الكبائر والصغائر :
قال الفتى اليوم مسألتنا الكبائر والصغائر .
قال المعلم مسألة لا أصل لها فى كتاب الله ولا فى حديث الرسول(ص)المنسوب له وإنما سميت الذنوب بالكبائر لأن كل ذنب هو استكبار على حكم الله
قال الفتى زدنى علما
قال المعلم لقد أخذوا تقسيم الذنوب لصغائر وكبائر من قول الكفار بسورة الكهف "مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها "
قال الفتى هذا دليل على صحة التقسيم
قال المعلم لا لأن ليس كل ما ورد بالقرآن يعمل به
قال الفتى كيف ؟
قال المعلم القرآن الأقوال فيه مصدرها أى قائلها واحد من ثلاث 1- الله 2-فريق المسلمين رسل وغير رسل 2- الكفار والشيطان فالأول دليل على الأحكام والثانى يؤخذ منه أحكام والثالث لا يؤخذ منه أحكام إطلاقا لأننا لو قلنا بأخذ الأحكام منه لكان قولهم أن الله ثالث ثلاثة وأن له ابن صواب وهو ما لا يقول به عاقل .
قال الفتى فهمت
قال المعلم لقد فهم الناس قول الكفار خطأ لاعتقادهم أن الصغيرة والكبيرة تطلق على الذنوب مع أن الصغيرة فى الإسلام ليست ذنبا وإنما معناها القليلة والكبيرة بمعنى الكثيرة بدليل قوله بسورة التوبة "ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة "فمن المعروف أن نفقة المال الصغيرة هى القليلة والكبيرة هى الكثيرة لعدم وجود معنى أخر للصغر والكبر .
قال الفتى إذا فمعنى قولهم هو مال لهذا السجل لا يترك قليل ولا كثير إلا سجله .
قال المعلم هذا صحيح وحتى لا نترك الموضوع دون أن نتمه نقول أن قوله تعالى بسورة القمر "وكل صغير وكبير مستطر"أى وكل قليل وكثير الحجم أو العدد مسجل فى الكتاب بدليل قوله بسورة يونس "وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتاب مبين "فهنا ما هو أصغر من الذرة وما هو أكبر كلهم مسجلين فى الكتاب وبدليل أن كلمة صغائر لم ترد فى الوحى مضافة للذنوب وكذلك كلمة صغيرة وأما كلمة كبائر فقد وردت مضافة للذنوب فى عدة أقوال منها قوله بسورة الشورى "والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش "أى والذين يتركون أفعال الذنوب أى السيئات وقوله بسورة النساء "إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه "أى إن تتركوا أفعال الذى تزجرون عنه وقوله بسورة النجم "والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم" ومعناها والذين يتركون أفعال الكفر أى أفعال الظلم إلا القليل