-النظرية الذرية :
يقال :إن النظرية الذرية قديمة تناولها العديد من علماء الشعوب المختلفة كل حسب ما تراءى له والحقيقة التى لا تحتمل الكذب هى وجود العلم بالذرة منذ وجود أدم (ص)حيث علمه الله ذلك ضمن ما علمه من أسماء وفى هذا قال بسورة البقرة "وعلم أدم الأسماء كلها " وملخص النظرية "أن العالم يتألف من ملاء "أى مادة "وخلاء "أى فراغ "وأن الملاء قوامه ذرات أو وحدات متجانسة لا تقبل الإنقسام وهى وإن كانت متناهية فى الصغر بحيث لا تدركها الحواس إلا أن العقل يمكنه إداركها بالاستنتاج الرياضى كما أنها لا متناهية فى أعدادها وأشكالها وأحجامها وترتيبها وإليها تعزى كل ثروة الأشكال والظواهر المتباينة للعالم "نقلا من كتاب العلوم الكونية فى التراث الإسلامى ص32 لأحمد فؤاد باشا ويأخذ على هذه النظرية التالى :
-زعمها أن العالم مكون من مادة وفراغ والحق أن العالم مكون من مادة فقط وهذه المادة منها ما نبصره ومالا نبصره فمثال الأولى الزرع والناس والأنعام ومثال الثانية الجن والنفوس التى يسمونها الأرواح وفى هذا قال بسورة الحاقة "فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون ".
-أن الذرات لا تقبل الإنقسام والحق أنها تقبل الإنقسام إلى أبعاض أى بعوضات أى أجزاء بدليل أن الله ذكر أن البعوضة هى أصغر شىء فى الوجود فقال بسورة البقرة "إن الله لا يستحى أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها "فقوله "فما فوقها "يدل على أن ليس فى الوجود ما هو أصغر منها حجما أو وزنا .
-أن الذرات لا متناهية فى أعدادها وأشكالها وأحجامها وترتيبها والحق هو أن كل شىء فى الكون متناهى أى له مقدار معروف عند الله مصداق لقوله بسورة الرعد "وكل شىء عنده بمقدار ".
وقد صحح علماء المسلمين بعض أجزاء النظرية فسموها الجزء الذى لا يتجزأ وفى هذا نقل كتاب العلوم الكونية فى التراث الإسلامى قول أبو الهذيل العلاف ص36 "أن العالم يتكون من عدد من الجواهر المفردة أو الأجزاء البسيطة التى لا تتجزأ وإلى هذه الأجزاء التى لا تتجزأ تنحل جميع الموجودات "وهو ما يوافق آية سورة البقرة وقوله بسورة يونس "وما يعزب عن ربك مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك "والمرد ولا أصغر من ذلك فهو يدلنا على وجود ما هو أصغر من الذرة .