نقد كتاب أسرار الفاتحة
الكتاب تأليف أحمد الرفاعي صاحب الطريقة الرفاعية والمشهور عند العامة بقيده يا رفاعى والمراد إيقاف الثعبان ويبدو ان كان من هواة صيد الثعابين عن طريق مسكها من مكان معين بالقفا
الكتيب هو مجرد تخاريف من مخمور أو مضل للناس عمدا أومجنون وقد استهل الكتيب بكلام مدح بألفاظ براقة لماعة للفاتحة ليس من خلفه أى فائدة فقال:
"فاتحة الكتاب عروس القران العظيم برهان الكلام القديم بها تقوم أركان الطريقة وتشيد مراسم الحقيقة و هي محل الاسرار ومدار إندلاعات الأنوار , طفنا في حضرات الغيوب حضرة حضرة و كشفنا عجاج ساحات المشاهدات ساحة ساحة ووصلنا الى غايات الغايات ومنتهى أمال السادات فما رأينا أعلى نهضة واقرب جذبا الى سرادقات العنايات من تلاوة فاتحة الكتاب
نعم انها السر الفياض والمدد الهطال والسيف القاطع والبركة الجارية فيها حال من احوال القدرة وشأن من شئون العظمة ونور من انوار السلطان ودهشة من دهشات الجبروتية وهيبة من هيبات الربوبية وانها لحضرة وسيعة من حضرات الامر المطلق تخضع لها اعناق اهل المراقبة وتثق بها قلوب المحققين وتنشط بها همم العارفين ويتصل بها حبال المنقطعين الا وهي سلم الوصل إلى القصد باب نجاح طريق الفلاح نار الله الموقدة على الاعداء ترياق السلامة للاولياء وقد قرر اهل هذه الحضرة ان تلاوتها بركة لا تنقطع ولها اسرار يعرفها اهل التوفيق من احباب الله وخاصة اهل حضرته "
كلام لا يقال فى الشرع وتشبيه الصورة بالعروس هومن ضمن الخبل فإذا كانت عروس أى زوج فمن هى الزوجة وإن كانت بمعنى الزوجة فمن هو الزوج ؟
وإذا كانت هى نار الله الموقدة فما هى جهنم إذا كانت الفاتحة نارا؟
والخطأ هو قوله :
"فما رأينا أعلى نهضة واقرب جذبا الى سرادقات العنايات من تلاوة فاتحة الكتاب"
كلام ليس من الشرع فلا يوجد شىء اسمه سراداقات العناية من التلاوة للفاتحة فالمطلوب ليس قراءة ألفاتحة وحدها فالله لم يحدد المقروء من القرآن لأن المطلوب قراءته كله وهو قوله :
"فاقرءوا ما تيسر من القرآن"
ثم قال الكتيب :
"ولو أراد العارف ان يتصرف بها من قاف الى قاف لفعل باذن الله وقدرته وحوله و قوته وتلاوتها إن كانت بعدد مفرد فلتكن لأمر الأخرة و حوائجها والإقبال على الله وان كانت بعدد مثنى فلتكن لأمر الدنيا وما يئول اليها"
بالقطع لا يقدر عارف على شىء بالتصرف بألفاتحة لأن الله لم يرد شىء من هذا الخبل الذى يقوله فألفاتحة لا تتصرف فى شىء لا هى والعارف المزعوم
وأما قوله بأن قراءة ألفاتحة بالمفرد تكون للأخرة فيناقضه قوله فيما سياتى :
"وتقرأ احدى وتسعين مرة خاصة لروح النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لحصول كل قصد و لدفع كل مهم وعلى نية كل حاجة كانت من حوائج الدنيا والاخرة"
فهنا91 عدد مفرد ومع هذا يقول أنه يقضى حوائج الاخرة ومع أنه عدد مفرد فإنه يقضى حوائج الدنيا التى قال فيها أنها تقرا بالعدد الزوجى
وليس هذا فقط فهو يناقض نفسه فقبول الوجه وكذلك النجاة من الظالمين وهلاك البغاة ووعثاء السفر كلها حاجات دنيوية المفترض ان أعدادها زوجية ولكنه فيما سيأتى يطلبها بأعداد فردية وهى:
"وتقرأ ثلاثا لقبول الوجه....وتقرأ خمسا للنجاة من الظالمين....وتقرأ سبعا لإهلاك الباغى....وتقرأ تسعا للنجاة من وعثاء السفر"
3و5و7و9 كلها أعداد فردية والدنيا تطلب بعدد زوجى كما قال فى السابق وهو تناقض ظاهر
ونجد الرجل يقول أعدادا فى التالى لا تقوم على أساس واحد فمثلا استمر على أساس زيادة عشرة من اول العدد11 حتى العدد91 وهو قوله:
"وتقرأ احدى عشرة مرة كل يوم صباحا و كذلك مساءا لصحة الالهام
وتقرأ احدى و عشرين مرة كل يوم صباحا ومساءا لركون القلب الى الله تعالى
وتقرأ احدى واربعين مرة كذلك لحصول مدد رجال الغيب
وتقرأ احدى وخمسين مرة لنور السر و بركته
وتقرأ احدى و ستين مرة لثبات العزم والعزيمة في الله تعالى
وتقرأ احدى و سبعين مرة لدوام التيقظ (لدوام النفس)
وتقرأ احدى و ثمانين مرة لمحق عوارض النفس
وتقرأ احدى وتسعين مرة لاستحكام نور الذكر في حظيرة القلب ومشهد الروح"
وبعد ذلك قلب أساس العد إلى متوالية 111-221-331-441-551 ,,,وهى تزيد عشرا ولكنها تفرق عن أهر رقم فى السابقة وهو16 عشرين رقما وهو قوله:
"وتقرأ مائة وإحدى عشر مرة مرة لدوام الحضور في السلوك الى الله تعالى
وتقرأ مائتين واحدى و عشرين مرة لغلبة الهوى و قهر الشيطان والتخلص من غوائل القطيعة
وتقرأ ثلاثمائة واحدى و ثلاثين مرة للاستفاضة من ارواح الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام
وتقرأ اربعمائة واحدى واربعين مرة لحصول نفحات الله في الأسحار
وتقرأ خمسمائة واحدى و خمسين مرة للاستفاضة الخاصة من الخضر عليه السلام
وتقرأ ستمائة واحدى وستين مرة لفهم أسرار كتاب الله تعالى
وتقرأ سبعمائة واحدى و سبعون مرة لنشاط العزم و لقيام الليل و صدق الحال بذكر الله تعالى
وتقرأ ثمانمائة واحدى و ثمانين مرة لسبح حضرة القلب في عوالم الله السفلية
وتقرأ تسعمائة واحدى وتسعين مرة لسبح حضرة القلب فى عوالم الله تعالى العلوية"
ثم قلب نظام العد إلى 1111 -1311بزيادة مائتين فقال:
"وتقرأ ألفا ومائة واحدى عشر مرة لاستحصال المدد من رجال حضرات الله من الاحياء
وتقرأ ألفا وثلاثمائة واحدى و ثلاثين مرة لصحة الفناء فى لله البقاء به
و هنا الغاية
و لم يسبقني والحمد لله لنشر طي هذا السر المحمدي سابق و قد اخذت كل ذلك حرفا حرفا من سر الوجودات صلى الله عليه و سلم والحمد لله رب العالمين"
ثم عاد وقلب النظام إلى 91 ثم جعله يزيد 100 حسب 100-200-300-400 فقال:
"وتقرأ احدى وتسعين مرة خاصة لروح النبي صلى الله تعالى عليه وسلم
لحصول كل قصد و لدفع كل مهم و على نية كل حاجة كانت من حوائج الدنيا والاخرة
وتقرأ مائة مرة كل يوم لقضاء الدين
وتقرأ مائتي مرة لتسهيل المقاصد
وتقرأ ثلاثمائة مرة لقهر العدو و للغلبة عليه باذن الله تعالى
وتقرأ اربعمائة مرة للنصرة في كل حال"
ثم قلب نظام العد إلى 48-480 فقال:
"وتقرأ ثمانية وأربعين مرة للحفظ من الصائل والسارق ومن كل طارق
وتقرأ اربعمائة و ثمانية واربعين مرة لحصول قوة للبدن والنفس"
ثم عادة وأكمل الزيادة المئوية 500-600 فقال:
وتقرأ خمسمائة مرة لحفظ المال والعيال من سوء النظر ومن عوارض الخطر
وتقرأ ستمائة مرة لاستنزال الغيث بإذن الله تعالى
وتقرأ سبعمائة مرة لشتات امر العدو و فك رابطة حاله
وتقرأ ثمانمائة مرة للحماية من السحر و خدعة الكهنة ومن دسائس أهل البدعة والضلالة
ونقرا تسعمائة مرة للامان من الامراض الباطنة والخارجة
وتقرأ الف مرة لنموالرزق وعلو القدر والمكانة
وتقرأ ألفا ومائة مرة لحصول الهيبة في اعين الناس
وتقرأ ألفا ومائتي مرة لصلاح العدو ولهلاكه
وتقرأ ألفا و ثلاثمائة مرة للتدرع من شر كل ذي شر
وتقرأ مرة كل يوم او كل وقت لصيانة الوجه من ذل الحاجة"
ثم قلب النظام وقلب نظام العدد بزيادة واحد كل مرة فبدأ 1-2-3حتى10 فقال:
"وتقرأ مرتين لحسن الجواب
وتقرأ ثلاثا لقبول الوجه
وتقرأ اربعا لدفع الوسواس
وتقرأ خمسا للنجاة من الظالمين
وتقرأ ستا لصيانة الأرض من شر الطارقين بسوء
وتقرأ سبعا لإهلاك الباغى
وتقرأ ثمانية للنجاة من هول البحر
وتقرأ تسعا للنجاة من وعثاء السفر
وتقرأ عشرا لدوام العزة وتأييد البركة والإقبال فى الحال والمآل
وتقرأ للنبى صلى الله عليه وسلم ولخاصة عباد الله الصالحين على كل نية"
وفيما قاله من العد تخبيط كثير وهو أمر يدل على وجود خبل نفسى وبقى أن نبين الأخطاء وهى :
- ألأول اعتبر أن محل الأسرار هى الفاتحة فقال فى أول الكتاب " هي محل الاسرار " ثم ناقض نفسه معتبرا النبى(ص) هو ذلك المحل فقال فى وسك الطايب "و قد اخذت كل ذلك حرفا حرفا من سر الوجودات صلى الله عليه وسلم"
- الثانى كل الأشياء المشروعة التى قال أن تحققها قراءة الفاتحة لا تتحقق بقراءة الفاتحة عدد من المرات فلو كان الأمر على هذا المنوال فلماذا السعى خلف الرزق ولماذا شرع الله الطاعات الأخرى إن كان كل شىء يتحقق بمجرد تلك القراءة ؟
لو كان هذا سر فلماذا لم يطبقه النبى(ص) عندما جاع هو والمسلمين وعانوا من أذى الكفار وفى جوعه وخوفه هو والمؤمنين قال تعالى :
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
-طلب المدد من غير الله وهو أمر يخالف طلب المؤمنين المدد وهو العون من الله كما قال تعالى "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممددكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم "
ونفس الكلام يقال عن طلب الفيض من الرسل (ص)والخضر الذى لا وجود له
-الفناء فى الله هو جنون فكيف يكون المخلوق وهو يوجد فى مكان وشىء مادى مجسد فى الله الذى هو ليس فى المكان وليس مجسدا ؟
الكتاب هو دعوة صريحة للمسلمين أن يقعدوا عن كل الطاعات وأهمها الجهاد لأن أى شىء يتحقق بمجرد قراءة الفاتحة ومن ثم فهو يعمل عملا صريحا لتمكين الأعداء من بلاد المسلمين دون أدنى خسائر
وفى نهاية الكتاب قال القائل:
"وقد حدثنى الشيخ الإمام خالى ابوالفضائل باز الله الأشهب منصور البطائحى الربانى بسنده الى النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال
الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى الحديث
وقد أجازنى بقراءة ألفاتحة وقال الإجازة سيف المجاز وسلم وصلته الى الحقيقة من المجازوأنا أقول هى منى إجازة عامة لكل مسلم وخاصة لمن تمسك بى وبذريتى وبخلفائى الى يوم القيامة من المسلمين والحمد لله رب العالمين"
وهو كلام جنونى فمتى رأى هؤلاء النبى(ص) كالبطائحى والرفاعى وهم بعده كما يقول التاريخ المزور بقرون كيف يجيز قراءتهم وهو ميت ؟
إنه كلام من يجعلون الناس مجرد حمقى مغفلين