"وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أى الفريقين خير مقاما وأحسن نديا "المعنى وإذا تبلغ لهم أحكامنا واضحات قال الذين كذبوا للذين صدقوا أى الحزبين أحسن مسكنا وأفضل حزبا ،يبين الله لنبيه(ص)أن الكفار إذا تتلى عليهم آياتنا والمراد إذا تبلغ لهم أحكام الوحى قال الذين كفروا أى كذبوا الوحى للذين آمنوا أى صدقوا الوحى :أى الفريقين خير مقاما والمراد أحسن مستقرا وأحسن نديا أى وأفضل ناسا ؟وهذا يعنى أنهم يخبرون المؤمنين أنهم أحسن منهم فى الدنيا بدليل أنهم يقيمون فى مقام أحسن منهم وناديهم وهو جمعهم أكثر من جمع المسلمين وهذا يبين لنا أنهم يستخدمون مقياس الغنى والكثرة فى الدنيا كمقياس لأفضليتهم على المؤمنين .
"وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورءيا "المعنى وكم قصمنا قبلهم من أمة هم أفضل متاعا أى قوة ؟يبين الله لنبيه أنه أهلك من قبل الكفار الكثير من القرون والمراد أنه قصم أى دمر من قبل وجود الكفار الكثير من أهل القرى مصداق لقوله بسورة الأنبياء"وكم قصمنا من قرية "وهذه الأقوام كانوا أحسن أثاثا ورءيا والمراد كانوا أفضل قوة أى ملكا من الكفار فى عهد الرسول(ص)مصداق لقوله بسورة غافر"كانوا هم أشد منهم قوة وأثارا فى الأرض"والخطاب وما قبله للنبى(ص).
"قل من كان فى الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا"المعنى قل من كان فى الكفر فليعطى له النافع عطاء حتى إذا علموا ما يخبرون إما الهلاك وإما القيامة فسيعرفون من هو أسوأ مقاما وأقل نصيرا ؟،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :من كان فى الضلالة وهى الجهالة أى الكفر فليمدد له الرحمن مدا أى فليعطى له النافع رزقا وهذا يعنى أن الله يسارع لهم فى الخيرات من المال والبنين مصداق لقوله بسورة المؤمنون"أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم فى الخيرات" ويبين الله لنبيه(ص)أن الكفار إذا رأوا ما يوعدون أى إذا شهدوا الذى يخبرون وهو إما العذاب أى العقاب فى الدنيا وإما الساعة وهى عذاب القيامة فسيعلمون أى فسيعرفون ساعتها من هو شر مكانا أى أسوأ مقاما وأضعف جندا أى أوهن نصيرا مصداق لقوله بسورة الجن"من أضعف ناصرا "وهذا يعنى أن الكفار لن يصدقوا المؤمنين إلا ساعة نزول العذاب فى الدنيا أو فى الآخرة فساعتها يعرفون أنهم هم الأسوأ مسكنا والأوهن جندا
"ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا"المعنى ويعطى الله الذين رشدوا قربى والأعمال الحسنات أفضل لدى خالقك جزاء أى أحسن أجرا ،يبين الله لنبيه(ص)أن الله يزيد الذين اهتدوا هدى أى يعطى الذين أطاعوا الوحى قربى هى الجنة وفسر هذا بأن الباقيات الصالحات وهى الأعمال الحسنات خير عند الرب ثوابا والمراد أفضل لدى الله عطاء وفسر هذا بأنه خير مردا أى أفضل ثوابا وهو متاع الجنة والخطاب وما قبله للنبى(ص)ومنه للكفار .
"أفرأيت الذى كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع على الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا "المعنى أفعلمت الذى كذب بأحكامنا وقال لأعطين ملكا وعيالا هل علم المجهول أم جعل لدى النافع ميثاقا ؟يسأل الله نبيه(ص)أفرأيت الذى كفر بآياتنا أى هل عرفت بالذى جحد بأحكامنا والمراد هل دريت بمن يكذب بالدين مصداق لقوله بسورة الماعون"أرأيت الذى يكذب بالدين " وقال لأوتين مالا وولدا والمراد لأعطين متاعا وعيالا ؟والغرض من السؤال هو إخبار الرسول(ص)أن الكافر الذى كذب بالوحى وقال أن الله سيعطيه المال والولد سيكون عبرة وعظة للناس بسبب كذبه على الله فى حكاية إعطاءه المال والولد ،ويسأل الله نبيه(ص)اطلع على الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا والمراد هل علم المجهول أم فرض على النافع ميثاقا؟ والغرض من السؤال هو إخبار الرسول(ص)أن هذا الكافر لم يعلم الغيب ولم يفرض على الله ميثاقا يعطيه به المال والولد والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا "المعنى حقا سنسجل ما يتحدث ونزد له من العقاب زيادة ونحمله الذى يتحدث ويجيئنا وحيدا ،يبين الله لنبيه(ص)أن كلا أى حقا سيحدث التالى سنكتب ما يقول والمراد سنسجل ما يتحدث والمراد سيدون ما يلفظ الكافر عن طريق الرقيب العتيد مصداق لقوله بسورة ق"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"ويبين له أنه يمد له من العذاب مدا والمراد أنه يزيد له من العقاب زيادة من العقاب مصداق لقوله بسورة النحل"وزدناهم عذابا فوق العذاب"ويورثه الله ما يقول والمراد ويحمله الله عقوبة ما تحدث به فى الدنيا ،ويأتينا فردا والمراد ويجيئنا وحيدا فى الآخرة بلا مال ولا ولد.
"واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا "المعنى وجعلوا من غير الله أربابا ليصبحوا لهم قوة ،حقا سيكذبون بطاعتهم ويصبحون لهم عدوا ،يبين الله لنبيه(ص)أن الكفار اتخذوا من دون الله آلهة والمراد عبدوا من غير الله شركاء والسبب ليكونوا لهم عزا أى ليصبحوا لهم ناصرين مصداق لقوله بسورة الرعد"وجعلوا لله شركاء"وقوله بسورة يس"واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون"،ويبين الله له أن كلا أى حقا والمراد أن الحقيقة هى أن الآلهة المزعومة سيكفرون بعبادتهم والمراد سيكذبون الكفار فى طاعتهم لهم وهو شركهم مصداق لقوله بسورة فاطر"ويوم القيامة يكفرون بشرككم "ويكونون عليهم ضدا والمراد ويصبحون لهم عدوا وهذا يعنى أن الآلهة المزعومة تتبرىء من الكفار وعبادتهم فى القيامة .
"ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا"المعنى ألم تعلم أنا بعثنا الشهوات للمكذبين تضلهم إضلالا ؟يسأل الله نبيه(ص)ألم تعلم أنا أرسلنا الشياطين والمراد هل لم تعرف أنا خلقنا الشهوات فى الكافرين تؤزهم أزا والمراد للمكذبين بالوحى تضلهم إضلالا ؟والغرض من السؤال هو إخباره أن الشهوات تعمل على الوسوسة للكفار لتضلهم عن الحق والخطاب وما قبله وما بعده حتى نهاية السورة للنبى(ص).
"فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا"المعنى فلا تتسرع فيهم إنما نحصى لهم إحصاء يوم نبعث المطيعين إلى النافع جمعا ونسير الكافرين إلى النار جمعا لا يملكون المناصرة إلا من اتخذ لدى النافع ميثاقا ،ينهى الله نبيه(ص) عن أن يعجل لهم والمراد أن يطلب لهم سرعة العذاب والسبب هو أنه يعد لهم عدا أى يحصى لهم إحصاء والمراد يسجل لهم أعمالهم تسجيلا كاملا مصداق لقوله بسورة القمر"وكل شىء فعلوه فى الزبر وكل صغير وكبير مستطر"ويبين له أن فى يوم القيامة يحشر المتقين إلى الرحمن وفدا والمراد أن فى يوم البعث يسوق المطيعين لحكم الله إلى جنة الله زمرا مصداق لقوله بسورة الزمر"وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا"وهو يسوق المجرمين إلى جهنم وردا والمراد وهو يدخل الكافرين إلى النار زمرا مصداق لقوله بسورة الزمر"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا"ويبين له أن الشفاعة وهى الكلام أى الحديث فى يوم القيامة لا يملكه إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا والمراد لا يفعله إلا من كان له من الله إذنا مصداق لقوله بسورة النبأ"لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن "وهذا يعنى أن لا أحد يتكلم فى القيامة إلا من يعطيه الله حق الكلام .
"وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا"المعنى وقالوا أنجب النافع ابنا ،لقد قلتم قولا منكرا تهم السموات يتهدمن منه وتتزلزل الأرض وتتهدم الرواسى أن اخترعوا للنافع ابنا وما يحق للنافع أن ينجب ابنا ،يبين الله لنبيه(ص) أن الكفار قالوا اتخذ الرحمن ولدا أى اصطفى النافع ابنا وهذا يعنى أن الله فى رأيهم أنجب ابنا،ويرد الله عليهم فيقول لقد جئتم شيئا إدا والمراد لقد قلتم قولا منكرا وهذا يعنى نفيه وجود ابن له ،والسموات تكاد أى تهم أى تريد أن يتفطرن أى يتهدمن وتنشق أى وتتزلزل الأرض وتخر أى وتسقط الجبال وهى الرواسى من أنهم دعوا للرحمن ولدا والمراد أن اخترعوا للنافع ابنا ويبين له أن ما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا والمراد أن ما يحق للنافع أن ينجب ابنا وهذا يعنى أن الله فرض على نفسه ألا يكون له ابن لأن هذا لا يتفق مع جلال الألوهية ولعدم وجود آلهة تقف مع قدر المساواة مع الله والخطاب لقد جئتم شيئا إدا للكفار وغيره للنبى(ص)
"إن كل من فى السموات والأرض إلا أتى الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا"المعنى إن جميع من فى السموات والأرض إلا جاء النافع مملوكا لقد حسبهم أى أحصاهم حسابا وكلهم حاضره يوم البعث وحيدا ،يبين الله لنبيه(ص)أن كل أى جميع من فى السموات والأرض أتى الرحمن عبدا أى قام لله مملوكا والمراد أن كل المخلوقات تقوم خاضعة لله ويبين الله لنا أنه أحصاهم أى عدهم عدا والمراد حسبهم حسابا وهذا يعنى أنه حشر كل الخلق لم يترك منهم أحد مصداق لقوله بسورة الكهف"وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا"وكلهم آتيه يوم القيامة فردا والمراد وجميعهم حاضر يوم البعث وحيدا وهذا يعنى أن كل مخلوق يجىء وحيدا لا شىء معه.
"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا "المعنى إن الذين صدقوا الوحى وفعلوا الحسنات سيعطى لهم النافع أجرا ،يبين الله لنبيه(ص)أن الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات سيجعل لهم الرحمن ودا أى سيعطى لهم الله أجر أى ثواب مصداق لقوله بسورة فصلت "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون".
"فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا "المعنى فإنما سهلناه بحديثك لتفرح به المطيعين وتخوف به ناسا خصماء، يبين الله لنبيه(ص)أنه يسر القرآن بلسانه أى أنه فسر الوحى بحديث محمد(ص)والسبب لتبشر به المتقين أى ليخبر بالقرآن المطيعين له أن لهم أجرا حسنا مصداق لقوله بسورة الكهف"ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا "وأن ينذر به قوما لدا والمراد أن يخبر بالقرآن ناسا ظالمين دخول النار مصداق لقوله بسورة الأحقاف"لينذر الذين ظلموا "وقوله بسورة الليل"
فأنذرتكم نارا تلظى ".
"وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحدا أو تسمع لهم ركزا"المعنى وكم قصمنا قبلهم من قرية هل تعلم منهم من فرد أو تسمع لهم كلاما ؟يسأل الله نبيه(ص)وكم أهلكنا قبلهم من قرن أى وكم دمرنا قبلهم من قوم والمراد أن عدد القرون وهم أهل القرى التى قصمت كبير مصداق لقوله بسورة الأنبياء"وكم قصمنا قبلهم من قرية كانت ظالمة "ويسأله هل تحس منهم من أحد أى "فهل ترى منهم من باقية"كما قال بسورة الحاقة أو تسمع لهم ركزا أى لا تعرف لهم كلاما ؟والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص)أن الله لم يبق أحد من كفار الأمم السابقة بدليل أنه لا يحس ولا يسمع منهم كلاما.
"وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورءيا "المعنى وكم قصمنا قبلهم من أمة هم أفضل متاعا أى قوة ؟يبين الله لنبيه أنه أهلك من قبل الكفار الكثير من القرون والمراد أنه قصم أى دمر من قبل وجود الكفار الكثير من أهل القرى مصداق لقوله بسورة الأنبياء"وكم قصمنا من قرية "وهذه الأقوام كانوا أحسن أثاثا ورءيا والمراد كانوا أفضل قوة أى ملكا من الكفار فى عهد الرسول(ص)مصداق لقوله بسورة غافر"كانوا هم أشد منهم قوة وأثارا فى الأرض"والخطاب وما قبله للنبى(ص).
"قل من كان فى الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا"المعنى قل من كان فى الكفر فليعطى له النافع عطاء حتى إذا علموا ما يخبرون إما الهلاك وإما القيامة فسيعرفون من هو أسوأ مقاما وأقل نصيرا ؟،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :من كان فى الضلالة وهى الجهالة أى الكفر فليمدد له الرحمن مدا أى فليعطى له النافع رزقا وهذا يعنى أن الله يسارع لهم فى الخيرات من المال والبنين مصداق لقوله بسورة المؤمنون"أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم فى الخيرات" ويبين الله لنبيه(ص)أن الكفار إذا رأوا ما يوعدون أى إذا شهدوا الذى يخبرون وهو إما العذاب أى العقاب فى الدنيا وإما الساعة وهى عذاب القيامة فسيعلمون أى فسيعرفون ساعتها من هو شر مكانا أى أسوأ مقاما وأضعف جندا أى أوهن نصيرا مصداق لقوله بسورة الجن"من أضعف ناصرا "وهذا يعنى أن الكفار لن يصدقوا المؤمنين إلا ساعة نزول العذاب فى الدنيا أو فى الآخرة فساعتها يعرفون أنهم هم الأسوأ مسكنا والأوهن جندا
"ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا"المعنى ويعطى الله الذين رشدوا قربى والأعمال الحسنات أفضل لدى خالقك جزاء أى أحسن أجرا ،يبين الله لنبيه(ص)أن الله يزيد الذين اهتدوا هدى أى يعطى الذين أطاعوا الوحى قربى هى الجنة وفسر هذا بأن الباقيات الصالحات وهى الأعمال الحسنات خير عند الرب ثوابا والمراد أفضل لدى الله عطاء وفسر هذا بأنه خير مردا أى أفضل ثوابا وهو متاع الجنة والخطاب وما قبله للنبى(ص)ومنه للكفار .
"أفرأيت الذى كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع على الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا "المعنى أفعلمت الذى كذب بأحكامنا وقال لأعطين ملكا وعيالا هل علم المجهول أم جعل لدى النافع ميثاقا ؟يسأل الله نبيه(ص)أفرأيت الذى كفر بآياتنا أى هل عرفت بالذى جحد بأحكامنا والمراد هل دريت بمن يكذب بالدين مصداق لقوله بسورة الماعون"أرأيت الذى يكذب بالدين " وقال لأوتين مالا وولدا والمراد لأعطين متاعا وعيالا ؟والغرض من السؤال هو إخبار الرسول(ص)أن الكافر الذى كذب بالوحى وقال أن الله سيعطيه المال والولد سيكون عبرة وعظة للناس بسبب كذبه على الله فى حكاية إعطاءه المال والولد ،ويسأل الله نبيه(ص)اطلع على الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا والمراد هل علم المجهول أم فرض على النافع ميثاقا؟ والغرض من السؤال هو إخبار الرسول(ص)أن هذا الكافر لم يعلم الغيب ولم يفرض على الله ميثاقا يعطيه به المال والولد والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا "المعنى حقا سنسجل ما يتحدث ونزد له من العقاب زيادة ونحمله الذى يتحدث ويجيئنا وحيدا ،يبين الله لنبيه(ص)أن كلا أى حقا سيحدث التالى سنكتب ما يقول والمراد سنسجل ما يتحدث والمراد سيدون ما يلفظ الكافر عن طريق الرقيب العتيد مصداق لقوله بسورة ق"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"ويبين له أنه يمد له من العذاب مدا والمراد أنه يزيد له من العقاب زيادة من العقاب مصداق لقوله بسورة النحل"وزدناهم عذابا فوق العذاب"ويورثه الله ما يقول والمراد ويحمله الله عقوبة ما تحدث به فى الدنيا ،ويأتينا فردا والمراد ويجيئنا وحيدا فى الآخرة بلا مال ولا ولد.
"واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا "المعنى وجعلوا من غير الله أربابا ليصبحوا لهم قوة ،حقا سيكذبون بطاعتهم ويصبحون لهم عدوا ،يبين الله لنبيه(ص)أن الكفار اتخذوا من دون الله آلهة والمراد عبدوا من غير الله شركاء والسبب ليكونوا لهم عزا أى ليصبحوا لهم ناصرين مصداق لقوله بسورة الرعد"وجعلوا لله شركاء"وقوله بسورة يس"واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون"،ويبين الله له أن كلا أى حقا والمراد أن الحقيقة هى أن الآلهة المزعومة سيكفرون بعبادتهم والمراد سيكذبون الكفار فى طاعتهم لهم وهو شركهم مصداق لقوله بسورة فاطر"ويوم القيامة يكفرون بشرككم "ويكونون عليهم ضدا والمراد ويصبحون لهم عدوا وهذا يعنى أن الآلهة المزعومة تتبرىء من الكفار وعبادتهم فى القيامة .
"ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا"المعنى ألم تعلم أنا بعثنا الشهوات للمكذبين تضلهم إضلالا ؟يسأل الله نبيه(ص)ألم تعلم أنا أرسلنا الشياطين والمراد هل لم تعرف أنا خلقنا الشهوات فى الكافرين تؤزهم أزا والمراد للمكذبين بالوحى تضلهم إضلالا ؟والغرض من السؤال هو إخباره أن الشهوات تعمل على الوسوسة للكفار لتضلهم عن الحق والخطاب وما قبله وما بعده حتى نهاية السورة للنبى(ص).
"فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا"المعنى فلا تتسرع فيهم إنما نحصى لهم إحصاء يوم نبعث المطيعين إلى النافع جمعا ونسير الكافرين إلى النار جمعا لا يملكون المناصرة إلا من اتخذ لدى النافع ميثاقا ،ينهى الله نبيه(ص) عن أن يعجل لهم والمراد أن يطلب لهم سرعة العذاب والسبب هو أنه يعد لهم عدا أى يحصى لهم إحصاء والمراد يسجل لهم أعمالهم تسجيلا كاملا مصداق لقوله بسورة القمر"وكل شىء فعلوه فى الزبر وكل صغير وكبير مستطر"ويبين له أن فى يوم القيامة يحشر المتقين إلى الرحمن وفدا والمراد أن فى يوم البعث يسوق المطيعين لحكم الله إلى جنة الله زمرا مصداق لقوله بسورة الزمر"وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا"وهو يسوق المجرمين إلى جهنم وردا والمراد وهو يدخل الكافرين إلى النار زمرا مصداق لقوله بسورة الزمر"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا"ويبين له أن الشفاعة وهى الكلام أى الحديث فى يوم القيامة لا يملكه إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا والمراد لا يفعله إلا من كان له من الله إذنا مصداق لقوله بسورة النبأ"لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن "وهذا يعنى أن لا أحد يتكلم فى القيامة إلا من يعطيه الله حق الكلام .
"وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا"المعنى وقالوا أنجب النافع ابنا ،لقد قلتم قولا منكرا تهم السموات يتهدمن منه وتتزلزل الأرض وتتهدم الرواسى أن اخترعوا للنافع ابنا وما يحق للنافع أن ينجب ابنا ،يبين الله لنبيه(ص) أن الكفار قالوا اتخذ الرحمن ولدا أى اصطفى النافع ابنا وهذا يعنى أن الله فى رأيهم أنجب ابنا،ويرد الله عليهم فيقول لقد جئتم شيئا إدا والمراد لقد قلتم قولا منكرا وهذا يعنى نفيه وجود ابن له ،والسموات تكاد أى تهم أى تريد أن يتفطرن أى يتهدمن وتنشق أى وتتزلزل الأرض وتخر أى وتسقط الجبال وهى الرواسى من أنهم دعوا للرحمن ولدا والمراد أن اخترعوا للنافع ابنا ويبين له أن ما ينبغى للرحمن أن يتخذ ولدا والمراد أن ما يحق للنافع أن ينجب ابنا وهذا يعنى أن الله فرض على نفسه ألا يكون له ابن لأن هذا لا يتفق مع جلال الألوهية ولعدم وجود آلهة تقف مع قدر المساواة مع الله والخطاب لقد جئتم شيئا إدا للكفار وغيره للنبى(ص)
"إن كل من فى السموات والأرض إلا أتى الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا"المعنى إن جميع من فى السموات والأرض إلا جاء النافع مملوكا لقد حسبهم أى أحصاهم حسابا وكلهم حاضره يوم البعث وحيدا ،يبين الله لنبيه(ص)أن كل أى جميع من فى السموات والأرض أتى الرحمن عبدا أى قام لله مملوكا والمراد أن كل المخلوقات تقوم خاضعة لله ويبين الله لنا أنه أحصاهم أى عدهم عدا والمراد حسبهم حسابا وهذا يعنى أنه حشر كل الخلق لم يترك منهم أحد مصداق لقوله بسورة الكهف"وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا"وكلهم آتيه يوم القيامة فردا والمراد وجميعهم حاضر يوم البعث وحيدا وهذا يعنى أن كل مخلوق يجىء وحيدا لا شىء معه.
"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا "المعنى إن الذين صدقوا الوحى وفعلوا الحسنات سيعطى لهم النافع أجرا ،يبين الله لنبيه(ص)أن الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات سيجعل لهم الرحمن ودا أى سيعطى لهم الله أجر أى ثواب مصداق لقوله بسورة فصلت "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون".
"فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا "المعنى فإنما سهلناه بحديثك لتفرح به المطيعين وتخوف به ناسا خصماء، يبين الله لنبيه(ص)أنه يسر القرآن بلسانه أى أنه فسر الوحى بحديث محمد(ص)والسبب لتبشر به المتقين أى ليخبر بالقرآن المطيعين له أن لهم أجرا حسنا مصداق لقوله بسورة الكهف"ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا "وأن ينذر به قوما لدا والمراد أن يخبر بالقرآن ناسا ظالمين دخول النار مصداق لقوله بسورة الأحقاف"لينذر الذين ظلموا "وقوله بسورة الليل"
فأنذرتكم نارا تلظى ".
"وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحدا أو تسمع لهم ركزا"المعنى وكم قصمنا قبلهم من قرية هل تعلم منهم من فرد أو تسمع لهم كلاما ؟يسأل الله نبيه(ص)وكم أهلكنا قبلهم من قرن أى وكم دمرنا قبلهم من قوم والمراد أن عدد القرون وهم أهل القرى التى قصمت كبير مصداق لقوله بسورة الأنبياء"وكم قصمنا قبلهم من قرية كانت ظالمة "ويسأله هل تحس منهم من أحد أى "فهل ترى منهم من باقية"كما قال بسورة الحاقة أو تسمع لهم ركزا أى لا تعرف لهم كلاما ؟والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص)أن الله لم يبق أحد من كفار الأمم السابقة بدليل أنه لا يحس ولا يسمع منهم كلاما.