نقد رواية تاء الخجل لفضيلة الفاروق
المؤلفة هى فضيلة الفاروق وهى من مواليد الجزائر والتى هاجرت منها إلى لبنان وكمعظم من يتربون فى بلادنا يتربون على ما يريد النظام الحاكم وإن علموا بعض فساده نادوا بإصلاحه وكالنظام يعادون دون أى تفكير من يسمونهم الإسلاميين
تاء الخجل حكاية فى الظاهر تبدو كسيرة ذاتية وإن اختلطت ببعض الأمور الأخرى وفى الحكاية تتناول فضيلة العادات والتقاليد بالنقد :
أولها الزواج من خارج العائلة بعد طلاق واحدة من العائلة وقد ناقشته من خلال زواج أمها فقالت:
" سأحدثك عن والدتى إذن طويلة وجميلة ولم تنجب غيرى وغير ذلك لم تكن تنتمى لبنى مقران إذ جاءت من خارج أسوارهم وقد تعرف إليها والدى فى مدرسة الراهبات أحبها ,أحبته فطلق ابنة عمه جوهرة وتزوجها كل نساء العائلة فيما بعد صرن ينتقمن من أمى بمكائدهن كن يعاقبنها بشكل ما لأنها أساءت لإحداهن إلا العمة تونس كانت تحبها ولا تتجرأ نساء العائلة أمامها على أن يقلن شىء عن أمى ص16
ثانيا سيادة الأخ الأكبر على بيت العائلة وقد بينته بقولها:
" سيدى إبراهيم هو الرجل السلطة فى ذلك البيت إمام مسجد رجل دين وزوج العمة تونس لم ينجبا أطفالا وتقول نساء العائلة إن العلة فيها هى لكنه لم يتزوج عليها وقد كنت مقتنعة إلى أبعد حد أنهما لم ينجبا أطفالا لأنهما يعيشان مع بعضهما حياة الرهبان كان يخيل إلى أنه ولد هكذا بشيخوخته وهيبته"ص17
ونجد هنا تعبيرات النظام الاشتراكى واضحة فى قولها رجل الدين فلا وجود لرجل الدين فى الإسلام
ثالثها زواج الرجل مرة أخرى لانجاب ذكور وقد بينته من خلال زواج والدها على والدتها زوجة أخرى فقال :
"منذ ذلك اليوم لم نعد نرى والدى إلا مرة أو مرتين فى الأسبوع وفيما بعد عرفت أنه تزوج امرأة بامكانها أن تنجب له أطفالا ذكورا ما دامت أمى غير قادرة على ذلك سمعت ذلك من العمة كلثوم التى كانت أشد نساء العائلة كرها لوالدتى وكانت تنادينى بلا رج لأننى نحيفة وساقاى طويلتان مثل أمى ص20
ورابعها عادة الكثير من النساء وهو التصنت على كلام من فى البيت والوقيعة بينهم من خلال ذلك وقد بينته من خلال فعلها فقالت:
"وفى اليوم التالى أمسكنى سيدى ابراهيم من أذنى وآلمنى كثيرا أدخلنى حجرة الضيوف وأغلق الباب وراءه فإذا بالغرفة تضيق وتتحول إلى مقصلة اقترب منى كاد أنفه الرفيع أن يلتصق بأنفى ابتعدت عنه قليلا وأنا أرتجف فرفع سبابته نحو عينى وقال :
لا أريد أن يتكرر ما حدث البارحة بسببك لا أريدك أن تكونى مثل نساء العائلة أريدك أن تكونى مثل تونس يهمك هذا وأشار إلى أنفه منذ ذلك اليوم أقلعت عن إخبار أمى بما أسمع ولكنى لم أتوقف قط عن ممارسة هواية التصنت على الجميع ص21
وهى عادة سيئة تؤدى إلى نتائج ضارة كبرى
وخامسها الإيمان بالسحر من خلال كتابة الأحجبة وهى أوراق فيها رسوم وشخابيط غير مفهومة تصنع على أشكال مثلثات أو مربعات أو غيرها وتوضع فى الصدر أو تحت المخدات أو المراتب وفيها قالت:
"أما العمة كلثوم والعمة نونة فلها تفسير أخر لهذا النجاح فقد كانتا تقولان إن سيدى إبراهيم كتب حجابا لينجح الذكور وكتب أخر ايجعل من الإناث ربات بيوت أما أنا فيسكننى عفريت لهذا اختلفت عن الأخريات وتجرأتا أن تقولا أن زهية والدتى تريد أن تجعل منى صبيا أعوج فأسكتتها للا عيشة بنظرة واحدة ص21 وص22
وسادسها احترام من معه المال حتى ولو كانت امرأة فقد بينته من خلال مكانة للا عيشة فقالت:
"للا عيشة كان لها سلطة من نوع أخر فبالإضافة إلى راتبها الشهرى الذى كانت تتقاضاه لأنها زوجة شهيد كانت قد ورثت عن زوجها نخيلا فى مشونش وأراضى فى ضواحى آريس تدر عليها كل سنة مبالغ محترمة من المال هذا ما يجعل عائلة بنى مقران كلها تحترمها وتأخذ رأيها فى كثير من الأمور ص22
وسابعها عادة أكل النساء وحدهن بعد أكل الرجال وحدهم بعد صلاة يوم الجمعة وقد حكت ذلك فقالت:
"لكن بكاء أمى الصامت وخلافات صبايا العائلة تجعلنى متوترة أحيانا أما ما يجعلنى أفقد أعصابى فهو فترة الغداء يوم الجمعة إذ علينا نحن النساء أن ننتظر عودة الرجال من المسجد وبعد ان ينتهوا من تناول الغداء يأتى دورنا نحن النساء كنا جميعا نجتمع عند العمة تونس وكنت أكره ذلك التقليد الذى يجعل منا قطيعا من الدرجة الثانية كان يزعجنى أن أرى سيدى إبراهيم فى موقع السلطات وأعمامى وأبناءهم حاشيته المفضلة يجلسون فى غرفة الضيوف حول المائدة الكبيرة ينتظرون خدمتنا لهم كانت النسوة يبقين فى المطبخ يسكبن الصحون ونحن الصبايا نقوم بتوصيلها ولهذا كل يوم جمعة أصاب بالصداع أتمارض وأختار لنفسى موقعا فى البستان أو على سلالم السطح لأختفى عن الأنظار كانت تلك أولى بوادر تمردى ومقاومة العائلة ص24
وتلك العادة آخذت فى الانقراض حاليا بسبب انهيار نظام العائلة الكبرى نتيجة كثرة النسل والذى اضطر الكثير من الأفراد إلى الانتقال خارج البيت الكبير لضيقه بهم وكثرة مشاكل الأولاد التى تؤدى لعراك وشجار الزوجات ومن ثم شجار الاخوة إن لم ينتبهوا
وثامنها اغتياب الناس خاصة البنات والنساء لبعضهم فى الأعراس بإخراج العيوب فى العروس أو فى العرس أو فى أى شىء يتعلق بهم وفى هذا روت لنا التالى:
"اقتربت منى سهام ابنة عمى ووشوشت لى : هل رأيت العروس كانت مصفحة
لم أجبها كنت قد كرهت نفى وكرهت منظر النساء فعدت إلى بيتنا وحالت أن أنسى ذلك العرس كانت تلك الطقوس غريبة على عائلتنا ص26
وتاسعها زيارة الأضرحة ونجد فضيلة تتحدث كمؤمنة بهذا الخبل مسمية صاحب الضريح بسيدى راشد فتقول:
"قطعنا تلك الأصوات والروائح وتمشينا على جسر سيدى راشد استوقفتنا امرأة تلتحف الملاءة السوداء أخرجت زجاجة عطر وراحت ترش بقليل المزار وضريح الولى الصالح سيدى راشد تحت الجسر وتتمتم بدعاء حرك فينا الرغبة فى الكلام
-مسكينة قالت كنزة
-إنها أحسن حالا منا يكفيها أن ترش عطرها على أطلال المزار لتشعر بالراحة
أنا عن نفسى وجدت الحل سأترك المسرح وسأتزوج ثم أعود إلى سكيكدة موطنى ألأصلى
كنت أنتظر أى شىء إلا هذه المفاجأة
يزعجك أن أترك المسرح يا خالدة
إنك موهبة يا كنزة
ربما لكن ليس فى هذا البلد
- عندنا فقط تعتزل المواهب قبل أن تبدأ ص38
وعاشرها اعتبار المعاقين خطأ من البطن كما قولها:
"مرة أخرى ابتسمت ابتسامة الألم وقالت :
بوحا متخلف عقليا لكنه طيب القلب ويفهم كل ما نقوله له هذا حظه البطن الواحد يخطىء أحيانا ص76
وهو ليس خطأ وإنما ابتلاء من الله تعالى لأهله كما قال تعالى :
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
والحادى عشر اعتقادها فى أن الحسد يجلب الأضرار للناس بالفعل فقالت:
"توسدى البترول والغاز والمعادن توسدى الحسد الذى جعل نصف أبناء الجزائر يمشون حفاة نامى هاهى حقيبتى فى انتظارى حصتى فى الوطن هاهى أقلامى فى انتظارى أوراقى فى انتظارى ها هو المجهول يصبح بديلا للوطن ص94
وقطعا الحسد عملية نفسية لا أكثر ولا أقل كما قال تعالى :
" حسدا من عند أنفسهم"
ومن خلال ما سبق نجد أن المرأة مهما بلغت درجة ثقافتها لا تتخلى عن عادات النساء السيئة والتى تتعارض مع الثقافة خاصة الثقافة العلمانية أو ثقافة النظام التى تجمع بين النقائض
والشخصية الرئيسية تناقش من خلال العمل حكاية أن الطموح فى العمل الوظيفى للمرأة يجعل المرأة تفشل فى الحب والزواج
وهى تحدث حبيبها عن كون حبهما فى المراهقة كان جميلا فتقول:
"عشت أجمل قصة حب فى ذلك الزمن الباكر ومعك فى الغالب كنت أنسى قساوة الرجال لكنه بستان الأشواك الذى يحيط بك"ص12
وكالعادة تحاول المرأة أن تنتصر لوجهة نظرها وهى أن الرجل بطيبته كان سبب فشل حبهما فتقول :
كنت طيب القلب إلى درجة لا تحتمل فسئمت من ذلك الوضع إلى اليوم أنا امرأة أمارس حياتى وكأنها عمل سرى " ص14
وتناقض الحبيبة نفسها فتوجد سببا أخر للفشل فتنسبه إما إلى كونها من أهلها وإما إلى أن نفسيتها معقدة فتقول:
"لماذا خاننى المطر بعد ذلك ؟ألأننى من بنى مقران من ذلك البيت الملىء بالخيبات المغلقة والبريق الزائف أم لأننى أنثى تملأها العقد؟ص19
وتناقض الحبيبة نفسها حيث أنها أعلنت أن سبب فشل الحب كونها سادية أرادت تعذيب الحبيب فتقول:
"كنت أحبذ دائما تلك المسافة بيننا مسافة الحرقة مسافة اللامس مسافة الظهر لكنى أردت تعذيبك أيضا وأردت إرباكك وإرباك نفسى كنت سادية إلى أبعد حد ص32
وتذكر حبيبها بما يسمى عيد العشاق حيث عرفه لأول مرة عندما أخبرته فتقول:
"ثم قرأت بعينين ملأتهما الطفولة عيد العشاق التقت عيوننا فرحا كانت تلك أول مرة تسمع فيها بذلك العيد وقفت يومها واحتضنت المطر أما أنت فقد بقيت تتأملنى وبؤبؤا عينيك يصليان ورموشك تغرق فى سجود طويل اقتربت منك وقلت لك هامسة ما بك؟ ولكنك واصلت صلاتك وأنت تمسك بوجهى ثم أجبت إنك هنا وهذا كل ما أريده فى الحياة "ص19
وهو كلام لا أصل له فى الإسلام فلا يوجد مثل هذا العيد وحتى صاحبه مارق عن النصرانية
وتعلن أن حبيبها أعلن حبا عظيما وهو أنه سيتخلى فى الجنة عن الحور العين ويطلب من الله أن تكون حبيبته زوجته فى الجنة فتقول :
"تراجع الضعف فى عينيك وارتدت لهجتك شيئا من التهديد لن أحب سواك وحتى حين أموت سأطلب من الله أن يجعلك معى بدل الحور العين ص23
والحور العين يفهمها الناس على غير حقيقتها فالحور العين هن الزوجات المسلمات أنفسهن لأنه لا يجوز أن يدخل الجنة أحد بغير عمل كما قال تعالى :
" وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون"
والحور العين بذلك المفهوم التراثى لم يعملن شىء من الصالحات لأنهن من غير أهل الدنيا كما هو المعتقد الخاطىء ولو عقل من يعتقدون ذلك لعلموا أن الكفار سيعترضون على الله بحجة ظاهرة وهى أنه أدخل من لا يستحق الجنة وأدخلهم النار
وتعود الحبيبة إلى لوم الحبيب فتوجب عليه أن يحدثها بعد أن هجرته هى فتقول :
"كان يجب أن نتواجه حين قررت أن أهجرك فجأة كان يجب أن تسألنى أن تلاحقنى أن تطلب منى توضيحا أن تعتذر عن ذنب لم تشعر أنك ارتكبته لكنك رجل من برج الثور معطاء فى الحب شحيح فى الاعتذار ص18
وتبين أنها بعد أن تخطت الثلاثين عادت لتفكر فى حبه فتقول:
"بعدك بعد الثلاثين أصبحت الطرق المؤدية إلى الحياة موحلة أصبحت الأيام موجعة لعلك تتساءل ما الذى أعادنى إليك اليوم ؟ وسأجيبك إنه ربما الإيمان إذ أخجل من أن أفتح حديثا عن الحب"ص14
وتعود إلى تخبطها فى سبب فشل الحب فتقر هذه المرة أن التعارض بين طموحها ككاتبة وطموحا كأنثى تريد الحب والزواج هو من أدى إلى الفشل فى الاثنين معا فتقول:
"كنت مشروع أنثى ولم أصبح أنثى تماما بسبب الظروف كنت مشروع كاتبة ولم أصبح كذلك إلا حين خسرت الإنسانة إلى الأبد كنت مشروع حياة ولم أحقق من ذلك المشروع سوى عشره ص15
وتحدثت عن أنها تلقت عرضا للزواج من أحد الناشرين رغم أنها يكبرها بخمسة عشر عاما فقالت :
"قال سنجد صيغة للاتفاق إذا كان كتابك جيدا
بعد اسبوع اتصل بى فى المكتب قال لى إن مخطوطى جميل ويستحق النشر ذهبت لرؤيته لإتمام الاتفاق فتفاجأت به يطلب منى الزواج قال لى بصراحة:
أريد امرأة مثقفة بمستوى نساء بعض الناشرين العرب الذين أتعامل معهم والشخصيات التى أعرف اعتذرت له كان فى عمر والدى وثروته لن تحسن حتما من مستواه العلمى وضع يده فى يدى وصافحنى ثم قال : حضرى المبلغ إذا وسأنشر لك الكتاب ص84
والقضية الثانية التى تحدثت عنها الرواية هى :
قضية اغتصاب الإناث وهى تبدأها من خلال عملها فى جريدة الرأى فتقول :
"انغمست فى العمل الإعلامى انضممت إلى جريدة الرأى الأخر المعارضة كانت مزيجا من الإسلاميين والديموقراطيين والعلمانيين كنا نتفق عموما رغم أن البعض لا يصافح النساء والبعض يصافحهن كان ذلك قبل أن تمتد الخلافات السياسية بين الأحزاب فتصل إلينا أن صبح مؤسسة من الأعداء وتتحول مكاتبنا إلى مواقع حربية ص34
القضية لم تكن فى أولها قضية اغتصاب إناث وإنما السبب الرئيسى الظاهر لنا هو اغتصاب السلطة فالجيش عندما وجد جبهة الانقاذ التى تنتمى للتيار الإسلامى المعارض تفوز بالانتخابات اغتصب الوطن وما لم تذكره فضيلة فى روايتها هو أن الأجهزة الأمنية منذ عقود وهى تغتصب نساء وبنات المساجين السياسيين وذلك ليس فى الجزائر وحدها وإنما فى كل بلادنا وما زال ذلك يحدث وسيحدث مستقبلا
تبدأ فضيلة الحكاية من سنة1995 م فتقول أنه بناء على الفتوى التالية بدأت عمليات خطف واغتصاب النساء فى الجزائر:
"ثم ابتداء من عام1995 أصبح الخطف والاغتصاب استراتيجية حربية إذ أعلنت الجماعات الإسلامية المسلحة حيا فى بيانها رقم28 الصادر فى 30 نيسان إفريل أنها قد وسعت دائرة معركتها للانتصار للشرف بقتل نسائهم ونساء من يحاربوننا أينما كانوا فى كل الجهات التى لم نعترض فيها لشرف سكانها ولم نجاكم فيها النساء وسنوسع أيضا دائرة انتصاراتنا بقتل أمهات وأخوات وبنات الزنادقة اللواتى يقطن تحت سقف بيوتهن واللواتى يمنحن المأوى لهؤلاء ص36"
قطعا هذه الفتوى هى رد فعل إن كان تلك الجماعة المسلحة فعلا من التيار المعروف ولكن ما أعرفه هو أن تلك الجماعة كان قادتها من ضباط المخابرات الجزائرية وهم من قاموا بتلك الفظائع أولا ولحقهم البعض ممن انخدعوا بدعوى إسلامية الجماعة ثانيا والأغرب أنه منذ عقد أو يزيد قبلت الدولة الجزائرية توبة قادة الحركة المسلحة دون محاكمة وأعادتهم للحياة العادية وهو ما يدل على أنهم كانوا ضباط مخابرات كانوا يؤدون الواجب ومن ثم لم تكن هناك محاكمة لهم
لقد كان الهدف واضحا وهو تشويه التيار أمام العامة حتى يكرهوهم وهو ما تكرر فيما بعد فى مصر من خلال فتاوى كجماع الزوجة الميتة ونكاح الجهاد وكلها فتاوى أصدرتها السلطة ونسبتها للتيار وفى تونس وفى غيرها بعد الثورات
الغريب أنه بعد ربع قرن أو أكثر سيحاكم خالد نزار قائد اغتصاب السلطة فى الجزائر كمجرم حرب نتيجة الانتهاكات التى وقعت فى تلك الفترة كما تقول الأخبار هذه الأيام
والغريب أنها تحدثت عن وجود أجهزة وأدوية وتجهيزات حديثة عند الجماعة المسلحة فقالت:
"أجابت بعضهم قاريين هى نفسها تعرفت من بين الإرهابيين على زميل لها كان معها فى الجامعة فى الجبل عندهم أدوية هواتف وأجهزة كثيرة ص85
وهذا الكلام يدل على أن الجماعة لم تكن من ذلك التيار فذلك التيار معظمه من الفقراء والمحتاجين ومن ثم لن يكون لديهم إلا القليل من ذلك
وناقشت فضيلة جوانب عملية الاغتصاب أو السبى وفى الإسلام لا يوجد سبى وإنما الروايات المخترعة المفتراة هى التى أدت لتكوين عقيدة الاغتصاب وقد حكت ما يحدث على لسان احدى المغتصبات فقالت:
"ثم أشارت إلى أن أسكت وواصلت الحديث :
هل تعرفن ما يفعلون بنا إنهم يأتون كل مساء ويرغموننا على ممارسة العيب وحين نلد يقتلون المواليد نحن نصرخ ونبكى ونتألم وهم يمارسون معنا العيب نستنجد نتوسلهم نقبل أرجلهم ألا يفعلوا ذلك ولكنهم لا يبالون
علت كمى جلبابها وقربت معصميها المشوهين منى :
انظرى ربطونى بسلك وفعلوا بى ما فعلوا لا أحد منهم فى قلبه رحمة وحتى الله تخلى عنى مع أننى توسلته أين أنت يا رب أين أنت يا رب ص45
وتناولت نظام السبى من خلال ذكرها الفقرة التالية:
"وحدهن المغتصبات يعرفن معنى انتهاك الجسد وانتهاك الأنا وحدهن يعرفن وصمة العار وحدهن يعرفن التشرد والدعارة والانتحار وحدهن يعرفن الفتاوى التى أباحت الاغتصاب الأمير هو الذى يهديها لا يقتلها إلا من أهديت له وبإذن ألأمير لا تجرد من الثياب أمام الاخوة لا يجوز النظر إليها بشهوة لا تضرب من الأخوة بل ممن أهديت له فعليه أن يفعل أن يفعل بها ما يشاء فى حدود الشرع إذا كانت سبية وأمها دخلت على أمها فلا يجوز أن تدخل على ابنتها إذا وطأها ألأول قلا يجوز وطؤها ‘لا بعد أن تستبرىء بحيضة وتجوز المداعبة مع الغزل إذا كان الأب وابنه فلا يجوز الدخول على نفس السبية إذا كانت سبية وأختها لا يجوز الجمع بينهما مع مجاهد واحد ص56
وناقشت فضيلة أن النظام الجزائرى الحاكم لم يحل مشكلة المغتصبات من خلال تغيير قانون الاجهاض وهى تحكى ما حدث بين احدى المغتصبات وبين الطبيب الذى رفض اجهاضها حتى لا يعرض نفسها للعقوبة القانونية فقالت:
"-قبل أن تصلى بقليل حدث شجار بين احدى البنات اللواتى حررن معنا مع أحد الأطباء لقد طلبت أن تجرى لها عملية إجهاض ورفض الطبيب لأنه لا يملك الصلاحيات القانون يمنعه تصورى
أخرستنى الدهشة فيما واصلت الحديث:
-أى قانون هذا الذى يجبر المرأة على قبول ثمرة الاغتصاب كرامتها وإنسانيتها فى أحشاءها "ص66
ومع هذا ذكرت فضيلة أن الطبيب شعر بالذنب تجاه المغتصبة الحامل كما بينت أن العديد من المغتصبات انتحرن فقالت :
"خفت أن تكون هى المنتحرة لكنها كانت هناك مع أرانبها الصغيرة مع رائحة البرتقال مع أحزان فلسطين المنبعثة عبر الراديو مصحوبة بعزف الناى يقود جوقته الخاصة فى معزوفة هادئة وضعت حقيبتى جانبا وخرجت من الغرفة لأستفسر عما حدث نفسها الفتاة التى طلبت الاجهاض البارحة أشعر بشىء من الذنب نحوها قالها الطبيب ص79
وتحدثت فضيلة عن انتحار المغتصبة رزيقة فقالت:
"-حين تشفين تماما سأمر أنا وأنت على جسر ملاح سليمان إنه مخصص للراجلين فقط وستشعرين بلذة الاهتزاز عليه وسأريك تمثال قسطنطين فى شارع محطة السكك الحديدية منذ عهده سنة313 قبل الميلاد والمدينة تحمل اسمه غدا سأسرد لك المزيد عنها الآن يجب أن أعود إلى الحى لقد تأخرت
كانت سعيدة عندما تركتها وقد استغربت أن انتحار زريقة لم يهزها كأنها كانت تتوقعه كأنها تقبلته كأنها تمنته لها ص86
وقالت:
"كتبت ما يقارب الست صفحات عن رزيقة صليت صلاة الفجر وعدت إلى الكتابة تقدمت كثيرا فى العمل على روايتى بل أشرفت على إنهائها قتلت كل أبطالى تقريبا لم يبق غير نصر الدين أبعدته أكثر من مرة عن الموت اخترعت له ألف سبب للقائى ولكن بطلتى التى ارتديت قناعها لم تعد تفكر بالحب صارت تفكر فى الرحيل وهاهى تنشد بصوت خافت ص87
وتتحدث عن الموت وتأثيره على الناس فتقول:
"بعض اللغات وجدت فقط لتخفف من وزن الموت لأن بعضها يضاعف من وزنه ووقعه يقع المخطوط من يدى تناثر على البلاط سقط الكلام من اللسان تناثر على البلاط لماذا ماتت؟ص91
وحديثها عن اختلاف اللغات فى المعانى والتخفيف والتضعيف كلام غير علمى فكل اللغات سواء فى التعبير عن المعانى
ومناقشة فضيلة للقضية تشير إلى النظام لا يهمه الشعب من الأساس فلو كانوا يهمهم الشعب أو حتى يريدوا أن يرحموا المغتصبات لغيروا القانون فسمحوا باجهاض المغتصبة
وفى الإسلام المغتصبة يحق لها اجهاض الحمل كما يحق للبكر من المغتصبات عمل غشاء بكارة جديد من باب قوله تعالى :
"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"
ومن باب قوله تعالى:
"وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
وتحدثت فضيلة فى أماكن متفرقة عن حبها لمكان معيشتها فقالت:
"قسنطينة ليست سوى صخرتين صلصال وكلس وحرارة عواطفها انحسرت مع البحر الذى كان يغطيها منذ مئة وخمسين مليون عام ص88"
وقطعا معلوماتها خاطئة تعبر عن إيمانها غير العلمى بشىء لم يره أحد ولم يعايشه أحد من مئة وخمسين مليون عام وهو ما يناقض المنهج العلمى ذاته
كما تحدثت عن آلام البشر فى المدينة من خلال الغلاء والحاجة فقالت:
"إنها مدينة تشبه الحكايات تشبه النساء المفخخات بالألم تشبه الجوارى والحريم وتشبه الكمنجة التى لا تكف عن الأنين ص13
وتحدثت عن انتشار الفقر والجريمة فى الجزائر من خلال انتشارها فى مدينتها فقالت:
"وأطفال هنا وهناك تحت أشجار هذه الحديقة الصغيرة يبيعون السجائر ومن تحت الطاولات يبيعون المخدرات قسنطينة الجميلة وحده الفقر تطاول على عفتك أنت المدينة التقية التى كانت لا تدخلها الخمور مات تاريخك الجليل وصارت حدائقك تعج بالشواذ والسكارى والمخدرات على بعد مئة متر يتجاور الطهر والنجاسة ص63
وقد قالت فضيلة كلمة تدل على الثقافة المشوهة عندها فهى ترغب فى الصلاة وطلب السلام على طريقة إلفيس بريسلى فتقول:
"عدت إلى واقعى لم لا يصلى الناس مثلما كانوا يصلون على أيام إلفيس ويطلبون المغفرة والرحمة وإحلال السلام ص58
الغريب أن فى أيام إلفيس كانت حرب فيتنام وكمبوديا ولاوس وكانت الولايات المتحدة غارقة حتى أذنيها فى القتل والقتال
وقد أنهت فضيلة الرواية بالفقرة التالية وإن لم تكن فى أخرها:
"سرت فى حى القصبة وكأنى أمشى فى جنازة ولا أدرى أين ضعت بعدها لكننى وجدت نفسى فى مكتبى بمقر الجريدة فى أخر النهار كتبت الكثير وقلت فى النهاية رفقا بالقوارير سلمت أوراقى سلمت أخر انكساراتى وحين عدت إلى بيت بنى مقران فى اليوم التالى كنت أحضر حقيبة لرحيل أطول كنت قد اقتنعت أن الحياة فى الوطن معادلة للموت ص92
الحل فى الفقرة كان الهجرة فالجزائر أصبحت عندها هى الموت وأما الحياة فى خارجها فهى الحياة