قراءة فى بحث رجــل فى القرآن الكريم
الكتاب يبدو أن مؤلفه من مصر لأن اللغة الدراجة فيه لغة أهل مصر وهو ينتقد مقولة تقول أن كلمة رجل ما وردت فى كتاب الله إلا فى موقف مدح للرجل أو للرجال وقد حاول الرجال ان يصل إلى سبب شيوع هذا المقولة فقال:
" وبعد ..
فهذا مبحث مجمل عن كلمة " رجل " فى القرآن الكريم والذى دعانا إلى هذا المبحث اللغوى أنه شاع بين بعض المسلمين أن كلمة "رجل" ما وردت فى القرآن الكريم إلا مقترنة بموقف محمود .
( ولعلهم أخذوا هذا المعنى من بعض آيات من كتاب الله سبحانه ورد فيها مواقف محمودة للرجال ومن أمثلة ذلك الآيات التالية :
1- { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } سورة المائدة آية 23.
2- { لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } سورة التوبة آية 108.
3- { رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ } سورة النور آية 37 .
4- { وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ } سورة القصص آية 20 .
5- { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } سورة الأحزاب آية 23 .
6- { وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ } سورة يس آية 20 .
وكلها آيات تشير إلى مواقف محمودة للرجال . ولو كانت هذه الآيات التى سبق ذكرها هى التى وردت فقط فى كتاب الله سبحانه لسلمنا لهم بذلك ."
هذه الآيات ما قاله المؤلف فى سبب شيوع أن الكلمة أتت فى مواقف محمودة لبعض الرجال
وأما أدلته على بطلان تلك المقولة فهو ورود الكلمة فى آيات كثيرة فى مواقف ذم فقال :
"( ولكن هناك آيات تدل على بعض المواقف المذمومة واليك الآيات التى ورد ذكرها فى ذلك :-
1- { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } سورة الأعراف 81 .
2- { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا } سورة الكهف آية 32 ."
الآية الثانية فيهما رجلين رجل له موقف محمود وهو الذى قال للمذموم " أكفرت بالذى خلق من تراب ثم سواك رجلا لكن هو الله ربى"
وقال :
3- {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } سورة النمل آية 55 .
4- {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } سورة العنكبوت آية 29 .
5- { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } سورة الجن آية 6 ."
وزعم الرجل أن البعض قال مقولة مخالفة وهى أن كلمة رجل أو رجال لم تأت إلا فى مواقف سواء محمودة أو مرذولة فقال :
( وهناك من قال أن الرجل ما ذكر فى القرآن الا مقترن بموقف محمود أو مذموم وهذا الكلام غير مسلم لمن قاله وهناك طائفة من الآيات أتت على هذا الرأى بالكلية :-
1- { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } سورة الأعراف 81 .
- فأى موقف لرجل ...) ( يعلوه رجل آخر .. ؟
وتكفينا الآية السابقة إثباتا لذلك ، ولكن نسوق أمثلة لآيات أخرى تدلل على عدم وجود مواقف مقترنة بالرجولة:-
2- { وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } سورة النحل آية 76 .
- فأى موقف لهذا الرجل الذى وصفه القرآن بأنه لا يقدر على شئ ؟
3- { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء .. } سورة النور آية 31 .
- فأى موقف لهذا الرجل التابع لا المتبوع الذى حتى لا حاجة له فى النساء ؟
4- { .. وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ .. } سورة النساء آية 12 .
- فأى موقف لهذا الرجل المبهم الذى لم يذكره القرآن إلا أنه ترك لورثته ثروة مالية ؟
5- { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } سورة الأعراف آية 46
- فأى موقف لهؤلاء الرجال الذين تركوا على الأعراف لا هم الى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ؟"
والخطأ فى الاستدلال هنا هو أن رجال الأعراف ليسوا مسلمين ولا كفار ولكنهم مسلمون موقفهم كما قال الله أنهم اقسموا على دخول بعض الناس النار وفى هذا قال تعالى :
" أهؤلاء الذين أقسمتم الله لا ينالهم برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون"
ثم قال :
6- { وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ } سورة القصص آية 15 .
- فأى موقف لهذين الرجلين فى قتالهما ؟"
بالقطع قتال الرجلين يدل إما على أنها سيئا الخلق أو أو أنهم أحدهما رجل سوء فالقتال فهناك موقف أساسا ويبدو أن كل منهما متعصب لشيعته
وقال :
7- { لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا } سورة النساء آية 7 .
- فأى موقف لهؤلاء وليس لهم من فضل إلا أن الله ساق لهم رزقا عن طريق الميراث ؟"
الآية ليست فى مجال المواقف وإنما فى مجال الحكم الإلهى ومن ثم فهى ليست فى وصف مواقف
ثم استدل بما فى كتب اللغة على فساد المقولات السابقة فقال :
"ملحوظة 1:
ثم من الذى وضع هذه القاعدة ؟!
? لقد رجعنا إلى كتب للغة من قديم وحديث فلم نجد من أشار إلى هذا المعنى :-
* ففى القديم : جاء فى لسان العرب لابن منظور :-
رجل : الرجل : معروف الذكر من نوع الإنسان خلاف المرأة ، وقيل إنما يكون رجلا فوق الغلام ، وذلك إذا احتلم وشب ، وقيل هو رجل ساعة تلده أمه إلى ما بعد ذلك ,
ثم تابع المعجم معانى الكلمة ولم يذكر شيئا كهذا .
* وفى الحديث : جاء فى معجم ألفاظ القرآن الكريم ( إعداد مجمع اللغة العربية ج1 ) :-
الرجل : الذكر من نوع الإنسان وقد يطلق على الذكر من الجنى أيضا وجمعه رجال .
ثم تابع المعجم معانى الكلمة ولم يذكر شيئا كهذا .
? وإذا رجعنا إلى كتب التفاسير فلا أعرف من جعل منها قاعدة كهذه ."
وحاول الرجل الاستدلال بما يدور فى حياتنا اليومية على معنى كلمة رجل أو راجل من خلال ما يسمى بالعامية المصرية فقال :
" هذا ولو أخذنا هذا الموضوع من معناه الشائع بين الناس اليوم لوجدناهم يقولون أمثلة لذلك :-
- فيقولون على الرجل الشجاع أو رجل المواقف الطيبة " ده واد راجل " أو يشير بيده قائلا : " ده راجل "
- ويقولونها مقابلة للمرأة فيقول : " حد سأل علىّ وأنا غايب فيردون عليه : راجل " وقد يلتبس الأمر عليهم فيقولون اللى قابلنا من شوية راجل ولا مرأة ؟ فيردون عليه: راجل .
- وقد تطلق على الرجل الضعيف الهمل الذى لا وزن له فيقولون : "ضل راجل ولا ضل حيطة " ، أو " أهو راجل والسلام "
- وقد تطلق على الرجل السيئ فيقولون : " دا راجل ابن كلب " ، أو "دا راجل ضلالى " .
و الصواب والله أعلم"
وانتهى الرجل إلى أن الكمة تدور حسب السياق فى القرآن ومن ثم وردت فى مواقف سيئة وأخرى حسنة وأحيانا وردت أحكام تحرم أو تحلل وفى هذا قال :
"أن كلمة رجل كلمة عامة تعنى فى القرآن ما عناه أهل اللغة . وتفهم تبعا للسياق القرآنى
* فإن اقترنت بالصلاح والإيمان حمدوا على ذلك ونحن مأمورون بأن نقتدى بهم كقول الله سبحانه :
{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } سورة الأحزاب آية 23 .
3- { رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ } سورة النور آية 37 .
* وإن اقترنت بالكفر والجحود والخسة ذموا على ذلك ونحن منهيون عن الإقتداء بهم :
1- { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } سورة الأعراف 81 .
2- { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا } سورة الكهف آية 32 .
3- {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } سورة النمل آية 55 ."
وذكر المؤلف كلمة أخرى وهى ذكر فقال أن البعض زعم أنهم لم ترد فى إطار مواقف حسنة أو سيئة وإنما وردت فى أحكام وما شابهها واستدل ببعض الآيات على رأيه فقال :
"ملحوظة 2
قيل أن كلمة "ذكر" جاءت بدون مواقف فى القرآن وهذا أيضا غير مسلم لهم والا أين نذهب بهذه الآيات :-
1- {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } سورة آل عمران آية 195 .
2- {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا } سورة النساء آية 124 .
3- { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } سورة النحل آية 97 .
4- { مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } سورة غافر آية 40 .
فهى مواقف لأناس آمنوا بالله سبحانه وعملوا الصالحات ، بل منهم من هاجر فى سبيل دينه ، ومنهم من أخرج عنوة من دياره ، ومنهم من أُوذى من أجل دعوته ، ومنهم من ارتفعت نفسه حتى قاتل فى سبيل الله ، بل منهم من استشهد فى سبيل الله . ألا تكون كل هذه مواقف مشرقة سلط القرآن الكريم الضوء عليه وجعلها مثالا يُحتذى لكل من يريد أن يرتفع بنفسه !"
وحاول المؤلف أن يعلل مقولة بعضهم بذكر جاءت كلمة رجل فى بعض الآيات ولم تأت كلمة ذكر فقال :
"ملحوظة 3 :
وقد يقول قائل لماذا جاءت كلمة رجل فى بعض الآيات ولم تأت كلمة ذكر ؟
والجواب - والله أعلم - :-
أن الله { لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }2، وكل كلمة فى القرآن لو بدلت مكانها كلمة أخرى حتى لو كانت من مرادفاتها اللغوية لاختل المعنى وصدق الله الذى وصف كتابه فى سورة فصلت بقوله : { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }3 . ويمكن لسائل أن يسأل ضد هذا السؤال فى الآيات السابقة عن الذكر والأنثى فيقول : لماذا جاءت كلمة ذكر ولم تأت كلمة رجل ؟ والجواب ما سبق والله أعلم .
هذا .. وما أجمل أن يتدارس المسلمون كتاب ربهم ويتعايشون معه فى روح من الألفة يعلوها البحث العلمى الدقيق وتحدوها روح الأخوة والتناصح وقد كان الصحابة يتعاملون مع كتاب الله بهذه الصورة فها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقف ليرغب الناس فى عدم غلاء مهور النساء فذكرته امرأة بقول الله سبحانه
{ وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً 20} سورة النساء آية 20 .
فقال بروح علمية عالية : ( أصابت المرأة وأخطأ عمر ) . وفى رواية : (كل الناس أفقه منك يا عمر ) .
بل كان الصحابة والتابعون يضربون أكباد الإبل شهورا للبحث عن معنى آية أو حديث .
والآن وقد تقدمت العلوم الحديثة ووسائل التكنولوجيا مثل الكمبيوتر حتى أن الباحث في القرآن أو فى السنة النبوية ليكتب لفظا ليبحث عنه فإذا به يقف على جميع الآيات أو الأحاديث التى وردت فيها هذه اللفظة فيستطيع أن ينظر إلى الموضوع من جوانبه المختلفة حتى لا يأخذ ببعض القرآن ويترك بعضه وكذا فى السنة النبوية .
هذا وقد بحثت هذه الكلمة ووصلت إلى الخلاصة السابقة ولو تبين لى من البحث غير ذلك لما كتمته . وقد كانت فرصة طيبة عشت فيها مع كتاب الله أولا ومعاجم اللغة ثانيا ، ولا شك أننى لجأت إلى كتب التفاسير للرجوع إلى معانى الآيات وأسباب نزولها."
ومما سبق انتهى المؤلف إلى نتيجة ملخصها:
أن محاولة إيجاد سبب لذكر كلمة أو عدم ذكر أخرى عبث ومن ثم فالبشر لا يجب أن يسألوا تلك الأسئلة لأن الوحيد الذى يملك الإجابة هو الله
الكتاب يبدو أن مؤلفه من مصر لأن اللغة الدراجة فيه لغة أهل مصر وهو ينتقد مقولة تقول أن كلمة رجل ما وردت فى كتاب الله إلا فى موقف مدح للرجل أو للرجال وقد حاول الرجال ان يصل إلى سبب شيوع هذا المقولة فقال:
" وبعد ..
فهذا مبحث مجمل عن كلمة " رجل " فى القرآن الكريم والذى دعانا إلى هذا المبحث اللغوى أنه شاع بين بعض المسلمين أن كلمة "رجل" ما وردت فى القرآن الكريم إلا مقترنة بموقف محمود .
( ولعلهم أخذوا هذا المعنى من بعض آيات من كتاب الله سبحانه ورد فيها مواقف محمودة للرجال ومن أمثلة ذلك الآيات التالية :
1- { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } سورة المائدة آية 23.
2- { لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } سورة التوبة آية 108.
3- { رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ } سورة النور آية 37 .
4- { وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ } سورة القصص آية 20 .
5- { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } سورة الأحزاب آية 23 .
6- { وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ } سورة يس آية 20 .
وكلها آيات تشير إلى مواقف محمودة للرجال . ولو كانت هذه الآيات التى سبق ذكرها هى التى وردت فقط فى كتاب الله سبحانه لسلمنا لهم بذلك ."
هذه الآيات ما قاله المؤلف فى سبب شيوع أن الكلمة أتت فى مواقف محمودة لبعض الرجال
وأما أدلته على بطلان تلك المقولة فهو ورود الكلمة فى آيات كثيرة فى مواقف ذم فقال :
"( ولكن هناك آيات تدل على بعض المواقف المذمومة واليك الآيات التى ورد ذكرها فى ذلك :-
1- { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } سورة الأعراف 81 .
2- { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا } سورة الكهف آية 32 ."
الآية الثانية فيهما رجلين رجل له موقف محمود وهو الذى قال للمذموم " أكفرت بالذى خلق من تراب ثم سواك رجلا لكن هو الله ربى"
وقال :
3- {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } سورة النمل آية 55 .
4- {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ } سورة العنكبوت آية 29 .
5- { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } سورة الجن آية 6 ."
وزعم الرجل أن البعض قال مقولة مخالفة وهى أن كلمة رجل أو رجال لم تأت إلا فى مواقف سواء محمودة أو مرذولة فقال :
( وهناك من قال أن الرجل ما ذكر فى القرآن الا مقترن بموقف محمود أو مذموم وهذا الكلام غير مسلم لمن قاله وهناك طائفة من الآيات أتت على هذا الرأى بالكلية :-
1- { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } سورة الأعراف 81 .
- فأى موقف لرجل ...) ( يعلوه رجل آخر .. ؟
وتكفينا الآية السابقة إثباتا لذلك ، ولكن نسوق أمثلة لآيات أخرى تدلل على عدم وجود مواقف مقترنة بالرجولة:-
2- { وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } سورة النحل آية 76 .
- فأى موقف لهذا الرجل الذى وصفه القرآن بأنه لا يقدر على شئ ؟
3- { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء .. } سورة النور آية 31 .
- فأى موقف لهذا الرجل التابع لا المتبوع الذى حتى لا حاجة له فى النساء ؟
4- { .. وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ .. } سورة النساء آية 12 .
- فأى موقف لهذا الرجل المبهم الذى لم يذكره القرآن إلا أنه ترك لورثته ثروة مالية ؟
5- { وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } سورة الأعراف آية 46
- فأى موقف لهؤلاء الرجال الذين تركوا على الأعراف لا هم الى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ؟"
والخطأ فى الاستدلال هنا هو أن رجال الأعراف ليسوا مسلمين ولا كفار ولكنهم مسلمون موقفهم كما قال الله أنهم اقسموا على دخول بعض الناس النار وفى هذا قال تعالى :
" أهؤلاء الذين أقسمتم الله لا ينالهم برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون"
ثم قال :
6- { وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ } سورة القصص آية 15 .
- فأى موقف لهذين الرجلين فى قتالهما ؟"
بالقطع قتال الرجلين يدل إما على أنها سيئا الخلق أو أو أنهم أحدهما رجل سوء فالقتال فهناك موقف أساسا ويبدو أن كل منهما متعصب لشيعته
وقال :
7- { لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا } سورة النساء آية 7 .
- فأى موقف لهؤلاء وليس لهم من فضل إلا أن الله ساق لهم رزقا عن طريق الميراث ؟"
الآية ليست فى مجال المواقف وإنما فى مجال الحكم الإلهى ومن ثم فهى ليست فى وصف مواقف
ثم استدل بما فى كتب اللغة على فساد المقولات السابقة فقال :
"ملحوظة 1:
ثم من الذى وضع هذه القاعدة ؟!
? لقد رجعنا إلى كتب للغة من قديم وحديث فلم نجد من أشار إلى هذا المعنى :-
* ففى القديم : جاء فى لسان العرب لابن منظور :-
رجل : الرجل : معروف الذكر من نوع الإنسان خلاف المرأة ، وقيل إنما يكون رجلا فوق الغلام ، وذلك إذا احتلم وشب ، وقيل هو رجل ساعة تلده أمه إلى ما بعد ذلك ,
ثم تابع المعجم معانى الكلمة ولم يذكر شيئا كهذا .
* وفى الحديث : جاء فى معجم ألفاظ القرآن الكريم ( إعداد مجمع اللغة العربية ج1 ) :-
الرجل : الذكر من نوع الإنسان وقد يطلق على الذكر من الجنى أيضا وجمعه رجال .
ثم تابع المعجم معانى الكلمة ولم يذكر شيئا كهذا .
? وإذا رجعنا إلى كتب التفاسير فلا أعرف من جعل منها قاعدة كهذه ."
وحاول الرجل الاستدلال بما يدور فى حياتنا اليومية على معنى كلمة رجل أو راجل من خلال ما يسمى بالعامية المصرية فقال :
" هذا ولو أخذنا هذا الموضوع من معناه الشائع بين الناس اليوم لوجدناهم يقولون أمثلة لذلك :-
- فيقولون على الرجل الشجاع أو رجل المواقف الطيبة " ده واد راجل " أو يشير بيده قائلا : " ده راجل "
- ويقولونها مقابلة للمرأة فيقول : " حد سأل علىّ وأنا غايب فيردون عليه : راجل " وقد يلتبس الأمر عليهم فيقولون اللى قابلنا من شوية راجل ولا مرأة ؟ فيردون عليه: راجل .
- وقد تطلق على الرجل الضعيف الهمل الذى لا وزن له فيقولون : "ضل راجل ولا ضل حيطة " ، أو " أهو راجل والسلام "
- وقد تطلق على الرجل السيئ فيقولون : " دا راجل ابن كلب " ، أو "دا راجل ضلالى " .
و الصواب والله أعلم"
وانتهى الرجل إلى أن الكمة تدور حسب السياق فى القرآن ومن ثم وردت فى مواقف سيئة وأخرى حسنة وأحيانا وردت أحكام تحرم أو تحلل وفى هذا قال :
"أن كلمة رجل كلمة عامة تعنى فى القرآن ما عناه أهل اللغة . وتفهم تبعا للسياق القرآنى
* فإن اقترنت بالصلاح والإيمان حمدوا على ذلك ونحن مأمورون بأن نقتدى بهم كقول الله سبحانه :
{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } سورة الأحزاب آية 23 .
3- { رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ } سورة النور آية 37 .
* وإن اقترنت بالكفر والجحود والخسة ذموا على ذلك ونحن منهيون عن الإقتداء بهم :
1- { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } سورة الأعراف 81 .
2- { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا } سورة الكهف آية 32 .
3- {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } سورة النمل آية 55 ."
وذكر المؤلف كلمة أخرى وهى ذكر فقال أن البعض زعم أنهم لم ترد فى إطار مواقف حسنة أو سيئة وإنما وردت فى أحكام وما شابهها واستدل ببعض الآيات على رأيه فقال :
"ملحوظة 2
قيل أن كلمة "ذكر" جاءت بدون مواقف فى القرآن وهذا أيضا غير مسلم لهم والا أين نذهب بهذه الآيات :-
1- {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ } سورة آل عمران آية 195 .
2- {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا } سورة النساء آية 124 .
3- { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } سورة النحل آية 97 .
4- { مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } سورة غافر آية 40 .
فهى مواقف لأناس آمنوا بالله سبحانه وعملوا الصالحات ، بل منهم من هاجر فى سبيل دينه ، ومنهم من أخرج عنوة من دياره ، ومنهم من أُوذى من أجل دعوته ، ومنهم من ارتفعت نفسه حتى قاتل فى سبيل الله ، بل منهم من استشهد فى سبيل الله . ألا تكون كل هذه مواقف مشرقة سلط القرآن الكريم الضوء عليه وجعلها مثالا يُحتذى لكل من يريد أن يرتفع بنفسه !"
وحاول المؤلف أن يعلل مقولة بعضهم بذكر جاءت كلمة رجل فى بعض الآيات ولم تأت كلمة ذكر فقال :
"ملحوظة 3 :
وقد يقول قائل لماذا جاءت كلمة رجل فى بعض الآيات ولم تأت كلمة ذكر ؟
والجواب - والله أعلم - :-
أن الله { لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }2، وكل كلمة فى القرآن لو بدلت مكانها كلمة أخرى حتى لو كانت من مرادفاتها اللغوية لاختل المعنى وصدق الله الذى وصف كتابه فى سورة فصلت بقوله : { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }3 . ويمكن لسائل أن يسأل ضد هذا السؤال فى الآيات السابقة عن الذكر والأنثى فيقول : لماذا جاءت كلمة ذكر ولم تأت كلمة رجل ؟ والجواب ما سبق والله أعلم .
هذا .. وما أجمل أن يتدارس المسلمون كتاب ربهم ويتعايشون معه فى روح من الألفة يعلوها البحث العلمى الدقيق وتحدوها روح الأخوة والتناصح وقد كان الصحابة يتعاملون مع كتاب الله بهذه الصورة فها هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقف ليرغب الناس فى عدم غلاء مهور النساء فذكرته امرأة بقول الله سبحانه
{ وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً 20} سورة النساء آية 20 .
فقال بروح علمية عالية : ( أصابت المرأة وأخطأ عمر ) . وفى رواية : (كل الناس أفقه منك يا عمر ) .
بل كان الصحابة والتابعون يضربون أكباد الإبل شهورا للبحث عن معنى آية أو حديث .
والآن وقد تقدمت العلوم الحديثة ووسائل التكنولوجيا مثل الكمبيوتر حتى أن الباحث في القرآن أو فى السنة النبوية ليكتب لفظا ليبحث عنه فإذا به يقف على جميع الآيات أو الأحاديث التى وردت فيها هذه اللفظة فيستطيع أن ينظر إلى الموضوع من جوانبه المختلفة حتى لا يأخذ ببعض القرآن ويترك بعضه وكذا فى السنة النبوية .
هذا وقد بحثت هذه الكلمة ووصلت إلى الخلاصة السابقة ولو تبين لى من البحث غير ذلك لما كتمته . وقد كانت فرصة طيبة عشت فيها مع كتاب الله أولا ومعاجم اللغة ثانيا ، ولا شك أننى لجأت إلى كتب التفاسير للرجوع إلى معانى الآيات وأسباب نزولها."
ومما سبق انتهى المؤلف إلى نتيجة ملخصها:
أن محاولة إيجاد سبب لذكر كلمة أو عدم ذكر أخرى عبث ومن ثم فالبشر لا يجب أن يسألوا تلك الأسئلة لأن الوحيد الذى يملك الإجابة هو الله