نقد كتاب جزءٌ فيه شروط النصارى
الكتاب هو من جمع القاضي أبي محمد عبد الله بن أحمد بن زبر الربعي255-329هـ وبذيله أحاديثٌ لأبي محمد عبد الوهاب بن أحمد الكلابي306-396 هـ
وموضوعه هو الروايات التى تتحدث عن عهود السلام بين المجاهدين وبين من غزوهم من المسلمين ردا على عدوانهم وعما يحرم على النصارى عمله فى البلاد ومما ينبغى قوله أن معظم إن لم يكن كل ما فى الكتاب من روايات لم يحدث منه شىء خاصة أن ما ذكر فيها من شروط هو مخالف لكلام الله وسوف نتناول الآن تلك الروايات:
1- أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي, قال: حدثني أبي, ثنا سعيد بن عبد الجبار, عن سعيد بن سنان, قال: ثنا أبو الزاهرية, عن كثير بن مرة الحضرمي, قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله (ص)يقول: "لا تبنى بيعةٌ في الإسلام, ولا يجدد ما خرب منها"
علامة الوضع ظاهرة هنا وهى اختصاص البيع بالحديث دون غيرها من معابد الكفار ومن المعلوم أن كلام الوحى يكون عام عندما يتحدث عن حكم ينطبق على كل أهل الأديان لأن أرض المسلمين لا يعيش فيها يهود فقط وإنما نصارى ومجوس وصابئة وهندوس وغيرهم
ويتعارض الأمر مع عدم السعى فى تهديم أى معابد للكفار ما دام الغرض من بناءها ذكر الله كثيرا كما قال تعالى :
"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز"
كما أن المسلمين لو فعلوا فى بلادهم ما يقال فى الرواية لفعل الكفار بالمساجد فى بلاد الكفار مثلها ومن ثم يكون سعى منهم فى خراب مساجد الله
2- أنا عبد الدائم, أنا عبد الوهاب, أنا عبد الله, ثنا محمد بن غالب بن حرب, ومحمد بن يونس بن موسى, قالا: ثنا بكر بن محمد القرشي بالبصرة, قال: سمعت سعيد بن عبد الجبار الزبيدي, يحدث عن سعيد بن سنان, عن أبي الزاهرية, عن كثير بن مرة الحضرمي, قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تبنى كنيسةٌ في الإسلام, ولا يجدد ما خرب منها"
3- أنا عبد الدائم, أنا عبد الوهاب, أنا عبد الله, ثنا علي بن داود بن يزيد التميمي, ثنا عمرو بن خالد, ثنا عبد الله بن لهيعة, عن يزيد بن أبي حبيب, عن أبي الخير قال: قال عمر بن الخطاب : "لا كنيسة في الإسلام"
4- أنا عبد الدائم, أنا عبد الوهاب, أنا عبد الله, ثنا إبراهيم بن الهيثم البلداني, ثنا عبد الله بن صالح, حدثني الليث بن سعد, حدثني توبة بن نمر الحضرمي قاضي مصر, عن رجل أخبره: أن رسول الله (ص)قال: "لا كنيسة في الإسلام"قال الليث: وحدثني يزيد بن أبي حبيب, عن أبي الخير, عن عمر بن الخطاب مثل ذلك
5-أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا الحسن بن [عليل العنزي] , ثنا أبو الربيع الزهراني, ثنا إسماعيل بن زكريا, عن مجالد بن سعيد, عن الشعبي: أن عمر بن الخطاب قال: "لا كنيسة في الإسلام"
يتعارض الأمر مع عدم السعى فى تهديم أى معابد للكفار ما دام الغرض من بناءها ذكر الله كثيرا كما قال تعالى :
"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز"
كما أن المسلمين لو فعلوا فى بلادهم ما يقال فى الرواية لفعل الكفار بالمساجد فى بلادهم مثلها ومن ثم يكون سعى منهم فى خراب مساجد الله
وعلامة الوضع ظاهرة فى الروايات الثلاث وهى اختصاص الكنائس بالحديث دون غيرها من معابد الكفار ومن المعلوم أن كلام الوحى يكون عام عندما يتحدث عن حكم ينطبق على كل أهل الأديان لأن أرض المسلمين لا يعيش فيها نصارى فقط وإنما يهود ومجوس وصابئة وهندوس وغيرهم
6- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, [ثنا] علي بن داود, ثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم, أبنا يحيى بن أيوب, عن عبيد الله بن زحر, عن علي بن يزيد, عن القاسم أبي عبد الرحمن, عن أبي أمامة قال: قال عمر بن الخطاب : "إياكم وأخلاق الأعاجم, ومجاورة الخنازير, وأن يرفع بين أظهركم الصليب"
الخطأ الأول هو النهى عن مجاورة الخنازير وهو كلام يدل على الخبل فالخنازير مخلوقات من خلق الله لو ترك بلد لوجودها فيها فمعناه أن يترك الكثير من المسلمين بلادهم للكفار يستولون عنها لهجرتهم من تلك البلاد
والخطأ الثانى ألا يرفع الصليب والمراد ألا يوجد كنيسة عليها صليب فى البلاد وهو ما يتعارض مع الروايات السابقة التى تقول بترك الكنائس فى بلاد المسلمين كما هى حتى تخرب
7- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا أحمد بن عبيد بن إسحاق, وأبو إسماعيل الترمذي, قالا: ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين, ثنا شبل بن عباد, عن قيس بن سعد, عن طاوس, أنه سمعه يقول: "لا ينبغي لبيت رحمة أن يكون عنده بيت عذاب"
8- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, نا أحمد بن يوسف التغلبي, ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام, ثنا أبو نعيم بهذا الحديث
قال أبو عبيد: يعني الكنائس والبيع وبيوت النيران, يقول: لا ينبغي أن يكون مع المساجد في أمصار المسلمين "
الروايتان السابقتان تطلب ألا يتجاور بيت رحمة بجوار بيت عذاب وهو ما يتناقض مع وجود مسجدين فى المدينة كان أحدهما بيت لأهل الرحمة وأحدهما بيت لأهل العذاب وهم المنافقين ولم يتم هدم المسجد الثانى مع انه كان سماه الله مسجد الضرار فقال "والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين"
فأماكن العبادة التى تتخذ للكفر لم يقل الله بهدمها وإنما قال بعدم الصلاة فيها رغم أنها مساجد
9- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه الحنظلي, ثنا أبي, ثنا بقية بن الوليد, عن عبد الحميد بن بهرام, عن شهر بن حوشب, عن عبد الرحمن بن غنم: أن عمر بن الخطاب كتب على النصارى حين صولحوا:"بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين, من نصارى أرض الشام:إنا سألناك الأمان لأنفسنا وأهلينا وأولادنا وأموالنا وأهل ملتنا, على أن نؤدي الجزية عن يد ونحن صاغرون, وعلى أن لا نمنع أحداً من المسلمين أن ينزلوا كنائسنا في الليل والنهار, ونضيفهم فيها ثلاثاً ونطعمهم فيها الطعام, ونوسع لهم أبوابها, ولا يضرب فيها بالنواقيس إلا ضرباً خفيفاً, ولا نرفع فيها أصواتنا بالقراءة, ولا نؤوي فيها -ولا في شيء من منازلنا- جاسوساً لعدوكم, ولا نحدث كنيسةً ولا ديراً ولا صومعة ولا قلاية, ولا نجدد ما خرب منها, ولا نقصد الاجتماع فيما كان منها في خطط المسلمين وبين ظهرانيهم, ولا نظهر شركاً ولا ندعو إليه, ولا نظهر صليباً على كنائسنا ولا في شيء من طرق المسلمين وأسواقهم, ولا نتعلم القرآن ولا نعلمه أولادنا, ولا نمنع أحداً من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام إن أرادوا ذلك وأن نجز مقاديم رؤوسنا ونشد الزنانير في أوساطنا ونلزم ديننا ولا نتشبه بالمسلمين في لباسهم ولا في هيئتهم ولا في سروجهم, ولا في نقش خواتيمهم فننقشها عربياً, ولا نكتني بكناهم وأن نعظمهم ونوقرهم ونقوم لهم في مجالسنا, ونرشدهم في سبلهم وطرقاتهم, ولا نطلع في منازلهم, ولا نتخذ سلاحاً ولا سيفاً, ولا نحمله في حضر ولا سفر في أرض المسلمين, ولا نبيع خمراً ولا نظهرها, ولا نظهر ناراً مع موتانا في طرق المسلمين, ولا نرفع أصواتنا مع جنائزهم ولا نجاور المسلمين بهم, ولا نضرب أحداً من المسلمين, ولا نتخذ من الرقيق شيئاً جرت عليه سهامهم شرطنا ذلك كله على أنفسنا وأهل ملتنا, فإن خالفناه فلا ذمة لنا ولا عهد, وقد حل لكم منا ما يحل لكم من أهل الشقاق والمعاندة"
هذه الرواية أول الروايات الستة التى تتحدث عن العهد بين عمر ونصارى الشام وهى روايات لم تحدث لأن بلاد العالم عندى أسلم كثير منها فى عهد النبى(ص) كما قال تعالى " ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا" ومن ثم فتاريخنا المكتوب هو تاريخ مفترى على المسلمين خاصة عندما تكون تلك المعاهدات أو المصالحات مخالفة لكتاب الله وممن من الصحابة العلماء الذين آمنوا فى عهد النبى(ص) وأعلن الله رضاه عنهم فى القرآن والآن لمناقشة الخطاء فى الرواية:
الأول أن الجزية على كل النصارى فى قول العهد:
"إنا سألناك الأمان لأنفسنا وأهلينا وأولادنا وأموالنا وأهل ملتنا, على أن نؤدي الجزية عن يد ونحن صاغرون"
فالجزية تدفع عن يد أى عن غنى فلا جزية على فقير ولا محتاج وغنما يدفع الأغنياء من الكفار
الثانى عدم منع المسلمين من دخول الكنائس فى قول العهد المزعوم:
"وعلى أن لا نمنع أحداً من المسلمين أن ينزلوا كنائسنا في الليل والنهار, ونضيفهم فيها ثلاثاً ونطعمهم فيها الطعام, ونوسع لهم أبوابها"
لا يجوز للمسلم أن يدخل معبد الكفار إلا لضرورة كالتفتيش عن سلاح هرب لداخلها سيستعمل فى إيذاء المسلمين او غيرهم ولذا طلب الله منا الاستئذان عند دخول البيوت والكنائس تعتبر بيوت خاصة لأن القساوسة والرهبان وغيرهم يسكنونها ومعهم أهلهم من النساء وفى هذا قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها" ولا يمكن اعتبارها من البيوت غير المسكونة التى تدخل بلا استئذان لأن ليس للمسلمين فيها متاع أى منفعة كما قال تعالى "ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم"
الخطأ الثالث عدم رفع النصارى أصواتهم داخل الكنائس بالقراءة فى قول العهد:
"ولا نرفع فيها أصواتنا بالقراءة"
فالقوم حتى لو رفعوا أصواتهم فلن تخرج لخارج الكنيسة لأن معظم الكنائس مبانى كبيرة وحولها فضاء واسع يجعل تلك الأصوات تتشتت كما أن القارىء عند القراءة لا يبلغ الحد المعروف بالزعق لأن القراءة لكى تكون مفهومة لابد أن تكون جهرية بصوت ليس كبيرا
الخطأ الرابع عدم بناء مبانى لعبادتهم وترك ما يخرب منها يخرب فى قول العهد :ولا نحدث كنيسةً ولا ديراً ولا صومعة ولا قلاية, ولا نجدد ما خرب منها"
وهو ما يخالف ويعارض عدم ترك أماكن العبادة تتهدم فى قوله تعالى "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز"
الخطأ الخامس عدم إظهار الصليب على الكنائس فى قول العهد:
" ولا نظهر صليباً على كنائسنا "
وهو ما يتعارض مع كونه معلق فوق الأبراج والقباب ولو كان أمرا محرما وجوده ما بقيت كنيسة ولا بيعة ولا غير ذلك من معابد الكفار حتى الآن فى بلاد المسلمين ولكننا نرى أن تلك الأماكن باقية على حالها فلو علم المسلمون حرمة وجودها لأزالوها وما بقيت حتى ألان
الخطأ السادس عمل مظاهر خاصة للكفار كحلق أول الرأس ولبس الزنانير قى قول العهد:
"وأن نجز مقاديم رؤوسنا ونشد الزنانير في أوساطنا ونلزم ديننا"
فلو كان الجز مباحا لهم فهو مباح للمسلمين فى قوله تعالى "محلقين رءوسكم ومقصرين" ومن ثم فلن يختلف مظهر هؤلاء عن أولئك
كما أن الله لم يحرم البسة معينى على المسلمين وإنما حرم عليهم أى لباس يعرى عوراتهم أو يظهرها فى الأماكن العامة وغيرها ومن ثم فالزنار قد يكون لبس لبعض المسلمين ولا حرمة فيه
الخطأ السابع هو أن النصارى يشعلون نارا عند تشييع جنازة أحدهم فى قول العهد" ولا نظهر ناراً مع موتانا في طرق المسلمين"
وهو تعبير خاطىء عما يحدث فهم لا يشعلون نارا وإنما يوقدون بعض أعواد البخور والروائح فى الكنيسة ثم يخرجون بها فى الجنازة وهى غير مشتعلة وإنما تطلق أبخرة فقط
10- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا محمد بن هشام ابن البختري أبو جعفر المستملي, ثنا الربيع بن ثعلب الغنوي, ثنا يحيى بن عقبة [بن] أبي العيزار, عن سفيان الثوري والوليد بن نوح والسري بن مصرف, يذكرون عن طلحة بن مصرف, عن مسروق, عن عبد الرحمن بن غنم قال: كتبت لعمر بن الخطاب حين صالح نصارى أهل الشام:
"بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله عمر, أمير المؤمنين, من نصارى مدينة كذا وكذا:إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا, وشرطنا لكم على أنفسنا: أن لا نحدث في مدائننا ولا فيما حولها ديراً, ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب, ولا نجدد ما خرب منها, ولا نحيي ما كان منها في خطط المسلمين, وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحدٌ من المسلمين في ليل ولا نهار, وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل, وأن ننزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم, ولا نؤوي في كنائسنا ولا منازلنا جاسوساً, ولا نعلم أولادنا القرآن, ولا نظهر شركاً ولا ندعو إليه أحداً, وأن لا نمنع أحداً من ذوي قراباتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه وأن نوقر المسلمين, وأن نقوم لهم من مجالسنا إذا أرادوا الجلوس, ولا نتشبه بهم في شيء من لباسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر, ولا نتكلم بكلامهم, ولا نكتني بكناهم, ولا نركب السروج, ولا نتقلد السيوف, ولا نتخذ شيئاً من السلاح ولا نحمله معنا, ولا ننقش خواتيمنا بالعربية, ولا نبيع الخمور
وأن نجز مقاديم رؤوسنا, وأن نلزم زينا حيثما كنا, وأن نشد الزنانير على أوساطنا, وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا, وأن لا نظهر صليباً أو كتبنا في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم, وأن لا نضرب بنواقيسنا في كنائسنا إلا ضرباً خفياً, وأن لا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء من حضرة المسلمين, وأن لا نخرج شعانين ولا باعوثاً
وأن لا نرفع أصواتنا مع موتانا, ولا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين وأسواقهم, ولا نجاورهم بموتانا, ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين وأن نرشد المسلمين, ولا نطلع في منازلهم -فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه: "ولا نضرب أحداً من المسلمين" -
شرطنا لكم ذاك على أنفسنا وأهل ملتنا, وقبلنا عليه الأمان, فإن نحن خالفنا عن شيء مما شرطناه لكم وضمناه على أنفسنا فلا ذمة لنا, وقد حل لكم منا ما يحل لكم من أهل المعاندة والشقاق"
تكررت الأخطاء فى الرواية السابقة فى الرواية هنا وزادت الأخطاء التالية:
الأول ترك النصارى مجالسهم إذا أراد المسلمون الجلوس قيها فى قولهم "وأن نقوم لهم من مجالسنا إذا أرادوا الجلوس"
وهو ما يناقض أن أصحاب المجلس لا يقومون منه وإنما يوسعون لمن أراد الجلوس فكيف يتم طرد الإنسان من مجلسه فى بيته وهو ملكه وليس نلك الأخرين؟
وقد أباح الله مجالسة المسلمين للكفار طالما لم يسخروا من الإسلام والأمر هو بعدم مجالسة المسلمين للكفار عند سماع كفرهم بدين الله ومن ثم فتاركى المجلس وهو المقعد هم المسلمون وليس الكفار وفى هذا قال تعالى "وقد نزل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره إنكم إذا مثلهم"
الخطأ الثانى عدم ليس القلانس والعمائم والنعال وفرق الشهر فى قولهم "ولا نتشبه بهم في شيء من لباسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر"
وهذا الكلام يدل على الخبل فتلك الأمور ليست خاصة بالمسلمين فالمشركين كانوا يرتدون القلانس والعمائم والنعال ويفرقون الشعر وما زالوا فاللباس ليس خاص بقوم دون قوم وكذلك فرق الشعر وفرق الشعر هنا يتناقض الرواية السابقة التى تقول بجز شعر مقدمة الرأس
الخطأ الثالث هدم الكلام بكلام المسلمين وعدم الكتابة بالعربية فى قولهم"ولا نتكلم بكلامهم ولا ننقش خواتيمنا بالعربية"
وهو كلام يدل على الجنون فمن حرم التكلم بالعربية والكتابة بها على غير المسلمين إذا كان هناك عرب يتكلمون العربية وهم كفاروهم المشركون؟
كما أن هذا يحتاج لتعليق سماعات أو مصورات فى الأماكن العامة وفى بيوت الكفار لاثبات الجريمة المضحكة عليهم وهى التكلم بالعربية وهو ما يتعارض مع قوله تعالى " ولا تجسسوا "
ويتعارض مع غض البصر
11- قال عبد الله: ووجدت هذا الحديث بالشام: رواه عبد الوهاب بن نجدة الحوطي, عن محمد بن حمير, عن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية, عن السري بن مصرف وسفيان الثوري والوليد بن نوح, عن طلحة بن مصرف, عن مسروق بن الأجدع, عن عبد الرحمن بن غنم قال: كتبت لعمر بن الخطاب حين صالحه نصارى أهل الشام فذكر مثله سواء بطوله فعجبت من اتفاق ابن أبي غنية ويحيى بن عقبة على روايته عن هؤلاء الثلاثة بأعيانهم, حتى كأن أحدهم أخذ عن الآخر, فالله أعلم
12- ورأيت هذا الحديث في كتاب رجل من أصحابنا بدمشق, ذكر أنه سمعه من محمد بن ميمون [بن] معاوية الصوفي بطبرية بإسناد ليس بمشهور, ينتهي إلى إسماعيل بن مجالد بن سعيد قال: حدثني سفيان الثوري, عن طلحة بن مصرف, عن مسروق, عن عبد الرحمن بن غنم, فذكره بطوله وقال فيه عند ذكر الكنائس: "ولا يأتي منها ما كان في خطط المسلمين " وزاد فيه: "ولا يتشبه بهم في شيء من لباسهم في قلنسوة, ولا عمامة, ولا سراويل ذات خدمة, ولا نعلين ذات عدنة, ولا نمشي إلا بزنار من جلد, ولا يوجد في بيت أحدنا سلاح إلا انتهب" وما رأيت هذه الزيادة فيما وقع إلينا من عهود عمر بن الخطاب , ووجدتها مروية عن عمر بن عبد العزيز , وهي تأتي في هذا الجزء, وبالله التوفيق
13- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم, ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش, حدثني أبي, أن هذا كتاب من عياض بن غنم لذمة حمص:"أنا حين قدمت بلادنا طلبنا إليك الأمان لأنفسنا وأهل ملتنا, فأمنتنا على أن شرطنا لك على أنفسنا: أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها كنيسة, ولا ديراً ولا قلاية ولا صومعة راهب, ولا نجدد ما خرب من كنائسنا، ولا نحيي ما كان منها في خطط المسلمين، ولا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار، وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل، ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوساً، ولا نكتم أمراً من غش المسلمين، وأن لا نضرب بنواقيسنا إلا ضرباً خفياً في جوف كنائسنا، فيما كان في حضرة المسلمين ولا نخرج صليباً ولا كتبنا في طريق المسلمين، ولا نخرج باعوثاً ولا شعانين، ولا نرفع أصواتنا مع موتانا، ولا نظهر النيران معهم في الأسواق، أسواق المسلمين، ولا نجاورهم بالخنازير، ولا نبيع الخمور، ولا نظهر شركاً في نادي المسلمين، ولا نرغب أحداً منهم في ديننا، ولا ندعو إليه أحداً، وعلى أن لا نتخذ شيئاً من الرقيق خرجت عليه سهام المسلمين -أو قال: جرت- ولا نمنع أحداً من أنسابنا أراد الدخول في الإسلام وأن نلزم زينا حيثما كنا، ولا نتشبه بالمسلمين في لباس قلنسوة، ولا عمامة، ولا نعلين، ولا فرق شعر، ولا مراكبهم، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نكتني بكناهم، وأن نجز مقادم رؤوسنا، ونلف نواصينا، ونشد الزنانير على أوساطنا، ولا ننقش على خواتيمنا بالعربية، ولا نركب السروج، ولا نتخذ شيئاً من السلاح ولا نحمله ولا نتقلد السيوف وأن نوقر المسلمين في مجالسهم، ونرشدهم السبل، ونقوم لهم من المجالس إذا أرادوا الجلوس، ولا نطلع عليهم في منازلهم، ولا نعلم أولادنا القرآن، ولا يشارك أحد منا مسلماً في تجارة، إلا أن يكون أمر التجارة إلى المسلم، وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل ثلاثة أيام؛ نطعمه فيها من أوسط ما نجد ضمنا لك ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا، وأعطيتنا الأمان بذلك على أنفسنا وذرارينا وأزواجنا ومساكننا، فإن نحن غيرنا أو خالفنا عما شرطنا على أنفسنا، وقد قبل بالأمان عليه؛ فلا ذمة لنا، وقد حل لكم منا ما حل من أهل المعاندة والشقاق"وزادهم عمر بن الخطاب ، فكتب عمر في الكتاب: "أن لا تشتروا من سبينا شيئاً، ومن ضرب مسلماً عمداً فقد خلع عهده"قلت أنا: هكذا روى محمد بن إسماعيل بن عياش عن أبيه هذا الحديث "
الأخطاء الزائدة هنا هى :
الأول لف نواصى النصارى وهو أمر لم يذكر فى الروايات السابقة وهو قولهم"ونلف نواصينا "
الثانى وهو غير مذكور فى الروايات السابقة وهو عدم مجاورة المسلمين بالخنازير فى قولهم"ولا نجاورهم بالخنازير"
والغريب أن الخنازير محرمة على اليهود والنصارى فى كتبهم كما أن الله لم يقل ألا يسكن المسلمين فى مناطق بها خنازير وإنما حرم عليهم أكلها كما قال تعالى "قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير" ومن ثم فالخنازير كانت متواجدة فى بلاد المسلمين لأن الله خلقها لأسباب عدة المعروف منها انها تخلص القوم من القمامة التى هى طعامها
الثالث ألا يركب الكفار الخيل بقولهم" ولا نركب السروج" وهو ما يناقض أن الله خلق الخيل والبغال والحمير للناس جميعا وليس للمسلمين فقط فى قوله "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون"
الرابع ألا يشارك مسلم كافر فى التجارة إلا كان المسلم هو المتصرف فيها فى قولهم"ولا يشارك أحد منا مسلماً في تجارة، إلا أن يكون أمر التجارة إلى المسلم"
وهذا الكلام يخالف كلمة المشاركة التى تعنى أن القوم كما يتفقون فيما بينهم من شروط عادلة والمسلم لابد أن يفى بها كما قال تعالى "والموفون بعهدهم " وفى الروايات نجد حكايات عدة عن مشاركة المسلمين للكفار فى التجارة وأن التصرف كان من كلا الجانبين كل فى بلده
الخامس وجود سبى للمسلمين فى قولهم " أن لا تشتروا من سبينا شيئاً "وهو ما يناقض أن الله حرم السبى فحتى أسرى الحرب أوجب إطلاق سراحهم سواء كان بدفع فدية أو بالمن وهو إطلاق سراحهم بلا دفع شىء وفى هذا قال تعالى "فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها"
ومن ثم لا يمكن أن يكون المسلمون قد وافقوا على كل تلك الأخطاء والرواية التالية: هى الرواية الأخيرة فى روايات عهد الشام :
22- وذكر أحمد بن علي المصيصي المعروف بالحطيطي, ومسكنه بكفربيا, أن مخزوم بن حميد بن خالد حدثهم, عن أبيه حميد بن خالد, عن خالد بن عبد الرحمن, عن عبد السلام بن سلامة بن قيصر الحضرمي: كذلك كان في العهد الذي عهده عمر بن الخطاب إلى سلامة بن قيصر, في سنة ست من خلافة عمر:هذا عهد عمر بن الخطاب الذي أودعه سلامة بن قيصر, على أنهم اشترطوا على أنفسهم بهذا الشرط:
طلبنا إليك في الأمان لأنفسنا وأهل ملتنا, على أنا شرطنا على أنفسنا: أن لا نحدث في مدينتا كنيسة, ولا فيما حولها, ولا ديراً ولا قلاية ولا صومعة راهب, ولا نجدد ما خرب من كنائسنا, ولا نحيي -أو كلمةنحوها- ما كان في خطط المسلمين, ولا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار, وأن نوسع أبوابها للمارة وأبناء السبيل, ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوساً, ولا نكتم أمراً من غش المسلمين, وعلى أن لا نضرب نواقيسنا إلا ضرباً خفياً في جوف كنائسنا, ولا نظهر الصليب عليها, ولا نرفع أصواتنا بالصلاة والقراءة في كنائسنا فيما كان بحضرة المسلمين, ولا نخرج صليباً -إلا خفايا- في طرق المسلمين, ولا نخرج باعوثاً ولا شعانين, ولا نرفع أصواتنا مع أمواتنا, ولا نظهر النيران في أسواق المسلمين, ولا نجاورهم بخنازير, ولا نبيع الخمر في أسواق المسلمين, ولا في طرقهم, ولا نظهر شركاً في نادي المسلمين, ولا نرغب مسلماً في ديننا, ولا ندعو إليه أحداً, وعلى أن لا نتخذ شيئاً من الرقيق جرت عليه سهام المسلمين, ولا نمنع أحداً من قراباتنا أراد الدخول في الإسلام وأن نلزم زينا حيثما كنا, ولا نتشبه بالمسلمين في لباس قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نتكنى بكناهم، ونجز مقادم رؤوسنا، ونلف نواصينا، ونشد الزنانير على أوساطنا، ولا ننقش خواتيمنا بالعربية، ولا نركب السرج، ولا نتخذ شيئاً من السلاح, ونكشف وجوه أمواتنا, ولا نتقلد السيوف وأن نوقر المسلمين في مجالسهم، ونرشدهم السبل، ونقوم لهم من المجالس, ولا نطلع عليهم في مجالسهم ولا منازلهم، ولا نعلم أولادنا القرآن، ولا يشارك أحد منا مسلماً في التجارة إلا أن يكون للمسلمين أمر التجارة، وأن نضيف كل عابر سبيل ثلاثة أيام؛ نطعمه مما يحل له من طعامنا, ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وأعطينا بذلك الأمان على أنفسنا وذرارينا وأزواجنا ومساكننا، فإن نحن غيرنا أو خالفنا عما شرطنا على أنفسنا وقبلنا الأمان عليه؛ فلا ذمة لنا، وقد حل لك من دمائنا وأموالنا ما قد حل لك من العاندين أهل الخلاف والشقاق, وبذلك شرطنا على أنفسنا"
الأخطاء الزائدة على الروايات السابقة هى :
الأول عدم التكنى بكنى المسلمين فى قولهم "ولا نتكنى بكناهم" وهو كلام يدل على الخبل فالتكنى موجود فى كل اللغات والتشابه فى الكنى موجود فى كل اللغات وعند كل الناس
الثانى كشف وجوه أموات النصارى فى قولهم"ونكشف وجوه أمواتنا" وهو كلام ليس موجودا فى باقى الروايات ولم يطلبه أحد فهذه الأمور خاصة بهم كشفوا أو اخفوا
ثم ذكر الرجل روايات خاصة بعهد ابن غنم فروى التالى :
14- ورأيته من حديث أبي المغيرة عبد القدوس بن حجاج، عن إسماعيل بن عياش، أن غير واحد أخبرهم: أن أهل الجزيرة كتبوا لعبد الرحمن بن غنم: "إنك لما قدمت بلادنا طلبنا إليك الأمان "كتبته بطوله، وهو عندي خطأ، والصواب ما رواه محمد بن إسماعيل؛ من جهات: منها: أن سليمان بن عبد الحميد البهراني حدث به عن محمد بن إسماعيل وقال سليمان: وهكذا قرأته في أصل كتاب إسماعيل بن عياش بخطه ومنها: قوله أن أهل الجزيرة كتبوا هذا الكتاب لعبد الرحمن بن غنم، وهذا غلط؛ لأن الذي افتتح الجزيرة وصالح أهلها هو عياض بن غنم، ما علمت في ذلك اختلافاً
15- أنا عبد الدائم، ثنا عبد الوهاب، ثنا عبد الله، ثنا العباس بن محمد، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، عن المعمر بن صالح، عن العلاء بن أبي عائشة، قال:كتب إلي عمر بن عبد العزيز : أن سل أهل الرها: هل عندهم صلح؟ فسألتهم، فأتاني أسقفهم بدرج أو حق فيه كتاب من عياض بن غنم، ومن معه من المسلمين لأهل الرها: "إني أمنتهم على دمائهم وأموالهم وذراريهم ونسائهم ومدينتهم وطواحينهم, إذا أدوا الحق الذي عليهم, شهد الله وملائكته"فأجازه لهم عمر بن عبد العزيز "
16- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا أحمد بن يوسف التغلبي, ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام, ثنا كثير بن هشام, فذكر مثل هذا الحديث وقال أبو عبيد: وفي غير حديث كثير بن هشام: أن عياضاً لما صالح أهل الرها دخل سائر أهل الجزيرة فيما دخل فيه أهل الرها من الصلح "
17- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا أحمد بن حماد بن عبد السلام الواسطي, ثنا أبي, ثنا غياث بن إبراهيم, ثنا ثور بن يزيد, عن راشد بن سعد, أن عياض بن غنم افتتح الجزيرة وصالح أهل الرها, وكانت مدينة حصينة, وكتب لهم عياض كتاباً, فهو عندهم إلى اليوم, وصالح أهل مدينة حران وافتتحوا أبوابها, ومدينة الرقة بعثوا يطلبون الصلح فصالحهم وافتتح عياض الجزيرة كلها
18- قال: وثنا غياث عن سعيد بن سنان بنحو ذلك
19- وقال: وثنا غياث, عن خصيف, عن زيد بن رفيع, أن عياض بن غنم صالح أهل الرها وأهل نصيبين
20- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, وحدثني أحمد بن عبد الله بن سليمان, عن أبي الحسن المدائني, عن عوانة بن الحكم: أن الجزيرة افتتحها عياض بن غنم صلحاً وقد علمنا أن ذكر عبد الرحمن في هذا الموضع غلط ومنها: أن أبا عبيدة بن الجراح هو افتتح حمص لا شك في ذلك, فكان أول من وليها عياض بن غنم؛ ولاه إياها عمر بن الخطاب لما فتحت, فوصل إليها في رجب سنة ستة عشر, فأقام أميراً عليها ثلاث سنين ونصفاً
21- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا عبد الكريم بن الهيثم, حدثني محمد بن صالح, ثنا إسماعيل بن عياض, ثنا صفوان بن عمرو, عن سليمان بن عامر قال: خطب معاوية على منبر حمص, وهو أمير عليها وعلى الشام كلها, فقال: والله ما علمت يا أهل حمص أن الله تبارك وتعالى ليسعدكم بالأمراء الصالحين؛ أول من ولي عليكم عياض بن غنم فكان خيراً مني, ثم ولي عليكم سعيد بن عامر بن حذيم وكان خيراً مني, ثم ولي عليكم عمير بن سعد ولنعم العميري كان, ثم ها أنا قد وليتكم؛ فستعلمون "
الروايات السابقة نجدها مختلفة فيمن فتح الجزيرة وفيمن صالحهم عياض وفيمن افتتح البلاد وكلها غير مذكور فيها بنود العهد وكما قلنا هذا الاختلافات التى ذكر المؤلف بعضها ادل على أن هذا التاربخ كذب وأن تلك البلاد دخلت الإسلام فى عهد النبى(ص) نفسه بإسلام أهلها كما قال تعالى "ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا "
ثم ذكر المؤلف إعلان عمر بن عبد العزيز لأهل الشام عهد قيل فيه :
23- أخبرنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, أنا محمد بن عبد الرحمن بن يونس, ثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي, ثنا [يسرة] بن صفوان, عن الحكم بن عمر الرعيني قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أمصار الشام:لا يمشين نصراني إلا مفروق الناصية, ولا يلبس قباء, ولا يمشين إلا بزنار من جلد, ولا يلبسن طيلسان, ولا يلبس سراويلاً ذات خدمة, ولا يلبس نعلاً ذات عدنة, ولا يركبن على سرج, ولا يوجد في بيته سلاح إلا انتهب "
وبالقطع إذا كان المسلمون قد كتبوا عهد فى عهد عمر بن الخطاب فلماذا يكتب عمر بن عبد العزيز عهدا أخر والناس هم هم ؟
امر غريب فالعهود تكتب إذا كان أهل الشام حاربوا المسلمين ويكتب عهد جديد ولكن المعروف فى تاريخنا المفترى أنه لم تحدث حروب جديدة فى عهد بنى أمية المزعوم
24- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا العباس بن محمد, ثنا شبابة بن سوار, حدثنا إسرائيل بن يونس, عن سماك بن حرب, عن عياض الأشعري:عن أبي موسى الأشعري, أنه قدم على عمر ومعه كاتبٌ له, فسأله عمر عما صنع في عمله, فقال: أنفقت كذا وكذا, فقال: إني لست أدري ما تقول, ولكن انطلق فاكتب فيما أنفقت فانطلق فكتب: أنفقت في كذا وكذا, وفي كذا وكذا ثم جاء به إلى عمر, فلما رآه أعجبه
فقال: من كتب لك هذا؟ قال: كاتب لي قال: فادعه حتى يقرأ لنا كتباً جاءتنا من الشام فقال: يا أمير المؤمنين إنه لا يدخل المسجد فقال: لم؟ أجنبٌ هو؟ قال: لا, ولكنه نصراني فضرب على فخذي ضربةً كاد يكسرها, ثم قال: أما سمعت إلى الله تبارك وتعالى يقول: {يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصرى أولياء بعضهم أولياء بعض} , أفلا اتخذت كاتباً حنيفاً يكتب لك؟ قال: يا أمير المؤمنين ما لي وله؟ له دينه ولي كتابته!فقال عمر: لا تأمنهم إذ خونهم الله, ولا تكرمهم إذ أهانهم الله, ولا تدنهم إذ أقصاهم الله "
الخطأ أن الله خون اليهود والنصارى كلهم وفى كل شىء وهو ما يخالف أن الله لم يخون بعضهم فى المال فجعل فريق منهم أمناء وخون البعض الأخر فقال :
"ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا فى الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون"
الكتاب هو من جمع القاضي أبي محمد عبد الله بن أحمد بن زبر الربعي255-329هـ وبذيله أحاديثٌ لأبي محمد عبد الوهاب بن أحمد الكلابي306-396 هـ
وموضوعه هو الروايات التى تتحدث عن عهود السلام بين المجاهدين وبين من غزوهم من المسلمين ردا على عدوانهم وعما يحرم على النصارى عمله فى البلاد ومما ينبغى قوله أن معظم إن لم يكن كل ما فى الكتاب من روايات لم يحدث منه شىء خاصة أن ما ذكر فيها من شروط هو مخالف لكلام الله وسوف نتناول الآن تلك الروايات:
1- أنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي, قال: حدثني أبي, ثنا سعيد بن عبد الجبار, عن سعيد بن سنان, قال: ثنا أبو الزاهرية, عن كثير بن مرة الحضرمي, قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله (ص)يقول: "لا تبنى بيعةٌ في الإسلام, ولا يجدد ما خرب منها"
علامة الوضع ظاهرة هنا وهى اختصاص البيع بالحديث دون غيرها من معابد الكفار ومن المعلوم أن كلام الوحى يكون عام عندما يتحدث عن حكم ينطبق على كل أهل الأديان لأن أرض المسلمين لا يعيش فيها يهود فقط وإنما نصارى ومجوس وصابئة وهندوس وغيرهم
ويتعارض الأمر مع عدم السعى فى تهديم أى معابد للكفار ما دام الغرض من بناءها ذكر الله كثيرا كما قال تعالى :
"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز"
كما أن المسلمين لو فعلوا فى بلادهم ما يقال فى الرواية لفعل الكفار بالمساجد فى بلاد الكفار مثلها ومن ثم يكون سعى منهم فى خراب مساجد الله
2- أنا عبد الدائم, أنا عبد الوهاب, أنا عبد الله, ثنا محمد بن غالب بن حرب, ومحمد بن يونس بن موسى, قالا: ثنا بكر بن محمد القرشي بالبصرة, قال: سمعت سعيد بن عبد الجبار الزبيدي, يحدث عن سعيد بن سنان, عن أبي الزاهرية, عن كثير بن مرة الحضرمي, قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تبنى كنيسةٌ في الإسلام, ولا يجدد ما خرب منها"
3- أنا عبد الدائم, أنا عبد الوهاب, أنا عبد الله, ثنا علي بن داود بن يزيد التميمي, ثنا عمرو بن خالد, ثنا عبد الله بن لهيعة, عن يزيد بن أبي حبيب, عن أبي الخير قال: قال عمر بن الخطاب : "لا كنيسة في الإسلام"
4- أنا عبد الدائم, أنا عبد الوهاب, أنا عبد الله, ثنا إبراهيم بن الهيثم البلداني, ثنا عبد الله بن صالح, حدثني الليث بن سعد, حدثني توبة بن نمر الحضرمي قاضي مصر, عن رجل أخبره: أن رسول الله (ص)قال: "لا كنيسة في الإسلام"قال الليث: وحدثني يزيد بن أبي حبيب, عن أبي الخير, عن عمر بن الخطاب مثل ذلك
5-أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا الحسن بن [عليل العنزي] , ثنا أبو الربيع الزهراني, ثنا إسماعيل بن زكريا, عن مجالد بن سعيد, عن الشعبي: أن عمر بن الخطاب قال: "لا كنيسة في الإسلام"
يتعارض الأمر مع عدم السعى فى تهديم أى معابد للكفار ما دام الغرض من بناءها ذكر الله كثيرا كما قال تعالى :
"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز"
كما أن المسلمين لو فعلوا فى بلادهم ما يقال فى الرواية لفعل الكفار بالمساجد فى بلادهم مثلها ومن ثم يكون سعى منهم فى خراب مساجد الله
وعلامة الوضع ظاهرة فى الروايات الثلاث وهى اختصاص الكنائس بالحديث دون غيرها من معابد الكفار ومن المعلوم أن كلام الوحى يكون عام عندما يتحدث عن حكم ينطبق على كل أهل الأديان لأن أرض المسلمين لا يعيش فيها نصارى فقط وإنما يهود ومجوس وصابئة وهندوس وغيرهم
6- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, [ثنا] علي بن داود, ثنا سعيد بن الحكم بن أبي مريم, أبنا يحيى بن أيوب, عن عبيد الله بن زحر, عن علي بن يزيد, عن القاسم أبي عبد الرحمن, عن أبي أمامة قال: قال عمر بن الخطاب : "إياكم وأخلاق الأعاجم, ومجاورة الخنازير, وأن يرفع بين أظهركم الصليب"
الخطأ الأول هو النهى عن مجاورة الخنازير وهو كلام يدل على الخبل فالخنازير مخلوقات من خلق الله لو ترك بلد لوجودها فيها فمعناه أن يترك الكثير من المسلمين بلادهم للكفار يستولون عنها لهجرتهم من تلك البلاد
والخطأ الثانى ألا يرفع الصليب والمراد ألا يوجد كنيسة عليها صليب فى البلاد وهو ما يتعارض مع الروايات السابقة التى تقول بترك الكنائس فى بلاد المسلمين كما هى حتى تخرب
7- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا أحمد بن عبيد بن إسحاق, وأبو إسماعيل الترمذي, قالا: ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين, ثنا شبل بن عباد, عن قيس بن سعد, عن طاوس, أنه سمعه يقول: "لا ينبغي لبيت رحمة أن يكون عنده بيت عذاب"
8- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, نا أحمد بن يوسف التغلبي, ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام, ثنا أبو نعيم بهذا الحديث
قال أبو عبيد: يعني الكنائس والبيع وبيوت النيران, يقول: لا ينبغي أن يكون مع المساجد في أمصار المسلمين "
الروايتان السابقتان تطلب ألا يتجاور بيت رحمة بجوار بيت عذاب وهو ما يتناقض مع وجود مسجدين فى المدينة كان أحدهما بيت لأهل الرحمة وأحدهما بيت لأهل العذاب وهم المنافقين ولم يتم هدم المسجد الثانى مع انه كان سماه الله مسجد الضرار فقال "والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين"
فأماكن العبادة التى تتخذ للكفر لم يقل الله بهدمها وإنما قال بعدم الصلاة فيها رغم أنها مساجد
9- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه الحنظلي, ثنا أبي, ثنا بقية بن الوليد, عن عبد الحميد بن بهرام, عن شهر بن حوشب, عن عبد الرحمن بن غنم: أن عمر بن الخطاب كتب على النصارى حين صولحوا:"بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين, من نصارى أرض الشام:إنا سألناك الأمان لأنفسنا وأهلينا وأولادنا وأموالنا وأهل ملتنا, على أن نؤدي الجزية عن يد ونحن صاغرون, وعلى أن لا نمنع أحداً من المسلمين أن ينزلوا كنائسنا في الليل والنهار, ونضيفهم فيها ثلاثاً ونطعمهم فيها الطعام, ونوسع لهم أبوابها, ولا يضرب فيها بالنواقيس إلا ضرباً خفيفاً, ولا نرفع فيها أصواتنا بالقراءة, ولا نؤوي فيها -ولا في شيء من منازلنا- جاسوساً لعدوكم, ولا نحدث كنيسةً ولا ديراً ولا صومعة ولا قلاية, ولا نجدد ما خرب منها, ولا نقصد الاجتماع فيما كان منها في خطط المسلمين وبين ظهرانيهم, ولا نظهر شركاً ولا ندعو إليه, ولا نظهر صليباً على كنائسنا ولا في شيء من طرق المسلمين وأسواقهم, ولا نتعلم القرآن ولا نعلمه أولادنا, ولا نمنع أحداً من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام إن أرادوا ذلك وأن نجز مقاديم رؤوسنا ونشد الزنانير في أوساطنا ونلزم ديننا ولا نتشبه بالمسلمين في لباسهم ولا في هيئتهم ولا في سروجهم, ولا في نقش خواتيمهم فننقشها عربياً, ولا نكتني بكناهم وأن نعظمهم ونوقرهم ونقوم لهم في مجالسنا, ونرشدهم في سبلهم وطرقاتهم, ولا نطلع في منازلهم, ولا نتخذ سلاحاً ولا سيفاً, ولا نحمله في حضر ولا سفر في أرض المسلمين, ولا نبيع خمراً ولا نظهرها, ولا نظهر ناراً مع موتانا في طرق المسلمين, ولا نرفع أصواتنا مع جنائزهم ولا نجاور المسلمين بهم, ولا نضرب أحداً من المسلمين, ولا نتخذ من الرقيق شيئاً جرت عليه سهامهم شرطنا ذلك كله على أنفسنا وأهل ملتنا, فإن خالفناه فلا ذمة لنا ولا عهد, وقد حل لكم منا ما يحل لكم من أهل الشقاق والمعاندة"
هذه الرواية أول الروايات الستة التى تتحدث عن العهد بين عمر ونصارى الشام وهى روايات لم تحدث لأن بلاد العالم عندى أسلم كثير منها فى عهد النبى(ص) كما قال تعالى " ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا" ومن ثم فتاريخنا المكتوب هو تاريخ مفترى على المسلمين خاصة عندما تكون تلك المعاهدات أو المصالحات مخالفة لكتاب الله وممن من الصحابة العلماء الذين آمنوا فى عهد النبى(ص) وأعلن الله رضاه عنهم فى القرآن والآن لمناقشة الخطاء فى الرواية:
الأول أن الجزية على كل النصارى فى قول العهد:
"إنا سألناك الأمان لأنفسنا وأهلينا وأولادنا وأموالنا وأهل ملتنا, على أن نؤدي الجزية عن يد ونحن صاغرون"
فالجزية تدفع عن يد أى عن غنى فلا جزية على فقير ولا محتاج وغنما يدفع الأغنياء من الكفار
الثانى عدم منع المسلمين من دخول الكنائس فى قول العهد المزعوم:
"وعلى أن لا نمنع أحداً من المسلمين أن ينزلوا كنائسنا في الليل والنهار, ونضيفهم فيها ثلاثاً ونطعمهم فيها الطعام, ونوسع لهم أبوابها"
لا يجوز للمسلم أن يدخل معبد الكفار إلا لضرورة كالتفتيش عن سلاح هرب لداخلها سيستعمل فى إيذاء المسلمين او غيرهم ولذا طلب الله منا الاستئذان عند دخول البيوت والكنائس تعتبر بيوت خاصة لأن القساوسة والرهبان وغيرهم يسكنونها ومعهم أهلهم من النساء وفى هذا قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها" ولا يمكن اعتبارها من البيوت غير المسكونة التى تدخل بلا استئذان لأن ليس للمسلمين فيها متاع أى منفعة كما قال تعالى "ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم"
الخطأ الثالث عدم رفع النصارى أصواتهم داخل الكنائس بالقراءة فى قول العهد:
"ولا نرفع فيها أصواتنا بالقراءة"
فالقوم حتى لو رفعوا أصواتهم فلن تخرج لخارج الكنيسة لأن معظم الكنائس مبانى كبيرة وحولها فضاء واسع يجعل تلك الأصوات تتشتت كما أن القارىء عند القراءة لا يبلغ الحد المعروف بالزعق لأن القراءة لكى تكون مفهومة لابد أن تكون جهرية بصوت ليس كبيرا
الخطأ الرابع عدم بناء مبانى لعبادتهم وترك ما يخرب منها يخرب فى قول العهد :ولا نحدث كنيسةً ولا ديراً ولا صومعة ولا قلاية, ولا نجدد ما خرب منها"
وهو ما يخالف ويعارض عدم ترك أماكن العبادة تتهدم فى قوله تعالى "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز"
الخطأ الخامس عدم إظهار الصليب على الكنائس فى قول العهد:
" ولا نظهر صليباً على كنائسنا "
وهو ما يتعارض مع كونه معلق فوق الأبراج والقباب ولو كان أمرا محرما وجوده ما بقيت كنيسة ولا بيعة ولا غير ذلك من معابد الكفار حتى الآن فى بلاد المسلمين ولكننا نرى أن تلك الأماكن باقية على حالها فلو علم المسلمون حرمة وجودها لأزالوها وما بقيت حتى ألان
الخطأ السادس عمل مظاهر خاصة للكفار كحلق أول الرأس ولبس الزنانير قى قول العهد:
"وأن نجز مقاديم رؤوسنا ونشد الزنانير في أوساطنا ونلزم ديننا"
فلو كان الجز مباحا لهم فهو مباح للمسلمين فى قوله تعالى "محلقين رءوسكم ومقصرين" ومن ثم فلن يختلف مظهر هؤلاء عن أولئك
كما أن الله لم يحرم البسة معينى على المسلمين وإنما حرم عليهم أى لباس يعرى عوراتهم أو يظهرها فى الأماكن العامة وغيرها ومن ثم فالزنار قد يكون لبس لبعض المسلمين ولا حرمة فيه
الخطأ السابع هو أن النصارى يشعلون نارا عند تشييع جنازة أحدهم فى قول العهد" ولا نظهر ناراً مع موتانا في طرق المسلمين"
وهو تعبير خاطىء عما يحدث فهم لا يشعلون نارا وإنما يوقدون بعض أعواد البخور والروائح فى الكنيسة ثم يخرجون بها فى الجنازة وهى غير مشتعلة وإنما تطلق أبخرة فقط
10- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا محمد بن هشام ابن البختري أبو جعفر المستملي, ثنا الربيع بن ثعلب الغنوي, ثنا يحيى بن عقبة [بن] أبي العيزار, عن سفيان الثوري والوليد بن نوح والسري بن مصرف, يذكرون عن طلحة بن مصرف, عن مسروق, عن عبد الرحمن بن غنم قال: كتبت لعمر بن الخطاب حين صالح نصارى أهل الشام:
"بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله عمر, أمير المؤمنين, من نصارى مدينة كذا وكذا:إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا, وشرطنا لكم على أنفسنا: أن لا نحدث في مدائننا ولا فيما حولها ديراً, ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب, ولا نجدد ما خرب منها, ولا نحيي ما كان منها في خطط المسلمين, وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحدٌ من المسلمين في ليل ولا نهار, وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل, وأن ننزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم, ولا نؤوي في كنائسنا ولا منازلنا جاسوساً, ولا نعلم أولادنا القرآن, ولا نظهر شركاً ولا ندعو إليه أحداً, وأن لا نمنع أحداً من ذوي قراباتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه وأن نوقر المسلمين, وأن نقوم لهم من مجالسنا إذا أرادوا الجلوس, ولا نتشبه بهم في شيء من لباسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر, ولا نتكلم بكلامهم, ولا نكتني بكناهم, ولا نركب السروج, ولا نتقلد السيوف, ولا نتخذ شيئاً من السلاح ولا نحمله معنا, ولا ننقش خواتيمنا بالعربية, ولا نبيع الخمور
وأن نجز مقاديم رؤوسنا, وأن نلزم زينا حيثما كنا, وأن نشد الزنانير على أوساطنا, وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا, وأن لا نظهر صليباً أو كتبنا في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم, وأن لا نضرب بنواقيسنا في كنائسنا إلا ضرباً خفياً, وأن لا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء من حضرة المسلمين, وأن لا نخرج شعانين ولا باعوثاً
وأن لا نرفع أصواتنا مع موتانا, ولا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين وأسواقهم, ولا نجاورهم بموتانا, ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين وأن نرشد المسلمين, ولا نطلع في منازلهم -فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه: "ولا نضرب أحداً من المسلمين" -
شرطنا لكم ذاك على أنفسنا وأهل ملتنا, وقبلنا عليه الأمان, فإن نحن خالفنا عن شيء مما شرطناه لكم وضمناه على أنفسنا فلا ذمة لنا, وقد حل لكم منا ما يحل لكم من أهل المعاندة والشقاق"
تكررت الأخطاء فى الرواية السابقة فى الرواية هنا وزادت الأخطاء التالية:
الأول ترك النصارى مجالسهم إذا أراد المسلمون الجلوس قيها فى قولهم "وأن نقوم لهم من مجالسنا إذا أرادوا الجلوس"
وهو ما يناقض أن أصحاب المجلس لا يقومون منه وإنما يوسعون لمن أراد الجلوس فكيف يتم طرد الإنسان من مجلسه فى بيته وهو ملكه وليس نلك الأخرين؟
وقد أباح الله مجالسة المسلمين للكفار طالما لم يسخروا من الإسلام والأمر هو بعدم مجالسة المسلمين للكفار عند سماع كفرهم بدين الله ومن ثم فتاركى المجلس وهو المقعد هم المسلمون وليس الكفار وفى هذا قال تعالى "وقد نزل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره إنكم إذا مثلهم"
الخطأ الثانى عدم ليس القلانس والعمائم والنعال وفرق الشهر فى قولهم "ولا نتشبه بهم في شيء من لباسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر"
وهذا الكلام يدل على الخبل فتلك الأمور ليست خاصة بالمسلمين فالمشركين كانوا يرتدون القلانس والعمائم والنعال ويفرقون الشعر وما زالوا فاللباس ليس خاص بقوم دون قوم وكذلك فرق الشعر وفرق الشعر هنا يتناقض الرواية السابقة التى تقول بجز شعر مقدمة الرأس
الخطأ الثالث هدم الكلام بكلام المسلمين وعدم الكتابة بالعربية فى قولهم"ولا نتكلم بكلامهم ولا ننقش خواتيمنا بالعربية"
وهو كلام يدل على الجنون فمن حرم التكلم بالعربية والكتابة بها على غير المسلمين إذا كان هناك عرب يتكلمون العربية وهم كفاروهم المشركون؟
كما أن هذا يحتاج لتعليق سماعات أو مصورات فى الأماكن العامة وفى بيوت الكفار لاثبات الجريمة المضحكة عليهم وهى التكلم بالعربية وهو ما يتعارض مع قوله تعالى " ولا تجسسوا "
ويتعارض مع غض البصر
11- قال عبد الله: ووجدت هذا الحديث بالشام: رواه عبد الوهاب بن نجدة الحوطي, عن محمد بن حمير, عن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية, عن السري بن مصرف وسفيان الثوري والوليد بن نوح, عن طلحة بن مصرف, عن مسروق بن الأجدع, عن عبد الرحمن بن غنم قال: كتبت لعمر بن الخطاب حين صالحه نصارى أهل الشام فذكر مثله سواء بطوله فعجبت من اتفاق ابن أبي غنية ويحيى بن عقبة على روايته عن هؤلاء الثلاثة بأعيانهم, حتى كأن أحدهم أخذ عن الآخر, فالله أعلم
12- ورأيت هذا الحديث في كتاب رجل من أصحابنا بدمشق, ذكر أنه سمعه من محمد بن ميمون [بن] معاوية الصوفي بطبرية بإسناد ليس بمشهور, ينتهي إلى إسماعيل بن مجالد بن سعيد قال: حدثني سفيان الثوري, عن طلحة بن مصرف, عن مسروق, عن عبد الرحمن بن غنم, فذكره بطوله وقال فيه عند ذكر الكنائس: "ولا يأتي منها ما كان في خطط المسلمين " وزاد فيه: "ولا يتشبه بهم في شيء من لباسهم في قلنسوة, ولا عمامة, ولا سراويل ذات خدمة, ولا نعلين ذات عدنة, ولا نمشي إلا بزنار من جلد, ولا يوجد في بيت أحدنا سلاح إلا انتهب" وما رأيت هذه الزيادة فيما وقع إلينا من عهود عمر بن الخطاب , ووجدتها مروية عن عمر بن عبد العزيز , وهي تأتي في هذا الجزء, وبالله التوفيق
13- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم, ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش, حدثني أبي, أن هذا كتاب من عياض بن غنم لذمة حمص:"أنا حين قدمت بلادنا طلبنا إليك الأمان لأنفسنا وأهل ملتنا, فأمنتنا على أن شرطنا لك على أنفسنا: أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها كنيسة, ولا ديراً ولا قلاية ولا صومعة راهب, ولا نجدد ما خرب من كنائسنا، ولا نحيي ما كان منها في خطط المسلمين، ولا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار، وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل، ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوساً، ولا نكتم أمراً من غش المسلمين، وأن لا نضرب بنواقيسنا إلا ضرباً خفياً في جوف كنائسنا، فيما كان في حضرة المسلمين ولا نخرج صليباً ولا كتبنا في طريق المسلمين، ولا نخرج باعوثاً ولا شعانين، ولا نرفع أصواتنا مع موتانا، ولا نظهر النيران معهم في الأسواق، أسواق المسلمين، ولا نجاورهم بالخنازير، ولا نبيع الخمور، ولا نظهر شركاً في نادي المسلمين، ولا نرغب أحداً منهم في ديننا، ولا ندعو إليه أحداً، وعلى أن لا نتخذ شيئاً من الرقيق خرجت عليه سهام المسلمين -أو قال: جرت- ولا نمنع أحداً من أنسابنا أراد الدخول في الإسلام وأن نلزم زينا حيثما كنا، ولا نتشبه بالمسلمين في لباس قلنسوة، ولا عمامة، ولا نعلين، ولا فرق شعر، ولا مراكبهم، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نكتني بكناهم، وأن نجز مقادم رؤوسنا، ونلف نواصينا، ونشد الزنانير على أوساطنا، ولا ننقش على خواتيمنا بالعربية، ولا نركب السروج، ولا نتخذ شيئاً من السلاح ولا نحمله ولا نتقلد السيوف وأن نوقر المسلمين في مجالسهم، ونرشدهم السبل، ونقوم لهم من المجالس إذا أرادوا الجلوس، ولا نطلع عليهم في منازلهم، ولا نعلم أولادنا القرآن، ولا يشارك أحد منا مسلماً في تجارة، إلا أن يكون أمر التجارة إلى المسلم، وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل ثلاثة أيام؛ نطعمه فيها من أوسط ما نجد ضمنا لك ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا، وأعطيتنا الأمان بذلك على أنفسنا وذرارينا وأزواجنا ومساكننا، فإن نحن غيرنا أو خالفنا عما شرطنا على أنفسنا، وقد قبل بالأمان عليه؛ فلا ذمة لنا، وقد حل لكم منا ما حل من أهل المعاندة والشقاق"وزادهم عمر بن الخطاب ، فكتب عمر في الكتاب: "أن لا تشتروا من سبينا شيئاً، ومن ضرب مسلماً عمداً فقد خلع عهده"قلت أنا: هكذا روى محمد بن إسماعيل بن عياش عن أبيه هذا الحديث "
الأخطاء الزائدة هنا هى :
الأول لف نواصى النصارى وهو أمر لم يذكر فى الروايات السابقة وهو قولهم"ونلف نواصينا "
الثانى وهو غير مذكور فى الروايات السابقة وهو عدم مجاورة المسلمين بالخنازير فى قولهم"ولا نجاورهم بالخنازير"
والغريب أن الخنازير محرمة على اليهود والنصارى فى كتبهم كما أن الله لم يقل ألا يسكن المسلمين فى مناطق بها خنازير وإنما حرم عليهم أكلها كما قال تعالى "قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير" ومن ثم فالخنازير كانت متواجدة فى بلاد المسلمين لأن الله خلقها لأسباب عدة المعروف منها انها تخلص القوم من القمامة التى هى طعامها
الثالث ألا يركب الكفار الخيل بقولهم" ولا نركب السروج" وهو ما يناقض أن الله خلق الخيل والبغال والحمير للناس جميعا وليس للمسلمين فقط فى قوله "والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون"
الرابع ألا يشارك مسلم كافر فى التجارة إلا كان المسلم هو المتصرف فيها فى قولهم"ولا يشارك أحد منا مسلماً في تجارة، إلا أن يكون أمر التجارة إلى المسلم"
وهذا الكلام يخالف كلمة المشاركة التى تعنى أن القوم كما يتفقون فيما بينهم من شروط عادلة والمسلم لابد أن يفى بها كما قال تعالى "والموفون بعهدهم " وفى الروايات نجد حكايات عدة عن مشاركة المسلمين للكفار فى التجارة وأن التصرف كان من كلا الجانبين كل فى بلده
الخامس وجود سبى للمسلمين فى قولهم " أن لا تشتروا من سبينا شيئاً "وهو ما يناقض أن الله حرم السبى فحتى أسرى الحرب أوجب إطلاق سراحهم سواء كان بدفع فدية أو بالمن وهو إطلاق سراحهم بلا دفع شىء وفى هذا قال تعالى "فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها"
ومن ثم لا يمكن أن يكون المسلمون قد وافقوا على كل تلك الأخطاء والرواية التالية: هى الرواية الأخيرة فى روايات عهد الشام :
22- وذكر أحمد بن علي المصيصي المعروف بالحطيطي, ومسكنه بكفربيا, أن مخزوم بن حميد بن خالد حدثهم, عن أبيه حميد بن خالد, عن خالد بن عبد الرحمن, عن عبد السلام بن سلامة بن قيصر الحضرمي: كذلك كان في العهد الذي عهده عمر بن الخطاب إلى سلامة بن قيصر, في سنة ست من خلافة عمر:هذا عهد عمر بن الخطاب الذي أودعه سلامة بن قيصر, على أنهم اشترطوا على أنفسهم بهذا الشرط:
طلبنا إليك في الأمان لأنفسنا وأهل ملتنا, على أنا شرطنا على أنفسنا: أن لا نحدث في مدينتا كنيسة, ولا فيما حولها, ولا ديراً ولا قلاية ولا صومعة راهب, ولا نجدد ما خرب من كنائسنا, ولا نحيي -أو كلمةنحوها- ما كان في خطط المسلمين, ولا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار, وأن نوسع أبوابها للمارة وأبناء السبيل, ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوساً, ولا نكتم أمراً من غش المسلمين, وعلى أن لا نضرب نواقيسنا إلا ضرباً خفياً في جوف كنائسنا, ولا نظهر الصليب عليها, ولا نرفع أصواتنا بالصلاة والقراءة في كنائسنا فيما كان بحضرة المسلمين, ولا نخرج صليباً -إلا خفايا- في طرق المسلمين, ولا نخرج باعوثاً ولا شعانين, ولا نرفع أصواتنا مع أمواتنا, ولا نظهر النيران في أسواق المسلمين, ولا نجاورهم بخنازير, ولا نبيع الخمر في أسواق المسلمين, ولا في طرقهم, ولا نظهر شركاً في نادي المسلمين, ولا نرغب مسلماً في ديننا, ولا ندعو إليه أحداً, وعلى أن لا نتخذ شيئاً من الرقيق جرت عليه سهام المسلمين, ولا نمنع أحداً من قراباتنا أراد الدخول في الإسلام وأن نلزم زينا حيثما كنا, ولا نتشبه بالمسلمين في لباس قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نتكنى بكناهم، ونجز مقادم رؤوسنا، ونلف نواصينا، ونشد الزنانير على أوساطنا، ولا ننقش خواتيمنا بالعربية، ولا نركب السرج، ولا نتخذ شيئاً من السلاح, ونكشف وجوه أمواتنا, ولا نتقلد السيوف وأن نوقر المسلمين في مجالسهم، ونرشدهم السبل، ونقوم لهم من المجالس, ولا نطلع عليهم في مجالسهم ولا منازلهم، ولا نعلم أولادنا القرآن، ولا يشارك أحد منا مسلماً في التجارة إلا أن يكون للمسلمين أمر التجارة، وأن نضيف كل عابر سبيل ثلاثة أيام؛ نطعمه مما يحل له من طعامنا, ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وأعطينا بذلك الأمان على أنفسنا وذرارينا وأزواجنا ومساكننا، فإن نحن غيرنا أو خالفنا عما شرطنا على أنفسنا وقبلنا الأمان عليه؛ فلا ذمة لنا، وقد حل لك من دمائنا وأموالنا ما قد حل لك من العاندين أهل الخلاف والشقاق, وبذلك شرطنا على أنفسنا"
الأخطاء الزائدة على الروايات السابقة هى :
الأول عدم التكنى بكنى المسلمين فى قولهم "ولا نتكنى بكناهم" وهو كلام يدل على الخبل فالتكنى موجود فى كل اللغات والتشابه فى الكنى موجود فى كل اللغات وعند كل الناس
الثانى كشف وجوه أموات النصارى فى قولهم"ونكشف وجوه أمواتنا" وهو كلام ليس موجودا فى باقى الروايات ولم يطلبه أحد فهذه الأمور خاصة بهم كشفوا أو اخفوا
ثم ذكر الرجل روايات خاصة بعهد ابن غنم فروى التالى :
14- ورأيته من حديث أبي المغيرة عبد القدوس بن حجاج، عن إسماعيل بن عياش، أن غير واحد أخبرهم: أن أهل الجزيرة كتبوا لعبد الرحمن بن غنم: "إنك لما قدمت بلادنا طلبنا إليك الأمان "كتبته بطوله، وهو عندي خطأ، والصواب ما رواه محمد بن إسماعيل؛ من جهات: منها: أن سليمان بن عبد الحميد البهراني حدث به عن محمد بن إسماعيل وقال سليمان: وهكذا قرأته في أصل كتاب إسماعيل بن عياش بخطه ومنها: قوله أن أهل الجزيرة كتبوا هذا الكتاب لعبد الرحمن بن غنم، وهذا غلط؛ لأن الذي افتتح الجزيرة وصالح أهلها هو عياض بن غنم، ما علمت في ذلك اختلافاً
15- أنا عبد الدائم، ثنا عبد الوهاب، ثنا عبد الله، ثنا العباس بن محمد، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، عن المعمر بن صالح، عن العلاء بن أبي عائشة، قال:كتب إلي عمر بن عبد العزيز : أن سل أهل الرها: هل عندهم صلح؟ فسألتهم، فأتاني أسقفهم بدرج أو حق فيه كتاب من عياض بن غنم، ومن معه من المسلمين لأهل الرها: "إني أمنتهم على دمائهم وأموالهم وذراريهم ونسائهم ومدينتهم وطواحينهم, إذا أدوا الحق الذي عليهم, شهد الله وملائكته"فأجازه لهم عمر بن عبد العزيز "
16- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا أحمد بن يوسف التغلبي, ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام, ثنا كثير بن هشام, فذكر مثل هذا الحديث وقال أبو عبيد: وفي غير حديث كثير بن هشام: أن عياضاً لما صالح أهل الرها دخل سائر أهل الجزيرة فيما دخل فيه أهل الرها من الصلح "
17- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا أحمد بن حماد بن عبد السلام الواسطي, ثنا أبي, ثنا غياث بن إبراهيم, ثنا ثور بن يزيد, عن راشد بن سعد, أن عياض بن غنم افتتح الجزيرة وصالح أهل الرها, وكانت مدينة حصينة, وكتب لهم عياض كتاباً, فهو عندهم إلى اليوم, وصالح أهل مدينة حران وافتتحوا أبوابها, ومدينة الرقة بعثوا يطلبون الصلح فصالحهم وافتتح عياض الجزيرة كلها
18- قال: وثنا غياث عن سعيد بن سنان بنحو ذلك
19- وقال: وثنا غياث, عن خصيف, عن زيد بن رفيع, أن عياض بن غنم صالح أهل الرها وأهل نصيبين
20- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, وحدثني أحمد بن عبد الله بن سليمان, عن أبي الحسن المدائني, عن عوانة بن الحكم: أن الجزيرة افتتحها عياض بن غنم صلحاً وقد علمنا أن ذكر عبد الرحمن في هذا الموضع غلط ومنها: أن أبا عبيدة بن الجراح هو افتتح حمص لا شك في ذلك, فكان أول من وليها عياض بن غنم؛ ولاه إياها عمر بن الخطاب لما فتحت, فوصل إليها في رجب سنة ستة عشر, فأقام أميراً عليها ثلاث سنين ونصفاً
21- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا عبد الكريم بن الهيثم, حدثني محمد بن صالح, ثنا إسماعيل بن عياض, ثنا صفوان بن عمرو, عن سليمان بن عامر قال: خطب معاوية على منبر حمص, وهو أمير عليها وعلى الشام كلها, فقال: والله ما علمت يا أهل حمص أن الله تبارك وتعالى ليسعدكم بالأمراء الصالحين؛ أول من ولي عليكم عياض بن غنم فكان خيراً مني, ثم ولي عليكم سعيد بن عامر بن حذيم وكان خيراً مني, ثم ولي عليكم عمير بن سعد ولنعم العميري كان, ثم ها أنا قد وليتكم؛ فستعلمون "
الروايات السابقة نجدها مختلفة فيمن فتح الجزيرة وفيمن صالحهم عياض وفيمن افتتح البلاد وكلها غير مذكور فيها بنود العهد وكما قلنا هذا الاختلافات التى ذكر المؤلف بعضها ادل على أن هذا التاربخ كذب وأن تلك البلاد دخلت الإسلام فى عهد النبى(ص) نفسه بإسلام أهلها كما قال تعالى "ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا "
ثم ذكر المؤلف إعلان عمر بن عبد العزيز لأهل الشام عهد قيل فيه :
23- أخبرنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, أنا محمد بن عبد الرحمن بن يونس, ثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي, ثنا [يسرة] بن صفوان, عن الحكم بن عمر الرعيني قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى أمصار الشام:لا يمشين نصراني إلا مفروق الناصية, ولا يلبس قباء, ولا يمشين إلا بزنار من جلد, ولا يلبسن طيلسان, ولا يلبس سراويلاً ذات خدمة, ولا يلبس نعلاً ذات عدنة, ولا يركبن على سرج, ولا يوجد في بيته سلاح إلا انتهب "
وبالقطع إذا كان المسلمون قد كتبوا عهد فى عهد عمر بن الخطاب فلماذا يكتب عمر بن عبد العزيز عهدا أخر والناس هم هم ؟
امر غريب فالعهود تكتب إذا كان أهل الشام حاربوا المسلمين ويكتب عهد جديد ولكن المعروف فى تاريخنا المفترى أنه لم تحدث حروب جديدة فى عهد بنى أمية المزعوم
24- أنا عبد الدائم, ثنا عبد الوهاب, ثنا عبد الله, ثنا العباس بن محمد, ثنا شبابة بن سوار, حدثنا إسرائيل بن يونس, عن سماك بن حرب, عن عياض الأشعري:عن أبي موسى الأشعري, أنه قدم على عمر ومعه كاتبٌ له, فسأله عمر عما صنع في عمله, فقال: أنفقت كذا وكذا, فقال: إني لست أدري ما تقول, ولكن انطلق فاكتب فيما أنفقت فانطلق فكتب: أنفقت في كذا وكذا, وفي كذا وكذا ثم جاء به إلى عمر, فلما رآه أعجبه
فقال: من كتب لك هذا؟ قال: كاتب لي قال: فادعه حتى يقرأ لنا كتباً جاءتنا من الشام فقال: يا أمير المؤمنين إنه لا يدخل المسجد فقال: لم؟ أجنبٌ هو؟ قال: لا, ولكنه نصراني فضرب على فخذي ضربةً كاد يكسرها, ثم قال: أما سمعت إلى الله تبارك وتعالى يقول: {يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصرى أولياء بعضهم أولياء بعض} , أفلا اتخذت كاتباً حنيفاً يكتب لك؟ قال: يا أمير المؤمنين ما لي وله؟ له دينه ولي كتابته!فقال عمر: لا تأمنهم إذ خونهم الله, ولا تكرمهم إذ أهانهم الله, ولا تدنهم إذ أقصاهم الله "
الخطأ أن الله خون اليهود والنصارى كلهم وفى كل شىء وهو ما يخالف أن الله لم يخون بعضهم فى المال فجعل فريق منهم أمناء وخون البعض الأخر فقال :
"ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا فى الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون"