نقد كتاب الصحابة وعدالتهم
مؤلف الكتاب عدنان ابراهيم وهو ليس بكتاب وإنما هى محاضرات وخطب تم تفريغ أشرطتها فى صورة كتاب وعدنان إبراهيم يبدو وكأنه يتهرب من تأليف الكتب ومن ثم يلجأ لنظام المحاضرات والخطب
اساس الكتاب هو :
ان عدنان حاول أن يتخذ طريقا وسطا بين السنة الذى يجلون الصحابة جميعا وبين الشيعة الذى يخرجون الكثير منهم من الإسلام ويعتبرونهم كفارا والطريق الوسط الذى اختاره فى الكتاب كان هو:
محاكمة الصحابة على أساس الوحى فمن كان عاصيا مخالفا وجب إخراجه من جماعة المؤمنين
وقد بين الرجل فى مقدمة الكتاب تفرق الناس فقال كلاما كثيرا منه:
"وها نحن مفترقون اليوم إلى سنة وشيعة0 شيعة إمامية شيعة زيدية شيعة إباضية ,إلى غير هذا"ص6
وقطعا الإباضية ليست فريقا شيعيا كما قال وإنما هى فرقة وحدها وإن كان أهلها يحاولون الانتساب للسنة وليس للشيعة
وحاول عدنان أن يطرح سؤالا على مائدة البحث هو :
ما الذى يمنعنا من البحث فى شجار ومعارك الصحابة ؟
وانتهى إلى النتيجة التالية :
"فمن أين لنا اننا لا يسوغ لنا أن نبحث فى قضايا التاريخ ومسائل التاريخ من اجل أنها تتعلق بالصحابة فيحرم ان نتحدث عما شجر بينهم عجيب "ص7
الرجل إذا يريد النبش فى الماضى لمحاكمة كل صحابى على عمله لاثبات كونه مسلم أو كافر وهو كلام غير مفيد فى حالة كتب التاريخ الكاذب التى تروى تاريخ الصحابة فضلا عن أن الله نهى المسلمين عن الحديث فى أمور السابقين لأنهم لا يقدرون على إصدار الحكم لأنهم لا يعلمون ما حدث بالفعل وفى هذا قال تعالى :
"تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون"
عدنان بهذا الكلام يريد تجديد الصراع الذى أساسا لم يهدأ وهو مشتعل حتى الآن رغم أن مذاهب الفرق خارجة عن الإسلام فالسنة لم يكونوا على أيام الرسول(ص) ولا الشيعة كانوا على أيامه وليس لهم ذكر فى الوحى الإلهى
حاول عدنان فى الكتاب أن يبحث عن مصطلح الصحابة وهو مصطلح لا أساس له فى الإسلام فالموجود هم الذين آمنوا بمحمد (ص) والذين كفروا به وهم المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان وقد صال وجال فى الكتب ورفض معظم ما جاء فى الكتب عن تعريفهم وكان التعريف الذى قبله هو :
" الصحابة هم المهاجرون والأنصار من ليس مهاجريا وليس أنصاريا لم يبق إلا ان يكون تابعيا ستقول لى تابعى مع أنه رآى الرسول نعم ...وأقول لكم بالدليل بكتاب الله هذا هو المذهب هو القوى والأقوى القرآن يسمى هؤلاء تابعين لا يسميهم صحابة الصحابة حسب القرآن الكريم هم المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان"ص26
وأصر الرجل على ذلك فى أقوال عدة نقتصر منها على التالى:
"على كل حال فالحسين له شرف أعظم بكثير من شرف الصحبة أنه ابن رسول الله أنه سبطه ذريته لحمه ودمه "ص27
"فالله اختص بتوبته من ذكر قال أنا تبت على المهاجرين والأنصار والثلاثة الذين خلفوا"ص32
"على كل حال إذا الذين أسلموا بعد فتح مكة وليسوا مهاجرين وليسوا أنصارا إنما هم تابعون"ص36
وعدنان هنا يقول كتاب الله ما لم يقله فليس فيه كلمة الصحابة ولا تعريفهم فهو يتحدث عن المؤمنين والكفار والمنافقين ومن ثم فهو يدخل كتاب الله فى موضوع يتحدث الله عنه بصيغة أخرى وبمفهوم مغاير فلم يسم الله المؤمنين صحابة لأنه ليس من المعقول أن يكون النبى (ص) قد صاحب المسلمين فى عصره جميعا حتى المهاجرين والأنصار جميعا والذين بلغ عددهم قبل فتح مكة أكثر من عشرة آلاف حسب التاريخ ونحن نتحدث عن عدد المقاتلين فقط وليس عن العدد الكلى الذي يشمل أولى الضرر والقاعدين بسبب المرض والشيخوخة والقاعدين لحراسة البلاد
فالمصاحبة اقتصرت على فريق معين هم المحيطين به بحكم الجيرة والتواجد فى قلب المدينة حيث المسجد فهو كان يلتقى بهؤلاء إما فى المسجد وإما فى المدرسة حيث كان يفقه الناس فى الدين وإما فى السوق وإما فى تدريب المجاهدين وإما فى مجلس القضاء ومن ثم ليس كل من آمن برسالة محمد(ص) كان صحابيا رغم أنهم كانوا يعيشون فى مدينة واحدة ولكن بسبب تقسيم العمل فيما بينهم وتباعد المساكن وأماكن العمل لم تكن المصاحبة إلا على فريق معين بحكم الجيرة وطول المكوث معه
وكما قلت سابقا الروايات سواء عند السنة أو الشيعة اتحدت على دخول بعض الصحابة النار وقطعا الذين آمنوا لا يمكن دخولهم النار والتاريخ المروى كله كذب ولم يحدث منه شىء كما يروى فلا توجد سقيفة ولا مبايعة لأبى بكر من عمر ولا تولية عمر على المسلمين بوصية أبو بكر ولم يقتل عمر ولا عثمان ولا على ولا توجد صفين ولا الجمل ولا النهروان ولا التحكيم ولا وجود لمعاوية ولا للحسن والحسين وغير ذلك فكل هذا تاريخ مزور اخترعه الكفار وكتبوه فى الكتب وأقاموا على أساسه جماعتين أو أكثر لاشعال النار بين الناس وظلوا يؤلفون الكتب دفاعا عن هذا أو ذاك
لو راجعنا معظم الأحاديث عن النبى(ص) فى تلك الفتن مثلما رواه عدنان :
"كحديث ويحه ابن سميه او عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النارص8
وقال:
"ولعله متواتر عشرات الأحاديث فى الصحيحيين عن الخوارج ومذمتهم والأمر والتهييج والبعث على قتلهم " اقتلوهم فإن فى قتلهم أجرا لمن قتلتهم لئن ادركتهم لآقتلنهم قتل عاد تقتلهم أولى الطائفتين بالحق ص9
"وقد صح عن رسول الله انه قال "قاتل عمار وسالبه فى النار"ص10
فى مرة اخرى أو فى رواية اخرى قالت أشهد ان رسول الله لعن اباك يا مروان وانت فى صلبه معلون معناه ابن ملعون والعياذ بالله"ص11
وقال:
يا أبا بكر لا أدرى ماذا تحدثون بعدى أو ما تحدثون بعدى ص40
أما عثمان فقد آتاه اليقين من ربه قال الذى نعرفه أنه مات فوالله لا أدرى وأنا رسول الله ما يفعل بى ص43
وقال:
ما شاء الله عليهم من أحسن ما يكون بضعة آلاف صالحين الذى غير وبدل قلة قليلة بغضهم النبى شهد عليه بالنار وأخبر عنه حتى إن كان من اهل بيعة الرضوان مثلا رأس الخوارج النبى قال عنه غيره مثل عبد الله بن ابى سلول ألم يكن من اهل بيعة الرضوان كان معهم من الخمسمائة هل ستنفعه هل سيدخل فى قول الرسول لن يدخل النار احد ممن بايع تحت الشجرة ص43
وقال:
أما تذكر يا زبير يوم قال لك رسول الله ونظرت إليه أتحبه فقلت نع من فقال لتقاتلنه وأنت له ظالم ص50
ألم يلاحظ عدنان إبراهيم هو وكل الفرق أن تلك الروايات تتحدث عن الغيب عن شىء نفى الله عن الرسول(ص) العلم به فقال على لسانه:
"ولا أعلم الغيب"
وقال:
" لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
وقال:
" وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"
الرجل لا يعرف ما يحدث له فكيف عرف بما سيحدث للآخرين وهو قد نفاه بقوله" ولا بكم"
ألم يسمع ويقرأ الكل فى كل الفرق أن تحول الدولة المسلمة لدولة كافرة لا يمكن حدوثه فى عهد المؤمنين برسالة أى نبى وإنما يحدث فى عهد الخلف كما قال سبحانه:
"أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا"
فالخلف حتى لو اعتبرناهم الأولاد المباشرين فهذا معناه أن الدولة استمرت على الأقل حتى سنة ستين أو سبعين مع أن التاريخ المزور يقول أن أخر الصحابة موتا كان بعد المائة أو بعد التسعين سنة من الهجرة بينما التاريخ المزور يقول أنها انتهت سنة40 بمقتل على الذى لم يقتل هو وعمر وعثمان لأن الروايات اتفقت على أنهم قتلوا فى صلاة الفجر والظلام دامس وصلاة الفجر صلاة النهار حيث لابد أن تصلى فى النور نور النهار كما قال تعالى " حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر"
ألم يقرئوا فى كتاب الله أنه واجب على الله نصر المؤمنين بأى رسول فقال:
" ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين"؟
ألم يلاحظوا أن هذا التاريخ المزور مكذب لكتاب الله مخالف له فى أن الكفار انتصروا وأزالوا دولة المسلمين ومعظم المؤمنين الذين يسمونهم الصحابة على قيد الحياة؟
وكشف عدنان إبراهيم فى بحثه تناقضات منهجية فى علم الحديث السنى وهو ان المحدثين اعتبروا أسانيد أحاديث الصحابة والتابعين الشيعة باطلة والتهمة التشيع لعلى رغم أنها ليست تهمة فى رأى عدنان وإنما هى اتباع لحديث موالاة على فى حين قبلوا أحاديث النواصب وغيرهم رغم أعمالهم الشنيعة فى التاريخ فمثلا قال :
"عبد الرحمن بن عديس البولى لأنه من الخارجين على عثمان الخروج على عثمان لا يحتمل الخروج على على عادى ما فى مشكلة حتى تدركوا أساس المسألة أساس المسألة دغل وموقف عجيب غريب لست أفهمه فى الحقيقة ص11
وقد ذكر أن ابن حجر تحدث عن هذا الخطأ فقال :
"نعود إلى الحافظ بن حجر فابن حجر قال هذا لأن الذى فهمه فى الحديث أن بغض على ليس بمجرده يعد علامة على النفاق"ص57
وكما قلت تاريخنا مزور طبقا للقرآن نجد عدنان يكرر اسطورة وهى أن على اخو النبى(ص) ومع هذا زوجه ابنته وهو قوله:
"اخو رسول الله فى الجنة وفى الدنيا وقتلوه وزوج ابنته وذريته "ص14
ألم يلاحظ عدنان وغيره من الفرق أن الكلام لا يستقيم لأن بنات الأخ محرمات ؟
كيف يكون اخوه ويزوجه ابنته ضاربا عرض الحائط بكلام الله ؟