زراعة القلوب العضلية
عملية زرع القلوب معناها :
استبدال قلب مريض يعانى فشلا كبيرا فى عمله بقلب أخر وتكون هذه العملية بعد استنفاد كل الوسائل الممكنة من استخدام الأدوية أو عمليات لتحسين عمل القلب كتغيير الصمامات والدعامات
وهناك نوعان من العمليات فى مجال زراعة القلوب :
الأول زراعة قلب صناعى:
والقلب الصناعي هو جهاز يحل موضع قلب الإنسان العضلى ويتكون القلب الصناعى من مضختين بكل منهم صمام للإدخال وصمام للإخراج ومعهم جهاز قدرة خارجي لتشغيل المضخات ومعهم جهاز أخر لتنظيم معدل ضخ الدم
وتلك الأجهزة المتعددة تصنع من مواد البلاستيك والتيتانيوم والكربون
والقلب الصناعى إما قلب مؤقت لحين زراعة قلب سليم من ميت وإما قلب مستديم فى حالة استحالة زراعة قلب عضلى من ميت
وتمت عمليات زرع القلوب الصناعية العديد من المرات بنجاح
الثانى زراعة قلب عضلى من متبرع ميت أو قلب مسروق من ميت وهذا الأمر يتطلب توافق فى عدة أمور كفصيلة الدم و الأنسجة كما يتطلب أمور أخرى كسلامة الأسنان واللثة من الالتهابات والكلى لأن الكلى والأسنان من الممكن أن تقضى أو تمرض القلب الثانى
ومن ثم زراعة القلوب تعتبر أمر نادر على مستوى العالم
ما يهمنا من عمليات الزرع هو الأمور التالية :
الأول :
القلوب العضلية إما أنها تبرع أو عملية قرار سريع من طبيب شاهد ميت فى حادثة أو فى حرب وقلبه يصلح لعلاج شخص مريض وهو فى المستشفى
تبرع أحدهم بقلبه بعد موته مباح وفى القلوب لا يمكن لأحد ان يعيش بدون قلب على عكس الأعضاء المزدوجة كالكلى التى يعيش الفرد بواحد منها وإن كان التبرع من الأحياء محرم تماما لأنه يضر بالمتبرع وهو ما حرمه الله بقوله تعالى :
" وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
فالميت لا يضيره أخذ أى عضو منه وكما قيل فى المثل :
لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها
وكذلك الميت فى حادثة أو فى حرب قرار الطبيب بأخذ عضو منه لعلاج مريض هو قرار سليم من باب قوله تعالى :
" وتعاونوا على البر والتقوى "
فعلاج المريض واجب إن وجد ما يقضى على الألم
وكما سبق القول :
الميت لا يتأثر بأخذ عضو منه فتلك الأعضاء يتصير ترابا أو ـاكله الديدان بعد الموت ولا يستفيد أحد
الثانى :
هل استبدال القلب الجسدى المريض بقلب سليم يؤثر على الإنسان فى اتخاذ قراراته ومشاعره وما شابه ؟
القوم يروون فى ذلك حكايات وهمية او خيالية منها حكاية عن امرأة تسمى شيريل كوتل تزوجت عدة رجال منهما رجلين الأول انتحر بسبب مشاكله معها وتم اخذ قلبه وزراعته فى رجل أخر وهذا الرجل الثانى عملت المرأة على الاتصال به وافساد حياته الزوجية حتى أقام علاقة محرمة معها بعد ذلك أغوته حتى تزوجها وبعد مدة انتحر الرجل الثانى
ويقال أن سبب تزوجه منها هو :
أن حمل قلب الزوج ألأول الذى كان يحبها ومن ثم فعل نفس ما فعله ألأول وهو الانتحار بسبب حبه لها وفشل العلاقة الزوجية بينهما
يقول مقال شيريل والقلب الذى أحبها مرتين :
" و في صباح اليوم التالي اتفق الاثنان على إنهاء كل شيء بعد أن وصلت علاقتهما لطريق مسدود، و بينما كان تيري يستعد للمغادرة توجه إلى الحمام و أطلق على نفسه النار من مسدس، معتقداً أنه بفعلته هذه قد أنهى حياته و أسكت قلبه للأبد .. لكنه لم يمت مباشرةً و إنما نقل إلى مشفى الجامعة الطبية في ولاية جورجيا الجنوبية، و قال الطبيب الشرعي أن الرصاصة دخلت جمجمته خلف الأذن اليمنى لكنها لم تخرج من الجانب الآخر و دخل نتيجة ذلك في مرحلة الموت السريري، و بعد 4 أيام على مكوثه في المشفى وافقت شيريل على فصل الأجهزة عنه و أيضاً التبرع بأعضائه على الرغم من اعتراض والده على ذلك .. و بهذا يكون قد قُدِّر لقلب كوتل أن يعيش حياةً أخرى في جسد رجل آخر يدعى سوني غراهام و يبلغ من العمر 57 عاماً...... فوض غراهام أمره إلى الله و كان يقترب من النهاية كلما مرَّ الوقت إلى أن تلقَّى بعد عامٍ من الانتظار اتصالاً كان بمثابة تذكرة لإعادته إلى الحياة .. حيث علم أن هناك قلباً متوفِّراً و بالطبع هذا القلب لم يكن سوى قلب تيري كوتل الذي مات منتحرا بأطلاق النار على رأسه.
تمت عملية زراعة القلب بنجاح و في غضون أيام كان سوني غراهام مولوداً من جديد بقلبٍ شابٍّ لم يتجاوز عمره الـ 33 ربيعاً .. و بعد مرور ستة أشهر كان باستطاعته العودة إلى ما كان يمارسه من قبل و بالفعل خرج في رحلة صيد مع بعض زملائه .. و لاحظ عليه أصدقاؤه بعض التغيرات، كإقباله على شرب البيرة من جديد و تناوله للنقانق بشراهة والتي أصبحت وجبته المفضلة .. باختصار، بدا غراهام كمن يريد أن ينطلق للحياة من جديد!!
قرر غراهام في نوفمبر 1996 توجيه رسالة شكرٍ و امتنانٍ لعائلة المتبرِّع عبر وكالة التبرع بالأعضاء في ساوث كارولينا .. لم يكن يعلم أنه بقراره هذا كان قد فتح الباب لـ شيريل - صائدة الرجال - للدخول إلى حياته و العبث باستقراره........قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لزواجهما حضر سوني و شيريل حفلاً لتكريم أسر المتبرعين بالأعضاء، و كانا محطَّ أنظار الجميع و كتبت عنهما مقالة تتحدث عن قصة حب لم يكن لها مثيل، و عن القدر الذي جمع شيريل برجل يحمل قلب زوجها السابق ..
لكن على الرغم من مظاهر السعادة البادية على سوني غراهام فقد عثر عليه ميتاً بعد بضعة أسابيع في الفناء الخلفي لمنزله بعد أن أطلق على نفسه النار في صباح يوم ربيعي غائم و كئيب من بندقيةٍ لطالما استعملها في رحلات صيده، و الغريب أنَّ الرصاصة كانت أيضاً في الجانب الأيمن من رقبته مثلما حدث تماماً قبل 13 سنة مع تيري كوتل!! و بذلك أُسكِت قلبه ثانيةً لكن هذه المرة إلى الأبد .. إقدام غراهام على الانتحار خلَّف وراءه أسئلةً كثيرة تتعلق بنظرية الذاكرة الخلوية التي تقول أن ذاكرة الإنسان بما تحويه من عاداتٍ و صفاتٍ و مشاعرٍ و أذواق لا ترتبط فقط بالدماغ و إنما توجد خلايا لها في أعضاء أخرى من الجسم كالقلب .... و أن ما حدث مع غراهام كان بسبب قلب كوتل الذي زرع بين ضلوعه و إلا ما الذي يجعله يقع في حب نفس المرأة التي سبق أن وقع كوتل في حبها و تزوجها و من ثم ينتحر بنفس الطريقة؟"
قطعا ما قيل فى تلك الحكايات هو ضرب من الوهم فلا عرقة بين القلب العضلة والقلب المعنوى الذى يسمونه الروح أو يسمونه النفس فهى التى تحب وتكره وهى التى تشاء أى تريد كما قال تعالى :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
ومما لاشك فيه أن زراعة أى عضو فى الجسم من خارجه يتسبب فى تغير فى نفسية الإنسان من خلال الآلام التى يعانيها كى يتقبل الجسم العضو الغريب ومن ثم فهذا التغير هو :
تغير ناتج من الألم فهو تغير نفسى ناتج عن التغير الجسمى وهو تغير متعلق بالوجع وليس بأى شىء أخر
القلب العضلى ليس هو القلب بمعنى النفس والأدلة هى :
الأول :
أن النفس وهى القلب العاقل كما قال تعالى :
"أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها"
تخرج من الجسم عند النوم كما قال تعالى :
"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون"
وبناء على هذا الخروج فلا يمكن أن تكون النفس عضو من أعضاء الجسم
الثانى :
أن النفوس متعددة فلا يمكن أن تتواجد نفس فى جسدين ولذا يتم حسابها هى كما قال تعالى :
" كل نفس بما كسبت رهينة "
وقال تعالى :
" ووفيت كل نفس ما عملت"
وقال تعالى :
" ووفيت كل نفس ما كسبت"
ومن ثم النفس ليست القلب الذى من الممكن أن يتواجد فى عدة أشخاص نتيجة نقل قلب الميت للحى
الثالث :
أن من مات أى توفى حوسب بعد موته بدخول الجنة أو دخول النار الموعودتين فى الدنيا كما قال تعالى :
"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"
وقال تعالى :
"الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين"
ومن ثم لا يمكن أن تكون النفس الميتة الموجودة فى الجنة أو فى النار هى نفس النفس الموجودة فى الدنيا وهى القلب العضلى المركب فى إنسان أخر
حكاية واحدة أو حتى عشرة أو مائة لا يمكن أن تغير من كلام الله فكلها اوهام يطلقها البعض للتشكيك فى عدل الله وحسابه سواء كان التشكيك مقصود أو غير مقصود من خلال ذلك الكلام
عملية زرع القلوب معناها :
استبدال قلب مريض يعانى فشلا كبيرا فى عمله بقلب أخر وتكون هذه العملية بعد استنفاد كل الوسائل الممكنة من استخدام الأدوية أو عمليات لتحسين عمل القلب كتغيير الصمامات والدعامات
وهناك نوعان من العمليات فى مجال زراعة القلوب :
الأول زراعة قلب صناعى:
والقلب الصناعي هو جهاز يحل موضع قلب الإنسان العضلى ويتكون القلب الصناعى من مضختين بكل منهم صمام للإدخال وصمام للإخراج ومعهم جهاز قدرة خارجي لتشغيل المضخات ومعهم جهاز أخر لتنظيم معدل ضخ الدم
وتلك الأجهزة المتعددة تصنع من مواد البلاستيك والتيتانيوم والكربون
والقلب الصناعى إما قلب مؤقت لحين زراعة قلب سليم من ميت وإما قلب مستديم فى حالة استحالة زراعة قلب عضلى من ميت
وتمت عمليات زرع القلوب الصناعية العديد من المرات بنجاح
الثانى زراعة قلب عضلى من متبرع ميت أو قلب مسروق من ميت وهذا الأمر يتطلب توافق فى عدة أمور كفصيلة الدم و الأنسجة كما يتطلب أمور أخرى كسلامة الأسنان واللثة من الالتهابات والكلى لأن الكلى والأسنان من الممكن أن تقضى أو تمرض القلب الثانى
ومن ثم زراعة القلوب تعتبر أمر نادر على مستوى العالم
ما يهمنا من عمليات الزرع هو الأمور التالية :
الأول :
القلوب العضلية إما أنها تبرع أو عملية قرار سريع من طبيب شاهد ميت فى حادثة أو فى حرب وقلبه يصلح لعلاج شخص مريض وهو فى المستشفى
تبرع أحدهم بقلبه بعد موته مباح وفى القلوب لا يمكن لأحد ان يعيش بدون قلب على عكس الأعضاء المزدوجة كالكلى التى يعيش الفرد بواحد منها وإن كان التبرع من الأحياء محرم تماما لأنه يضر بالمتبرع وهو ما حرمه الله بقوله تعالى :
" وما جعل عليكم فى الدين من حرج"
فالميت لا يضيره أخذ أى عضو منه وكما قيل فى المثل :
لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها
وكذلك الميت فى حادثة أو فى حرب قرار الطبيب بأخذ عضو منه لعلاج مريض هو قرار سليم من باب قوله تعالى :
" وتعاونوا على البر والتقوى "
فعلاج المريض واجب إن وجد ما يقضى على الألم
وكما سبق القول :
الميت لا يتأثر بأخذ عضو منه فتلك الأعضاء يتصير ترابا أو ـاكله الديدان بعد الموت ولا يستفيد أحد
الثانى :
هل استبدال القلب الجسدى المريض بقلب سليم يؤثر على الإنسان فى اتخاذ قراراته ومشاعره وما شابه ؟
القوم يروون فى ذلك حكايات وهمية او خيالية منها حكاية عن امرأة تسمى شيريل كوتل تزوجت عدة رجال منهما رجلين الأول انتحر بسبب مشاكله معها وتم اخذ قلبه وزراعته فى رجل أخر وهذا الرجل الثانى عملت المرأة على الاتصال به وافساد حياته الزوجية حتى أقام علاقة محرمة معها بعد ذلك أغوته حتى تزوجها وبعد مدة انتحر الرجل الثانى
ويقال أن سبب تزوجه منها هو :
أن حمل قلب الزوج ألأول الذى كان يحبها ومن ثم فعل نفس ما فعله ألأول وهو الانتحار بسبب حبه لها وفشل العلاقة الزوجية بينهما
يقول مقال شيريل والقلب الذى أحبها مرتين :
" و في صباح اليوم التالي اتفق الاثنان على إنهاء كل شيء بعد أن وصلت علاقتهما لطريق مسدود، و بينما كان تيري يستعد للمغادرة توجه إلى الحمام و أطلق على نفسه النار من مسدس، معتقداً أنه بفعلته هذه قد أنهى حياته و أسكت قلبه للأبد .. لكنه لم يمت مباشرةً و إنما نقل إلى مشفى الجامعة الطبية في ولاية جورجيا الجنوبية، و قال الطبيب الشرعي أن الرصاصة دخلت جمجمته خلف الأذن اليمنى لكنها لم تخرج من الجانب الآخر و دخل نتيجة ذلك في مرحلة الموت السريري، و بعد 4 أيام على مكوثه في المشفى وافقت شيريل على فصل الأجهزة عنه و أيضاً التبرع بأعضائه على الرغم من اعتراض والده على ذلك .. و بهذا يكون قد قُدِّر لقلب كوتل أن يعيش حياةً أخرى في جسد رجل آخر يدعى سوني غراهام و يبلغ من العمر 57 عاماً...... فوض غراهام أمره إلى الله و كان يقترب من النهاية كلما مرَّ الوقت إلى أن تلقَّى بعد عامٍ من الانتظار اتصالاً كان بمثابة تذكرة لإعادته إلى الحياة .. حيث علم أن هناك قلباً متوفِّراً و بالطبع هذا القلب لم يكن سوى قلب تيري كوتل الذي مات منتحرا بأطلاق النار على رأسه.
تمت عملية زراعة القلب بنجاح و في غضون أيام كان سوني غراهام مولوداً من جديد بقلبٍ شابٍّ لم يتجاوز عمره الـ 33 ربيعاً .. و بعد مرور ستة أشهر كان باستطاعته العودة إلى ما كان يمارسه من قبل و بالفعل خرج في رحلة صيد مع بعض زملائه .. و لاحظ عليه أصدقاؤه بعض التغيرات، كإقباله على شرب البيرة من جديد و تناوله للنقانق بشراهة والتي أصبحت وجبته المفضلة .. باختصار، بدا غراهام كمن يريد أن ينطلق للحياة من جديد!!
قرر غراهام في نوفمبر 1996 توجيه رسالة شكرٍ و امتنانٍ لعائلة المتبرِّع عبر وكالة التبرع بالأعضاء في ساوث كارولينا .. لم يكن يعلم أنه بقراره هذا كان قد فتح الباب لـ شيريل - صائدة الرجال - للدخول إلى حياته و العبث باستقراره........قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لزواجهما حضر سوني و شيريل حفلاً لتكريم أسر المتبرعين بالأعضاء، و كانا محطَّ أنظار الجميع و كتبت عنهما مقالة تتحدث عن قصة حب لم يكن لها مثيل، و عن القدر الذي جمع شيريل برجل يحمل قلب زوجها السابق ..
لكن على الرغم من مظاهر السعادة البادية على سوني غراهام فقد عثر عليه ميتاً بعد بضعة أسابيع في الفناء الخلفي لمنزله بعد أن أطلق على نفسه النار في صباح يوم ربيعي غائم و كئيب من بندقيةٍ لطالما استعملها في رحلات صيده، و الغريب أنَّ الرصاصة كانت أيضاً في الجانب الأيمن من رقبته مثلما حدث تماماً قبل 13 سنة مع تيري كوتل!! و بذلك أُسكِت قلبه ثانيةً لكن هذه المرة إلى الأبد .. إقدام غراهام على الانتحار خلَّف وراءه أسئلةً كثيرة تتعلق بنظرية الذاكرة الخلوية التي تقول أن ذاكرة الإنسان بما تحويه من عاداتٍ و صفاتٍ و مشاعرٍ و أذواق لا ترتبط فقط بالدماغ و إنما توجد خلايا لها في أعضاء أخرى من الجسم كالقلب .... و أن ما حدث مع غراهام كان بسبب قلب كوتل الذي زرع بين ضلوعه و إلا ما الذي يجعله يقع في حب نفس المرأة التي سبق أن وقع كوتل في حبها و تزوجها و من ثم ينتحر بنفس الطريقة؟"
قطعا ما قيل فى تلك الحكايات هو ضرب من الوهم فلا عرقة بين القلب العضلة والقلب المعنوى الذى يسمونه الروح أو يسمونه النفس فهى التى تحب وتكره وهى التى تشاء أى تريد كما قال تعالى :
" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
ومما لاشك فيه أن زراعة أى عضو فى الجسم من خارجه يتسبب فى تغير فى نفسية الإنسان من خلال الآلام التى يعانيها كى يتقبل الجسم العضو الغريب ومن ثم فهذا التغير هو :
تغير ناتج من الألم فهو تغير نفسى ناتج عن التغير الجسمى وهو تغير متعلق بالوجع وليس بأى شىء أخر
القلب العضلى ليس هو القلب بمعنى النفس والأدلة هى :
الأول :
أن النفس وهى القلب العاقل كما قال تعالى :
"أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها"
تخرج من الجسم عند النوم كما قال تعالى :
"الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون"
وبناء على هذا الخروج فلا يمكن أن تكون النفس عضو من أعضاء الجسم
الثانى :
أن النفوس متعددة فلا يمكن أن تتواجد نفس فى جسدين ولذا يتم حسابها هى كما قال تعالى :
" كل نفس بما كسبت رهينة "
وقال تعالى :
" ووفيت كل نفس ما عملت"
وقال تعالى :
" ووفيت كل نفس ما كسبت"
ومن ثم النفس ليست القلب الذى من الممكن أن يتواجد فى عدة أشخاص نتيجة نقل قلب الميت للحى
الثالث :
أن من مات أى توفى حوسب بعد موته بدخول الجنة أو دخول النار الموعودتين فى الدنيا كما قال تعالى :
"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"
وقال تعالى :
"الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين"
ومن ثم لا يمكن أن تكون النفس الميتة الموجودة فى الجنة أو فى النار هى نفس النفس الموجودة فى الدنيا وهى القلب العضلى المركب فى إنسان أخر
حكاية واحدة أو حتى عشرة أو مائة لا يمكن أن تغير من كلام الله فكلها اوهام يطلقها البعض للتشكيك فى عدل الله وحسابه سواء كان التشكيك مقصود أو غير مقصود من خلال ذلك الكلام