الرياضة الواقعية
يقول زكى نجيب محمود فى نفس مقاله فى نفس الكتاب ص120:"إذا استثنيا علمى المنطق والرياضة اللذين هما بناءان صوريان متصلان على ما ذكرنا واللذين لا يحدثاننا عن طبيعة العالم الخارجى –عالم الأشياء المحيطة بنا – فهما لا يدلانك كم ارتفاع الهملايا ولا ينبئانك ما لون السماء "بهذه الفقرة عدة أخطاء هى :
1-كون المنطق والرياضة أبنية صورية لا أساس واقعى لها وليس المنطق- ويقصد به عند أهله معرفة حقائق الأشياء من كل الجوانب – وليست الرياضة أبنية لا أساس لها فى الواقع لأنها لو كانت كذلك لأصبحت غير موجودة فالمنطق يأتى من دراسة الأشياء وليس من قوانين المنطق المعروفة وما دام يتحدث عن موجودات واقعية فهو علم يحدثنا عن العالم الموجود والرياضة تستعمل فى واقع الحياة كعد الأشياء وبناء المبانى وغير هذا ومن ثم فهى تحدثنا عن العالم الموجود ولو كانت علوم المنطق والرياضة كما قال لأصبحت كلام فارغ بلا معنى وليس الكلام الفارغ علم باعتراف الكاتب فى مقاله تشارلز بيرس فى ص133"وسأترك للقارىء الأمر ليفكر لنفسه كم تتغير حياته الثقافية إذا حاسب نفسه بهذا المعيار فى المعنى فكلما نطق بكلمة أو عبارة سأل ما هو العمل الذى ينبنى على مثل هذا القول – فعلا أو إمكانا – وإذا لم يجد لكلامه خطة منطوية على عمل فليوقن معى ومع تشارلز بيرس ومعى أنه كلام بغير معنى "
2- أن المنطق والرياضة لا يدلان على شىء وطبعا المنطق يدل الإنسان على الحق عند أهله والرياضة تدل الإنسان على أشياء كثيرة كعد الأشياء وتكوينها الهندسى