من حديث الجنة:
لا يسمع المسلمون فى الجنة لاغية أى أى كلمة باطل مصداق لقوله بسورة الغاشية "فى جنة عالية لا يسمعون فيها لاغية وهم ينظرون لما فيها لقوله بسورة المطففين "على الأرائك ينظرون "ومن يراهم يشاهد نضرة النعيم أى فرحة المتاع فى نفوسهم لقوله بسورة المطففين "تعرف فى وجوههم نضرة النعيم "ورزق الجنة لا ينفد أى لا ينتهى لقوله بسورة ص"إن هذا لرزقنا ما له من نفاد "وهم يأتيهم فى النهار وهو البكرة وفى العشى وهو الليل لقوله بسورة مريم "ولهم فيها بكرة وعشيا "والله ينزع الغل وهو الكراهية من نفوس المسلمين تجاه بعضهم التى كانت فى الدنيا وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين " وهم لا يصيبهم فى الجنة نصب أى تعب ومن يدخلها لا يخرج منها أبدا لقوله بسورة الحجر "لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين "والمسلمون يتقابلون مع بعضهم فيقولون إنا كنا فى الدنيا خائفين فتفضل الله علينا ومنع عنا النار إنا كنا نطيعه من قبل إنه المحسن النافع وفى هذا قال تعالى بسورة الطور "وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل فى أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم "و تساءلوا فقال أحدهم :إنى كان لى صاحب مضل يقول هل أنت مصدق أننا إذا توفينا وأصبحنا ترابا وعظاما إنا مبعوثون فيقال لهم هل أنتم مطلعون فيطلعون على النار فيرى كل واحد قرينه فى أرض الجحيم فيقول له تالله لقد كدت لتردين فى النار ولولا رحمة إلهى لكنت من المعذبين وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إنى كان لى قرين يقول أإنك لمن المصدقين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرءاه فى سواء الجحيم قال تالله إن كدت لتردين ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين "يقولون كما بسورة فاطر "الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب "ويقولون كما بسورة الأعراف "الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق "