نقد كتاب الإستهزاء بالدين وأهله مسائل وأحكام
الكتاب لمجموعة من المؤلفين وهو الكتاب هو تجميع لمجموعة مقالات عن بعض مظاهر الاستهزاء بحكام الدين فى صورة فتاوى مختلفة ويستهل الكتاب بالفتوى التالية:
"حكم الإستهزاء بمظاهر السنة
ما حكم الاستهزاء باللحية والثوب القصير ... وغيرها من مظاهر السنة المطهرة التي أمرنا بها؟ ورأي فضيلتكم في الذين إذا أمروا بهذه العبادات أشار بيده إلى قلبه وقال: (التقوى هاهنا)؟
الجواب:
الحمد لله المستهزئ باللحية أو الثوب الموافق للسنة في الطول ... أو بغير ذلك من السنة؛ يكفر، إذا كان يعلم ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يكون مستهزئا بقول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله.
ويكون في هذه الحالة؛ معاندا للنبي عليه الصلاة والسلام، ساخرا من سنته، والذي يسخر من السنة ويستهزئ بما ثبت في السنة وهو يعلم؛ ليس بمسلم.
قال تعالى: {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}
والذي يقول إذا دعي لحكم شرعي التقوى في القلب ولا ينفذ الحكم الشرعي؛ فهذا كذاب أشر فإن الإيمان؛ قول وعمل، وليس بالقلب فقط، ويكون كلامه السابق؛ موافقا لقول المرجئة المبتدعة الخبيثة التي تحصر الإيمان بالقلب دون الجوارح ثم لو كان القلب سليما والإيمان فيه وافر لظهر ذلك على الأعمال، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) [رواه البخاري 52، ومسلم 1599].
ويقول أيضا: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) [رواه مسلم 2564].
وعلى أية حال؛ فإن هذا القول من هؤلاء المعاندين الرافضين أتباع الحق وتنفيذ الأحكام الشرعية؛ هو علامة على نقص إيمانهم، ويريدون بذلك إيقاف الدعاة والناصحين عن دعوتهم ونصيحتهم.
[عن موقع الإسلام سؤال وجواب]"
ويؤخذ على الفتوى أنها لم تقدم الأدلة على كون اللحية والثوب القصير من أحكام الإسلام فأما اللحية فهى من سنن الرسل(ص) كهارون الذى قال لموسى(ص) " يا ابن أم لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى"ومن ثم فوجودها فى الدين مؤكد فمن استهزأ بها فقد استهزأ بالرسل(ص)
وأما الثوب القصير فالروايات متناقضة فيه فلا يوجد ثوب قصير لأنه يكشف بعض عورة الرجال وهناك رواية مع أنها تعارض القرآن وهى " ما أسفل الكعبين فى النار"فهى تدل على أن الثوب الطويل حتى الكعبين هو ثوب الرجال وليس الثوب القصير
ومن ثم يجب قبل أن نعلن شىء أنه استهزاء بحكم من الدين أن نتبين كونه من الدين أم لا
وكان المقال الثانى هو :
"حكم الاستهزاء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
[الكاتب: محمد بن إبراهيم آل الشيخ]
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة الأخ المكرم الشيخ محمد عمر بن عبد القادر اسكندر - سلمه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فبالاشارة إلى كتابكم المؤرخ [25/ 6/1375هـ] المتضمن استفتاءكم عن من يستهزىء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
نفيدكم أن الاستهزاء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصريحة الصحيحة؛ كفر بلا ريب.
لقول الله عز وجل: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}.
فإن سبب نزول هذه الآية - وبه يعرف تفسيرها -؛
أنه قال رجل في غزوة تبوك: (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء؛ ارغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء) - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القرء - فقال له عوف بن مالك: (كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: (يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به الطريق)، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون}، ما يلتفت إليه وما يزيده عليه.
لكن الشخص المعين الذي يصدر منه شيء من هذا؛ لا يحكم بكفره عينا إلا بشروط معروفة، فإن الحكم على الشخص المعين بالكفر شيء، والحكم على القول أو العمل أنه كفر شيء آخر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[15/ 7/1375هـ | فتاوي ومسائل الإمام محمد بن إبراهيم ال الشيخ / الجزء الاول]"
الفتوى هنا لم تحكم بكفر المستهزىء وهى فتوى خاطئة فأى حكم ثبت بوحى الله إن تم الاستهزاء به فقد كفر صاحبه لقوله تعالى:
"ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا قوما مجرمين"
ويجب استتابته فإن تاب بها وحسنت وفى كل الأحوال لابد من عقابه بعقوبة شهادة الزور لأنه بذلك قال زورا أى كذب الحق
وأما المقال الثالث فهو:
حكم مشاهدة البرامج التلفزيونية التي تسخر بالدين
[الكاتب: عبد المنعم مصطفى حليمة]
بخصوص قاعدة " الرضى بالكفر كفر " فلا يخفى عليكم شيخنا بعض المسلسلات التلفزيونية الهابطة التي تروج للفاحشة والرذيلة، بل وتستهزئ بشرائع هذا الدين وبمن يطبقونه ..
والسؤال: هل المشاهد الذي يتفرج على مسلسل " كوميدي " يتناول بعض شرائع الإسلام ويجعلها مادة للضحك .. هل المشاهد هنا إن ضحك وواصل المشاهدة من دون أن يستنكر ما يرى أو يغلق التلفاز .. هل تحمل عليه هذه القاعدة فيكفرن لقوله تعالى: {إنكم إذا مثلهم} .. وشكر الله لكم؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين.
الأفلام والمسلسلات التي تتضمن الطعن والاستهزاء بدين الله وشرائع الإسلام .. كفر أكبر ..ومشاهدتها على سبيل الترفيه والضحك والتسلية من غير إنكار ولا إغلاق للجهاز أو قيام من المجلس .. هو كفر أكبر كذلك، وجميع أدلة القاعدة الشرعية " الرضى بالكفر كفر " تحمل عليه ..
فعلى العباد الذين يعز عليهم دينهم أن يحتاطوا لأنفسهم وأهليهم من هذا الشر الذي يسمى بالتلفاز، ونحوه من وسائل الإعلام الأخرى التي غزت بيوت المسلمين ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله."
الفتوى مخالفة لكتاب الله فهى تركت المشكلة وهى حرمة مشاهدة التلفاز حيث ينظرون لصور الرجال والنساء فى الشاشة وهى مخالفة لقوله تعالى " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" وقوله" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن"
زد على هذا أن نشر المسلسلات والأفلام يدخل ضمن إشاعة الفاحشة فى المجتمع لأنه يعرض صورا فاضحة للرجال والنساء سواء كان ذلم بتعرية أجزاء من العورة أو من خلال تقديم التقبيل والتحسيس وغير ذلك من أفعال الجماع وفى تحريم هذا قال تعالى :
"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة"
ومن ثم مشاهدة تلك المسلسلات والأفلام محرمة فضلا عن تحريم الاستهزاء
وأما المقال الرابع فهو:
"حكم من استخف بنبي الله عيسى عليه السلام
لي صديق كان يحاور أباه في أمر النصارى، فبينما هو محتد، فقال: (وما النصارى؟! هل تظن أن دينهم هذا حق؟! وأن نبيهم نبي؟!)، ثم ندم على ذلك في نفس المجلس، وقال لأبيه: (إنه كان يقصد أنه ليس النبي الخاتم، وليس النبي المفروض اتباعه الآن)، فهل هذا من الكفر بالرسل - هو لم يكن يقصد ما تفوه به -؟ وهل هو كفر مخرج من الملة؟ يعني هل يجب عليه الغسل والشهادة أم تكفيه التوبة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإن الإيمان بالرسل وتوقيرهم وتنزيههم عن السب والاستهزاء ركن من أركان الإيمان، قال الله تعالى: {قولوا آمنا بالله ومآ أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون} [البقرة:136].
وقد اتفق العلماء على أن من سب نبيا من الأنبياء أو عابه أو ألحق به نقصا أو عرض به أو قلل من شأنه فهو كافر.
قال إسحاق بن راهويه: (أجمع المسلمون أن من سب الله أو رسولا من رسله أو دفع شيئا مما أنزل الله عز وجل أو قتل نبيا من أنبياء الله أنه كافر بذلك وإن كان مقرا بكل ما أنزل الله) انتهى.
قال في "منح الجليل": (وحكم من سب أنبياءه تعالى وملائكته أو استخف بهم أو كذبهم أو أنكرهم حكم من سب نبينا) انتهى.
وأما قوله (إنه لم يقصد ما تفوه به)؛فإن من فعل الكفر أو تكلم به كفر، وإن لم يقصده قال ابن تيمية في "الصارم المسلول": (فمن قال أو فعل ما هو كفر كفر بذلك، وإن لم يقصد أن يكون كافرا؛ إذ لا يكاد يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله) انتهى.
قال أبو محمد بن حزم في "الفصل": (كل من ينطق بالكلام الذي يحكم لقائله عن أهل الإسلام بحكم الكفر لا قارئا ولا شاهدا ولا حاكيا ولا مكرها فقد شرح بالكفر صدرا) انتهى.
وبناء على ما تقدم؛
فإن ما تلفظ به هذا الشخص يتضمن ظاهرة نفي نبوة عيسى عليه السلام، وذلك من الكفر الأكبر المخرج من الملة.
فإن كان هذا الشخص يقصد هذا الظاهر؛ فقد كفر، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا ويشهد شهادة الحق، ويجب عليه الاغتسال عند من يقول بوجوبه وإن كان لا يقصد ظاهر هذا وإنما يقصد حقيقة ما ادعاه؛ فإنه لا يكفر بذلك، ولكنه أساء الأدب وتلفظ بلفظ موهم يجب عليه الابتعاد عنه مع التوبة النصوح وكثرة الاستغفار والأعمال الصالحة والله أعلم
[عن مركز الفتوى/ الشبكة الإسلامية/ 12، شعبان، 1425 هـ]"
قطعا الفتوى صحيحة فيجب سؤال الرجل عن نيته فالقول عن نبى النصارى أنه ليس نبى(ص)قد يكون صحيحا إذا قصد يسوع لأنه لا يوجد عندنا نبى اسمه يسوع والكتاب الموجود حاليا ليس بكتاب عيسى(ص) المنزل عليه من الله بل هو كتاب بشرى يحكى سيرة يسوع بطرق مختلفة حسب كل كاتب فإن قصد ذلك فلا عقاب عليه وأما إن كان يقصد عيسى(ص) فهنا يكون هذا سب له يجب الاستغفار منه والتوبة
وأما المقال الخامس فهو:
ما معنى قول الفقهاء: "من قال؛ يا فقيه، يكفر"؟
[الكاتب: حمد بن علي بن عتيق]
سئل الشيخ حمد بن عتيق؛ عن معنى قول الفقهاء: (ومن قال: يا فقيه – بالتصغير – يكفر)، ما المعني بالاستهزاء، هل هو بالشخص نفسه، أو بما معه من العلم؟ وهل هذا كفر ينقل من الملة؟
الجواب:
كان عليك أن تذكر من قال ذلك من الفقهاء.
واعلم؛ أن العلماء قد أجمعوا على أن من استهزأ بالله، أو رسوله، أو كتابه، أو دينه؛، فهو كافر وكذا إذا أتى بقول، أو فعل صريح في الاستهزاء.
واستدلوا بقول الله تعالى: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}، وسبب النزول مشهور.
- وأما قول القائل: "فقيه" أو "عويلم" أو "مطيويع" ... ونحو ذلك:
فإذا كان قصد القائل الهزل، أو الاستهزاء بالفقه، أو العلم، أو الطاعة؛ فهذا كفر أيضا، ينقل عن الملة فيستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتدا.
- وأما قولك: هل هو استهزاء بالشخص نفسه؟ أو بما معه من العلم؟
فإن كنت تسأل عن مراد القائل؛ فعجب منك!
وإن كان السؤال عن علة الحكم؛ فإنا نقول: ظاهر هذا القول أن مراد قائله الفقه، أو العلم، أو الطاعة، فيحكم عليه به، ولأنه يمكنه الاستهزاء بالشخص بدون هذه العبارات، فلما عدل إليها عما هو دونها؛ أعطيناه حكمها لكن الله يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات.
[الدرر السنية: ج10/ ص 427 – 428]"
الفتوى خاطئة فكل سب لمسلم فقيه أو غير فقيه محرم لقوله تعالى " إن الله لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
والقائل لابد أن يسئل عن نيته من قوله لأن اللفظ لا يعاقب عليه إلا إذا القصد منه الشتم لأنه لفظ فقيه ليس شتمة أو سبة فمن قصد الشتم وهو لن يقر بذلك لن يجلد وإن أقر فقد وجب جلده لأنه كذب فى قصده
وأما المقال التالى فهو:
"معنى قوله تبارك وتعالى: {إنكم إذا مثلهم}
[الكاتب: سليمان بن عبد الله آل الشيخ]
سئل الشيخ عن معنى قوله تبارك وتعالى: {إنكم إذا مثلهم}، وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: (من جامع المشرك وسكن معه، فإنه مثله).
الجواب:
إن معنى الآية على ظاهرها، وهو؛ أن الرجل إذا سمع آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها، فجلس عند الكافرين المستهزئين، من غير إكراه ولا إنكار، ولا قيام عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره؛ فهو كافر مثلهم، وإن لم يفعل فعلهم، لأن ذلك يتضمن الرضاء بالكفر، والرضاء بالكفر كفر وبهذه الآية ونحوها؛ استدل العلماء على أن الراضي بالذنب كفاعله فإن ادعى أنه يكره ذلك بقلبه؛ لم يقبل منه لأن الحكم على الظاهر، وهو قد أظهر الكفر، فيكون كافرا.
ولهذا لما وقعت الردة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وادعى أناس أنهم كرهوا ذلك؛ لم يقبل منهم الصحابة ذلك، بل جعلوهم كلهم مرتدين، إلا من أنكر بلسانه وقلبه وكذلك قوله في الحديث: (من جامع المشرك وسكن معه، فإنه مثله)؛ على ظاهره، وهو أن الذي يدعي الإسلام، ويكون مع المشركين في الاجتماع والنصرة والمنزل معهم، بحيث يعده المشركون منهم؛ فهو كافر مثلهم، وإن ادعى الإسلام، إلا إن كان يظهر دينه، ولا يوالي المشركين ولهذا لما ادعى بعض الناس الذين أقاموا بمكة بعد ما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم، فادعوا الإسلام إلا أنهم أقاموا في مكة، يعدهم المشركون منهم، وخرجوا معهم يوم بدر كارهين للخروج، فقتلوا، وظن بعض الصحابة أنهم مسلمون، وقالوا: "قتلنا إخواننا"، فأنزل الله تعالى فيهم: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ... الآية}.قال السدي وغيره من المفسرين: (إنهم كانوا كفارا، ولم يعذر الله منهم إلا المستضعفين).
[الدرر السنية: ج8/ ص 164 - 165]"
الفتوى هنا بها خطأ يتمثل فى أن من جامع المشرك وسكن معه، فإنه مثله فهذه الرواية تناقض كتاب الله ولو طبقناها لكان الرسول(ص) والمسلمون فى مكة قبل هجرتهم جميعا كفرة لأنهم كانوا يعيشون مع المشركين وكان فى بيوتهم مشركين
زد على هذا أن الله لم يزل الإيمان عمن يسكنون فى بلاد الكفر من المسلمين فى قوله تعالى والذين أمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شىء حتى يهاجروا "وإن استنصروكم فى الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق"
أضف لذلك أن آية الاستهزاء واضحة فى أن المسلم يترك مجلس الاستهزاء على الفور كما قال تعالى "وقد نزل عليكم فى الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره إنكم إذا مثلهم"
وأما الجالس الراضى عن الكلام فغنه يكون كافر مثل المنافقين والكافرين
وجاء المقال التالى ليكون خاتمة الكتاب وهو:
{ويحذركم الله نفسه}
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. ... أما بعد ..
فقد بلغني بعض ما يقال في الله تعالى وفي القرآن والدين من السخرية والاستهزاء (!!) وإن هذا لأعظم وأخطر من أن يعبر عنه مقال!.
وإنما نقول كما قال ربنا سبحانه وبحمده: {كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا}. ونقول كما قال سبحانه: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون} ونقول: {سبحانك هذا بهتان عظيم}.
وفي الصحيحين – واللفظ لمسلم – من حديث عبد الله بن عمر أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يطوي الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون؟!).
وفي الصحيحين أيضا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل ـ أي يهوي ـ في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب) فقال له معاذ بن جبل: (يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم!).
وهذه أبيات نظمتها بيانا لأقوال وأفعال صدرت ممن طغى ونسي عظمة المولى:
ترحل الخوف من قلب به ران ... فحل فيه من الطغيان ألوان ... ترحل الخوف من قلب به مرض ... من الذنوب فصار القلب هيمان ... من كان يطلب زنديقا ليعرفه ... فدونه ساخر بالله شيطان ... فليس يعرف خوف الله مجترء ... على العظيم وكم للشر أركان
نسيت ربك يا مغرور من سفه ... وضاع منك بذا النسيان إيمان
علامة الزيغ ما ترضى به عوضا ... من الجليل وقد خانتك أعون
أمؤمن ساخر بالله ما اجتمعا ... متى تصاحب إيمان وكفران؟!!
من قال في الله أو في الدين سخرية ... فإنما هو والشيطان إخوان
هذا يقول: خرا في الله لعنتنا ... عليه ليس ورى ما قال طغيان!
كيف استطاع على قول وأخرجه ... من فيه وهو قرين الضعف إنسان
تراه يعرف جبارا لهيبته ... دكت جبال وللأكوان إذاعان
تراه يعرف رب العرش خالقه ... ومن يقول بهذا القول شيطان!
حتى كلام إله الخلق يجعله ... مثل الخراء تعالى الله رحمن
تقدس الله إن زنديق يكفره ... فإنه الملك القدوس ديان
تقدس الله أملاك تئط لها ... سبع الطباق وكم في الأرض جعلان
الجعل أطيب ممن سب خالقنا ... وكل راض بهذا السب معوان
عليه لعنة رب العرش دائمة ... فإنه الرجس قد أرداه طغيان
وآخر يقرأ القرآن يخلطه ... مع الغناء وللشيطان أقران!
وكيف يجمع قول الله خالقه ... مع الغناء وإن الفسق ألوان!
أكمل غنائي بالآيات يقرؤها ... ما طم واد ولكن طم وديان!
وآخر منهمو صلى بأغنية ... صلى يغني وما في القلب فرقان!
ولاعب الكرة الآيات يجعلها ... ميعاد لعبته والعقل حيران!
وغير ذلك لا يحصى له عدد ... وإنما موعد الطاغين ديان
إن القيامة ميعاد وليس له ... خلف من الله لو غرتك أزمان
أين القرون التي كانت معمرة ... في الأرض تعمرها زرع وبنيان
ركونهم كان للدنيا وزخرفها ... والهزء منهم بدين الله ألوان
أتاهمو أمر جبار أبادهمو ... كأنهم في القرى بالأمس ما كانوا"
الاستهزاء محرم فى كل الأحوال بالله ورسله والمسلمين وآيات الوحى ومن ثم استهزىء بهم فقد كفر حتى يتوب من ذنبه وإن كان فى دولة المسلمين عوقب على الجريمة بعقابها