نقد كتاب العادلين من الولاة
الكتاب جمع أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني أبو نعيم وموضوعه هو عدل الحكام وهم ولاة الأمر وفى هذا قال أبو نعيم:
"فمن أسبغ الله تعالى عليه نعمه بالتمكين والتأييد ومد باعه بالقدرة والتمهيد وفوض إليه سياسة رعيته للتهذيب والتسديد جدير بأن يولي الأمر أهله ومن أكمل الله فيما تقلد عقله وعدله وتولية جم الأمور والراعي مسئول عن رعايته : هل أقام فيمن استرعي أمر الله أم أضاعه ؟ ومن أعظم الإضاعة أن يسند الأمر إلى غير أهله"
والآن لتناول روايات الكتاب:
1 - ثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو زرعة الدمشقي ، ثنا أبو اليمان ، أبنا شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، عن أبيه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « كلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته ، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته »
2 - ثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ، وإبراهيم بن عبد الله المعدل ، قالا : ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا الليث بن سعد ، عن نافع ، عن ابن عمر ، رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « ألا كلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته ، فالأمير الذي على الناس راع ، وهو مسئول عن رعيته » رواه بسر بن سعيد ، وزيد بن أسلم ، ووهب بن كيسان ، عن ابن عمر ، مثله
3 - ثنا أبي ، ثنا عبدان بن أحمد ، ثنا زكريا بن يحيى الخزاز ، ثنا إسماعيل بن عباد ، ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كلكم راع ، وكلكم مسئول عن رعيته ، والأمير راع ومسئول عن رعيته ، فأعدوا لتلك المسائل جوابا » قالوا : يا رسول الله وما جوابها ؟ قال : « أعمال البر » قال أبو نعيم : والعبد لا ينجيه من اللوم والعذل إلا الاستقامة والعدل"
الروايات السابقة المستفاد منها هو:
أن كل إنسان راع أى حاكم سواء حاكما نفسه أو حاكما لنفسه وغيره
أن كل فرد محاسب على عمله لنفسه أو لنفسه وغيره
أن المطلوب من كل راع هو عمل البر وهو الخير
4 - ثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن الهيثم ، ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام ، ح وثنا فاروق الخطابي ، وحبيب بن الحسن ، قالا : ثنا مسلم الليثي ، قالا : ثنا أبو عاصم ، ثنا محمد بن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا حتى يفكه عنه العدل أو يوبقه الجور »
5 - ثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند المدني ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة ويده مغلولة إلى عنقه فيفكه عدله أو يهلكه جوره » قال أبو نعيم : ووالي الولاة زاد الله علاه علوا وبهاءه سموا وبالنظر في أمر رعيته حتى لا يخفى عليه أن التقليد للحسبة لا يستحقها إلا الكامل في فنون الفضل ، والحامل لعيون العدل ، ومن كان بشرائطها ومعالمها جاهلا كيف يكون لأثقالها حاملا ، وفي إقامة حدودها عادلا ، وأنهى إلى عالي الحضرة المحروسة رعاها الله تعالى عز وجل بعض المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك وفي معناه"
الخطأ المشترك بين الروايتين أن الوالى يأتى يوم القيامة يده مربوطة بعنقه ويخالف هذا أن الإنسان يأتى يوم القيامة كما كان فى الدنيا دون ربط وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "كما بدأنا أول خلق نعيده "وهو يناقض قولهم "من ولى من أمر المسلمين شيئا أتى به يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجا وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى فيه70 خريفا الطبرانى فهنا الوالى يجىء يوم القيامة فيوقف على جسر جهنم بينما فى القول مغلول اليد للعنق وهو تعارض
6 - ثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا أبو شعيب الحراني عبد الله بن الحسن ، ثنا جدي أحمد بن أبي شعيب ، ثنا موسى بن أعين ، عن بكر بن خنيس ، عن أبي عبد الرحمن ، عن رجاء بن حيوة ، عن جنادة بن أبي أمية ، عن يزيد بن أبي سفيان ، قال : قال لي أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين بعثني إلى الشام : يا يزيد إن لك قرابة خشيت أن تؤثرهم بالإمارة ، وذلك أكثر ما أخاف عليك ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من ولي من أمر المسلمين شيئا فأمر عليهم أحدا محاباة له لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، ومن أعطى أحدا من مال الله شيئا فحاباه ؛ فعليه لعنة الله » أو قال : « برأت منه ذمة الله »
المستفاد من الرواية حرمة تولية الأقارب المناصب دون حق
7 - ثنا أبو علي الحسن بن علي الوراق ، ثنا علي بن الحسن بن سليمان القافلائي ، ثنا إسحاق بن وهب ، ثنا الوليد بن الفضل ، ثنا القاسم بن الوليد ، عن عمرو بن واقد ، عن موسى بن يسار ، عن مكحول ، عن جنادة بن أبي أمية ، عن يزيد بن أبي سفيان ، قال : شيعني أبو بكر حين بعثني إلى الشام فقال : يا يزيد إنك على محبة ذوي قرابتك ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من ولى ذا قرابة له محاباة وهو يجد خيرا منه لم يرح رائحة الجنة »
المستفاد من ولى قريب له منصبا بلا حق دخل النار
8 - ثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا أحمد بن كثير بن الصلت ، قال : ثنا داود بن رشيد ، ثنا جرول بن جيفل ، قال : سمعت المهدي ، أمير المؤمنين وقد شكي وال من ولاته وكتب صاحب البريد وصلحاء الكورة بما ذكره القوم ، فقال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من ولى واليا فبلغه عنه ظلم لرعيته فلم يعزله ، فقد خان الله ورسوله »
المستفاد وجوب عزل أى صاحب منصب ظلم واستمر فى ظلمه رغم تذكيره بظلمه
9 - ثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا محمد بن الليث الجوهري ، ثنا شعيب بن سلمة ، ثنا عصمة بن محمد ، ثنا موسى بن عقبة ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أيما وال لقي الله وهو غاش لرعيته حرم الله عليه أن يدخل الجنة »
المستفاد أى والى خدع رعيته فلم يحكم بحكم الله فيهم فى مسألة او أكثر يدخل جهنم
10 - ثنا أبو محمد الحسن بن عبد الحميد العطار الكوفي ، ثنا محمد بن الحسن بن العباس الهاشمي ، ثنا محمد بن بشر بن شريك ، عن عبد الرحمن بن شريك ، عن أبيه ، عن جابر ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من ولي من أمر أمتي شيئا فحسنت سريرته رزق الهيبة ، وإذا بسط يده بالمعروف رزق المحبة ، وإذا عدل زيد في عمره ، وإذا أنصف الضعيف من القوي كان معي في الجنة » ، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى"
الخطأ زيادة وهو إطالة العمر وهو تخريف لأن العمر لا يطول ولا ينقص مصداق لقوله تعالى "فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ".
11 - ثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن يونس العصفري ، قال : ثنا يزيد بن عمرو بن البراء ، ثنا محمد بن موسى الشيباني ، ثنا إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من ولي من أمر الناس ولاية ، وكانت نيته الحق وكل به ملكان يوفقانه ويرشدانه ، ومن ولي من أمر الناس ولاية ، وكانت نيته غير الحق ، وكله الله إلى نفسه »
الخطأ أن الوالى العادل يوكل به ملكان يوفقانه ويرشدانه وهو ما يناقض أن الملائكة لا تنزل الأرض حتى ترشد الوالى كما قال تعالى :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا"
كما أن إرشاد الغير للإنسان يعنى أنه لا يعمل من نفسه وهو ما يجعل حجة للكفار على الله وهو أن لم يعطهم الملكات لإرشادهم
12 - ثنا محمد بن إبراهيم بن علي ، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ، قال : ثنا أحمد بن عيسى بن يزيد ، ثنا عمرو بن أبي سلمة ، ثنا إبراهيم بن محمد الأنصاري ، عن علي بن ثابت ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة ، قيام ليلها ، وصيام نهارها ، وجور ساعة في حكم أشد وأعظم من معصية ستين سنة »
الخطأ أن العدل أحسن من العبادة لمدة ستين سنة ويخالف هذا أن كل الأعمال سواء ما عدا الجهاد الذى هو أفضل الأعمال مصداق لقوله تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة
13 - ثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا إسماعيل بن عبد الله ، قال : ثنا أحمد بن يونس ، ثنا سعد أبو غيلان الشيباني ، ثنا عفان بن جبير الطائي ، عن أبي حريز الأزدي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يوم من إمام عادل أفضل من عبادة ستين سنة ، وحد يقام في الأرض أزكى فيها من قطر أربعين يوما »
الخطأ أن العدل أحسن من العبادة لمدة ستين سنة ويخالف هذا أن كل الأعمال سواء ما عدا الجهاد الذى هو أفضل الأعمال مصداق لقوله تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
ونلاحظ التناقض بين60 سنة وبين 100أو 150 سنة فى الرواية التالية:
14 - ثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام ، ثنا هشيم ، عن زياد بن مخراق ، عن رجل ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لعمل العادل في رعيته يوما واحدا أفضل من عمل العابد في أهله مائة عام أو خمسين عاما » الشك من هشيم
الخطأ أن العدل أحسن من العبادة لمدة 150 سنة ويخالف هذا أن كل الأعمال سواء ما عدا الجهاد الذى هو أفضل الأعمال مصداق لقوله تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة
15 - ثنا جابر بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا محمد بن عوف ، ثنا محمد بن عمران ، ثنا سليمان بن رجاء ، عن عبد العزيز بن مسلم ، عن أبي نصيرة العبدي ، عن أبي رجاء العطاردي ، قال : سمعت أبا بكر ، وهو على المنبر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « الوالي العادل المتواضع ظل الله ورمحه في الأرض ، فمن نصحه في نفسه وفي عباد الله حشره الله في وفده يوم لا ظل إلا ظله ، ومن غشه في نفسه وفي عباد الله خذله الله يوم القيامة » ، قال : « ويرفع للوالي العادل المتواضع كل يوم وليلة عمل ستين صديقا ، كلهم عابد مجتهد »
الخطأ كون الوالي العادل المتواضع ظل الله ورمحه في الأرض وهو تشبيع لله بالحلق فى وجود ظل لهم أو وجود رمح معهم وهو ما يخالف قوله تعالى "ليس كمثله شىء"
والخطأ رفع للوالي العادل المتواضع كل يوم وليلة عمل ستين صديقا وهو ما يناقض أنه لا يرفع له سوى عمله كما قال تعالى :
"وأن ليس للإنسان إلا ما سعى"
16 - ثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا عبد الله بن صالح ، ثنا الفضيل بن مرزوق ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن أحب الناس إلى الله وأقربهم منه مجلسا يوم القيامة إمام عادل ، وأبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشدهم عذابا إمام جائر »
الخطأ أن أقرب الناس مجلسا من الله يوم القيامة إمام عادل وهو تشبيه لله للخلق بالوجود فى مكان وهو المجلس وهو ما يخالف أنه كان ولا مكان وانه لا يشبع حلقه فى التواجد بالمكان كما قال تعالى "ليس كمثله شىء"
17 - ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله ، قال : حدثني أبي ، ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عمرو بن أوس الثقفي ، عن عبد الله بن عمرو ، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال : « المقسطون على منابر من نور ، هم الذين يعدلون في حكمهم وأهلهم وما ولوا »
هنا المنابر من نور وهو ما يناقض كونها من لؤلؤ فى الرواية التالية:
18 - ثنا حبيب بن الحسن ، قال : ثنا موسى بن إسحاق القاضي ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن عبد الله بن عمرو ، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن المقسطين في الدنيا على منابر من لؤلؤ يوم القيامة بين يدي الرحمن بما أقسطوا في الدنيا »
19 - ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم القاضي ، ثنا أبان بن مخلد ، ثنا أبو غسان محمد بن عمرو ، ثنا الحكم بن بشير ، قال : ثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أفضل الشهداء عند الله المقسطون »
الخطأ كون أفضل الشهداء عند الله المقسطون لأنه لن يوجد شهيد عند الله إلا وهو عادل فالشهداء كلهم عدول عادلين لا يمكن أن يكون فيهم ظالم لكونهم فى الجنة ومن فى الجنة لا يكون ظالما وفى هذا قال تعالى :
"ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله "
20 - ثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود الطيالسي ، وثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا عاصم بن علي ، قالا : ثنا زهير أبو خيثمة ، قال : ثنا سعد الطائي ، ثنا أبو المدلة ، أنه سمع أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ثلاثة لا ترد دعوتهم : الإمام العادل ، والصائم حتى يفطر ، ودعوة المظلوم تحمل على الغمام ، وتفتح لها أبواب السماء ، ويقول الرب : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين »
21 - ثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، وحبيب بن الحسن ، والحسن بن محمد بن كيسان ، قالوا : ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، ثنا محمد بن أبي بكر ، ثنا حميد بن الأسود ، ثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن شريك بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « ثلاثة لا يرد دعاؤهم : الذاكر لله كثيرا ، ودعوة المظلوم ، ودعوة الإمام المقسط »
الخطأ المشترك بين الروايتين إستجابة الله للدعاء بشرط أو بدون شرط ويخالف هذا أن إستجابة الله للدعاء مرهونة بما كتبه الله مسبقا ومن ثم لا تتحقق كثير من الدعوات فى هذه الليالى أو غيرها لأنها معلقة على مشيئته مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "فيكشف ما تدعون إليه إن شاء "كما أن الله لم يحدد وقت معين للإستجابة لدعاء الإستغفار وأما الأدعية الأخرى فيحددها فى الإستجابة ما كتبه الله فى السابق كما أن لو كان هذا القول صحيح ما احتاج المسلمون لتنفيذ أمر الله بإعداد القوة ورباط الخيل لأنهم ساعتها سينتصرون بالدعوات فى تلك الليالى وهو ما لم يحدث بدليل أننا نعيش عصر الهزائم الآن
22 - ثنا محمد بن عمر بن غالب ، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن القرشي ، قال : ثنا بكر بن عبد الوهاب ، ثنا عمر بن راشد ، عن عبد الرحمن بن حرملة ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن في الجنة درجة لا يبلغها إلا إمام عادل ، أو ذو رحم وصول ، أو ذو عيال صبور » ، فقال له علي : يا رسول الله ما صبر ذي العيال ؟ قال : « لا يمن على أهله ما ينفق عليهم »
والخطأ أن الجنة درجات كثيرة وهذا تخريف لأن الجنة كلها درجتين درجة للسابقين المقربين وهم أهل الجهاد ودرجة لأهل اليمين وفى هذا قال تعالى "وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون أولئك المقربون "وقال "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "فالدرجة الأولى لأهل الجهاد ومنهم بعض أهل العلم وبذا يتساوون مع الأنبياء والدرجة الثانية للقاعدين ومنهم بعض أهل العلم
23 - ثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا عباس بن الفضل ، ثنا همام ، ثنا قتادة ، قال : أخبرني يزيد ، أخو مطرف عن عياض بن حمار ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « أهل الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط مصدق موفق ، ورجل رحيم القلب بكل ذي قربى ومسلم ، ورجل فقير عفيف مصدق »
الخطأ كون أهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط مصدق موفق ، ورجل رحيم القلب بكل ذي قربى ومسلم ، ورجل فقير عفيف مصدق وهو تخريف لأن أصحاب الجنة هم المحسنون وهم الذين أمنوا وعملوا الصالحات مصداق لقوله بسورة البقرة "والذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة "كما أن هناك بعض من الكفار يحبون بعض من المسلمين فهل يدخلون الجنة بسبب هذا الحب ؟قطعا لا .
24 - ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق ، ثنا محمد بن ثواب ، ثنا عبد الله بن نمير ، ثنا عبد الله بن مسلم بن هرمز ، عن ابن سابط ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن في الجنة قصرا ، حوله البروج والمروج ، له خمسة آلاف باب ، لا يدخله أو لا يسكنه إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عادل »
الخطأ وجود قصر واحد فى الجنة فقط لا يدخله أو لا يسكنه إلا نبي أو صديق أو شهيد أو إمام عادل وهو ما يخالف وجود قصر أو قصور أى مساكن طيبة لكل مسلم كما قال تعالى:
" ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار ومساكن طيبة فى جنات عدن ذلك الفوز العظيم"
25 - ثنا أبو يزيد محمد بن جعفر بن علي التميمي بالكوفة قال : ثنا سميع بن إسحاق ، ثنا أبو كريب ، ثنا رشدين بن سعد ، عن عبد الرحمن بن زياد ، عن عتبة بن حميد ، عن عبادة بن نسي ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يقال للإمام العادل في قبره : أبشر ، فإنك رفيق محمد صلى الله عليه وسلم » قال أبو نعيم : ومن سعادة الولاة والأمراء أن يقيض لهم الصلحاء من الوزراء
الخطأ أن البشارة فى القبر وهو ما يناقض كونها فى الدنيا أولا كما قال تعالى"ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة"
26 - ثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا فرج بن فضالة ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمرة ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من الناس أحد أعظم أجرا من وزير صالح يكون مع إمام فيأمره بذات الله فيطيعه »
الخطأ كون أجر الوزير أعظم من أجر الناس وهى مخالفة للأجر القرآنى وهو يخالف قواعد الأجر القرآنى وهى أن العمل غير المالى بعشر حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "والعمل المالى بـ700أو 1400حسنة مصداق لقوله تعالى "مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء "والمجاهد لا يساويه فى أجره أحدا مهما فعل لقوله تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
27 - وبإسناده سواء قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما من أحد ولي من أمر المسلمين أمرا ، فأراد الله به خيرا ، إلا جعل معه وزيرا صالحا إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه » قال أبو نعيم : ومن نصح الولاة والأمراء اهتدى ومن غشهم غوى واعتدى
المستفاد وجود حاشية عادلة صالحة للإمام العادل
28 - ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أبو الحسين أحمد بن الحسن الصوفي الحافظ ، ثنا حسين بن أبي يزيد ، ثنا يحيى بن ميمون ، ثنا حماد بن سلمة ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « السلطان ظل الله في أرضه من نصحه هدي ، ومن غشه ضل »
29 - ثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا عبد الله بن الحسين بن معبد الملطي ، ثنا عبد الله بن أيوب المخرمي ، قال : ثنا داود بن المحبر ، قال : ثنا عقبة بن عبد الله ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « السلطان ظل الله في الأرض ، فمن نصحهم ودعا لهم اهتدى ، ومن غشهم ودعا عليهم ضل » قال أبو نعيم : والإمام العادل مظلل يوم القيامة في أشوف المنازل
الخطأ المشترك بين الروايتين كون الوالي العادل المتواضع ظل الله وهو تشبيه لله بالخلق فى وجود ظل لهم وهو ما يخالف قوله تعالى "ليس كمثله شىء"
30 - ثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، ثنا يحيى بن سعيد ، ثنا عبيد الله بن عمر ، ح وثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن علي الصائغ ، ثنا القعنبي ، ثنا سعيد بن أبي الأبيض ، قالا : عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله »
31 - ثنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، قال : ثنا هارون بن سعيد ، ثنا أنس بن عياض ، قال : أخبرني عبد الله بن عامر ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سبعة يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة :
32 - ثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، ثنا محمد بن غالب ، ثنا عثمان بن الهيثم ، ثنا هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سبعة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله : إمام مقسط ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال إلى نفسها فقال : إني أخاف الله رب العالمين » قال أبو نعيم : وصلاح الراعي صلاح الرعية ، وفي إغفالهم وتقويمهم الدمار والبلية
الخطأ المشترك بين الروايات الثلاث أن الله يظل 7 فقط فى ظله ويخالف هذا أن الله يظل المسلمين كلهم مصداق لقوله تعالى "إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا 000ودانية عليهم ظلالها "وقال "وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين فى سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود "كما أن السبعة المذكورين هم سبع حالات قد تحدث كلها لإنسان واحد والجنة لا تدخلها الحالات وإنما أصحاب الحالات
33 - ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ، ثنا مسلم بن خالد الأيلي ، ثنا عمر بن يحيى الأيلي ، ثنا محمد بن زياد ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اثنان من الناس إذا صلحا صلح الناس ، وإذا فسدا فسد الناس : العلماء والأمراء »
الخطأ أن اثنان من الناس إذا صلحا صلح الناس ، وإذا فسدا فسد الناس : العلماء والأمراء وهو ما يناقض أن كل مسلم عليه نفسه لا يضره من ضل أيا كان عالم أو والى أو غيرهم كما قال تعالى :
"عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم "
34 - ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان ، ثنا عبد الله بن قحطبة ، ثنا عباس بن عبد العظيم العنبري ، قال : حدثني الفضل بن دكين ، عن مالك بن أنس ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : قال عمر بن الخطاب عند موته : « اعلموا أن الناس ، لن يزالوا بخير ما استقامت لهم ولاتهم وهداتهم »
المستفاد أن الناس يكونون بخير ما استقامت لهم ولاتهم وهداتهم
35 - ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، ثنا محمد بن حسان السمتي ، ثنا أبو عثمان عبد الله بن زيد ، ثنا الأوزاعي ، عن حسان بن عطية ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لن تهلك الرعية وإن كانت ظالمة سيئة إذا كانت الولاة هادية مهدية ، ولكن تهلك الرعية وإن كانت هادية مهدية إذا كانت الولاة ظالمة سيئة »
الخطأ أن الرعية لا تهلك وإن كانت ظالمة سيئة إذا كانت الولاة هادية مهدية وهو ما يخالف هلاك الأقوام رغم صلاح الرسل(ص) وهم ولاة الناس ومن أمثلة ذلك هلاك الرعية التى اصطادت فى السبت وعدم هلاك من وعظوهم ومن أمثلة ذلك أن الله حرم على الرعية العاصية دخول الأرض المقدسة رغم صلاح الواليين موسى(ص) وهارون(ص)
36 - ثنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الله بن محمد بن أبي سمرة البغوي ، ثنا عبد الله بن الحسن بن نصر الواسطي ، ثنا سوادة بن علي الكوفي ، قال : ثنا علي بن مكنف بن حاجب التميمي ، ثنا طلاب بن حوشب ، عن أبي زيد ، عن أبي المغيرة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الإسلام والسلطان أخوان توأم ، لا يصلح واحد منهما إلا بصاحبه ، فالإسلام أس والسلطان حارس ، وما لا أس له منهدم ، وما لا حارس له ضائع »
الخطأ كون الإسلام والسلطان أخوان توأم ، لا يصلح واحد منهما إلا بصاحبه فالإسلام صالح مع أو بدون كما قال تعالى :
"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
والصلاح والفساد هو من الناس وهما ليسا مرتبطين بالسلطان وحده وإنما مرتبط بكل الناس
37 - حدثت عن محمد بن مأمون المروزي ، عن عون بن منصور المروزي ، قال : ثنا موسى بن بحر الكوفي ، ثنا عمرو بن عبد الغفار ، عن الحسن بن عمرو الفقيمي ، عن سعيد بن معبد الأنصاري ، وعبد الله بن عبد الرحمن أبي طوالة ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب ، قال : قلت : يا رسول الله أخبرني عن هذا السلطان الذي ، ذلت له الرقاب وخضعت له الأجساد ، ما هو ؟ قال : « هو ظل الله في الأرض ، فإن أحسنوا فلهم الأجر وعليكم الشكر ، وإن أساءوا فعليكم الصبر وعليهم الإصر ، لا تحملنكم إساءته على أن تخرجوا من طاعته ، فإن الذل في طاعة الله خير من خلود في النار ، لولاهم ما صلح الناس »
38 - ثنا أحمد بن عبيد الله بن محمود ، ثنا عبد الله بن وهب الدينوري ، ثنا عيسى بن يونس الرملي ، ثنا يحيى بن عيسى ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن الحكم بن عيينة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : « لا تسبوا السلطان فإنه ظل الله في الأرض ، به يقيم الله الحق ، ويظهر الدين ، وبه يرفع الله الظلم ويهلك الفاسقين »
الخطأ المشترك بين الروايتين كون الوالي العادل المتواضع ظل الله وهو تشبيه لله بالخلق فى وجود ظل لهم وهو ما يخالف قوله تعالى "ليس كمثله شىء"
39 - ثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ، قال : ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع ، ثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ، ويتقى به ، فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا ، وإن أمر بغيره فإن عليه منه وزرا »
المستفاد الإمام كأى إنسان إن أصلح اخذ الأجر من الله وإن ظلم كان له العقاب من الله

40 - ثنا محمد بن علي بن حبيش ، ثنا أحمد بن القاسم بن مساور ، ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، ثنا حكيم بن خذام ، ثنا عبد الملك بن عمير ، عن الربيع بن عميلة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « سيليكم أمراء يفسدون وما يصلح الله بهم أكثر ، فمن عمل منهم بطاعة الله فلهم الأجر وعليكم الشكر ، ومن عمل منهم بمعصية الله فعليهم الوزر وعليكم الصبر »
الخطأ أن الرعية عليها الصبر على الولاة الذين يعصون الله وهو ما يناقض وجوب تعديل الرعية لواليها العاصى لله وعزله لأن مصيرهم إن تركوه على عصيانه هو مصيره كما قال تعالى:
""ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار"
فالصبر هنا محرم لأنه ركون للظلمة وهو ما يفسد الدولة من أولها لأخرها
41 - ثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا إسماعيل بن عبد الله ، ثنا عبد الأعلى بن مسهر ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبد الله ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن عمر ، أو قال : سمعت عمر بن الخطاب ، يقول : « ويل لديان من في الأرض من ديان من في السماء يوم يلقونه إلا من أمر بالعدل وقضى بالحق ولم يقض على هوى ولا على قرابة ، ولا على رغب ولا رهب وجعل كتاب الله مرآة بين عينيه » قال عبد الرحمن بن غنم : فحدثت هذا عن عثمان بن عفان ، ومعاوية ، ويزيد ، وعبد الملك
الخطأ كون الله ديان من فى السماء فقط وهو ما يخالف كونه ديان كل من فى السموات والأرض
42 - ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي النيسابوري ، ثنا محمد بن الصباح ، ثنا علي بن ثابت ، عن جعفر بن برقان ، عن أبي عبد الله الحرسي ، من حرس عمر بن عبد العزيز قال : دخل أبو مسلم الخولاني على معاوية بن أبي سفيان ، فقال : « السلام عليك أيها الأجير » فقال الناس : مه ، الأمير يا أبا مسلم ، ثم قال : « السلام عليك أيها الأجير » فقال الناس : الأمير ، فقال معاوية : دعوا أبا مسلم فهو أعلم بما يقول ، فقال أبو مسلم : « إنما مثلك مثل رجل استأجر أجيرا فولاه ماشيته وجعل له الأجر على أن يحسن الرعية ، ويوفر جزازها وألبانها ، فإن هو أحسن رعيتها ووفر جزازها حتى تلحق الصغيرة وتسمن العجفاء أعطاه أجره وزاده زيادة ، وإن هو لم يحسن رعيتها وأضاعها حتى تهلك العجفاء وتعجف السمينة ولم يوفر جزازها وألبانها غضب عليه فعاقبه ولم يعطه الأجر » فقال معاوية : ما شاء الله كان
المستفاد وجوب نصيحة الحاكم
43 - ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أبو العباس أحمد بن محمد الجمال ، ثنا أبو العباس الجريري ، ثنا إبراهيم بن صالح ، قال : ثنا شبيب بن شيبة ، قال : دخلت على المهدي فقال لي : يا أبا معمر حدثني عن عمرو بن عبيد ، فوالله لرأيته يوما ودخل على أبي جعفر المنصور فقال له : « يا أمير المؤمنين إن الله قد أعطاك الدنيا بكمالها . فاشتر نفسك منه ببعضها ، واعلم أنك واقف بين يديه ، وسائلك عن مثاقيل الذر من الخير والشر ، وإنه لا يرضى منك إلا بما لا ترضى لنفسك إلا به ، وأنت لا ترضى إلا بأن يعدل عليك ، والله تعالى لا يرضى إلا بالعدل على الرعية ، يا أمير المؤمنين إن وراء بابك نارا ، تأجج من الظلم والجور ، والله ما يعمل خلف بابك بكتاب الله ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم » قال : فبكى أبو جعفر بكاء شديدا ، فقال له سليمان بن مجالد : اكفف عن أمير المؤمنين ، فقد شققت عليه ، فقال : « إن أمير المؤمنين ميت غدا ، وكل ما ترى هاهنا أمر مفظع ، وأنت جيفة بالعراء ، فلا يغني عنك إلا عملك ، ولهذا الجدار خير لأمير المؤمنين منك إذا طويت عنه النصيحة ، وافقت من الفضيحة ، ثم قال : يا أمير المؤمنين إن هؤلاء اتخذوك سلما لشهواتهم ، فكلهم يوقد عليك ناره ، ثم تلا ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد ) إلى أن بلغ ( إن ربك لبالمرصاد ) ، يا أمير المؤمنين لمن عمل مثل أعمالهم وفعل مثل فعالهم ، يا أمير المؤمنين لولا أنها مضت عن من كان قبلك لم يصل إليك منها شيء ، فاعلم أنك وارث من مضى ومورث غدا ، وقادم على ربك ، ومجزي بعملك ، فاتق ليلة تمخض عن يوم لا ليلة بعده ، وهي ليلة القيامة . قال : فخلع أبو جعفر خاتمه وقال : دونك ما ورائي يا أبا عثمان ، فادع لي أصحابك واستعملهم ، فوالله إني لآمر عمالي بالعدل ، وأكتب ذلك في عهودهم . قال : كلا ادع أصحابي لعدل تظهره ، واطرد هؤلاء الشياطين عن بابك لأن أهل الدين لن يأتوك ، وهؤلاء ببابك لأنهم إن عملوا بما يرضيك أسخطوا خالقهم ، وإن عملوا بما يرضي خالقهم أسخطوك فأرشوك ، ولكن استعمل على العمل الواحد في كل يوم مائة ، كلما رابك واحد فاعزله وول غيره ، فوالله لو علم هؤلاء أنك لا ترضى منهم إلا بالعدل ، ولا تقربهم إلا عليه لقد تقرب إليك به من لا نية له فيه ، ولا حسبة ، ثم قام فخرج »
المستفاد من الحكاية وجوب نصيحة الحاكم
44 - ثنا أبو يعلى الخير بن محمد الزبيري ، قال : ثنا عبد الله بن محمد بن مسلم ، ثنا عصام بن رواد ، ثنا أبي ، ثنا ابن أبي عبلة ، عن ابن محيريز ، قال : « من جلس على وسادة الأمير فقد وجبت عليه النصيحة لله ولرسوله ولجماعة المسلمين »
المستفاد من قابل الحاكم وجب عليه نصحه
45 - ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ، ثنا عمر بن عبيد الله الواسطي ، ثنا خالي إسحاق بن عمار قال : سمعت أبي يقول : سمعت الفضيل بن عياض ، يقول : « ابن آدم وعاء ، فمن جعل فيه شيء كان ، ولو كانت لي دعوة مستجابة جعلتها في الإمام » زادني غيره : « فإن صلاحه صلاح العباد والبلاد ، وفساده فساد العباد والبلاد »
الخطأ أن الإمام إذا صلح صلح الناس ، وإذا فسدا فسد الناس : وهو ما يناقض أن كل مسلم عليه نفسه لا يضره من ضل أيا كان عالم أو والى أو غيرهم كما قال تعالى :
"عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم "
46 - ثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن محمد بن صدقة ، قال : ثنا العباس بن طالب ، ثنا خلف بن تميم ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن أبي المهاجر ، عن أبيه ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، « أن ملكا من الملوك خرج يسير في مملكته وهو مستخف من الناس حتى نزل على رجل له بقرة ، فراحت عليه تلك البقرة ، فحلبت فإذا حلابها مقدار ثلاثين بقرة ، فحدث الملك نفسه أن يأخذها ، فلما كان الغد غدت البقرة إلى مرعاها ثم راحت فحلبت ، فنقص لبنها على النصف ، وجاء مقدار حلاب خمس عشرة بقرة ، فدعا الملك صاحب منزله فقال : أخبرني عن بقرتك رعت اليوم في غير مرعاها بالأمس ؟ قال : لا ، قال : فشربت في غير مشربها بالأمس ، قال : لا ، قال : فما بال لبنها نقص على النصف ؟ قال : أرى أن الملك هم بأخذها فنقص لبنها ، فإن الملك إذا ظلم أو هم بظلم ذهبت البركة ، قال الملك : أنى عرفت ذلك ؟ قال : هو ذاك كما قلت لك ، قال : فعاهد الله عز وجل الملك في نفسه أن لا يأخذها ولا يملكها ، ولا تكون له في ملكه أبدا ، قال : فغدت فرعت ثم راحت ثم حلبت فإذا لبنها قد عاد مقدار حلب ثلاثين بقرة ، فقال الملك بينه وبين نفسه واعتبر فقال : إن كان الملك إذا ظلم أو هم بظلم ذهبت البركة ، لا جرم لأعدلن ولأكونن على أفضل حال »
المستفاد من الحكاية أن ظلم الحاكم يجلب الفقر والفساد