نقد كتاب السفر إلى الماضي
الكتاب فى مكتبة الإكسير الشاملة بدون مؤلف وبالبحث عنه فى الشبكة العنكبوتية وجدته منشور فى موقع عبد الله الكحيل وفى نهاية الكتاب وجدت ملاحظة عن تحميل كتاب يسمى فى ظلال الملكوت مؤلفه أنيس الراوى
بداية من اختار العنوان اختار أن يكذب على الناس فلا يوجد سفر للماضى فقد نفى الله وجود النبى الأخير (ص) فى عهد موسى (ص) عدة مرات فقال:
"وما كنت ثاويا فى أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين"
وقال :
" وما كنت بجانب الطور إذ نادينا"
ومن ثم لا يوجد سفر إلى الماضى وقد استهل المؤلف الحديث بأن العلم الحديث هو دليل على صدق القرآن فى مشاهدة الناس يوم القيامة أعمالهم فى الماضى وهو استدلال صحيح ولكن العنوان الخادع لا ينفع فى الدعوة وفى هذا قال :
"نعيش مع معنى جديد لقوله تعالى: (ووجدوا ما عملوا حاضرا) لنتعرف على إمكانية رؤية الماضي ....
في هذه المقالة نتعرف على حقيقة مهمة في القرآن وهي أن كل واحد منا سيرى أعماله يوم القيامة حاضرة، وهذه الحقيقة قد أنكرها الملحدون من قبل، وسوف نرى كيف يأتي العلم الحديث ليؤكد إمكانية رؤية الماضي ولكن لا يمكن تغييره ... فما أكثر الاعتراضات التي قدمها المشركون وأنكروا من خلالها يوم القيامة ولم يتخيلوا كيف سيبعثهم الله بعد أن أصبحوا ترابا، ولم يتخيلوا كيف سيحاسبهم على أعمالهم، بل كيف سيرون أعمالهم!"
يتحدث المؤلف غت يوم القيامة والعمل فيقول:
"إن القرآن الكريم هو كتاب الحقائق، فكل آية من آياته تتضمن حقيقة علمية لا بد أن نكتشفها بشرط أن نتدبرها ونتأملها ونتفكر فيها. ومن هذه الآيات قوله تعالى (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا)
إن الذي لفت انتباهي أن الآية تتحدث عن يوم القيامة، أي عن حدث سيقع في المستقبل، ومع ذلك نجد أن صيغة الأفعال جاءت في الماضي (ووضع الكتاب)، (ووجدوا ما عملوا حاضرا)، فهذه أفعال تمت في الماضي مع أن الحديث عن يوم القيامة، فما هو السر؟
بعد تفكير طويل وجدت بأن القرآن هو كتاب الحقائق المطلقة، ولذلك فهو يتحدث عن أشياء مطلقة، فالزمن بالنسبة لنا نحن البشر ينقسم إلى ماض ومستقبل، أما بالنسبة لله تعالى وهو خالق الزمن فلا وجود للماضي أو المستقبل، بل إن الله تعالى يرى الماضي والمستقبل، كيف لا يراهما وهو خالقهما؟
ولذلك عندما يقول القرآن (ووضع الكتاب) فهذا يعني أن هذا الأمر قد وقع فعلا ولكننا لم نعش هذه اللحظات بعد، وعندما يقول القرآن (ووجدوا ما عملوا حاضرا) فهذا يعني أن الكافر سيعيش هذه اللحظات بل هو قد عاشها، ولكنه لا يعلم ذلك"
الكلام هنا خاطىء فالرجل لم يفهم أن ما نسميه القدر معروف لله قبل البرأ وهو الخلق وفى هذا قال تعالى :
"ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها"
فالتقدير هو وضع الكتاب ومن ثم فالحداث لم تحدث من قبل وإنما الحادث من قبل هو علم الله المكتوب فى الكتاب قبل وقوعه
ويستمر الرجل فى إثبات ما يظنه أنه حقيقة وهو وهم فيقول:
"والسؤال: هل يوجد إثبات علمي على صدق هذا الكلام؟
يتحدث العلماء اليوم عن إمكانية السفر إلى الماضي\ فالنظرية النسبية التي وضعها آينشتاين في مطلع القرن العشرين تؤكد بأن الزمن لا يسير بلمح البصر إنما يسير بسرعة كونية هي سرعة الضوء، وهي 300 ألف كيلو مترا في الثانية، وهذه أقصى سرعة حقيقية يمكن الوصول إليها.
عندما تصل سرعة أي جسم إلى هذه السرعة الكونية سوف يتوقف عندها الزمن، أي أننا نعيش اللحظة الحاضرة فقط، فلا نرى الماضي ولا المستقبل. ولكن عندما نسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء فإننا نستطيع رؤية الماضي، وهذا ما يؤكده العلماء اليوم.
ولذلك يمكن للإنسان أن يرى أعماله الماضية ولكنه لا يستطيع أن يغيرها! وسبحان الله! يأتي القرآن ليتحدث بكل دقة عن هذه الحقيقة فيقول: (ووجدوا ما عملوا حاضرا) أي أن كل إنسان سوف يرى أعماله وكأنها تحدث في اللحظة الحاضرة، ولكنه لا يستطيع أن يغيرها، وهذا ما يقوله العلماء اليوم عندما يتحدثون عن السفر إلى الماضي، بأن الإنسان يستطيع أن يرى الماضي ولكنه لا يستطيع أن يغيره"
كالعادة فى الكثير من المؤلفات التى تبحث فيما يسمونه الإعجاز العلمى زورا يعتمد القوم على نظريات وليس حقائق لاثبات وجهة نظرهم فيما يستنتجونه من أوهام
ومع هذا نجد اعترافا صريحا بالقول عن النسبية نظرية فيقول:
"ما هي النظرية النسبية؟
معظمنا يسمع بالنظرية النسبية ولكن قد نجد عددا كبيرا لا يعلم ما هي هذه النظرية؟ باختصار شديد إن كل شيء في هذا الكون هو نسبي، فنحن مثلا نعيش على أرض نراها ثابتة ولكنها في الحقيقة تدور بسرعة كبيرة حول محورها، وتدور بسرعة أكبر حول الشمس. وتنجرف بسرعة مذهلة مع المجموعة الشمسية، والمجموعة الشمسية بما فيها الأرض ونحن، تجري بسرعة عالية مع المجرة باتجاه محدد قد رسمه الله لها. والمجرة تسير أيضا مع مجموعة المجرات المحيطة بسرعة كبيرة .... وهكذا عدد من الحركات لا ندركها ولا نراها، ولكن العلم كشفها لنا."
المؤلف هنا إما مجنون وإما يصطنع الجنون فى العبارة الخيرة فكيف لا ندرك ولا نرى ومع هذا العلم كشف الحركات دون إدراك أو رؤية فإن قلنا أن الرؤية معدومة فالإدراك عن طريق الاستنتاج لا يمكن أن يكون معدوما لأنه طريق وصول الغير مرئى أو مادى
زد على هذا ان الرجل يؤمن يأن الأرض جوء من المجموعة المزعومة التى تسمى الشمسية وهو ما يخالف النص القرآنى" وبنبنا فوقكم سبها شدادا" فالسموات بما فيها من الشمس والقمر والنجوم مبنية فوق الأرض فكيف تكون الأرض جزء منها وهى الأساس ؟
ثم قال :
"إذن ليس هنالك شيء يمكن أن نقيس السرعة بالنسبة له، فكل شيء يتحرك ويسير بمسار محدد ومحسوب، وهذا ما نجد إشارة قرآنية عنه في قوله تعالى: (كل في فلك يسبحون)
إن القوانين التي تحكم حركة الأشياء سوف تتغير عندما تقترب سرعتها من سرعة الضوء، وبالتالي فالقوانين نسبية أيضا وتابعة لسرعة الجسم المتحرك. فلو فرضنا أن مركبة فضائية تمكنت من السير بسرعة قريبة من سرعة الضوء فإن جميع القوانين التي نعرفها ستتغير، وسوف يتباطأ الزمن حتى إن الذي يعيش في هذه المركبة سيعيش طويلا لآلاف السنوات (وهذا خيال علمي طبعا).
هنالك أمر مهم في النظرية النسبية وهو أن أي حادثة تحدث الآن لا يمكن أن نراها بنفس اللحظة، إنما تستغرق زمنا يتعلق ببعدها عنا. فإذا انفجر نجم يبعد عن الأرض ألف سنة ضوئية، إذا انفجر الآن سوف لن نرى هذا الانفجار إلا بعد ألف سنة، وهي المدة اللازمة للضوء ليقطعها من النجم إلى الأرض."
قطعا ما يتحدث الرجل عنه وهم من الأوهام فلا يمكن أن نرى حادثة بعد وقوعها بمدة فهذا وهم من أوهام النظرية وإلا فليذكر هو او غيره حادثة واحدة من ذلك النوع
فالحوادث المزعومة عن موت نجم او ولادة نجم أو انفجار ورؤيته بعد ذلك بعشرات السنين أو مئاتها أو غيرها هو وهم لأن الإثبات الوحيد لذلك محال وهو أن يتواجد إنسان فى لحظة الحدث الأولى ويسجل إنسان أخر فى زمن بعده ما رآه الأول
وهذا محال محال
ثم حدثنا المؤلف حديثا الواهم عن أنواع الزمن فقال:
"أنواع الزمن:
وبناء على ذلك فكل ما نراه هو الزمن الماضي أي أننا لا نرى اللحظة الحاضرة أبدا مادام هنالك زمن يفصلنا عنها ولو كان صغيرا، ولذلك يوم القيامة سوف يختفي هذا القانون ونرى الأشياء حاضرة وكأنها تحدث الآن: (ووجدوا ما عملوا حاضرا).
وحتى نرى اللحظة الحالية يجب أن نسير بسرعة الضوء، أما إذا أردنا أن يعكس الزمن اتجاهه فما علينا إلا أن نسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء لنرى الماضي!
ويكمن رسم المخطط الآتي:
السرعة ... أقل من سرعة الضوء ... تساوي سرعة الضوء ... أكبر من سرعة الضوء
الزمن ... الماضي ... الحاضر ... إعادة رؤية الماضي
إن الله تعالى يرى هذه الأزمنة الثلاثة بنفس اللحظة، ولذلك نجد القرآن غالبا ما يتحدث عن المستقبل بصيغة الماضي! ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: (وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون) ومع أن الآيات تتحدث عن يوم القيامة أي عن الزمن المستقبل، إلا أنها جاءت على صيغة الماضي: (أزلفت، برزت، قيل).
إننا نحن البشر ننتظر حتى تحدث هذه الأشياء، ولكن الله تعالى لا ينتظر بل يرى كل شيء وقد وقع حقيقة، ولذلك يقول تعالى: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون * بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون) مجرة تبعد عنا ملايين السنوات الضوئية، إننا نرى في هذه الصورة شكل المجرة قبل ملايين السنوات، أما شكلها الآن فلا يعلمه إلا الله تعالى، وقد تكون هذه المجرة قد انفجرت وماتت منذ ملايين السنين، ولكننا لا نرى ذلك، لأن الشعاع الضوئي القادم إلينا من هذه المجرة قطع بلايين الكيلو مترات حتى وصل إلى الأرض. ولذلك يؤكد العلماء بأننا لو استطعنا السير بسرعة أكبر من سرعة الضوء سوف نلحق هذا الشعاع الضوئي ونسبقه ونرى الماضي! المرجع eso"
كلام لا يمكن أن يصدقه أى عاقل لكونه محال وهو ما اعترف به فى قوله" أما إذا أردنا أن يعكس الزمن اتجاهه فما علينا إلا أن نسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء لنرى الماضي!"
هل أحد قدر على عمل هذا الوهم؟
قطعا لا
والحديث عن سرعة الضوء هو من ضمن الجنون الذى يزعمه الفيزيائيون فلا يمكن إثبات تلك السرعة بأى طريقة مهما تقدم الإنسان ومهما نقدمت مخترعاته إنها سرعة رياضية بمعنى أنها مسائل رياضية يختترعها الفيزيائيون ليداروا على فشلهم فلا احد يفهم ولا أحد يقدر على الرؤية ولا على القياس وهذا الكلام موجود فى كاب علماء الغرب أنفسهم وهم يعترفون بأن بعضهم لا يفهم اى نظرية لغيره وهو يعمد لمعادلات الرياضيات لزيادة غموض النظريات وكله كما يقال عند العرب صابون
ثم قال :
"القوانين ستتغير يوم القيامة
إن هذا الكلام لا يعني أن الناس سيسيرون بسرعة أكبر من سرعة الضوء يوم القيامة حتى يروا أعمالهم الماضية، إنما سيكون ليوم القيامة قوانينه الخاصة والتي لا ندركها، ولكننا نؤكد أن تحقيق هذا الأمر من الناحية العلمية ممكن.
والدليل على أن يوم القيامة له قوانينه التي تختلف عن قوانين الدنيا قول الحق تعالى: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار) ويقول أيضا: (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)
وبما أن وسيلة الرؤية هي البصر والأشعة الضوئية، فإن رؤية أي حدث يستغرق زمنا كما قلنا، هذا في الدنيا، أما يوم القيامة فالأمر مختلف تماما، لأن القوانين ستتغير وتتبدل وعندها يستطيع الإنسان رؤية أشياء لا يستطيع رؤيتها في الدنيا، وهذا معنى قوله تعالى (فبصرك اليوم حديد)."
كلام لا دليل عليه وبدلا من أن يأخذ الفكرة المعقولة وهى ان القمرات أى المصورات تسجل الأحداث صوتا وصورة ويضع الإنسان كل هذا على الحاسوب فى ملف مضغوط صغير يمكن ان يشغله فيما بعد ويرى ما احداث الماضى ذهب إلى هذا الخبل الذى يعيد لنا مقولة التقمص فى ديانات الهند وغيرها
وحاول الرجل أن يثبت الوهم عن طريف حادثة المعراج فقال:
"معجزة المعراج:
وهنا أيضا نتذكر حادثة المعراج عندما عرج النبي الكريم (ص)إلى السماء ورأى أصحاب النار يعذبون فيها، رآهم رؤية حقيقية، ولكن الكفار أنكروا عليه ذلك فلم تتصور عقولهم المحدودة هذا الأمر.
ولكن العلم اليوم وعلى لسان غير المسلمين يعترفون بإمكانية رؤية أشياء حدثت في الماضي، كما يعترفون بإمكانية رؤية أشياء سوف تحدث في المستقبل، وهنا تتجلى عظمة معجزة المعراج، حيث إن الله تعالى قد جعل العلماء يكتشفون أشياء تؤكد لهم أن رؤية الماضي أو المستقبل علميا أمر صحيح ومنطقي وغير مستبعد.
ولذلك قال تعالى عن هذه المعجزة: (ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى) وهذا يدل على أن النبي الكريم قد رأى المعجزات في السماء ليلة المعراج رؤية حقيقية، بعكس ما يدعي البعض أنه رآها في المنام!والعجيب أن هنالك معجزة علمية في كلمة (المعراج)، فلم يسمها "الصعود" أو الطيران" أو غير ذلك، بل سمى النبي الكريم هذه المعجزة بالمعراج، لأن حركة الأجسام في الفضاء لا يمكن أبدا أن تكون مستقيمة، بل لابد من أن تكون متعرجة، بسبب حقول الجاذبية الكثيفة حول المجرات وتجمعاتها.
ويحضرني في هذا المقام محاولة لبعض المشككين بكتاب الله تعالى، هذه المحاولة أرادوا من خلالها تأليف كتاب يشبه القرآن فظهرت الأخطاء مباشرة حتى في عنوان هذا الكتاب! فقد سموه "الفرقان الحق"، وحسب معاجم اللغة فإن كلمة (الفرقان) تعني الذي يفرق بين الحق والباطل، ولذلك لا يجوز أن نقول "فرقان حق" أو "فرقان باطل" لأن كلمة الفرقان بحد ذاتها تدل على التفريق بين الحق والباطل!
فتأمل أخي القارئ كيف أخطأ هؤلاء حتى في عنوان الكتاب، وهم يمتلكون تقنيات القرن الحادي والعشرين ولديهم العلماء والمال والحاسبات الرقمية، والسؤال: كيف استطاع رجل أمي يعيش في القرن السابع أن يؤلف كتابا ضخما (كما يدعي الملحدون) مثل القرآن ولا يرتكب أي خطأ علمي أو لغوي، لو لم يكن رسول الله؟
توضيح"
الخبل فى الفقرة السابقة قائمى على أساس أن المعراج معجزة والمعجزة لابد أن يراها الناس وأما المعراج فلم يره أحد سوى من قام بالرجلة وهو النبى(ص) ومن ثم لا يمكن أن تكون معجزة للناس فهم لم يروا شىء وإنما الرائى هو النبى(ص) كما قال تعالى :
"لقد رأى من آيات ربه الكبرى"
ولو سلمنا برؤية الرجل لأحداث فى الجنة والنار فهذا ل~أن النعيم والجحيم موجود فى السموات حاليا كما قال تعالى "
"ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة الماوى"
إذا فهو لم ير مستقبلا وإنما راى حقيقة واقعة وهو ما أكده قوله " لقد رأى "
وقد أدرك المؤلف أن وهمه سبب مشكلة وهى العلم بالغيب فقد نفى ان يعلم أحد بالغيب فقال :
"إن المعلومات الواردة في هذه المقالة لا تعني أبدا أن العلماء سيتمكنون من رؤية المستقبل، فإن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى القائل: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)
ولكن العلماء يمكنهم أن يتصوروا أن معرفة الغيب ممكنة، ولكن ليس من الضروري أن يصلوا إليها، تماما كما يمكنهم أن يتصوروا أن رؤية الماضي ممكنة علميا ولكن ليس بالضرورة أن يروا الماضي، ولذلك فإن هذا البحث هو دليل على أن القرآن لا يتحدث عن أشياء غير منطقية، إنما حديث القرآن هو ضمن المنطق العلمي، وهذا دليل على صدق قول الحق تبارك وتعالى عن كتابه: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا) وهنا لابد من وقفة
لو كان النبي الكريم قد جاء بأشياء من عنده إذن كان من الممكن أن يخطئ في تسمية معجزة المعراج، فلماذا سماها المعراج بما يتوافق مع الحقيقة الكونية وهي حركة الأجسام التعرجية في الفضاء؟
لو كان النبي يريد أن يفتري على الله كذبا كما يدعي بعض المشككين، فلماذا ينسب كل شيء في هذا القرآن إلى الله تعالى؟ ولماذا يتحدث عن المستقبل بصيغة الماضي؟ وكيف ضمن أن الناس سيقبلون منه هذا الأسلوب الجديد وغير المألوف؟
ولو كان محمد (ص)يريد أن يكذب على الناس، فكيف علم أنه سيكون خاتم الأنبياء جميعا؟ كيف ضمن أنه لن يأتي بعده نبي لو لم يكن رسول الله حقا؟ وكيف ضمن أن الإسلام سينتشر إلى جميع بقاع الدنيا: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) "
وكما قلت ما قاله المؤلف هو مشكلة تسبب مشكلات أخرى وقد أدرك هو احدها وهو علم الناس بالغيب ولم يدرك المشكلة الأخرى وهى حكاية التقمص وهى ان يعيش الإنسان فى عصور مختلفة فى نفس الوقت وهو مات سبق أن نفاه القرآن بعدم وجود محمد(ص) فى عهد موسى(ص)والمشكلة الأخرى هى تواجد الإنسان بجسده فى مكانين فى وقت واحد وهو محال والموجود حاليا هو وجود صور الإنسان فى أماكن متعددة فى نفس الوقت عبر البث التلفازى أو عبر الشبكة العنكبوتية
المقولة المبنى عليها المقال او الكتاب هى مقولة خاطئة تدخلنا فى مجموعة من المشاكل التى تفسد دين الناس من جهات متعددة
وفى النهاية قدم لنا المؤلف مناقشاته فى الموضوع مع اخرين فقال:
"نسأل الله تعالى أن يجزي عنا خير الجزاء كل من يسهم في تقديم فكرة جديدة يمكن من خلالها تقديم مقالة مفيدة ونافعة، ومن هؤلاء الأخ الكريم "محمد لجين الزين" الذي لفت انتباهنا إلى هذه الفكرة، كما نود أن نطلب من جميع القراء أن يتدبروا القرآن ويحاولوا كتابة مقالات حول عجائب القرآن، أو على الأقل تقديم أفكار نافعة ينالون عليها الأجر والثواب إن شاء الله تعالى، فهو القائل: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله)
تعليق للبروفسور أنيس الراوي:
اخي الحبيب جزاك الله خيرا في ما ترسله الينا من نفحات قرآنيه والخير فيك إن شاء الله دائم ... لقد اطلعت على هذه المقالة التي تتحدث عن حضور اعمالنا يوم القيامه, اسمح لي اضافة ما ذكرته في كتابي "في ظلال الملكوت" في موضوع الاسراء والمعراج إن الله سبحانه وتعالى ان دائم ليس لديه ماض ولا مستقبل وهو حضور مستمر وديمومه ابديه متعال على الزمان والمكان لا يتغير ليس لديه عمر ولا بدايه ولا نهايه لا يكبر ولا يهرم حياة دائمه والزمن عنده صفرا لانه خارج الزمان والمكان وهو صمد وكل ما حوله يضطرب نحن في قيد الزمان والمكان والله في الاطلاق ونحن الان حقيقة نعيش صورة مراة للاخره لانها الحيوان لو كانوا يعلمون ولاننا نتبدل في كل لحظه و تموت فينا بالثانيه الواحده 125 مليون خليه فنحن لسنا حقيقه والحق هو الله وحده ونحن صوره مراة للاخره الحقيقه التي لا يتبدل فيها شيء اطلاقا خلود دائم من دون تغييرعلى الرغم اننا نشعر بوجودنا انيا ولا حاضر لنا لان هذه اللحظه اصبحت ماضيا!! الا اننا الان حقيقة ارضيه دائمة التغير وكلنا الآن امام الله في الجنة واما في النار ولو سار احدنا باسرع من الضوء لرأى الماضي والمستقبل وقد حصل ذلك لسيدنا رسول الله (ص)في اسراءه ومعراجه عندما رأى موسى عليه السلام يصلي في قبره وصلى فيه جماعه مع الانبياء في المسجد الاقصى ورئاه في السماء السادسه حقيقه لانه سار باسرع من الضوء فلم يعد هناك زمن وقيل علميا بانه من يسير بسرعة الضوء يرى الحاضر والماضي والمستقبل ويركب الة الزمن فكيف بمن سار باسرع من الضوء|؟ تصور اثنان يركبان قطارين يسيران بنفس السرعه وينظران من النافذه الى احدهما الاخر فسيكونان كانهما واقفين ولو شاء لاحدهما ان يزيد سرعته فسيكون هو في المستقبل وزميله في الماضي وهنا ستختلف الرؤيه. لهذا الرسول الكريم سبقنا الى المستقبل ورئانا في المستقبل الذي هو صفرا عند الله لان كل شيء حاضر عنده وما مثل الكون في يد الله الا كمثل حبة خردل في يد احدنا ومعلوم حسابيا ان 1 مقسوم على ما لا نهايه يساوي صفرا والجنه لا نهائيه فالحياة فيها دائمه لا موت لا شيب ولا هرم ولا يتبدل فينا شيء سيكون هناك لدينا حضور دائم امام الحضور المطلق الدائم الله عندها سيكون لنا حاضر الذي افتقدناه في الدنيا لان لا يوجد في الدنيا الا الماضي المعلوم والمستقبل المجهول اما الحاضر يعبرنا بأجزاء الثانيه و يصبح ماضيا. وكذلك ولله المثل الاعلى فالجنه في يده والسماوات مطويات بيمينه والارض قبضته!! فالله اكبر من كل شيء!!!! فكل شيء عنده صفر ونحن الان امامه وكل شيء منتهي عنده ونحن الان الفلم الذي يشاهده الخلق وانه كامل الاخراج ... الله اكبر الله أكبر هكذا ينادي بها المؤذن من اجل ان يذكرنا بالحقيقة التي نحن عنها غافلون."
الراوى هنا يركد على خطأ الكحيل وهو كلام يدل على الخبل واخطأ نفسه هو سبق وأن قاله الصوفية عندما قال أحدهم أنه كان فى زمن آدم آدم وفى زمن نوح نوح وفى زمن إبراهيم إبراهيم
الأخطاء يكررها الناس فى كل العصور فلا شىء جديد وهى أخطاء تؤدى بنا إلى خبل فى النهاية والخطأ هنا ينتهى بنا إلى أن كل إنسان ليس مسئول عن عمله لوجوده فى أكثر من مكان واكثر من زمان فعلى أى زمان يتم الحساب وأى منا يستحق العقاب وفى أى قانون يعاقب الإنسان على أعمال لم يعملها بعد
الكتاب فى مكتبة الإكسير الشاملة بدون مؤلف وبالبحث عنه فى الشبكة العنكبوتية وجدته منشور فى موقع عبد الله الكحيل وفى نهاية الكتاب وجدت ملاحظة عن تحميل كتاب يسمى فى ظلال الملكوت مؤلفه أنيس الراوى
بداية من اختار العنوان اختار أن يكذب على الناس فلا يوجد سفر للماضى فقد نفى الله وجود النبى الأخير (ص) فى عهد موسى (ص) عدة مرات فقال:
"وما كنت ثاويا فى أهل مدين تتلوا عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين"
وقال :
" وما كنت بجانب الطور إذ نادينا"
ومن ثم لا يوجد سفر إلى الماضى وقد استهل المؤلف الحديث بأن العلم الحديث هو دليل على صدق القرآن فى مشاهدة الناس يوم القيامة أعمالهم فى الماضى وهو استدلال صحيح ولكن العنوان الخادع لا ينفع فى الدعوة وفى هذا قال :
"نعيش مع معنى جديد لقوله تعالى: (ووجدوا ما عملوا حاضرا) لنتعرف على إمكانية رؤية الماضي ....
في هذه المقالة نتعرف على حقيقة مهمة في القرآن وهي أن كل واحد منا سيرى أعماله يوم القيامة حاضرة، وهذه الحقيقة قد أنكرها الملحدون من قبل، وسوف نرى كيف يأتي العلم الحديث ليؤكد إمكانية رؤية الماضي ولكن لا يمكن تغييره ... فما أكثر الاعتراضات التي قدمها المشركون وأنكروا من خلالها يوم القيامة ولم يتخيلوا كيف سيبعثهم الله بعد أن أصبحوا ترابا، ولم يتخيلوا كيف سيحاسبهم على أعمالهم، بل كيف سيرون أعمالهم!"
يتحدث المؤلف غت يوم القيامة والعمل فيقول:
"إن القرآن الكريم هو كتاب الحقائق، فكل آية من آياته تتضمن حقيقة علمية لا بد أن نكتشفها بشرط أن نتدبرها ونتأملها ونتفكر فيها. ومن هذه الآيات قوله تعالى (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا)
إن الذي لفت انتباهي أن الآية تتحدث عن يوم القيامة، أي عن حدث سيقع في المستقبل، ومع ذلك نجد أن صيغة الأفعال جاءت في الماضي (ووضع الكتاب)، (ووجدوا ما عملوا حاضرا)، فهذه أفعال تمت في الماضي مع أن الحديث عن يوم القيامة، فما هو السر؟
بعد تفكير طويل وجدت بأن القرآن هو كتاب الحقائق المطلقة، ولذلك فهو يتحدث عن أشياء مطلقة، فالزمن بالنسبة لنا نحن البشر ينقسم إلى ماض ومستقبل، أما بالنسبة لله تعالى وهو خالق الزمن فلا وجود للماضي أو المستقبل، بل إن الله تعالى يرى الماضي والمستقبل، كيف لا يراهما وهو خالقهما؟
ولذلك عندما يقول القرآن (ووضع الكتاب) فهذا يعني أن هذا الأمر قد وقع فعلا ولكننا لم نعش هذه اللحظات بعد، وعندما يقول القرآن (ووجدوا ما عملوا حاضرا) فهذا يعني أن الكافر سيعيش هذه اللحظات بل هو قد عاشها، ولكنه لا يعلم ذلك"
الكلام هنا خاطىء فالرجل لم يفهم أن ما نسميه القدر معروف لله قبل البرأ وهو الخلق وفى هذا قال تعالى :
"ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها"
فالتقدير هو وضع الكتاب ومن ثم فالحداث لم تحدث من قبل وإنما الحادث من قبل هو علم الله المكتوب فى الكتاب قبل وقوعه
ويستمر الرجل فى إثبات ما يظنه أنه حقيقة وهو وهم فيقول:
"والسؤال: هل يوجد إثبات علمي على صدق هذا الكلام؟
يتحدث العلماء اليوم عن إمكانية السفر إلى الماضي\ فالنظرية النسبية التي وضعها آينشتاين في مطلع القرن العشرين تؤكد بأن الزمن لا يسير بلمح البصر إنما يسير بسرعة كونية هي سرعة الضوء، وهي 300 ألف كيلو مترا في الثانية، وهذه أقصى سرعة حقيقية يمكن الوصول إليها.
عندما تصل سرعة أي جسم إلى هذه السرعة الكونية سوف يتوقف عندها الزمن، أي أننا نعيش اللحظة الحاضرة فقط، فلا نرى الماضي ولا المستقبل. ولكن عندما نسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء فإننا نستطيع رؤية الماضي، وهذا ما يؤكده العلماء اليوم.
ولذلك يمكن للإنسان أن يرى أعماله الماضية ولكنه لا يستطيع أن يغيرها! وسبحان الله! يأتي القرآن ليتحدث بكل دقة عن هذه الحقيقة فيقول: (ووجدوا ما عملوا حاضرا) أي أن كل إنسان سوف يرى أعماله وكأنها تحدث في اللحظة الحاضرة، ولكنه لا يستطيع أن يغيرها، وهذا ما يقوله العلماء اليوم عندما يتحدثون عن السفر إلى الماضي، بأن الإنسان يستطيع أن يرى الماضي ولكنه لا يستطيع أن يغيره"
كالعادة فى الكثير من المؤلفات التى تبحث فيما يسمونه الإعجاز العلمى زورا يعتمد القوم على نظريات وليس حقائق لاثبات وجهة نظرهم فيما يستنتجونه من أوهام
ومع هذا نجد اعترافا صريحا بالقول عن النسبية نظرية فيقول:
"ما هي النظرية النسبية؟
معظمنا يسمع بالنظرية النسبية ولكن قد نجد عددا كبيرا لا يعلم ما هي هذه النظرية؟ باختصار شديد إن كل شيء في هذا الكون هو نسبي، فنحن مثلا نعيش على أرض نراها ثابتة ولكنها في الحقيقة تدور بسرعة كبيرة حول محورها، وتدور بسرعة أكبر حول الشمس. وتنجرف بسرعة مذهلة مع المجموعة الشمسية، والمجموعة الشمسية بما فيها الأرض ونحن، تجري بسرعة عالية مع المجرة باتجاه محدد قد رسمه الله لها. والمجرة تسير أيضا مع مجموعة المجرات المحيطة بسرعة كبيرة .... وهكذا عدد من الحركات لا ندركها ولا نراها، ولكن العلم كشفها لنا."
المؤلف هنا إما مجنون وإما يصطنع الجنون فى العبارة الخيرة فكيف لا ندرك ولا نرى ومع هذا العلم كشف الحركات دون إدراك أو رؤية فإن قلنا أن الرؤية معدومة فالإدراك عن طريق الاستنتاج لا يمكن أن يكون معدوما لأنه طريق وصول الغير مرئى أو مادى
زد على هذا ان الرجل يؤمن يأن الأرض جوء من المجموعة المزعومة التى تسمى الشمسية وهو ما يخالف النص القرآنى" وبنبنا فوقكم سبها شدادا" فالسموات بما فيها من الشمس والقمر والنجوم مبنية فوق الأرض فكيف تكون الأرض جزء منها وهى الأساس ؟
ثم قال :
"إذن ليس هنالك شيء يمكن أن نقيس السرعة بالنسبة له، فكل شيء يتحرك ويسير بمسار محدد ومحسوب، وهذا ما نجد إشارة قرآنية عنه في قوله تعالى: (كل في فلك يسبحون)
إن القوانين التي تحكم حركة الأشياء سوف تتغير عندما تقترب سرعتها من سرعة الضوء، وبالتالي فالقوانين نسبية أيضا وتابعة لسرعة الجسم المتحرك. فلو فرضنا أن مركبة فضائية تمكنت من السير بسرعة قريبة من سرعة الضوء فإن جميع القوانين التي نعرفها ستتغير، وسوف يتباطأ الزمن حتى إن الذي يعيش في هذه المركبة سيعيش طويلا لآلاف السنوات (وهذا خيال علمي طبعا).
هنالك أمر مهم في النظرية النسبية وهو أن أي حادثة تحدث الآن لا يمكن أن نراها بنفس اللحظة، إنما تستغرق زمنا يتعلق ببعدها عنا. فإذا انفجر نجم يبعد عن الأرض ألف سنة ضوئية، إذا انفجر الآن سوف لن نرى هذا الانفجار إلا بعد ألف سنة، وهي المدة اللازمة للضوء ليقطعها من النجم إلى الأرض."
قطعا ما يتحدث الرجل عنه وهم من الأوهام فلا يمكن أن نرى حادثة بعد وقوعها بمدة فهذا وهم من أوهام النظرية وإلا فليذكر هو او غيره حادثة واحدة من ذلك النوع
فالحوادث المزعومة عن موت نجم او ولادة نجم أو انفجار ورؤيته بعد ذلك بعشرات السنين أو مئاتها أو غيرها هو وهم لأن الإثبات الوحيد لذلك محال وهو أن يتواجد إنسان فى لحظة الحدث الأولى ويسجل إنسان أخر فى زمن بعده ما رآه الأول
وهذا محال محال
ثم حدثنا المؤلف حديثا الواهم عن أنواع الزمن فقال:
"أنواع الزمن:
وبناء على ذلك فكل ما نراه هو الزمن الماضي أي أننا لا نرى اللحظة الحاضرة أبدا مادام هنالك زمن يفصلنا عنها ولو كان صغيرا، ولذلك يوم القيامة سوف يختفي هذا القانون ونرى الأشياء حاضرة وكأنها تحدث الآن: (ووجدوا ما عملوا حاضرا).
وحتى نرى اللحظة الحالية يجب أن نسير بسرعة الضوء، أما إذا أردنا أن يعكس الزمن اتجاهه فما علينا إلا أن نسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء لنرى الماضي!
ويكمن رسم المخطط الآتي:
السرعة ... أقل من سرعة الضوء ... تساوي سرعة الضوء ... أكبر من سرعة الضوء
الزمن ... الماضي ... الحاضر ... إعادة رؤية الماضي
إن الله تعالى يرى هذه الأزمنة الثلاثة بنفس اللحظة، ولذلك نجد القرآن غالبا ما يتحدث عن المستقبل بصيغة الماضي! ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: (وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين * وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون) ومع أن الآيات تتحدث عن يوم القيامة أي عن الزمن المستقبل، إلا أنها جاءت على صيغة الماضي: (أزلفت، برزت، قيل).
إننا نحن البشر ننتظر حتى تحدث هذه الأشياء، ولكن الله تعالى لا ينتظر بل يرى كل شيء وقد وقع حقيقة، ولذلك يقول تعالى: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون * بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون) مجرة تبعد عنا ملايين السنوات الضوئية، إننا نرى في هذه الصورة شكل المجرة قبل ملايين السنوات، أما شكلها الآن فلا يعلمه إلا الله تعالى، وقد تكون هذه المجرة قد انفجرت وماتت منذ ملايين السنين، ولكننا لا نرى ذلك، لأن الشعاع الضوئي القادم إلينا من هذه المجرة قطع بلايين الكيلو مترات حتى وصل إلى الأرض. ولذلك يؤكد العلماء بأننا لو استطعنا السير بسرعة أكبر من سرعة الضوء سوف نلحق هذا الشعاع الضوئي ونسبقه ونرى الماضي! المرجع eso"
كلام لا يمكن أن يصدقه أى عاقل لكونه محال وهو ما اعترف به فى قوله" أما إذا أردنا أن يعكس الزمن اتجاهه فما علينا إلا أن نسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء لنرى الماضي!"
هل أحد قدر على عمل هذا الوهم؟
قطعا لا
والحديث عن سرعة الضوء هو من ضمن الجنون الذى يزعمه الفيزيائيون فلا يمكن إثبات تلك السرعة بأى طريقة مهما تقدم الإنسان ومهما نقدمت مخترعاته إنها سرعة رياضية بمعنى أنها مسائل رياضية يختترعها الفيزيائيون ليداروا على فشلهم فلا احد يفهم ولا أحد يقدر على الرؤية ولا على القياس وهذا الكلام موجود فى كاب علماء الغرب أنفسهم وهم يعترفون بأن بعضهم لا يفهم اى نظرية لغيره وهو يعمد لمعادلات الرياضيات لزيادة غموض النظريات وكله كما يقال عند العرب صابون
ثم قال :
"القوانين ستتغير يوم القيامة
إن هذا الكلام لا يعني أن الناس سيسيرون بسرعة أكبر من سرعة الضوء يوم القيامة حتى يروا أعمالهم الماضية، إنما سيكون ليوم القيامة قوانينه الخاصة والتي لا ندركها، ولكننا نؤكد أن تحقيق هذا الأمر من الناحية العلمية ممكن.
والدليل على أن يوم القيامة له قوانينه التي تختلف عن قوانين الدنيا قول الحق تعالى: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار) ويقول أيضا: (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)
وبما أن وسيلة الرؤية هي البصر والأشعة الضوئية، فإن رؤية أي حدث يستغرق زمنا كما قلنا، هذا في الدنيا، أما يوم القيامة فالأمر مختلف تماما، لأن القوانين ستتغير وتتبدل وعندها يستطيع الإنسان رؤية أشياء لا يستطيع رؤيتها في الدنيا، وهذا معنى قوله تعالى (فبصرك اليوم حديد)."
كلام لا دليل عليه وبدلا من أن يأخذ الفكرة المعقولة وهى ان القمرات أى المصورات تسجل الأحداث صوتا وصورة ويضع الإنسان كل هذا على الحاسوب فى ملف مضغوط صغير يمكن ان يشغله فيما بعد ويرى ما احداث الماضى ذهب إلى هذا الخبل الذى يعيد لنا مقولة التقمص فى ديانات الهند وغيرها
وحاول الرجل أن يثبت الوهم عن طريف حادثة المعراج فقال:
"معجزة المعراج:
وهنا أيضا نتذكر حادثة المعراج عندما عرج النبي الكريم (ص)إلى السماء ورأى أصحاب النار يعذبون فيها، رآهم رؤية حقيقية، ولكن الكفار أنكروا عليه ذلك فلم تتصور عقولهم المحدودة هذا الأمر.
ولكن العلم اليوم وعلى لسان غير المسلمين يعترفون بإمكانية رؤية أشياء حدثت في الماضي، كما يعترفون بإمكانية رؤية أشياء سوف تحدث في المستقبل، وهنا تتجلى عظمة معجزة المعراج، حيث إن الله تعالى قد جعل العلماء يكتشفون أشياء تؤكد لهم أن رؤية الماضي أو المستقبل علميا أمر صحيح ومنطقي وغير مستبعد.
ولذلك قال تعالى عن هذه المعجزة: (ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى) وهذا يدل على أن النبي الكريم قد رأى المعجزات في السماء ليلة المعراج رؤية حقيقية، بعكس ما يدعي البعض أنه رآها في المنام!والعجيب أن هنالك معجزة علمية في كلمة (المعراج)، فلم يسمها "الصعود" أو الطيران" أو غير ذلك، بل سمى النبي الكريم هذه المعجزة بالمعراج، لأن حركة الأجسام في الفضاء لا يمكن أبدا أن تكون مستقيمة، بل لابد من أن تكون متعرجة، بسبب حقول الجاذبية الكثيفة حول المجرات وتجمعاتها.
ويحضرني في هذا المقام محاولة لبعض المشككين بكتاب الله تعالى، هذه المحاولة أرادوا من خلالها تأليف كتاب يشبه القرآن فظهرت الأخطاء مباشرة حتى في عنوان هذا الكتاب! فقد سموه "الفرقان الحق"، وحسب معاجم اللغة فإن كلمة (الفرقان) تعني الذي يفرق بين الحق والباطل، ولذلك لا يجوز أن نقول "فرقان حق" أو "فرقان باطل" لأن كلمة الفرقان بحد ذاتها تدل على التفريق بين الحق والباطل!
فتأمل أخي القارئ كيف أخطأ هؤلاء حتى في عنوان الكتاب، وهم يمتلكون تقنيات القرن الحادي والعشرين ولديهم العلماء والمال والحاسبات الرقمية، والسؤال: كيف استطاع رجل أمي يعيش في القرن السابع أن يؤلف كتابا ضخما (كما يدعي الملحدون) مثل القرآن ولا يرتكب أي خطأ علمي أو لغوي، لو لم يكن رسول الله؟
توضيح"
الخبل فى الفقرة السابقة قائمى على أساس أن المعراج معجزة والمعجزة لابد أن يراها الناس وأما المعراج فلم يره أحد سوى من قام بالرجلة وهو النبى(ص) ومن ثم لا يمكن أن تكون معجزة للناس فهم لم يروا شىء وإنما الرائى هو النبى(ص) كما قال تعالى :
"لقد رأى من آيات ربه الكبرى"
ولو سلمنا برؤية الرجل لأحداث فى الجنة والنار فهذا ل~أن النعيم والجحيم موجود فى السموات حاليا كما قال تعالى "
"ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة الماوى"
إذا فهو لم ير مستقبلا وإنما راى حقيقة واقعة وهو ما أكده قوله " لقد رأى "
وقد أدرك المؤلف أن وهمه سبب مشكلة وهى العلم بالغيب فقد نفى ان يعلم أحد بالغيب فقال :
"إن المعلومات الواردة في هذه المقالة لا تعني أبدا أن العلماء سيتمكنون من رؤية المستقبل، فإن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى القائل: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)
ولكن العلماء يمكنهم أن يتصوروا أن معرفة الغيب ممكنة، ولكن ليس من الضروري أن يصلوا إليها، تماما كما يمكنهم أن يتصوروا أن رؤية الماضي ممكنة علميا ولكن ليس بالضرورة أن يروا الماضي، ولذلك فإن هذا البحث هو دليل على أن القرآن لا يتحدث عن أشياء غير منطقية، إنما حديث القرآن هو ضمن المنطق العلمي، وهذا دليل على صدق قول الحق تبارك وتعالى عن كتابه: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا) وهنا لابد من وقفة
لو كان النبي الكريم قد جاء بأشياء من عنده إذن كان من الممكن أن يخطئ في تسمية معجزة المعراج، فلماذا سماها المعراج بما يتوافق مع الحقيقة الكونية وهي حركة الأجسام التعرجية في الفضاء؟
لو كان النبي يريد أن يفتري على الله كذبا كما يدعي بعض المشككين، فلماذا ينسب كل شيء في هذا القرآن إلى الله تعالى؟ ولماذا يتحدث عن المستقبل بصيغة الماضي؟ وكيف ضمن أن الناس سيقبلون منه هذا الأسلوب الجديد وغير المألوف؟
ولو كان محمد (ص)يريد أن يكذب على الناس، فكيف علم أنه سيكون خاتم الأنبياء جميعا؟ كيف ضمن أنه لن يأتي بعده نبي لو لم يكن رسول الله حقا؟ وكيف ضمن أن الإسلام سينتشر إلى جميع بقاع الدنيا: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) "
وكما قلت ما قاله المؤلف هو مشكلة تسبب مشكلات أخرى وقد أدرك هو احدها وهو علم الناس بالغيب ولم يدرك المشكلة الأخرى وهى حكاية التقمص وهى ان يعيش الإنسان فى عصور مختلفة فى نفس الوقت وهو مات سبق أن نفاه القرآن بعدم وجود محمد(ص) فى عهد موسى(ص)والمشكلة الأخرى هى تواجد الإنسان بجسده فى مكانين فى وقت واحد وهو محال والموجود حاليا هو وجود صور الإنسان فى أماكن متعددة فى نفس الوقت عبر البث التلفازى أو عبر الشبكة العنكبوتية
المقولة المبنى عليها المقال او الكتاب هى مقولة خاطئة تدخلنا فى مجموعة من المشاكل التى تفسد دين الناس من جهات متعددة
وفى النهاية قدم لنا المؤلف مناقشاته فى الموضوع مع اخرين فقال:
"نسأل الله تعالى أن يجزي عنا خير الجزاء كل من يسهم في تقديم فكرة جديدة يمكن من خلالها تقديم مقالة مفيدة ونافعة، ومن هؤلاء الأخ الكريم "محمد لجين الزين" الذي لفت انتباهنا إلى هذه الفكرة، كما نود أن نطلب من جميع القراء أن يتدبروا القرآن ويحاولوا كتابة مقالات حول عجائب القرآن، أو على الأقل تقديم أفكار نافعة ينالون عليها الأجر والثواب إن شاء الله تعالى، فهو القائل: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله)
تعليق للبروفسور أنيس الراوي:
اخي الحبيب جزاك الله خيرا في ما ترسله الينا من نفحات قرآنيه والخير فيك إن شاء الله دائم ... لقد اطلعت على هذه المقالة التي تتحدث عن حضور اعمالنا يوم القيامه, اسمح لي اضافة ما ذكرته في كتابي "في ظلال الملكوت" في موضوع الاسراء والمعراج إن الله سبحانه وتعالى ان دائم ليس لديه ماض ولا مستقبل وهو حضور مستمر وديمومه ابديه متعال على الزمان والمكان لا يتغير ليس لديه عمر ولا بدايه ولا نهايه لا يكبر ولا يهرم حياة دائمه والزمن عنده صفرا لانه خارج الزمان والمكان وهو صمد وكل ما حوله يضطرب نحن في قيد الزمان والمكان والله في الاطلاق ونحن الان حقيقة نعيش صورة مراة للاخره لانها الحيوان لو كانوا يعلمون ولاننا نتبدل في كل لحظه و تموت فينا بالثانيه الواحده 125 مليون خليه فنحن لسنا حقيقه والحق هو الله وحده ونحن صوره مراة للاخره الحقيقه التي لا يتبدل فيها شيء اطلاقا خلود دائم من دون تغييرعلى الرغم اننا نشعر بوجودنا انيا ولا حاضر لنا لان هذه اللحظه اصبحت ماضيا!! الا اننا الان حقيقة ارضيه دائمة التغير وكلنا الآن امام الله في الجنة واما في النار ولو سار احدنا باسرع من الضوء لرأى الماضي والمستقبل وقد حصل ذلك لسيدنا رسول الله (ص)في اسراءه ومعراجه عندما رأى موسى عليه السلام يصلي في قبره وصلى فيه جماعه مع الانبياء في المسجد الاقصى ورئاه في السماء السادسه حقيقه لانه سار باسرع من الضوء فلم يعد هناك زمن وقيل علميا بانه من يسير بسرعة الضوء يرى الحاضر والماضي والمستقبل ويركب الة الزمن فكيف بمن سار باسرع من الضوء|؟ تصور اثنان يركبان قطارين يسيران بنفس السرعه وينظران من النافذه الى احدهما الاخر فسيكونان كانهما واقفين ولو شاء لاحدهما ان يزيد سرعته فسيكون هو في المستقبل وزميله في الماضي وهنا ستختلف الرؤيه. لهذا الرسول الكريم سبقنا الى المستقبل ورئانا في المستقبل الذي هو صفرا عند الله لان كل شيء حاضر عنده وما مثل الكون في يد الله الا كمثل حبة خردل في يد احدنا ومعلوم حسابيا ان 1 مقسوم على ما لا نهايه يساوي صفرا والجنه لا نهائيه فالحياة فيها دائمه لا موت لا شيب ولا هرم ولا يتبدل فينا شيء سيكون هناك لدينا حضور دائم امام الحضور المطلق الدائم الله عندها سيكون لنا حاضر الذي افتقدناه في الدنيا لان لا يوجد في الدنيا الا الماضي المعلوم والمستقبل المجهول اما الحاضر يعبرنا بأجزاء الثانيه و يصبح ماضيا. وكذلك ولله المثل الاعلى فالجنه في يده والسماوات مطويات بيمينه والارض قبضته!! فالله اكبر من كل شيء!!!! فكل شيء عنده صفر ونحن الان امامه وكل شيء منتهي عنده ونحن الان الفلم الذي يشاهده الخلق وانه كامل الاخراج ... الله اكبر الله أكبر هكذا ينادي بها المؤذن من اجل ان يذكرنا بالحقيقة التي نحن عنها غافلون."
الراوى هنا يركد على خطأ الكحيل وهو كلام يدل على الخبل واخطأ نفسه هو سبق وأن قاله الصوفية عندما قال أحدهم أنه كان فى زمن آدم آدم وفى زمن نوح نوح وفى زمن إبراهيم إبراهيم
الأخطاء يكررها الناس فى كل العصور فلا شىء جديد وهى أخطاء تؤدى بنا إلى خبل فى النهاية والخطأ هنا ينتهى بنا إلى أن كل إنسان ليس مسئول عن عمله لوجوده فى أكثر من مكان واكثر من زمان فعلى أى زمان يتم الحساب وأى منا يستحق العقاب وفى أى قانون يعاقب الإنسان على أعمال لم يعملها بعد