ويا قوم إنى أخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد"المعنى ويا شعبى إنى أخشى عليكم يوم الدعاء يوم تقومون هاربين ما لكم من الرب من مانع ومن يعذب الرب فما له من راحم ،يبين الله لنبيه (ص)أن المؤمن قال لقومه:ويا قوم إنى أخاف عليكم يوم التناد والمراد ويا أهلى إنى أخشى عليكم عذاب يوم الدعاء يوم تولون مدبرين والمراد يوم تركضون هاربين من العذاب ما لكم من الله من عاصم أى منقذ ومن يضلل الله فما له من هاد والمراد ومن يعذب الرب فما له من منقذ ،وهذا يعنى أنه يخبرهم أنه يحبهم ويخاف عليهم من العذاب حينما يهربون فلا يقدرون على الهرب من العذاب ولا يجدون من غير الله منقذ .
"ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم فى شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب "المعنى ولقد أتاكم يوسف (ص)من قبل بالآيات فظللتم فى تكذيب مما أتاكم به حتى إذا مات قلتم لن يرسل الرب من بعد موته نبيا هكذا يعذب الرب من هو مفرط كافر ،يبين الله لنبيه (ص)أن المؤمن قال لقومه :ولقد جاءكم والمراد لقد أتاكم يوسف(ص)من قبل بالبينات وهى الآيات العظيمة فما زلتم فى شك مما جاءكم به والمراد فاستمررتم فى تكذيب بما أتاكم به حتى إذا هلك أى مات قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا والمراد قلتم لن يرسل الله من بعده نبيا بالآيات كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب أى هكذا يعاقب الرب من هو كافر كاذب ،وهذا يعنى أنهم كانوا يعرفون بقصة يوسف (ص)مع أهل مصر وتكذيبهم له حتى مات وهذا تذكير لهم أنهم علموا أن الله بعث رسلا من قبل يدعونهم إلى عبادة الله الذى أنكر فرعون أمام موسى (ص)وجوده.
"الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار "المعنى الذين يكذبون بأحكام الرب بغير وحى جاءهم عظم بغضا لدى الرب وعند الذين صدقوا هكذا يختم الرب على كل نفس عنيد متمرد،يبين الله لنبيه (ص)أن المؤمن قال لقومه كل مسرف مرتاب هم الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان أتاهم والمراد الذين يكفرون بأحكام الله دون وحى جاءهم من الله يطالبهم بالكفر بها وقد كبر مقتا عند الله والمراد عظم كره كفرهم عند الله وعند الذين آمنوا أى وعند الذين صدقوا بوحى الله ويبين أن كذلك أى بالجدال فى آيات الله يطبع الله على كل قلب متكبر جبار والمراد يختم الرب على نفس كل كافر عنيد .
"وقال فرعون يا هامان ابن لى صرحا لعلى أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإنى لأظنه كاذبا وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا فى تباب "المعنى وقال فرعون يا هامان شيد لى سلما لعلى أصل النهايات نهايات السموات فأصعد إلى رب موسى وإنى لأعتقده مفتريا وكذلك حسن لفرعون قبيح فعله أى رد عن الحق وما مكر فرعون إلا فى دمار ،يبين الله لنبيه (ص)أن فرعون قال لوزيره هامان :ابن لى صرحا والمراد شيد لى سلما والسبب لعلى أبلغ الأسباب أسباب السموات والمراد لعلى أصل النهايات نهايات السموات فأطلع أى فأصعد إلى إله وهو رب موسى وإنى لأظنه كاذبا والمراد وإنى لأعرف موسى مفتريا ،وهذا يعنى أن فرعون اعتقد أن الله إله متجسد له مكان يوجد فيه عند نهاية السماء وأن وسيلة الطلوع إليه هى سلم مبنى وبالطبع هذا السلم لابد أن يكون ضخما عاليا،وكذلك أى بتلك الطريقة وهى تكبر فرعون زين له سوء عمله أى حسن له قبيح فعله وهذا يعنى أنه اعتقد أن سيئاته ليست سوى حسنات أى صد عن السبيل والمراد وبعد عن الإسلام وكان كيد وهو مكر فرعون الممثل فى السلم فى تباب أى دمار وهذا يعنى أن الله دمر السلم تدميرا .
"وقال الذى آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هى دار القرار من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكرا أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب "المعنى وقال الذى صدق يا أهلى أطيعون أعرفكم حكم الحق يا أهلى إنما هذه المعيشة الأولى نفع وإن القيامة هى مكان الخلود من فعل خطيئة فلا يعاقب إلا عقابها ومن فعل حسنا من رجل أو امرأة وهو مصدق بالوحى فأولئك يسكنون الحديقة يمتعون فيها بدون عقاب ،يبين الله لنبيه (ص)أن المؤمن قال لقومه :يا قوم أى يا شعبى اتبعون أهدكم سبيل الرشاد والمراد أطيعوا أمرى أعرفكم دين الحق وهذا يعنى أنه كان يريد أن يعلمهم الإسلام وقال إنما هذه الحياة الدنيا متاع والمراد إنما هذه المعيشة الأولى نفع قليل وإن الآخرة هى دار القرار والمراد وإن الجنة هى مكان الخلود ،من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها والمراد من صنع كفرا فلا يعاقب إلا عقاب الكفر وهو النار ومن عمل صالحا أى ومن صنع حسنا من ذكر أى رجل أو أنثى أى امرأة وهو مؤمن أى مصدق بحكم الله فأولئك يدخلون الجنة والمراد فأولئك يسكنون الحديقة يرزقون فيها بغير حساب والمراد يعطون فيها بدون عقاب وهذا يعنى أن العطاء المعطى لهم كله خير وليس فيه أى شر .
"ويا قوم مالى أدعوكم إلى النجاة وتدعوننى إلى النار تدعوننى لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لى به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار "المعنى ويا أهلى مالى أناديكم إلى الجنة وتنادوننى إلى الجحيم تنادونى لأكذب بالرب وأعبد معه ما ليس لى فيه وحى وأنا أناديكم إلى ثواب الناصر النافع ،يبين الله لنبيه (ص)أن المؤمن قال لقومه:ويا قوم مالى أدعوكم إلى النجاة والمراد ويا أهلى مالى أناديكم إلى إتباع دين به دخول الجنة وتدعوننى إلى النار والمراد وتنادوننى إلى اتباع دين به دخول الجحيم ،تدعوننى لأكفر بالله والمراد تنادوننى لأكذب بدين الله أى أشرك به ما ليس لى به علم والمراد أعبد معه الذى ليس لى به وحى من الله يبيحه وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار والمراد وأنا أناديكم لعبادة الناصر النافع لمن يعبده .
"لا جرم أنما تدعوننى إليه ليس له دعوة فى الدنيا ولا فى الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار فستذكرون ما أقول وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد"المعنى لا كذب إن الذى تنادوننى إليه ليس له حكم فى الأولى ولا فى القيامة وأن عودتنا إلى جزاء الرب وأن الكافرين هم سكان الجحيم فستعرفون ما أتحدث به لكم وأسلم نفسى إلى حكم الرب إن الرب عليم بالخلق،يبين الله لنبيه (ص)أن المؤمن قال لقومه:لا جرم أى لا كذب فى قولى إنما تدعوننى إليه والمراد إن الذى تنادوننى لإتباعه ليس له دعوة أى حكم أى أمر فى الدنيا وهى الأولى ولا فى الآخرة وهى القيامة وهذا يعنى أن الآلهة المزعومة لا تحكم بشىء فى أى زمان،وأن مردنا إلى الله والمراد وأن مرجعنا هو جزاء الله وأن المسرفين هم أصحاب النار والمراد وأن الكافرين هم سكان الجحيم ،وقال فستذكرون ما أقول والمراد فستعرفون صدق ما أتحدث به حين تدخلون النار وأفوض أمرى إلى الله والمراد وأسلم نفسى إلى حكم الله إن الله بصير بالعباد والمراد إن الله خبير بالخلق.
"فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب"المعنى فمنع عنه الرب آلام ما دبروا ونزل بقوم فرعون شر العقاب جهنم يذوقونها نهارا وليلا ويوم تحدث القيامة أسكنوا قوم فرعون أعظم العقاب،يبين الله لنبيه (ص)أن الله وقى المؤمن سيئات ما مكروا والمراد منع عن المؤمن الأضرار التى دبروها لإيذائه حيث أفشلها وحاق بآل فرعون سوء العذاب والمراد ونزل بقوم فرعون أعظم العقاب وهو النار التى يعرضون عليها غدوا وعشيا والمراد التى يذوقون آلامها نهارا وليلا فى حياة البرزخ بعد هلاكهم بالغرق ويوم تقوم الساعة والمراد ويوم تقوم القيامة يقول الله للملائكة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب والمراد أسكنوا قوم فرعون أسوأ العقاب وهذا يعنى أن الله يجعلهم فى الدركات السفلى من النار .
"إذ يتحاجون فى النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد"المعنى وقت يتجادلون فى جهنم فيقول الأتباع للذين سادوا :إنا كنا لكم مطيعين فهل أنتم متحملون عنا بعضا من العذاب قال الذين سادوا إنا متساوون فيها إن الله قضى بين الخلق ،يبين الله لنبيه (ص)أن القوم يتحاجون والمراد يتجادلون أى يتخاصمون بالأقوال فى النار وتفسير بقية الآية الله قد حكم بين العباد والمراد إن الرب قد قضى بين الخلق بالعدل وهذا يعنى أنكم مستحقون للعقاب الذى أنتم فيه .
"وقال الذين فى النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال "المعنى وقال الذين فى جهنم لزبانية النار :نادوا إلهكم يرفع عنا يوما من العقاب قالوا أو لم تك تجيئكم أنبياؤكم بالآيات قالوا نعم قالوا فنادوا أنتم وما نداء المكذبين إلا فى خسار،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين فى النار أى فى جهنم قالوا لخزنة جهنم وهم زبانية أى حرس النار :ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب والمراد اطلبوا من خالقكم يرفع عنا يوما من العقاب،وهذا يعنى أنهم يطلبون من الملائكة أن تطلب من الله أن يزيل عقاب يومهم لم يقولوا ربنا وإنما قالوا ربكم وهذا دليل على سوء نيتهم فقالت الملائكة :أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات والمراد أو لم تك تجيئكم منذروكم بالآيات وهى أحكام الله ؟كما قال بسورة الملك"ألم يأتكم نذير"فأجاب الكفار :بلى أى نعم فقالت الملائكة فادعوا أى فاطلبوا أنتم من الله وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال والمراد وما طلب المكذبين إلا فى هلاك أى رفض من الله وهذا يعنى أن الله لن يخفف عنهم العذاب مهما فعلوا والخطاب للنبى(ص)وهو يتحدث عن الكفار ككل وليس آل فرعون
"إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار "المعنى إنا لنؤيد مبعوثينا والذين صدقوا فى المعيشة الأولى ويوم يبعث الخلق يوم لا يفيد الكافرين أسبابهم ولهم النار أى لهم شر المقام ،يبين الله لنبيه (ص)أنه ينصر أى يؤيد والمراد ينجى من العذاب فى الحياة الدنيا وهى المعيشة الأولى ويوم يقوم الأشهاد والمراد ويوم يبعث الخلق رسله وهم مبعوثيه بالوحى للناس والذين آمنوا أى صدقوا بالوحى ويوم القيامة لا ينفع الظالمين معذرتهم والمراد لا يفيد الكافرين تبريراتهم وهى أسباب كفرهم الواهية ولذا لهم اللعنة وفسرها بأنها سوء الدار أى العذاب وهو شر المقام وهو النار والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"ولقد أتينا موسى الهدى وأورثنا بنى إسرائيل الكتاب هدى وذكرى لأولى الألباب "المعنى ولقد أوحينا لموسى (ص) وأوحينا لأولاد يعقوب (ص)الوحى نفع أى فائدة لأهل العقول ،يبين الله لنبيه (ص)أنه أتى موسى الهدى والمراد أعطى لموسى (ص)التوراة أى الكتاب وأورثه بنى إسرائيل والمراد وأعطاه لأولاد يعقوب هدى أى ذكرى والمراد نفع لأولى الألباب وهم أصحاب العقول فهم الذين يستفيدون من طاعته بنصر الله لهم .
"فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشى والإبكار "المعنى فأطع إن قول الرب صدق واستعفى لخطيئتك أى اعمل بحكم خالقك بالليالى والنهارات،يطلب الله من نبيه (ص)أن يصبر أى يطيع حكمه مصداق لقوله بسورة القلم"فاصبر لحكم ربك"وفسر هذا بأنه يسبح بحمد ربه أى أن يطيع حكم وهو اسم ربه مصداق لقوله بسورة الأعلى "سبح اسم ربك الأعلى "بالعشى وهى الليالى والأبكار وهى النهارات ويطلب منه أن يستغفر لذنبه والمراد أن يطلب العفو عن عقاب سيئته ويبين له أن وعد الله حق والمراد أن قول الرب صدق واقع .
"إن الذين يجادلون فى آيات الله بغير سلطان أتاهم إن فى صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير "المعنى إن الذين يحاجون فى أحكام الرب بغير علم وصلهم إن فى نفوسهم إلا كفر ما هم بواصليه فاحتمى بالرب إنه هو الخبير العليم ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين يجادلون فى آيات الله وهم الذين يكذبون بأحكام الله بغير سلطان أتاهم والمراد من غير وحى جاءهم من الله يطالبهم بتكذيبه فى صدورهم كبر والمراد فى نفوسهم عظمة ما هم ببالغيها والمراد ما هم بواصليها والكبر هو الألوهية وهم لن يصلوا إليها لأنها لله وحده حيث كل واحد منهم جعل إلهه هواه مصداق لقوله بسورة الجاثية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه "ويطلب منه أن يستعذ بالله أى أن يحتمى بطاعة حكم الله من عذاب الله وهو السميع البصير أى العليم الخبير بكل شىء.
"لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون "المعنى لإبداع السموات والأرض أعظم من إبداع الناس ولكن أغلب الخلق لا يطيعون،يبين الله لنبيه (ص)أن خلق وهو إنشاء السموات والأرض أكبر أى أعظم من خلق الناس وهم البشر والجن ولكن أكثر الناس لا يعلمون والمراد ولكم معظم الخلق لا يشكرون مصداق لقوله بسورة غافر"ولكن أكثر الناس لا يشكرون"والخطاب وما قبله للنبى(ص)
"وما يستوى الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيىء قليلا ما تتذكرون "المعنى وما يتساوى الضرير والرائى ولا الذين صدقوا وفعلوا الحسنات ولا المخطىء قليلا ما تطيعون ،يبين الله للناس أن الأعمى وهو الضرير ويقصد به الكافر وهو المسيىء أى مرتكب الخطأ والبصير وهو الرائى ويقصد به المسلمون وهم الذين آمنوا أى صدقوا الوحى وعملوا الصالحات أى وفعلوا الحسنات ما يستوون أى لا يتساوون فى الجزاء ويبين لهم أنهم قليلا ما يذكرون أى وقتا قصيرا الذى يشكرون الله فيه مصداق لقوله بسورة الأعراف "قليلا ما تشكرون " والخطاب للناس.
"إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون"المعنى إن القيامة قادمة لا باطل فيها ولكم معظم الخلق لا يصدقون ،يبين الله أن الساعة وهى القيامة آتية أى قادمة والمراد حادثة لا ريب فيها أى "لا ظلم اليوم"كما قال بنفس السورة فليس فيها نقص للحقوق أى باطل ولكن أكثر الناس لا يؤمنون والمراد ولكن أغلب الخلق لا يعلمون أى لا يطيعون الوحى مصداق لقوله بسورة غافر"ولكن أكثر الناس لايؤمنون "والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"وقال ربكم ادعونى استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهنم داخرين"المعنى وقال إلهكم أطيعونى أنصركم إن الذين يستعظمون على طاعتى سيسكنون النار صاغرين،يبين الله للناس أن ربهم وهو خالقهم قال لهم :ادعونى استجب لكم أى انصرونى أنصركم مصداق لقوله بسورة محمد"إن تنصروا الله ينصركم"وهذا يعنى أن من يطيع حكم الله يؤيده الله بنصره ،ويبين لهم أن الذين يستكبرون عن عبادته وهم الذين يرفضون طاعة حكمه سيدخلون جهنم داخرين والمراد سيسكنون النار أذلاء مصداق لقوله بسورة الشورى"وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل"والخطاب للناس وما بعده.
"الله الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون "المعنى الرب الذى خلق لكم الليل لترتاحوا فيه والنهار معاشا إن الرب لصاحب رأفة بالخلق ولكن معظم الخلق لا يطيعون،يبين الله للناس أن الله هو الذى جعل لهم الليل والمراد الذى خلق لكم الليل لتسكنوا فيه أى لتناموا أى لترتاحوا فيه والنهار مبصرا أى معاشا مصداق لقوله بسورة النبأ"وجعلنا النهار معاشا"والمراد وقتا للسعى والعمل ويبين لهم أن الله ذو فضل على الناس والمراد صاحب رحمة بالخلق مصداق لقوله بسورة الأنعام"وربكم ذو رحمة واسعة"ولكن أكثر الناس لا يشكرون والمراد ولكن أغلب الخلق لا يطيعون حكم الله أى لا يؤمنون مصداق لقوله بنفس السورة "ولكن أكثر الناس لا يؤمنون".
"ذلكم الله ربكم خالق كل شىء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون كذلك يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون"المعنى ذلكم الله إلهكم مبدع كل مخلوق لا رب إلا هو فكيف تذهبون هكذا يعاقب الذين كانوا بأحكام الرب يكفرون ،يبين الله للناس أن ذلكم وهو خالق الليل والنهار صاحب الفضل هو الله ربهم أى إلههم خالق كل شىء أى منشىء كل مخلوق لا إله إلا هو والمراد لا رب إلا الله ،ويسأل فأنى تؤفكون والمراد فكيف تهربون من عقابه ؟والغرض من السؤال هو إخبارهم أن لا هروب من عقاب الله ويبين لهم أن كذلك أى بتلك الطريقة وهى العقاب يؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون والمراد يعاقب الذين كانوا بأحكام الرب يكذبون فى الدنيا والخطاب للناس .
"الله الذى جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين "المعنى الرب الذى خلق لكم الأرض مسكنا والسماء سقفا وخلقكم فزين خلقتكم وأعطاكم من المنافع ذلكم الرب إلهكم فدام الرب إله الكل،يبين الله للناس أن الله هو الذى جعل لهم الأرض قرارا والمراد الذى خلق لهم الأرض مهادا أى مسكنا فى الدنيا مصداق لقوله بسورة النبأ"ألم نجعل الأرض مهادا"وخلق لهم السماء بناء أى سقفا يحمل فوقه طبقات السماء وهو الذى صورهم فأحسن صورهم والمراد الذى خلقهم فأبدع خلقتهم أى أتقنها وهو الذى رزقهم من الطيبات والمراد وأعطاهم من المنافع المتعددة فى الدنيا وذلكم أى الجاعل المصور الرازق هو الله ربهم أى خالقهم ويقول فتبارك الله رب العالمين والمراد فدام جزاء الله إله الكل وهذه دعوة بدوام الجنة والنار والخطاب للناس.
"قل إنى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءنى البينات من ربى وأمرت أن أسلم لرب العالمين "المعنى قل إنى زجرت أن أطيع الذى تطيعون من سوى الرب بسبب الذى جاءنى من الآيات من إلهى أى أوصيت أن أخلص لخالق الكل ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس إنى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله والمراد إنى منعت أن أتبع حكم الذين تتبعون أحكامه من سوى الله لما جاءنى من البينات والمراد والسبب المانع هو الذى أتانى من الأحكام من ربى وهو إلهى وفسر هذه الأحكام بأنه أمر أن يسلم لرب العالمين والمراد أن الله أوصاه أن يطيع حكم إله الكل وهو الله والخطاب للنبى(ص)ومنه للناس وما بعده مثله .
"هو الذى خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون "المعنى هو الذى أنشأكم من طين ثم من منى ثم من مرفوعة ثم يخلقكم وليدا ثم لتصلوا قوتكم ثم لتصبحوا عجائز ومنكم من يموت من قبل ولتصلوا موعدا محددا ولعلكم تفهمون ،يبين الله للناس على لسان النبى(ص) أنه هو الذى خلقهم أى أبدعهم من تراب مبلل وهو الطين مصداق لقوله بسورة الأنعام "هو الذى خلقكم من طين "وهذا الطين تحول لطعام أكله الأبوان فتحول إلى نطفة أى جزء يسير من المنى الذى يفرز عند الجماع ثم تحول الجزء اليسير وهو الحيوان المنوى والبويضة كما يسمونهم الآن إلى علقة أى قطعة لحم كاللحم الممضوغ وبعد ذلك يخرجكم طفلا أى يخلقكم وليدا ينمو ثم لتبلغوا أشدكم والمراد ثم لتصلوا قوتكم وهو شبابكم ثم لتكونوا شيوخا أى ثم لتصبحوا بعد ذلك عجائز ومنكم من يتوفى أى يموت من قبل فى أى مرحلة من المراحل السابقة وبعد ذلك لتبلغوا أجلا مسمى أى لتعيشوا عمرا محددا تموتون بعده والسبب فى خلقكم هو أن تعقلوا أى تطيعوا حكم الله .
"هو الذى يحى ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون "المعنى هو الذى يخلق ويهلك فإذا أصدر إرادة فإنما يقول له تواجد فيتواجد،يبين الله أنه هو الذى يحى أى يخلق الشىء من عدم أو بعد موت وهو الذى يميت أى يهلك أى يتوفى الشىء وهو إذا قضى أمرا والمراد إذا أراد خلقا لشىء فإنما يقول له أى يوحى لمكوناته :كن أى انخلق فيكون والمراد فينخلق والخطاب للنبى(ص)ومنه للناس وما بعده له.
"ألم تر إلى الذين يجادلون فى آيات الله أنى يصرفون الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون إذا الأغلال فى أعناقهم والسلاسل يسحبون فى الحميم ثم فى النار يسجرون "المعنى ألم تعلم بالذين يحاجون فى أحكام الله كيف يهربون الذين كفروا بالوحى أى بالذى بعثنا به مبعوثينا فسوف يعرفون إذا القيود فى رقابهم أى الأغلال فى أعناقهم يساقون فى الغساق وفى النار يعذبون ،يسأل الله ألم تر إلى الذين يجادلون فى آيات الله أنى يصرفون والمراد ألم تعرف بالذين يكذبون بأحكام الرب أنى يصرفون أى كيف يهربون من عذابه ؟والغرض من السؤال هو إخباره أن الكفار لا ينجون من عذاب الله،ويبين له أن الذين يجادلون فى آيات الله هم الذين كذبوا بالكتاب والمراد الذين كفروا بالوحى وهو آيات الله وفسره بأنه ما أرسل به رسله والمراد ما بعث به الأنبياء (ص)وهو الإسلام سوف يعلمون أى يعرفون الآلام إذا الأغلال فى أعناقهم وفسرها بأنها السلاسل وهى القيود مربوطة فى رقابهم وهم يسحبون فى الحميم أى يحركون فى الغساق وهو السائل الكريه الحارق حيث يحممون فيه بالقوة وهم فى النار يسجرون أى والمراد على حرارة الوقود يجففون .
"ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا كذلك يضل الله الكافرين ذلكم بما كنتم تفرحون فى الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين "المعنى ثم قيل أين الذى كنتم تعبدون من سوى الرب ؟قالوا تبرءوا منا بل لم نكن نعبد من قبل أحدا هكذا يعاقب الرب المكذبين والسبب ما كنتم تحكمون فى البلاد بغير العدل أى بما كنتم تتمتعون اسكنوا بلاد النار مقيمين فيها فقبح مقام الكافرين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الكفار تقول لهم الملائكة أين ما كنتم تشركون من دون الله والمراد أين الآلهة التى كنتم تطيعون من سوى الله ؟والغرض من السؤال أن يقروا بعدم وجود آلهة غير الله فأجابوا ضلوا عنا أى تبرءوا منا فالآلهة المزعومين أعلنوا براءتهم من عبادة الكفار لهم ،بل لم نكن ندعوا أى نطيع أى نعبد من قبل شيئا أى آلهة وهذا يعنى أنهم كانوا يطيعون أهواء أنفسهم وأن أسماء الآلهة المزعومة كانت مجرد صورة ،ويبين الله له أن كذلك أى بتلك الطريقة يضل الله الكافرين أى يعاقب الرب المكذبين بدينه ويقال للكفار ذلكم أى السبب فى عقابكم بما كنتم تفرحون فى الأرض بغير الحق أى بسبب ما كنتم تبغون أى تعملون فى البلاد بغير العدل مصداق لقوله بسورة الشورى "ويبغون فى الأرض بغير الحق"وفسر هذا بأنه ما كنتم تمرحون أى تتمتعون فى الدنيا بالحرام وهو الباطل ويقال لهم ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها والمراد اسكنوا بلاد النار مقيمين بها فبئس مثوى المتكبرين والمراد فساء مقام الكافرين مصداق لقوله بسورة الزمر"أليس فى جهنم مثوى للكافرين " والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذى نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون "المعنى فأطع إن قول الرب صدق فإما نشهدك بعض الذى نخبرهم أو نميتنك فإلينا يعودون،يطلب الله من نبيه (ص)أن يصبر أى يتبع حكم ربه مصداق لقوله القلم "فاصبر لحكم ربك"ويبين له أن وعد الله حق والمراد أن قول الرب عن القيامة واقع فى المستقبل ويبين له إنه إما يريه بعض الذى يعدهم أو يتوفاه والمراد إما يشهده بعض الذى يخبرهم من العذاب وهو ما حدث أو يميته أى يأخذه إلى جنته ويبين له أنهم إليه يرجعون أى يحشرون إلى جزاء الله مصداق لقوله بسورة الملك "وإليه تحشرون ".
"ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضى بالحق وخسر هنالك المبطلون "المعنى ولقد بعثنا مبعوثين من قبلك منهم من حكينا لك عنهم ومنهم من لم نحكى لك وما كان لنبى أن يجىء بمعجزة إلا بأمر الرب فإذا أتى عذاب الله حكم بالعدل وهلك عند ذاك الكافرون ،يبين الله لنبيه (ص)أنه أرسل رسلا من قبله والمراد أنه بعث أنبياء (ص)من قبل وجوده منهم من قص عليه والمراد منهم من حكى له عنهم ومنهم من لم يقص أى يحكى له عنهم وهذا يعنى وجود ذكر لرسل فى القرآن وعدم وجود ذكر لرسل أخرين فيه ،ويبين له أنه ما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله والمراد ما كان لنبى (ص)أن يحضر معجزة إلا بأمر الله وهذا يعنى أن الرسول لا يقدر على إحضار المعجزة والله هو الذى يعطيها له ويبين له أنه إذا جاء أمر الله والمراد إذا أتى عذاب الرب قضى بالحق أى حكم الله بالعدل فينجى المؤمنين وخسر هنالك المبطلون أى وهلك أى وعذب عند ذلك الكافرون مصداق لقوله بنفس السورة "وخسر هنالك الكافرون "والخطاب للنبى(ص).
"الله الذى جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة فى صدروكم وعليها وعلى الفلك تحملون "المعنى الرب الذى خلق لكم الأنعام لتستووا عليها ومنها تطعمون ولكم فيها فوائد ولتصلوا عليه لأمر فى نفوسكم وعليها وعلى السفن تركبون،يبين الله للناس على لسان النبى(ص)أن الله الذى جعل أى خلق لهم الأنعام والأسباب أن تركبوا منها والمراد أن تستووا على ظهور بعضها لتسافروا ومن الأنعام تأكلون والمراد أنهم من ألبانها وسمنها وجبنها ولحومها يطعمون ويبين لهم أنهم لها فيها منافع أى لهم منها فوائد كثيرة ويبين لهم أنهم يبلغوا عليها حاجة فى صدروهم والمراد يصلوا راكبين عليها إلى بلد كانوا راغبين فى الوصول إليها فى نفوسهم مصداق لقوله بسورة النحل"وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس "وهم على الأنعام وعلى الفلك وهى السفن يحملون أى يركبون للسفر والإنتقال والخطاب وما بعده للناس على لسان النبى(ص) .
"ويريكم آياته فأى آيات الله تنكرون "المعنى ويشهدكم علاماته فأى علامات الرب تكذبون؟يبين الله أنه يريهم آياته والمراد يعرفهم أحكامه ويسألهم فأى آيات الله تنكرون والمراد فأى آلاء وهى أحكام الرب تمارون أى تكذبون به مصداق لقوله بسورة النجم"فبأى آلاء ربك تتمارى "والغرض من السؤال هو إخبارهم بكفرهم بآيات الله .
"أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وآثارا فى الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكذبون "المعنى أفلم يسافروا فى البلاد فيعلموا كيف كان جزاء الذين سبقوهم كانوا أعظم منهم بطشا ومبانى فى البلاد فما أفادهم الذى كانوا يعملون ،يسأل الله أفلم يسيروا فى الأرض والمراد هل لم ينتقلوا فى البلاد فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم والمراد فيعلموا كيف كان جزاء الذين كفروا من قبلهم كانوا أشد منهم قوة والمراد كانوا أكبر منهم بأسا وهو البطش وآثارا فى الأرض والمراد ومبانى فى البلاد ؟والغرض من السؤال إخبارنا أن الكفار علموا بما حدث للكفار من عقاب رغم أنهم كانوا أعظم قوة وآثار فى البلاد ويبين لنا أنهم ما أغنى عنهم ما كانوا يكذبون والمراد ما أفادهم الذى كانوا يمتعون أى يكفرون مصداق لقوله بسورة الشعراء"ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون "والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا يستهزءون "المعنى فلما أتتهم أنبياؤهم بالآيات تمسكوا بما لديهم من المعرفة ونزل عليهم الذى كانوا به يكذبون ،يبين الله أن الكفار السابقين لما جاءتهم رسلهم بالبينات والمراد"أتتهم رسلهم بالبينات"كما قال بسورة التوبة وهذا يعنى أن لما أحضرت لهم أنبياؤهم (ص)الآيات فرحوا بما عندهم من العلم والمراد أطاعوا ما لديهم من الدين الضال الذى يحلل لهم الدنيا مصداق لقوله بسورة الرعد"وفرحوا بالحياة الدنيا"ومن ثم حاق بهم ما كانوا يستهزءون والمراد ومن ثم أصابهم الذى كانوا به يكذبون وهو عذاب الله .
"فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التى قد خلت فى عباده وخسر هنالك الكافرون "المعنى فلما شاهدوا عذابنا قالوا صدقنا بحكم الرب وحده وكذبنا بالذى كنا له مصدقين ،فلم يك يفيدهم تصديقهم لما شاهدوا عذابنا حكم الرب الذى قد مضى فى خلقه وهلك عند ذلك المكذبون ،يبين الله أن الكفار السابقين لما رأوا بأس الله والمراد لما شاهدوا عقاب الرب نازل عليهم قالوا آمنا بالله وحده والمراد صدقنا بحكم الرب وحده وكفرنا بما كنا به مشركين والمراد وكذبنا بالذى كنا به مصدقين وهذا يعنى أنهم يعلنون إيمانهم بالله وكفرهم بالآلهة المزعومة وقت العذاب ،و لم يك ينفعهم إيمانهم هذا والمراد لم يك يفيدهم تصديقهم بحكم الله لما رأوا بأسنا والمراد لما شاهدوا العذاب الإلهى،وتعذيبهم وعدم نفع إيمانهم وقت العذاب هو سنة الله أى حكم الرب التى قد خلت من قبل والمراد التى نفذت من قبل فى عباده وهم خلقه السابقين وعند العذاب خسر الكافرون أى هلك أى عذب المبطلون وهم المكذبون مصداق لقوله بنفس السورة "وخسر هنالك المبطلون "والخطاب للنبى(ص).