شهادة الكاذب
من الأقوال الشائعة أن الكذوب لا تقبل شهادته وأن من كذب فى شهادة ما لا تقبل شهادته وهو كلام يتنافى مع الواقع والقاضى المسلم يفحص كل شهادة على حدة
بين الله فى سورة يوسف أن الكاذب كإخوة يوسف(ص) فى أكل الذئب لأخيهم كما قال تعالى بسورة يوسف :
"وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا "
فهذه شهادة زور شهدوا بها أمام نبى الله يعقوب(ص) ومع هذا كانوا صادقين فى قضية الأخ الثانى عندما قالوا أنه سرق وأنهم شهدوا بما رأوا وهو ما علموا وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف :
" ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إم ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين واسأل القرية التى كنا فيها والعير التى أقبلنا فيها وإنا لصادقون قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا"
ومن ثم فهم صدقوا فى كلامهم ومع هذا كذبهم نبى الله(ص) يعقوب فى شهادتهم تلك
ومن ثم لا يوجد فى القضاء ما يسمى رفض شهادة من كذب مرة فى قضية أو حتى غير قضية فالقاضى واجبه بحث وتمحيص كل شهادة بمفردها بغض النظر عن صاحبها وبالقطع الخطأ وارد من القاضى كما حدث من نبى الله يعقوب(ص)عندما لم يعرف صدقهم من كذبهم لأنه اعتقد أن من كذب فى الأولى كذب فى الثانية وهو اعتقاد يظنه كل البشر صحيحا ولكن فى القضاء يجب أن يفحص القاضى ويمحص
المثال الثانى وهو فى سورة يوسف هو امرأة العزيز فقد كذبت فى أمر المراودة عند حدوثه وأصرت على كذبها واتهمت يوسف (ص) وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف :
" ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم"
ولكنها فيما بعد صدقت وأقرت بذنبها وفى هذا قال تعالى بسورة يوسف:
"قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ذلك ليعلم أنى لم أخته بالغيب وأن الله لا يهدى كيد الخائنين"
ومن ثم فالكذب والصدق يجوز على الجميع وليس هناك من كاذب فى كل شىء وليس هناك من هو صادق فى كل شىء