نقد المبادى العقلية للطبيعة والفضل الإلهى لليبنتز
هذا المقال يتناول كتابى ليبنتز المبادى العقلية للطبيعة والفضل الإلهى المسمى الثيوديسيه وكتاب المونادولوجيا وهو علم الوحدات البسيطة
ليبنتز رجل مشارك فى العديد من العلوم كالرياضيات وغيرها وكتاب المبادىء العقلية للطبيعة والفضل الإلهى يسمونه الثيوديسيه والكتاب الأخر المونادولوجيا وقد ترجمهما المترجم عبد الغفار مكاوى فى كتاب واحد وقد أفلح حين فعل ذلك فالكتابان يتناولان نفس المسائل تقريبا وإن كان الثيوديسيه أقل فى عدد الصفحات
فى الكتابين حاول الرجل إقامة نظام عقلى مفهوم للكون وقد أكد فى الكتابين على كون الله هو خالق الكون وهو من نظمه نظاما فريدا لا يختل
والملاحظ أن الرجل ناقض نفسه فى الكتابين عدة تناقضات بحيث محا رأيه الأول برأيه الثانى
التناقضات:
التناقض الأول:
2-"لما كانت المونادات بلا أجزاء فلا يمكنها أن تتولد أو تفسد ولا يمكنها أن تبدأ أو تنتهى على نحو طبيعى "ص102
هنا المونادات لا تتولد أو تفسد ولا يمكنها أن تبدأ أو تنتهى على نحو طبيعى وهو ما يخالف نشأتها بالخلق وموتها الفناء الطبيعى وهو ما سماه الضربة الواحدة فى قوله
6- وهكذا يمكن القول بأن المونادات لا تنشأ أو تفسد إلا بضربة واحدة أى أنها لا تنشأ إلا بالخلق ولا تفسد إلا بالإفناء "ص126 م
التناقض الثانى
82-"أى أن الحيوان والنفس لا ينشآن إلا مع نشوء العالم ولا يفسدان إلا بفساده "ص173م
هنا النشوء يكون مع نشوء أى بداية العالم والفساد يكون مع فساده وهو نهاية أى فناء العالم وهو ما يناقض وجود نشوء متكرر بالحمل والإنجاب وفساد متكرر هو الموت فى قوله ك
6-" وكما أن الحيوانات بوجه عام لا تنشأ أبدا نشأة تامة ص109 مع الحمل أو الانجاب فإنها لا تفسد فسادا تاما فيما نسميه بالموت لأن العقل يقول إن ما لا يبدأ بداية طبيعية لا يمكن بالمثل أن ينتهى نهاية طبيعية فى إطار النظام الطبيعى"ص110
التناقض الثالث:
12-"بل الحيوانات نفسها لابد أن تصحو ثانية من حالة الغيبوبة التى يمكن أن يضعها فيها الموت أو أى حادث أخر "ص115
هنا اعتراف بالموت وهو ما يناقض قوله بعدم وجود موت فى العالم فى قوله :
69- " ولهذا فليس فى العالم يباب ولا عقم ولا موت ليس فيه فوضى ولا اضطراب إلا فى الظاهر "ص165م
وكلاهما يناقض عدم وجود موت بالمعنى الدقيق ووجود موت بالمعنى الشائع فى قوله :
73-"ولهذا السبب لا يوجد أبدا تولد كامل ولا موت كامل بالمعنى الدقيق "ص168
والكل يناقض عدم وجود فناء أى موت فى قوله:
77- يمكن القول بأن النفس وهى مرآة عالم لا يندثر ليست هى وحدها التى لا يجوز عليها الفناء" ص170م
وأيضا نوعا ما قوله:
6-إن النفوس لا تنفصل أبدا تمام الانفصال عن أجسامها ولا تنتقل من جسم على جسم أخر جديد عليها كل الجدة "ص110
التناقض الرابع:
2- يترتب على هذا أن المونادة بما هى كذلك وفى لحظة بعينها لا يمكن تمييزها من مونادة أخرى إلا عن طريق خصائصها وأفعالها الباطنة التى لا تخرج عن أن تكون هى إدراكاتها ونزوعاتها التى هى مبادىء التغيير"ص102
هنا الموجود فى المونادة وهى الجوهر البسيط خصائص وأفعال وهو ما يناقض وجود علاقات أيضا فى قوله :
13-"يلزم من هذا أن توجد فى الجوهر البسيط كثرة من الخصائص والعلاقات على الرغم من أنه لا يتكون من أجزاء"ص131
وكلاهما يناقض وجود إدراكات وتغيرات فى الجوهر فى قوله :
-كذلك لن نجد فى الجوهر البسيط غير الادراكات وما ينجم عنها من تغيرات "ص136
والكل يناقض وجود على عالم من المخلوقات والكائنات والحيوانات والانتيليخيات والنفوس فى الجوهر البسيط فى قوله :
66- من هذا نتبين أن أقل جزء من المادة يحتوى على عالم من المخلوقات والكائنات والحيوانات والانتيليخيات والنفوس "ص164م
التناقض الخامس :
65-"لأن كل قطعة من المادة ليست فحسب قابلة للتجزئة إلى ما لا نهاية كما عرف ذلك القدماء بل إنها كذلك مجزأة فى الواقع إلى ما لانهاية ,كل جزء بدوره ينقسم إلى أجزاء"ص164م
36-"وقسمة الأجسام إلى ما لا نهاية أن هناك عددا لا نهاية له من الأشكال والحركات الحاضرة والماضية"ص145م
فى القولين نجد أن الجوهر البسيط يمكن تقسيمه لأجزاء بلا نهاية وهو ما يناقض عدم تكونه من أجزاء فى قوله :
2-"لما كانت المونادات بلا أجزاء فلا يمكنها أن تتولد أو تفسد ولا يمكنها أن تبدأ أو تنتهى على نحو طبيعى "ص101 ولذا فهى تبقى ما بقى العالم الذى يقبل التغير ولا يقبل الفناء وليس من المستطاع أن تكون لها أشكال وإلا كان لها أجزاء"ص102
2-"وهذا شبيه بمركز أو نقطة يوجد بها على الرغم من بساطتها التامة عدد لا حصر له من الزوايا التى لا تتكون من الخطوط التى تتلاقى فيها "ص103
التناقض السادس :
51-" بيد أنه لا يوجد بالنسبة للجواهر البسيطة سوى تأثير مثالى لإحدى المونادات على الأخرى وهو تأثير لا يصبح فعالا إلا بتدخل من الله "ص154م
هنا يوجد تأثير خارجى من مونادة على مونادة أخرى وهو ما يناقض نفيه وجود تأثير خارجى على المونادة فى قوله ك
11-"يتبين مما سبق أن التغيرات الطبيعية فى المونادات تصدر من مبدأ داخلى إذ يستحيل على علة خارجية أن تؤثر على داخلها "ص130م
التناقض السابع:
7- ولا سبيل كذلك إلى تفسير إمكان تأثر المونادة أو تغيرها من داخلها عن طريق أى مخلوق أخر إذ يستحيل أن ينقل إليها شىء أو أن تتصور فيها أي حركة باطنة يمكن أن تثار أو توجد أو تزيد أو تنقص"ص126م
هنا من المحال وجود حركة باطنة أى تغير فى المونادة وهو ما يناقض وجود تغير أى تحرك مستمر داخل كل مونادة فى قولهم :
10-" لا نزاع عندى أيضا فى أن كل مخلوق عرضة للتغير وبالتالى تكون المونادة المخلوقة كذلك كما أن هذا التغير يتم باستمرار فى كل مونادة "ص130م
وأيضا قوله :
2- يترتب على هذا أن المونادة بما هى كذلك وفى لحظة بعينها لا يمكن تمييزها من مونادة أخرى إلا عن طريق خصائصها وأفعالها الباطنة التى لا تخرج عن أن تكون هى إدراكاتها ونزوعاتها التى هى مبادىء التغيير"ص102
التناقض الثامن :
62-"ومع أن كل مونادة مخلوقة تصور العالم بأكمله فإنها تصور الجسم المتعلق بها خاصة والذى تكون هى انتيليخياه تصويرا أشد تميزا " ص162م
هنا المونادة تصور أى تعرف العالم بأكمله وهو ما يناقض كون معرفتها غامضة فى قوله :
13-"إن كل نفس تعرف اللامتناهى تعرف كل شىء ولكنها بطبيعة الحال تعرفه على نحو غامض "ص116
ونلاحظ هنا أنه يثبت المعرفة الكاملة للامتناهى ومع هذا ينفيها بتعبير على نحو غامض وهو يناقض نفسه بجعل المعرفة الكاملة لله وحده فى قوله :
13-"والله وحده هو الذى يملك المعرفة الواضحة بكل شىء لأنه مصدر كل شىء"ص116
التناقض التاسع
13- "وقد قيل بحق عن مركزه يقع فى كل مكان أما محيط دائرته فليس موجودا فى أى مكان إذ أن كل شىء بالنسبة إليه حاضرا حضورا مباشرا دون أدنى بعد عن هذا المركز "ص116
يثبت الرجل الجسمية لله بتواجده بحق فى كل مكان ثم يناقض نفسه بنفى الجسمية عن الله بقوله :
72-"إن الله وحده منزه عن الجسمية كل التنزيه"ص167م
التناقض العاشر :
17- فعلى الرغم من أن الله يستعصى على إدراك حواسنا الخارجية فإنه مع ذلك محبوب غاية الحب "ص119
هنا الله يستعصى على إدراك حواسنا الخارجية ومع هذا يثبت رؤيته المباركة بالحاسة كما يثبت إدراكه بالمعرفة غير الكاملة فى قوله :
18-"صحيح أن السعادة القصوى أيا كانت الرؤية المباركة أو معرفة الله التى تصحبها لا يمكن أن تتحقق تحققا تاما لأن الله وهو غير متناه لن يتسنى معرفته معرفة كاملة "ص121
ومع هذا يثبت معرفتنا بالله فى قوله :
29-" وذلك حين ترفعنا إلى المعرفة بأنفسنا وبالله "ص141م
التناقض الحادى عشر:
29-" بيد أن المعرفة بالحقائق الضرورية والأبدية هى التى تميزنا عن الحيوانات الخالصة وبها نحصل على العقل وتنزود بالعلوم وذلك حين ترفعنا إلى المعرفة بأنفسنا وبالله "ص141م
هنا المعرفة هى مصدر الحصول على العقل وهو ما يخالف كون العقل هو مصدر الحصول على المعرفة فى قوله :
83-"أن النفوس على وجه الإجمال مرايا حية أو صور من عالم المخلوقات أما العقول فهى بالإضافة إلى ذلك ص183 صور من الألوهية أن من مبدع الطبيعة ذاته إنها تملك القدرة على معرفة نظام العالم "ص174
التناقض الثانى عشر:
33- هناك نوعان من الحقائق حقائق العقل وحقائق الواقع حقائق العقل ضرورية وعكسها مستحيل وحقائق الواقع عرضية وعكسها ممكن "ص144م
هنا نوعين من الحقائق حقائق العقل وحقائق الواقع وهو ما يخالف وجود نوع ثالث هو الحقائق الضرورية فى قوله ك
46-"فى حين أن الحقائق الضرورية تعتمد على الذهن الإلهى وحده وهى موضوعه الباطن" ص150م
التناقض الثالث عشر :
19-" فمن الممكن عندئذ تسمية جميع الجواهر البسيطة أو المونادات المخلوقة نفوسا"ص 137م
هنا جميع الجواهر البسيطة أو المونادات المخلوقة نفوس ومع هذا اعتبر الجواهر البسيطة غير النفوس فى قوله :
1-" والجواهر البسيطة والحيوانات والنفوس والعقول ( الأرواح وحدات "ص101
التناقض الرابع عشر:
14-" بل هو كذلك صورة من الألوهية عن العقل لا يقتصر على إدراك أعمال الله بل إنه لقادر على إبداع شىء شبيه بها "ص117
وصف المخلوق بكونه صورة من الألوهية وقادر على إبداع شبيه بالله وهو ما يناقض وصفه لله بالكلى الكامل الفريد فى قوله :
40-ويمكننا أيضا أن نحكم بأن هذا الجوهر الأسمى الذى هو فريد وكلى وضرورى إذ ليس هناك شىء مما يقع خارجه لا يعتمد فى ص146 وجوده عليه كما أنه نتيجة بسيطة لإمكان وجوده يستحيل أن تكون له حدود ولابد أن يحتوى على أقصى واقع ممكن "ص 147
وكلمة الفريد تعنى عدم وجود شبيه ويبدو أن تعبير صورة من الألوهية راجع لعقيدة النصارى واليهود التى تقول أن الله خلق آدم (ص) على صورته وهى عقيدة جنونية تجعل المخلوق شبيه بالخالق وهو ما يتنافى مع قوله تعالى بسورة الشورى:
" ليس كمثله شىء"
التناقض الخامس عشر:
2- يترتب على هذا أن المونادة بما هى كذلك وفى لحظة بعينها لا يمكن تمييزها من مونادة أخرى إلا عن طريق خصائصها وأفعالها الباطنة التى لا تخرج عن أن تكون هى إدراكاتها ونزوعاتها التى هى مبادىء التغيير"ص102
هنا المونادة يمكن تمييزها من مونادة أخرى بالخصائص والفعال التى تعنى الإدراكات والنزوعات وهو ما يعنى انقسامها لأجزاء وهو ما نفاه الرجل بقوله :
13-"يلزم من هذا أن توجد فى الجوهر البسيط كثرة من الخصائص والعلاقات على الرغم من أنه لا يتكون من أجزاء"ص131
وهو فى القول يثبت الكثرة التى تعنى وجود أجزاء ومع هذا ينفيه مرة أخرى فى نهاية العبارة بعدم تكونها من أجزاء
وفى القول التالى يشبه الرجل الجوهر البسيط المونادة بمركز يوجد به عدد لا نهائى من الزوايا وهو تشبيه يعنى انقسامها لأجزاء كثيرة
2-"وهذا شبيه بمركز أو نقطة يوجد بها على الرغم من بساطتها التامة عدد لا حصر له من الزوايا التى تتكون من الخطوط التى تتلاقى فيها "ص103
ونلاحظ تعبير وهمى تردد فى كثير من جمل الكتابين وهو عدد لا حصر وعدد لا نهاية له وما شاكل ذلك فلا يوجد عند الله ما لا حصر له فكل شىء عنده بمقدار اى عدد أى كم أى مقدر كثر أو قل كما فى التعبير التالى :
3-" وكل جوهر بسيط أو مونادة متميزة تكون جوهر مركب كالحيوان مثلا ومبدأ تفرده محاطة بكتلة مؤلفة من عدد لا نهاية له من المونادات الأخرى هذه المونادات تكون الجسم الخاص بهذه المونادة المركزية التى تتمثل طبقا للانفعالات التى تعتريه وكأنما هى أشبه بالمركز الأشياء الموجودة خارجها "ص103
التناقض السادس عشر:
4-تؤلف كل مونادة ذات جسم خاص بها جوهرا حيا ولهذا لا توجد فحسب حياة فى كل مكان متصلة بأعضاء أو أدوات بل إن هناك درجات لا نهاية لها بين المونادات "ص105
نلاحظ هنا أن سبب حياة المونادة كونها لها جسم خاص بها وهو ما يناقض أن المونادة تسمى نفسا وليس جسما فى القول التالى
4- " مثل هذا الكائن الحى يسمى حيوانا كما تسمى مونادته نفسا وعندما ترتفع هذه النفس إلى مستوى العقل تصبح شيئا أكثر سموا وتعد روحا بين الأرواح "ص105
19-" فمن الممكن عندئذ تسمية جميع الجواهر البسيطة أو المونادات المخلوقة نفوسا"ص 137
التناقض السابع عشر:
25-" كذلك نرى أن الطبيعة أعطت الحيوانات إدراكات متميزة "ص139
10- وحيث زودت المخلوقات من القوة والمعرفة والسعادة والخير بأعظم قدر يمكن أن يسمح به العالم "ص113
فى القولين نجد الطبيعة أعطت الحيوانات إدراكات متميزة وزودت المخلوقات من القوة والمعرفة والسعادة والخير بأعظم قدر ممكن ومع هذا ينفى أن تكون إدراكات الحيوانات عقلا ,وإنما ذاكرة فقط فى قوله :
26-"فنحن نرى الحيوانات إذا أدركت شيئا ذا أثر بالغ عليها وكانت قد أدركته من قبل إدراكا مشابها نراها بفضل الذاكرة تتوقع ما ارتبط من قبل بهذا الادراك وتحس بمشاعر شبيهة بتلك التى أحست بها فإذا لوحنا مثلا بالعصا للكلاب تذكرت الألم الذى سببته لها وأخذت تنبح ولاذت بالفرار" ص140
التناقض الثامن عشر:
53-" ولما كانت أفكار الله تحتوى على عدد لا حصر له من العوالم الممكنة التى يستحيل أن يوجد منها إلا عالم واحد فيلزم أن يكون هناك سبب كاف لاختيار الله جعله يفضل عالما بعينه على غيره" ص155
هنا يستحيل على الله أن يوجد العوالم الممكنة سوى عالم واحد وهو كلام يتنافى مع تقريره إستحالة أن تكون هناك حدود لله ,انه يحتوى فى قدرته على أقصى واقع ممكن وهو قوله :
40-ويمكننا أيضا أن نحكم بأن هذا الجوهر الأسمى الذى هو فريد وكلى وضرورى إذ ليس هناك شىء مما يقع خارجه لا يعتمد فى ص146 وجوده عليه كما أنه نتيجة بسيطة لإمكان وجوده يستحيل أن تكون له حدود ولابد أن يحتوى على أقصى واقع ممكن "ص 147
التناقض التاسع عشر
35-"كما نصل إلى مسلمات ومصادرات أو باختصار إلى مبادىء أولية لا يمكن البرهنة عليها ولا تحتاج أيضا إلى برهان "ص144
هنا توجد أشياء بلا برهان أى بلا سبب ولا تحتاج للبرهان وهو السبب وهو ما يناقض وجود سبب خلف كل شىء فى قوله ك
32-كما تقوم على مبدأ السبب الكافى وبه نسلم بأنه لا يمكن التثبت من صدق واقعة أو وجودها ولا التثبت من صحة عبارة بغير أن يكون ثمة سبب كاف يجعلها على هذا النحو دون غيره " ص143
7-"وهو المبدأ الذى يقول إنه ما من شىء يحدث بغير سبب كاف "ص111
التناقض العشرون :
4- " مثل هذا الكائن الحى يسمى حيوانا كما تسمى مونادته نفسا وعندما ترتفع هذه النفس إلى مستوى العقل تصبح شيئا أكثر سموا وتعد روحا بين الأرواح "ص105
هنا المونادات تتحول من نفوس لأرواح وهو ما يناقض كون المونادات نفوسا فى قوله:
19-" فمن الممكن عندئذ تسمية جميع الجواهر البسيطة أو المونادات المخلوقة نفوسا"ص 137
التناقض الحادى والعشرين :
15- لهذا فإن جميع الأرواح سواء كانت بشرا أو أرواحا خالصة تدخل بفضل العقل والحقائق الأبدية مع الله فى جماعة من نوع ما وتشارك كأعضاء فى مدينة الله "ص117
هنا الأرواح غير العقول لأن الأرواح تدخل بفضل العقول فى جماعة الله وهو ما يناقض كون الأرواه هى العقول وهى قادرة على الدخول فى جماعة مع الله فى قوله ك
84-"وهذا هو الذى يجعل العقول أو الأرواح قادرة على الدخول مع الله فى نوع من الحياة الجماعية ....وإنما يكون كذلك كالأمير بالنسبة لرعاياه بل كالأب بالنسبة لأبنائه "ص174
الأخطاء
5- توجد بين إدراكات الحيوانات علاقة ارتباط تشبه من بعض الوجوه الاستنتاج العقلى أو العقل ولكن هذه العلاقة لا تقوم إلا على تذكر الوقائع والنتائج لا على المعرفة بالعلل أو الأسباب ولهذا يهرب الكلب من العصا التى ضرب بها لأن الذاكرة تصور له الألم الذى سببته له هذه العصا "ً108
الخطأ هنا أن الحيوانات إدراكها وهو معرفتها يقوم على التذكر فقط وهو كلام لا صحة له فالمرة الأولى والثانية يفهم الحيوان منها ما يسبب الألم وفيما بعد يتذكره ومن ثم فالأمور الأولى تجعل الحيوان يفهم وهناك مثل شعبى يقول القط لا يحب إلا خناقه والمراد أن حيوان كالقط يحب من يضربه ويأتيه رغم كونه يؤديه وكذلك الشعوب تخضع لحكامها وكثير منهم يحبهم رغم أنهم يلحقون بهم الأذى بل ويعتقد البعض أنهم آلهة أو أرباب من دون الله
والحيوانات وحتى النباتات تفهم ولذا تسجد أى تسبح الله كما قال تعالى بسورة الرعد:
"ولله يسجد من فى السموات والأرض"
5- "ولكن الاستنتاج العقلى الصحيح يعتمد على الحقائق الضرورية أو الأبدية الخالدة مثل حقائق المنطق والحساب والهندسة التى تؤلف بين الأفكار برباط لا يتطرق إليه الشك "ص108
الخطأ أن الاستنتاج العقلى الصحيح يعتمد على الحقائق الضرورية أو الأبدية الخالدة مثل حقائق المنطق والحساب والهندسة وتلك العلوم بها الكثير من الشك لكونها علوم تناقض بعضها فى أحيان عدة ففى الحساب عندما نضرب فى حساب الكسور عشر فى عشر يكون الناتج واحد على 100 بينما فى الحساب العشرى يكون الناتج واحد من عشرة وأما المنطق فهو قواعد وضعها بشر يحدث خلافها فى كثير من الأحيان
6-" والحق أن نفوس الحيوانات البذرية المنوية البشرية غير حائزة على العقل وإنما تصبح عاقلة عندما يطبع الحمل هذه الحيوانات بالطبيعة البشرية "ص109
الخطأ أن الحمل يعطى الحيوان المنوى العقل وهو كلام يخالف ما نراه فلو فى كل جنين عقل لتساوى الناس فى العقول عند ولادتهم وما كانوا بحاجة للتعلم لأنهم كلهم يولدون بذلك العقل والمعروف أن الإنسان يولد صفحة بيضاء أى جاهل كما قال تعالى بسورة النحل :
"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "
وهم يصلون للعقل بالتدريج
6-" وكما أن الحيوانات بوجه عام لا تنشأ أبدا نشأة تامة ص109 مع الحمل أو الانجاب فإنها لا تفسد فسادا تاما فيما نسميه بالموت لأن العقل يقول إن ما لا يبدأ بداية طبيعية لا يمكن بالمثل أن ينتهى نهاية طبيعية فى إطار النظام الطبيعى ً110
الخطا عدم وجود نشأة تامة بالحمل والإنجاب وعدم وجود موت تام وهو كلام يخالف الواقع فكثير من الحيوانات خاصة التى تبيض ينتج عنها حيوانات تامة لكونها تنشأ بعيدا عن الأسرة بسبب فقسها فى أماكن بعيدة عنهم وهناك حيوانات تحتاج للأسرة لتربيتها وإرضاعها وأما الموت فهو يصيب الجسد إصابة تامة حيث لا يتبقى شىء من الجسد بالتحلل والانتشار
6-" لأن كل شىء فى الطبيعة يمتد إلى ما لانهاية "ص110
هذه المقولة قالها الرجل وهو لا يبدو غير مدرك فالامتداد اللانهائى للطبيعة يعنى أن لا وجود لله إما لكون الطبيعة ككل هى الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا وإما لعدم وجوده فوجود الله يمنع الطبيعة من هذا الامتداد الوهمى وهو ما يناقض كلامه التالى :
13- "وقد قيل بحق عن مركزه يقع فى كل مكان أما محيط دائرته فليس موجودا فى أى مكان إذ أن كل شىء بالنسبة إليه حاضرا حضورا مباشرا دون أدنى بعد عن هذا المركز "ص116
6-إن النفوس لا تنفصل أبدا تمام الانفصال عن أجسامها ولا تنتقل من جسم على جسم أخر جديد عليها كل الجدة "ص110
الخطأ أن النفوس لا تنفصل أبدا تمام الانفصال عن أجسامها وهو كلام يتعارض مع معنى الموت حيث تخرج النفوس من الأجسام الأرضية التى تنتهى بالتحول للتراب وتنتقل لأجسام أخرى فى السماء حيث الثواب والعقاب حاليا كما قال تعالى بسورة الذاريات "وفى السماء رزقكم وما توعدون " وكما فى العهد الجديد تذهب لملكوت السموات أو الأعالى
28-"ونحن فى ثلاثة أرباع تصرفاتنا لا نزيد عن كوننا تجريبيين ....أما عالم الفلك فهو وحده الذى يحكم العقل فى هذا الأمر " ص141
الخطأ هنا أن عالم الفلك فهو وحده الذى يحكم العقل فى هذا الأمر وهو كلام لا علاقة له بالواقع فكيف يكون عاقلا من يقرر شىء فى شىء لا يراه ولا يلمسه ولا يصل إليه رجل معدوم الاتصال بتلك الأشياء لا يمكن أن يكون مستخدما عقله وإنما ظنونه وأوهامه
29-" بيد أن المعرفة بالحقائق الضرورية والأبدية هى التى تميزنا عن الحيوانات الخالصة وبها نحصل على العقل وتنزود بالعلوم وذلك حين ترفعنا إلى المعرفة بأنفسنا وبالله "ص141
الخطأ هو تميزنا على الحيوانات بالمعرفة النفسية وبالله وهو كلام لا دليل عليه فنحن لم ندخل نفوس الحيوانات لمعرفة ما بها ولكن ما ميزنا الله به هو أنه أعطانا إرادة الاختيار بين الشر والخير وسخر لنا المخلوقات
31-تقوم معرفتنا العقلية على مبدأين كبيرين مبدأ عدم التناقض وبفضله نحكم على كل ما ينطوى على تناقض وبالصدق على ما يضاد الكذب وما يناقضه"ص143
الخطأ هناك فارق بين كيفية تحصيل المعرفة وبين تنظيم المعرفة فالرجل يتكلم هنا عن تنظيم المعرفة من خلال عدم التناقض والصدق ولا يتكلم عن تحصيل المعرفة الذى يبنى على تلقى المعلومات من الغير وهو التسليم بما يقولون وعلى التفكير ومنه التجريب وغيره