نقد كتاب نحو القلوب
المؤلف هو أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن لقشيري المتوفى 465 هـ والرجل من الصوفية والرجل كعادة الصوفية يستخدم أمورا غريبة فى الكتاب للتعبير عما يريد فالرجل اختار عناوين الفصول مما يسمى علم النحو وعرف كل عنوان نحويا ثم عرفه صوفيا بعيدا عن النحو وفى مقدمته قال:
"الحمد لله الذي أودع الحكمة أهلها، وعلم آدم الأسماء كلها، وأوقفه على المقصود من دائرة الوجود، فحل شكلها، فبين لبنيه حروفها، ووسم اسمها، ورسم فعلها، فمنهم من شمر لوابل القسمة وما رضي بطلها، ومنهم من رضي بالعزيمة فلما عقد عقد العزيمة حلها، فزمرة أقبلت على إصلاح الشأن ليظهر فضلها، وزمرة تجاوزت إلى جنات الجنان، ذوات أغصان العصيان، من شجرة الطغيان، فقطعت أصلها، ثم نحت نحو من أعلها، لعلها، تظفر بشفائها ولعلها، ويخاطبها شفاها ومن لها
أحمده على نعمه كلها، وجوده على دلها، فأهدت إلي وبلها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أستظل ظلها، يوم لا ظل إلا ظلها، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي أرسله إلى جنود الطغيان ففلها، وإلى ليوث الأوثان فأذلها، صلى الله تعالى عليه وعلى آله وأصحابه صلاة دائمة إلى يوم تضع كل ذات حمل حملها، وبعد:
فإن النحو عبارة عن القصد، والناس مختلفون في المقاصد، ومفترقون في المصادر والموارد، فواحد تقويم لسانه مبلغ علمه، وواحد تقويم جنانه أكثر همه، فالأول صاحب عبارة، والثاني صاحب إشارة، فنقول وبالله التوفيق ولرسوله التصديق"
قال القشيرى فى أقسام الكلام:
"باب أقسام الكلام:
قال أهل العبارة: أقسام الكلام ثلاثة: اسم وفعل وحرف، وقال أهل الإشارة: الأصول ثلاثة أقوال وأفعال وأحوال، فالأقوال: هي العلوم وهي مقدمة على العمل لقوله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها) ثم تجب المبادرة إلى صالح الأعمال، ثم تأتي الأحوال مواهب من الله تعالى"
هنا قسم الرجل الدين على أساس تقسيم النحو وهو تقسيم خاطىء فالموجود هو أن الدين تصديق أى إيمان وعمل ولا يوجد أحوال ولذا نجد التعبير " الذين آمنوا وعملوا الصالحات" متكرر فى القرآن
والخطأ الأخر تعريفه الأقوال بأنها العلوم فالأقوال ليست كلها علوما فمنها أخطاء ومنها كلام ليس معنى حق أى علم وإنما يقال لتسلية أفراد كالأطفال مثل يا طالع الشجرة هات معك بقرة
ثم تكلم عن اشتقاق الأسماء فقال:
"باب الأسماء واشتقاقها:
قال أهل العبارة: الاسم مشتق من السمو أو من السمة على الخلاف وقال أهل الإشارة: اسم العبد: ما وسمه الله تعالى به في سابق مشيئته من شقاوة وسعادة، فمن قربه في سابق مشيئته، فقد سما قدره بين بريته ولما دخل العباد إلى مكتب التعليم طالع آدم لوح الوجود فقرأ (وعلم آدم الأسماء كلها) وطالع محمد صلى الله عليه وسلم لوح الشهود، فقيل له بلسان الحال: نحن نطلعك على كل موجود، ثم خوطب بقوله: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) فلما قرأ وأدب وهذب، قيل يا محمد: قد عرفتنا بالأسماء والصفات فتعرف، إلينا بالذات (اقرأ وربك الأكرم) (قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون) فلما غاب عن الاسم وجد المسمى ولما اعرض عن الفعل حل الحرف المعمى، أي: المعنى الذي لا يسمى"
نلاحظ الخبل هنا وهو :
الأول اسم العبد ما وسمه الله تعالى به في سابق مشيئته من شقاوة وسعادة وهو خبل واضح فمعنى هذا أت من سمى حرب ومرة وحنظل أو حنضل سيدخلون النار وأن من سمى سعد وفرح ونجاح سيدخلون الجنة وهو كلام لا يقوله إلا مجنون
الثانى وجود لوح الوجود ولوح الشهود وهو كلام لا يعى من يقوله معناه لأن الوجود هو نفسه الشهود فالذى ليس لموجود ليس مشهود
الثالث أن محمد(ص) طالع كل موجود وهو ما يخالف أنه لا يعلم الكثير مثل ما يفعله الله به كما قال تعالى " وما أدرى ما يفعل بى" ومثل انه لا يعلم أى غيب كما قال تعالى" ولو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
وقال فى تقسيم الأسماء:
"فصل
الاسم: صحيح ومعتل قال أهل العبارة: الصحيح ما سلم من حروف العلة وهي: الألف والواو والياء، وقال أهل الإشارة: من سلم اسمه من ألف الإلباس، وواو الوسواس وياء الياس- فقد صح اسمه وحق له الإعراب وهو البيان، ثم الكشف والعيان، فعلم علم اليقين، ثم عين اليقين، ثم حق اليقين، والله أعلم"
كلام المجانين هنا هو من سلم اسمه من ألف الإلباس، وواو الوسواس وياء الياس- فقد صح اسمه فالاسم ليس هو النفس لأن الاسم يسمى له ألوف الألوف ولكنه يطلق على نفوس كثيرة مع كونه واحد كما الألف موجودة فى كلمات كثيرة بها حرف المد كالإضلال والاغترار والانحلال وكذلك الواو كالغرور والشرور
ثم تكلم عن موانع الصرف فقال:
"باب موانع الصرف:
4موانع الصرف عند أهل العبارة: تسع وهي معروفة، وعند أهل الإشارة (الجمع) - أن يجتنب العالم جمع الدنيا واجتماع الناس عليه (والصرف) صرف وجوههم إليه (والوصف) أن يكون قصده أن يوصف بالخير ويعرف به (والتأنيث) ضعف العزم،والرضى بالرذائل (والمعرفة) أن يعرف نعم الله تعالى عليه ثم يقصر عن الشكر (والعجمة) أن يهمل نعمة الله بكتمان علمه (والعدل) عدوله عن الطريق القويم (والتركيب) أن يشوب عمله بأفعال الجهل (والألف) ألف أنا، (والنون) نون العظمة (ووزن الفعل) أن يزن أعماله معتقدا أن عنده - حاصلا فيحصل العجب فمتى اجتمعت علتان من هذه العلل لم ينصرف إلى القبول، وانحرف عن باب الوصول"
الرجل يقوم بلى عنق المعانى فالتأنيث أصبح عنده ضعف العزم،والرضى بالرذائل مع ان الله مدح إناث المسلمين كرجالهم فقال "فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض"والعدل أصبح عدوله عن الطريق القويم وليس العدل وهو الحكم بحكم الله والألف أصبحت ألف أنا بدلا من أن تكون أى ألف مثل أنام أو اشرب أو أنتم أو أو أنتما
ثم قال فى باب الإعراب والبناء:
"(باب الإعراب والبناء):
لما كان الإعراب بالحركات الثلاث: الرفع والنصب والجر، والجزم كان مدار أهل الإشارة برفع هممهم إلى الله تعالى، ونصب أبدانهم في طاعة الله تعالى، وخفض نفوسهم تواضعا لله تعالى، وجزم قلوبهم عما دون الله تعالى، وسكونهم إلى الله تعالى والمعرب، هو المتغير من أصحاب التلوين، والمبني: ما كان مستقيما في حاله لا يتغير وهم أصحاب التمكين"
دخل الرجل بنا فى باب لا يمكن له الخروج منه وهو وصف المخلوق بصفة الخالق وهى عدم التغير الذى عرف به المبنى فكل المخلوقات تتغير بينما الخالق وحده لا يتغير كما فى القول المأثور " سبحان من يغير ولا يتغير"
ثم تكلم عن كون الأسماء معارف ونكرات فقال:
"فصل
الأسماء: معارف ونكرات، وكذلك العباد منهم معروف، له نصيب مع القوم هو به معروف، ومقام في الصدق هو به موصوف، ومنهم منكر لا نصيب له مع القوم، ولا حظ له سوى الأكل والنوم"
كما قلت من قبل الرجل يلوى عنق الكلمات ومعانيها لتوافق ما يريده دون نظر لما فى الشرع فالمنكر أصبح كل المتعلق به مذموم مع أن إنكار المنكر محمود كما قال تعالى "يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"

وتحدث عن المبتدأ فقال:
"فصل
المبتدأ: مرفوع لتجرده عن العوامل اللفظية، والفقير المتجرد مرفوع القدر، وخبره مرفوع، لانقطاعه عن العلائق، وتعلقه بالحقائق، الواردة من الخالق"
الخبل كون الفقير المتجرد مرفوع القدر ومعنى هذا أن كل الناس فى الجنة لكونهم فقراء كما قال تعالى " يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحميد"
ثم كلمنا عن أحوال الناس حسب أنواع الأفعال فى اللغة فقال:
"فصل
الأفعال ثلاثة: ماض وحال ومستقبل، وأحوال القوم مختلفة: فمنهم من فكرته في السابقة، ومنهم من فكرته في الخاتمة، ومنهم من اشتغل بإصلاح وقته الذي هو فيه، عن الفكرة في مستقبله وماضيه"
وبالقطع لا يوجد أحد يفكر فى الماضى فقط ولا فى المستقبل فقط ولا فى الحاضر فقط ففكر الإنسان موزع بينهم بنسب مختلفة
ثم تحدث عن فعل الحال فقال:
"فصل
وفعل الحال: مرفوع ما لم يدخل عليه ناصب أو جازم، فالناصب رؤية العبد لفعله، والجازم فترته عن سلوكه، فإذا سلم العبد من الملاحظة والفتور، ارتفع قدره عند العزيز الغفور (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)"
كما قلت يلوى عنق المعنى فالناصب كما أنه يرتفع قدره بالسلامة قد ينخفض قدره بسوء الفعل والسكوت عن الحق
وتكلم عن الفاعل والمفعول فقال:
"فصل
الفاعل مرفوع، والمفعول منصوب، فلما رأى العارف ألا فاعل إلا الله تعالى عظم قدره، ورفع ذكره، وخضع لجلاله، وتواضع عند شهود كماله، ورأى نفسه مفعولا فانتصب لعبادته (فإذا فرغت فأنصب، وإلى ربك فأرغب) "
كما قلنا يلوى عنق المعانى فالفاعل قد يسوء فعله كما يحسن ومن ثم لا يرى الفاعل الله لأنه من شهد بكون الخالق هو أولوا العلم بينما البقية الكافرة لا تشهد كما قال تعالى "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم"
ثم تكلم عن الحال فقال:
"فصل
الحال: وصف هيئة الفاعل والمفعول، ومن شرطه أن يكون نكرة منصوبة، فالعارف متوجه إلى الله تعالى في إصلاح حاله، مجتهد في تنكير نفسه كي لا يعرف، فأحواله مع الله مستقيمة منتصة، وهي بستر التورية والنكرة محتجبة (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف)"
هنا مطلوب من الصالح تنكير نفسه كي لا يعرف مع أنه قال فى فقرة سابقة أنه المعروف فى قومه كما قال فى فصل الأسماء" منهم معروف، له نصيب مع القوم هو به معروف" وهو تناقض واضح
ثم تحدث عن التمييز فقال:
"فصل
التمييز: تفسير ما أبهم، وتبيين ما لم يكن يفهم، فالقوم بالعلم ميزوا الحق من الباطل، وتبين لهم بالسلوك الحالي من العاطل، ولا يكون التمييز إلا بعد تمام الكلام، وكذلك تفقهوا ثم اعتزلوا، واحكموا العلم ثم تميزوا، فلما تمت لهم رتبة التمييز، نصبهم الله تعالى لإصلاح عباده، وميزهم فأستخلصهم لوداده، قال الله تعالى (ليميز الله الخبيث من الطيب)"
يستدل الرجل على تمييز الناس بآية هى فى تمييز الله وهو استدلال خاطىء
وتكلم عن البدل فقال:
"باب البدل:
البدل: على أربعة أقسام، بدل الكل من الكل، وهو بدل العارفين، تركوا الكل فعوضهم الكل (وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة) شعر:
قلوب العارفين لها عيون ترى ما لا يراه الناظرونا
وأجنحة تطير بغير ريش إلى ملكوت رب العالمينا
وبدل البعض: بدل العابدين، بدلوا بالمعاصي الطاعات، وبدلوا باللذات المجاهدات، (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) وبدل الاشتمال: لقوم اشتملت أعمالهم على خوف ورجاء فأعطوا ما يرجون، وأمنوا مما يخافون (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) وبدل الغلط: بدل المطرودين، باعوا نصيبهم من القرب بحظوظ عاجلة (بئس للظالمين بدلا)"
تصنيف الناس لأربعة أصناف يتناقض مع تصنيفهم إلى ثلاثة هم السابقون وأهل اليمين وأهل الشمال كما قال تعالى "وكنتم أزواجا ثلاثة"
ثم تحدث عن النعت والمنعوت فقال :
"فصل
النعت: تابع للمنعوت، والوصف تابع للموصوف، كذلك أعمال العبد لا تفارقه، وما حصل من خير أو شر فهو لاحقه"
يتناسى الرجل هنا أن الناعت قد يصدق نعته لغيره وقد يكذب فالكفار وصفوا الرسل بكونهم سحرة ومجانين والله وصفهم بالعقلاء
ثم تكلم عن حروف العطف فقال :
"فصل
حروف العطف تتبع الآخر الأول، وأهل الإشارة توسلوا إلى الله تعالى في العطف عليهم، واللطف بهم، ليلحقهم بأهل قربه، ويجعلهم من حزبه"
أهل الإشارة هل لهم وجود فى القرآن إنها تسمية فير شرعية لا وجود لها
ثم تحدث عن التوكيد فقال:
"فصل
التوكيد: هو التحقيق، والقوم أكدوا إيمانهم بالتصديق، وعقدهم مع الله بالتوثيق، وشمروا في ملازمة الطريق"
كما ذكر من وكدوا إيمانهم هناك من وكدوا كفرهم كما قال تعالى " إن الذين كفروا ثم ازدادوا كفرا"
ثم تكلم عن حروف الجر فقال :
"فصل
حروف الجر: تخفض الأسماء، فلما علم المحققون أن الأشياء بالله، ومن الله، وإلى الله، خفضوا أنفسهم تواضعا لله، فتعززوا بالإضافة إلى جانب الله تعالى، أولئك الذين اصطفاهم الله لقربه، وجعلهم من حزبه، نسأل الله العظيم أن يجعلنا منهم، وأن يلحقنا بهم، أنه كريم لطيف حليم وهاب، محسن متفضل جواد رحيم تواب، وإليه المرجع والمآب"
الرجل هنا لا يعى أن هناك من انخفضوا لدرجة أنهم خالفوا الله وهم الرهبان كما قال تعالى " ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم"ومن ثم فبعضهم فى جهتم كما قال تعالى" إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم"