانا وأنا فى هذا المرض فأنا أحبه وأطلبه لكنى لا أجده إنه يهرب منى ويسخر منى أما ابننا فحسبك وحسبه الله فهو نعم المولى ونعم النصير فقالت أنت تهذى غير مقدر لما تقول فرد وهو يهز وأسه بل أنا فى أحسن حالاتى فردت إنى لا أتصور الحياة بدونك أنت حياتى أنا كالمركب التى بلا قائد فهى جماد لا يتحرك وأنت قائدى تحركنى وترشدنى وتتحكم فى حركتى إن الحياة بدونك ستكون سوداء والطعام سيكون حنظلا والشراب سيكون صديدا سأكون فى عذاب بدونك أتسمع فرتل قوله تعالى "كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام "وعند هذا ارتاحت أنفسهما .