"إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما"المعنى إن المطيعين والمطيعات والمصدقين والمصدقات والخاشعين والخاشعات والعادلين والعادلات والمتمسكين والمتمسكات والخائفين والخائفات والعاطين والعاطيات والممتنعين والممتنعات والصائنين أنفسهم والصائنات والمطيعين الرب دوما والطائعات جهز الرب لهم رحمة أى ثوابا كبيرا، يبين الله أن المسلمين والمسلمات وهم المطيعين حكم الله والطائعات لحكمه وهم المؤمنين والمؤمنات أى المصدقين بحكم الله والمصدقات بحكمه وهم القانتين والقانتات وهم المتبعين حكمه والمتبعات وهم الصادقين والصادقات أى العادلين بحكم الله والعادلات وهم الصابرين والصابرات وهم المتمسكين بحكم الله والمتمسكات وهم الخاشعين والخاشعات وهم الخاضعين لحكم الله والخاضعات وهم المتصدقين والمتصدقات أى العاطين الحق أصحابه وهو حكم الله والعاطيات وهم الصائمين والصائمات وهم الممتنعين عن عمل الباطل والممتنعات عن عمل الباطل وهن العاملات حكم الله وهم الحافظين فروجهم والحافظات وهم الحامين أنفسهم من العذاب بطاعة حكم الله والحاميات وهم الذاكرين الله كثيرا والذاكرات وهم المطيعين حكم الرب دوما والمطيعات أعد الله لهم مغفرة أى جنات مصداق لقوله بسورة التوبة"أعد الله لهم جنات"وهى الأجر العظيم أى الثواب الكريم مصداق لقوله بسورة الأحزاب"وأعد الله لهم أجرا كريما "والخطاب للنبى(ص).
"وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا "المعنى وما كان لمصدق ولا مصدقة إذا حكم الرب ونبيه(ص)حكما أن يكون لهم الاختيار فى قضيتهم ومن يخالف الرب ونبيه (ص)فقد خسر خسرانا ظاهرا،يبين الله للمؤمنين أن ما كان لمؤمن أى مصدق بحكم الله ولا مؤمنة أى مصدقة بحكم الله إذا قضى والمراد حكم أى شرع الله ورسوله (ص)أمرا أى حكما أن يكون لهم الخيرة من أمرهم والمراد أن يكون لهم حق المفاضلة بين حكم الله ونبيه (ص)وحكم أخر فى قضيتهم وهذا يعنى وجوب طاعة الله وحده وأما من يعص أى يخالف أى يشاقق حكم الله ورسوله(ص)فقد ضل ضلالا مبينا أى خسرا خسرانا كبير والمراد دخل النار مصداق لقوله بسورة التوبة"أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم "والخطاب للمؤمنين
"وإذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكى لا يكون على المؤمنين حرج فى أزواج أدعياءهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا"المعنى وحين تقول للذى من الرب عليه أى الذى مننت عليه ابق لك امرأتك وتكتم فى قلبك ما الله مظهره وتخاف الخلق والرب أولى أن تخافه فلما أخذ زيد منها نصيبه زوجناكها لكى لا يكون على المصدقين ضيق فى نساء أنسباءهم إذا أخذوا منهن نصيبا وكان حكم الرب متحققا ،يبين الله لنبيه (ص)أنه قال للذى أنعم أى تفضل الله عليه برحمته أى الذى أنعم النبى (ص) عليه والمراد الذى تفضل النبى (ص)عليه بالعتق والتبنى: أمسك عليك زوجك أى ابق امرأتك فى عصمتك فهو ينصحه بعدم تطليق زوجته،وتخفى فى نفسك ما الله مبديه والمراد وتكتم فى قلبك ما الرب مظهره والمراد أن النبى (ص)أسر فى قلبه أمر رغبته فى زواج امرأة زيد بعد طلاقها وهو ما أظهره الله بعد ذلك بتشريع زواج نساء الأدعياء ولكنه كان يخشى أى يخاف من أذى وهو كلام الناس مع أن الله أحق أن يخشاه أى يخاف عذابه فيطيع حكمه،ويبين له أن زيد وهو متبناه لما قضى منها وطرا أى لما أنهى معها زواجا والمراد لما أخذ نصيبه من الحياة الزوجية معها طلقها فكانت النتيجة أن زوجها أى أنكحها الله للنبى (ص)فهو زواج بأمر إلهى والسبب أن لا يكون على المؤمنين وهم المصدقين بحكم الله حرج فى أزواج أدعياءهم والمراد ألا يكون على المصدقين تحريم لنساء المتبنين لهم إذا قضوا منهن وطرا والمراد إذا أنهوا معهن زواجا أى طلقوهن وكان أمر وهو حكم الله مفعولا أى مقضيا أى واقعا والخطاب للنبى(ص) .
"ما كان على النبى من حرج فيما فرض الله له سنة الله فى الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا"المعنى ما كان على الرسول(ص)من عقاب فيما أوجب الله له حكم الرب فى الذين مضوا من قبل وكان حكم الله حكما مفعولا،يبين الله للناس أن ما كان على النبى (ص)وهو الرسول من حرج وهو العقاب فيما فرض أى أوجب الله له وهذا يعنى أن النبى (ص)لا يعاقب بسبب ما أحل الله له من زواج أكثر من أربعة وهذه هى سنة أى حكم الله فى الذين خلوا أى مضوا من قبل من الرسل (ص) وكان أمرا الله قدرا مقدورا أى وكان حكم الرب حكما واقعا أى مفعولا والخطاب للناس .
"الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا "المعنى الذين يوصلون أحكام الرب ويخافونه ولا يخافون أحدا إلا الرب وحسبنا الرب مجازيا، يبين الله للمؤمنين أن الرسل هم الذين يبلغون رسالات الله والمراد الذين يقولون أحكام الرب للناس وهم يخشونه أى يخافون عذاب الله فيطيعونه مصداق لقوله بسورة الإسراء"ويخافون عذابه"وهم لا يخشون أحدا إلا الله والمراد ولا يخافون أذى أحد سوى الله وكفى بالله حسيبا والمراد وحسبنا الرب مجازيا بالعدل والخطاب للمؤمنين وأول القول محذوف ومعناه من المسلمون؟هم رسل الله الذين.... .
" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شىء عليما "المعنى ما كان محمد(ص)والد أحد من ذكوركم ولكن مبعوث الرب وأخر الرسل وكان الرب بكل أمر خبيرا ،يبين الله للناس أن محمد (ص)ما كان أب لواحد من رجالهم أى ما كان والدا لولد من ذكورهم وهذا يعنى أنه لم ينجب ذكرا ولكنه رسول أى مبعوث الرب للناس وهو خاتم النبيين أى أخر الرسل المبعوثين للناس بالوحى فما نزل عليه أخر وحى وكان الله بكل شىء عليما أى وكان الرب بكل أمر محيطا مصداق لقوله بسورة النساء"وكان الله بكل شىء محيطا"والخطاب للمؤمنين.
"يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا"المعنى يا أيها الذين صدقوا حكم الله أطيعوا الرب طاعة دائمة أى اتبعوه نهارا وليلا،يخاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا الوحى فيطلب منهم أن يذكروه ذكرا كثيرا أى أن يطيعوا حكمه طاعة مستمرة وفسر هذا بأنه يسبحوه بكرة وأصيلا والمراد أن يطيعوا حكمه نهارا وعشيا أى ليلا مصداق لقوله بسورة مريم"وسبحوه بكرة وعشيا "والخطاب للمؤمنين.
"هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجرا كريما "المعنى هو الذى يدعو لكم وملائكته ليبعدكم عن الضلالات إلى الهدى وكان للمصدقين نافعا قولهم يوم يقابلونه خير وجهز لهم ثوابا عظيما ،يبين الله للمؤمنين أن الله يصلى لهم أى يرحمهم بالحق مصداق لتفسيره الصلوات بالرحمة فى قوله بسورة البقرة"أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة"والملائكة تصلى عليهم أى تدعوا لهم أى تستغفر لهم الله مصداق لقوله بسورة غافر"ويستغفرون للذين آمنوا"والسبب فى الصلاة من الله والملائكة أن يخرجهم من الظلمات إلى النور أى يبعدهم عن العذابات إلى الرحمة وهى الجنة وكان الله بالمؤمنين رحيما والمراد وكان الله للمصدقين بحكمه نافعا وتحيتهم وهى قولهم يوم يلقونه والمراد يوم يدخلون رحمته سلام أى خير وفسر الرحمة بأنه أعد لهم أجرا كريما والمراد جهز لهم ثوابا عظيما مصداق لقوله بنفس السورة الأحزاب"أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما"والخطاب للمؤمنين.
"يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا "المعنى يا أيها الرسول إنا بعثناك حاكما ومبلغا أى موصلا أى مناديا إلى الرب بحكمه أى هاديا صادقا وأخبر المصدقين بأن لهم من الرب رحمة كبرى ،يخاطب الله النبى (ص)وهو الرسول(ص)فيقول إنا أرسلناك شاهدا والمراد إنا بعثناك حاكما بين الناس مصداق لقوله بسورة النساء "لتحكم بين الناس"ومبشرا أى نذيرا أى مبلغا للوحى للناس وفسر هذا بأنه داعيا إلى الله بإذنه والمراد مناديا إلى طاعة الله بوحيه وهو حكمه وفسره بأنه سراجا منيرا أى هاديا صادقا أى مرشدا عظيما بحكم الله ويطلب منه أن يبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا والمراد أن يخبر المصدقين بحكم الله أن الله أعد لهم أجرا عظيما أى رحمة كبرى مصداق لقوله بسورة الأحزاب"أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما"والخطاب وما بعده للنبى(ص)
"ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا"المعنى ولا تتبع المكذبين والمذبذبين أى اترك حكمهم أى احتمى بطاعة الله وحسبك الله حاميا ،يقول الله لنبيه (ص)لا تطع الكافرين أى لا تتبع دين الآثمين مصداق لقوله بسورة الإنسان"ولا تطع منهم آثما"ودين المنافقين وهم المذبذبين بين الإسلام والكفر وفسر الله هذا بأن يدع أذاهم أى يترك طاعة أديانهم وفسر هذا بأن يتوكل على الله أى يحتمى بطاعة حكم الله من عذابه وكفى بالله وكيلا أى وحسبك الرب حاميا من العذاب .
"يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا "المعنى يا أيها الذين صدقوا إذا تزوجتم المصدقات ثم فصلتموهن من قبل أن تجامعوهن فما لكم عليهن من عدة تنفذونها فأعطوهن أى أبعدوهن إبعادا عادلا،يخاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله فيقول:إذا نكحتم المؤمنات أى إذا خطبتم أى إذا تزوجتم المسلمات ثم طلقتموهن أى فصلتموهن أى تركتموهن من قبل أن تمسوهن أى تجامعوهن أى تدخلوا عليهن فما لكم عليهن من عدة أى مدة مانعة لزواجهن تعتدونها أى تطبقونها وهذا يعنى أن المخطوبة أى المتزوجة التى لم يدخل بها أى لم يجامعها زوجها ليس لها مدة تمنعها من الزواج مرة أخرى بعد الطلاق فمن حقها الزواج بعد الطلاق ولو بدقيقة أو ساعة ،ويطلب منهم أن يمتعوهن أى يعطوهن نفقة الطلاق لمدة ثلاثة أشهر وفسر هذا بأن يسرحوهن سراحا جميلا أى يتركوهن تركا عادلا بدفع النفقة والخطاب للمؤمنين .
"يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك اللاتى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبى إن أراد النبى أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم فى أزواجهم أى ما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما "المعنى يا أيها الرسول إنا أبحنا لك نسائك اللاتى سلمت مهورهن وما حكمت نفسك من الذى أعطى الرب لك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتى انتقلن معك وفتاة مصدقة إن عرضت زواجها على الرسول (ص)إن أحب النبى (ص)أن يتزوجها خاصة به من سوى المصدقين ،قد عرفنا الذى أوجبنا لهم فى عدد نساءهم والذى تحكمت أنفسهم لكيلا يكون عليك لوم وكان الرب عفوا نافعا ،يبين الله للنبى (ص)أنه أحل والمراد أباح له جماع أزواجه وهن نسائه اللاتى أتى أجورهن والمراد اللاتى سلم لهن مهورهن وهن ما ملكت يمينه وهو ما تحكمت نفسه فيهن من النساء مما أفاء أى أنعم الله عليه بهن وأباح له جماع كل من بالزواج منهن بنات أعمامه وعماته وأخواله وخالاته اللاتى هاجرن معه وهن اللاتى انتقلن معه للمدينة مسلمات وليس لهن أزواج أو راغبين فى زواجهن لأنه مسئول عن الإنفاق عليهن وأباح له امرأة مؤمنة أى فتاة مصدقة إن وهبت نفسها للنبى (ص)والمراد إن عرضت زواجها منه عليه إن أراد النبى (ص)أن يستنكحها والمراد إن أحب الرسول (ص) أن يتزوجها وهى خالصة له أى خاصة به من دون المؤمنين وهم المصدقين وهذا يعنى أنه أباح له زواج أى امرأة مسلمة تعرض عليه أن يتزوجها إن أحب زواجها ،ويبين الله له أنه قد علم أى عرف ما فرض عليهم فى أزواجهم وما ملكت أيمانهم والمراد عرف الذى أوجب لرجال المسلمين من عدد نساءهم والذى تحكمت أنفسهم فيهن من النساء غير المتزوجات فقد أباح لهم جماعهن ويبين له أنه أباح له زواج كل من سبق ذكرهن كى لا يكون عليه حرج أى كى لا يكون عليه لوم أى أذى من كلام من الناس بعد معرفتهم بما أباح الله،ويبين له أنه غفور رحيم أى نافع مفيد للمؤمنين والخطاب حتى معك للنبى(ص)ومن بعده وامرأة... يستنكحها للمؤمنين وهو جزء من آية أخرى محذوف بعضها حشرت فى القول وبعدها للنبى(ص)ويبدو جزء من قول أخر حذف بعضه.
"ترجى من تشاء منهن وتؤى إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما أتيتهن كلهن والله يعلم ما فى قلوبكم وكان الله عليما حكيما "المعنى تبعد من تريد منهن وتقرب لك من تريد ومن قربت ممن أبعدت فلا لوم عليك ذلك أفضل أن تسكن قلوبكن أى لا يغتممن أى يقبلن لما أعطيتهن كلهن والله يعرف الذى فى نفوسكم وكان الرب خبيرا قاضيا ،يبين الله للنبى (ص)أنه يرجى من يشاء منهن أنه يبعد من يريد من نساءه عنه والمراد يهجر من يريد منهن ويؤى إليه من يشاء أى يقرب له من يحب منهن والمراد يعاشر من يريد منهن ومن ابتغى ممن عزلت أى ومن تريد ممن هجرت والمراد أن يعاشر من هجر منهن سابقا إذا أطعنه وليس فى الهجر والمعاشرة عليه جناح أى لوم أى عتاب ما دام بالعدل ،ويبين له أن ذلك وهو هجره ومعاشرته حسبما يعدل هو أدنى أن تقر أعينهن أفضل لكى تسكن قلوب النساء وفسر هذا بألا يحزن أى يغتممن ويقلقن ويرضين بما أتاهن والمراد ويقبلن بما أعطاهن أى بما قسم لهن الرسول(ص)من المعاشرة ويبين الله له أنه يعلم ما فى قلوبهم أى يعرف الذى فى أنفسهم مصداق لقوله بسورة البقرة "واعلموا أن الله يعلم ما فى أنفسكم "وهو نيتهم والله عليم حليم أى خبير قاضى بالعدل والخطاب للنبى(ص)
"لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شىء رقيبا "المعنى لا يباح لك النسوة من بعد ولا أن تغير بهن من زوجات ولو أحببت جمالهن إلا ما تصرفت نفسك وكان الرب على كل أمر رشيدا ،يبين الله لنبيه (ص)أن النساء وهن الإناث العاقلات البالغات لا تحل له من بعد والمراد لا يباح له زواجهن من بعد ما تزوج من النساء المذكورات فى الآيات السابقة أو بعضهن حتى ولو أعجبه حسنهن أى حتى ولو أحب جمالهن والمراد حتى ولو نالت أجسام النساء استحسان نفسه ويستثنى من ذلك ما ملكت يمينه وهن ما أمرت نفسه وهن الإماء لديه فيحل له الزواج بهن وقد تزوجهن بالفعل بعد ذلك ويبين الله لنبيه(ص)أنه لا يحل له أن يبدل بالنساء من أزواجه والمراد لا يباح له أن يجعل مكان زوجة من زوجاته واحدة من النساء اللاتى أعجبنه وهذا يعنى أنه حرم عليه طلاق أى زوجة منهن من أجل أن يتزوج امرأة أعجبه حسنها فيضع هذه مكان تلك حتى يكون العدد ثابت ويبين له أنه على كل شىء رقيب والمراد أنه بكل أمر عليم مصداق لقوله بسورة الأحزاب"فإن الله بكل شىء عليما"والخطاب للنبى(ص).
"يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذى النبى فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما "المعنى يا أيها الذين صدقوا لا تلجوا مساكن الرسول(ص)إلا أن يسمح لكم بأكل غير مترقبين نضجه ولكن إذا نوديتم فادخلوا فإذا أكلتم فانصرفوا ولا مستحبين لكلام إن ذلكم كان يضر الرسول(ص)فيخجل منكم والرب لا يخجل من العدل وإذا طالبتموهن بنفع فطالبوهن من خلف حاجز ذلكم أزكى لنفوسكم ونفوسهن وما كان لكم أن تضروا نبى الرب ولا أن تتزوجوا نسائه من بعده إن ذلكم كان لدى الرب كبيرا،يخاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا بحكم الله فيقول لهم :لا تدخلوا بيوت النبى إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه والمراد لا تلجوا حجرات الرسول(ص)إلا أن يسمح لكم بأكل غير مترقبين نضجه وهذا يعنى أنه ينهاهم عن دخول منازل النبى (ص)دون إذن منه لهم بالأكل وهذا يعنى أنهم كانوا يدخلون بيوته بعد إذنه ثم يجلسون منتظرين نضج الطعام الذى يطبخه أهله ثم يأكلون منه دون أن يكون هناك استعداد منه ومن أهله لإطعامهم ويبين لهم أنهم إذا دعوا فعليهم أن يدخلوا والمراد إذا ناداهم الرسول(ص) لأكل الطعام عليهم أن يلجوا البيوت للأكل ويبين لهم أنهم إذا طعموا أى تناولوا الأكل فالواجب عليهم هو الإنتشار أى الإنصراف من بيوت النبى (ص)على الفور وأما استئنساهم للحديث وهو استحبابهم أى قعودهم للكلام بعد الأكل فى بيوت النبى (ص)فهو أمر محرم عليهم ،ويبين لهم أن ذلكم وهو القعود للحديث بعد الأكل وانتظار نضج الطعام كان يؤذى أى يضر الرسول(ص)ضررا نفسيا وماليا فكان يستحى منهم أى كان يخجل من أن يقول لهم أن هذه الأعمال تؤذينى ويبين لهم أنه لا يستحى من الحق أى لا يخاف من قول العدل لهم حتى يمنع الضرر عن النبى (ص)ويبين لهم أن عليهم إذا سألوا نساء النبى (ص)متاعا والمراد إذا طلبوا من زوجات النبى (ص)وإمائه طعاما فالواجب أن يسألوهن من وراء حجاب والمراد أن يكلمونهن من خلف حاجز وهو أى شىء يمنع النظر كالجدار والنسيج والسبب أن ذلكم وهو الحجاب أزكى لقلوبكم وقلوبهم أى أطهر لنفوسكم ونفوسهن والمراد أمنع من دخول الوسوسة فى نفوس الكل ويبين لهم أنه ما كان لهم أن يؤذوا النبى (ص)والمراد لا يحق لهم أن يضروا الرسول (ص)بعمل ما حرمه الله فى الآية ولا يحق لهم أن ينكحوا أزواجه من بعده والمراد ولا يحق لهم أن يتزوجوا نساء النبى (ص)من بعد وفاته وهذا يعنى أن الله حرم على نساء النبى (ص)الحيات بعد وفاته الزواج من أى رجل مهما كان ويبين لهم أن الأذى وزواج نساء النبى (ص)من بعد وفاته عند الله عظيم أى فى كتاب الله ذنب كبير
"إن تبدوا شيئا أو تخفوه فإن الله كان بكل شىء عليما "المعنى إن تظهروا أمرا أو تكتموه فإن الرب كان بكل أمر خبيرا،يبين الله للمؤمنين أنهم إن يبدوا شيئا أو يخفوه والمراد إن يظهروا أمرا أو يكتموه مصداق لقوله بسورة النور"والله يعلم ما تبدون وما تكتمون"فإن الله كان بكل شىء عليما والمراد كان بكل أمر محيطا مصداق لقوله بسورة النساء"وكان الله بكل شىء محيطا"وهذا علمه بما يريدون سواء أعلنوه أو أسروه وسيحاسبهم عليه والخطاب وما قبله وما بعده للنبى(ص).
"لا جناح عليهن فى آباءهن ولا أبناءهن ولا اخوانهن ولا أبناء اخوانهن ولا أبناء أخواتهن ولا نساءهن ولا ملكت أيمانهن واتقين الله إن الله كان على كل شىء شهيدا "المعنى لا عقاب عليهن فى آباءهن ولا أولادهن ولا اخوانهن ولا أولاد اخوانهن ولا أولاد أخواتهن ولا إناثهن ولا ما تحكمت أنفسهن وأطعن الرب إن الرب كان على كل أمر رقيبا ،يبين الله لنبيه (ص)أن لا جناح أى لا عقاب على نساءه إذا كشفن من عوراتهن أمام كل من الأباء وهم الأب والعم والخال والجد والأبناء وهم أولادهن منه أو من غيره واخوة نساءه وأبناء أى أولاد إخوانهن وأخواتهن ونساءهن وهن إناث الناس وما ملكت أيمانهن وهو ما تحكمت أنفسهن وهم العبيد الذين تملكهم نساء النبى (ص)حيث لا يجوز لهم الزواج من سيداتهن ويطلب الله من نساء النبى (ص)فيقول اتقين الله أى أطعن حكم الله ،إن الله كان على كل شىء شهيدا والمراد إن الرب كان بكل أمر محيطا مصداق لقوله بسورة النساء"وكان الله بكل شىء محيطا"والمراد إنه خبير بكل ما يفعلون
"إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما "المعنى إن الرب وملائكته يدعون للرسول (ص) يا أيها الذين صدقوا ادعوا له أى اطلبوا له خيرا ،يبين الله للذين آمنوا أى صدقوا حكم الله أن الله يصلى أى يرحم النبى (ص)والملائكة تصلى عليه أى تستغفر الله له مصداق لقوله بسورة غافر"ويستغفرون للذين آمنوا"وهذا يعنى أنها تطلب له الرحمة من الله ويطلب الله منهم أن يصلوا على النبى (ص)أى يدعوا له بالرحمة وفسره بأن يسلموا تسليما أى يطلبوا له الخير طلبا والخطاب للمؤمنين.
"إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله فى الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا "المعنى إن الذين يضرون الرب ونبيه(ص)غضب الرب عليهم فى الأولى والقيامة وجهز لهم عقابا شديدا والذين يضرون المصدقين والمصدقات بغير ما عملوا فقد فعلوا ذنبا أى جرما عظيما "يبين الله لنا أن الذين يؤذون الله وهم الذين يخادعون الله ويخدعون نبيه (ص)والمراد ويكيدون لرسوله(ص)مصداق لقوله بسورة البقرة "يخادعون الله والذين أمنوا"لعنهم الله أى غضب الرب عليهم فى الدنيا وهى الأولى والآخرة وهى القيامة مصداق لقوله بسورة الفتح"وغضب الله عليهم "وغضبه هو عذابه لهم مصداق لقوله بسورة النور "لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة"وفسر هذا بأنه أعد لهم عذابا مهينا أى جهز لهم عقابا أليما مصداق لقوله بسورة الأحزاب"وأعد لهم عذابا أليما "ويبين لنا أن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات والمراد أن الذين يتهمون المصدقين بحكم الله والمصدقات بغير ما اكتسبوا أى بغير ما عملوا قد احتملوا بهتانا أى قد فعلوا ذنبا أى إثما مبينا أى جرما عظيما يعاقبون عليه والخطاب لنا.
"يا أيها النبى قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما "المعنى يا أيها الرسول قل لنساءك وبناتك وإناث المسلمين يطلن عليهن من أثوابهن ذلك أفضل أن يطعن فلا يعاقبن وكان الرب عفوا نافعا،يخاطب الله النبى (ص)فيطلب منه أن يقول لكل من أزواجه وهن نسائه وبناته ونساء أى إناث المؤمنين أى المصدقين بوحى الله :ادنين عليكن من جلابيبكن والمراد أطلن عليكن أثوابكن وهذا يعنى وجوب إطالة المرأة لثوبها حتى يغطى أرجلها،ذلك أدنى أن تعرفن فلا تؤذين والمراد الإطالة أفضل أن تطعن حكمها فلا تضربن وهذا يعنى وجوب ضرب وهو إيذاء أى امرأة تقصر ثوبها بحيث يكشف أى جزء من سيقانها ويبين لهم أن الله غفور رحيم أى نافع مفيد لمن يطيع حكمه .
"لئن لم ينته المنافقون والذين فى قلوبهم مرض والمرجفون فى المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا ملعونين أين ما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله فى الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا "المعنى لئن لم يرجع المذبذبون أى الذين فى نفوسهم علة أى المزلزلون فى البلدة لنسلطنك عليهم ثم لا يقيمون معك فيها إلا قليلا مغضوب عليهم أين ما وجدوا أمسكوا أى ذبحوا ذبحا حكم الرب فى الذين مضوا من قبل ولن تلق لحكم الرب تغييرا،يبين الله لنبيه (ص)أن المنافقون وهم المذبذبون بين الكفر والإسلام وفسرهم بأنهم الذين فى قلوبهم مرض وهم الذين فى نفوسهم علة هى النفاق وفسرهم بأنهم المرجفون فى المدينة وهم المزلزلون للأمن فى البلدة إن لم ينتهوا أى يرجعوا عن نفاقهم سوف يغريه الله عليهم أى سوف يسلطه عليهم فلا يجاورونه فيها إلا قليلا والمراد فلا يعيشون فى المدينة معه سوى وقت قصير وبعد ذلك هم ملعونين أين ما ثقفوا أى معاقبين أين وجدوا وعقابهم هو أخذهم أى قتلهم أى قتلوا تقتيلا أى ذبحوا ذبحا وهذا هو عقاب المنافق وهذه سنة أى حكم الله ولن تجد لسنة الله تبديلا والمراد ولن تلق لحكم الرب تغييرا أى تحويلا مصداق لقوله بسورة فاطر"ولن تجد لسنة الله تحويلا" والخطاب للنبى(ص).
"يسئلك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا "المعنى يستخبرك الكفار متى القيامة قل إنما معرفتها لدى الرب والذى يعلمك أن القيامة تكون واقعة ،يبين الله لنبيه(ص)أن الناس وهم الكفار يسألوه أى يستفهمونه عن الساعة أى متى القيامة أى "متى هذا الوعد"كما قال بسورة الملك ويطلب منه أن يقول لهم إنما علمها أى معرفة موعد قيامها عند أى لدى الله وحده وهذا يعنى أن الله وحده العالم بموعد الساعة وغيره لا يعلم وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا والمراد والذى يعرفك أن القيامة تكون متحققة وهو يخبر نبيه (ص)بأنها واقعة لا محالة والخطاب للنبى(ص) ومنه للناس.
"إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون فيها وليا ولا نصيرا يوم تقلب وجوههم فى النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب وإلعنهم لعنا كبيرا"المعنى إن الله غضب على الظالمين أى جهز لهم نارا مقيمين فيها دوما لا يلقون فيها راحما أى منقذا يوم تعذب نفوسهم فى النار يقولون يا ليتنا اتبعنا الرب أى اتبعنا النبى (ص)وقالوا إلهنا إنا تبعنا عظماءنا أى مترفينا فأبعدونا عن الدين إلهنا أعطهم زيادتين من العقاب وعذبهم عذابا طويلا ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله لعن الكافرين أى غضب على الظالمين مصداق لقوله بسورة هود"ألا لعنة الله على الظالمين"وفسر هذا بأنه أعد لهم سعيرا والمراد جهز لهم عذابا أليما مصداق لقوله بسورة النساء"وأعتدنا للكافرين عذابا أليما"وهم خالدين فيها أبدا أى مقيمين أى "ماكثين فيها أبدا"كما قال بسورة الكهف والمراد عائشين فى النار دوما وهم لا يجدون لهم وليا أى نصيرا والمراد لا يلقون لهم فى الآخرة منقذا أى منجيا من النار يوم تقلب وجوههم فى النار أى يوم تعذب أنفسهم فى جهنم يقولون يا ليتنا أطعنا أى اتبعنا حكم الله أى أطعنا أى اتبعنا حكم الله المنزل على رسوله (ص)فسبب دخولهم النار هو عصيانهم حكم الله ورسوله (ص)وقالوا إنا أطعنا سادتنا أى كبراءنا والمراد إنا اتبعنا حكم أغنياءنا أى مترفينا فأضلونا السبيلا أى فأبعدونا عن دين الله الموصل لرحمته وهذا هو تفسير السبب السابق ربنا آتهم ضعفين من العذاب أى إلهنا أعطهم عقابا زائدا فى النار أى إلعنهم لعنا كبيرا أى عذبهم عذابا شديدا والخطاب للنبى(ص).
"يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين أذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها "المعنى يا أيها الذين صدقوا لا تصبحوا كالذين أضروا موسى (ص)فخلصه الرب من الذى اتهموه به وكان لدى الرب مباركا ،يخاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا الوحى فيقول :لا تكونوا كالذين أذوا موسى (ص)والمراد لا تصبحوا كالذين اتهموا موسى (ص)اتهاما هو برىء منه فبرأه الله مما قالوا والمراد فأظهر الرب خلاصه من الذى اتهموه به وفى الروايات التاريخية أنهم اتهموه بوجود مرض جلدى فى جسمه فكشف الله جسمه أمامهم فظهر سليما أمامهم وهى قصة غير سليمة لا تتفق مع مضمون الآية فهنا اتهام والإتهام لا يكون إلا فى جريمة والمرض ليس جريمة وكان موسى (ص)عند الله وجيها أى مباركا أى عظيما والخطاب وما بعده للمؤمنين
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما"المعنى يا أيها الذين صدقوا أطيعوا حكم الرب وتحدثوا حديثا عادلا يحسن لكم ثوابكم ويمحو لكم سيئاتكم ومن يتبع حكم الرب ونبيه(ص)فقد رحم رحمة كبرى، يخاطب الله الذين آمنوا أى صدقوا حكم الله فيقول:اتقوا الله أى "واعبدوا الله"كما قال بسورة النساء والمراد أطيعوا حكم الله ،وقولوا قولا سديد أى "قولوا للناس حسنا"كما قال بسورة البقرة والمراد تحدثوا مع الناس حديثا عادلا يصلح لكم أعمالكم أى يحسن لكم ثواب أفعالكم ويغفر لكم ذنوبكم أى"ويكفر عنكم سيئاتكم"كما قال بسورة التحريم أى يمحو لكم جرائمكم والمراد يزيل عنكم عقاب خطاياكم ،ويبين لهم أن من يطع أى أن من يتبع حكم الله ورسوله(ص)فقد فاز فوزا عظيما أى فقد ربح ربحا كبيرا هو الجنات مصداق لقوله بسورة الفتح"ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات".
"إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا"المعنى إنا طرحنا الإختيار على السموات والأرض والرواسى فرفضن أن يكفلنها وقبلها الفرد إنه كان كفورا مجرما ،يبين الله للمؤمنين أنه عرض الأمانة أى طرح أى بين الإختيار بين الإسلام والكفر وجزاء كل منهما لكل من السموات والأرض والجبال وهى الرواسى فكانت نتيجة التبيين وهو العرض أن أبينها أى رفضن أن تفرض عليهن وحملها الإنسان والمراد وقبل فرضها عليه الفرد من الإنس والجن والإنسان كان ظلوما جهولا أى كفورا كاذبا كما قال بسورة إبراهيم"إن الإنسان لظلوم كفار والخطاب حتى الإنسان جزء من آية وما بعده جزء من آية أخرى وصلتا بلا داعى".
"ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما"المعنى ليعاقب المذبذبين والمذبذبات والكافرين والكافرات ويرحم الرب المصدقين والمصدقات وكان الرب عفوا نافعا ،يبين الله أنه فرض الأمانة وهى حق الإختيار بين الإسلام والكفر حتى يعذب أى يعاقب والمراد يدخل النار المنافقين والمنافقات وهم المذبذبين والمذبذبات بين الإسلام والكفر والمشركين والمشركات أى الكافرين والكافرات بحكم الله ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات والمراد ويدخل الرب المصدقين والمصدقات بحكم الله الجنة مصداق لقوله بسورة الفتح"ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات"وكان الله غفورا رحيما والمراد وكان الرب عفوا نافعا للمؤمنين والمؤمنات والخطاب للنبى(ص).