العوامل المؤدية لتمسك مجتمع ما بمقياسه :
قال القوم :إن العوامل هى درجة الثواب للمسايرين للمقياس ودرجة العقاب للمخالفين ووضوح المقياس عند الأفراد واقتناع الفرد بالمقياس وانعدام ثقة الفرد فى نفسه "
والمضحك فى هذا الكلام أنه لا يوجد ثواب للمسايرين للمقاييس الوضعية فمن يقوم بواجباته لا ينال عليها ثواب مالى إلا فى حالات نادرة وأما المخالفين للمقاييس فطبقا لمعظم القوانين الحالية فى دول العالم فإن سجنهم وهو العقوبة الغالبة يعتبر بمثابة إثابة لهم حيث يأكلون ويشربون وينامون فى أماكن محمية دون أن يقوموا بعمل ما يتعبهم بينما المسايرين للمقاييس يعانى معظمهم من أضرار تمسكهم بالمقاييس حيث لا توجد معيشة كريمة للكثير منهم فالحكومات تضمن للمخالفين حياة كريمة طعام وشراب ومسكن وعلاج مجانى بينما لا تضمن ذلك لمن هم خارج السجون
وأما حكاية وضوح المقياس واقتناع الناس به فهو كلام غير واقعى فعامة الناس لا يعرفون كل المقياس والجهل بالبعض منه منهم يعنى أنه غير واضح أو هناك رغبة ممن صنعوه فى تجهليهم به فهناك مثلا قانون وضعى فى بعض بلادنا لو عرف به عامة الناس لثاروا فى بلادنا على الأنظمة وهو قانون يبيح الزنى فمثلا لو وجد الزوج زوجته تزنى مع رجل فقام ليدفع عنه عار الزنى فقتله الزانى فالزانى لا يعاقب بعقوبة الزنى ولا يعاقب بعقوبة القتل لأنه كان يدافع عن نفسه والدفاع عن النفس مشروع
والحق هو أن العوامل المؤدية لتمسك مجتمع ما بمقياسه هى عاملين هما :
-إيمان الناس بالمقياس وهو اقتناعهم به .
-طاعة الناس للمقياس وهو استجابتهم له .
وهذا هو التغيير النفسى عند الكل وفى هذا قال تعالى بسورة الرعد "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".