قراءة في كتاب كيف تشتري كتابا ؟
المؤلف محمد بن سعيد المعمري من المعاصرين وهو يدور حول كيفية شراء كتاب وقبل الدخول في عرض الكتاب أقول :
في دولة الله أى دولة المسلمين التى تحكم بحكم الله لا يوجد شراء كتب لأن كتاب الله هو اصل الكتب يوزع على كل مسلمى الدولة ومعه الذكر وهو كتاب الله المفسر للقرآن المنزل كما قال تعالى :
"وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم"
والكتب المقرر دراستها على المسلمين كلها كتب توزع مجانا دون شراء لأن الغرض من قراءة تلك الكتب هو تطبيق أحكام الله
وأما الكتب البشرية فدولة المسلمين تطبعها وتوزعها بعد نقدها إما في صورة كتب ورقية أو في صورة كتب إلكترونية والكل يوزع مجانا
وارتياد المكتبات حق لكل مسلم او معاهد وكذلك أخذ نسخ الكترونية على شكل ذاكرة كالاسطوانة أو الذاكرة المحمولة
وكلام الكتاب ليس عن تلك الدولة العادلة واما الكلام فهو عن وضعنا الحالى وفى المقدمة بين المعمرى أهمية القراءة فقال:
"مقدمة:
الإسلام دعوة إلى العلم والتفكر ، وثورة على الجهل والسلبية ، يظهر ذلك جليا من خلال آيات الله تعالى في كتابه وفي الآفاق والأنفس ليبقى المجتمع الإسلامي مجتمعا مدركا متفاعلا مع قضاياه وشئونه عالما بأسباب نهضته وسموه ، مطرحا كل أسباب التأخر والرجعية والانهزامية ، قال سبحانه: (( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ))
ويقول: ((يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب ))
ويقول سبحانه: ((لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ))
ولقد عمل الإسلام على تنشيط العقل وتنمية مداركه وذلك بحثه على التفكر وإعماله فيما ينفع ومن خلال تحريم كل أمر من شأنه أن ينزل من مرتبته ، فحرم الخمر لأنها من أهم أسباب تعطيل العقل على أن يكون المنتج في ميدان العلوم والفكر والمكافح في ميدان الباطل والهوى والهادي في طريق الضلالات والأوهام وحرم الغش والطرق الملتوية لأجل الأسباب ذاتها.
فعندما يعطي الإسلام العقل حريته –وفق الضوابط الشرعية طبعا- فإنما هو بذلك –أي الإسلام- يريد منه أن يكون دائم الفكر ودائم العمل ليؤدي دوره وغاية خلقه لمعرفة خالق الوجود وحقوقه والتطلع إلى الأفضل لهذه الأمة في كل مجالات العلم والمعرفة من أجل رفع مستواها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والصناعي ... وغيرها ، فإهمال العقل إنما هو سقوط في هاوية التخلف والانحطاط والتقوقع ، وهي آفات طالما عمل الإسلام على إزالتها ومحاربتها والتحذير منها"
ثم بين المعمرى انقسام الفكر لفكر بناء وفكر هدام فقال :
"فمن المحال أن تبنى قواعد أمة من الأمم ويؤسس بنيانها على الجهل وعدم الدراية ، وحتى ولو قا بناء على تلك القواعد فسرعان ما يسقط عند أول فتنة وابتلاء ومحنة وهزة. والمعرفة من أصول تقدم الأمم ورقيها ، والأمة المسلمة أولى الأمم بهذا التقدم والرقي لأنها الأمة التي رضي الله لها دينها (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) فإذا كانت الأمة مطالبة بتوفير فرص التعلم والتعليم وأسباب المعرفة المختلفة لكل فئات المجتمع ، فنضوج الجانب الفكري مرتبط بنضوج الجانب الإبداعي ومتانته ، وأقصد بذلك بأن يكون الفكر فكرا إسلاميا لأنه الفكر المصاحب للإبداع بمعناه الصحيح أما الفكر اللاديني أو الفكر المنافي لما جاءت به الرسالات السماوية الصافية فهو فكر هدام مهما حمل من لافتات وعناوين وشعارات براقة وزاهية (( فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)) "
وهذا التقسيم خاطىء لأن الفكر شىء واحد وهو الفكر البناء فلا يوجد فكر هدام وإنما وساوس هدامة ولذا طالب الله المسلمين بالتفكر فقال:
" افلا تتفكرون"
وحدثنا الرجل عن مسئولية أفراد المسلمين عن ايجاد منابع الفكر بإنشاء المكتبات وإلقاء المحاضرات وما شابه فقال:
من مسؤوليات المجتمع:
هذا ، ومما ينبغي على أفراد المجتمع الإسلامي فعله أن يسعوا إلى إيجاد منابع لهذه المعرفة وذلك من خلال إنشاء مكتبات خاصة أو عامة فيها من المصادر والمراجع القديمة والحديثة كما يغطي متطلبات المرحلة الفكرية التي يمر بها العقل الإنساني -على الأقل- أو بعمل محاضرات وندوات ودروس تكون منبعا للمعرفة يستفيد منها الناس في دينهم ودنياهم ، مع الحث الدائم على اقتناء الكتاب النافع والشريط النافع والبرامج -برامج الكمبيوتر- النافعة، فإن عمل مثل هذه الأمور يعيد لهذه الأمة وعيها ويجعلها تفتح عقولها على واقعها المأساوي والمؤلم بسبب انحدارها إلى هاوية الجهل وعدم الدراية بحقوق الله تعالى وحقوق عباده فكان عاقبة ذلك أن صارت الأمة المسلمة -خير أمة أخرجت للناس- صارت عالة على غيرها من الامم وعبئا ثقيلا على الشعوب الأخرى بل حتى أفكارنا وثقافتنا صارت الأمة تستوردها من أعدائها " يا حسرة على العباد " "
والكلام السابق ليس عن المجتمع المسلم لأنه لا يوجد مجتمع مسلم حاليا لأن كل المجتمعات تحكم بقيادات كلها كافرة بحكم الله
المجتمع المسلم ليس فيه مكتبات خاصة أو أمور معرفية خاصة وغنما هو مجتمع منظم المكتبات جزء منه والأعلام جزء منه و التعليم جزء منه .. ومن ثم كل شىء فيه معد مسبقا لكى يؤتى ثماره وأما مجتمعاتنا الحالية فمجتمعات عشوائية فوضوية الثقافة فيها تعتمد على جهد المسلم الخاص في شراء كتب لتكوين مكتبة أو تنزيل كتب الكترونية من على الشبكة العنكبوتية أو مشاهدة قنوات معينة أو أشياء معينة للحصول على الفكر
ويحدثنا الرجل عن الواقع المرير فيقول:
"أليس من المحزن أن نرى من المسلمين من يدافع عن الأفكار الهدامة والنظم المنحرفة بل يريد أن يعزل الإسلام عن قيادة العالم وتسيير أمور الناس وجعل القيادة بين عقول قاصرة ضعيفة تستميلها الأهواء والنوازع والشهوات والحظوظ العاجلة ، كل ذلك بسبب الجهل المدقع في مجال الفكر الإسلامي الذي يجب ان يكون مؤصلا وعميقا في نفس كل من آمن بعقيدة الإسلام ، ونعني بالفكر الإسلامي جملة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوحاه إليه ربه عز وجل ، ولا نعني بالفكر الإسلامي ذلك الجانب الذي صار يتغنى به بعض الناس مهملا بذلك الجوانب الأخرى ، فالعقيدة والشريعة والاخلاق كلها تنتظم في سلك الفكر الإسلامي وأي خلل في هذه الأركان الثلاثة -وخاصة جانب العقيدة- لمما ينذر بالويل والدمار والانحراف."
وما قاله المعمرى عن كون المدافعين عن الوساوس الهدامة مسلمين خطأ بالغ فلا يوجد مسلم يحكم أى يرضى إلا بما قضاه الله ومن ثم فكل من يروج للوساوس هو كافر دون شك
وحدثنا الرجل عن النهى عن قراءة كتب الكفار قبل كتب الإسلام فقال :
"فلا بد من الاهتمام بالجانب المعرفي في العقول المؤمنة لتأصيل العقيدة في نفوسنا وحمايتها من الفكر المنحرف ، الذي يغزو المسلمين اليوم بصورة براقة تستهوي النفوس وتؤثر في القلوب وتحيل المسلم صورة جوفاء وجسدا لا روح فيه وعقلا خاويا إلا من الافكار الدخيلة المنحرفة ، ولذا غضب النبي عندما رأى في يد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- صحيفة من صحف أهل الكتاب ، سيما في مرحلة ما قبل النضج الفكري لأنها مرحلة التلقي والتخزين."
وحدثنا الرجل عن صور اهتمام السلف بالكتب وهى للأسف نفس الصورة الفوضوية وهى المكتبات الخاصة وعدم تنظيم التعليم والإعلام لعدم وجود دولة المسلمين وإنما هى دول كافرة بدليل أنها تنسب لآشخاص كرستم وفى هذا قال المعمرى:
"من صور اهتمام السلف بالكتب:
وأسلافنا –رضوان الله عليهم- كان لهم اهتمام بالغ بالكتب من حيث اقتنائها وحفظها ونسخها وكانت عندهم مكتبات ضخمة تحمل بين جنباتها الآلاف من المجلدات كالمكتبة " المعصومة " في عاصمة الدولة الرستمية ، فهذا أحد العلماء يسأل عن عدد الكتب التي في مكتبته فيستحي من ذكر العدد ونظر عن يمينه وشماله ثم قال: " أربعة آلاف مجلد " ، ومع ذلك فقد كان مقلا فهناك من هو أكثر منه كتبا من حيث العدد ، فهناك من يملك عشرة آلاف ومن يملك عشرين ألفا و... و...
ومتى كان ذلك ؟ كان ذلك في وقت الندرة في الكتب وصعوبة الوصول إليها مع التكاليف الباهظة الثمن لشرائها ومع كل هذه العوائق تجد منهم الحرص على الوصول إلى الكتب حيثما كانت وبأي ثمن كان ، وهكذا كان ديدن أهل الحق فمنذ عهد قريب عندما أعطى أحد الناس الشيخ العلامة نور الدين السالمي مبلغ أربعمائة قرش اشترى بها كتبا ما زالت إلى اليوم محفوظه في مكتبته ، وقد اشتراها في رحلته إلى الحج واستفاد منها كثيرا –رحم الله هذا الشيخ رحمة واسعة على ما بذل في العلم والعمل قد أنار السبيل ووضح الطريق وهدى الناس وردهم إلى دين الحق وترك من المؤلفات ما كتب له القبول في قلوب الناس."
وحدثنا المعمرى عن فائدة الكتاب فقال:
"أهمية الكتاب:
والكتاب من أهم روافد المعرفة ، وهو الجليس الصالح الذي لا يمل حديثه وهو الصاحب المطيع متى ناديته جاءك ومتى هجرته لم يغضب عليك ، وهو سمير العظماء والعباقرة وهو الجامعة الصامتة التي تخرج علي يديها من لا يحصون عددا من الفقهاء والأدباء والمفكرين وغيرهم ، فلله درك أيها الكتاب ما أعظم نفعك !!
ولقد اهتمت الأجيال المتلاحقة بالكتاب إلى أن جاءت هذه الثورة في مجال الطباعة والنشر والتوزيع وصار الكتاب في متناول كل أحد وبسهولة ويسر وبتكاليف رخيصة مما يغري أي فرد بأن يعد وينشئ مكتبة في بيته أو قريته ينتفع بما هو وأهله وأفراد مجتمعه ويتربى المجتمع على العلم والمعرفة وحب الاطلاع ، وينشأ الأطفال منذ نعومة أظفارهم على رؤية الكتاب ومعايشته فيشتاقون لقراءته ويتوقون لطلب العلم."
الحديث عن الكتاب عامة وكونه مفيد خطا فكثير من الكتب بها أخطاء وتعارض مع كتاب الله ومن ثم لا يمكن أن نجد في كل ألف كتاب سوى كتاب أو اثنين خاليين من المعارضات والأخطاء
وحدثنا الرجل عن أسس شراء الكتب فقال:
"قواعد لشراء الكتاب:
وهذه بعض القواعد التي تعين على شراء الكتب حتى لا يقع الإنسان ضحية الأفكار المنحرفة من ناحية وضحية الاستغلال التجاري من ناحية أخرى ، ويستفيد من وقته وجهده من ناحية ثالثة.
أولا: لا بد من تحديد الكتب المراد شراؤها في الذهن أو حتى كتابة قائمة بذلك ، وهذا أولى لأن المرء في زحمة مشاغله ينسى أشياء كان قد أعد لها مما يجعله يخسر وقتا إضافيا في الرجوع لقضاء ما أعد له.
ثانيا: أن يعطي الأولوية للكتب المهمة والمراجع التي لا يستغني عنها ، هذا يخضع لاختصاص الإنسان وميله إلى فن من الفنون العلمية ، فأمهات الكتب في مجال التفسير تختلف عن الأمهات في مجال الحديث ، وعن الأمهات في مجال اللغة وهكذا ، ولا يعني ذلك أن يكون الإنسان مقبلا على جانب واحد ومهملا الجوانب الأخرى كما هو حاصل عند بعض الشباب ، بل الأولى في كل الحالات أن يكون الإنسان لنفسه مكتبة تشتمل –على الأقل- من كل فنون المعرفة ، أي يحاول الحصول على أمهات الكتب من كل فن ، فالموسوعية أمر مرغوب فيه.
ثالثا: عند البحث عن كتاب في مجال معين أو تخصص محدد لا بد من معرفة المؤلف –بالكسر- وأفكاره ، وما يحمله من ثقافات ، وهذا بالنسبة لمن دخل ميدانا لأول مرة ولا يدري ما يدور فيه ، فكثير من الناس مثلا عندما يود الكتابة في موضوع ما يبحث عن كتب لها تعلق بذلك الموضوع ، ولقلة ممارسته لهذا المجال قد يقع بين يديه مجموعة من الكتب لمؤلفين لا أهلية لديهم ولا معرفة ، فيقعون في أخطاء فادحة عن قصد وعن غير قصد ، ويقع ثقل ذلك على ذلك الذي يقتني ذلك الكتاب وينقل منه ويستفيد مما جاء فيه ولا يدري شيئا عما يدور حوله.
فمثلا من يريد أن يبحث عن مسألة الاقتصاد الإسلامي يجد مئات الكتب تحمل هذا العنوان تتحدث كلها عن الاقتصاد الإسلامي ، ولكن عند التمحيص والتدقيق يسقط منها الكثير لكون مؤلفيها لا أهلية لديهم في الكتابة عن هذا الموضوع ، أو لكونهم متأثرين ببعض الاتجاهات الفكرية المعاصرة التي تسيطر عليهم عند كتابتهم في هذا المجال وتوجههم وجهة مخالفة للحق ومجانبة للصواب.
فلا بد من معرفة المؤلف من حيث قدرته العلمية أولا ، ومن حيث نزاهته وثقته ثانيا ، فليس كل كاتب يصلح أن يكون مؤلفا ، وليس كل من يمسك بالقلم يعتبر كاتبا ، وليس كل ما يطبع يصلح أن يقتنى وخاصة في ظل الأوضاع التي تبيح طبع كل كتاب ولو كان فيه رد صريح لقواطع جاءت بها شريعة الإسلام أو تحمل في طياتها الإباحية والمجون والخلاعة والدعوة الى الانفساخ العقائدي والأخلاقي أو التميع في معاملة الأعداء.
إن كثيرا من الشباب في فترة المراهقة وهي فترة حرجة يمر بها الإنسان يريدون أن يعرفوا عن كافة الموضوعات الجنسية وكيفية التأقلم مع هذه الحالة الطارئة الغريبة ، وعن الأحوال والأمور المتعلقة بهذا الجانب ، فتراهم في تلك المرحلة يقبلون على شراء كتب تحمل هذه العناوين فيقعون ضحية سوء التأليف أو قصد نشر الخلاعة فبدل أن يجدوا العلاج الطبيعي الشرعي يجدون ما يؤجج الشهوات ويثير الغرائز ويبدل الطباع ، تأثرا بأفكار جاءتنا من هنا وهناك ثم حملها مؤلفون –بالأحرى مترجمون- ونقلوها إلينا ففسد الشباب وخربت الأخلاق.
بل الأنكى من ذلك أن تجد كتبا تحمل طابعا إسلاميا وشعارا دينيا ولكن للأسف تجد المنحى ذاته والأهداف نفسها ، فلا بد من التحرز من شراء مثل هذه المؤلفات سيما التي تكون مصحوبة بصور داعرة ، وفي الفقه الاسلامي الشرعي النزيه كفاية عن مثل هذه الهرطقة ، فقد شرح أئمتنا وفقهاؤنا في أبواب الفقه المختلفة عن هذه القضية وأطروها بإطار شرعي يحمل ألفاظا نزيهة وكلمات شرعية لا تحمل الإثارة بحيث تجعل المراهق يتكيف مع الواقع بنفس المؤمن وفي راحة واطمئنان ، ويجنبه الصدمات النفسية التي قد تنكد عليه كل حياته بعد ذلك.
وعلى كل فالمؤلف محاسب أمام الله تعالى على ما يفعله في مجال التأليف ، فإن الأجيال المسلمة يكفيها ما يكيد به الأعداء من كل جانب ، ورحم الله أمرءا أراح دور النشر والقراء من أمور تافهة واهتمامات هزيلة باردة تفقد الأمة الإسلامية هويتها وشخصيتها وكرامتها فـ " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " .
فالكاتب الذي يستحق أن يقرأ له هو الكاتب الذي يحترم عقول القراء ويحاول جهده أن يعطي خلاصة أفكاره بصورة سليمة غير منافية لما تقرر في الشريعة السمحاء وغير منافية للأخلاق الإسلامية ، ويؤصل المسائل التي يوردها وينطلق من قاعدة صحيحة في التأليف والكتابة غير متأثر باتجاهات معينة ولا أفكار مشوبة ولا أخلاقيات فاسدة.
وعلى العموم ، فإن للكتابة والتأليف أخلاقا وآدابا وقواعد لابد من التقيد بها والالتزام ، وإلا اختلط الحابل بالنابل وصرنا كمن يحرث في الماء أو يطحن في الهواء.
رابعا: من الأمور التي ينبغي مراعاتها عند شراء الكتب معرفة طبعة الكتاب ، فإن تحديد ذلك له أهمية فكلما كانت الطبعة جديدة كانت أفضل ، وليس الأمر هذا على اطلاقه بل لابد من مراعاة جوانب أخرى فهناك طبعات جديدة لكتب قديمة تتلاعب بها دور النشر بالحذف والإضافة والتغيير ، وعليه فلابد من مراعاة الطبعة التي تكون مطبوعة على وفق ما أرادها المؤلف دون أن يزاد فيها وينقص ، ومتى توفر هذا الشرط ينظر بعد ذلك في المكملات الأخرى من حيث نوع الورق وحجم الكتاب ونوع التجليد و ....
خامسا: اختيار الكتاب المحقق من غيره إذ من لوازم التحقيق أن يعتني المحقق بالكتاب وإظهاره بصورة ترضي المؤلف ويستفيد منها القارئ ويقدم له الكتاب بصورة تسهل الاستفادة منها وذلك بعمل التخريجات والتعريفات ومقارنة النسخ وعمل الفهارس والملحقات وغيرها وعندها يقف دور المحقق.
أما أن يعمل في نص المؤلف ويغير ما يشاء ويبدل ما يريد بدعوى التحقيق ، فليس هذا من النزاهة العلمية والأمانة التي يطالب بها من يتعامل مع كتب التراث الإسلامي والعربي.
سادسا: الاستعانة بآخر ما وصلت إليه التقنية الحديثة ، حيث إنها تختصر الوقت والجهد ، فالاستعانة بالفهارس المعدة من قبل المكتبات ودور النشر تعين على الوصول إلى الكتاب المراد بصورة سهلة وذلك بالاستعانة بأجهزة الحاسب الآلي والتي فيها تخزين أسماء الكتب وأماكن وجودها ، بل وأسعارها وهذا يسهل على الإنسان ويختصر له الجهد والوقت.
سابعا: سؤال أهل الخبرة والاختصاص فهم أدلة الطريق ابتداء من معرفة الكتاب الصالح وغير الصالح وانتهاء بسعر الكتاب وقيمته ، ففي كل مرحلة من المراحل يستحسن سؤال أهل الاختصاص.
فالمبتدئ يسأل عن نوع الكتب ، أي عن أنفع الكتب وأيسرها في المجال المراد القراءة فيه ، فإن التقحم في مجال لا دراية للإنسان فيه بأساليب النجاة قد يجعله عرضة للثقافات والأفكار المنحرفة لذا لا بد من المشاورة والسؤال قبل الإقدام.
ثم يسأل عن أماكن وجود الكتاب من المختصين بأمور الكتاب والمكتبات ، وكيفية التعامل معهم ، ثم يسأل عن أحسن الطبعات المتوفرة ، ثم يسأل عن أفضل الاسعار ، وهكذا ، فهذا كله مما يعين على الوصول إلى المراد بسهولة ويسر واختصار للجهد والوقت.
ثامنا: لا ينبغي أن يغفل الإنسان عن مسائل البيوع والتي توقعه في ما حرم الله ورسوله ، فلا بد من التفقه في أمور الدين ومحاولة التحرز ومجانبة الشبهة فإنه جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :" إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لايعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه " وأموال الناس من الأمور العظيمة كما جاء في الحديث " كل مسلم على المسلم حرام دمه وماله " وقوله صلى الله عليه وسلم : " من اقتطع حق امرئ بيمينه فقد حرم الله عليه الحنة وأوجب عليه النار " وعلى المرء أن لايهمل القليل من أموال الناس فحتى اليسير منها شديد ففي الحديث عنه عليه أفضل الصلاة والسلام قال : " القليل من أموال الناس يورث النار ، قيل وإن كان قضيبا من أراك "
هذا ومما ينبغي ذكره أن الكتاب يحتاج إلى رعاية واهتمام فلابد من وضعه في مكان ملائم لاسيما الكتب المشتملة على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية فتوضع مثلا في أرفف نظيفة مرتبة بحيث يكون الكتاب سهل التناول لمن أراده ، مع الاهتمام بتبويب المكتبة وتنظيمها وفهرستها وإن كانت كبيرة فيحسن استعمال الحاسب الآلي نظرا لسهولة استعماله وسرعة إدلائه بالمعلومات ."
القواعد التى وضعها المعمرى لشراء الكتب هى قواعد لمن معه مال والغالبية العظمى ليس معها مال زائد لشراء الكتب ومن يهوى العلم يدخر من قوته لكى يقرأ
في زمن سابق حيث لا وجود للشبكة العنكبوتية كانت قواعد الشراء تعتمد على التالى :
ما معك من مال
إذا كان معك مال كثير تقدر على الشراء من المكتبات التجارية ذات الأماكن المقفلة
إذا كان معك مال قليل فعليك أن تلجأ لأصحاب المكتبات الذين يضعون الكتب على الأرض لعدم وجود محل لهم وهى كتب كلها مستعملة من قبل
ما تشتريه إن كان المال قليل هو أن تبحث في الموجود على الأرض وغالبا لن تجد ما تريد قراءته ومن ثم تشترى من الموجود أمامك
وأما بعد وجود الحواسب والشبكة العنكبوتية فقد أصبحت الكثير من الكتب موجودة مجانا وتستطيع تنزيلها وقراءتها على الحاسوب او على الهاتف مباشرة وهناك مكتبات تضم ألافا من الكتب يتم تنزيلها على الجهاز وتقرأ ما تريد منها
بقيت نقطة الفقر وهو أن هناك أناس لا يقدرون على شراء حاسب أو هاتف وهؤلاء مثل فقراء زمننا حيث لا حواسب ولا شبكة يعيشون بدون قراءة سوى قراءة المصاحف أو حتى بدون مصاحف أو قراءة
إذا ما زلنا في المجتمع الفوضوى وهو ما يريده حكام العالم جميعا سواء عندنا أو في الخارج وهو أن يظل الناس في حيرة وتوهان فالقراءة من قبل القراء جميعا هى قراءة عشوائية والمفروض في المجتمع المسلم هو أن تكون قراءة منظمة هادفة لخدمة الكل وهى طاعة الله وذلك من خلال كتب معينة تعطى للكل واما القراءة العشوائية فتأتى بعد القراءة المنظمة التى تبنى المجتمع
وفى النهاية قال المعمرى:
"وأخيرا
نحن الآن بحاجة إلى العودة إلى عصر الكتاب بعد طول هجران وصدود وابتعاد بحاجة أن نستبدل الذي هو خير بالذي هو أدنى فانصرف الناس عن الكتاب الإسلامي مما يؤثر على سلوكيات الأمة ولأخلاقها وما أجمل أن نتمثل قول المتنبي :
أعز مكان في الدنا سرج سابح *** وخير جليس في الزمان كتاب"
وبالقطع نحن لسنا بحاجة لعودة عصر الكتاب لأنه لميكن موجودا في أى مجتمع فوضوى على مر الزمان وإنما نحن في حاجة لدولة العدل التى تقدم المعرفة المفيدة من قبل مسلميها