نقد جمهورية أفلاطون
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد
كتاب الجمهورية أو جمهورية أفلاطون من الكتب التى أخذت شهرة فى عالمنا غير مبررة يبدو مرجعها على أمرين :
الأول أنها تناولت كما يقول البعض مقولة المدينة الفاضلة أو اليوتوبيا لأول مرة فى التاريخ وهو زعم غير صحيح
الثانى انبهار تلاميذ الفلسفة فى العصر الحديث فى بلادنا بالمحاورة وعملهم على نشرها وتناولها فى أبحاثهم وكتبهم عبر تعلمهم على أساتذة الغرب تلك الفلسفة
تبدو المحاورة كغيرها من المحاورات الأفلاطونية قد أصابها التحريف فالمفترض أن الرجل يتناول تأسيس دولة عادلة ولكن المحاورة تتحدث عن دولتين الأولى وهى المشهورة والمعروفة دولة يحكمها فيلسوف أو فلاسفة والمجتمع فيها طبقى والطبقة الحامية للدولة تعيش عيشة المشاع فى المال والنساء والأولاد ويغرقها الحكام بالتشريفات والتكريمات والعطايا والثانية دولة النموذج الإلهى وهى دولة يبدو أن النصوص الخاصة بها حذفت لتحل محل الدولة الأولى
والمفترض أن الرجل يتكلم عن إله واحد ومع هذا نجد نصوص متناقضة عن إله واحد هو الله وآلهة متعددة
تبدأ المحاورة بذهاب سقراط لبلدة بيرايوس للصلاة ومشاهدة الاحتفال بالعيد فيقول أفلاطون:
"بالأمس هبطت إلى بيرايوس مع جلوكون بن ارستون لأؤدى فروض الصلاة إلى الآلهة كما أردت فى الوقت نفسه أن أرى كيف يحتفلون بالعيد إذ أنهم كانوا يحتفلون به للمرة الأولى "ص177
المحاورة كما يبدو من اسمها تتناول الدولة من خلال الحديث عن العدل والظلم وأنواع الحكومات وسكان الدولة وتقسيمهم وتربيتهم
الحكام والصالح العام:
بين الرجل أن الحكام والحكومات لا يعملون لصالحهم الخاص وإنما لصالح الناس الضعفاء فقال:
"وإذن فلم يعد شك الآن يا ثراسيماخوس فى أنه لا الفنون ولا الحكومات تعمل لصالحها الخاص ولكنهم كما قلت من قبل يحكمون ويهتمون بصالح موضوعاتهم ورعاياها أعنى الضعفاء لا الأقوياء "ص201
بالطبع المفترض أن كلامه عن الحكومات والحكام الصالحين ولكن الكلام على الحكومات على إطلاقها هو ضرب من الجنون فمعظم الحكومات يعمل حكامها على العمل لصالحهم بمعنى الاستحواذ على الثروات والسلطة وحرمان الشعب منها
أجر الحاكم:
وضح الرجل أنه لا يوجد حاكم يعمل دون أجر فقال:
"ولذا السبب ذاته يا عزيزى ذكرت منذ قليل أن لا أحد يرغب من تلقاء ذاته أن يحكم وفى أن يأخذ على عاتقه تقويم الشرور التى لا تهمه دون أجر لأن الفنان الصحيح إذ يؤدى عمله ويلقى بالأوامر إلى غيره لا يضع نصب عينيه نفعه الخاص وإنما نفع من يطلبون فنه وعلى ذلك فلكى يقبل الحكام أن يحكموا يتعين على الدولة أن تدفع لهم إما بالمال وإما بالتكريم أو أن تعاقبهم فى حالة الرفض"ص201
والكلام على عمومه خاطىء فمعظم الحكام عبر التاريخ حكموا من قبل أنفسهم حيث قاموا بالاستيلاء على السلطة بالخديعة أو بالقوة بينما القلة القليلة هى من حكمت دون رغبتها
سبب تولى الخيرين الحكم:
وضح الرجل أن السبب الذى يجبر الخير على تولى الحكم دون إرادته هى الخوف أن يحكمه من هو دونه قدرا فقال:
"على أن أسوأ أنواع العقاب التى يمكن أن تحل على من يأبى أن يحكم هو أن يحكمه من هو دونه قدرا وإننى لأعتقد أن الخوف من هذا النوع من العقاب هو الذى يدفع الخيرين إلى تولى المناصب لا رغبة فيها وإنما لأن كل حل غير ذلك شر أى أنهم لا يحكمون وفى ذهنهم أنهم سينتفعون أو يتنعمون وإنما لأن الضرورة ارتضت ذلك ولأنهم لا يمكنهم أن يجدوا من هو أصلح منهم أو على الأقل مثلهم ليعهدوا إليه بمهام الحكم"ص202
بالطبع هناك أسباب متعددة لتولى الخيرين الحكم أهمها خوفهم من عقاب الله لهم فى الآخرة لأنهم تركوا شرع الله لا يطبق وخوفهم من فساد الدولة إن تولى أمرها شرير أو خير ليس له رؤية ثاقبة
تبدل أسماء المحرمات:
بين الرجل فى حديثه أن الناس يبدلون الأسماء المحرمة كالظلم بأسماء لا تعنى نفس المعنى كتسمية الظلم فطنة فقال :
"-عكس ما ذكرت أتسمى العدالة رذيلة إذن
-كلا أوثر أن أسميها بلاهة مبعثها الطيبة
-وإذن فالظلم فى رأيك منبعث عن الخبث؟
-كلا أفضل أن أطلق عليه اسم الفطنة"ص203
وهو يبين بذلك أن كثير من الناس يعتبرون الطيبة جنون والظلم ذكاء مع أنه العكس
مراد العادل والظالم مع أمثاله وأعدائه:
بين الرجل أن العادل لا يريد التفوق على أصحابه والمراد مواطنى دولته بل يريد أن يكون مماثل مساوى لهم وهو يريد التفوق على أعدائه وأما الظالم فيريد أن يكون أفضل من مواطنى دولته ومن أعدائه معا فقال :
"وإذن فقد وصلنا الآن إلى هذه المرحلة من بحثنا فالعادل لا يريد أكثر مما لدى مثيله وإنما أكثر مما لدى نقيضه أما الظالم فيريد أكثر مما لدى مثيله ونقيضه معا"ص205
وقال:
"إذن فالحكيم والخير لا يود أن يتفوق على مثيله وإنما على ضده والمخالف له "ص206
وهى وجهة نظر صحيحة
عدل الله:
يؤمن الرجل بكون الله عادل فيقول:
"ولا جدال فى أن الآلهة عادلون ص209
وقد بين أن الخيرية وهى العدالة الإلهية هى من يجب تنفيذها فقال :
"ولكن أليس الله فى ذاته خير وأليست هذه الصفة التى يجب أن يمثل عليها" ص239
شر الظالم لا يكون كاملا:
بين الرجل أن الحاكم الظالم لا يمكن أن يرتكب كل الشرور وهو يقصد أنه لن يقتل رعيته كلها لأنه محتاج إلى خدماتهم ومن ثم ظلمه يكون فى حدود بحيث يجد من يحرسه من يطعمه من يشبع شهوته الجنسية من يأخذ منه كثير من ماله من يضربه من يجرحه ....وهذا الظلم المحدد يجعل الظالم يجعل شعبه يقوم بأعمال تمجده وفى هذا قال :
" فنحن قد بينا أن العادل أحكم وأصلح وأقدر على العمل من الظالم وأن الظالمين عاجزون عن القيام بأى عمل يقتضى تعاونا فإذا قيل أن فى وسع الظالمين على الرغم من ظلمهم أن يقوموا سويا بأعمال كثيرة لأكدنا أن هذا خطأ تماما إذ لو كان شرهم كاملا لأطبق كل منهم على الأخر كما ينقضون على ضحاياهم فهم فى أعمالهم إنما كانوا نصف أشرار إذ لو كان شرهم مطلقا وظلمهم تاما لما أمكنهم القيام بأى عمل على الإطلاق هذا فى رأيى هى الحقيقة ص209
الفضيلة والرذيلة:
عرف الرجل الفضيلة بكونها صحة النفس وجمالها وقوتها والرذيلة بكونها مرض النفس وقبحها وضعفها فقال :
"فالفضيلة هى إذن على ما يتراءى لى صحة النفس وجمالها وقوتها وأما الرذيلة فهى مرضها وقبحها وضعفها ص320
ماهية العدالة:
بين الرجل أن العدالة هى كمال النفس والمراد تحليها بالفضائل كما أن الظلم هو تحلى النفس بالرذائل فقال :
"ولقد سلمنا بأن العدالة كمال النفس والظلم نقصها "ص212
فذلك يا صديقى أعنى انصراف كل إلى ما يعنيه هو ما قد يؤدى بنا إلى العدالة "ص305
وبين معنى أخر للعدالة وهو أن يمتلك المرء ما ينتمى فعلا ويؤدى الوظيفة الخاصة به فقال:
-فهذا إذن سبب أخر يقنعنا بأن العدالة إنما هى أن يمتلك المرء ما ينتمى فعلا ويؤدى الوظيفة الخاصة به"ص306
وكرر الرجل أن العدالة هى تنفيذ كل فريق العمل الملائم له فى مجاله فقال :
"أما إذا اقتصرت كل من الطوائف الثلاث ص306 الصناع والمحاربين والحكام على مجالها الخاص وتولت كل منها العمل الذى يلائمها فى الدولة فهذا عكس كل ما قلناه الآن أى هو العدل وهذا هو ما يجعل الدولة عادلة "ص307
وبالقطع هذا يخالف تعريف كمال النفس فهناك أمور فى النفس لا تتعلق بمجال العمل مثل علاقته بأقاربه كوالديه ومثل علاقته بأصحابه خارج مجال العمل
طبقات الدولة :
قرر الرجل أن الدولة تتكون من طبقات وأن النظام الطبقى هى العادل فقال:
-وإذن فالإنسان العادل لا يختلف عن الدولة العادلة فى كل ما يتعلق بصفة العدالة وإنما يشبهها فى ذلك
_أجل إنه يشبهها
_على أننا قد رأينا أن الواقعية فى الدولة إذا ما قامت كل طبقة من الطبقات التى تكون بما بما يتعين عليها أداؤه ص307
ونظام الطبقات يناقض مقولة أن الخير لا يود أن يتفوق على مثيله فى قوله:
"إذن فالحكيم والخير لا يود أن يتفوق على مثيله وإنما على ضده والمخالف له "ص206
فالطبقية لا تعنى التماثل أى المساواة فى الحقوق والواجبات
سبب نشأة الدولة:
وضح الرجل أن الدولة تنشأ عن عجز الفرد عن الاكتفاء بذاته وحاجته إلى أشياء لا حصر لها فقال :
"فقلت فى اعتقادى أن الدولة تنشأ عن عجز الفرد عن الاكتفاء بذاته وحاجته إلى أشياء لا حصر لها ص225
وبالطبع سبب نشأة أى دولة ليست العجز من قبل الفرد وإنما إيمان أفراد بحكم أى شرع معين يريدون تنفيذه خاصة إذا كان فى الشرع أمر بتنفيذه وهو ما يسمى السلطة من قبل الحكم الذى هو الدين وسواه سماه البشر دستور أو قانون أو عادات أو تقاليد أو غير ذلك
أنواع الحكومات :
وضح الرجل أن الحكومات خمسة أنواع والنفوس طبقا لها خمسة أنواع وهى
الحكومة الملكية حيث السلطة لفرد واحد
الحكومة الأرستقراطية حيث السلطة لعدة أفراد
الحكومة الديمقراطية
الحكومة الأوليجاركية
حكومة الطغيان وفى هذا قال :
"-إن للحكومات أنواعا خمسة وللنفوس بدورها أنواعا خمسة
_سمها إذن
_إن نوع الحكومة الذى تتبعناه إلى ألان هو أحد هذه الأنواع وإن يكن فى وسعنا أن نطلق عليه اسمين فإذا سيطر أحد الحاكمين على الباقين كان ذلك النوع حكومة ملكية وإذا تقاسم السلطة عدة أشخاص كان أرستقراطية
-هذا صحيح
- فهذان إذن ليسا نوعا واحدا إذ أن وجود عدة رؤساء أو وجود رئيس واحد لا يغير من قوانين الدولة الأساسية شيئا وذلك إذا كان هؤلاء القادة قد تلقوا التربية والتهذيب اللذين عرضنا لهما ص321
كما قال :
"فقلت ليس من الصعب أن ألبى رغبتك إذ أن للحكومات التى أقصدها أسماء معروفة وهاهى ذى إن أولها هى الحكومة المشهورة فى كريت وإسبرطة وهى الحكومة التى يشيع الإعجاب بها والثانية فى الترتيب وفى المكانة الأوليجاركية وهى حكومة فيها عيوب عديدة وتليها حكومة هى عكس الحكومة السابقة وأعنى بها الديمقراطية وأخيرا حكومة الطغيان التى يظن أنها حكومة مجيدة والتى تتجاوز الأخريات جميعا من حيث أنها الداء الرابع والأخير للمجتمع فهل تعتقد أن للحكومات نوعا أخر يمكن حسبانه نوعا قائما بذاته هناك بالطبع حكومات الملكية الوراثية وتلك التى يمكن شراء مناصب الحكم فيها غير أن هذه يمكن أن تندرج تحت تلك التى ذكرتها ويوجد منها لدى الأجانب مثلما يوجد لدى اليونانيين ص439
بالطبع كلمة الطغيان وهو نوع من الحكومات عنده تدخل فى معظم الحكومات الأخرى فالملك وحاشيته قد يكونون طغاة وهو الغالب والحكام المتعددون وهى حكومة الأرستقراط غالبا ما تكون حكومة طغاة وحكومة القلية وهى الحكومة الأوليجاركية نفس الأمر
ومن ثم فهذا التقسيم خاطىء لأن حكومات العالم على نوعين :
الأول حكومة الملأ والمراد كل ما ذكره الرجل من أنواع فهى تقوم على حكم البعض للكل حيث ينفذ البعض ما يشرعه من أحكام وقوانين غالبا تعمل قى صالح الحكام وإن بدا بعضها أنه فى صالح الناس عامة كالنص المعروف فى الدساتير المختلفة فى البلاد المختلفة والقاضى بتساوى المواطنين فى الحقوق والواجبات وهو نص تخالفه الكثير من القوانين فى كل دولة
الثانية حكومة الشورى أى حكومة الله وهى تقوم على حكم الله للكل فالناس فيها منفذون لعدل الله فى بعضهم البعض
تشابه الدولة وأفرادها:
وضح الرجل أن هناك تطابق بين الدولة وأفرادها فى العناصر والصفات فقال:
-ينبغى علينا أن نسلم بأن نفس العناصر والصفات التى تظهر فى الدولة تتمثل فى كل فرد منها أيضا ذلك لأن الدولة لا تستمد هذه الصفات إلا منا ومن المحال أن يتخيل المرء أن صفة الاندفاع التى نلمسها فى الدول المشهورة بالعنف كدولة التراقيين والاسكوذيين وشعوب الشمال بعامة أو صفة الميل إلى العلم التى نلمسها فى بلدنا هذا أو حب المال الذى يمكننا أن نعده الصفة الأولى الفينقيين وسكان مصر أقول إن من المحال أن يتخيل المرء أن هذه الصفات لم تنتقل على الدولة من أفرادها ص308
وهو كلام خاطىء فالدولة إنما شرعها أى قانونها الذى يؤمن به البعض ليس مسلما به عند كل أفرادها وهم سكانها لأن الغالب فى الدول أن سكان الدولة لا يؤمنون جميعا بشريعتها فالمؤمن بها هو من يمسكها ويديرها وأتباعه وهم غالبا أغنياء البلد باستثناء دولة العدل وحتى هذه الدولة هناك داخلها من لا يؤمن بها لأنها أخذت مميزاته وساوت بينه وبين غيره
ويجعل الرجل الدولة تتشابه فى النفس فى تركيبها بقوله:
فهل هو متميز عن العقل أيضا أم أنه ليس إلا حالة من حالاته بحيث لا تكون النفس مشتملة على ثلاثة أجزاء وإنما على جزءين هما العقل والرغبة أم النفس أيضا شأنها شأن الدولة التى تشتمل على طبقات ثلاث الصناع والمحاربون والحكام تنطوى على مبدأ ثالث هو الغضب الذى يحارب فى سبيل العقل إن لم تفسده التربية السيئة؟
-لابد أن يكون الغضب هو ذلك الجزء الثالث
-أجل إذا ثبت لنا أن الغضب يتميز عن العقل مثلما أدركنا تميزه عن الرغبة ص315
بالقطع التشبيه خاطىء فالدولة لا تحتوى على ثلاث طبقات أو أنواع من الناس وهم الصناع والمحاربون والحكام أى طبقا لتقسيمه لأجزاء النفس الرغبة والغضب والعقل مقابل كل صنف من الثلاثة فهذا التقسيم يخرج الفلاحين ويخرج الخدم ويخرج المعلمين ....... من الدولة فالدولة كالنفس لابد أن تحتوى على كل الأعضاء وليس على جزء منهم وتهمل الباقى
نظام الوظيفة:
بين الرجل أن من ولد فتعلم من آباه وظيفته يجب عليه أن يكون عاملا بها فيما بعد ولا يغيرها فقال:
لقد كانت تلك الصورة البسيطة للعدالة التى أعانتنا على أن نكشف الأصل هى ذلك النظام البديع الذى ينبغى بمقتضاه لمن ولد ليكون حذاء أن يقتصر على صناعة الأحذية ولمن ولد نجارا أن يقتصر على صناعة النجارة وبالمثل فى باقى الصناعات ص318
بالقطع الكلام خاطىء فلا أحد يولد بوظيفة فكل إنسان يولد ولديه استعداد للعمل بكل الوظائف ولكن الظروف هى التى توجه كل فرد للعمل بوظيفة معينة سواء كان مقتنعا بها أم لا وحكاية توارث الوظائف هى ابقاء للظلم على ما هو عليه فليس من حق ابن الحذاء أن يكون فيلسوفا وإن كان لديه عقل أفضل من ابن الفيلسوف وليس من حق ابن النجار أن يكون مقاتلا ولو كان واسع الحيلة قوى الجسم
هذه الفقرة تؤسس لمجتمع الظلم ولا تجعل الأفراد لهم نفس الحقوق والواجبات
ووضح الرجل أن المرأة كالرجل فى الوظائف كالحراسة لا فرق بينهم مع أنه يعترف بكونها أضعف من الرجل فى هذا الجزاء من المحاورة:
-ففى المرأة إذن كما فى الرجل طبيعة تتلاءم مع حراسة الدولة وكل ما فى الأمر لأن هذه الطبيعة لديها أضعف مما هى لدى الرجل
- هذا واضح
- فعلينا إذن أن نختار هذا النوع من النساء ليشاركن هذا النوع من الرجال حياة الحراس وواجباتهم لأن قدرتهن تؤهلهن لذلك ولأنهن يتشابهن فى طبائعهن مع أولئك الرجال
-لابد أن نفعل ذلك ص331
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد
كتاب الجمهورية أو جمهورية أفلاطون من الكتب التى أخذت شهرة فى عالمنا غير مبررة يبدو مرجعها على أمرين :
الأول أنها تناولت كما يقول البعض مقولة المدينة الفاضلة أو اليوتوبيا لأول مرة فى التاريخ وهو زعم غير صحيح
الثانى انبهار تلاميذ الفلسفة فى العصر الحديث فى بلادنا بالمحاورة وعملهم على نشرها وتناولها فى أبحاثهم وكتبهم عبر تعلمهم على أساتذة الغرب تلك الفلسفة
تبدو المحاورة كغيرها من المحاورات الأفلاطونية قد أصابها التحريف فالمفترض أن الرجل يتناول تأسيس دولة عادلة ولكن المحاورة تتحدث عن دولتين الأولى وهى المشهورة والمعروفة دولة يحكمها فيلسوف أو فلاسفة والمجتمع فيها طبقى والطبقة الحامية للدولة تعيش عيشة المشاع فى المال والنساء والأولاد ويغرقها الحكام بالتشريفات والتكريمات والعطايا والثانية دولة النموذج الإلهى وهى دولة يبدو أن النصوص الخاصة بها حذفت لتحل محل الدولة الأولى
والمفترض أن الرجل يتكلم عن إله واحد ومع هذا نجد نصوص متناقضة عن إله واحد هو الله وآلهة متعددة
تبدأ المحاورة بذهاب سقراط لبلدة بيرايوس للصلاة ومشاهدة الاحتفال بالعيد فيقول أفلاطون:
"بالأمس هبطت إلى بيرايوس مع جلوكون بن ارستون لأؤدى فروض الصلاة إلى الآلهة كما أردت فى الوقت نفسه أن أرى كيف يحتفلون بالعيد إذ أنهم كانوا يحتفلون به للمرة الأولى "ص177
المحاورة كما يبدو من اسمها تتناول الدولة من خلال الحديث عن العدل والظلم وأنواع الحكومات وسكان الدولة وتقسيمهم وتربيتهم
الحكام والصالح العام:
بين الرجل أن الحكام والحكومات لا يعملون لصالحهم الخاص وإنما لصالح الناس الضعفاء فقال:
"وإذن فلم يعد شك الآن يا ثراسيماخوس فى أنه لا الفنون ولا الحكومات تعمل لصالحها الخاص ولكنهم كما قلت من قبل يحكمون ويهتمون بصالح موضوعاتهم ورعاياها أعنى الضعفاء لا الأقوياء "ص201
بالطبع المفترض أن كلامه عن الحكومات والحكام الصالحين ولكن الكلام على الحكومات على إطلاقها هو ضرب من الجنون فمعظم الحكومات يعمل حكامها على العمل لصالحهم بمعنى الاستحواذ على الثروات والسلطة وحرمان الشعب منها
أجر الحاكم:
وضح الرجل أنه لا يوجد حاكم يعمل دون أجر فقال:
"ولذا السبب ذاته يا عزيزى ذكرت منذ قليل أن لا أحد يرغب من تلقاء ذاته أن يحكم وفى أن يأخذ على عاتقه تقويم الشرور التى لا تهمه دون أجر لأن الفنان الصحيح إذ يؤدى عمله ويلقى بالأوامر إلى غيره لا يضع نصب عينيه نفعه الخاص وإنما نفع من يطلبون فنه وعلى ذلك فلكى يقبل الحكام أن يحكموا يتعين على الدولة أن تدفع لهم إما بالمال وإما بالتكريم أو أن تعاقبهم فى حالة الرفض"ص201
والكلام على عمومه خاطىء فمعظم الحكام عبر التاريخ حكموا من قبل أنفسهم حيث قاموا بالاستيلاء على السلطة بالخديعة أو بالقوة بينما القلة القليلة هى من حكمت دون رغبتها
سبب تولى الخيرين الحكم:
وضح الرجل أن السبب الذى يجبر الخير على تولى الحكم دون إرادته هى الخوف أن يحكمه من هو دونه قدرا فقال:
"على أن أسوأ أنواع العقاب التى يمكن أن تحل على من يأبى أن يحكم هو أن يحكمه من هو دونه قدرا وإننى لأعتقد أن الخوف من هذا النوع من العقاب هو الذى يدفع الخيرين إلى تولى المناصب لا رغبة فيها وإنما لأن كل حل غير ذلك شر أى أنهم لا يحكمون وفى ذهنهم أنهم سينتفعون أو يتنعمون وإنما لأن الضرورة ارتضت ذلك ولأنهم لا يمكنهم أن يجدوا من هو أصلح منهم أو على الأقل مثلهم ليعهدوا إليه بمهام الحكم"ص202
بالطبع هناك أسباب متعددة لتولى الخيرين الحكم أهمها خوفهم من عقاب الله لهم فى الآخرة لأنهم تركوا شرع الله لا يطبق وخوفهم من فساد الدولة إن تولى أمرها شرير أو خير ليس له رؤية ثاقبة
تبدل أسماء المحرمات:
بين الرجل فى حديثه أن الناس يبدلون الأسماء المحرمة كالظلم بأسماء لا تعنى نفس المعنى كتسمية الظلم فطنة فقال :
"-عكس ما ذكرت أتسمى العدالة رذيلة إذن
-كلا أوثر أن أسميها بلاهة مبعثها الطيبة
-وإذن فالظلم فى رأيك منبعث عن الخبث؟
-كلا أفضل أن أطلق عليه اسم الفطنة"ص203
وهو يبين بذلك أن كثير من الناس يعتبرون الطيبة جنون والظلم ذكاء مع أنه العكس
مراد العادل والظالم مع أمثاله وأعدائه:
بين الرجل أن العادل لا يريد التفوق على أصحابه والمراد مواطنى دولته بل يريد أن يكون مماثل مساوى لهم وهو يريد التفوق على أعدائه وأما الظالم فيريد أن يكون أفضل من مواطنى دولته ومن أعدائه معا فقال :
"وإذن فقد وصلنا الآن إلى هذه المرحلة من بحثنا فالعادل لا يريد أكثر مما لدى مثيله وإنما أكثر مما لدى نقيضه أما الظالم فيريد أكثر مما لدى مثيله ونقيضه معا"ص205
وقال:
"إذن فالحكيم والخير لا يود أن يتفوق على مثيله وإنما على ضده والمخالف له "ص206
وهى وجهة نظر صحيحة
عدل الله:
يؤمن الرجل بكون الله عادل فيقول:
"ولا جدال فى أن الآلهة عادلون ص209
وقد بين أن الخيرية وهى العدالة الإلهية هى من يجب تنفيذها فقال :
"ولكن أليس الله فى ذاته خير وأليست هذه الصفة التى يجب أن يمثل عليها" ص239
شر الظالم لا يكون كاملا:
بين الرجل أن الحاكم الظالم لا يمكن أن يرتكب كل الشرور وهو يقصد أنه لن يقتل رعيته كلها لأنه محتاج إلى خدماتهم ومن ثم ظلمه يكون فى حدود بحيث يجد من يحرسه من يطعمه من يشبع شهوته الجنسية من يأخذ منه كثير من ماله من يضربه من يجرحه ....وهذا الظلم المحدد يجعل الظالم يجعل شعبه يقوم بأعمال تمجده وفى هذا قال :
" فنحن قد بينا أن العادل أحكم وأصلح وأقدر على العمل من الظالم وأن الظالمين عاجزون عن القيام بأى عمل يقتضى تعاونا فإذا قيل أن فى وسع الظالمين على الرغم من ظلمهم أن يقوموا سويا بأعمال كثيرة لأكدنا أن هذا خطأ تماما إذ لو كان شرهم كاملا لأطبق كل منهم على الأخر كما ينقضون على ضحاياهم فهم فى أعمالهم إنما كانوا نصف أشرار إذ لو كان شرهم مطلقا وظلمهم تاما لما أمكنهم القيام بأى عمل على الإطلاق هذا فى رأيى هى الحقيقة ص209
الفضيلة والرذيلة:
عرف الرجل الفضيلة بكونها صحة النفس وجمالها وقوتها والرذيلة بكونها مرض النفس وقبحها وضعفها فقال :
"فالفضيلة هى إذن على ما يتراءى لى صحة النفس وجمالها وقوتها وأما الرذيلة فهى مرضها وقبحها وضعفها ص320
ماهية العدالة:
بين الرجل أن العدالة هى كمال النفس والمراد تحليها بالفضائل كما أن الظلم هو تحلى النفس بالرذائل فقال :
"ولقد سلمنا بأن العدالة كمال النفس والظلم نقصها "ص212
فذلك يا صديقى أعنى انصراف كل إلى ما يعنيه هو ما قد يؤدى بنا إلى العدالة "ص305
وبين معنى أخر للعدالة وهو أن يمتلك المرء ما ينتمى فعلا ويؤدى الوظيفة الخاصة به فقال:
-فهذا إذن سبب أخر يقنعنا بأن العدالة إنما هى أن يمتلك المرء ما ينتمى فعلا ويؤدى الوظيفة الخاصة به"ص306
وكرر الرجل أن العدالة هى تنفيذ كل فريق العمل الملائم له فى مجاله فقال :
"أما إذا اقتصرت كل من الطوائف الثلاث ص306 الصناع والمحاربين والحكام على مجالها الخاص وتولت كل منها العمل الذى يلائمها فى الدولة فهذا عكس كل ما قلناه الآن أى هو العدل وهذا هو ما يجعل الدولة عادلة "ص307
وبالقطع هذا يخالف تعريف كمال النفس فهناك أمور فى النفس لا تتعلق بمجال العمل مثل علاقته بأقاربه كوالديه ومثل علاقته بأصحابه خارج مجال العمل
طبقات الدولة :
قرر الرجل أن الدولة تتكون من طبقات وأن النظام الطبقى هى العادل فقال:
-وإذن فالإنسان العادل لا يختلف عن الدولة العادلة فى كل ما يتعلق بصفة العدالة وإنما يشبهها فى ذلك
_أجل إنه يشبهها
_على أننا قد رأينا أن الواقعية فى الدولة إذا ما قامت كل طبقة من الطبقات التى تكون بما بما يتعين عليها أداؤه ص307
ونظام الطبقات يناقض مقولة أن الخير لا يود أن يتفوق على مثيله فى قوله:
"إذن فالحكيم والخير لا يود أن يتفوق على مثيله وإنما على ضده والمخالف له "ص206
فالطبقية لا تعنى التماثل أى المساواة فى الحقوق والواجبات
سبب نشأة الدولة:
وضح الرجل أن الدولة تنشأ عن عجز الفرد عن الاكتفاء بذاته وحاجته إلى أشياء لا حصر لها فقال :
"فقلت فى اعتقادى أن الدولة تنشأ عن عجز الفرد عن الاكتفاء بذاته وحاجته إلى أشياء لا حصر لها ص225
وبالطبع سبب نشأة أى دولة ليست العجز من قبل الفرد وإنما إيمان أفراد بحكم أى شرع معين يريدون تنفيذه خاصة إذا كان فى الشرع أمر بتنفيذه وهو ما يسمى السلطة من قبل الحكم الذى هو الدين وسواه سماه البشر دستور أو قانون أو عادات أو تقاليد أو غير ذلك
أنواع الحكومات :
وضح الرجل أن الحكومات خمسة أنواع والنفوس طبقا لها خمسة أنواع وهى
الحكومة الملكية حيث السلطة لفرد واحد
الحكومة الأرستقراطية حيث السلطة لعدة أفراد
الحكومة الديمقراطية
الحكومة الأوليجاركية
حكومة الطغيان وفى هذا قال :
"-إن للحكومات أنواعا خمسة وللنفوس بدورها أنواعا خمسة
_سمها إذن
_إن نوع الحكومة الذى تتبعناه إلى ألان هو أحد هذه الأنواع وإن يكن فى وسعنا أن نطلق عليه اسمين فإذا سيطر أحد الحاكمين على الباقين كان ذلك النوع حكومة ملكية وإذا تقاسم السلطة عدة أشخاص كان أرستقراطية
-هذا صحيح
- فهذان إذن ليسا نوعا واحدا إذ أن وجود عدة رؤساء أو وجود رئيس واحد لا يغير من قوانين الدولة الأساسية شيئا وذلك إذا كان هؤلاء القادة قد تلقوا التربية والتهذيب اللذين عرضنا لهما ص321
كما قال :
"فقلت ليس من الصعب أن ألبى رغبتك إذ أن للحكومات التى أقصدها أسماء معروفة وهاهى ذى إن أولها هى الحكومة المشهورة فى كريت وإسبرطة وهى الحكومة التى يشيع الإعجاب بها والثانية فى الترتيب وفى المكانة الأوليجاركية وهى حكومة فيها عيوب عديدة وتليها حكومة هى عكس الحكومة السابقة وأعنى بها الديمقراطية وأخيرا حكومة الطغيان التى يظن أنها حكومة مجيدة والتى تتجاوز الأخريات جميعا من حيث أنها الداء الرابع والأخير للمجتمع فهل تعتقد أن للحكومات نوعا أخر يمكن حسبانه نوعا قائما بذاته هناك بالطبع حكومات الملكية الوراثية وتلك التى يمكن شراء مناصب الحكم فيها غير أن هذه يمكن أن تندرج تحت تلك التى ذكرتها ويوجد منها لدى الأجانب مثلما يوجد لدى اليونانيين ص439
بالطبع كلمة الطغيان وهو نوع من الحكومات عنده تدخل فى معظم الحكومات الأخرى فالملك وحاشيته قد يكونون طغاة وهو الغالب والحكام المتعددون وهى حكومة الأرستقراط غالبا ما تكون حكومة طغاة وحكومة القلية وهى الحكومة الأوليجاركية نفس الأمر
ومن ثم فهذا التقسيم خاطىء لأن حكومات العالم على نوعين :
الأول حكومة الملأ والمراد كل ما ذكره الرجل من أنواع فهى تقوم على حكم البعض للكل حيث ينفذ البعض ما يشرعه من أحكام وقوانين غالبا تعمل قى صالح الحكام وإن بدا بعضها أنه فى صالح الناس عامة كالنص المعروف فى الدساتير المختلفة فى البلاد المختلفة والقاضى بتساوى المواطنين فى الحقوق والواجبات وهو نص تخالفه الكثير من القوانين فى كل دولة
الثانية حكومة الشورى أى حكومة الله وهى تقوم على حكم الله للكل فالناس فيها منفذون لعدل الله فى بعضهم البعض
تشابه الدولة وأفرادها:
وضح الرجل أن هناك تطابق بين الدولة وأفرادها فى العناصر والصفات فقال:
-ينبغى علينا أن نسلم بأن نفس العناصر والصفات التى تظهر فى الدولة تتمثل فى كل فرد منها أيضا ذلك لأن الدولة لا تستمد هذه الصفات إلا منا ومن المحال أن يتخيل المرء أن صفة الاندفاع التى نلمسها فى الدول المشهورة بالعنف كدولة التراقيين والاسكوذيين وشعوب الشمال بعامة أو صفة الميل إلى العلم التى نلمسها فى بلدنا هذا أو حب المال الذى يمكننا أن نعده الصفة الأولى الفينقيين وسكان مصر أقول إن من المحال أن يتخيل المرء أن هذه الصفات لم تنتقل على الدولة من أفرادها ص308
وهو كلام خاطىء فالدولة إنما شرعها أى قانونها الذى يؤمن به البعض ليس مسلما به عند كل أفرادها وهم سكانها لأن الغالب فى الدول أن سكان الدولة لا يؤمنون جميعا بشريعتها فالمؤمن بها هو من يمسكها ويديرها وأتباعه وهم غالبا أغنياء البلد باستثناء دولة العدل وحتى هذه الدولة هناك داخلها من لا يؤمن بها لأنها أخذت مميزاته وساوت بينه وبين غيره
ويجعل الرجل الدولة تتشابه فى النفس فى تركيبها بقوله:
فهل هو متميز عن العقل أيضا أم أنه ليس إلا حالة من حالاته بحيث لا تكون النفس مشتملة على ثلاثة أجزاء وإنما على جزءين هما العقل والرغبة أم النفس أيضا شأنها شأن الدولة التى تشتمل على طبقات ثلاث الصناع والمحاربون والحكام تنطوى على مبدأ ثالث هو الغضب الذى يحارب فى سبيل العقل إن لم تفسده التربية السيئة؟
-لابد أن يكون الغضب هو ذلك الجزء الثالث
-أجل إذا ثبت لنا أن الغضب يتميز عن العقل مثلما أدركنا تميزه عن الرغبة ص315
بالقطع التشبيه خاطىء فالدولة لا تحتوى على ثلاث طبقات أو أنواع من الناس وهم الصناع والمحاربون والحكام أى طبقا لتقسيمه لأجزاء النفس الرغبة والغضب والعقل مقابل كل صنف من الثلاثة فهذا التقسيم يخرج الفلاحين ويخرج الخدم ويخرج المعلمين ....... من الدولة فالدولة كالنفس لابد أن تحتوى على كل الأعضاء وليس على جزء منهم وتهمل الباقى
نظام الوظيفة:
بين الرجل أن من ولد فتعلم من آباه وظيفته يجب عليه أن يكون عاملا بها فيما بعد ولا يغيرها فقال:
لقد كانت تلك الصورة البسيطة للعدالة التى أعانتنا على أن نكشف الأصل هى ذلك النظام البديع الذى ينبغى بمقتضاه لمن ولد ليكون حذاء أن يقتصر على صناعة الأحذية ولمن ولد نجارا أن يقتصر على صناعة النجارة وبالمثل فى باقى الصناعات ص318
بالقطع الكلام خاطىء فلا أحد يولد بوظيفة فكل إنسان يولد ولديه استعداد للعمل بكل الوظائف ولكن الظروف هى التى توجه كل فرد للعمل بوظيفة معينة سواء كان مقتنعا بها أم لا وحكاية توارث الوظائف هى ابقاء للظلم على ما هو عليه فليس من حق ابن الحذاء أن يكون فيلسوفا وإن كان لديه عقل أفضل من ابن الفيلسوف وليس من حق ابن النجار أن يكون مقاتلا ولو كان واسع الحيلة قوى الجسم
هذه الفقرة تؤسس لمجتمع الظلم ولا تجعل الأفراد لهم نفس الحقوق والواجبات
ووضح الرجل أن المرأة كالرجل فى الوظائف كالحراسة لا فرق بينهم مع أنه يعترف بكونها أضعف من الرجل فى هذا الجزاء من المحاورة:
-ففى المرأة إذن كما فى الرجل طبيعة تتلاءم مع حراسة الدولة وكل ما فى الأمر لأن هذه الطبيعة لديها أضعف مما هى لدى الرجل
- هذا واضح
- فعلينا إذن أن نختار هذا النوع من النساء ليشاركن هذا النوع من الرجال حياة الحراس وواجباتهم لأن قدرتهن تؤهلهن لذلك ولأنهن يتشابهن فى طبائعهن مع أولئك الرجال
-لابد أن نفعل ذلك ص331