نقد كتاب فضل يوم التروية وعرفة
مؤلف الكتاب أو بالأحرى جامع رواياته هو أبو محمد موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي، الشهير بابن قدامة المقدسي (المتوفى: 620هـ) وموضوعه الروايات التى رويت فى فضل يومى التروية وعرفة والآن لتناول الروايات بالنقد :
"1 - أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان، قال: أنبا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، إجازة، قال: أنبا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، إجازة، ثنا أحمد بن محمد بن رميح، ثنا أحمد بن الخضر المروزي، ثنا علي بن حجر، ثنا حماد بن معمر، عن زيد بن رفيع، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (ص): «من صام يوم التروية أعطاه الله مثل ثواب أيوب على بلائه، وإن صام يوم عرفة أعطاه الله مثل ثواب عيسى ابن مريم، وإن لم يأكل يوم النحر حتى يصلي أعطاه الله ثواب من صلى ذلك اليوم، وإن مات - إلى ثلاثين يوما - مات شهيدا»
الخطأ الأول أن من صام يوم التروية أعطاه الله مثل ثواب أيوب على بلائه، وإن صام يوم عرفة أعطاه الله مثل ثواب عيسى ابن مريم وهو ما يخالف أن الله لا يعطى على عمل واحد أجرا مثل أعمال نبيين(ص) طوال عمرهما لكون هذا ظلم وهو ما حرمه الله على نفسه بقوله "وما ربك بظلام للعبيد" فالله عدل يجازى على العمل الصالح فى كل زمن بأجر واحد
والخطأ الثانى أن من لم يأكل يوم النحر حتى يصلي أعطاه الله ثواب من صلى ذلك اليوم، وإن مات - إلى ثلاثين يوما - مات شهيدا فالله لا يساوى بين الصائم القاعد وبين المجاهد لقوله تعالى " فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة "
"2 - وأخبرنا محمد، أنبأنا رزق الله بن عبد الوهاب، أنبأنا محمد، أنبا أبو محمد عبد الله بن محمد الأصبهاني، أنبا عبد الله بن محمد بن سوار، ثنا أيوب لآل الأشعري، ثنا علي بن علي الحميري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (ص): «صوم يوم التروية كفارة سنة، وصوم يوم عرفة كفارة سنتين»
الخطأ هنا هو أن صيام يوم التروية كفارة سنة ويوم عرفة يكفر ذنوب سنتين وهو يخالف أن العمل الصالح وهو الحسنة تكفر سيئات الماضى فقط مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات "ولو كان العمل يكفر الذنوب بعده لقال كل واحد اعمل هذا العمل مثل صيام يوم عرفة ثم أعمل ما أريد من ذنوب لأنها مغفورة حسب ذلك وهو تخريف وجنون لأن الكفار عند ذلك سيفعلون كل سنة عمل صالح ومن ثم يغفر الله لهم طبقا للقول أليس هذا جنونا ؟
3 - وأخبرنا محمد، أنبأنا رزق الله بن عبد الوهاب، أنبأنا محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا ابن أبي حاتم، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا ابن عيينة، عن جابر، عن أبي جعفر، قال: «إنما سميت التروية لأنهم يتروون منها إلى منى»"
هنا سبب تسمية يوم التروية التروى إلى منى وهو ما يناقض كون سببها التروى وهو أخذ الرواء وهو الماء لعرفات فى قولهم :
4 - أخبرنا عمر بن أحمد الوراق، ثنا أحمد بن نصر، ثنا أحمد بن إسماعيل، ثنا المعافى بن سليمان، ثنا موسى بن أعين، عن إسحاق، يعني: ابن أبي راشد، عن الزهري، قال: إن يوم التروية سمي يوم التروية لأنهم، أو لأن عرفات لم يكن لها ماء، فكانوا يتروون منها من الماء إليها"
5 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن، ثنا هارون، ثنا ابن عيينة، عن عبد الملك، عن عطاء، قال: إنما سميت عرفات لأن جبريل عليه السلام كان يري إبراهيم صلى الله عليهما المناسك، فيقول: عرفت"
الخطأ أن سبب تسمية عرفات بهذا الاسم رد إبراهيم(ص) على جبريل(ص) عرفت عدة مرات وهو ما يناقض أن البيت موضوع منذ أول الناس لقوله تعالى "إن اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا" فقد حج آدم(ص) ونوح(ص) وهود(ص) وصالح(ص) وغيرهم ممن كانوا قبل إبراهيم(ص)
6 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن رسته، ثنا عبد السلام بن عمر الجني، ثنا عزرة بن قيس، حدثتني أم الفيض مولاة عبد الملك بن مروان، أنها قالت: قد سألت عبد الله بن مسعود: هذا الحديث عن رسول الله (ص)؟ قال: " نعم، ما من عبد أو أمة دعا هذه الدعوات ليلة عرفة ألف مرة، وهي عشر كلم، لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، إلا قطيعة رحم، أو مآثم، وهي: سبحان الذي في السماء عرشه، سبحان الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في البحر سبيله، سبحان الذي في النار سلطانه، سبحان الذي في الجنة رحمته، سبحان الذي في القبور قضاؤه، سبحان الذي رفع السماء، سبحان الذي وضع الأرض، سبحان الذي في الهواء روحه، سبحان الذي لا ملجأ منه إلا إليه "
الخبل فى الرواية أن الكلمات العشر ليس فيها أى دعوة وإنما هى تسبيح وليس دعاء
والخبل الأخر جعل موطء لله فى الأرض كأنه يمشى وجعل طريق لله فى البحر وكأنه يعوم وهو ما يخالف أن الله لا يشبه الخلق كما قال "ليس كمثله شىء"
وهذا الدعاء فى ليلة عرفات يتناقض مع وجوب التكبير وحده من فجر عرفة حتى عصر أخر يوم من أيام التشريق فى الرواية التالية:
7 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو يعلى، ثنا يحيى بن أيوب المقابري، ثنا حيان بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن بن سابط، عن جابر، قال: «كان النبي (ص) يكبر يوم عرفة من صلاة الفجر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق»
رواية خاطئة فمن يقدر على التكبير المستمر ليل نهار ثلاثة أيام أو أربعة بلياليها دون انقطاع ؟
والله لا يطلب ترديد أقوال ككلمتى الله أكبر أو حتى عدة جمل ليل نهار لأن المطلوب وهو التكبير يتعارض مع قوله تعالى "واذكروا الله عند المشعر الحرام" فذكر الله غير التكبير فلو اعتبرنا الذكر كلاما هو عند غالبية الناس فالذكر يشمل أقوال كثيرة وليس التكبير فقط
التكبير فى يوم عرفة يناقض كون التكبير فى أيام التشريق فى الرواية التالية:
8 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا هناد، ثنا وكيع، عن حسن بن صالح، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: " كنا نقول في التكبير أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، ثم نقول لله "
9 - حدثنا أبو سعد محمد بن عبد الله بن إبراهيم المروزي، ثنا عبد الله بن محمود، ثنا علي بن حجر، ثنا شعيب بن صفوان، عن الفضيل بن فضالة، عن علي بن زيد، عن يوسف، أن عليا، عليه السلام، قال: " أحب كلمة إلى الله: لا إله إلا الله، لا يقبل الله العمل إلا من أهلها، والتي تليها: سبحان الله، صلاة الملائكة، والتي تليها: الحمد لله، شكر أهل الجنة، والتي تليها: الله أكبر، تعظيم الله، والتي تليها: لا حول ولا قوة إلا بالله، استسلام "
والخطأ هنا أن أحب الكلام لله هو لا إله إلا الله سبحان الله الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله وهو يخالف كون كل كلام الله طيب بدليل تساوى كل الأذكار فى الأجر عشر حسنات كما أن الملائكة ليس كل كلامها لا إله إلا الله وتسبيح وإنما هو بعض منه فمنه الإستغفار مصداق لقوله تعالى بسورة غافر "ويستغفرون للذين أمنوا "ومن الاستغفار الصلاة على النبى(ص) فقد قال بسورة الأحزاب "إن الله وملائكته يصلون على النبى "
10 - أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا إبراهيم بن مهران ابن أخت رواد بن الجراح، ثنا شريك بن عبد الله النخعي، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم، عن عبد الله، قال: بينما نحن جلوس مع رسول الله (ص) إذ أقبل معاذ بن جبل، فسلم على رسول الله (ص)، فكلمه رسول الله بكلمات، فقال معاذ: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال له رسول الله (ص): «تدري ما تفسير لا حول ولا قوة إلا بالله؟» قال: الله ورسوله أعلم، قال: «لا حول عن معصية الله إلا بقوة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بقوة الله» .ثم ضرب رسول الله (ص)، على كتف معاذ، فقال: «هكذا حدثني به جبريل عن رب العالمين»
رواية ناقصة فكما ان القدرة على عدم المعصية لله والطاعة لله تكون بقدرة وهى مشيئة الله فإن القدرة على معصية الله وطاعة غيره تكون بقدرته وهى مشيئته كما قال تعالى :
"وما تشاءون إلا أن يشاء الله "
11 - حدثنا أبو علي بن الصواف، ثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا علي بن عاصم، ثنا حماد بن زيد، عن غيلان، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة، قال: جاء رجل إلى رسول الله (ص) يسأله عن صوم يوم عرفة، فقال: «يكفر السنة الماضية والسنة الباقية» .
هذا حديث صحيح أخرجه مسلم"
الخطأ أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنة قبلية وسنة بعدية وهو يخالف أن العمل الصالح وهو الحسنة تكفر سيئات الماضى فقط مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات "ولو كان العمل يكفر الذنوب بعده لقال كل واحد اعمل هذا العمل مثل صيام يوم عرفة ثم أعمل ما أريد من ذنوب لأنها مغفورة حسب ذلك وهو تخريف وجنون لأن الكفار عند ذلك سيفعلون كل سنة عمل صالح ومن ثم يغفر الله لهم طبقا للقول أليس هذا جنونا ؟
12 - أخبرنا مخلد بن جعفر، ثنا ابن جرير، ثنا أحمد بن الفرج الحمصي، ثنا عبد الملك بن الماجشون، ثنا مالك، عن إبراهيم بن أبي عبلة، عن طلحة بن عبيد الله بن كريز، أن رسول الله (ص)، قال: «ما رئي إبليس يوما هو فيه أصغر ولا أحقر ولا أدحض من يوم عرفة، وذلك لما يرى من تنزيل الرحمة، والعفو عن الذنوب، إلا ما رأى يوم بدر» .قالوا: يا رسول الله، وما رأى يوم بدر؟ قال: «رأى جبريل يزع الملائكة»
الخطأ ظهور إبليس للناس فى الأرض وهو ما يخالف كونه فى النار من يوم خروجه من النار مصداق لقوله تعالى "اخرج منهما مذءوما مدحورا "وقوله "وإن عليك لعنتى إلى يوم الدين "واللعنة هى العذاب والعذاب النارى فى السماء مصداق لقوله تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون "
13 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن العباس، نا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا عبد الله بن موسى، ثنا موسى بن عبيدة، عن أخيه عبد الله عن عبيدة، عن علي بن أبي طالب، عليه السلام، قال: قال رسول الله (ص): " أكثر دعاء محمد ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعل في قلبي نورا، وفي سمعي نورا، وفي بصري نورا، اللهم اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، وأعوذ بك من وسواس الصدر ومن شتات الأمر، ومن فتنة القبر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل وشر ما يلج في النهار، وشر ما تهب به الرياح، وشر بوائق الدهر ".وفي لفظ آخر: «لك الحمد كما نقول وخير مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، ولك يا رب تراثي، اللهم إني أسألك خير ما تجري به الريح»
الخطأ وجود فتنة القبر وهو ما يخالف أن الجنة والنار فى السماء مصداق لقوله تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون "والملائكة يقولون للمؤمنين سلام عليكم ادخلوا الجنة ولا يسألونهم مصداق لقوله تعالى "الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون "ويقولون للكفار بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون مصداق لقوله "الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها "
14 - حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن الأصبهاني، ثنا محمد بن بكير، ثنا عطاف بن خالد، حدثني إسماعيل بن رافع، عن أنس بن مالك، قال: كنت مع رسول الله (ص) في مسجد منى قاعدا، فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف، فسلما عليه وقالا: جئنا نسألك، فقال: «إن شئتما أخبرتكما بما جئتماني تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أمسكت فتسألاني فعلت» .
قالا: أخبرنا يا رسول الله نزدد إيمانا ونزدد يقينا، قال الأنصاري للثقفي: سل رسول الله، قال: بل أنت، فإني أعرف لك لبقك فاسأله، قال: أخبرني يا رسول الله، قال: «جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام، ما لك فيه؟ وعن ركعتيك بعد الطواف، ما لك فيهما؟ وعن طوافك بين الصفا والمروة، ما لك فيه؟ وعن وقوفك عشية عرفة، وما لك فيه؟ وعن رميك الجمار، وما لك فيه؟ وعن نحرك، وما لك فيه؟» يعني: الإفاضة، قال: والذي بعثك بالحق، لعن هذا جئتك.
قال: " إذا خرجت من بيتك تؤم البيت، لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله عز وجل لك بها حسنة، ومحى عنك خطيئة، ورفع لك بها درجة، وأما ركعتاك بعد الطواف فكعتق سبعين رقبة من ولد إسماعيل، وأما طوافك بالصفا والمروة فكعتق سبعين رقبة، وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله سبحانه يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثا من كل فج عميق، يرجون رحمتي ومغفرتي، فلو كان ذنوبهم عدد الرمل وكعدد القطر أو كزبد البحر لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورا لكم، ولمن شفعتم له.وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة منها رميتها غفران كبيرة من الكبائر الموبقات، وأما حلاقك رأسك فبكل شعرة حلقتها حسنة، ويمحى عنك خطيئة "، قال: يا رسول الله، فإن كانت الذنوب أقل من ذلك؟ قال: " إذا يدخر لك ذلك في حسناتك، وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك، يأتي ملك حتى يضع يده على كتفك، فيقول: اعمل لما يستقبل، فقد غفر لك ما مضى"
الخطأ هنا هو علم النبى(ص) بالغيب ممثلا فى سبب مجىء الرجلين وأسئلتهم وهو ما يناقض أنه لا يعلم الغيب كما قال تعالى على لسانه "لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
15 - حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد الشيرجي، ثنا أبو لبيد محمد بن إدريس، ثنا سويد بن سعيد، ثنا عبد الرحيم بن زيد يعني العمي، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله (ص): " من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر "
الخطأ هو تخصيص الليالى الأربع فقط دون سائر الليالى وهو ما يخالف أن قيام اى ليلة يدهل الجنة من جانب المسلم كما قال تعالى "إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك"
16 - حدثنا أبو سعيد محمد بن عبد الله المروزي، ثنا عبد الله بن محمود، ثنا إبراهيم بن عبد الله الخلال، أنبا عبد الله بن المبارك، أنبا عكرمة بن عمار، أنبا ضمضم، قال: دخلت مسجد المدينة، فناداني شيخ، فقال: يا يماني، تعال وما أعرفه، فقال: لا تقولن لرجل: والله لا يغفر الله لك، أو: والله لا يدخلك الله الجنة أبدا قلت: ومن أنت يرحمك الله؟ قال أبو هريرة قلت: إن هذه كلمة يقولها أحدنا لبعض أهله إذا غضب، أو لزوجته، أو لخادمه، قال: فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: " إن رجلين كانا في بني إسرائيل متحابين، أحدهما مجتهدا، والآخر يقول: كأنه مذنب، فجعل يقول: أقصر عما أنت عليه، فيقول: خلني وربي، حتى وجده يوما على ذنب استعظمه، فقال: خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال: والله لا يغفر الله لك أبدا، أو لا يدخلك الجنة أبدا، قال: فبعث الله إليهما ملكا فقبض أرواحهما، فاجتمعا عنده، فقال للمذنب: ادخل الجنة برحمتي، وقال للآخر: أحظرت رحمتي على عبدي؟ اذهبوا به إلى النار ".قال أبو هريرة: والله لقد تكلم بكلمة أذهبت دنياه وآخرته"
الخطأ فى الرواية هو إدخال النار من نصح الأخر ونهاه عن المنكر وأخبره أنه لا يدخل الجنة بسبب إصراره على الذنوب وإدخال المصر الجنة وهو ما يناقض أن الله أدخل النار من يقول سيغفر الله لى التى تعنى خلنى وربى وهو يرتكب الذنب مرارا وتكرارا فى قوله تعالى : "فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق"
وقال الناسخ للروايات :
"آخره والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله.
أخبرني شمس الدين أبو الفتح نصر الله بن عبد العزيز بن صالح ابن عبدوس أن سماعنا لهذا الجزء على نسخته , وأنه شاهد ذلك , والله تعالى أعلم"